أخبرنا مؤمل بن هشام عن إسماعيل عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)].
قال النسائي رحمه الله: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا كان هناك غيم، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو: أنه إذا ثبت دخول شعبان في ليلة من الليالي فإنه إذا جاء ليلة الثلاثين، فإن كان هناك غيم في تلك الليلة، أو هناك قتر، أو أي مانع يمنع من رؤية الهلال، فإن الناس يكملون ثلاثين يوماً، ولا يصومون إلا لرؤية الهلال، والترجمة معقودة لما إذا كان هناك غيم، أو حائل يمنع من رؤية الهلال في السماء، فإن الواجب أو المتعين هو إكمال شهر شعبان ثلاثين، ثم بعد ذلك يصوم الناس بعد إتمام الثلاثين؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، أي: لا يكون واحداً وثلاثين، ولا يكون ثمانية وعشرين، بل هو إما هذا وإما هذا، كما جاء ذلك مبيناً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ستأتي.
وقد أورد النسائي عدة أحاديث تتعلق بهذا الموضوع، وتبين أنه عند حصول الغيم، أو ما يمنع من رؤية الهلال، فإنه يكمل الشهر سواءً كان ذلك لشهر شعبان أو رمضان؛ لأنه إذا ثبت دخول رمضان في ليلة من الليالي، ثم جاءت ليلة الثلاثين وفيه غيم ولم ير الهلال فإنه يكمل الشهر، سواءً كان شهر رمضان أو شهر شعبان.
قوله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) أي: الهلال، يعني: يبتدئون صيام رمضان لرؤيته بناءً على رؤيته، ويفطرون؛ أي: ينتهون من صيام الفرض برؤيته، وعلى هذا فإن الحكم مناط بالرؤية، أو بإكمال العدة ثلاثين يوماً، فقوله عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) إناطة الصوم والإفطار برؤية الهلال، وقد تقدم: أن الله عز وجل جعل المواقيت للعبادات، كالصلاة والصيام، في أمور طبيعية يشترك فيها الناس جميعاً، يعرفها الخاص والعام، ولا تحتاج إلى حذق حاذق، ولا إلى فطنة فطن، بل أي إنسان يستطيع أن يعرف ذلك، فالصيام بني على رؤية الهلال، والهلال يراه الناس، ويرى في الحضر، ويرى في البادية، ويراه الحاذق، وغير الحاذق، كل ذلك الناس فيه سواء، أما اتخاذ ذلك بالحساب أو البناء على الحساب فإن ذلك لا يسوغ ولا يجوز؛ لأن الأحكام الشرعية أنيطت بأمور ظاهرة جلية، ومثال ذلك: مواقيت الصلاة مبنية على شيء يشترك فيه الناس، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، إذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، إذا زالت الشمس إلى جهة الغرب بدأ وقت الظهر، وإذا كان ظل الشيء مثله بدأ وقت العصر، إذا كان ظل الشيء مثليه انتهى وقت العصر، إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، إذا غاب الشفق دخل وقت العشاء وهكذا، أمور يشترك فيها الخاص والعام، فقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة ثلاثين) يعني: لا يصم الناس وهم لم يروا الهلال إذا كان هناك غيم؛ لاحتمال أن يكون الهلال موجوداً، ولكن حال دونه حائل، فلا يصوموا، وإنما على الناس أن يكملوا العدة؛ بأن يكملوا الثلاثين.
ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[عن إسماعيل].
هو ابن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن زياد].
هو محمد بن زياد الجمحي المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، والسبعة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، وقد جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله:
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي
أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)، أي: كما جاء في الروايات السابقة: (أكملوا العدة ثلاثين)، يعني: يوفون المقدار بأن يجعلوا العدد وافياً كاملاً، ولا يصومون بناءً على احتمال أن الهلال موجود، ولكن ستره ساتر من غيم أو نحوه، بل إنما هو مبني على الرؤية أو إكمال العدة.
قوله: (فإن غم عليكم، فاقدروا له ثلاثين)، أي: أوفوا، وأكملوا المقدار الذي هو تمام العدة، وذلك بالنهاية التي يبلغها الشهر وهي ثلاثون يوماً.
هو محمد بن عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[حدثنا أبي].
هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويقال له: المقري؛ لأنه أقرأ القرآن سبعين سنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ورقاء].
هو ورقاء بن عمر اليشكري، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة].
قد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري حدثنا سليمان بن داود حدثنا إبراهيم عن محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي ذكر الاختلاف على الزهري في إسناد هذا الحديث، وقد أورده النسائي من عدة طرق، وهذه الطريق هي مثل الطرق السابقة: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً).
قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري].
هو الذهلي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا سليمان بن داود].
هو أبو داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا إبراهيم].
هو إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن مسلم].
هو الزهري، وهنا ذكره باسمه واسم أبيه، وهذا خلاف المعتاد، كثيراً عندما يطلق ويقال: الزهري، أو ابن شهاب، يعني: يأتي ذكره باسمه، ولكنه ليس مثل ذكره بجده شهاب أو جده زهرة بن كلاب؛ ومحمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري ثقة، فقيه، من صغار التابعين، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
هو سعيد بن المسيب المدني، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
قد مر ذكره.
أورد النسائي حديث ابن عمر: [إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له]، وهنا [فاقدروا له]، جاءت غير مفسرة، لكن فسرتها الروايات الأخرى حيث قال: (فاقدروا له ثلاثين)، كما في الرواية السابقة من حديث أبي هريرة أي: يكملون المقدار، ويكملون العدة، ويصومون ثلاثين يوماً، أو يحسبون ثلاثين يوماً، وكلمة: [صوموا ثلاثين يوماً]، التي مرت هي في رمضان؛ لأن قوله: [صوموا ثلاثين يوماً]، معناه: يكملون صيام رمضان ثلاثين يوماً، [واقدروا له]، أي: أكملوا العدة ثلاثين كما جاء في الرواية السابقة: (فاقدروا له ثلاثين يوماً).
هو الربيع بن سليمان المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. ويفرق بينه وبين الربيع بن سليمان الجيزي بالتنصيص، وكلاهما يروي عن ابن وهب، وكلاهما ثقة، فلا يضر إن لم نعرف من منهما راوي الحديث.
[أخبرني يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
قد مر ذكره.
[حدثني سالم بن عبد الله].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أن عبد الله بن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام المشهورين بهذا اللقب، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: [لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له] هذا فيه ذكر شعبان ورمضان، أي: في آخر شعبان أو في آخر رمضان، [فاقدروا له]، أي: أكملوا العدة كما جاء ذلك مبيناً في بعض الروايات الأخرى (اقدروا ثلاثين)، وفي بعض الروايات: (صوموا ثلاثين)، وهي: تتعلق بصيام شهر رمضان.
هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة الباهلي، وهو متقدم على هذا، يروي عنه النسائي بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي مباشرة فهو المرادي، وإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو الباهلي.
[و الحارث بن مسكين].
هو الحارث بن مسكين المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[قراءة عليه، وأنا أسمع، واللفظ له].
أي: إن اللفظ لشيخه الثاني وهو: الحارث بن مسكين، وليس لشيخه الأول وهو: محمد بن سلمة المرادي، وهذا هو الغالب على استعمال النسائي عندما يذكر الحارث بن مسكين وغيره، حيث يجعل الحارث بن مسكين هو الثاني، ويجعل اللفظ له، أي: اللفظ الذي يسوقه هو لفظ شيخه الثاني، يعني فيما إذا كان الحارث بن مسكين هو أحد الشيخين.
[عن ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
قد مر ذكره.
أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)].
أورد النسائي هذا الحديث من طرق عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، وأورد هذه الطريق؛ وهي مثل ما تقدم: [لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له].
أي: أكملوا العدة ثلاثين، كما جاء ذلك مبيناً في الروايات الأخرى.
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].
هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو ابن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العمري المصغر تمييزاً له عن أخيه عبد الله بن عمر المكبر؛ لأن عبيد الله ثقة، وعبد الله المكبر ضعيف، وحديث عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر أخرجه أصحاب الكتب الستة.
قد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق عبيد الله الذي فيه الاختلاف على عبيد الله؛ لأنه ذكر عن ابن عمر، وهنا ذكر عن أبي هريرة، وكما عرفنا سابقاً أن مثل هذا الاختلاف لا يؤثر، وإنما فيه الإشارة إلى اختلاف الطرق، وليس تضعيفاً للحديث، ولا تقليلاً من شأنه، وإنما فيه أن الطرق اختلفت عنه وتنوعت، فأورد الحديث من طريقه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو دال على ما دل عليه ما قبله.
هو أحمد بن علي بن سعيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة].
هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان المشهور بـابن أبي شيبة، والمكنى بـأبي شيبة هو: جده إبراهيم، فهو مشهور بالنسبة إلى جده مكنى ابن أبي شيبة؛ لأن أبا شيبة هو: إبراهيم بن عثمان وأبو بكر بن أبي شيبة هو ثقة حافظ أكثر عنه الإمام مسلم، بل لم يرو عن أحد في صحيحه مثل ما روى عن أبي بكر بن أبي شيبة، إذ روى عنه ما يزيد على ألف وخمسمائة حديث، ومسلم يذكره مكنى في الغالب، فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وأما البخاري فإنه يذكره باسمه في الغالب فيقول: عبد الله بن أبي شيبة، والنسائي يذكره بكنيته فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[حدثنا محمد بن بشر].
هو العبدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا، والذي كان اختلاف الطرق عنه.
[عن أبي الزناد].
هو عبد الله بن ذكوان، المدني، لقبه: أبو الزناد على صيغة الكنية وليست كنية؛ كنيته أبو عبد الرحمن، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعرج].
هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، لقبه الأعرج، مشهور بهذا اللقب، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
قد مر ذكره.
أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية أخبرنا حبان بن هلال حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)].
أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنه في هذا، والاختلاف على عمرو بن دينار في ذلك، وهو مثل ما تقدم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين).
قوله: [أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء].
هو أخو أبو العالية، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي. وكلمة (هو ثقة) هذه تكون من كلام النسائي، ليست من جنس ما تقدم الذي يكون فيه أن الشخص يزيد في توضيحه، فإن هذا ليس من هذا القبيل، بل هذا هو من كلام النسائي أو إذا جاء مثله عن التلميذ، فهو من التلميذ نفسه؛ ليبين منزلته، فليس من قبيل الزيادات، وهذا يأتي كثيراً في كلام العلماء، عندما يأتي بالرواية يقول: وهو ثقة، وكان ثقة، ويأتي كثيراً عند الخطيب في كتاب تاريخ بغداد عندما يقول: حدثنا فلان، وكان ثقة، فمثل هذا لا يقال: إنه من دون التلميذ.
[أخبرنا حبان بن هلال].
هو بفتح الحاء، بخلاف حبان بن موسى الذي مر، فهو بكسر الحاء، وحَبان وحِبان من قبيل المؤتلف والمختلف، يتفق في الرسم ويختلف في النطق وفي الشكل، فالحروف واحدة، ولكن الشكل مختلف، وحبان بن هلال ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حماد بن سلمة].
هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم.
هنا أورد النسائي حديث ابن عباس في إكمال الشهر ثلاثين يوماً، وقوله: [عجبت ممن يتقدم الشهر] يعني: بأن يصوم في يوم الشك، أو يصوم في يوم الثلاثين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)]، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى إكمال العدة، وأنه لا يتقدم الشهر بالصيام، بل تكمل العدة ثلاثين يوماً.
هو المقرئ، وقد مر ذكره.
[حدثنا سفيان].
هو ابن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وقد مر ذكره، والثلاثة مكيون: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار.
[عن محمد بن حنين].
هو محمد بن حنين المكي، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده، وهو مكي أيضاً فالأربعة مكيون.
[عن ابن عباس].
ابن عباس كما هو معلوم كان في مكة ثم ذهب إلى الطائف، فهو مكي ثم طائفي، ومات في الطائف، وقد مر ذكره.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله)].
قوله: [لا تقدموا الشهر] أي: بالصيام؛ بأن تصوموا يوم الثلاثين مثلاً، [حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام؛ لأن الناس يرون الهلال الليلة فيصبحوا صائمين؛ لأن الليلة سابقة لليوم، والشهر يدخل بغروب الشمس، فإذا رؤي الهلال فإن الليلة التي يرى فيها الهلال هي تابعة لليوم الذي بعده، وليس كما اعتاده كثير من الناس في هذا الزمان؛ يجعلون الليلة تابعة لليوم الذي قبلها، بل الشهر يدخل في الليلة، ثم يصوم الناس بعد ذلك، وتكون أول ليلة يصلي فيها الناس التراويح؛ لأنها من رمضان، ثم يصبحوا صائمين.
وإذا رؤي هلال شوال انتهى رمضان، ودخلت أول ليلة من شوال، فيصبحوا الناس على يوم العيد، ولذلك قال: [حتى تروا الهلال قبله] يعني: قبل أن تصوموا، فلا تصوموا في يوم الثلاثين احتياطاً أو تقدماً للشهر، بل [لا تصوموا حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام، وإذا صام الناس يستمرون في الصيام حتى يكملوا ثلاثين، أو يروا الهلال قبله، أي: في الخروج من شهر رمضان.
هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[أخبرنا جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور بن المعتمر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ربعي].
هو ربعي بن حراش، وهو ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حذيفة بن اليمان].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحابي ابن صحابي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كل واحد منهم روى عنه مباشرة بدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان الثوري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
قد مر ذكرهما.
[عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم].
قد علمنا أن الجهالة في الصحابة لا تؤثر؛ لأنهم كلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم.
[أرسله الحجاج بن أرطأة].
ساق الإسناد بعد أن قال: أرسله الحجاج بن أرطأة، ساق الإسناد الذي فيه الحجاج بن أرطأة.
أورد النسائي هذه الطريق المرسلة التي أرسلها ربعي بن حراش، وجاءت من طريق الحجاج بن أرطأة، وربعي بن حراش هو تابعي، مخضرم، فإذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من قبيل المرسل؛ لأن التابعي إذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فإنه من قبيل المرسل، وفيه التفصيل كما في الذي قبله.
هو محمد بن حاتم بن نعيم، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا حبان].
هو حبان بن موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا عبد الله].
هو ابن المبارك، وهو ثقة، عابد، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير كما قال: ابن حجر في التقريب، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الحجاج بن أرطأة].
صدوق كثير الخطأ والتدليس، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
قد مر ذكرهما.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر