أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا شعيب أنبأنا الليث عن عقيل حدثني ابن شهاب عن سعيد، وأبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وابن أبي حثمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (لم يسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قبل السلام ولا بعده)].
فقول النسائي رحمه الله: الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين، أي: سجدتي السهو، وذلك في حديث أبي هريرة فيما يتعلق بالقصة التي فيها قول ذي اليدين له: (يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت)؟ فإنه جاءت طرقٌ فيها أو في بعضها اختلاف عن أبي هريرة فيما يتعلق بالسجدتين، وأكثر الطرق على أنه سجد سجدتين، منها ما نص فيه: أنه بعد السلام، ومنها ما أطلق، وقد جاء في بعض الروايات أو جاء في هذه الطريق التي ذكرها المصنف: أنه لم يسجد يومئذ قبل السلام ولا بعده، وعلى هذا يكون ذلك مناقضاً لما جاءت به الروايات الكثيرة من حصول السجود للسهو بعد السلام.
والإسناد إلى أبي هريرة في هذه الطريق إسناد صحيح، فتعتبر شاذة، يعني هذه الطريق التي فيها نفي السجود قبل السلام أو بعده، تعتبر شاذة، فلا يعول عليها؛ لأنها مخالفة للطرق الكثيرة المتعددة التي فيها التصريح بما يناقض ما جاء في هذه الطريق، وهو حصول سجود السهو بعد السلام.
فقول أبي هريرة هنا فيما جاء بهذا الطريق: (لم يسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قبل السلام، ولا بعده)، هو نفي لسجود السهو في هذه الحال التي سلم فيها من نقص، ثم استكمل النقص، وأنه لم يحصل سجود، ما جاء في هذه الطريق معارض للطرق الكثيرة التي جاء فيها إثبات السجود، فتعتبر شاذة، ومن المعلوم أن الحديث الصحيح هو: ما روي بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل، ولا شاذ، فهو يكون رجاله ثقات، ويكون السند متصلاً لا انقطاع فيه، لكن مع هذا يكون شاذاً؛ لأنه وجد فيه مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، وتكون رواية الثقات هي المحفوظة، ويقابلها رواية الثقة المخالف للثقات فيقال: لها: الشاذة، فيعلل الحديث بذلك، وتعتبر تلك الراوية التي هي شاذة لا قيمة لها، ولا عبرة بها؛ لأنها مخالفة لرواية الثقات الذين أثبتوا السجود في السهو بعد السلام.
وهو المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا شعيب].
وهو ابن الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، نبيل، فقيه، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أنبأنا الليث].
وهو الليث بن سعد، الفقيه، المحدث، الثقة، الثبت، فقيه مصر، ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عقيل].
هو ابن خالد بن عقيل الأيلي واسمه بالتصغير بضم العين وفتح القاف، واسم جده عقيل بفتح العين وكسر القاف، فالحروف في اسمه واسم جده متفقة، ولكنها مختلفة بالشكل، هو عقيل، وجده عقيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني ابن شهاب].
وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، محدث، فقيه، وإمام مشهور، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد].
وهو ابن المسيب المدني، المحدث، الفقيه، وهو من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين.
[وأبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو: ثقة، فقيه، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم؛ لأن الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، وسعيد بن المسيب هو أحد الفقهاء السبعة باتفاق، وأبو سلمة هو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[وأبي بكر]
هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو: أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الأقوال في السابع ثلاثة، الأقوال في السابع ثلاثة: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو: ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[وابن أبي حثمة].
وهو أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، الذي مر في بعض الطرق الماضية، وهو: ثقة، عابد، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: من دوس، وهو من السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه.
والإسناد كما هو واضح كلهم ثقات، محمد بن عبد الله بن الحكم هو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وهو يروي عن شعيب بن الليث بن سعد، وهو ثقة، فقيه، خرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، والليث بن سعد محدث، فقيه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وعقيل بن خالد محدث، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، والزهري إمام معروف، ومحدث، فقيه مشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، والذين روى عنهم هم ثلاثة من الفقهاء السبعة، واحد باتفاق، واثنان على خلاف في السابع، وابن أبي حثمة هو أيضاً ثقة، عابد، خرج حديثه مسلم، ثقة عارف بالنسب، أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه.
والحديث شاذ؛ لأن فيه نفيه السجود للسهو، وهو معارض لرواية الثقات الكثيرة، وهي تدل على إثبات سجود السهو بعد السلام.
أورد النسائي حديث أبي هريرة وفيه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام سجد يوم
وهو مصري، ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا عبد الله بن وهب].
وهو مصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا الليث بن سعد].
وقد مر ذكره.
[عن يزيد بن أبي حبيب].
وهو المصري، وهو ثقة، فقيه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن جعفر]
هو ابن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عراك بن مالك].
هو المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة] رضي الله عنه.
وقد مر ذكره.
أورد حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهي بمثل الطريق السابقة، وهي (أن الرسول عليه الصلاة والسلام سجد سجدتين يوم ذي اليدين بعد السلام، سجد سجدتي السهو، يوم ذي اليدين يعني في تلك القصة التي اشتهر فيها ذو اليدين بسؤاله رسول الله عليه الصلاة والسلام (هل قصرت الصلاة أو نسيت يا رسول الله؟) وقال: بمثله، يعني: بمثل المتن السابق، وكلمة مثله إذا جاءت يراد بها أن المتن مطابق للمتن، المتن الذي لم يذكر مطابق للمتن المذكور قبل ذلك، باللفظ، والمعنى، أما إذا كان المعنى متحد، واللفظ مختلف؛ فإنه يقال: نحوه أو بنحوه، وهذا هو الفرق بين كلمة: بمثله، وبين كلمة: بنحوه أو نحوه؛ فإن كلمة مثله تعني المماثلة في اللفظ، والمعنى، ونحوه تعني الاتفاق في المعنى مع اختلاف في الألفاظ.
قوله: [أخبرنا عمرو بن سواد أخبرنا ابن وهب].
وقد مر ذكرهما.
[حدثنا عمرو بن الحارث].
هو المصري، وهو محدث، ثقة، فقيه، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثني قتادة].
هو ابن دعامة السدوسي المصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن سيرين].
هو المصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وفيه (أن النبي عليه الصلاة والسلام سجد في وهمه)، يعني: نسيانه، سجد (بعد التسليم)، يعني: في قصة ذي اليدين، وأن سجوده كان بعد التسليم، وكان ذلك بسبب النسيان، وكان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، يظنون أن الصلاة قد قصرت؛ لأنهم في زمن التشريع، مع أن هناك فرقاً بين الأربع والثنتين، لكن ما قالوا شيئاً؛ لأن الزمن زمن التشريع، فكانوا يظنون أن الصلاة قصرت، حتى سأل ذو اليدين رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخبره بأنه قد حصل النسيان، فقال الصحابة: (بل كان بعض ذلك يا رسول الله)، وذلك عندما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: (صدق ذو اليدين)، فقام، وصلى الذي بقي من صلاته وسجد بعد التسليم، وهنا أتى بالحديث مختصر وقال: (إن النبي عليه الصلاة والسلام سجد في وهمه سجدتين بعد التسليم)، يعني: في نسيانه في صلاته، حيث سلم من ركعتين والصلاة رباعية، فهو دال على ما دل عليه الحديث الذي قبله والأحاديث الأخرى من أن النبي عليه الصلاة والسلام سجد بعد التسليم.
وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا بقية].
وهو ابن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السند الأربعة.
[حدثنا شعبة].
وهو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلا صيغ التعبير وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[وحدثني ابن عون، وخالد الحذاء].
وكلمة (وحدثني) هذه تعني أنه عنده أحاديث متعددة عن ابن عون وعن خالد الحذاء، فهناك أحاديث قبل هذا الحديث، فأشار إلى أنهم حدثوه بأحاديث، وأن من تلك الأحاديث هذا الحديث، ولهذا أتى به بهذه الصيغة، وهي قوله: وحدثني، معناه أنه حدث بأحاديث ترك تلك الأحاديث التي ليست مناسبة لهذا الموضع، وأتى باللفظ الذي يشعر بأن هناك أحاديث أخرى، وأن هذا الحديث معطوف عليها، هذا الحديث المذكور معطوف على تلك الأحاديث التي لم تذكر.
[وابن عون].
هو عبد الله بن عون البصري، وهو ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[وخالد الحذاء].
هو خالد بن مهران البصري، وهو ثقة، يرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وقيل له: الحذاء، ليس لكونه يبيع الأحذية، ولا لكونه يصنعها؛ لأن هذا هو المتبادر إلى الذهن، إذا قيل: الحذاء، الذي يتبادر إلى الذهن أنه إما يصنع الأحذية، أو أنه يبيع الأحذية، لكن ليس هذا، ولا هذا، وإنما كان يجالس الحذائين فنسب إليهم، وقيل له: الحذاء، وهذا الذي يقولون عنه نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن ؛ لأن الذي يسبق إلى الذهن أنه حذاء بالفعل، ولكن هذه النسبة نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن.
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، ويتعلق بسجود السهو، وهو (أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بهم فسها فسجد سجدتين ثم سلم)، وهذه الطريق مختصرة توضحها الطريق التي بعدها، وأنه سها عن نقصان، وأنه كمل ذلك النقصان ثم سلم ثم سجد ثم سلم، فيكون هذا التسليم الذي جاء في الحديث يراد به التسليم الذي بعد سجود السهو، والرواية التي بعد هذه الرواية تبين أن هناك سلام قبل سجود السهو، وسلام بعد سجود السهو، يعني السلام حصل مرتين، مرة قبل سجود السهو، ومرة بعد سجود السهو، فقوله: (سجد سجدتين ثم سلم)، لا يعني أن سجود السهو قبل السلام كما قد يتبادر؛ لأن الرواية التي بعدها تبين، وهو (أنه سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم)؛ لأن السهو كان عن نقصان، أكمل هذا النقصان، ثم سلم ثم سجد بعد السلام، ثم سلم بعد سجود السهو، فالسلام حصل مرتين.
هو محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، وهو الزهري، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري].
وهو البصري القاضي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني أشعث].
وهو ابن عبد الملك الحمراني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن محمد بن سيرين].
وقد مر ذكره.
[عن خالد الحذاء].
وقد مر ذكره أيضاً.
[عن أبي قلابة].
وهو عبد الله بن زيد الجرمي البصري، وهو ثقة، يرسل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[يروي عن عمه أبي المهلب الجرمي].
وقد اختلف في اسمه على أقوال كثيرة، ولكنه مشهور بكنيته أبو المهلب، وهو: الجرمي، وهو عم أبي قلابة، أبو قلابة يروي عن عمه أبو المهلب، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
محمد بن عبد الله الأنصاري يروي عن أشعث، وكذلك ابن سيرين يروون عنه، وهما اثنان ،وفي طبقة واحدة، يروي عنهم الأنصاري.
[عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران].
أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمران بن حصين].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي حديث عمران بن حصين من طريق أخرى، وفيه أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى ثلاث ركعات، وسلم من ثلاث ركعات، وأنه دخل منزله، وأنه قال له الخرباق، وهو أيضاً ذو اليدين، وهذا اسمه، الخرباق بن عمرو، يطلق عليه ذو اليدين، فقال له: (أنقصت الصلاة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم)، فقام وصلى ركعة البقية ثم سلم، ثم سجد السجدتين ثم سلم.
وهذا الحديث أو هذه الطريق تخالف الطرق الماضية من أن السلام كان من ركعتين، وهنا يفيد أن السلام كان من ثلاث، وتلك الطرق تفيد (أنه قام وجلس في المسجد إلى خشبة معروضة، واستند عليها)، وهذه الطريق تفيد بأنه دخل منزله، وأنه خرج من منزله، فمن العلماء من قال: يحتمل تعدد القصة، ومنهم من قال: إنها متحدة، ولكن حصل في بعضها شيء من الخطأ، يعني: من حيث ذكر المنزل، وذكر الصلاة، والذي كثرت فيه الروايات وتعددت هو أنه كان من اثنتين، وأنه جلس في المسجد، وأنه ما خرج إلى بيته، فيحتمل إما التعدد، وإما أن يكون هناك خطأ في هذه الرواية والله تعالى أعلم، والحديث ثابت من حيث الإسناد، وهو متفق مع ما تقدم من حيث الإتيان بما نقص، ومن حيث وجوب سجود السهو بعد السلام.
وهو أحمد بن المقدام، وهو ثقة، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن يزيد بن زريع].
وهو يزيد بن زريع البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران].
وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب إتمام المصلي على ما ذكر إذا شك، يعني بهذه الترجمة أنه إذا حصل شك فإنه يبني على اليقين، ثم يأتي بالشيء الباقي بعد ذلك البناء، وذلك كأن يعتريه شك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً، فليعتبرها ثلاثاً، لا يعتبرها أنها أربعاً؛ لأنه يلغي الشك؛ لأن المشكوك الرابعة، والمتيقن الثلاث، الثلاث متيقنة، والرابعة مشكوك فيها، فيبني على ما استيقن، وهو أنها ثلاث، وهي الأقل، ويضيف الركعة الباقية، فتكون النتيجة إما أن يكون قد صلى خمساً، وإما أن يكون قد صلى أربعاً؛ لأنه بنى على الذي في ذهنه أنها ثلاث، فقد تكون أربعاً، وقد تكون ثلاثاً، لكنه يبني على الأقل الذي هو متيقن، ويأتي بركعة؛ فإن كانت ثلاثاً، فهذه الركعة هي الرابعة، وإن كانت أربعاً، فتكون ركعة خامسة، فيسجد سجدتين للسهو، وتكون هاتان السجدتان شفعتا صلاته، وإن كان صلى أربعاً ما فيه زيادة، كانت السجدتان ترغيماً للشيطان الذي يشوش على الإنسان في صلاته، ويلبس عليه فيها؛ فإنه يؤتى بهاتين السجدتين لتكون جبراً لما حصل من سهو، ويكون في ذلك إرغاماً للشيطان الذي شوش عليه في صلاته، ولبس عليه في صلاته، حتى شك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً، وهذا فيما إذا لم يغلب على الظن ترجيح.
أما وحيث بقي الشك، فإنه يبني على اليقين، واليقين هو الأقل، إذا كان شك بين ثلاث أو أربع، فالثلاث مؤكدة، ومتيقنة، والرابعة مشكوك فيها، لا يبني على الأكثر، وإنما يبني على الأقل الذي هو المتيقن، وهكذا يعني فيما يتعلق بالأمور التي فيها عدد، عندما يشك الإنسان يبني على اليقين اللي هو الأقل.
هو يحيى بن حبيب بن عربي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا خالد].
وهو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عجلان].
وهو محمد بن عجلان المدني، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن زيد بن أسلم المدني].
وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء بن يسار الهلالي].
مولى ميمونة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سعيد الخدري].
وهو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وهم الذين جمعهم السيوطي في الألفية بقوله:
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة والنبي
أورد النسائي حديث أبي سعيد من طريق أخرى، وهي مثل الطريق السابقة.
قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].
وهو القشيري النيسابوري، شيخ لمسلم، أكثر من الرواية عنه، وهو: يوافق مسلماً في كونه من قبيلته ومن بلده، مسلم قشيري نيسابوري، ومحمد بن رافع قشيري نيسابوري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا حجين بن المثنى].
ثقة، أخرج حديثه الجماعة إلا ابن ماجه، مثل تلميذه محمد بن رافع.
[حدثنا عبد العزيز].
وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد].
وقد مر ذكرهم بالإسناد الذي قبل هذا.
الجواب: الرداء كما هو معلوم هو الذي يوضع على الكتفين، والإزار هو الذي يكون على النصف الأسفل من الإنسان، والرسول عليه الصلاة والسلام جاء عنه الأحاديث الدالة على أن الإنسان لا ينزل ثيابه إلى ما تحت الكعبين، بل لباسه يكون فوق الكعبين ولا ينزل عنهما، فيمكن أن يكون هذا الذي حصل في هذا الحديث، يعني أنه ارتخى أو أنه انطلق منه في تلك الحالة التي خرج عليها، ومن المعلوم أن الشيء إذا حصل غير مقصود ثم تدورك، لا يكون متعمداً؛ لأنه كما هو معلوم قد يحصل أحياناً أن الإنسان يحرص على عدم نزول الثياب، ولكنها قد تنزل على سبيل الاسترخاء، مثلما جاء في قصة أبي بكر رضي الله عنه، قال: إن إزاري يسترخي، يعني: أنه يحصل من غير اختياره.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر