أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا بهز حدثنا شعبة أخبرني زبيد سمعت الشعبي يقول: حدثنا البراء بن عازب عند سارية من سواري المسجد، قال: (خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نذبح، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم يقدمه لأهله، فذبح
يقول النسائي رحمه الله تعالى: الخطبة يوم العيد، أي: الخطبة مشروعة يوم العيد، فيبدأ بالصلاة ثم يؤتى بالخطبة، فهي سنة ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد أورد النسائي حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بالناس يوم العيد ثم خطب، فقال: [(إن أول شيء نبدأ به الصلاة ثم نذبح، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم يقدمه إلى أهله)]، أي أن وقت الذبح إنما يبدأ بعد الفراغ من الصلاة، ولا يجوز للإنسان أن يذبح الأضاحي قبل الصلاة، وإذا كان ذبحها قبل الصلاة فهي ليست أضحية وإنما تعتبر طعاماً قدمه إلى أهله كالطعام الذي يقدمه لهم في الأيام المختلفة من أيام السنة؛ لأنه لا يعتبر قربة ولا يعتبر أضحية إلا إذا ذبح بعد صلاة عيد الأضحى.
ثم إن واحداً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أبو بردة بن نيار كان قد ذبح قبل الصلاة ولما سمع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته قال: (إن عندي عناقاً هي خير من مسنة)، يعني أنه يريد أن يذبحها بدل تلك الذبيحة التي ذبحها قبل الصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: (اذبحها ولن توفي عن أحد بعدك)، وفي بعض الروايات: (ولن تجزئ عن أحد بعدك)، أي أن النبي عليه الصلاة والسلام رخص له أن يذبح هذه الذبيحة التي هي دون الإجزاء -بمعنى أن يذبح جذعة من المعز وهي لم تبلغ سن الأضحية- فهذا حكم خاص بـأبي بردة بن نيار؛ لأنه ذبح قبل أن يعلم الحكم، ولما علم الحكم في الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين له أنه إنما ذبح كما جاء في بعض الروايات (لتكون أضحيته أول لحم يقدم بعد الصلاة)؛ لأن الذي دفعه إلى المبادرة أن الناس قد اشتهوا اللحم، فعندما يأتون من الصلاة وإذا اللحم قد فرغ منه وقد طهي فيقدمه فتكون أضحيته أول شيء يؤكل، فعلم في الخطبة أن الذبح قبل الصلاة ليس أضحية وإنما هو ذبيحة كالذبائح التي تكون في أيام السنة.
فقال: (إن عندي عناقاً) يعني يمدحها ويثني عليها، وإنها خير من مسنة أفتجزئ لو ذبحتها بدل الذبيحة التي ذبحتها قبل الصلاة؟ قال: (نعم ولن توفي عن أحد بعدك)، وفي بعض الروايات: (ولن تجزئ -يعني تقضي- عن أحد بعدك)، معنى هذا: أن من ذبح قبل الصلاة غير هذا الرجل ثم احتاج إلى أن يأتي بشيء بدل فإنه لا يجزئه إلا ما يجزئ في الأضحية، وهي ما تم لها سنة من المعز بخلاف الضأن فإن الضأن يجزئ في الأضحية ما له ستة أشهر وهو الجذع، ولكن الجذع من المعز لا يجزئ والجذع من الضأن يجزئ كما جاءت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويوضح هذا: الأثر الذي جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه وذلك أن أبا موسى جاء إلى باب عبد الله بن مسعود وإذا الناس مجتمعون عند بابه ينتظرون خروجه ليرافقوه إلى المسجد وليسألوه عن العلم وليتعلموا منه، فجاء أبو موسى وقال: أخرج أبو عبد الرحمن ؟ قالوا: ما خرج، ولما خرج أبو عبد الرحمن قال له: إنه حصل كذا وكذا، وإن في المسجد أناساً يتحلقون ومعهم حصى وفي كل حلقة واحد يقول: سبحوا مائة، هللوا مائة، كبروا مائة، فقال: ماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئاً ولكن أنت تراهم، فلما ذهب إليهم قال: ألا قلت لهم: عدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. فجاء إليهم ووقف عليهم وقال: ما هذا؟ إما أن تكونوا على طريقة أهدى مما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أنكم مفتتحوا باب ضلالة؟! -أي واحدة من اثنتين: إما هذه وإما هذه- قالوا: سبحان الله، يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال: وكم من مريد للخير لم يصبه. يعني أن العمل إذا وقع غير مطابق للسنة فإنه لا يعتبر ولو كان قصد صاحبه حسناً.
وهذا صحابي من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ذبح أضحيته قبل الصلاة، وكان قصده أن الناس قد احتاجوا اللحم واشتهوا اللحم، فإذا فرغوا من الصلاة وإذا أضحيته قد فرغ من طبخها فيقدمها فتكون ذبيحته أو أضحيته أول شيء يؤكل، وهذا قصد طيب، ولكن لما كان الفعل غير مطابق للسنة -وهو أن الذبح وقع قبل وقته- لم يعتبر هذا العمل الذي عمله، وصارت شاته شاة لحم وليست شاة أضحية التي هي قربة يتقرب بها إلى الله عز وجل، فهذا الحديث أو هذه القصة تدل دلالة واضحة على هذا المعنى، وهو أن العمل من شرط قبوله: أن يكون مطابقاً للسنة.
ومن المعلوم أن دين الإسلام بني على أساسين: أن يكون العمل لله خالصاً، وأن يكون على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فإن اختل واحد منهما فإنه لا يقبل العمل وإن كان خالصاً لله؛ لأنه مبني على بدعة وليس على سنة، ولو وقع العمل مطابقاً للسنة، ولكن أشرك مع الله غيره فإنه أيضاً لا يقبل؛ لأنه لم يخلص لله ولم يفرد الله عز وجل به، بل جعل مع الله شريكاً فيه، فلا بد في العمل المقبول عند الله أن يكون لله خالصاً وأن يكون لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مطابقاً وموافقاً، ولهذا جاء، عن الفضيل بن عياض رحمة الله عليه أنه قال في قول الله عز وجل: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2]، فقال: العمل الأحسن هو ما كان خالصاً صواباً، فالخالص ما كان لله والصواب ما كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والدليل على أن العمل إذا كان غير مطابق للسنة يكون غير معتبر قوله عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، وهذا لفظ متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة، وفي رواية عنها في صحيح مسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وهذا أعم من الأول؛ لأنه -أي من عمل عملاً- سواءً كان هو المحدث له أو مسبوقاً إلى إحداثه ولكنه تابع غيره فيه، فمن عمل عملاً أعم ممن أحدث في أمرنا؛ لأنه يشمل ما إذا كان الذي عمله محدثاً له أو كان متابعاً لغيره فيه، فإنه عليه الصلاة والسلام قال: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية لـمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
والحديث فيه مشروعية الخطبة للعيد، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب للعيد وخطبته قبل الصلاة، وأن مما تشتمل عليه الخطبة في عيد الأضحى بيان أحكام الأضاحي وما يتعلق بها، كما أن صلاة عيد الفطر يكون فيها بيان شيء من أحكام العيد وشيء مما يتعلق بزكاة الفطر وإظهار شكر الله عز وجل على نعمة إتمام الصيام وعلى أداء تلك العبادة العظيمة التي هي الصيام.
فهذا الحديث كان أو الخطبة كانت يوم عيد أضحى، فكان في بيانه عليه الصلاة والسلام في خطبته شيء يتعلق بالأضاحي وبأحكام الأضاحي ووقت الأضحية -أي: ابتدائه- وأما نهايته فهو آخر أيام التشريق الثلاثة؛ لأن أيام الذبح أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام من بعد يوم العيد التي هي أيام التشريق.
وهو محمد بن عثمان الثقفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[حدثنا بهز].
وهو بهز بن أسد العمي البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وهو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني زبيد].
زبيد، وهو ابن الحارث اليامي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت الشعبي].
الشعبي، هو عامر بن شراحيل الشعبي، وهو ثقة، فقيه، وإمام مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي تؤثر عنه الكلمة المشهورة في بيان حقيقة الرافضة وبعدهم عن الحق والصواب، وهي أن اليهود والنصارى فاقوا الرافضة بخصلة -أي تميزوا عليهم وصاروا أحسن منهم وهم يهود ونصارى أحسن من الرافضة في خصلة من الخصال- وهي أن اليهود لو قيل لهم: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب موسى، والنصارى لو قيل لهم: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب عيسى، والرافضة لو قيل: من شر أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب محمد. فهذا حال الصحابة عندهم وأنهم شر هذه الملة، وهذا الكلام الذي قاله الشعبي، قاله في رافضي له شعر يقطر من الحقد، والذم، والشتم، والعيب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة طويلة، يقول فيها هذا المعنى الذي قاله الشعبي، فهو يقول في قصيدته:
أهم خير أمة أخرجت للناس هيهات ذاك بل أشقاها
فسبب الكلام الذي قاله الشعبي، هو ما قاله هذا الرافضي الخبيث، وكان مما قاله وهو دال على منتهى وقاحته وخبثه في بيت من أبيات تلك القصيدة الخبيثة: إن سورة براءة لم تأت في أولها بسملة؛ لأنه ذكر فيها أبو بكر. يعني: هذا هو السبب الذي لم يبسمل في سورة براءة في أولها، ونقول: إن أبا بكر رضي الله عنه ذكر فيها لكن بأحسن الذكر، سماه الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأطلق الله عليه هذا الوصف حيث قال: إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ [التوبة:40]، يعني: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبه، فسماه الله صاحب رسول الله وأطلق عليه أنه صاحب رسول الله، وهو وصف حصل من الله تبارك وتعالى لـأبي بكر رضي الله عنه.
ثم أيضاً قال: ثَانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة:40]، يعني: أن الله عز وجل ثالثهما كما جاء في الحديث عندما جاء الذين يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الغار، ووقفوا عند باب الغار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يرون أقدامهم، فقال أبو بكر: (لو أبصر أحدهم إلى موضع قدمه لرآنا، قال: يا
الحاصل: أن سبب هذه الكلمة المأثورة عن الشعبي هو ما قاله رافضي في قصيدته.
أهم خير أمة أخرجت للناس هيهات ذاك بل أشقاها
أي بل أشقى أمة أخرجت للناس والعياذ بالله، وهذا هو الضلال وهذا هو العمى، والمسلم عندما يسمع مثل هذا الكلام يحمد الله عز وجل ويشكره، ويكثر من الدعاء بأن يقول: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8] لا شك أن هذا من زيغ القلوب وهذا من الخذلان وهذا من الحرمان، أن تلوك الألسنة أعراض أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام الذين اختارهم الله لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام والجهاد معه والذب عنه ونشر الدين، وكونهم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الناس، ولم يعرف حق وهدى إلا عن طريقهم، ثم يأتي من خذله الله ويقول مثل هذا الكلام الوقح الساقط الهابط الذي يدل على أن من قاله قد بالغ في الجناية على نفسه وألحق الضرر أو سعى في إلحاق الضرر الكبير على نفسه، نسأل الله السلامة والعافية.
عامر بن شراحيل الشعبي هو الذي قال هذه الكلمة، وقد ذكرها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في أول كتاب منهاج السنة، وكما قلت: سبب هذا الكلام الذي قاله هو ما تفوه به ذلك المخذول في تلك القصيدة، ومنها ذلك البيت الذي فيه ذم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ووصفهم بأنهم أشقى هذه الأمة والعياذ بالله، وبهذا يصدق قول الشعبي: إن اليهود والنصارى فاقوا الرافضة، أولئك قالوا: أصحاب موسى هم خير أمتهم، والنصارى قالوا: أصحاب عيسى خير أمتهم، وهذه الأمة التي وفقها الله عز وجل -وهم من سار على نهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم- يقولون: خير هذه الأمة أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مثلما قالت اليهود والنصارى عن أصحاب النبيين الكريمين موسى وعيسى، يقول أهل السنة والجماعة -أهل الحق-: إن أصحاب رسول الله هم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، فخير الأمة بعد النبيين والمرسلين أصحاب رسول الله؛ لأن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس، وخير هذه الأمة أصحاب رسول الله، أما أولئك المخذولون فيقولون: إنهم شر أهل الملة والعياذ بالله.
وحديث الشعبي أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن البراء بن عازب].
والبراء بن عازب، صحابي ابن صحابي، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و
أورد النسائي هذه الترجمة وهي باب صلاة العيدين قبل الخطبة، أي أن الصلاة تسبق الخطبة، هذه هي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأورد حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم و
إسحاق بن إبراهيم هو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، ثبت، إمام مجتهد، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه.
[أخبرنا عبدة بن سليمان].
عبدة بن سليمان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
عبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، الذي يقال له: العمري، وهو المصغر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عمر].
عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما هو صحابي جليل، وأحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج العنزة يوم الفطر ويوم الأضحى يركزها فيصلي إليها)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الصلاة في العيدين إلى العنزة -أي إلى سترة- والعنزة هي عصا في رأسها حديدة تغرز في الأرض فتكون قائمة وتكون سترة للإمام، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى عنزة، وفي العيدين الأضحى والفطر، كان يخرج معه العنزة ليجعلها سترة له.
وقد مر ذكره.
[أخبرنا عبد الرزاق].
هو ابن همام الصنعاني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا معمر].
وهو ابن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أيوب].
وهو ابن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، حجة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهما.
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سفيان بن سعيد عن زبيد اليامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال: (صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان تمام ليس بقصر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي باب عدد صلاة العيدين -أي: عدد ركعاتها، وأن صلاة العيدين ركعتان- وأورد فيه حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال: [(صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، وصلاة السفر ركعتان، تمام غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم)]، والحديث سبق أن مر، وفيه رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر، وقد قال النسائي فيما مضى: إنه لم يسمع منه. لكن هذا الحديث جاء أنه سمعه منه، والحديث واضح الدلالة على الترجمة من جهة أن صلاة العيد ركعتان، الأضحى ركعتان، والفطر ركعتان، وقد تقدم الحديث في الجمعة وتقدم في القصر في السفر.
وهو البصري، وهو صدوق، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا يزيد بن زريع].
هو يزيد بن زريع البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان بن سعيد].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد].
وهو ابن الحارث اليامي، وقد تقدم ذكره قريباً، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن أبي ليلى].
هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه].
وهو أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين، صاحب المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان حدثني ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله، قال: (خرج
أورد النسائي هذه الترجمة وهي القراءة في صلاة العيدين بقاف واقتربت الساعة وانشق القمر، وأورد فيه حديث أبي واقد الليثي رضي الله تعالى عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ في العيد بسورة قاف واقتربت الساعة وانشق القمر. وهاتان السورتان اشتملتا على بيان المبعث والمعاد وعلى ذكر أخبار الأمم الماضية -يعني إحدى السورتين اشتملت على أخبار الأمم الماضية على سبيل التفصيل، وسورة قاف ذكرتها على سبيل الإجمال- فمن أجل ذلك كان عليه الصلاة والسلام بقراءته لهاتين السورتين يذكر الناس بما اشتملتا عليه من العبر ومن الأحكام ومن التذكير بالوعد والوعيد وذكر ما يحصل بعد الموت وما حصل للأمم السابقة التي كذبت الرسل وكيف آل أمرها إلى أن أهلكت؛ لأنها لم تستجب للرسل، فهاتان السورتان مشتملتان على أمور عظيمة، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهما في العيدين.
هو الجواز، الأغلب أنه الجواز المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.
[عن سفيان].
هو ابن عيينة المكي، وهو ثقة، ثبت، حجة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ضمرة بن سعيد].
وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين.
[عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه].
وعمر رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي عن الذي كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في العيدين؟ وهذا الإسناد فيه أن عبيد الله يروي عن عمر، وعمر سأل أبا واقد الليثي، لكن قيل: إن عبيد الله لم يدرك عمر ولم يسمع منه، فنقول: جاء في صحيح مسلم أن عبيد الله يروي عن أبي واقد وهو الذي يحكي أن عمر سأله، فعن أبي واقد الليثي. قال: سألني عمر عن كذا. هذا هو الذي في صحيح مسلم، يعني أنه من رواية عبيد الله عن أبي واقد، فعلى هذا يكون الحديث متصلاً كما هو في صحيح مسلم.
ثم الحديث معلوم لأن عمر رضي الله عنه كان قد حضر صلاة العيد مراراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف يسأل أبا واقد الليثي عما كان يقرؤه الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وقد أجيب عن هذا الاستشكال: بأن عمر رضي الله تعالى عنه أراد أن يختبر أبا واقد ليعلم ماذا عنده لا أن عمر لا يعلم ذلك الحكم، أو أنه كان عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهاتين السورتين وبسبح اسم ربك الأعلى والغاشية وأراد من غيره أن يحدث بشيء يوافقه ويتفق مع ما عنده، أو أنه نسي وأراد أن يتثبت، أو لغير ذلك من الأسباب فسؤال عمر يحتمل كذا، ويحتمل كذا، ويحتمل كذا؛ لأنه كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكون قريباً منه ويسمع الخطبة ويسمع الصلاة وما يجري في الصلاة وما يحصل في الصلاة.
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
[عن أبي واقد].
هو أبو واقد الليثي فقيل: اسمه الحارث بن عوف، وقيل غير ذلك، وهو صحابي مشهور بكنيته، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية، وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي القراءة في صلاة العيدين بسبح والغاشية، وأورد فيه حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في العيدين والجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية، وربما اجتمعت الجمعة والعيد فكان يقرأ فيهما، يعني يصلي العيد ويقرأ فيه بهاتين السورتين: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية، ثم بعد ذلك عندما تأتي الجمعة يقرأ فيها بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية.
فالحديث دال على أنه يقرأ في الجمعة وكذلك في العيدين هاتين السورتين.
وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو عوانة].
وهو الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبي عوانة.
[عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر].
هو إبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[يروي عن أبيه].
وهو محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[حبيب بن سالم].
وهو مولى النعمان بن بشير وكاتبه، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن النعمان بن بشير].
وهو صحابي ابن صحابي، وهو من صغار الصحابة، توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام وعمره ثمان سنوات، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر