أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا قاسم حدثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس، قد جعلنا لك منه نصيباً، فقال: إني صائم فأفطر)].
قد سبق للنسائي رحمه الله أن ذكر: حديث عائشة من طرق، وفيها ما هو أتم من هذه الطريق؛ لأنه هنا ذكره مختصراً، وسبق أن مر ذكره لأطول من هذا، وذكر فيه: أنه سأل عن شيء في مرة من المرات، فقالوا: إنه ليس عندهم شيء، فقال: إنه صائم، يعني: أراد أن يصوم، فصارت النية تشمل ما بعد العزم على الصيام، وما بين قبل ذلك، وهذا إنما هو في النفل؛ لأنه يجوز بنية من النهار، ولا يلزم أن يكون بنية من الليل، وهنا ذكر شقاً أو طرفاً منه وهو المتعلق بكونه جاء في مرة أخرى، وكان قد أهدي له حيس، وخبئوا للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء، وكان صائماً فأكل عليه الصلاة والسلام.
والحيس هو: خليط من التمر، والسمن، والأقط، وقد يضاف إلى ذلك شيء آخر غير هؤلاء الثلاثة، لكنه يعتمد ويقوم على هذه الأمور الثلاثة: التمر، والسمن، والأقط، هذا هو الحيس، فعندما تجمع هذه الأصناف الثلاثة، وتمزج ويخلط بعضها ببعض، يصبح حيساً، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري وذكره غيره، وأنا قد ذكرت هذه الفائدة ضمن الفوائد المنتقاة من فتح الباري، وهي الفائدة رقم ستمائة واثنين، فإن فيها بيان الحيس، وأنه يشتمل على هذه الأصناف الثلاثة التي هي: التمر: والسمن، والأقط.
الحاصل: أن الحديث من طرقه المتعددة يدل على أن صيام النفل يجوز بنية من النهار، وأنه لا يلزم أن تبيت فيه النية من الليل، بل لو أصبح غير آكل شيئاً، ثم أراد أن يصوم، فله أن يصوم، ويمكنه ذلك، ولو لم توجد النية قبل طلوع الفجر؛ لهذا الحديث الذي جاء من طرق عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: أنه عزم على الصيام في أثناء النهار.
هو أحمد بن حرب المروزي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن القاسم].
هو القاسم بن يزيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، هو ثقة، ثبت، حجة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة بن يحيى].
هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، جده أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ وهو طلحة بن عبيد الله وطلحة هذا صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عائشة بنت طلحة].
هي عمته أخت يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبوها أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة رضي الله عنها].
هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال، وامرأة واحدة، الرجال هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، والمرأة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهي تشتمل على الحالتين: الحالة التي سأل ولم يكن هناك شيء، وقد نوى الصيام، والحالة التي أخبر فيها أن عندهم شيئاً، وأنه كان أصبح صائماً، فأكل عليه الصلاة والسلام، والحديث من هذه الطريق مشتملة على الحالتين.
هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى].
هو ابن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مختصرة، وفيها النية في أثناء النهار.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
[عن وكيع].
هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي].
هو أحمد بن علي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن نصر بن علي].
هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو علي بن نصر الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن القاسم بن معن].
ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن طلحة بن يحيى عن عائشة ومجاهد عن عائشة].
طلحة بن يحيى عن عائشة، ومجاهد عن عائشة، يعني: عائشة عمته ومعها مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
ثم أورد النسائي: حديث مجاهد، وأم كلثوم مرسلاً، يعني: ليس فيه رواية عن عائشة، لكن سبق أن مر أن كلاً منهما يروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فذلك الإرسال لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق كثيرة متصلة، وهنا ذكره عن مجاهد، وأم كلثوم: أن عائشة قالت كذا وكذا، فهو يعتبر مرسل؛ لأنهم ما حضروا هذا، ولا يعرفون ذلك إلا بالواسطة؛ لأنهم من التابعين.
قوله: [أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث].
هو عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن المعافى بن سليمان].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن القاسم].
هو القاسم بن معن، وقد مر ذكره.
[عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم].
طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم، وقد مر ذكرهم إلا أم كلثوم، وأم كلثوم هي بنت أبي بكر الصديق، توفي أبو بكر وهي حمل فولدت بعد وفاته، وهي ثقة، أخرج لها البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. أم كلثوم بنت أبي بكر تابعية.
قال في آخره: نحوه، يعني: نحو ما تقدم في الروايات السابقة، وقد عرفنا كلمة (نحوه) أنه يراد بها: الاتفاق في المعنى مع الاختلاف في اللفظ، بخلاف كلمة (مثله)، فإنه يراد بها: المماثلة في اللفظ والمعنى، أو الاتفاق في اللفظ والمعنى.
[قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة].
ثم قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب عن رجل عن عائشة، ثم ذكر الإسناد الذي فيه رواية سماك بن حرب عن رجل عن عائشة بعد هذا.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم مشتمل على الحالتين: حالة كونه صام، وكان قد بحث عن الطعام، ونوى الصيام من أثناء النهار، والحالة الثانية: أنه كان نوى الصوم، ولكنه أفطر في أثناء النهار.
قوله: [أخبرنا صفوان بن عمرو].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أحمد بن خالد].
هو أحمد بن خالد الوهبي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة وفي الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن إسرائيل].
هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك بن حرب].
هو سماك بن حرب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، عن رجل وهو مبهم، وقد ذكر ابن حجر في آخر التقريب عند ذكر المبهمات: سماك عن رجل عن عائشة بنت طلحة، قال: يقال: إنه طلحة بن يحيى بن طلحة، أي: الذي مر ذكره في الأسانيد السابقة، فالرجل المبهم قيل: إنه طلحة أيضاً الذي جاء ذكره مراراً في الروايات السابقة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.
أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا سعيد بن شرحبيل: أخبرنا الليث عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله عنهم وأرضاهم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)].
ثم أورد النسائي: حديث حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له)، معناه: أنه لا بد من نية من الليل، وتكون قبل طلوع الفجر، حتى تكون النية مع جميع أجزاء الصيام موجودة، لكن هذا يحمل على الفرض، وأما النفل فقد عرفنا في الأحاديث السابقة: أنه يمكن أن تكون النية من أثناء النهار، وأنها تنعطف على ما مضى، وأما بالنسبة للفرض، وكذلك القضاء، فإنه لا بد من تبييت النية، بحيث تكون النية موجودة مع جميع أجزاء الصيام، ووقت الصيام، جميع أجزاء الوقت من أوله إلى آخره، ولا يصلح أن تأتي النية في أثناء النهار، فالفرض لا بد فيه من تبييت النية، ولهذا في أول يوم من رمضان، لو لم يأتِ خبر الهلال لبعض الناس إلا في أثناء النهار، فإنه يجب عليهم الإمساك، وعليهم أن يقضوا مكان ذلك اليوم، ولو كان الإنسان أصبح غير آكل شيئاً؛ لأنه ما علم بثبوت الشهر قبل طلوع الفجر، فيكون مضى جزء من النهار بدون نية، والمطلوب في الفرض أن تكون النية مع جميع أجزاء الوقت.
فالحديث يقول: (لا صيام لمن لم يبيت النية قبل الفجر)، وهذا كما هو معلوم يحمل على الفرض، وأما النفل فقد مر فيه الحديث المتقدم، والنسائي فيما تقدم ذكر النية في الصيام وأطلقها، ثم أورد الأحاديث التي فيها أن النية تكون من أثناء النهار، ثم أتى بالحديث الذي جاء من طرق أن النية تكون في الليل، وأنها لا تكون بعد طلوع الفجر، ولكن هذا كما قلت: يحمل على الفرض لا على النفل؛ لأن النفل جاء ما يدل على أنها يمكن أن تكون من أثناء النهار.
ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن سعيد بن شرحبيل].
صدوق، أخرج له البخاري، والنسائي، وابن ماجه.
[عن الليث].
هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن أيوب].
هو يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو صدوق يخطئ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن أبي بكر].
هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سالم بن عبد الله].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[عن عبد الله بن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[عن حفصة].
حفصة، هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الملك بن شعيب].
هو عبد الملك بن شعيب بن الليث، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن أبيه شعيب].
ثقة أيضاً، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن جده].
هو الليث بن سعد، وقد مر ذكره، وهذا الحديث من رواية الأبناء عن الآباء عن الأجداد، من رواية من روى عن أبيه عن جده، ثم بعد ذلك يحيى بن أيوب.
[عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب].
عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب، وهنا فيه ذكر ابن شهاب بين عبد الله بن أبي بكر، وبين سالم.
وابن شهاب محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، هو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سالم عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم في الإسناد السابق.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو بلفظ: (من لم يجمع الصيام)، يعني: يعقد العزم والنية، (قبل طلوع الفجر فلا يصوم)، والمقصود بذلك كما عرفنا إنما هو في الفرض كما هو واضح.
قوله: [أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم].
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أشهب].
هو أشهب بن عبد العزيز، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن يحيى بن أيوب وذكر آخر].
وقد مر ذكره، وذكر آخر، وهو ابن لهيعة، وهذه طريقة النسائي؛ لأنه إذا كان الإسناد فيه ابن لهيعة ومعه غيره، فإنه يعتمد على رواية الغير ويبهم ابن لهيعة، فيقول: وذكر آخر، وهو عند غير النسائي مصرحاً به مع يحيى بن أيوب، لكن النسائي عندما يأتي ذكره مع غيره، هو لا يروي عنه، ولكنه إذا جاء ذكره مع غيره، فإنه يبهمه ويقول: وذكر آخر، يعني: شخصاً آخر.
[عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
ثم أورد الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا أحمد بن الأزهر].
صدوق، أخرج له النسائي، وابن ماجه.
[عن عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي من طريق أخرى، ولكنه موقوف على حفصة من كلامها، يعني: قالت: (من لم يجمع الصيام من الليل فلا يصوم)، فهنا موقوف عليها، وما مر مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريقها.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].
هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن معتمر].
هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبيد الله].
هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب الذي يقال له: العمري المصغر؛ تمييزاً له عن أخيه عبد الله بن عمر المكبر، وهذا ثقة، وذاك ضعيف، المصغر الذي معنا عبيد الله ثقة، وعبد الله بن عمر المكبر ضعيف، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، ولكنه موقوف أيضاً على حفصة رضي الله عنها، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].
الربيع بن سليمان، وهو يحتمل أنه المرادي، وأنه الجيزي، وكل منهما ثقة، وكل منهما روى عنه النسائي، وكل منهما يروي عن ابن وهب.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
مر ذكره.
[عن حمزة بن عبد الله بن عمر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو شقيق سالم.
[عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى موقوف على حفصة، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن الحسن بن عيسى].
ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن ابن المبارك].
هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي، البصري، ثم اليماني، شيخ عبد الرزاق بن همام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى موقوف على حفصة، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم].
هو ابن نعيم المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن حبان].
هو حبان بن موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن المبارك، وقد مر ذكره.
[عن سفيان بن عيينة].
هو سفيان بن عيينة المكي الهلالي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[ومعمر].
مر ذكره.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن حفصة].
وقد مر ذكر الأربعة.
ثم هذا مثل ما تقدم، وهو موقوف عليها.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وقد ذكره.
[عن سفيان].
هو سفيان بن عيينة، وقد مر ذكره.
[عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
أورد النسائي الحديث عن حفصة من طريق أخرى.
قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].
هو أحمد بن حرب المروزي، صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.
قال في آخره: [أرسله مالك بن أنس].
ثم قال: أرسله مالك بن أنس، وأورد الحديث بعد ذلك، أورد الإسناد الذي فيه ذكر مالك في الإسناد الذي بعده مباشرة.
قوله: [قال الحارث] في أوله، أورده عن عائشة، وحفصة، وأنهما يقولان: (لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر)، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].
وقد جاءت صيغة أخرى، وهي: أخبرني، وفي بعضها يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وذلك أن النسائي له مع الحارث بن مسكين حالتان: حالة كان راضياً عنه، وكان بينهما صفاء، فكان يأتي ويحضر ويسمع، وقد أذن له بالأخذ عنه، فكان يقول: أخبرني قراءة عليه وأنا أسمع، وفي بعض الأحوال جرى بينهما شيء، فكان لا يأذن له أن يأتي في حلقته، فكان يجلس من وراء الستار ويسمع ويروي، ولكنه لا يقول: أخبرني في هذه الصورة، بل يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع؛ لأن كلمة أخبرني فيها أذن له أنه تحمل منه أو حمله، وهو يخبر بالواقع؛ لأنه ما كان أذن له في تلك الحال، وكان يفرق بين ما أذن له فيه يقول: أخبرني الحارث بن مسكين، وبين ما لم يؤذن فيه يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، هذا هو التفريق بين أخبرني الحارث بن مسكين، وبين قال الحارث بن مسكين، وهو في الحالتين اللتين حصلت للنسائي معه، والحارث بن مسكين هو المصري، ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[حدثني مالك].
هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وقد قال عنه الحافظ ابن حجر قال: رأس المتقنين، معناه: أنه متمكن في الإتقان، ومتقدم فيه على غيره، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وقد مر ذكره.
عن عائشة وحفصة، أنها قالت: من قولهما، وقوله في السابق: [أرسله مالك بن أنس] معناه: أنه من رواية الزهري عن أنس عن عائشة به واسطة.
وهذا الإرسال، على الطريقة الأخرى التي هي أعم من كون التابعي يضيفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بل رواية الراوي عمن لم يلقه أو لم يدرك عصره، فهذا إرسال، ولهذا يأتي يرسل ويدلس لأناس متأخرين، يرسل ويدلس، والإرسال يكون ظاهراً، ويكون خفياً، فالإرسال الظاهر هو: كون الإنسان يروي عمن لم يدرك عصره، بينه وبينه سنين، يعني مات هذا قبل أن يولد هذا، ويروي عنه، فهذا يقال له: إرسال، ويكون إرسالاً خفياً فيما إذا عاصره ولم يسمع منه؛ لأن هذا فيه احتمال السماع؛ لأنه مدرك عصره؛ ولهذا يقال له: إرسالاً خفي، والإرسال الجلي هو: كونه ما أدرك عصره، أمره واضح فيه انقطاع، وقد مر أن هشيم بن بشير الواسطي كان كثير التدليس والإرسال الخفي، والإرسال الخفي هو رواية الراوي عمن أدرك عصره ولم يلقه، فالإرسال له معنيان: معنىً خاص، وهو كون التابعي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنىً أعم، وهو كون الراوي يروي عمن لم يدرك عصره، أو عمن لم يلقه، وقد أدرك عصره.
أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، ولكنه موقوف على عبد الله بن عمر، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].
وقد مر ذكره.
[عن المعتمر].
هو المعتمر بن سليمان، وقد مر ذكره.
[عن عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر، وقد مر ذكره.
[عن نافع].
هو نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.
أورد الحديث من طريق أخرى عن ابن عمر، وهو موقوف عليه، وهو مثل ما تقدم، [قال الحارث بن مسكين]، يعني: أنه مما سمعه منه أو حضره في حال منعه إياه أن يحضر حلقته، وأن يحضر مجلسه، فكان يعبر عن ذلك بغير أخبرني؛ لأنه ما أخبره، وما أراده يتحمل عنه في ذلك الوقت، ولكنه تحمل، وذلك سائغ عند المحدثين، ولكن النسائي كان يعبر بهذه العبارة، وهو يدل على دقته، وعلى احتياطه وتحرزه، فكان لا يعبر بأخبرني في مثل هذه الصورة؛ لأنه ما أراد إخباره وتحديثه.
قوله: [عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك].
وقد مر ذكرهم.
الجواب: لأنه جاء في النفل ما يدل على أنه يمكن أن يكون من أثناء النهار، يعني: النصوص الأخرى قيدت هذا النص الذي ظاهره الإطلاق له.
الجواب: ما أعلم كتاباً خاصاً في الرجعة، ولكن كل كتب الفقه مشتملة على باب الرجعة وما يتعلق بالرجعة، وكلام العلماء في الرجعة، والأحاديث التي وردت في الرجعة، وكذلك كتب الحديث أيضاً تشتمل على ذلك، والرجعة طبعاً تكون بالقول، وتكون أيضاً بالفعل؛ لأن المرأة الرجعية هي في عصمة الزوج وهي زوجة، ولو مات أحد الزوجين وهي في العدة، فإنهما يتوارثان؛ لأنها في عصمته، وما خرجت من كونها زوجة، وتبقى عنده في بيته، ويبيت معها، ولو جامعها فمجامعته إياها رجعة، أو إرجاع لها، لكن كما أن الطلاق يظهر ويتبين، فكذلك أيضاً يتبين ما يقابله الذي هو الرجعة، وهي تحصل بالجماع فلو جامعها، فإنه يعتبر مراجعاً لها، لكنه يخبر بذلك، ويشهد على ذلك؛ حتى يتبين أن الطلاق قد فسخ، وأنه نسخ وانتهى منه، وصارت الرجعة، وتعتبر طلقة مضت وراجعها، فتبقى على بقية الطلقات التي بقيت له وعليه أن يشهد.
الجواب: يبدو أن خروجها من مغربها لا يعني أنها تدور، وأنه يحصل لها مثل ما كان يحصل من قبل، فإذا حصل شيء من هذا فعند ذلك تقوم الساعة، لكن كونها تدور على العالم، ويحصل بعد ذلك وقت، ما نعلم منه شيئاً، لكن المهم أنه حصل فيها شيء يخالف ما هو معروف عنها.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر