أخبرنا الحسين بن حريث أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو ح وأخبرني محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا يزيد حدثنا محمد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هادم اللذات) قال أبو عبد الرحمن: محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة].
أما بعد: يقول النسائي رحمه الله: كثرة ذكر الموت.
المقصود من هذه الترجمة: الاستدلال عليها بما جاء في الحديث الذي بعدها، وهو الأمر بإكثار ذكر الموت، وكثرة ذكر الموت يترتب عليها فوائد ومصالح عظيمة، وهي كون الإنسان يرجو الله ويخافه، وكثير ما تحصل الغفلة، ويحصل الوقوع في الأمور المحرمة بسبب الغفلة عن الموت، وعدم تذكر الموت، وإلا فإن الإنسان إذا تذكر الموت وما يجري بعده من القبر وعذابه، والحشر، والصراط، والميزان، والجنة، والنار، فإن من يرد الله به خيراً، فإنه يتحرك قلبه، ويتأثر من ذكر الموت، وإذا تذكر الإنسان الموت، فإنه يستعد له بالأعمال الصالحة، ويحذر من الوقوع في الأمور المحرمة وفي المعاصي؛ لأن الإنسان يجد جزاءه بعد الموت على ما قدم، إن قدم خيراً، وجد خيراً، وإن قدم شراً، وجد شراً، كما قال الله عز وجل: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه [الزلزلة:7-8]، ويقول سبحانه في الحديث القدسي: (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه).
فكثرة ذكر الموت للعبد فيها مصالح عظيمة، مصالح كبيرة، من فوائدها كون الإنسان يقدم على الطاعات، ويرعوي عن المعاصي؛ لأنه يجد الثواب على الطاعات، إذا غادر هذه الحياة، وكذلك يحذر من الوقوع في المعاصي؛ لئلا يجد العقوبة عليها بعد الموت، بل قد يجد العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة، كما أن من عمل صالحاً يجد ثوابه وأجره، أو شيئاً من أجره في الدنيا قبل الآخرة، ولهذا فإن العاقل الناصح لنفسه يتذكر الموت، وإذا حدثته نفسه بسوء فإنه يذكر الموت وما وراءه، وإذا تذكر الموت؛ فإنه يقدم على ما يعود عليه بالخير، ويحذر من الوقوع بما يعود عليه بالضرر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرشد في مناسبات كثيرة إلى ذلك.
فقد ثبت في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام جاءه رجل وقال: (يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: وماذا أعددت لها؟) أي: أن الساعة آتية وكل آتٍ قريب، وليس المهم أن يعرف الإنسان متى تأتي الساعة، وإنما المهم أن يعرف الإنسان ماذا قدم لنفسه إذا قامت الساعة، (قال: وماذا أعددت لها؟)، وهنا لفت نظره إلى الأمر المهم، فالساعة آتية، وكل آتٍ قريب، وكل إنسان يموت قامت قيامته وانتقل من الدنيا إلى الآخرة، فيجد الثواب على الخير خيراً، وعلى ما يقدمه من السوء عذاباً والعياذ بالله.
والحد الفاصل بين الدنيا والآخرة الموت، وقد جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه، كما ذكره البخاري في صحيحه عنه، أنه قال: (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل)، والعاقل يعمل في حياته الدنيوية ما يجد نتائجه الطيبة في الحياة الأخروية.
ثم أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، لما ذكر هذا الحديث قال كلاماً يظهر فرحه بهذا الحديث، أما بقية الحديث نفسه قال للرجل: (وماذا أعددت لها؟) الرجل وفق للجواب، فقال: (أعددت لها حب الله ورسوله، فقال عليه الصلاة والسلام: المرء مع من أحب) صرف نظره عن موعد قيام الساعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلمه، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، هذا من الخصائص التي اختص بها الله عز وجل من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، متى تقوم الساعة؟ علم ذلك عند الله عز وجل.
ولهذا لما سئل جبريل الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل المشهور قال: (أخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل.، قال: أخبرني عن أمارتها) فبين له أمارتها، فالرسول صلى الله عليه وسلم، وجبريل لا يعلمون الوقت الذي تقوم فيه الساعة، والزمن الذي تقوم فيه الساعة، والله تعالى أخفى ذلك على الناس؛ حتى يتبين من يؤمن بالغيب، ومن لا يؤمن بالغيب، فكل إنسان أخفي عليه أجله فلا يعلم متى يموت، وفي ذلك حكمة، وهي: أن يتميز من يؤمن بالغيب، ومن لا يؤمن بالغيب؛ لأن الإنسان إذا عرف أنه يموت في اليوم الفلاني، وفي الوقت الفلاني يستعد، ويتهيأ لذلك، ولم يكن هناك شيء مغيب، لكن إذا أخفي على الإنسان، والإنسان يمكن أن يموت وهو طفل، يمكن أن يموت وهو غلام، ويمكن أن يموت وهو كهل، ويمكن أن يموت وهو كبير؛ فإن ذلك يجعله على تخوف دائماً وعلى استعداد دائماً للموت، والإتيان بالأعمال الصالحة التي يجد ثوابها بعد الموت.
لما سمع هذا الحديث أخبر عن مدى فرحهم به، وهذا يدلنا على أن أحب هذه الأمة بعد رسولها وبعد نبيها الكريم عليه الصلاة والسلام وخيرهم، وأفضلهم أبو بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، هذان الرجلان العظيمان هما خير هذه الأمة بعد الأنبياء والمرسلين، ليس هناك أحد أفضل من هذين الرجلين، فهما رجلان عظيمان أكرمهم الله عز وجل إكراماً ما حصل لأحد سواهما.
فـأبو بكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، من حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به، ولازمه بمكة، ولما أمر رسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة هاجر معه، وسار معه في الطريق، ورافقه بالطريق، وأنزل الله عز وجل فيه قرآناً يتلى، وسماه الله في كتابه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40] إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبه، الله تعالى أخبر عن أبي بكر بأنه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وسماه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[التوبة:40].
ولازمه في المدينة، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بايعه المسلمون خليفة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وتحقق بذلك ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من اجتماع الأمة عليه، حيث قال: (يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر أبي بكر أبا بكر
فإذاً الكتابة سيحصل مقتضاها ويحصل المراد منها، وأن المسلمين سيجتمعون بإرادتهم، ومشيئتهم، ورغبتهم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فبايعه المسلمون خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام في الأمر بعده خير قيام، وكان من أجل أعماله رضي الله تعالى عنه وأرضاه قتال المرتدين، فإنه أرسل الجيوش المظفرة لإرجاعهم إلى حضيرة الإسلام، وكان هذا من أجل أعماله، وخير أعماله رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وبقي في الخلافة سنتين وأشهراً، وتوفاه الله عز وجل، ولما توفاه الله عز وجل أكرمه بالدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا بعث يكون معه في الجنة، وهو أول العشرة المبشرين في الجنة، وخير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، ورضي الله تعالى عن أبي بكر وعن الصحابة أجمعين.
إذاً: فهذا الرجل حصل له هذا الإكرام العظيم، فهو أول من أسلم من الرجال، ولازم النبي عليه الصلاة والسلام في مكة ثلاث عشرة سنة من حين البعثة إلى أن هاجر، ولما هاجر رافقه في الطريق، وأنزل الله فيه قرآناً يتلى، وسماه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم لازمه في المدينة عشر سنوات حتى توفاه الله، ثم بايعه المسلمون خليفة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وقام بالأمر بعده خير قيام، ولما توفاه الله عز وجل أكرمه بالدفن بجواره، وإذا بعث يكون معه في الجنة، فهو ظفر بهذه الفضائل، وبهذه الخصائص، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله سبحانه وتعالى ذو الفضل العظيم.
ولما توفي أبو بكر رضي الله تعالى عنه، بويع خليفة لـأبي بكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ومكث في الخلافة عشر سنوات وأشهراً، قام فيها بجهود عظيمة، وحصل فيها خير كثير في خلافته، وكان مما حصل فيها القضاء على الدولتين العظميين في ذلك الزمان، دولة فارس والروم، وتحقق في زمانه ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن كنوز كسرى وقيصر ستنفق في سبيل الله، وقد أخذت تلك الكنوز، وأوتي بها إلى عمر في المدينة وقسمها رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وكانت خلافته طويلة، وحصل فيها انتشار الإسلام وكثرة الفتوحات، وفتحت في عهده العراق، وفارس، والروم، والشام وما حولها، وكذلك مصر.
ولما مات شهيداً في هذه المدينة المباركة، وكان رضي الله عنه قد سأل الله عز وجل شهادة في سبيله، وأن تكون وفاته في بلد رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد استجاب الله دعاءه فحصلت له الشهادة على يد رجل مجوسي طعنه في بطنه، وهو يصلي بالناس الفجر، ومكث أياماً ومات على إثر ذلك، وقد أكرمه الله عز وجل بالدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا بعث يكون معه في الجنة.
فهذان الرجلان أبو بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، هما اللذان قال فيهما أنس بن مالك عندما سمع قوله عليه الصلاة والسلام: (المرء مع من أحب) قال: (فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أبا بكر وعمر، وأرجو من الله أن يلحقني بهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل مثل أعمالهم)، فهذان الرجلان وغيرهما من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حبهم دين وإيمان، وبغضهم كفر، ونفاق، وعصيان، فهم الذين حملوا هذا الدين، وهم الذين أوصلوا إلينا هذا الدين، وما عرف الناس الحق والهدى إلا عن طريق الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهم خير هذه الأمة التي هي خير الأمم، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأول هذه الأمة وهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما صلحوا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه، والامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
ويستفيد أيضاً أنه يدعو لإخوانه الموتى فيؤجر على هذا النفع الذي حصل منه لإخوانه، ويؤجر أيضاً على الزيارة الشرعية؛ لأن زيارة القبور سنة؛ فإذا فعلها الإنسان فإنه يكون حصل أجراً على فعل هذه السنة.
فإذاً: زيارة القبور يكون فيها تذكر الموت، ويتبع تذكره الاستعداد لما بعده، ويكون فيها أيضاً الدعاء للأموات، والإنسان يؤجر على نفعه لإخوانه الأموات، وأيضاً يفعل سنة سنها رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي الزيارة فيؤجر عليها، أما الميت فإنه يستفيد الدعاء له، فعندما يزور الزيارة الشرعية يدعو للأموات فقط، لا يدعوهم ولا يستغيث بهم، ولا يطلبهم قضاء الحاجات، ولا كشف الكربات، وإنما تلك من خصائص الله عز وجل، كما قال الله عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]، فيدعو لهم إذا زارهم، ولا يدعوهم، فالأموات يدعى لهم ولا يدعون.
إذاً: الذي يزور زيارة شرعية الحي يستفيد، والميت يستفيد، أما إذا زار زيارة بدعية، وطلب الحاجات من الأموات واستغاث بالأموات فإنه يأثم؛ لأنه فعل أمراً منكراً، ويكون فعل أمراً هو شرك بالله عز وجل، هو أعظم الذنوب وأخطر الذنوب الذي هو الشرك، فالذي يفعل ذلك يتضرر ولا يستفيد، والميت ما استفاد شيئاً؛ لأنه طلب منه شيئاً لا يصلح أن تطلب منه، فالحي تضرر من الزيارة البدعية، والميت ما استفاد شيئاً؛ لأنه دعي وطلب منه وهو لا يطلب منه، بل يطلب له ويرجى له.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يرشد إلى ذكر الموت، وإلى تذكر الموت، وإلى الاستعداد للموت، وتذكر الموت يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة، وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه قال: (أكثروا ذكر هادم اللذات) أي: الموت، فإنه قاطع اللذات، وبه تنقطع الملذات الدنيوية، ولكن المسلم إذا انتهى على خير، فإنه ينتقل من نعيم إلى نعيم أعظم، وأفضل، ينتقل من نعيم الدنيا إلى نعيم الآخرة؛ لأن الإنسان المؤمن يفتح له في قبره باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، ويبقى الأمر كذلك حتى البعث فهو على خير، ينتقل من خير إلى خير، وأما الكافر فإنه ينتهي علاقته باللذات بحصول الموت؛ لأن آخر عهده باللذات إنما هو في ما كان قبل الموت، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وهو أول حديث في كتاب الزهد في صحيح مسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (سجن المؤمن) بمعنى: أن الإنسان عندما ينتقل منها ينتقل إلى الثواب على الأعمال، وينتقل من دار المكاره ودار المشقة إلى دار النعيم، وأما الكافر فإن الدنيا جنته؛ لأنه لا يعرف نعيماً إلا في الدنيا، فقد عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ولا نصيب لهم في النعيم في الآخرة، بل ليس أمامهم إلا العذاب، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا فيغمس في النار غمسة فيقال له: هل مر بك خير قط؟ فيقول: أبداً. ما مر بي خير) نسي كل ما مر به من نعيم، أي: نسي كل ما حصل من شدة تلك الغمسة التي حصلت في النار، وعكس ذلك أتعس أهل الدنيا، الذي كان في مشقة، وفي فقر، وفي ضيق، ولكنه مؤمن صابر محتسب إذا غمس في الجنة غمسة يقال: (هل مر بك شر قط؟ قال: أبداً قال: ما مر بي شر) نسي كل ما مر بهذه الغمسة التي حصلت في الجنة، أي: نسي كل ما مر به من البلاء في الدنيا، وكل ما حصل من المشقة في الدنيا نسيها.
فالحاصل: أن الموت وذكر الموت والاستعداد للموت يجعل الإنسان على خير، والغفلة والبلاء لكل الناس إذا غفلوا عن الموت، ولم يستعدوا له بالأعمال الصالحة (أكثروا ذكر هادم اللذات)؛ لأن هادم اللذات هو الموت؛ لأنه يقطع اللذات الدنيوية، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الإكثار من ذكره؛ لأن الإكثار من ذكره يكون فيه الخوف مما يكون وراءه، وما يكون بعده؛ لأن بعده الجزاء على الأعمال إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
هو الحسين بن حريث المروزي، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه .
[أخبرنا الفضل بن موسى].
هو المروزي أيضاً، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن عمرو].
هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ح وأخبرني محمد بن عبد الله بن المبارك].
(ح) و(ح) هذه المراد بها التحول من إسناد إلى إسناد، يعني: معناه أن ما بعدها يبدأ الإسناد من جديد، فيذكر النسائي شيخاً آخر له، ويسوق إسناداً آخر، ثم يلتقي الإسنادان عند نقطة أو عند شخص معين.
هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي البغدادي، هو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا يزيد].
هو ابن هارون الواسطي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن إبراهيم].
هو محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وقد عرفه أو عرّف به النسائي في آخر الحديث فقال: قال أبو عبد الرحمن: محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة، وقد ذكرت هذه الجملة في غير محلها خطأً، بل جعلت قبل الإسناد الذي يليها، وكأنها تابعة للإسناد الذي يليها وهي خطأ وضعت في غير موضعها، ومحلها بعد نهاية الحديث: (أكثروا ذكر هادم اللذات)، ثم بعد ذلك يأتي الإسناد: أخبرنا محمد بن المثنى، وكلمة: قال أبو عبد الرحمن: محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة هذه محلها عقب الحديث الذي انتهى، فذكرها هناك خطأ من الطابعين.
والد أبي بكر بن أبي شيبة فالابن هو المشهور، وقد عرف بالابن بذكر ابنه؛ لأنه إذا كان الابن مشهور، والأب غير مشهور، فعندما يذكر الأب يذكر الذي هو مشهور عند الناس، فيذكر الولد فيقال: هو والد فلان، وقد يكون الشخص مثلاً مشهور، ولكن أبوه مشهور، يعني: هو والد فلان، هو ابن فلان المشهور، وقد يكون التعريف للفرع بالأصل أو الأصل بالفرع، وهنا الأصل عرّف بالفرع، فقيل: والد أبي بكر بن أبي شيبة؛ لأن أبا بكر بن أبي شيبة علم من الأعلام مشهور بالرواية، روى عنه مسلم من الرواية أحاديث ما رواها عن شخص آخر، حيث قيل أن أحاديثه بلغت ألف وخمسمائة في صحيح مسلم، ألف وخمسمائة حديث رواها مسلم عنه في صحيحه، يعني: معناها أنه تكرر ذكره في صحيح مسلم كثيراً جداً، ما هناك شخص أكثر مسلم عنه مثلما أكثر عن أبي بكر بن أبي شيبة، وقد روى له البخاري أيضاً، فهو مشهور، ولهذا قال: والد أبي بكر بن أبي شيبة، فعرّف الأب بالابن؛ لأن الابن هو المشهور.
مما يقال في ذكر اشتهار الأشخاص بأبنائهم، اشتهار عدنان بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الشاعر:
كم من أبٍ قد علا بابن ذرى شرف كما علا برسول الله عدنان
يعني: معناه أن عدنان اشتهر؛ لأنه يذكر في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما ينسب الرسول صلى الله عليه وسلم فينتهي نسبه إلى عدنان، فيذكر عدنان عند ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وعند ذكر نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا فإن الآباء يعرفون بأبنائهم إذا كان الأبناء مشهورين، وقد يكون العكس بأن يكون الشخص مشهور مثل إسماعيل بن علية إمام مشهور وأبناءه يعرفون به، وكذلك عبد الله بن الإمام أحمد يعني: فقد اشتهر بنسبته إلى الإمام يقال: ابن الإمام وهكذا.
محمد بن إبراهيم والد أبي بكر، وهو محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده وهو والد أبي بكر ووالد عثمان بن أبي شيبة.
[عن محمد بن عمرو].
هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وقد مر ذكره، وهو ملتقى الإسنادين، فالإسناد الأول مع الإسناد الثاني، التقيا عند محمد بن عمرو بن وقاص، فالإسناد الأول الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو.
محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا يزيد حدثنا محمد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو.
فالثاني أنزل من الأول؛ لأن الأول بين النسائي، وبين محمد بن عمرو شخصان، وأما الثاني فبين النسائي وبين محمد بن عمرو ثلاثة أشخاص، ولهذا يقال: الأول عالي، والثاني نازل، الأول عالي بالنسبة للثاني، والثاني نازل بالنسبة للأول العالي.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال في السابع، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وفقهاء المدينة متفق على عدهم أنهم سبعة، وواحد مختلف فيه على ثلاثة أقوال، فالستة هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير بن العوام، وأما السابع ففيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[عن أبي هريرة].
رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: عبد الرحمن بن صخر الدوسي أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وأسباب كثرة حديثه عدة أمور: منها أولاً: كونه ملازماً للنبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كان فقيراً وليس عنده شيء، فكان يلازمه يأكل من طعامه، ويسمع حديثه منه، فكثر حديثه، وتميز حديثه على غيره بالكثرة، ثم أيضاً دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالحفظ؛ فإن هذا من الأسباب التي جعلت حديثه يكثر، ثم أمر ثالث وهو أنه بقي في المدينة وعمّر، فكان الناس الذين يأتون المدينة ويردون إليها يلتقون به، فيعطونه ما عندهم ويأخذون ما عنده، يعطونه ما عندهم من الحديث، ويأخذون ما عنده من الحديث؛ لأنه ممن بقي في المدينة، وهذا من أسباب كثرة الحديث عنده رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
أورد النسائي هذا الحديث تحت ترجمة: كثرة ذكر الموت. وليس واضح الدلالة على دخوله في الترجمة؛ لأنه ليس فيه شيء يدل على الإكثار من ذكر الموت، وإنما فيه الإرشاد إلى أنه إذا حضر الميت لا يقولون إلا خيراً، سواء كانوا حضروا عنده، وهو في النزع قبل أن يموت، أو حضروا بعد ما يموت، فليس واضح الدلالة على الترجمة؛ لأنه ما فيه شيء يدل على كثرة ذكر الموت، وإنما فيه الإشارة إلى حضور الموت، وقد يكون له علاقة في الباب الذي بعده وهو تلقين الميت؛ لأن قوله: (إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً أو فلا تقولوا إلا خيراً)؛ لأنه إذا كان قبل الموت كونه يذكر الله عز وجل عنده، أي: يقال خيراً عند الموت، وقبل الموت أي: فتكون نهايته على خير، فتكون هذه هي المناسبة والله أعلم، لكن هذا الباب الذي هو: كثرة ذكر الموت؛ فالحديث ليس واضح الدلالة على الترجمة، وهو أقرب إلى الباب الذي يليه من ناحية أن الإنسان إذا حضر الميت، وأنه لا يقول عنده إلا خيراً، يشمل ما إذا كان عند النزع، وما إذا كان بعده، وكون الإنسان يقول خيراً، ومن ذلك الخير أن يذكر عنده لا إله إلا الله، لكن الحديث ليس بواضح الدلالة على الترجمة.
فأورد حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون).
قوله: [(فلما مات
وهذا فيه أن الإنسان عندما يحضر الميت سواء كان عند الموت، أو بعد الموت فإنه لا يقول إلا خيراً؛ لأن الملائكة تؤمن على ما يقول الإنسان، فلا يجوز الدعاء بغير الخير ولا بغير ذكر الخير، معناه أنه من الأمور المحرمة التي هي الدعاء على الإنسان بالويل والثبور، وما إلى ذلك من الأمور التي يعتادها أهل الجاهلية، فإن الإنسان يبتعد عنها، ولا يذكر إلا خيراً، ولا يدعو إلا بخير؛ لأن الملائكة يؤمنون على ما يقول الداعون.
قوله: [(إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)]، معناه: أنه سواء في النزع لا يدعو الإنسان على نفسه بسوء كما يحصل من أهل الجاهلية يدعون بالويل والثبور، وغير ذلك من الدعوات، وكذلك ما يحصل من الأمور المنكرة، التي تكون عندما يحصل الموت من الصالقة، والسالقة، والشاقة أي: التي تحلق رأسها عند المصيبة، فتشق ثوبها عند المصيبة، وترفع صوتها عند المصيبة، فكل هذه من الأمور المحرمة التي تحصل عند الموت.
فلما مات أبو سلمة قالت له: (ماذا أقول؟ فقال لها: قولي: اللهم اغفر لنا وله وأعقبني منه عقبى حسنة).
هو محمد بن المثنى العنزي البصري الملقب الزمن، كنيته أبو موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[عن يحيى].
هو ابن يحيى بن بكير النيسابوري، وهو ثقة، ثبت، إمام، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، والإمام مسلم يكثر الرواية عنه، حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، وهو من رواة الموطأ، والأسانيد التي تأتي عند مسلم عنه تكون غالباً بهذه الصيغة أخبرني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، ويحيى بن يحيى هذا هو النيسابوري وليس الليثي الذي هو أحد رواة الموطأ، والنسخة المشهورة التي بأيدي الناس من الموطأ هي لـيحيى بن يحيى الليثي القرطبي، وأما يحيى بن يحيى الذي معنا في الإسناد فهو النيسابوري، من رواة الموطأ، لكن ليس صاحب الرواية المشهورة، لأن ذاك يحيى بن يحيى الليثي، وهذا يحيى بن يحيى النيسابوري.
ومسلم يروي عنه مباشرة، وأما النسائي فروى عنه بواسطة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني شقيق].
هو شقيق بن سلمة الكوفي كنيته أبو وائل وهو مشهور بكنيته، ومشهور باسمه، يأتي ذكره كثيراً بالكنية فيقال: أخبرنا أبو وائل، وحدثنا أبو وائل، وأحياناً يأتي شقيق كما هنا، شقيق بن سلمة الكوفي وهو ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقولهم مخضرم أي: الذي أدرك الجاهلية والإسلام ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم.
[عن أم سلمة].
هي أم سلمة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا عمرو بن علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة سمعت أبا سعيد ح وأخبرنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: تلقين الميت، والمقصود بالميت الذي يلقن، هو الذي في الاحتضار، أو في النزع، أما إذا مات، وخرج من الدنيا لا يلقن؛ وسبب التلقين حتى يخرج من الدنيا بلا إله إلا الله، وأما بعد الموت فإنه انتهى، وإنما الذي ثبت هو التلقين عند الموت، ويطلق على من شارف الموت وعلى المحتضر أنه ميت؛ لأنه ألحق في الأموات، وله حكم الأموات، ولكنه على قيد الحياة.
وقد أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، المراد بالأموات أي: المحتضرون الذين هم في الاحتضار، والذين أرواحهم في النزع، والذين هم في آخر لحظاتهم في الدنيا هؤلاء يلقنون: لا إله إلا الله، فيذكر عندهم الله، فيقول الإنسان عنده: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله، حتى يقول الذي هو على وشك الموت: لا إله إلا الله.
وعند ابن حبان زيادة: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة) فهذا يوضح معنى أن الميت المقصود به الذي في الاحتضار، وليس الذي بعد الموت؛ لأنه قال: (فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا)؛ لأن الإنسان إذا مات خرج من الدنيا، ولهذا قال: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) رواه مسلم، ورواه النسائي وغيرهم، فلا إله إلا الله هي المفتاح، وهي النهاية، هي المدخل، وهي المخرج، والدخول في الإسلام إنما يكون بشهادة أن لا إله إلا الله، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام، لما بعثه الله كان يطوف على الناس وعلى قريش في أماكنهم ويقول: (يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا) فأول ما يدعى إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لـمعاذ بن جبل: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، وآخر شيء يذكر به لا إله إلا الله، (لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة).
إذاً: المراد بالموتى هم المحتضرون، وليس المراد بهم الذين ماتوا وفارقوا الحياة؛ لأنهم دخلوا في الدار الآخرة وانتهوا من الدنيا، وآخر الحديث كما عند ابن حبان (فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة).
وقد جاء حديث ينسب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو ضعيف لا يحتج به: (اقرءوا على موتاكم يس)، فهذا الحديث لم يثبت، فلا يقرأ على الأموات شيء من القرآن قبل موتهم، وبعد أن يموتوا، وأما لو ثبت الحديث فإنه يحمل على المحتضر، كما جاء هنا: (لقنوا موتاكم).
أورد النسائي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهو مثل الذي قبله إلا أنه في بعض النسخ (لقنوا هلكاكم لا إله إلا الله)، وفي بعضها: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، مثل رواية أبي سعيد، والهلكى جمع هالك وهم الموتى، ولهذا يأتي في القرآن ذكر الهلاك بمعنى الموت، كما في آية المواريث إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:176] أي أمرؤ مات، فيأتي ذكر التعبير عن الموت بالهلاك (لقنوا هلكاكم لا إله إلا الله) يعني: موتاكم، والمقصود من ذلك الذين هم على وشك الهلاك، وفي بعض النسخ (موتاكم) مثل حديث أبي سعيد، وفي بعض لحديث عائشة بدل هلكاكم موتاكم، وهما بمعنى واحد، والهالك هو الميت.
ولهذا يأتي كثيراً في كتب الفرائض عندما يذكرون المسائل يقول: هلك هالك عن كذا، أو مات ميت عن كذا، هلك هالك؛ لأن التعبير في القرآن جاء (هلك) إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء:176]، والكلام عليه مثل الذي قبله: (لقنوا هلكاكم لا إله إلا الله).. (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله).
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر