أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله حدثتني أختي حفصة رضي الله تعالى عنها: (أنه كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)].
فهذا الحديث والأحاديث التي بعده، هي من جملة الأحاديث التي سبق أن مر عدد منها، وهي كلها عن حفصة رضي الله تعالى عنها، وقد مر جملة من الطرق المتعددة في حديث ركعتي الفجر، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، وقد مرت تلك الطرق، وهذه طرق أخرى لهذا الحديث عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عنها وعن الصحابة أجمعين.
وقد عرفنا أن ركعتي الفجر هي آكد الرواتب التي تتعلق بالصلوات، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يحافظ على شيء من الرواتب إلا على ركعتي الفجر، وكذلك على الوتر، فإنه ما كان يتركهما لا في حضر ولا في سفر، أي: أنه يداوم عليهما ويفعلهما، أي: ركعتي الفجر والوتر، سواءً كان حاضراً أو مسافراً صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا يدلنا على تأكدها، وكذلك أيضاً على أن الركعتين تكون خفيفتين، لا تطول فيها القراءة، بل تقصر فيها القراءة، والذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقرأ في هاتين الركعتين، كثيراً ما كان يقرأ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وأحياناً يقرأ بآيتين إحداهما من سورة البقرة والثانية من سورة آل عمران، آية البقرة قوله عز وجل: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، الآية، وآية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، أي: أنه كان يفعل ذلك في بعض الأحيان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
هو البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، فأبوه إسماعيل، وكنيته أبو إسماعيل، ومعرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث، فائدتها: ألا يظن التصحيف فيما لو ذكر بالكنية مع الاسم بدل النسبة مع الاسم، فيظن من لا يعرف أن هذا شخص آخر، أي: أنه مشهور بـإسماعيل بن مسعود، فإذا جاء في بعض الروايات: إسماعيل أبو مسعود، من لا يعرف يظن أن ابن صحفت إلى أبو، والواقع أنه لا تصحيف، بل هذا صواب، ولا تصحيف في شيء من ذلك.
[حدثنا خالد بن الحارث].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني العمري المصغر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو ثقة، أما أخوه عبد الله بن عمر بن حفص المكبر فهو ضعيف.
[عن نافع].
نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم].
صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، هؤلاء أربعة اشتهروا بلقب العبادلة الأربعة من الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك أيضاً هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع.
[عن حفصة].
أم المؤمنين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو: مثل الذي قبله يتعلق بصلاة الركعتين إذا طلع الفجر، صلى ركعتي الفجر السنة الراتبة التي هي تكون قبل صلاة الفجر، والتي هي: ركعتان خفيفتان.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].
هو المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[حدثنا أبي].
هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، تعمّر ما يقارب المائة، وهو من كبار شيوخ البخاري. النسائي يروي عنه بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة، وقد أقرأ القرآن نيفاً وسبعين سنة، ولهذا يقال له: المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا جويرية بن أسماء].
صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، واسمه واسم أبيه مما اتفق مع أسماء النساء؛ لأن جويرية من أسماء النساء، وأسماء من أسماء النساء.
[عن نافع عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد طلوع الفجر إلا ركعتين خفيفتين، معناه: أنه بعد أن يطلع الفجر، فالذي يصلى هو ركعتا الفجر فقط، ولا يتنفل في ذلك الوقت، لكن لو أن الإنسان صلى الركعتين في بيته، ثم جاء إلى المسجد والصلاة لم تقم، فإنه يصلي تحية المسجد؛ لأن هذه تحية المسجد، ومتعلقة بدخول المسجد، ولكن كونه يتنفل، ويأتي بركعات قبل صلاة الفجر فلا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يأتي إلا بركعتين، وهما ركعتا الفجر.
ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا محمد بن جعفر].
هو غندر البصري ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زيد بن محمد].
هو زيد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد الحديث من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عن الجميع، وهو مثل ما تقدم، كان إذا طلع الفجر أو نودي لصلاة الفجر، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة، أي: أنه بين الأذان والإقامة، أو بعد طلوع الفجر والإقامة، لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين.
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وبلخ من مدن خراسان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الليث].
هو ابن سعد المصري، ثقة، فقيه، فقيه مصر ومحدثها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث حفصة، وهو من طريق سالم عن عبد الله بن عمر، ليس من طريق نافع بل من طريق أخرى غير الطرق التي تقدمت عن نافع، فهذا من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، والطرق المتقدمة من طريق نافع مولى ابن عمر، والمتن هو مثل المتن السابق يتعلق بالصلاة ركعتين خفيفتين بعد طلوع الفجر.
هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، ثبت، مجتهد، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وهو المشهور بـابن راهويه، وهذا اللفظ الذي هو راهويه المحدثون ينطقون به هكذا فيقولون: راهويه، يعني: تكون الواو ساكنة والهاء قبلها مضمومة، والياء التي بعد الواو مفتوحة، والهاء الأخيرة تكون ساكنة، وأما أهل اللغة فيقولون: راهويه، فتكون الواو مفتوحة، والياء ساكنة، وبعدها هاء، يقولون: راهويه، يعني مختوم بويه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[أخبرنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، وصاحب كتاب المصنف"مصنف عبد الرزاق"، وهو مليء بالآثار عن الصحابة والتابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينتهي نسبه إلى زهرة بن كلاب، ويلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب، والزهري منسوب إلى جده زهرة، وهو ثقة، إمام، فقيه، من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. وهو الذي ذكر في ترجمته أنه كان يكب على الكتب يشتغل بها، فكانت زوجته تقول له: والله لهذه الكتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر، أي: أن الكتب شغله الشاغل رحمة الله عليه.
[عن سالم].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو تابعي، فقيه من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في المدينة في عصر التابعين، هو أحدهم على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه خلاف، فالمتفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: سالم بن عبد الله بن عمر الذي معنا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسالم حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[قال ابن عمر : أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عن الجميع].
وقد مر ذكرهما.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا الحسين بن عيسى].
صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، وابن ماجه.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، ثبت، حجة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: أخبرتني حفصة].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهو مثل حديث حفصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء وبين صلاة الصبح، يعني بين الأذان والإقامة يصلي ركعتين خفيفتين، فهو مثل حديث حفصة المتقدم.
قوله: [أخبرنا محمود بن خالد].
هو محمود بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا الوليد].
هو ابن مسلم الدمشقي، وهو ثقة، كثير التدليس والتسوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عمرو].
هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وهنا ذكر بكنيته فقط، وكنيته أبو عمرو، واسم أبيه أيضاً عمرو، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، مثل إسماعيل بن مسعود الذي مر بنا قريباً، ومثل هناد بن السري، كل هؤلاء أسماء آبائهم تتفق مع كناهم، أو كناهم تتفق مع أسماء آبائهم، وهنا ذكر بالكنية دون الاسم والنسب، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الدمشقي وهو ثقة، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
ومعرفة كنى المحدثين من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه في موضع، وذكر بكنيته في موضع آخر، فمن لا يعرف يظن أن هذا شخص وهذا شخص آخر.
[عن يحيى].
هو ابن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبو سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وقد مر ذكرهم قريباً، أي: الثلاثة الذين هم كل واحد قيل فيه: إنه سابع الفقهاء السبعة، وهم: أبو سلمة هذا، وسالم الذي مر ذكره قريباً، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[عن عائشة].
هي عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، التي حفظ الله بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أوعية السنة، وممن حفظ الله تعالى بها السنة، ولا سيما الأمور التي تتعلق بالبيت، وبين الرجل وأهل بيته، وهي التي أنزل الله تعالى فيها آيات تتلى من سورة النور في براءتها مما رميت به من الإفك رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي واحدة من السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة هي عائشة، وقد مر ذكرهم آنفاً.
ثم أورد النسائي حديث عائشة الذي فيه أنه كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ ثمان ركعات ثم يوتر بالتاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، وإذا أراد أن يركع قام وركع عن قيام، ثم سجد، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر، أي: ركعتي الفجر، فيكون المجموع ثلاث عشرة ركعة، وهذا الحديث قد مر قريباً في باب إباحة الصلاة بين الوتر وركعتي الفجر، إباحة الصلاة، أي: النافلة، بين الوتر وبين ركعتي الفجر، وهنا أورده من أجل الدلالة أو الاستدلال به على الإتيان بركعتي الفجر بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح.
وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا خالد].
هو ابن الحارث، وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو ابن أبي كثير.
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المتعلق بركعتي الفجر،وأنه (كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما)، وهذا مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أحمد بن نصر]
هو النيسابوري، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عمرو بن محمد].
هو العنقزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا عثام بن علي].
صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن.
[حدثنا الأعمش].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب لـسليمان بن مهران.
[عن حبيب بن أبي ثابت].
ثقة، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن جبير].
ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وهو أحد العبادلة الأربعة الذين مر ذكرهم قريباً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو مثل ما تقدم، وقول النسائي: إنه حديث منكر، لا أدري ما وجهه.
ثم أورد النسائي حديث السائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه (أن
وقوله: [(لا يتوسد القرآن)]، فسر بأنه يحتمل المدح والذم، وفسر بتفسيرين: فقيل: إنه لا يتوسد بالقرآن، أي: أنه لا ينام عن القرآن فيشتغل به، ويقرأه ويصلي من الليل، ثم ينام وقد اشتغل بالقرآن، فهو لا يتوسد بالقرآن، بمعنى أنه لا ينام عنه، وإنما يشتغل به ويُعنى به، ويقرأه، وهذا احتمال المدح، ويقابله احتمال الذم، فقوله: [(لا يتوسد بالقرآن)]، يعني: لا يحفظ شيء من القرآن، وفسر بتفسير آخر وهو أنه (لا يتوسد بالقرآن)، يعني: لا يمتهنه، بل يجله ويحترمه ويعظمه، وهذا هو احتمال جانب المدح، والثاني (لا يتوسد القرآن)، لا يكب على تلاوته، ولا يشتغل بتلاوته فيكون ذماً، يعني فسر عدم التوسد باحتمال المدح والذم، واحتمال المدح فيه معنيين، واحتمال الذم فسر بمعنيين.
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[أخبرنا عبد الله].
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ بعد أن ذكر جملةً من صفاته في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[أخبرني السائب بن يزيد].
صحابي صغير له أحاديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب السته، وهو الذي قال عن نفسه: حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمري سبع سنوات، يعني أنه في حجة الوداع وعمره سبع سنوات، فهو صحابي صغير، ولكنه سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وروى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال: ذكر عنده شريح الحضرمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وشريح ليس من رواة الحديث، وليس من رجال الإسناد، وإنما جاء ذكره من أجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة عندما ذكر له شريح.
الجواب: سبق أن مر بنا الحديث الذي فيه أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: إنه يمكن بعد الأذان، قال: وبعد الإقامة. لكنه ليس فيه دلالة على صلاة الوتر بعد طلوع الفجر.
الحديث الذي فيه: إنه كان تأخر وكانوا ينتظرونه فأقيمت الصلاة، فقال: إني كنت أصلي، فقيل له كذا، قال: حدث عن عبد الله بن مسعود أنه قال كذا. على كل؛ الحديث ما فيه دلالة على قضاء، وإنما فيه أنه كان يقضي صلاة الليل، لكنه ليس فيه القضاء في هذا الوقت، وإنما جاء أنه إذا لم يتمكن من صلاته في الليل لوجع أو غيره أو مرض، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة، والحديث سبق أن مر بنا أنه كان لا يصلي بعد الأذان إلا ركعتين خفيفتين.
الملقي: لفظ الحديث: (أنه كان في...
الشيخ: نعم، نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس فصلى، يعني: أنه قضى الصلاة بعد خروج وقتها، فإذاً: الوتر يقضى بعد خروج وقته، لكن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه يصلي الوتر في النهار، وعلى هذا من فاته الوتر فإنه يقضيه في النهار كما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، والمسألة عن طريق القياس، وقد جاء نص عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن من فاته صلاة الليل فإنه يصليها في النهار، ولكنه يصليها مشفوعة، لا يصليها على هيئة الوتر، بل يضيف ركعة حتى يكون أتى بصلاة الليل مع وترها وزيادة ركعة، يكون العدد بها شفعاً لا وتراً.
الجواب: هذا ما يؤخذ منه دليل، فكون شخص سمي بـجويرية وأبوه سمي بـأسماء هذا لا يدل على جواز ذلك، لكن أسماء النساء ما ينبغي التسمية بها؛ حتى يتميز الرجال عن النساء.
الجواب: إذا كان أبوهم أعدها للبيع ومعروضة للبيع، فإنها تزكى، والواجب أنها تزكى عندما تنتهي كل سنة، تقوم وتخرج الزكاة ربع عشر القيمة، هذا إذا كانت معروضة للبيع. أما إذا كان مجرد أنه فكر بأن يبيعها، أو قال لهم: أنه سيبيعها، وقال ذلك في وقت متأخر، فإنها لا يكون عليها زكاة إذا كان أنه ما مضى حول على إعدادها للبيع.
الجواب: نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن نزغات الشيطان، والإنسان الذي يحافظ على الصلاة عليه أن يتذكر، وأن يعرف أنه لماذا يصلي؟ فهو يصلي يرجو ثواب الله عز وجل، وما دام أنه يرجو ثواب الله، فعليه أن يخشى عقاب الله؛ لأنه بحمد الله يصلي، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، فعلى هذا الذي يصلي أن يتأمل في صلاته، ويعرف أنه إنما صلى يريد وجه الله، ويرجو ثواب الله، ويخشى عقاب الله، والله عز وجل الذي يرجى ويخشى، كذلك يخاف منه عندما يعصيه الإنسان في أي معصية من المعاصي، على الإنسان أن يكون خائفاً من الله عز وجل، وأن يتذكر عندما يهم بالمعصية وعندما يفكر بالمعصية أنه يصلي يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، فكيف يصلي يرجو الثواب ويخشى العقاب، ثم بعد ذلك يقدم على المعاصي؟! وإنما عليه أن تكون صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، كما أخبر الله عن ذلك في قوله عز وجل: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
الجواب: أظن أنه جاءت أحاديث عديدة أنه يصلي بعد الأذان، من ذلك حديث ابن عمر وحديث حفصة.
الجواب: إطالة الصلوات وتكثيرها الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء عنه أنه يسردها ويأتي بها، وإنما كان يصلي ثمانية، ولا يجلس إلا في آخرها، لكن كونه يصلي عشرين أو يصلي كذا ما جاء عنه ذلك، والصلاة ركعتين ركعتين هو الأفضل والأولى؛ لأنه أولاً أرفق، ولكونه المطابق لإرشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفعله، فهو أولى من أن يجمع الركعات المتعددة بسلام واحد، لكن إذا كان مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل ما جاء عن الرسول ثمان ركعات، فهذا جاءت به السنة، أما كون الإنسان يطيل ويأتي بركعات كثيرة، فذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأولى عدم فعله؛ لأنه أولاً أرفق بالإنسان، ولكونه أيضاً قد يحتاج إلى شيء من الراحة بين الصلوات، فيرتاح ثم يقوم للصلاة.
الجواب: إذا كان على وضوء فلا يؤثر نزعهما؛ لأن لبسهما وجوده مثل عدمه، ما دام أنه توضأ ولبسهما ولم ينقض الوضوء، فخلعهما أو عدم لبسهما، النتيجة واحدة، يعني كأنه ما لبسهما ما دام أنه على وضوء، وإنما الذي يؤثر لو خلعهما بعد نقض الوضوء، هذا هو الذي يؤثر، أما كونه على وضوء وقد خلعهما، فذلك لا يؤثر، سواءً خلعهما أو لبسهما ما دام على طهارة، النتيجة واحدة.
الجواب: عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا الفعل، ومن هذا التأخير الذي قد حصل، وأما كونه يكفر بهذا العمل لا أدري، والله تعالى أعلم.
الجواب: نعم يجزي، يجزي إخراج الرز غير مطبوخ في كفارة اليمين، أو في سائر الكفارات، ويمكن أن يكون الطعام مطبوخاً، ويمكن أن يقدم غير مطبوخ.
الجواب: إذا كان الموضوع واحداً، والحلف كله على شيء واحد، يعني كلها تتعلق بموضوع واحد، لكنه حلف ولم يكفر، ثم حلف ولم يكفر، فإذا كان الموضوع واحداً، والحلف على شيء واحد، فعليه كفارة واحدة. مثلاً: حلف على شيء واحد وكرر. لكنه إن كفر ثم حلف، فإنه يتعين عليه كفارة جديدة؛ لأن الحلف ذاك والحنث حصل له كفارة، أما إذا كان وجد الحنث، ثم حلف مرةً أخرى وهو يتعلق بنفس الموضوع، ليس بموضوع آخر، فيكفيه كفارةً واحدة، أما إن تعددت الموضوعات فكل يمين مستقلة، وعليها كفارتها.
الجواب: إذا كانت عرضت للبيع، فإنها إذا مضى عليها حول وهي معروضة للبيع، فإنها تزكى قيمتها، سواءً تم بيعها أو لم يتم بيعها، تقوم وتزكى قيمتها إذا كانت معروضة للبيع.
الجواب: نسأل الله السلامة والعافية، أولاً: عليه -أنه إذا سمع منه مثل هذا الكلام، وأنه يترتب على ذلك إعراض- أن يوصي بعض الناس الآخرين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير عليه، بأن ينصحوه، ولعل ذلك يفيد أما إذا كان يقابل بهذا الكلام ويقول له: لا أريد النصيحة، وقد يحصل منه زيادة في الشر، وزيادة في الابتعاد والنئ عن الحق، فيدعو له ولكن لا يتركه، بل يوصي من يرى أنه قد يؤثر عليه، فينصحه.
الجواب: هذه القضية يرجع فيها للقضاة.
الجواب: نعم له أن يجهر بالقراءة، وله أن يسر.
الجواب: ما أعلم كتاباً أوسع من كتاب المغني؛ ولأن كتاب المغني هو أوسع كتاب يتعلق بالفقه العام الذي يشمل فقه الحنابلة، وغير فقه الحنابلة، يذكر أقوال الصحابة والتابعين، والأئمة الأربعة وغيرهم، فهو كتاب واسع ومفيد، فهو أوسع كتاب في الفقه، ومثله في السعة كتاب المجموع شرح المهذب للنووي؛ لأنه كتاب واسع، وليس مقتصراً على مذهب الشافعية، وإنما هو مثل كتاب المغني أو كتاب المغني مثله؛ لأن كلاً منهما كتاب واسع، ومعني بذكر أقوال الفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولا يقتصر على مذهب معين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر