أخبرنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها تحدث قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: بلى، قالت: (لما كانت ليلتي التي هو عندي -تعني: النبي صلى الله عليه وسلم- انقلب فوضع نعليه عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويداً وأخذ رداءه رويداً، ثم فتح الباب رويداً وخرج رويداً، وجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات، فأطال ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، وسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت، فدخل صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك يا
يقول النسائي رحمه الله تعالى: الأمر بالاستغفار للمؤمنين.
بعدما ذكر في التراجم السابقة زيارة القبور سواء كان أهلها مسلمين أو مشركين، وكذلك النهي عن استغفار المشركين، ذكر بعد ذلك الأمر بالاستغفار للمؤمنين، وفي التراجم السابقة ذكر زيارة القبور، وأنها سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن فيها فوائد ترجع إلى الحي وإلى الميت، وهذه هي الزيارة الشرعية، وأما الزيارة البدعية، فإن فيها مضرة على الزائر وليس فيها منفعة للمزور، وزيارة قبور المسلمين فيها تذكر الموت، وفيها الدعاء للأموات، أما زيارة المشركين ففي زيارتهم تذكر الموت، ولكن لا يجوز فيها الدعاء والاستغفار للأموات المشركين؛ لأنه لا يدعى إلا للمؤمنين، ولا يستغفر إلا للمؤمنين.
ثم بعد ذلك ذكر ترجمة النهي عن الاستغفار للمشركين، وأرود فيه ما جاء في قصة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لأستغفرن لك ما لم أنه)، فأنزل الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [التوبة:113] ثم ذكر هذه الترجمة وهي: الأمر بالاستغفار للمؤمنين.
والترجمة المراد منها: الأمر بالاستغفار للمؤمنين، سواء كان ذلك عند زيارتهم أو عند حصول الموت، فإنه يستغفر للميت ويدعى له، وقد أورد النسائي حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في ليلتها التي يكون عندها، فانقلب من صلاة العشاء فاضطجع أو جلس على فراشه صلى الله عليه وسلم، وظن أن عائشة قد رقدت، وأنها نامت، فجاء جبريل وناداه ولم يدخل؛ لأن عائشة قد وضعت ثيابها، وخرج النبي عليه الصلاة والسلام دون أن تعلم أم المؤمنين عائشة بالذي حصل، والذي دفعه إلى ذلك، فانسل رويداً، ولبس نعاله رويداً، وخرج وفتح الباب رويداً، ومشى رويداً يعني: على مهل وخفية حتى لا تستيقظ عائشة، وحتى لا يتكدر نومها، فقامت عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ولحقت النبي عليه الصلاة والسلام ووجدته قد ذهب إلى أهل البقيع يدعو لهم، ويستغفر لهم، فرجعت، وأسرع، وأسرعت، وهرول، وهرولت حتى سبقته، ووصلت إلى البيت، واضطجعت في منامها، وكأنها على ما كانت عليه من قبل، والرسول صلى الله عليه وسلم سمع نفسها وما حصل لها من العدو والسرعة وقد صار النفس، وظهر ذلك عليها، فقال عليه الصلاة والسلام حشياً رابية، أي: أن نفسها قد ارتفعت، وكذلك بطنها قد ارتفعت، وذلك: من شدة ركضها وجريها، وقالت: لا، قال عليه الصلاة والسلام: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير، فأخبرته بالذي كان منها فقال: أنت السواد الذي أمامي؟ قالت: نعم، فوكزها على بطنها، ثم أخبرها بالذي حصل منه، وأن جبريل جاء إليه وناداه، وخرج إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمره بأن يذهب إلى أهل البقيع وأن يدعو لهم، فذهب إليهم ودعا لهم، قالت عائشة رضي الله عنها: ماذا أقول؟ قال: [قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون]، فدل هذا الحديث على ما ترجم له المصنف من حصول الاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم، وأن النبي عليه الصلاة والسلام ذهب في الليل ودعا لأهل البقيع، وقد جاءه جبريل وأمره بذلك، وذلك من الله عز وجل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فقالت عائشة: ماذا أقول، فأخبرها بالدعاء الذي يدعو به من زار القبور، وزيارة القبور سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك كانت منهياً عنها، ثم بعد ذلك أجيزت كما مر بنا بيان ذلك في حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة).
أما النساء فإن للعلماء في زيارتهن قولين، منهم من قال بأن النساء يزرن القبور وأنهن كالرجال، ومنهم من قال: إن الزيارة خاصة بالرجال دون النساء، والقائلون بزيارة النساء للقبور يستدلون بما جاء في هذا الحديث عن عائشة أنها قالت: [ماذا أقول، فقال: قولي السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون]، والذين منعوا من زيارة النساء استدلوا بقوله عليه الصلاة والسلام: (لعن الله زوارات القبور) وقالوا: إن النساء عندهن ضعف، فزيارتهن للقبور تؤدي إلى جزعهن، وإلى هلعهن، وإلى نياحتهن، وإلى غير ذلك من الأمور التي لا تسوغ.
ومن المعلوم: أن القول بمنع النساء من زيارة القبور هو الأولى وهو الأظهر، بل وهو الأحوط؛ لأن المرأة إذا تركت زيارة القبور ولم تزرها لم يكن هناك شيء إلا أنها تركت سنة، على أن الزيارة مشروعة لها، لكنها إذا حصلت منها الزيارة فإنها تكون متعرضة للعنة، ومن المعلوم: أن فوات السنة أهون من التعرض للعنة، وذلك بكونها تزور القبور؛ لأنها تدخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام: (لعن الله زوارات القبور).
قولها: (بأبي أنت وأمي) أي: أنت مفدي بأبي وأمي، أو فداك أبي وأمي، المقصود من ذلك هو: الافتداء، وليس المراد من ذلك القسم؛ لأن القسم لا يجوز إلا بالله عز وجل، ولا يجوز لأحد أن يحلف بمخلوق، بل الحلف إنما هو بالخالق بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته، أما المخلوقون، فإنه لا يحلف بهم، وقد جاء النهي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا تحلفوا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون)، فقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا إلا بالله) قصر الحلف على أن يكون بالله، وكذلك أيضاً على أن يكون بالصدق إذا وجد الحلف، ولهذا قال: (ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون) أي: في حال كونكم صادقين، فإنه عند ذلك لكم أن تحلفوا بالله، أما غير ذلك، أو أما في ما سوى ذلك، فإن الإنسان ليس له أن يحلف بغير الله.
قال: [أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله] يعني: كأنها ظنت أو وقع في بالها أن يكون خرج ليذهب إلى بعض نسائه صلى الله عليه وسلم.
قوله: [قلت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك].
يعني: لم يدخل عليه جبريل، فناداه من الخارج، ليخرج إليه وسبب ذلك وضع عائشة ثيابها.
قوله: [فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم] وهذا هو محل الشاهد من الترجمة؛ وهي: الأمر بالاستغفار للمؤمنين، وأمره إنما هو من الله، أي: وحي جاء به جبريل الرسول الملكي إلى محمد صلى الله عليه وسلم الرسول البشري.
قوله: [قلت: كيف أقول يا رسول الله؟! قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون]، فهذا هو السلام، وهذه من الصيغ التي يسلم بها الزائرون للقبور بأن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
قوله: [إنا إن شاء الله] هو خبر محقق وليس محتملاً بألا يلحقوا بهم، بل ليس هناك أمامهم إلا اللحاق بهم، فهم المتقدمون ومن كان على قيد الحياة فإنه سيلحق بالأموات، ولا بد أن يأتي عليه يوم من الأيام يصير إلى ما صاروا إليه، وينتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية في القبر، فيكون إما في نعيم وإما في عذاب، ولهذا يشرع للإنسان إذا زار القبور أن يحرص على معرفة الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدعو بها؛ لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحذر من أن يأتي بأمور منكرة، وأن يستغيث بالأموات، وأن يطلب منهم الحاجات، وأن يطلب منهم كشف الكربات، وأن يطلب منهم ما لا يقدرون عليه، بل مهمة الإنسان إذا زار القبور أن يدعو لأصحابها ولا يدعوهم.
فالأموات يدعى لهم ولا يدعو؛ لأن الدعاء إنما يكون لله وحده لا شريك له، والدعاء عبادة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الدعاء هو العبادة) ويقول الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، فلا يسأل إلا الله، ولا يرجى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يستعان إلا بالله؛ لأن جميع أنواع العبادة يجب أن تكون مصروفة لله وحده لا شريك له، ولا يجوز أن يصرف منها شيء لغيره سبحانه وتعالى، وكما أنه لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله، فلا يجوز أن تصرف العبادة لأحد سواه، بل يجب أن تكون العبادة خالصة لوجهه سبحانه وتعالى، والدعاء هو من جملة عبادة الله عز وجل؛ لأن عبادة الله تشمل الدعاء، والذبح، والنذر، والتوكل، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والإنابة، وغير ذلك، كل هذه أنواع العبادة، والدعاء هو منها.
هو يوسف بن سعيد المصيصي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا حجاج].
هو ابن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني عبد الله بن أبي مليكة].
هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن قيس بن مخرمة].
يقال له رؤية؛ أي: أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام، وقيل: بل هو تابعي، وقد وثقة جماعة، وحديثه أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق التي حفظ الله تعالى بها للأمة الشيء الكثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما ما يتعلق في الأمور المتعلقة في البيوت، وما يجري بين الرجل وأهل بيته، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، حفظت هذه السنن للأمة وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكريم رضي الله عنهم وأرضاهم؛ وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه قوله: [إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم] أي: ليدعو لهم، وهذا هو المقصود من إيراد الحديث في الترجمة: الاستغفار للمؤمنين، وقد مر في الحديث السابق: (أن جبريل أمره بأن يذهب إلى البقيع، فيستغفر لهم)، وهنا قال: [إنني بعثت إلى أهل البقيع] أي: أمر بالذهاب إلى أهل البقيع [ليصلي عليهم]، أي: ليدعو لهم، والصلاة يراد بها الدعاء، والحديث فيه: [أن بريرة مولاة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، هي التي ذهبت، ثم انصرفت]، والحديث الأول فيه أن التي ذهبت عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فمن العلماء من قال بتعدد القصة، وأن هذه حالة أرسلت عائشة فيها بريرة، وحالة أخرى هي عائشة نفسها هي التي ذهبت وتبعت الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا على القول بصحة الحديث بأن القصة متعددة، وأن هذا يدل على قصة، وهذا يدل على قصة، ولكن لا تنافي بينهما، والشيخ الألباني ضعف الحديث، وقال: إنه ضعيف الإسناد، ولعل ذلك من جهة أم علقمة مرجانة، فإنها مقبولة وحديثها أخرجه أصحاب السنن الأربعة.
هو المرادي المصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهناك شخص آخر، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي يقال له: محمد بن سلمة الحراني؛ فإذا جاء محمد بن سلمة من شيوخ النسائي أو في شيوخ النسائي فالمراد به هذا الذي معنا المصري، وإذا جاء محمد بن سلمة بطبقة شيوخ شيوخه، فالمراد به الحراني.
[والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].
هو الحارث بن مسكين المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، قال: [قراءة عليه وأنا أسمع] أي: أن الحارث بن مسكين كان يقرأ عليه والنسائي يسمع تلك القراءة.
[عن ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[حدثني مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة.
[عن علقمة بن أبي علقمة].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب.
[عن أمه].
هي مرجانة أم علقمة، وهي مقبولة، أخرج حديثها البخاري في جزء رفع اليدين، والترمذي، والنسائي.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.
هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها؛ أنه كلما كانت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يذهب في آخر الليل إلى البقيع، ويدعو لأصحابه ويقول: [السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا وإياكم متواعدون].
أي: أننا ينتهي أمرنا جميعاً وإياكم إلى الموت، ثم البعث، ثم الجزاء على الأعمال، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
قوله: [أو مواكلون].
أي: يشهد بعضهم على بعض، أو يشفع بعضهم لبعض.
قوله: [اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد] هذا هو الذي فيه المطابقة للترجمة من حيث الاستغفار للمؤمنين.
هو ابن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا إسماعيل].
هو ابن جعفر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شريك].
هو شريك بن عبد الله بن أبي نمر، وهو صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، فإنه لم يخرج له في السنن، وإنما خرج له في الشمائل.
[عن عطاء].
هو ابن يسار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.
هنا أورد النسائي حديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه، وفيه ما يقوله الزائر عند زيارة القبور.
قوله: [أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع].
يعني: أنتم لنا فرط أي: سبقتمونا ونحن لكم تبع يعني: نلحق بكم.
قوله: [أسأل الله العافية لنا ولكم].
أي: نسأل الله العافية لنا ولكم، وهذا أيضاً يشتمل على ما ينبغي أن يدعو به الزائر في القبور، وهو سؤال العافية للأموات.
هو عبيد الله بن سعيد السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي.
[حدثنا حرمي بن عمارة].
هو حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، واسمه: نابت وهو بالنون، وقيل: ثابت كالجادة يعني: أن ما كان بهذه الصورة وبهذه الرسم، فالجادة هي: ثابت، وهذا هو الكثير في التسمية، وأما نابت، فهو اسم نادر، والتسمية به قليلة، ولهذا قيل: إنه نابت أي: جده وقيل: إنه ثابت وقوله: (كالجادة) أي: الذي التسمية فيه كثيرة، بخلاف نابت، فإنه على خلاف الجادة، يعني: ليست التسمية فيه كثيرة، بل هو من الأسماء النادرة أو القليلة.
وحرمي بن عمارة صدوق يهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
وحرمي اسم على صيغة النسب مثل: مكي بن إبراهيم، فاسماهما على صيغة النسب.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن علقمة بن مرثد].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سليمان بن بريدة].
هو سليمان بن بريدة بن الحصيب المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبيه].
هو بريدة بن الحصيب الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
هنا أورد النسائي حديث أبي هريرة قال: [لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم: استغفروا له]، وهذا هو المقصود بالترجمة: الأمر بالاستغفار للمؤمنين قال: [استغفروا له]، وهذا دعاء للميت، وأمر بالاستغفار، فدل على أن الميت يستغفر له، ويدعى له سواء عند الزيارة أو في غير الزيارة.
هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو ابن عيينة، وإذا جاء قتيبة يروي عن سفيان غير منسوب فالمراد به: ابن عيينة وليس المراد به الثوري؛ لأن قتيبة عمّر؛ فأدرك آخر حياة الثوري وفي أول حياته إحدى عشرة سنة، وهو ليس معروفاً بالرواية عن الثوري، وسفيان بن عيينة هو الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، هو أحد الفقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر أصحابه حديثاً.
هنا أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مشتمل على ما اشتمل عليه الطريق السابقة؛ وهي: قوله صلى الله عليه وسلم: [استغفروا لأخيكم] يعني: النجاشي وأنه نعاه لهم في اليوم الذي مات فيه وقال: [استغفروا لأخيكم]، وفيه الأمر بالاستغفار للمؤمنين، وهذا هو محل الشاهد للترجمة.
هو أبو داود سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يعقوب].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
أبوه ثقة، حجة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي صالح].
هو ذكوان السمان المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة].
ابن شهاب، وأبو سلمة، وابن المسيب، وأبو هريرة قد مر ذكرهم إلا ابن المسيب، وهو سعيد بن المسيب بن حزن المدني، وهو ثقة، فقيه، وهو أحد الفقهاء السبعة، بل هو من الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة.
الجواب: نعم عليه القضاء وعليه الكفارة؛ لأن الجماع قد حصل، ولا يشترط في ذلك الإنزال، ما دام أنه حصل الإيلاج، فالغسل قد وجب، والجماع قد حصل، والكفارة لازمة، والقضاء لازم.
وإن كان ناسياً فيه خلاف بين العلماء، والرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل الذي قال: (هلكت وأهلكت) ما سأله وقال: هل كنت عامداً أو ناسياً.
الجواب: ابن علية هو: إبراهيم بن إسماعيل الذي هو من الجهمية، والذي ذكره الذهبي في الميزان وقال: جهمي هالك، وهو الذي يأتي ذكره في مسائل الخلاف الشاذة، هذا هو ابن علية، والأثر ما أدري عن صحته، أما إسماعيل فهو إمام من أئمة أهل السنة، ويأتي ذكره كثيراً في كتب الحديث، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة، وأخوه: محمد بن إسماعيل أيضاً ثقة، وهو شيخ للنسائي، وقد مر بنا ذكره في مواضع عديدة.
الجواب: كتاب تقريب التهذيب خرج له عدة طبعات، هناك طبعة هندية، وطبعة مصرية، وطبعة شامية، وهي آخر الطبعات التي هي الطبعة الشامية، وفيها أغلاط كثيرة، وقد سمعت أن هناك عملاً يقوم به بعض أهل الخبرة في هذا الشأن وتحت إشراف الشيخ: بكر أبو زيد، فإذا خرج هذا الكتاب فإنه يكون أحسن من غيره.
الجواب: (دار قوم مؤمنين) كما هو معلوم: الدار هي محل السكنى، ومعلوم أن الأموات ساكنون في هذه الدار، أو في هذه الديار؛ لأنها هي ديارهم؛ لأن الديار هي محل السكنى، فهو ليس مجازاً، بل هو حقيقة، فالقبور هي دور الأموات التي يسكنونها في فترة البرزخ التي بعد الموت وقبل النشور.
الجواب: نعم، إذا وجد الإنزال، وخروج المني لأي سبب من الأسباب فإنه يوجب الغسل.
الجواب: التوسل بالأولياء والصالحين هذا من البدع ومن الأمور المنكرة، والحج يصح؛ يعني: عمله منكر، وحجه صحيح.
الجواب: الكتاب الذي عندهم محرف في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فالتحريف موجود في اليهود والنصارى الذين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، واليهود والنصارى أهل الكتاب، وفي هذا الزمان حكمهم حكم أهل الكتاب في الأزمان السابقة، وفي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ما دام أنهم ينتمون إلى دين عيسى وإلى دين موسى فإنهم أهل كتاب.
وقضية التحريف موجود في زمنه صلى الله عليه وسلم، وكونهم كفاراً موجودين في زمنه، والله عز وجل قال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73]، فهم كفار، وقال: تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:63] وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة:30] ثم قال الله: تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:63]، فهم كفار، وقد أبيح لنا أكل ذبائحهم؛ لأنهم ينتمون إلى دين سماوي.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر