أخبرنا محمد بن عبيد عن حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخاكم
يقول النسائي رحمه الله: الصفوف على الجنازة، أي أنه عند الصلاة على الجنازة يكون المصلون صفوفاً ولو كان الصف أو المصلون يمكن أن يستوعبهم صف واحد في المسجد أو غيره، فإنه ينبغي أن تتعدد الصفوف فيكونون ثلاثة صفوف، وقد جاءت في ذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث أنه صفهم وجعلهم ثلاثة صفوف، فدل هذا على تعدد الصفوف في صلاة الجنازة، وقد أورد النسائي جملة من الأحاديث لكن ليس في شيء منها ذكر ثلاثة صفوف، وإنما الذي أورده فيه ذكر الصفوف، وفيه ذكر الصفين وأنه جعلهم صفين، فدل ذلك على مشروعية التعدد بالنسبة للصفوف على الجنازة، وقد أورد النسائي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام نعى لهم النجاشي في اليوم الذي مات فيه (فقام فصف بنا كما يصف على الجنازة فصلى عليه).
وقوله: [(صف)] هذا محل الشاهد، (صف بنا كما يصف على الجنازة)، يعني: أن هذه صلاة غائب، وأنه فعل في تلك الصلاة مثل ما يفعل في الصلاة الحاضرة، أي: أنه صلى صلاة الجنازة على الغائب كما يصلى على الحاضر، فصف بهم وصلى بهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، والحديث دليل على مشروعية الصلاة على الغائب إذا كان لم يصل عليه كما حصل للنجاشي، وفيه: الصفوف للصلاة، وأن الصلاة على الغائب هي كالصلاة على الحاضر؛ يكبر أربع تكبيرات، كما يأتي ذلك مبيناً في بعض الروايات الآتية، أي: أنها أربع تكبيرات.
هو محمد بن عبيد المحاربي الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن حفص بن غياث].
هو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء].
هو ابن أبي رباح المكي، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي ابن صحابي، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذين وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وأبو سعيد، وأم المؤمنين عائشة، فهؤلاء سبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رووه من الأحاديث أكثر مما رواه غيرهم وهم ستة رجال وامرأة واحدة، رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه نعى لهم النجاشي أي: أخبرهم بموته، في اليوم الذي مات فيه، وهو في الحبشة [(ثم خرج بهم إلى المصلى فصف بهم، فصلى عليه، وكبر أربع تكبيرات)].
يعني: كانت صلاته على الغائب كصلاته على الحاضر، وفيه أيضاً دليل على أن الصلاة على الجنازة تكون في المصلى، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المصلى الذي يصلي فيه على الجنائز وهو خارج المسجد، فصلى على النجاشي، وقد عرفنا أن الصلاة في المسجد سائغة، وقد مر بنا الحديث الذي هو صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على ابن بيضاء في المسجد، كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
والأصل أن الصلاة تكون في المصلى وهو خارج المسجد، وإذا صلي في المسجد فإن ذلك يكون سائغاً، ولا سيما فيما إذا كان الجمع في المسجد كثيراً، فإنه لا يتأتى اجتماعهم في مكان آخر غير المسجد، والصلاة في المسجد لها أصل ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو حديث عائشة الذي مر بنا سابقاً، والذي تقول فيه أم المؤمنين عائشة: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد.
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي والنسائي.
[حدثنا عبد الله].
هو عبد الله بن المبارك المروزي، وعبد الله هنا غير منسوب، وكلما جاء عبد الله غير منسوب يروي عنه سويد بن نصر فهو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، عابد، جمعت فيه خصال الخير كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في تقريب التهذيب، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن مالك].
هو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد أفراد السلسلة الذهبية التي هي أصح الأحاديث، أو التي إسنادها أصح الأسانيد عند البخاري وهي: مالك عن نافع عن ابن عمر.
[عن ابن شهاب].
هو الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله ببن الحارث بن زهرة بن كلاب يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب بن مرة، وهو ثقة، فقيه، وإمام مشهور، وهو من صغار التابعين، ومكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قام بجمع السنة بتكليف من الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، ويقول السيوطي في ألفيته بهذا الشأن:
أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمر له عمر
والمقصود بالأولية هذه هي الأولية بتكليف من السلطان، أما كون الكتابة بجهود شخصية وبأعمال فردية فهذا موجود في الصحابة وفي غير الصحابة، وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب وهو لا يكتب، وأنه كثير الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذاً: أولية الزهري في الكتابة إنما هي أولية بتكليف من السلطان لا أولية بجهد شخصي أو جهد فردي، وإنما هو بتكليف من ولي الأمر الذي هو الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، وكانت خلافته في آخر القرن الأول، توفي سنة (101) للهجرة، وعمره حين توفي أي: عمر بن عبد العزيز أربعون سنة.
[عن سعيد بن المسيب].
ثقة، فقيه، ومن فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين؛ لأن هذه المدينة المباركة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم اشتهر فيها في عصر التابعين سبعة أطلق عليهم: الفقهاء السبعة، فإذا جاء في مسألة من المسائل يقال فيها: وقال بها الفقهاء السبعة، ولا يذكرون أسماءهم اختصاراً واكتفاء بهذا اللقب، فأحد هؤلاء السبعة سعيد بن المسيب، وهم ستة متفق على عدهم السبعة والسابع فيه ثلاثة أقوال، والستة المتفق على عدهم هم: سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، وسليمان بن يسار، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، أما السابع ففيه ثلاثة أقوال:
فقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عنه عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق.
وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه، أسلم في السنة السابعة من الهجرة عام خيبر، ولكنه كثر حديثه لعدة أسباب: منها: أنه كان ملازماً النبي عليه الصلاة والسلام؛ يأكل معه من طعامه إذا طعم، ويصحبه أين ذهب، فعندما يحدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث فإنه يتلقاه منه ويأخذ عنه، وكذلك أيضاً يأخذ عن الصحابة ما لم يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن المعلوم أن مراسيل الصحابة حجة؛ لأنهم لا يروون إلا عن الصحابة.
ومن أسباب كثرة حديثه: أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا له بقوة الحفظ، فكان يحفظ ما يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومنها: أنه كان مقيماً في المدينة، وقد عمر وعاش مدة طويلة في المدينة، والمدينة يفد إليها الناس الزائرون، وفي طريقهم إلى الحج ذاهبين وآيبين، ومن المعلوم أن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا كان واحد منهم في بلد ومر أحد في ذلك البلد، فإن من أهم مطالبه ومن أهم ما يريده أن يظفر برؤية ذلك الصحابي وبلقي ذلك الصحابي، فيتلقى منه ويأخذ عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه عدة عوامل جعلت أبا هريرة رضي الله عنه -وإن كان متأخر الإسلام- كثير الحديث، ومن ذلك: ما يسمعه من الصحابة الذين سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله؛ نعى لهم النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي في اليوم الذي مات فيه (فصفوا خلفه فصلى عليه وكبر عليه أربعاً).
وقوله: (فصفوا خلفه) هذا محل الشاهد، يعني: صفوا خلفه، وصلى بهم وكبر أربع تكبيرات، فالمتن مثل الذي قبله.
هو النيسابوري القشيري وهو من شيوخ مسلم ومن قبيلة مسلم وهو من بلد مسلم، فـمسلم قشيري نيسابوري؛ قشيري من حيث القبيلة، ونيسابوري من حيث البلد، ومحمد بن رافع شيخه مثله، أي: أن الكل من نيسابور، والكل من بني قشير، فـمحمد بن رافع هذا قشيري نيسابوري، وهو ثقة، عابد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً، وهو ممن أكثر عنه الإمام مسلم في صحيحه، بل إن صحيفة همام بن منبه التي روى مسلم في صحيحه منها أحاديث كثيرة إنما أخرجها من هذه الطريق، وهي محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة فالأحاديث التي أخرجها أو رواها الإمام مسلم من صحيفة همام بن منبه التي تبلغ مائة وأربعين حديثاً رواية مسلم إياها إنما هو من طريق شيخه محمد بن رافع.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو ابن همام الصنعاني اليماني المحدث، الحافظ، المصنف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقد وصف بالتشيع، ولكن التشيع الذي وصف به لا يضيره شيئاً؛ لأن المقصود منه أنه يفضل علياً على عثمان رضي الله تعالى عن الجميع، ومسألة تفضيل علي على عثمان هذه من المسائل التي لا يبدع من يقول بها ولا يضلل، والمشهور عن أهل السنة تقديم عثمان على علي، ولكن بعض أهل السنة -وهم قليلون- منهم عبد الرزاق هذا ومنهم عبد الرحمن بن أبي حاتم الإمام ابن الإمام، ومنهم: الأعمش، ومنهم: ابن جرير.
أشخاص قليلون جاء عنهم القول بتفضيل علي على عثمان من حيث الفضل لا أنه أولى منه بالخلافة؛ لأن كون عثمان أولى بالخلافة هذا محل اتفاق، ولا يخالف في ذلك أحد، والمخالف في ذلك يضلل؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم اتفقوا على تقديم عثمان على علي، فالقول بأنه أحق منه بالخلافة اعتراض على اتفاق الصحابة وعلى تقديم الصحابة إياه، أما مسألة الفضل، وأنه أفضل منه فإن الذين قالوا بذلك لا يبدعون ولا يضللون وإن كان قولهم خلاف المشهور من قول أهل السنة والجماعة، وهو تفضيل عثمان على علي كما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أنه قال: (كنا نخير ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي فنقول:
[أخبرنا معمر].
هو ابن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[عن سعيد بن المسيب].
وقد مر ذكره.
[وأبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع والذين أشرت إليهم آنفاً.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
وقول أبي عبد الرحمن النسائي في آخره: (ابن المسيب لم أفهمه كما أردت)، المقصود من ذلك أنه لم يكن جازماً بأن ابن المسيب هو في هذا الإسناد من هذا الطريق، وإن كان عنده من الطريق السابقة التي هي غير طريق محمد بن رافع، لكن طريق محمد بن رافع هو جازم بأن الحديث من طريق أبي سلمة ولكنه لم يجزم بأن ابن المسيب فيه.
أورد النسائي حديث جابر رضي الله عنه وأرضاه أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرهم بموت النجاشي، وأنه خرج وصلى بهم، وأنه جعلهم صفين، وهذا محل الشاهد، وهو تعدد الصفوف، وأنه جعلهم صفين، المهم أن الصفوف تتكرر وتتعدد، والأولى أن تكون ثلاثة، وفي هذا الحديث أنه جعلهم صفين فذلك سائغ، ولكن كونها ثلاثة هو الأولى كما جاء ذلك في بعض الأحاديث حيث صفهم وجعلهم ثلاثة صفوف.
هو ابن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، بل إن مسلماً أكثر من الرواية عنه. وعلي بن حجر ومحمد بن رافع هذان ممن أكثر عنهما الإمام مسلم في صحيحه.
[أخبرنا إسماعيل].
هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أيوب].
هو ابن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن أبي الزبير].
هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري وقد مر ذكره.
أورد النسائي حديث جابر بن عبد الله من طريق أخرى، وفيه أنه كان في الصف الثاني من الصفين في الصلاة على النجاشي، وهو مثل الذي قبله قال: جعلهم صفين، وهنا بين مكانه من الصفين، وأنه في الثاني منهما، ففي تعدد الصفوف في الصلاة على الجنازة.
هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا أبو داود].
هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[سمعت شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وقد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[الساعة يخرج الساعة يخرج].
جاء في الإسناد عن شعبة أنه قال: الساعة يخرج الساعة يخرج، وقيل: الظاهر أن المراد من هذا الكلام أنهم كانوا عند منزل أبي الزبير ينتظرون خروجه ليحدثهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم كانوا يقولون: الساعة يخرج.. الساعة يخرج، فخرج وحدثهم، فهذا هو المقصود مما جاء في الإسناد من كلمة: (الساعة يخرج .. الساعة يخرج) أي: المقصود بذلك أبو الزبير.
[حدثنا أبي الزبير عن جابر].
مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.
أورد النسائي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو مثل الأحاديث التي تقدمت؛ فيها نعي النجاشي، وأمرهم بالصلاة عليه، وأنه قام وصف بهم، وصلى عليه كما يصلى على الميت، وصف بهم كما يصف على الميت، أي: أن صلاة الغائب كصلاة الحاضر، أي: أن الصلاة على الغائب كالصلاة على الحاضر.
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].
هو إسماعيل بن مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا بشر بن المفضل].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يونس].
هو ابن عبيد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن سيرين].
ثقة أيضاً، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي المهلب].
هو الجرمي واسمه عمرو وهو عم أبي قلابة الجرمي، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمران بن حصين].
هو عمران بن حصين أبي نجيد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا حميد بن مسعدة عن عبد الوارث حدثنا حسين عن ابن بريدة عن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ثم أورد النسائي الصلاة على الجنازة قائماً، يعني: أن المصلين يصلون عن قيام، والإمام يصلي وهو قائم، وغيره يصلون قياماً، إلا إذا كان هناك أمر عدم القدرة؛ فالإنسان كما يصلي الفرض جالساً حيث لا يقدر فإنه يصلي جالساً، ولكن المشروع في السنة في الجنازة أنه يصلى عليها عن قيام ولا يصلى عليها عن جلوس.
وقد أورد النسائي حديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه، أنه صلى على أم كعب مع النبي صلى الله عليه وسلم حين ماتت في نفاسها، (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة في وسطها)، يعني: أنه وقف عند وسطها، وهذه هي السنة في الوقوف على الجنازة أنه عندما يصلي على المرأة يقف عند وسطها، أما إذا صلى على الرجل فإن السنة أن يقف عند رأسه، وهذا من الأحكام التي تختلف فيها النساء عن الرجال؛ لأن الأصل هو التساوي بين الرجال والنساء في الأحكام إلا إذا جاءت نصوص تميز ما يختص به الرجال عن النساء والنساء عن الرجال، وهذا من هذا القبيل الذي فيه اختلاف النساء عن الرجال في الأحكام، وهذا في الموقف في الصلاة على الجنازة؛ فالرجل يوقف عند رأسه، والمرأة يوقف عند وسطها، ومحل الشاهد من هذا أن النبي قام في وسط المرأة -أي: أنه كان محاذياً لوسطها- وأنه صلى على الجنازة قائماً.
هو حميد بن مسعدة البصري، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عبد الوارث].
هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حسين].
هو ابن ذكوان المعلم، وهو ثقة، ربما وهم، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن بريدة].
هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وابن بريدة يطلق على شخصين عبد الله هذا وسليمان، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في آخر التقريب أنه إذا جاء في الأسانيد ابن بريدة غير مسمى، فإنه إن كان الراوي عنه الأعمش، أو محمد بن جحادة، أو محارب بن دثار وعلقمة بن مرثد، فإنه يعتبر سليمان، وما عدا أولئك فإنه يكون عبد الله بن بريدة.
[عن سمرة].
هو سمرة بن جندب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
الجواب: إذا اجتمع رجل وامرأة في صلاة الجنازة، فإن رأس الرجل يكون محاذياً لوسط المرأة يعني: يجعل الرجل يلي الإمام ثم وراءه المرأة، ويجعل رأس الرجل محاذياً لوسط المرأة، بحيث إذا وقف عند رأسه يكون واقفاً عند وسطها.
الجواب: لا يجوز للإنسان أن يصلي وحده ويكون صافاً وحده؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف)، فلا يجوز للإنسان أن يصلي وحده ويكون صافاً، وإنما يبحث أو ينتظر أحد يصلي ويصطف معه، ويمكن أن يتقدم ويصلي بجوار الإمام عن يمينه، وإن وجد فرجة دخل بها، وإذا لم يتمكن من أن يصل إلى الإمام وليس هناك أحد يأتي، وكان الأمر دائراً بين أن يصلي جماعة أو تفوته الصلاة، فإنه عند ذلك يكون مضطراً، فله أن يصلي وحده في هذه الحالة.
الجواب: كون هناك جدار يفصل بين الصف لا يؤثر، ولا يمنع الائتمام وجود جدار بين بعض المأمومين بعضهم عن بعض ما دام أنه يتمكن من المتابعة ويسمع الصوت، والصفوف متصلة ومتقاربة.
الجواب: المأمومون يسلمون بعد انتهاء التسليمة الثانية من تسليمة الإمام، هذا هو الذي عليهم أن يفعلوه، يعني: إذا فرغ الإمام من التسليمتين يبدأون بالتسليم.
الجواب: أسماء الله الحسنى يسمى بها، والإنسان عليه إذا أراد أن يسمي بأسماء الله أن يبحث وأن يسأل عن أسماء الله ويسمي بواحد منها، وأما ما لم يرد فيه شيء من أسماء الله عز وجل، ولكن المقصود به الله عز وجل، فمثل هذه الألفاظ، أنا ما أدري الباقي هل هي موجودة في أسماء الله الحسنى أو ليست موجودة، لكن الباقي هو الله عز وجل، وإذا سمي وأريد به الله فالأمر في ذلك واضح أنه سائغ؛ لأنه إنما سمي أو عبد لله عز وجل، ولم يعبد لغيره، لكن الاختيار عند التسمية ينبغي أن يكون الإنسان على علم بالاسم الذي يسمي به أو يجعل المولود معبداً له.
فالكلام على كلمة اسم الباقي مثلما يقال: الحي القيوم؛ فالله تعالى هو الباقي لا شك، الله تعالى هو الذي يبقى، لكن هل ورد في أسماء الله الحسنى؟ لأن أسماء الله توقيفية لا يقال: إن من أسمائه كذا، ولا نشتق له اسماً من الصفات، فالله تعالى متصف بالبقاء لا شك، باق لا ينتهي، لكن هل من أسماء الله الحسنى الباقي؟ فأنا لا أتذكر أنه ورد نص في ذلك.
الجواب: ما نعلم شيئاً يمنع منها.
الجواب: الإنسان إذا ساق الهدي، أو إذا أراد أن يسوق الهدي، فإنه يحرم بالقران كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوقه هو الذهاب به سواء كان يمشي أو محمولاً إذا حمله الناس في سياراتهم؛ فهذا أيضاً يدخل تحت سوقه؛ لأن الأصل سوق الهدي، وأن الناس يسوقون قبل ذلك إن كان الهدي يمشي، ولكن لو حصل أنه حمل في سيارة يدخل تحت سوق الهدي، فالإنسان الذي يريد أن يسوق هدياً فإنه يحرم بالقران كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب: نعم ولو كان العدد قليلا؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث أنه كان معه سبعة فجعلهم ثلاثة صفوف، الصف الأول ثلاثة، ثم اثنين، ثم اثنين.
وأما قضية تكثيرها ما أعلم شيئاً يدل عليه، ولكن كونها تصير ثلاثة جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
الجواب: الجرح كما هو معلوم يداوى بما ليس بحرام، لكن إذا كان هذا الكحول مع شيء آخر وهو الغالب فلا بأس بذلك.
الجواب: العبرة هو الباب، هو الحد الفاصل بين داخل المسجد وخارجه، فمكان الباب هو الفاصل، والبرحة التي خارجه وإن كانت مغطاة لا تعتبر من المسجد لأنها خارج المسجد؛ لأن الباب إذا أغلق فإن ما وراءه يعتبر خارجاً عن المسجد وما دونه يعتبر داخلاً في المسجد.
الجواب: لا أدري بالنسبة للنساء؛ هو ورد بالنسبة للذكور.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر