أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل)].
يقول النسائي رحمه الله: باب ذم من ترك قيام الليل. المقصود من هذه الترجمة هو: التنبيه على أن ترك قيام الليل بعد أن يكون الإنسان قد عمله، وصار من عادته أن يصلي من الليل، ثم ترك ذلك، فإن هذا مذموم، والمقصود من قيام الليل، يعني قيام بعضه، وليس قيام كله، فإن قيام كل الليل يؤدي إلى المشقة، ويؤدي إلى الترك، وكذلك القيام الطويل الكثير الذي يحصل معه الملل ثم الترك، أيضاً هذا لا ينبغي، وإنما الذي ينبغي هو: المداومة على صلاة الليل ولو كانت قليلة ،كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث قد مضى: (إن أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل)، و(سئلت
وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لـعبد الله بن عمرو (يا
ويقولون: قليل تداوم عليه خير من كثير تنقطع عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام: (يا
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه من المحافظين على قيام الليل، وقد أرشده النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الصيام صيام داود، وأنه كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، وأنه كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وفي الحديث الدلالة على أن قيام الليل ليس بواجب، وذلك أنه لو كان واجباً لما اكتفي بالإشارة إلى قوله: (لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)، ومن المعلوم أنه لا يجب شيء من الصلوات إلا الصلوات الخمس في اليوم والليلة، لكن الوتر آكد السنن، وكذلك ركعتا الفجر آكد السنن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليهما، أي: الوتر وركعتي الفجر في الحضر والسفر، (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)، وفي هذا ذم ترك العمل الصالح بعد أن يكون الإنسان قد عمله أو قام به، ثم بعد ذلك يحصل منه الترك، وهذا إذا كان المقصود من ذلك الإعراض، أما إذا حصل عنده يعني شيء من الموانع التي تقتضي ذلك، فإنه كما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام، كان إذا ترك أو إذا لم يتمكن من أداء صلاته التي كان يصليها بليل، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.
هو المروزي، وهو راوية عبد الله بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبد الله بن المبارك المروزي].
ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر جملة من صفاته في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وإذا جاء سويد بن نصر يروي عن عبد الله غير منسوب، فالمراد به ابن المبارك؛ لأنه هو راويته، وهو: مروزي كما أن عبد الله بن المبارك مروزي.
[عن الأوزاعي].
هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، فقيه الشام ومحدثها، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو أبو عمرو واسم أبيه عمرو، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وهذا نوع من أنواع علوم الحديث، وهو معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة معرفة هذا النوع، ألا يظن التصحيف فيما إذا ذكر بالكنية بدل ذكره بالنسبة، أو منسوباً إلى أبيه، وإنما ذكر اسمه وكنيته، فإن من لا يعرف أن الكنية موافقةً لاسم الأب، يظن أن (ابن) صحفت إلى (أبو)، فصار بدل عبد الرحمن بن عمرو عبد الرحمن أبو عمرو، مع أن الكل صحيح، فهو عبد الرحمن بن عمرو، وهو عبد الرحمن أبو عمرو، ولا تصحيف ولا إشكال، فمن يعرف ذلك لا يلتبس عليه الأمر، ولا يظن أن في اللفظ تصحيفاً من ابن إلى أب، بل ذكره منسوباً إلى أبيه عمرو صحيح، وذكره مكنىً، أي: عبد الرحمن أبو عمرو هو صحيح، ولا إشكال على من يعرف الحقيقة والأمر في ذلك، وهو أن الكنية وافقت اسم الأب، وقد مر بنا جملة من الأشخاص من هذا القبيل، منهم: الأوزاعي، وإسماعيل أبو مسعود البصري، وهناد بن السري، وجماعة كثيرون مر بنا ذكرهم وهم من هذا القبيل، وافقت كناهم أسماء آبائهم.
[عن يحيى بن أبي كثير].
هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، من فقهاء التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع منهم؛ لأن فقهاء المدينة السبعة كما ذكرت ذلك مراراً وتكراراً: ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع منهم فيه ثلاثة أقوال، الستة هم: عبيد الله بن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف هذا الذي معنا في الإسناد، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن عبد الله بن عمرو].
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، صحابي، ابن صحابي، وهو من صغار الصحابة، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اشتهروا بهذا اللقب، وهم من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
ومما يذكر عند ذكر عبد الله بن عمرو أنه أكبر أولاد أبيه، وقد ولد عبد الله بن عمرو لأبيه وعمره، أي: عمر والده ثلاثة عشر سنة، يعني: أنه احتلم وهو صغير، وتزوج وهو صغير، وولد له وهو صغير، أي: عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، وحديث عبد الله بن عمرو عند أصحاب الكتب الستة.
ذكر النسائي حديث عبد الله بن عمرو من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تماماً.
قوله: [أخبرنا الحارث].
هو الحارث بن أسد المصري، ثقة، أخرج له النسائي.
[حدثنا بشر بن بكر].
هو بشر بن بكر المصري أيضاً، وهو ثقة، يغرب، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ما خرج حديثه لا مسلم، ولا الترمذي.
[حدثني الأوزاعي].
وقد مر ذكره.
[حدثني يحيى بن أبي كثير].
وقد ذكره.
[عن عمر بن الحكم بن ثوبان].
صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثني أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو].
وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.
أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري حدثنا خالد بن الحارث قرأت على عبد الحميد بن جعفر عن نافع عن صفية عن حفصة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)].
ثم أورد النسائي وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع مولى ابن عمر في هذا الحديث، وقد أورد النسائي هذا الحديث من طرق متعددة، أولها هذه الطريق التي يقول فيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: [(كان يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)]، أي: ركعتي السنة، وليس المقصود من ذلك الفريضة، وإنما المقصود من ذلك بهذه الركعتين السنة التي تسبق صلاة الفجر، وهما: ركعتان خفيفتان يخففهما كثيراً، وجاء كما مر في الأحاديث: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ فيهما: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، كثيراً ما كان يقرأ هاتين السورتين، وأحياناً يقرأ آيتين إحداهما في سورة البقرة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، الآية، والثانية في سورة آل عمران وهي قوله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، الآية. فكان يقرأ هاتين السورتين أحياناً كثيرة، وأحياناً هاتين الآيتين من سورة البقرة وآل عمران.
هو محمد بن إبراهيم بن صدران، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا خالد بن الحارث].
هو خالد بن الحارث البصري وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[قرأت على عبد الحميد بن جعفر].
صدوق ربما وهم أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن نافع].
هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن صفية].
هي صفية بنت أبي عبيد الثقفية زوجة عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وقيل: إنها لها إدراك، وقال بعض العلماء: إنها ثقة، أي: أنها تابعية، وحديثها أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن حفصة].
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وأم المؤمنين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله تعالى عنها من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، (كان يركع ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر)، يعني: بذلك سنة الفجر وهما: ركعتان خفيفتان بين الأذان والإقامة، فهو مثل الذي قبله، وكذلك هذه الطرق كلها تتعلق بصلاة ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، هما سنة الفجر، وهما آكد السنن الرواتب المتعلقة بالصلاة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من الرواتب إلا على ركعتي الفجر، وعلى الوتر.
هو شعيب بن شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن البصري الدمشقي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده، وقيل: إنه توفي أبوه وهو حمل فسمي باسم أبيه، فهو شعيب بن شعيب.
[حدثنا عبد الوهاب].
هو عبد الوهاب بن سعيد، لقبه وهب، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[أخبرنا شعيب].
هو شعيب بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا الأوزاعي].
هو عبد الرحمن بن عمرو، وقد مر ذكره قريباً، وهؤلاء كلهم شاميون، الذين مروا الأربعة شاميون.
[حدثني يحيى].
هو ابن أبي كثير اليمامي، وقد تقدم ذكره.
[حدثني نافع].
نافع مولى ابن عمر، وقد مر ذكره.
عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، الصحابي الجليل، أحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عن حفصة رضي الله تعالى عنها].
وقد مر ذكرها.
ثم قال المصنف: كلا الحديثين عندنا خطأ، يعني: مما يتعلق بالإسناد، والحديثان صحيحان وثابتان.
ثم ذكر النسائي الحديث من طريق أخرى عن حفصة رضي الله تعالى عنها، و(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركع بين النداء والصلاة ركعتين خفيفتين)، المتن هو نفس المتن، وكل الأحاديث أو كل هذه الطرق، تدور على هذا المتن الذي هو: ركوع ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة قبل صلاة الفجر.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو الكوسج المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.
[حدثني يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، ثقة، ثبت، ناقد، متكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الأوزاعي].
وقد مر ذكره.
[حدثنا يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
ثم قول المصنف في الإسناد المتقدم: كلا الحديثين عندنا خطأ، ما أدري ما وجهه، مع أن الإسناد الثاني هو مثل هذا الإسناد من حيث أنه كل فيه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن ابن عمر عن حفصة، ما أدري أيش وجه الخطأ؛ لأن ذاك طبعاً فيه صفية بدل ابن عمر، يعني قد يكون يعني مثلاً: يصير فيه هذا، لكن من حيث الرواية، ومن حيث يحيى بن أبي كثير روى عن نافع عن ابن عمر.
يعني: نافع يروي عن صفية وعن ابن عمر، فالإسناد لا أدري ما وجه الخطأ الذي فيه، الذي هو الإسناد الثاني من الإسنادين المتقدمين، الذي هو الإسناد الأول، والإسناد الثاني، هذا الإسناد مثله تماماً، يعني من حيث أنه فيه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة.
الحديثين الذي مر إسنادهما أولاً: في أول الباب، الإسناد الأول والإسناد الثاني هذا المقصود بقوله: كلا الحديثين عندي خطأ، لكن الإسناد الذي بعده فيه يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر عن حفصة، لا أدري ما وجه الخطأ فيه.
قوله: [أخبرنا هشام بن عمار].
صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
هو ابن واقد الحضرمي الدمشقي، ثقة، رمي بالقدر، أخرج حديثه الجماعة. وكلمة (يعني ابن حمزة) قالها من دون هشام بن عمار، أما النسائي، أو من دون النسائي.
[حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة وهو نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكر هؤلاء جميعاً.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو الكوسج الذي مر ذكره قريباً.
[حدثنا معاذ بن هشام].
هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو صدوق، ربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبي].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن حفصة ].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد حديث حفصة من طريق أخرى، والمتن هو نفس المتن.
قوله: [أخبرنا يحيى بن محمد].
هو ابن السكن البزار البصري، وهو صدوق، أخرج له البخاري، وأبو داود ، والنسائي.
[عن محمد بن جهضم].
صدوق، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[قال إسماعيل : حدثنا].
هذا مما قدم فيه الاسم على الصيغة، يعني بدل ما يقول: قال: حدثنا إسماعيل عن عمر بن نافع، قال إسماعيل: حدثنا، وهذا يأتي في بعض الأسانيد أحياناً أنه يقدم الاسم على الصيغة، يقدم اسم الراوي على الصيغة التي قالها، أو التي قالها من دونه، وإسماعيل هو: ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمر بن نافع].
هو عمر بن نافع مولى ابن عمر، عمر بن نافع يعني أبوه مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب إلا الترمذي.
[عن أبيه نافع عن ابن عمر عن حفصة]
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث ابن عمر، وفيه التعبير بالسجدتين، والمراد بالسجدتين الركعتين؛ لأنه يطلق على الركعة أنها سجدة، فقوله: سجد سجدتين، يعني: ركع ركعتين، والمتن هو نفس المتن، إلا أن فيه ذكر السجدتين، ولا فرق بين ذكر السجدتين والركعتين.
ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.
[أخبرنا إسحاق بن الفرات].
هو إسحاق بن الفرات التجيبي المصري، وهو صدوق فقيه، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يحيى بن أيوب].
أيضاً المصري، صدوق ربما أخطأ، أخرج له أصحاب الكتب.
[حدثني يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الله بن إسحاق]
هو عبد الله بن إسحاق البصري، وهو مستملي أبي عاصم، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي عاصم].
هو الضحاك بن مخلد النبيل أبو عاصم النبيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من كبار شيوخ البخاري، النسائي لا يروي عنه إلا بواسطة، النسائي ما أدركه، وإنما يروي عنه بواسطة، وهو من كبار شيوخ البخاري.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني موسى بن عقبة].
ثقة، فقيه، إمام في المغازي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].
هو المرادي المصري، ثقة، ثبت، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم، ثقة، فقيه، صاحب الإمام مالك، وقد أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة المشهورة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
الجواب: هو كما هو معلوم، العدالة الباطنة لا يعملها إلا الله عز وجل، ما يطلع على البواطن إلا الله، وإنما هو التعديل على حسب ما يظهر للناس، فالذي علمت عدالته وظهرت عدالته، أي: ما بقي مستوراً.
الجواب: هو إذا كان أنه لا يروي إلا عن ثقة، يعني: يمكن أن يكون تعديلاً، أو توثيقاً من ذلك الشخص، لكن كما هو معلوم الراوي إذا قال: حدثني الثقة، فإنه لا يعول على كلامه؛ لأنه قد يكون ثقة عنده ومجروحاً عند غيره.
مداخلة: الآجري هل هو من المتساهلين؟
الجواب: لا أدري.
الجواب: يقف عند القبر الشريف مستقبل القبر مستدبر القبلة، فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإن أضاف إلى ذلك قوله: صلى الله وسلم وبارك عليك، وجزاك أفضل ما جزى نبياً عن أمته، فإن ذلك سائغ؛ لأن المزور يدعى له ولا يدعى، والسلام دعاء، والصلاة دعاء.
الجواب: لا، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، يعني المقصود من هذا: أنها لا تكرر الزيارة؛ لأن ذلك من اتخاذه عيداً، ثم أيضاً هناك شيء يغني عن تكرار الزيارة، وهو أن الإنسان يصلي ويسلم عليه في أي مكان، والملائكة تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السلام كما جاء في هذا الحديث: (وصلوا عليّ فإن سلامكم يبلغني حيث كنتم)، يعني: بواسطة الملائكة كما جاء في الحديث الآخر: (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)، ولهذا علي بن الحسين رحمة الله عليه، لما رأى رجلاً يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف عند فرجة عند قبره عليه الصلاة والسلام، دعاه وقال: (ألا أحدثك حديثاً سمعته عن أبي عن جدي؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، ثم قال: ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء)، أي: الكل يبلغ للرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة الملائكة.
الجواب: نعم لها فضيلة، وذلك بالنسبة للنافلة، أما الفريضة فالصفوف الأول أفضل من الصلاة فيها، وكذلك ميامن الصفوف التي تحاذيها أفضل من الصلاة فيها، وأما بالنسبة للنافلة فلها ميزة؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)، يدل على تميزها، ومن المعلوم أن النافلة هي التي يكون لها تميز فيها، وأما الفريضة كما قلت: الصفوف الأول وميامن الصفوف التي تحاذيها أفضل منها.
الجواب: ما نعلم له شروحاً، وإنما فيها المشهور، هو هاتان الحاشيتان للسيوطي والسندي.
الجواب: شفاكم الله وعافاكم، نسأل الله أن يشفيك وأن يعافيك.
الجواب: نعم سائغ، الذي يصلي مع الإمام صلاة التراويح، ثم يوتر الإمام، فإنه يشفع ركعة حتى لا يكون أوتر، وإذا حصلت الصلاة في آخر الليل يصلي معهم، ثم يوتر في آخر الصلاة آخر صلاة الليل.
الجواب: لا، ما يقال إلا في الركعة الأولى من الركعتين الأوليين، يعني: إذا شرع في صلاة الليل يستفتح، ثم بعد ذلك لا يستفتح بعد ذلك، وإنما يستعيذ بالله ويقرأ.
الجواب: لا ما تدخل، لا تدخل راتبة العشاء في قيام الليل، بل هي مستقلة عن صلاة الليل؛ لأن هذه من السنن الراتبة التي هي خارجة عن صلاة الليل.
الجواب: ما نعلم شيئاً إلا ما جاء من أن يومي الإثنين والخميس يشرع صيامهما ويستحب صيامهما، وأما كونه يصلى فيهما صلاة الاستسقاء أو تخصص، ما نعلم شيئاً يدل على هذا، بل صلاة الاستسقاء تفعل في جميع الأيام.
الجواب: السنة جاءت بقراءة هاتين السورتين، وجاءت أيضاً بقراءة آيتين من سورة البقرة وآل عمران: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، وقوله: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ [آل عمران:64]، جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا وبهذا.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر