أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد، عن خالد وهو الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح قال: (دخلت مع أبيك
ذكر الترجمة، وهي: صيام خمسة أيام، والمقصود منها مثل ما جاء في العشرة، يعني: كونه ورد ذكر الخمسة، يعني: وغيرها، لكن الترجمة من أجل أنه جاء ذكر الخمسة، وإلا فإن الحديث يأتي فيه ذكر الخمسة، وفيه العشرة وفيه صيام يوم، وإفطار يوم، وهو يأتي لكل ترجمة الحديث من طريق أخرى، وقد أتى به في الترجمة الأخرى بلفظ آخر، فيكون المقصود من الترجمة أن لفظ الخمسة، وأن الإرشاد إلى صيام خمسة ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو زكريا بن يحيى السجزي، وقد مر قريبا.
[حدثنا وهب بن بقية].
ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
هو خالد بن مهران الحذاء، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقيل له: الحذاء؛ لأنه كان يجالس الحذائين، فهي نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن، لم يكن حذاء ولا بائعاً للأحذية، وإنما كان يجلس عند الحذائين فنسب إليهم، مثل ما مر في التيمي ، نزل في بني تيم فنسب إليهم، وقيل: إنه كان يقول للحذاء: احذ على كذا، يعني يعطيه مقاس، ويقول: احذ عليه، فقيل له: الحذاء من أجل قوله: احذ، وهي أيضا نسبة إلى ما غير ما يسبق إلى الذهن، سواء كان يجالسهم أو يقول: احذ؛ لأن المتبادر إلى الذهن أنه يصنع الأحذية، أو يبيع الأحذية، والأقرب الذي يصنع الأحذية يقال له: حذاء.
[عن أبي قلابة].
هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي المليح].
هو ابن أسامة بن عمرو الهذلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[على عبد الله].
هو عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد مر ذكره وهو يخاطب أبا قلابة؛ ولهذا يقول: دخلت مع أبيك زيد، يعني: عبد الله بن زيد الذي هو أبو قلابة.
أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج بن محمد حدثني شعبة عن زياد بن فياض سمعت أبا عياض قال: قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صم من الشهر يوماً ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم يومين ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم ثلاثة أيام، ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الصوم صوم داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً)].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي صيام أربعة أيام، يعني: أنه ورد فيه التنصيص على أربعة، مثل ما مر التنصيص على خمسة وعلى عشرة، هذا هو المقصود من الترجمة، والحديث سبق أن مر يعني: إسناداً، ومتناً، أما الإسناد فقد مر رجاله كلهم في الحديث السابق.
أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل حدثنا محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالى أبدا: أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر)].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي صيام ثلاثة أيام من كل شهر. وأورد فيها حديث أبي ذر، وهذه الثلاثة هي الذي كثر ذكرها في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني يوصي بها ابتداء، ويوصي بها عبد الله بن عمرو في أكثر الروايات، ويرشد إلى أن فيها صيام الدهر، فصيام ثلاثة أيام هي التي جاءت عن عدد كبير من الصحابة، يعني: وفيها وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بأن يصوموا ثلاثة أيام من الشهر؛ لأنه بذلك يكونون قد صاموا الدهر، فأورد حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه أوصاه بصيام ثلاثة أيام، لا يدعهن ما عاش، يعني: أنه عازم على الاستمرار عليهن حتى يموت، (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)، وفي صحيح مسلم: (أن أوتر قبل أن أرقد)، الحديث في صحيح مسلم أيضاً، وهو بلفظ: (أن أوتر قبل أن أرقد)، فالحديث مشتمل على الترجمة، وهي صيام ثلاثة أيام، بل فيه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
هو ابن إياس المروزي السعدي، ثقة، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا إسماعيل].
وهو ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن أبي حرملة].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن عطاء بن يسار].
هو عطاء بن يسار مولى ميمونة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي ذر].
هو جندب بن جنادة مشهور بكنيته أبي ذر، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه إيصاؤه بثلاث أو توصيته بثلاث، وهي: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وغسل الجمعة، وأن ينام على وتر)، وهذه الرواية فيها ذكر غسل الجمعة، لكن الرواية التي في الصحيحين وفي غيرهما عن أبي هريرة، فيها ذكر ركعتي الضحى بدل غسل الجمعة، ولهذا قال الألباني: إنه منكر بذكر الغسل؛ لأن الأحاديث التي جاءت في الصحيحين، وفي غيرهما عن أبي هريرة فيها التنصيص على صلاة ركعتي الضحى بدل غسل الجمعة، وقد مر أيضا حديث أبي هريرة بهذا اللفظ الذي هو لفظ الشيخين؛ البخاري ومسلم: (صيام ثلاثة أيام، وصلاة الضحى، وأن يوتر قبل أن ينام).
هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[سمعت أبي].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا أبي حمزة].
هو محمد بن ميمون المروزي السكري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عاصم].
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود بن هلال].
ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.
أورد النسائي حديث أبي هريرة، وهو مشتمل على الثلاثة التي جاءت في الصحيحين، يعني: صلاة الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن يوتر قبل أن ينام.
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
وقد مر ذكره.
[حدثنا أبو كامل].
هو فضيل بن حسين الجحدري، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا أبو عوانة].
هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عاصم عن رجل عن الأسود عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم جميعاً.
ذكر هذه الرواية، وهي مثل الرواية التي قبل الرواية السابقة التي فيها ذكر الغسل بدل الضحى، والمحفوظ أو المعروف أن ركعتي الضحى هي التي جاءت في أكثر الروايات عند النسائي، وعند غيره، بل في الصحيحين جاءت بذكر صلاة الضحى، وليس فيها ذكر الغسل.
هو محمد بن رافع القشيري النيسابوري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا أبو النضر].
هو هاشم بن القاسم، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو معاوية].
هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي، الذي هو التميمي، الذي ينسب إلى بني نحو جماعة من الأزد، وليس منسوباً إلى علم النحو، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عاصم عن الأسود عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
الجواب: حصل بينهم شيء ما أتذكره الآن، لكنه موجود في المقدمة.
الجواب: يعني: يستحب يدل على الندب؛ لأنه بمعنى الندب، أما كلمة يشرع فهي أوسع، يمكن أن يدخل تحتها المباح.
الجواب: نعم، ورد النهي عن إفراد يوم السبت بالصوم، إلا في فرض، والحديث صحيح، لكنه يحمل على ما إذا صيم وحده، أما إذا صيم، ومعه غيره، كالذي يصوم ست شوال وفيها يوم السبت، أو يصوم ثلاثة أيام من كل شهر التي هي البيض، وفيها يوم السبت، أو يصوم أياماً متواصلة، ومعها السبت أيضاً ليس فيه بأس، والدليل على هذا حديث جويرية أم المؤمنين في صحيح البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي صائمة يوم الجمعة، فقال لها: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتريدي أن تصومي غداً السبت؟ قالت: لا، قال: فأفطري)، يعني: فدل على أنها لو صامت السبت ليس فيه بأس، فإذاً السبت يصام مع غيره، والنهي يحمل على ما إذا قصد صيامه وحده.
الجواب: هذا ما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رؤي على الهيئة التي يعرفه أصحابه -فالشيطان لا يتمثل به- فيكون رآه حقاً، أما إذا كان على غير الهيئة التي هو عليها، فهذا ليس رسول الله، ويعتبر هذا ما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا ابن عباس كما في الشمائل للترمذي، قال له رجل: إنني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال له ابن عباس: صف لنا هذا الذي رأيت، فوصفه، قال له ابن عباس: لو كنت رأيته كما رأيناه ما زدت على هذا الوصف شيئاً، يعني: هو رسول الله، رؤية مطابقة للشيء الذي يعرفه أصحابه.
الجواب: سبق أن ذكرت أن الإنسان ينبغي له أن يحفظ الأربعين النووية؛ لأن فيها أربعين حديثاً من جوامع الكلم، وقد اعتني بها وشرحت، وأحسن شروحها كتاب ابن رجب الحنبلي، وكذلك إذا أراد أن يحفظ أحاديث أكثر، فيناسب عمدة الأحكام لـعبد الغني المقدسي، تشتمل على أكثر من ثلاثمائة حديث، وهي في الصحيحين، وإذا كان يريد أن يحفظ ما هو أكثر فليحفظ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، ويشتمل على ألف وتسعمائة وستة أحاديث، وكلها متفق عليها، هذا هو الذي يناسب أن الإنسان يفعله.
الجواب: لا، الإنسان الذي في داخل الصلاة ما يتابع من هو خارج الصلاة، ويفعل مثل ما كان يتابعه، يعني: فلا يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن شخصاً ذكره، وإنما يشتغل بصلاته، ولا يسمع لكلام غيره ويتابعه.
الجواب: بالنسبة للفرض ليس للإنسان أن يفعل، وأما بالنسبة للنفل فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو، ويتعوذ، ويعظم الله عز وجل، فلو فعل ذلك في النفل فليس فيه بأس، يعني: مثل ما جاء بالنسبة للذكر والسؤال والاستعاذة.
الجواب: لا، أبداً، يحمل على الاستحباب المؤكد، وليس على الوجوب؛ لأن ليس فيه صيام.. ولا يجب إلا شهر رمضان.
الجواب: الذي عندك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه جماعة ومنهم البخاري في مواضع عديدة، يعني: في التعليق.
الجواب: ما أعتقد أن هذا يصح، كيف يكون عند الميت يقرءون القرآن ويختمونه؟ أبداً، القرآن لا يقرأ في المقابر، والقرآن يقرأ في المساجد، وفي البيوت، وأما المقابر فهي مكان لدفن الموتى وزيارتهم، والدعاء لهم.
الجواب: والله ما أدري، على كل أقول: كون أن من قبله قد تكلم فيه لا شك، المتكلمون في الأحاديث كثيرون، لكن هل كلها كذلك، لا نستطيع أن نقول هذا، والإنسان عليه أن يبحث، ويقف على الحقيقة بالتتبع، والألباني يعني: له عناية، وله اهتمام، وله جهد عظيم يشكر عليه، وقد وفقه الله عز وجل لخدمة السنة، وفي عنايته، واجتهاده في السنة يعتبر في هذا العصر ما له مثيل من جهة كثرة الاطلاع على الكتب المخطوطة، والمطبوعة، والعناية بها، وجمعها وجمع الطرق، فجزاه الله خيراً، له جهود تشكر، أقول: تشكر، ولا يجحدها إلا مكابر أو حاقد.
مداخلة: الأحاديث التي ضعفها الألباني، هل هناك من العلماء من صححها من قبله؟
الشيخ: الجواب مثل الجواب السابق، وكما هو معلوم قضية التصحيح، والتضعيف قد يصحح الحديث بسبب رجل ظن أنه فلان الفلاني، ثم يتبين بأنه غيره، ضعيف فيختلف التصحيح والتضعيف بسبب الرجال والوهم في الرجال؛ لأنه أحياناً يأتي رجل في الإسناد، فيظن بعض من يدرس الإسناد أنه الشخص الثقة فيصحح، ويأتي من يتتبع، ويجد مثلاً: أنه شخص آخر، وأنه ضعيف، فالتصحيح يكون فيه نظر؛ لأنه بنى على ظن أنه شخص، وتبين له أنه شخص آخر، وهذا موجود عند المحدثين، عندما يصحح أحدهم يقول: وهم، وقال: ظن أنه فلان، وليس فلان، بل هو فلان، ذكره فلان، ونسبه إليه فلان وهكذا، فقضية التصحيح والتضعيف تجدها تنبني على الأشخاص، وقد يصحح الشخص بناء على أنه ظن أن الشخص هذا، ويتبين أنه غيره فيضعفه الثاني.
الجواب: صلاته صحيحة، حتى ولو نوى أنه يعيد وإلا ما يعيد، أقول: ما دام أنه توضأ وكان من نيته أنه يجدد الوضوء، فوضوءه صحيح قائم ما دام ما نقض.
الجواب: إذا كان صائماً ونوى الإفطار فهو مفطر.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر