أخبرنا أبو داود حدثنا هارون حدثنا علي هو ابن المبارك حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)].
أورد النسائي رحمه الله، حديث أبي هريرة رضي الله عنه في ذلك، وفيه بيان أن الشهر يكون كذا وكذا، أنه يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، ولا ثالث لذلك، فالقسمة ثنائية، فهي حالتان لا ثالث لهما، إما تسع وعشرون، وإما ثلاثون، ثم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، أي: أكملوا ثلاثين؛ لأنه إذا مضى تسع وعشرون رؤي الهلال، فإن رؤي الهلال في الليلة التي تلي التاسعة والعشرين، فالشهر يكون تسعة وعشرين، ويدخل الشهر الذي يليه في الليلة التالية لـليلة التاسع والعشرين، وإن لم ير الهلال، وهو صحو أو كان غيما أو غبار القتر لا يرى معه الهلال، فإنها تكمل العدة، أي: تكمل ثلاثين، (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، أي: أكملوا العدة ثلاثين.
هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا هارون].
هو هارون بن إسماعيل، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، أي: لم يخرج له أبو داود وحده.
[حدثنا علي هو ابن المبارك].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عوف المدني، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع منهم.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الصحابة على الإطلاق حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشهر تسع وعشرون)، وهذا فيه ما في الذي قبله من الدلالة على أن الشهر يكون كذلك، كما أنه يكون ثلاثين.
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].
هو عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[أخبرنا محمد].
هو محمد بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معاوية].
وهو: معاوية بن سلام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
(ح).
ثم أتى بـ (ح) الدالة على التحول من إسناد إلى إسناد، ويأتي شيخ جديد للنسائي في الإسناد الآخر ثم يلتقي الإسنادان عند شخص واحد، ويتحدان إلى نهاية الحديث، فهذا هو التحويل، يعني: يسوق الإسناد ثم يبدأ بإسناد آخر، ويأتي بـ (ح) للدلالة على التحول من إسناد إلى إسناد، ثم يلتقي الإسنادان عند شخص معين، ويستمران إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ح).
[أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا عثمان بن سعيد].
ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن معاوية].
هو ابن سلام المتقدم.
[واللفظ له].
طبعا اللفظ لـعثمان بن سعيد؛ لأن معاوية هو في الإسناد الأول، لكنه هو للطريق الثاني، اللفظ هو للطريق الثاني التي فيها شيخه أحمد بن محمد بن المغيرة، أما معاوية فهو في الإسنادين، وعنده يلتقي الإسنادان.
[عن يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة أخبره].
وقد مر ذكرهما.
[عن عبد الله بن عمر].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (إنا أمة أمية)، والأمية: نسبة إلى الأم، يعني: أنهم كما خلقوا من أمهاتهم لا يعرفون الكتابة والحساب، فهذا هو شأنهم، وهذا في الغالب بالنسبة للعرب وإلا فإن فيهم من يكتب، وفيهم من يقرأ، والرسول صلى الله عليه وسلم جعله الله أميا لا يقرأ ولا يكتب؛ وذلك لإظهار معجزته، ودفع ما يحصل من الكفار من الاعتراض عليه، وعلى رسالته عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك ما سلم من الاعتراض عليه عليه الصلاة والسلام، والله عز وجل بين الحكمة في ذلك فقال: وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت:48]، (وما كنت تتلوا من قبله من كتاب)، لو كان يقرأ ويكتب لقالوا: هذا قرأ الكتب السابقة، وأتى بها، لكنه جعله الله أميا لا يقرأ ولا يكتب، ونزل عليه هذا القرآن الذي تحدى أهل الفصاحة، والبلاغة بأن يأتوا بسورة من مثله، ومع ذلك عجزوا وأذعنوا لفصاحته وبلاغته، وأنه كلام لا يماثله كلام، وقد جاء به من لا يقرأ ولا يكتب، فجعله عليه الصلاة والسلام، أمياً لتمام إظهار معجزته عليه الصلاة والسلام، وهو أنه يأتي للناس بكلام مع كونه لا يقرأ ولا يكتب، أوحاه الله عز وجل إليه، وهو خير الكلام وأفضله، وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام. (إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب)، ثم قال: (الشهر هكذا)، وأشار ثلاث مرات بأصابع يديه، (حتى ذكر تسعا وعشرين)، معناه: أنه في قبض، أحد الأصابع حتى يتبين بها قولا وإشارة أن الشهر يكون تسعة وعشرين.
هو محمد بن المثنى العنزي الملقب بـالزمن البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهو قرين محمد بن بشار المتقدم، محمد بن بشار الملقب بندار، قرينه ومثيله، وقد اتفقا في الشيوخ والتلاميذ والبلد، كل منهم من أهل البصرة، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: وكانا كفرسي رهان، وماتا في سنة واحدة، وهي سنة مائتين واثنين وخمسين، ومعنى: كانا كفرسي رهان. يعني: ما واحد يسبق الثاني من شدة تماثلهم، وماتا في سنة واحدة، وكل منهما شيخ لأصحاب الكتب الستة، محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى هو لقبه الزمن، وكنيته أبو موسى، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة ثبت، حجة فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود بن قيس].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عمرو].
هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب إلا الترمذي.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.
أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وفيه بيان أن الشهر يكون ثلاثين، ويكون تسعا وعشرين، بين ذلك بالقول وبالإشارة، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنا أمة أمية، لا نحسب، ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثلاث مرات، وقبض الإبهام في الثالثة)، يعني: تسعة وعشرين، ثم عاد مرة أخرى فقال: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ولم يقبض شيئا)، يعني: يكون ثلاثين، فهو إما هذا وإما هذا، لا ينقص عن تسعة وعشرين، ولا يزيد عن ثلاثين، هذا هو الشهر.
محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، هذان هما القرينان اللذان كانا كفرسي رهان، وقد مر ذكرهما.
[عن محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن الأسود بن قيس].
كذلك مر ذكره.
[عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن ابن عمر].
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، معناه: أنه وصف ذلك بأنه يكون هكذا، وهكذا، وأنه ينقص فيكون تسعا وعشرين، وذلك بنقص أحد الأصابع مما فيه الإشارة إلى أن الشهر يكون تسعا وعشرين.
محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي والنسائي وابن ماجه.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن جبلة بن سحيم].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.
أورد النسائي حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (الشهر تسع وعشرون).
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
قد مر ذكره.
[عن محمد].
وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
مر ذكره.
وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم والنسائي، وكلمة (يعني ابن حريث) أتى بها من دون شعبة، وكما ذكرت هما عبارتان يؤتى بهما لتوضيح من يراد توضيحه من حيث إضافة شيء يميزه عن غيره، كلمة: (يعني)، أو كلمة: (هو)، وكثيراً ما تأتي كلمة (هو)، ويأتي أحيانا كلمة (يعني) كما هنا، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع لها قائل ولها فاعل، فقائل هذه الكلمة من دون شعبة، والفاعل ضمير مستتر يرجع إلى شعبة، والفاعل في كلمة يعني ضمير مستتر يرجع إلى شعبة، يعني يقول: من دون شعبة: إن شعبة يعني بقوله: عقبة يعني ابن حريث، فكلمة (يعني) فعل مضارع قائلها من دون شعبة، وفاعلها ضمير مستتر، أو فاعل الفعل المضارع ضمير مستتر يرجع إلى شعبة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.
الجواب: الأذكار الواردة التي تلي الصلاة مباشرة تكون جهراً، وأما كون الإنسان يذكر الله عز وجل ويقرأ المعوذات وآية الكرسي، فهذه تكون سرا، وأما أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، فهذه تكون جهرا.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر