قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن وهب حدثني أبو هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا
يقول النسائي رحمه الله: درجة المجاهد في سبيل الله، أي: المنزلة التي يكون فيها في الجنة، وهي: أنه يكون في أعلى درجات الجنة، أو في درجة من أعلى درجات الجنة، والمقصود بالترجمة ذكر الدرجة، وقد أورد النسائي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: [(يا
وقوله في أول هذا الحديث: [(من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة)]، يدل على فضل من كان كذلك، وهو: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وهذه الجمل الثلاث التي هي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه، هي التي بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتابه الأصول الثلاثة وأدلتها، وهذا الكتيب الصغير النفيس الذي هو قليل المبنى، ولكنه واسع المعنى، فهو لا يستغني عنه الخاص والعام، وجاء ذكر هذه الأمور الثلاثة في أحاديث أخرى، منها: حديث العباس بن عبد المطلب في صحيح مسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً)، وكذلك أيضاً جاء ذكرها في الأذان، يقول الإنسان: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، ثم قال: [(وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة)].
(وأخرى) أي: وخصلة أخرى وراء تلك الخصلة التي تقدمت يرفع بها المسلم مائة درجة في الجنة.
قوله: [(ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله)].
وهذا يدلنا على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن الله تعالى يرفع صاحبه في الجنة في تلك الدرجات العالية، وأنه يكون له فيها هذه الدرجات التي كل درجتين بينهما كما بين السماء والأرض.
هو شيخ النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والنسائي ، وهذه العبارة التي يقول: قال الحارث بن مسكين وفي بعض الأسانيد يقول: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، فالفرق بين هذه التعبيرات: أن النسائي رحمه الله له مع الحارث بن مسكين حالتان:
إحداهما: أنه كان قد رضي عنه، وصار بينهما وئام، وكان يسمح له، ويأتي ويحضر مجلسه، ويسمع الأحاديث التي تقرأ عليه، فيرويها ويقول فيها: أخبرنا الحارث بن مسكين ؛ لأنه أراد تحديثه، وأراد إخباره، فهو يحضر، ويسمع، ويتحمل، ويؤدي بقوله: أخبرنا الحارث بن مسكين .
وله حالة أخرى معه، وهي: أنه غضب عليه، ولم يسمح له أن يحضر مجلسه، فكان يحضر من وراء الستار، ويسمع القراءة عليه، فيرويها ولا يقول: أخبرنا، وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع؛ لأنه لم يرد إخباره، ولم يرد تحديثه، ولم يرد أن يأخذ عنه، فكان يعبر بهذه العبارة التي هي: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وهذه الطريقة -التي هي التحمل من غير أن يريد المحدث قصد تحديثه- سائغة عند المحدثين.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري ، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبي هانئ].
هو حميد بن هانئ المصري ، وهو لا بأس به، أي بمعنى: صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي عبد الرحمن الحبلي].
هو عبد الله بن يزيد ، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي سعيد].
هو سعد بن مالك بن سنان الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مشهور بكنيته ونسبته، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأم المؤمنين عائشة ، ستة رجال وامرأة واحدة رضي الله تعالى عنهم، وعن الصحابة أجمعين.
أورد النسائي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(من أقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله أن يغفر له؛ هاجر أو مات في مولده)]، أي: سواء كان هاجر من المكان الذي هو يقطن فيه وينزل فيه، أو لم يهاجر، ولكنه مات في مولده، معنى هذا: أن من فعل ذلك فإنه يحصل له هذا الأجر، ومن المعلوم أن الهجرة التي تجب هي الهجرة التي لا يستطيع الإنسان مع عدمها القيام بأمور دينه، وأما إذا كان يستطيع القيام بأمور دينه، أو أنه دخل في الإسلام ولكنه بقي ولم يهاجر ليجاهد مع الناس وليكون مع الناس فإن له هذا الأجر، ولهذا كان في أول الإسلام من يدخل في الإسلام يهاجر، وفيهم من يبقى ولا يهاجر، ولكلٍ أحكام جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فالمقصود من ذلك: أن من حصلت منه هذه الأشياء هاجر أو لم يهاجر، ولكنه بقي في مولده وفي بلده يعبد الله عز وجل، ويؤدي ما وجب عليه، فإن الله تعالى يغفر له.
قوله: [(قالوا: أفلا نخبر بها الناس فيستبشروا؟)]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى ما أعده الله عز وجل للمجاهد في سبيل الله عز وجل من رفعة الدرجات، وعلو المنازل، وأن الأمر لا ينبغي أن يكون الإنسان يقتصر على أن يغفر له، بل عليه أن يعمل على رفعة الدرجات، وعلى تحصيل ما به علو المنازل عند الله عز وجل، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى هذه الحالة الأخرى التي يكون بها تحصيل علو المنازل ورفعة الدرجات، فالإنسان يسعى جاهداً إلى أن يغفر له، وأن يحصل أعلى المنازل، وأن يكون في أعلى الدرجات، وفي ذلك يكون التنافس، وفي ذلك يكون التسابق، فيحرص الإنسان على أن تغفر له ذنوبه، وأن يتجاوز عن سيئاته، ويحرص على تحصيل الدرجات العالية والمنازل الرفيعة عند الله عز وجل.
وهذا مثل الحديث المتقدم: (أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله)، وهو يدلنا على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن الأمر لا يقتصر على فعل الأعمال التي تكفر بها السيئات، بل على الإنسان مع ذلك أن يسعى في تحصيل أعلى الدرجات، وأعلى المنازل عند الله عز وجل؛ وذلك بالجهاد في سبيل الله عز وجل، وغير ذلك من الأعمال التي فيها مشقة على النفس، ولكن ثوابها عظيم عند الله عز وجل، ودرجات فاعلها عالية عند الله سبحانه وتعالى.
وبعدما بين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن في الجنة مائة درجة، وكل درجة بينها وبين الدرجة الأخرى ما بين السماء والأرض، ثم أضاف إلى ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام بيان حرصه على الجهاد، وألا يتخلف عن سرية، وألا يتخلف عن غزوة، بل يكون في كل حالة من الحالات مجاهداً في سبيل الله، ولكن الذي يمنعه من ذلك ما جعل الله فيه من الشفقة والرحمة لأمته عليه الصلاة والسلام؛ حيث يشق على المسلمين أن يذهبوا معه وهو لا يجد ما يحملهم عليه، فمن أجل ذلك كان يتخلف عليه الصلاة والسلام رفقاً بالمؤمنين، ودفعاً للمشقة عليهم، وهذا من كمال مما وصفه الله عز وجل به من الرأفة والرحمة لأمته، كما قال الله عز وجل: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، فهذا من رأفته ورحمته للمؤمنين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ثم أضاف إلى ذلك ما بين فضل الجهاد في سبيل الله من جهة أن فضله عظيم، وأن الاستشهاد في سبيل الله شأنه عظيم، قال: فوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، وإن كان من المعلوم أنه إذا قتل الإنسان أو إذا مات الإنسان فإنه لا يعود، وهذه سنة الله عز وجل في خلقه في هذه الحياة الدنيا، وأن من مات انتهى ولا يعود، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين عظم شأن الجهاد، وأنه يقاتل فيقتل، ويحصل تلك المنزلة التي هي في الجنة لمن يقاتل ويقتل، ثم قال: ثم أحيا فأقتل، وفي بعض الروايات تكرار ذلك أكثر مما جاء في هذا الحديث كما سبق أن مر بنا، فهذا يدل على عظم شأن الجهاد في سبيل الله، وفضل الاستشهاد في سبيل الله عز وجل.
صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي .
[حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع].
صدوق يخطئ، أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه .
[حدثنا زيد بن واقد].
ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
[حدثني بسر بن عبيد الله].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي إدريس الخولاني].
اسمه: عائذ الله ، وهو ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى عن كبار التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الدرداء ].
هو عويمر بن زيد الأنصاري رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مشهور بكنيته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن وهب أخبرني أبو هانئ عن عمرو بن مالك الجنبي أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أنا زعيم -والزعيم الحميل- لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى غرف الجنة، من فعل ذلك فلم يدع للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموت)].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: ما لمن أسلم وهاجر وجاهد، يعني: من الثواب والجزاء عند الله عز وجل، وقد أورد النسائي حديث فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه، الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: [(أنا زعيم، -والزعيم الحميل- لمن آمن بي وأسلم وهاجر؛ ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة)].
فالزعيم الحميل، هذه جملة اعتراضية أريد بها تفسير الزعيم، وهي من بعض الرواة، والحميل الذي يحتمل، فهو حميل بمعنى حامل يحمل، وهو الذي يكفل ويلتزم بالشيء، الزعيم الذي يلتزم بالشيء، أو يتكفل به، أو يتحمله، كلها بمعنى واحد، وقد جاء في القرآن: وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [يوسف:72]، يعني: أنا متكلف بهذا الحمل بأنه يصل إلى من يأتي بالصواع، فهنا أتى بهذه الجملة، وهي من بعض الرواة تفسيراً لكلمة الزعيم، وأنه الحميل، أي: الذي يتحمل ذلك الشيء الذي بعث به: [(أنا زعيم -والزعيم الحميل- لمن آمن بي وأسلم )].
يعني: آمن بقلبه وأسلم بجوارحه، أي: أتى بما هو مطلوب منه ظاهراً وباطناً، أي: فيما يتعلق بقلبه، وفيما يتعلق بجوارحه.
قوله: [(لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت..)].
أي: جمع بين هذه الأمور الثلاثة: كونه آمن، وأسلم، وهاجر، ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وربض الجنة، يعني: طرفها، هذا هو معنى ربض الجنة، وفسر بأنه: قريب منها خارجها، لكن الأوضح والأظهر أنه في داخلها، ولكنه في طرفها، فهذا هو الثواب والجزاء لمن آمن بالله عز وجل، وأسلم ظاهراً، وجمع بين أعمال القلب والجوارح، وهاجر، أي انتقل إلى بلاد الإسلام، أو انتقل من مكان إلى مكان يتمكن فيه من إظهار دينه، ومن نصرة الدين والجهاد مع المسلمين.
ثم ذكر لما ذكر ما للذي هاجر مع إيمانه وإسلامه، ذكر ما للذي يجاهد في سبيل الله مع إيمانه وإسلامه، فقال: [(وأنا زعيم لمن آمن بي، وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى غرف الجنة)]، وهذا يدل على فضل الجهاد في سبيل الله، وأن صاحبه يحصل أعلى الدرجات، ولهذا كان للذي يجاهد أكثر من الذي هاجر؛ وذلك أن ذاك له بيت في ربض الجنة ووسطها، وهذا له في ربضها ووسطها وأعلى غرفها.
قوله: [(من فعل ذلك فلم يدع للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموت)].
من فعل ذلك فقد ظفر بأسباب الخير، فلم يدع للخير مطلباً إلا وجد الخير أمامه؛ لأنه سلك ذلك المسلك الذي به السلامة وبه العظمة، وبه الفوز بتحصيل المطالب، والسلامة من المكاره والشرور، فلم يدع للخير مطلباً إلا ودخله، وقصده، وظفر به.
قوله: [(ولا من الشر مهرباً)]، إلا وقد اعتصم، وسلم من الشرور.
قوله: [(يموت حيث شاء أن يموت)].
أي: هذا جزاؤه، وهذا ثوابه عند الله عز وجل.
وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.
[عن عمرو بن مالك الجنبي ].
وقد مر بنا، وهو أبو علي التجيبي.
وقد ذكره تحت ترجمة: (ثواب عين سهرت في سبيل الله) فقال:
[أخبرنا عصمة بن الفضل حدثنا زيد بن حباب عن عبد الرحمن بن شريح سمعت محمد بن شمير الرعيني سمعت أبا علي التجيبي أنه سمع أبا ريحانة والجنبي ، وهو عمرو بن مالك ].
وهنا ذكره الجنبي ، وهناك ذكره التجيبي ، والجنبي نسبة، والتجيبي نسبة، لكن الذي ذكره في تحفة الأشراف هو الجنبي وما ذكر التجيبي ، فلا أدري هل هو منسوب هذه النسبة أو هذه النسبة جميعاً، أو أن التجيبي ليست بصحيحة؛ لأن المزي في تحفة الأشراف عند ذكره للحديث ذاك ذكره الجنبي ، وما ذكره التجيبي ، وهنا ذكره الجنبي ، يعني: في هذا الموضع ذكر اسمه ونسبته، وهناك ذكر كنيته ونسبته.
أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[أنه سمع فضالة بن عبيد].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
ثم ذكر النسائي حديث سبرة بن أبي فاكه رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه)]، أطرق: جمع طريق، ثم فصل ذلك وبين عدداً من الطرق التي يقعد الشيطان فيها للإنسان، ويسول له ليصرفه عن تلك الطريق التي أراد أن يسلكها، فقال: [(فقعد له في طريق الإسلام)]، لما أراد أن يسلم ويخرج من الكفر إلى الإسلام، قعد له في طريق الإسلام، وقال: [(تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟)]، يعني: دينك، ودين آبائك، وأجدادك، وتترك ملة الآباء والأجداد؟ [(فعصاه فأسلم)]، فلم يحصل الشيطان مراده من هذا الرجل الذي سول له وأراد أن يغويه، فعصاه ودخل في الإسلام، ولما لم يظفر بمراده منه في هذه الطريق، وأن يصرفه عن الإسلام، جلس له في طريق أخرى.
وقال: [(ثم قعد له بطريق الهجرة)]، وقال: [(تهاجر بلدك وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول)]، يعني: أنك إذا سافرت من بلدك الذي عشت فيه، وتعرف أهله ويعرفونك، فتنتقل إلى بلد تكون غريباً فيه، ليس عندك معارف، فتكون مثل الفرس الذي في الطول، والطول: هو القيد الذي يقيد به الفرس ليرعى في روضة أو في مكان، ويكون له مسافة بحيث يروح ويذهب مسافة هذا الطول، يأكل من هنا ومن هنا، ولكنه لا يستطيع أن ينفلت لأنه قد ربط، فالطول هو الحبل الذي يجعل في يد الفرس، وطرفه في العود، أو الحديد الذي مثبت في الأرض، فهو يذهب في حدود هذه الدائرة، ولكنه لا يستطيع الانفلات، فهو يقول: تكون مثل الفرس في الطول، يعني: نطاقه ضيق، ما عنده الانطلاق، وما عنده التمكن من أنه يذهب كما يريد ويعرف ويتصل بمن يريد؛ لأنه يكون غريباً إذا هاجر وترك بلده، ومعارفه، وأهله، فلم يستجب للشيطان، وترك الهجرة، بل عصاه وهاجر، فيئس منه.
قوله: [(ثم قعد له بطريق الجهاد)].
قوله: [(تجاهد؟ فهو جهد النفس والمال)]، الجهاد فيه جهد النفس، فيه المشقة، وفيه ذهاب المال، ثم إذا ذهبت وقتلت تزوجت المرأة بعدك، واقتسم الورثة مالك، فهو يريد منه أن يترك الجهاد حتى يبقي على أهله وماله، وعلى راحته، وعلى عدم التعب والمشقة، يريد أن يثنيه عن الجهاد في سبيل الله.
قوله: [(فمن فعل ذلك)]، أي: هذه الأمور التي مضت [(كان على الله حقاً أن يدخله الجنة)].
قوله: [(ومن قتل كان حقاً على الله عز وجل)]، وقد جاهد في سبيله: [(أن يدخله الجنة)].
قوله: [(وإن غرق)]، أي: وهو في سفره للجهاد في سبيل الله، فإنه يكون من أهل الجنة، ويحصل الثواب بهذا الموت الذي حصل، وإن لم يكن في القتل والمعركة؛ لأن ذلك في سبيل الله، فهو إذا غرق في هذا السبيل -في سبيل الله عز وجل- ومات بسبب ذلك، فإن مآله إلى الجنة، وليس الأمر مقصوراً على القتل في سبيل الله إذا كان الإنسان خرج للجهاد في سبيل الله، وكذلك من وقصته دابته ومات كان أيضاً حقاً على الله أن يدخله الجنة، أي: إنه وإن لم يكن موته بسبب القتل، ولكن بسبب كونه سقط من دابته ووقصته ومات، فإنه يكون في الجنة؛ لأن من جاهد في سبيل الله عز وجل ومات، سواء كان في المعركة أو في غير المعركة، فإنه على أجر عظيم، وثواب جزيل من الله سبحانه وتعالى.
الحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من جاهد في سبيله ومات فإنه يحصل الجنة، سواء كان قتل واستشهد، أو أنه مات بسبب الغرق، أو مات بسبب السقوط من الدابة ووقصها إياه ومات بسبب ذلك، في جميع هذه الأحوال يكون في الجنة، ومما يوضح هذا قصة الصحابية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم عندها، وكان يقيل عندها، وكان نائماً ورأى في منامه، وقام يضحك، فسألته، فقال: إن جماعة يجاهدون في سبيل الله يغزون في البحر، وأنهم يكونون كذا وكذا، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، وكانت ذهبت مع زوجها، ولما جاءوا في الطريق سقطت من الدابة وماتت، فنالت هذا الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها ماتت وهي في سفرها في سبيل الله عز وجل، والمرأة هي: أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها.
هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي .
[عن أبي النضر هاشم بن القاسم].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عقيل عبد الله بن عقيل].
صدوق، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن موسى بن المسيب].
صدوق، أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، والنسائي، وابن ماجه .
[عن سالم بن أبي الجعد].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سبرة بن أبي فاكه].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه النسائي ، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث، لم يخرج له أصحاب الكتب الستة إلا هذا الحديث الواحد عند النسائي .
أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة: يا عبد الله! هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، فقال
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: فضل من أنفق زوجين في سبيل الله، والمقصود بالزوجين: الشيئين من كل شيء، معناه: أنه شيء مكرر، وهذا فيه الإشارة إلى تكرر الإنفاق، وتكرر الإحسان، وعدم الاقتصار على شيء واحد من نوع من الأنواع.
وقد أورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة: يا عبد الله! هذا خير)]، يعني: عملك هذا خير، وما فعلته هو خير، وأنت على خير.
قوله: [(فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة)]، يعني: باباً في الجنة يقال له: باب الصلاة، [(ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان)]، فكل الذي جاء في الحديث من أسماء الأبواب، في تماثل أسماء الأعمال إلا في الصيام، فإنه ليس الباب مطابقاً للعمل، ولكنه باسم الريان الذي يشعر بالري المقابل للعطش؛ لأن من عطش نفسه في الصيام فالله تعالى يثيبه بأن يدخله من باب يدل على الري الذي هو ضد العطش.
قوله: [(فقال
هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي.
[حدثنا عمي].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
هو إبراهيم بن سعد ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن صالح].
هو صالح بن كيسان ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أن حميد بن عبد الرحمن].
هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق.
أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة أن عمرو بن مرة أخبرهم قال: سمعت أبا وائل حدثنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: (جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: الرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليغنم، ويقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل)].
أورد النسائي رحمه الله باب: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، يعني: فهو في سبيل الله، وأورد فيه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: [(أنه جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! الرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليغنم، ويقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟)]، الرسول صلى الله عليه وسلم وقد آتاه الله جوامع الكلم، أتى بكلمة جامعة فيها حصر ما يكون في سبيل الله وغيره ليس كذلك؛ لأنه سئل عن عدة أشياء أيها تكون في سبيل الله، فكان الجواب: أن أتى بشيء فيه حصر لما هو في سبيل الله، وما سواه فإنه لا يكون كذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: [(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله عز وجل)]، يعني: من قاتل لإظهار دينه، ولإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، فهذا هو الذي في سبيل الله، وغيره ليس كذلك، وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام، وكمال بيانه وفصاحته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وقوله: [(الرجل يقاتل ليذكر)]، يعني: يكون له سمعة وله صيت، [(ويقاتل ليغنم)]؛ من أجل يحصل الدنيا والغنيمة، [(ويقاتل ليرى مكانه)]، يعني: لتعرف منزلته، ويشاهد ويعاين عمله، وأنه شجاع وما إلى ذلك.. (فأي ذلك في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:[(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)]، وعلى هذا فالجهاد في سبيل الله الذي وعد أهله ما وعدوا من الأجر هو لمن كان على هذا الوصف الذي بينه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: [(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله)].
ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أن عمرو بن مرة].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت أبا وائل].
هو شقيق بن سلمة الكوفي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته ومشهور باسمه، يأتي ذكره بالكنية أحياناً كما هنا، ويأتي ذكره بالاسم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو مخضرم.
[حدثنا أبي موسى الأشعري].
هو عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا ابن جريج حدثنا يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: (تفرق الناس عن
قوله: [(كما أردت أن ينفق فيها)]، والنسائي يقول: لم أفهمها كما أردتُ، معناه أنه ما ضبطها، يعني: إما تحب، أو ترغب، أو تريد فهو ما ضبط الكلمة، كما أردت أن أحفظ، أو أتقن، ما ضبطت كلمة أحبُ.
وقد أورد النسائي هذه الترجمة وهي: من قاتل ليقال: فلان جريء، يعني: ليقال: شجاع ونشيط، فأورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يقول سليمان بن يسار الراوي عن أبي هريرة : تفرق الناس عن أبي هريرة ، أي: تفرقوا من مجلسه وكان جالساً للتحديث، فالناس تفرقوا، ولما تفرقوا سأله شخص من أهل الشام، فقال: أيها الشيخ! حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نعم، أي: يحدثه، ثم ذكر أول ما يقضى بين الناس ثلاثة:
قوله: [(رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها)].
(رجل استشهد)، أي: على حسب الظاهر، وهذا ليس بشهيد في الحقيقة، ولكنه على حسب ما يظهر للناس أنه قتل في سبيل الله، وأنه من أهل الشهادة، فهو على حسب ما يظهر لهم، وعلى حسب ما يتبين لهم أنه قتل في سبيل الله، وهم لا يعلمون ما في قلبه، ولا يعلمون نيته، والله تعالى هو المطلع على النيات، وقد سبق أن مر في بعض الأحاديث: (والله أعلم ممن يجاهد في سبيله)، أي: أعلم ممن يكون مخلصاً، ومن يريد بجهاده وجه الله والدار الآخرة، ومن يريد الرياء والسمعة والذكر، وما إلى ذلك من الصفات التي يرغب بها كثير من الناس.
قوله: [(فأتي به فعرفه)]، قوله: استشهدتُ، يعني: على حسب ما يظهر للناس، وليس على حسب الواقع عند الله عز وجل، فأتي به، فعرفه نعمه التي أنعم الله تعالى بها عليه، فعرفها، قال: ما فعلت فيها؟ قال [(قاتلت فيك حتى استشهدت)]، أي: أنني بذلت جهدي، وبذلت مالي حتى استشهدت، [(فقال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: فلان جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)]؛ لأنه فقد شرط الإخلاص، وشرط إرادة إعلاء كلمة الله عز وجل، وإنما أراد بفعله هذا -وهو الجهاد في سبيل الله- أن يوصف بالشجاعة، وأن يوصف بالجرأة والقوة، وأن يذكر، وأن يمدح، وأن يثنى عليه، وهذا ينافي الإخلاص؛ لأن محبة ثناء الناس ومدحهم تنافي الإخلاص، فالإنسان يريد بعمله وجه الله عز وجل، ولكنه لو ذكره الناس بعد ذلك وفرح فإن ذلك لا يضره؛ لأنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه لما قيل له: الرجل يفعل الفعل يريد به وجه الله فيمدحه الناس فيفرح بذلك، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن)، وإنما المحذور أن يكون الباعث له على العمل هو ملاحظة الناس، وقصد الناس، ومدح الناس، وثناء الناس، وابن القيم رحمه الله له كلمة جيدة فيما يتعلق بالإخلاص، ذكرها في كتاب الفوائد، وأنا ذكرتها في كتاب الفوائد المنتقاة في فتح الباري وكتب أخرى، يقول: لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة مدح الناس وثنائهم، كما لا يجتمع الضب والنون، والماء والنار، فإنهما لا يجتمعان؛ فالضب لا يعيش إلا في البر، والنون -الذي هو: الحوت- لا يعيش إلا في البحر، فالضب إذا ذهب إلى البحر هلك، والحوت إذا خرج إلى البر هلك، فلا يجتمعان، ثم ذكر: إذا حدثتك نفسك بالإخلاص، فاقصد إلى الطمع واذبحه بسكين اليأس، واقصد إلى المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا بالآخرة، فإن قلت: وما الذي يسهل لي الإخلاص؟ قال: يسهل لك أن تعلم أنه ليس هناك أحد مدحه يزين، وذمه يشين إلا الله عز وجل، هذا هو الذي إذا مدح فمدحه هو النافع وهو الزين، وذمه إذا حصل فهو الشين، كلمة جميلة ذكرها ابن القيم في كتابه (الفوائد)، وأيضاً أنا نقلتها في كتاب الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى، تحت ترجمة: كلمات ذات عبر وعظات.
وهذا هو الصنف الثاني من الأصناف الثلاثة، وهو الرجل الذي تعلم العلم، وقرأ القرآن، ولكن قصده من ذلك أن يشار إليه بالبنان، وأن يقال: هذا عالم، وهذا قارئ، وما كان يريد بذلك وجه الله عز وجل والدار الآخرة، فأتي به فعرفه نعمه وعرفها، وقال: ماذا فعلت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن وعلمته وأقرأته، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت ليقال: قارئ، فقد قيل، يعني: وقد حصل لك ما تريد، والشيء الذي أردته قد حصل لك، وأنك قد ذكرت، ولكنك ما أخلصت لله عز وجل في عملك فلم ينفعك ذلك، فأمر به فسحب فألقي في النار.
ثم ذكر الصنف الثالث: [(الذي أعطاه الله من أنواع المال ما أعطاه، وبعد ذلك أتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: ما صنعت؟ قال: ما تركت من طريق تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها، فقال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، ثم أمر به، فسحب فألقي في النار)].
والحاصل: أن الإخلاص هو الذي ينفع في الأعمال، وقد سبق أن ذكرت مراراً: أن العمل المقبول عند الله لا بد فيه من شرطين: أن يكون لله خالصاً، وأن يكون لسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام موافقاً ومطابقاً، فإذا فقد شرط الإخلاص، فوجود العمل كعدم وجوده، وكذلك لو وجد العمل والإنسان مخلص فيه، ولكنه مبني على بدعة ولم يبن على سنة، فهو مردود على صاحبه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد).
ثقة، أخرج حديثه مسلم ، وأبو داود في القدر، والترمذي، وابن ماجه .
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث ، وقد مر ذكره.
[حدثنا ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يونس بن يوسف].
ثقة، أخرج له مسلم والنسائي وابن ماجه .
[عن سليمان بن يسار].
ثقة، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر