أخبرنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن مقسم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس وبسبع لا يفصل بينها بسلام ولا بكلام)].
يقول النسائي رحمه الله: باب كيف الوتر بخمس، وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر. وأورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها: [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بخمس، وبسبع]، وهذا الحديث يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بخمس وبسبع لا يفصل بينها بسلام ولا بكلام؛ أي: أنه يصليها مسرودة متصل بعضها ببعض، لا يسلم إلا في آخرها، ولا يجلس إلا في آخرها، وهذا مما جاء عنه عليه الصلاة والسلام، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم من كل ركعتين، فجاء عنه الفصل، وجاء عنه الوصل في صلاة الليل، فكان يصلي اثنتين اثنتين، وفي بعض الأحيان يصلي هذا العدد مسروداً لا يفصل بين شيء منه بسلام ولا بكلام.
هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الحكم].
هو الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن مقسم]
هو مقسم بن بجرة مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه إياه، وهو صدوق يرسل، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، وليس له في صحيح البخاري إلا حديث واحد.
[عن أم سلمة].
هي أم سلمة هند بنت أبي أمية أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
هنا أورد النسائي حديث ابن عباس عن أم سلمة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم)، أي: أنه يصلها، وأنها متصلة، والسلام إنما هو في آخرها، وليس بين شيء منها، وإنما يكون في آخرها، وهو مثل الذي قبله، أو الطريق التي قبله؛ أنه كان لا يفصل لا بسلام ولا بكلام.
ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وما خرج له البخاري ولا أبو داود .
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن موسى الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن إسرائيل].
هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر، وقد مر ذكره.
[عن الحكم].
الحكم بن عتيبة قد مر ذكره.
[عن مقسم].
مقسم قد مر ذكره.
[عن ابن عباس].
هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عن أم سلمة].
قد مر ذكرها.
هنا أورد النسائي هذا الأثر عن مقسم أنه قال: [الوتر سبع ولا أقل من خمس]، ثم إن الحكم قال [فذكرت ذلك لـإبراهيم، يعني: النخعي، فقال: عمن أخذ؟ قلت: لا أدري، ثم حججت فلقيت مقسماً] الذي روى عنه، يعني: الحكم بن عتيبة روى عن مقسم، يعني: من قوله، ثم قال له: [عمن؟ قال له إبراهيم، فقال: لا أدري، ثم حج فلقي مقسماً فسأله، فقال: عن الثقة، عن عائشة وعن ميمونة]، أي: هذا الكلام الذي ذكره أن الوتر سبع ولا أقل من خمس، أسنده إلى عائشة، وميمونة، أي: من قولهما، ولم يسم الذي روى عنه مقسم، وإنما قال: الثقة، ولكن الحديث ثابت بالطرق المتقدمة الدالة على ما دل عليه هذا الأثر.
هو المعروف أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يزيد].
هو يزيد بن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان بن الحسين].
هو سفيان بن الحسين الواسطي، وهو ثقة إلا في حديث الزهري، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم في المقدمة، وأصحاب السنن الأربعة.
قد مر ذكرهما.
وعائشة، وميمونة هما من أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن وعائشة واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميمونة أم المؤمنين بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي هذا الحديث؛ وهو حديث عائشة رضي الله عنها: [أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ولا يجلس إلا في آخرهن]، وهو مثل الذي قبله، وهذا لا ينافي ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: (ما صلى أقل من سبع، ولا زاد على أكثر من ثلاثة عشرة ركعة)؛ لأنه يمكن أن يكون المقصود من قوله: [يوتر بخمس]، أنه يأتي بها مسرودة في آخر الوتر، وأن يكون قبلها شيء؛ لأنه جاء أن النبي عليه الصلاة والسلام ما نقص عن سبع، وما زاد على ثلاث عشرة ركعة فأقل شيء صلاه في ليلة واحدة من صلاة الليل سبع، وأعلى شيء صلاه ثلاث عشرة ركعة، وهنا قال: [يوتر بخمس]، فمعنى هذا أنه يصليها مسرودة، ولا ينفي أن يكون قبلها ركعتان أو أربع، وبهذا يوفق بين ما جاء من أنه ما نقص عن سبع، وبين ما جاء هنا من أنه كان يوتر بخمس لا يجلس إلا في آخرها.
هو ابن بهرام الكوسج المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.
[أخبرنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، ثبت، عارف بالرجال والعلل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وهو ثقة، ثبت، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام بن عروة].
هو هشام بن عروة بن الزبير، وهو ثقة، ربما دلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين؛ وهم: عبيد الله بن عبد الله بن مسعود وعروة بن الزبير هذا، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: إن السابع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: إن السابع: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أن السابع: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، والذي معنا في الإسناد هو أحد الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة.
[عن عائشة أم المؤمنين].
هي خالته؛ لأن عروة بن الزبير أمه أسماء بنت أبي بكر، وهو يروي عن خالته عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن، وصلى ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم، فتلك تسع يا بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها). مختصر خالفه هشام الدستوائي].
أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: كيف الوتر بسبع؟ وأورد فيه حديث عائشة رضي الله عنها: [أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسن صلى سبعاً لم يجلس إلا في آخرها، ثم صلى بعدها ركعتين]، فتكون تسعاً؛ أي: الوتر، إنما هو سبع، وركعتان بعد الوتر التي جاء في بعض الروايات: [أنه كان يصليها وهو جالس]، وهذا العدد الذي هو سبع ركعات يوتر بها، هي أقل ما صلاه رسول الله عليه الصلاة والسلام من صلاة الليل، وكما قلت: هذا هو الأقل، والأكثر هو ثلاث عشرة ركعة، والغالب بل الذي جاء عن عائشة أنه ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، فأقل شيء هو سبع وأكثر شيء هو ثلاثة عشرة، وأغلب شيء هو إحدى عشرة ركعة.
(وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها) أي: كان عليه الصلاة والسلام يداوم على العمل، ويرشد إلى المداومة على العمل؛ لأنها أحب العمل إلى الله، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل)، والأحب إلى الله هو الأحب إلى رسول الله، فكان يحب أن يداوم على الشيء، وأحب شيء إلى رسول الله العمل الدائم كما جاء ذلك في حديث سابق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي مات فجأة في الصلاة وهو يصلي بالناس، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره لسورة المدثر، قال: إن زرارة بن أوفى كان يصلي بالناس الصبح، فقرأ سورة المدثر، فلما جاء عند: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، شهق ثم وقع مغشياً عليه فمات رحمة الله عليه.
[عن سعد بن هشام].
هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.
هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، [أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع لا يجلس إلا بعد الثامنة، فيجلس فيذكر الله عز وجل، ثم ينهض دون أن يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يجلس فيذكر الله عز وجل، ثم يسلم تسليمة يسمعنا]، وجاء في بعض الروايات: (تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتكون إحدى عشر)، فيكون إيتاره إنما هو بتسع، وما بعد ذلك ركعتان خارجة عن الوتر، أو بعد الوتر، يصليهما وهو جالس.
[فلما أسن رسول الله عليه الصلاة والسلام أوتر بسبع يجلس بعد السادسة، ثم ينهض فيصلي السابعة، ثم يجلس ويتشهد ويسلم، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين وهو جالس]، فآخر أمره عليه الصلاة والسلام: أنه لما كبر كان يوتر بسبع، ويصلي بعدها ركعتين اللتين كان يصليهما وهو جالس صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
هو السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، وقد مر كثيراً أن النسائي يروي عنه مباشرة وبدون واسطة، ولكنه يروي عنه أحياناً بواسطة، وهذا منه، فإنه النسائي روى عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه بواسطة، مع أنه كثير الرواية عنه بدون واسطة.
[حدثنا معاذ بن هشام].
هو معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو صدوق ربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبي].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة].
قد مر ذكرهم.
الجواب: الحديث القدسي والقرآن، الله تعالى هو المتكلم بهما، لكن القرآن متعبد بتلاوته ومتحد به ومعجز، والحديث القدسي ليس كذلك، والحديث القدسي إذا سلم من الرواية بالمعنى، فيكون لفظه ومعناه من الله عز وجل، أما إذا دخلته الرواية بالمعنى، فإنه لا يكون لفظه من الله؛ لأن الرواية بالمعنى معناها أن الراوي رواه بالمعنى وليس بلفظه، ومن المعلوم أن الراوي إذا عرف المعنى ولكنه لم يحفظ اللفظ، فإنه يرويه بالمعنى، فيكون لفظه ليس لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعناه هو المعنى الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والأحاديث القدسية تأتي بألفاظ متعددة مما يدل على روايتها بالمعنى، وإذا كان الحديث مروياً بالمعنى لا يصلح أن يقال: إنه كلام الله لفظاً ومعنى، لكن لو علم بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا لفظه، ولم يرو بالمعنى، فإنه يقال: لفظه ومعناه من الله عز وجل.
ومن المعلوم أن الضمائر فيه ترجع إلى الله عز وجل؛ مثل (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي)، (الصوم لي وأنا أجزي به)، فالضمائر ترجع إلى الله، وما أحد يقول هذا غير الله عز وجل، لكن هل اللفظ هو كلام الله عز وجل، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، وما دخلته رواية بمعنى، لو كان الأمر كذلك فيقال: لفظه ومعناه من الله، لكن وقد دخلت الرواية بالمعنى لاختلاف الألفاظ، مما يوضح أنه مروي بالمعنى، فعند ذلك لا يقال: إن لفظه من الله عز وجل.
الجواب: يصح، كل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال؛ هذا في بعض الأحيان، وهذا في بعض الأحيان، لكن إذا أتي بالأكمل والأتم منها فإنه يكون أولى، وإذا أتي بها في أوقات مختلفة يؤتى بهذا الذي ثبت في بعض الأحيان، فهذا حسن، لكن إذا أتي بالأكمل فهذا حسن، مثل: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، فهذه هي الصيغة التي جمع فيها بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآله وإبراهيم صلى الله عليه وسلم وآله، وهذه هي الأكمل.
الجواب: ما أدري، يكنّى، يعني: كناه كذا هذا واضح، لكن هل يُكنى ما أدري.
الجواب: ليست زوجة، وإنما هي سرية من السرايا، وليست من الزوجات، أما أمهات المؤمنين فهن زوجاته عليه الصلاة والسلام، وأما السريات فلا أدري، ما أعرف شيئاً عن إطلاق هذا الوصف عليهن، فهي ليست زوجة وإنما هي سرية.
الجواب: يمكن أن يوجد في هذا العصر أحد ما تبلغه الرسالة؛ إذا كان الناس في مكان لا يسمعون شيئاً عن العالم، ولا يتصلون بالعالم، يمكن وليس بمستحيل، وأهل الفترة هم الذين ما بلغتهم الرسالة، لكن لا يعني هذا أن الذين كانوا قبل النبي عليه الصلاة والسلام أنهم ما بلغتهم الرسالة، فإن رسالات الأنبياء بلغتهم، ودين إبراهيم كان موجوداً، وفيه من يتعبد بدين إبراهيم، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتحنث ويتعبد قبل أن يوحى إليه، وقبل أن يبعث صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
الجواب: الظاهرية هم الذين يأخذون بالظاهر، أو يجمدون على الظاهر، وهو من المذاهب المشهورة، لكن المذاهب المعروفة عند أهل السنة هي مذاهب الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، والظاهرية يذكرون أقوالهم في الكتب كثيراً، ولكن جمودهم على الظاهر، وعدم أخذهم بالقياس، يدل على مخالفتهم للمنهج الذي دل عليه الكتاب والسنة؛ لأن الشريعة كما هو معلوم جاءت باعتبار القياس بنصوص عديدة، ومسائل متعددة، وإلحاق الشبيه بالشبيه، والنظير بالنظير، والتسوية بين المتماثلات، هذا مما جاءت به الشريعة، وهم لا يقولون بهذا، وممن اشتهر بهذا المذهب ابن حزم الظاهري رحمه الله، ولكنه كان ظاهرياً في الفروع ومؤولاً في الأصول، ولو عكس القضية لكان خيراً.
الجواب: أولاً: خلاس بن عمرو موجود في التقريب. وروى له الجماعة، وقد صح أنه سمع من عمار. إذاً: يصح سماعه من أبي هريرة؛ لأن عماراً متقدم قبل أبي هريرة.
وقد جاء أظن بعض الأسانيد من رواية خلاس عن أبي هريرة. وأظنه في البخاري أيضاً، يعني: خلاس عن أبي هريرة من حيث الزمن هو مدرك، لكن هل سمع أو ما سمع؟ ما أدري، هو جاء في بعض الأسانيد، لكن هل هو مقرون خلاس مع غيره أو غير مقرون؟ لا أتذكر، وخلاس بن عمرو كان على شرطة علي.
الجواب: على كل الرسول صلى الله عليه وسلم نقل عنه التفسير، وأحسن التفسير وأصح التفسير وأولى التفسير وأفضل التفسير: تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسيره بالسنة، وكتب التفسير المبنية على الآثار مليئة من بيان تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن، وكان يسأل عن معاني أشياء فيجيب عنها، وكان كثيراً ما يسأل عن ذلك فيجيب، والرسول صلى الله عليه وسلم بين للناس ما يحتاجون إليه في أمور دينهم، فبين القرآن وبين السنة، وهو الله عز وجل قال: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]، والسنة مبينة للقرآن، ومفسرة له ودالة عليه.
الجواب: لا، ابن أبي زائدة غير، ابن أبي زائدة زكريا وولده يحيى، يعني: اثنان يقال لهم: ابن أبي زائدة.
أما قولك: أهو زكريا بن خالد الهمداني؟
فلا، ابن أبي زائدة هم هؤلاء الاثنين زكريا، وولده يحيى، هؤلاء الذين يقال لهم: ابن أبي زائدة.
الجواب: ما أدري، لكنه المقبري إذا هو سعيد بن أبي سعيد المقبري فإنه يأتي ذكره كثيراً، وهو مشهور بهذه النسبة.
الجواب: مثل ما يكبر يسلم؛ سلامه مثل تكبيره، وتنقلاته عندما يقول: الله أكبر يسلم مثلها.
الجواب: هذا حديث في صحيح البخاري موجود، ولا حجة فيه للرافضة؛ لأنه لو كان على قولهم أن الرسول كتم شيئاً من الحق ولم يبين، مع أنه قد بين عليه الصلاة والسلام، ولم يترك الناس بدون أن يبين، ولكن الذي أراده ابن عباس أنه ما ذكر هذا الذي يريد أن يقوله، لكن لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما بينه، علم بأنه قد بينه من قبل، والحديث هو ذاك الذي قال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعده أبداً)، فقال عمر: إن الرسول قد غلبه الوجع، وبعضهم قال: لا، ائتوا له بكذا، فحصل اللغط والأصوات، فقال: قوموا عني، ثم بعد ذلك قال ابن عباس: الرزية، الرزية من حال بين الرسول وبين الكتاب، وابن حجر فسر الحديث ووضحه وبين أن الذي أرد أن يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، إما أنه يتعلق بأمر الخلافة، أو أنه يتعلق بأمور أخرى في بيان شيء من أمور الدين، ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يبين شيئاً، علم بأنه لم يأت بشيء جديد، وإنما تأكيد لشيء قد سبق، وإذا كان يتعلق بالخلافة، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في أول مرضه لـعائشة: (ادعي لي أباك وأخاك لأكتب كتاباً لـ
الجواب: أقول: هذا كلام العقلانيين الذين يبادرون إلى رد الأحاديث المتفق على صحتها، ويصفونها بالوضع؛ لأنها لا تتفق مع عقولهم، ولأنهم لم يفهموها كما فهمها سلف هذه الأمة، فصار التعويل عندهم أن الشيء إذا وجدوا فيه شيئاً ما يتمشى مع العقول، من السهل عليهم أن يقولوا: هو موضوع، ولو كان في صحيح البخاري أو صحيح مسلم، والحديث في الصحيحين.
أما قول عمر رضي الله عنه في الحديث هجر الرجل: (حسبنا كتاب الله تعالى) فهو موجود في نفس الصحيح، أما كلمة هجر الرجل. فما أدري.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر