إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب غزو الترك والحبشة) إلى (باب فضل النفقة في سبيل الله)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب غزو الترك والحبشة) إلى (باب فضل النفقة في سبيل الله)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أخبر الرسول الكريم أن أموراً غيبية ستقع في المستقبل منها: قتال الترك والحبشة، وحث الناس على النفقة في سبيل الله، وخصوصاً لتجهيز الغزاة؛ لحصولهم على الأجور العظيمة والمنازل الرفيعة.

    1.   

    غزوة الترك والحبشة

    شرح حديث: (... دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [غزوة الترك والحبشة.

    أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا ضمرة عن أبي زرعة السيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي الله عنه، قال: (لما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برقة، ثم ضرب الثانية، وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثم ضرب الثالثة وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ رداءه وجلس، قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان، رأيت ذلك؟ فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله، قال: فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني، قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر، وما حولها حتى رأيتها بعيني، قالوا: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة، وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)].

    يقول النسائي رحمه الله: غزو الترك والحبشة، المراد بهذه الترجمة: الإشارة إلى ما ورد من الأحاديث في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بغزو الترك والحبشة، وهما جنسان من الناس، أورد النسائي في هذه الترجمة حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي عليه الصلاة والسلام لما حفروا الخندق، عرضت لهم صخرة كبيرة ما استطاعوا تكسيرها وزحزحتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم نزل وأخذ المعول، وهو: الآلة التي يكسر بها، ويحفر بها، فضرب ضربةً، فحصل بريق ولمعان، وانكسرت قطعة منها تأتي مقدار ثلثها، ثم ضرب ضربةً ثانيةً، وحصل مثل الأولى بريق ولمعان، وانكسر ثلث، ثم بعد ذلك ضرب ضربةً، وحصل بريق ولمعان، وانكسر باقيها.

    عند ذلك خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ رداءه، وكان قد وضعه قبل أن ينزل لكسرها، فسأله سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، عن الذي حصل من هذا البريق واللمعان؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: عند المرة الأولى عرضت عليه مدائن كسرى وما حولها، وسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول: أن يدعو الله عز وجل بأن يغنمهم إياها، وأن يفتحها عليهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وضرب الضربة الثانية، وحصل بريق ولمعان فعرضت له مدائن قيصر وما حولها، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يمكنهم منها، وأن يفتحها عليهم ويغنمهم الغنائم، ويمكنهم من أخذ الكنوز، فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المرة الثانية عرضت له بلاد الحبشة، وما حولها من القرى، ولم يحصل مثلما حصل في المرتين السابقتين، من الدعاء بأن يفتحها الله عز وجل عليهم، وأن يغنمهم إياها.

    عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: [(دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)]، وقيل: إن ما جاء في هذا الحديث أنه منسوخ، وأن هذا كان في أول الأمر في حال ضعف المسلمين، وأنه بعد ذلك في حال قوتهم نسخ ذلك، وتكون البلاد كلها، والمشركون كلهم أمر المسلمون بقتالهم، حيث قال الله عز وجل: وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة:36]، قالوا: فهذا ناسخ بما جاء في هذا الحديث، وأن هذا كان في أول الأمر، وأنه في حال ضعف المسلمين، وأنه في حال قوتهم يتغير الوضع، وأنهم يقاتلون من أمكنهم قتاله.

    وقد حصل بالنسبة لبلاد كسرى، وقيصر أن فتحها الله عز وجل للمسلمين، وغنموا منها ما غنموا، وكنوز كسرى وقيصر أنفقت في سبيل الله، وذلك في زمن الفاروق، حيث قضي على الدولتين العظميين في ذلك الزمان؛ دولة فارس، والروم، وأتي بالذهب، والكنوز التي لكسرى، وقيصر، وأنفقت في سبيل الله على يد الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وذلك في زمن خلافته رضي الله عنه، فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم استجابه الله عز وجل، بل قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الإخبار بأن كنوز قيصر، وكسرى ستنفق في سبيل الله، وقد تحقق ذلك، ووقع ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من إنفاق الكنوز التي لكسرى وقيصر، وأنها أنفقت في سبيل الله، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا من دلائل نبوته حيث يخبر بالأمر المستقبل، ثم يقع طبقاً لما أخبر به صلى الله عليه وآله وسلم.

    وأما بالنسبة للترك والحبشة: فلم يحصل مثلما حصل لهم من الدعاء عليهم: بأن يغنم الله عز وجل المسلمين الغنائم منهم، وبعض أهل العلم قال: إن هذا منسوخ، وبعضهم قال: إنه غير منسوخ، وأن السبب في ذلك أن بلاد الحبشة بينها، وبين بلاد العرب البحر، والمسافة بعيدة، وفيه كلفة ومشقة، وبالنسبة للترك بلادهم باردة، وهي تختلف عن بلاد العرب التي هي بلاد حارة، فيكون في ذلك مشقة بالغة، وضرر كبير على المسلمين، ومن العلماء كما قلت: من قال: إن هذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حق الترك والحبشة إنما كان هذا في أول الأمر، وأنه في حال ضعف المسلمين، وأنه في حال قوتهم يكون الأمر بالعكس، وأن المسلمين مأمورون بمقاتلة الكفار جميعاً، كما أنهم يقاتلون المسلمين جميعاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم)

    قوله: [أخبرنا عيسى بن يونس].

    صدوق ربما أخطأ، أخرج له النسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا ضمرة].

    هو ضمرة بن ربيعة، وهو صدوق يهم قليلاً، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي زرعة السيباني].

    اسمه يحيى بن أبي عمرو، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن أبي سكينة].

    هو رجل من المحررين، يعني: ممن أعتقوا وحصلت لهم الحرية بعد الرق، وهو مختلف في صحبته، وحديثه أخرجه أبو داود، والنسائي.

    [عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم].

    وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهالة فيهم لا تضر ولا تؤثر، والمجهول فيهم في حكم المعلوم، وهذا فيهم خاصة، أما غيرهم فيحتاج الأمر إلى معرفته، ومعرفة حاله من الثقة والضعف، وما يتعلق بذلك، وأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وحدهم الذين لا يحتاجون إلى مثل ذلك، وهذه من خصائصهم رضي الله عنهم وأرضاهم، ولهذا فإن العلماء يكتفون بأن يذكر الشخص أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك كافٍ في تعديله، وفي معرفته وفي الاحتجاج بما جاء فيه؛ لأن المجهول فيهم، أي: في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في حكم المعلوم.

    وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه قال: ما من رجل من رجال الإسناد إلا ويحتاج إلى معرفة حاله، ما عدى أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه لا يحتاج فيهم ما يحتاج في غيرهم، فالمجهول فيهم في حكم المعلوم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم؛ لأنهم لا يحتاجون إلى تزكية بعد تعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    شرح حديث: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك؛ قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: [(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك؛ قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)]، وهذا يستدل به على أن الترك يقاتلون، وأنه لا تقوم الساعة حتى يحصل قتالهم من المسلمين، وفي الحديث بيان أوصافهم، وأن وجوههم كالمجان المطرقة، والمجن هو: الترس الذي يتقى به سهام الأعداء، والمطرقة أو المطرقة هي: التي يجعل طبقات من الحديد، يعني: طبقةً فوق طبقةٍ، مثلما يقال في النعال: طبقةً فوق طبقة، ويوصل بعضها ببعض، فقيل: إن وجه الشبه من جهة الشدة والقوة، وقيل: الاستدارة، يعني: وجه الشبهة.

    وقوله: [يلبسون الشعر]، أي: أنهم يتخذون هذا اللباس الذي هو الصوف، الذي هو يتخذ من الشعر؛ وذلك لأن بلادهم باردة، فهم بحاجة إلى مثل هذا اللباس للتدفئة، [ويمشون في الشعر]، أي: أن نعالهم أيضاً تكون من الشعر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك ...)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا يعقوب].

    هو يعقوب بن عبد الرحمن القاري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن سهيل].

    هو سهيل بن أبي صالح، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو أبو صالح السمان ذكوان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً رضي الله تعالى عنه.

    1.   

    الاستنصار بالضعيف

    شرح حديث: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الاستنصار بالضعيف.

    أخبرنا محمد بن إدريس حدثنا عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه: (أنه ظن أن له فضلاً على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم)].

    أورد النسائي الاستنصار بالضعيف، أي: طلب النصر من الله عز وجل بالضعفاء؛ وذلك لصلاحهم، وصلاتهم، وإخلاصهم، وأن الله عز وجل ينصر بسببهم، أي: بسبب الضعفاء المسلمين، ولهذا جاء الحديث في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، [أنه رأى أن له فضلاً على من دونه، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)]، أي: بكونهم مخلصين لله عز وجل، وكونهم يدعون الله عز وجل، وكونهم يصلون فيستجيب الله عز وجل دعاءهم، وينصر المسلمين بسببهم، وهذا من أسباب النصر، وأسباب النصر كثيرة، وهذا منها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها)

    قوله: [أخبرنا محمد بن إدريس].

    هو أبو حاتم الرازي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي وابن ماجه في التفسير.

    [حدثنا عمر بن حفص بن غياث].

    ثقة ربما وهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن أبيه].

    هو حفص بن غياث، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن مسعر].

    هو مسعر بن كدام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن طلحة بن مصرف].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.

    [عن مصعب بن سعد].

    هو مصعب بن سعد بن أبي وقاص، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (ابغوني الضعيف، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن عثمان حدثنا عمر بن عبد الواحد حدثنا ابن جابر حدثني زيد بن أرطاة الفزاري عن جبير بن نفير الحضرمي: أنه سمع أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ابغوني الضعيف، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)].

    أورد النسائي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(ابغوني الضعيف)]، أي: اطلبوا لي الضعيف، [(فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)]، يعني: أن هذا من أسباب الرزق، ومن أسباب النصر، والله عز وجل يرزق العامة بسبب البعض، كما أنه يرزق الناس المطر بسبب الحيوانات، وأن الله عز وجل ينزل المطر لها، فتستفيد، ويستفيد غيرها، فكذلك الضعفاء ينصر الله عز وجل بسببهم، ويرزق بسببهم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ابغوني الضعيف، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)

    قوله: [أخبرنا يحيى بن عثمان].

    هو يحيى بن عثمان الحمصي، وهو صدوق، أحرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا عمر بن عبد الواحد].

    ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا ابن جابر].

    هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني زيد بن أرطأة].

    ثقة، أخرج حديثه: أبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [عن جبير بن نفير].

    هو جبير بن نفير الحضرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [أنه سمع أبا الدرداء].

    هو أبو الدرداء عويمر بن زيد رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    فضل من جهز غازياً

    شرح حديث: (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل من جهز غازياً.

    أخبرنا سليمان بن داود والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من جهز غازياً في سبيل الله، فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير، فقد غزا)].

    أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: فضل من جهز غازياً، جهزه أي: هيأ له ما يحتاج إليه من المركوب، والمتاع الذي يحتاج إليه مع المركوب في السفر.

    وقد أورد النسائي حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من جهز غازياً في سبيل الله،فقد غزا)]، أي: أنه جهزه بالمال، فهذا جاهد وغزا بنفسه، وذاك جعله يغزو بالمال، وهو المركوب، وما يحتاج إليه، [(فقد غزا)]، أي: أنه يعتبر بمنزلة الغازي، وبمثابة الغازي؛ لأنه مكن الغازي من الغزو، وبدون ذلك لا يتمكن الغازي من الغزو، ولهذا اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من جهز الغازي، بأنه قد غزا، وكذلك من خلفه بأهله في خير، فقد غزا، أي: الغازي إذا خُلف، أو خلفه أحد في أهله، بأن رعى شئونهم، وحافظ عليهم، وأعانهم فيما يحتاجون إليه، وقام مقام الغازي في سبيل الله في مصالح أهله وعائلتهم، وما إلى ذلك مما يحتاجون إليه، فإن هذا أيضاً بمثابة من غزا، وهو يدل على تفضيل مجهز الغازي، وكذلك من خلف الغازي في أهله بخير، فكل منهم وصف بأنه غازي، أي: أنه يحصل الأجر والثواب الذي يحصله الغازي في سبيل الله عز وجل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا...)

    قوله: [أخبرنا سليمان بن داود].

    هو أبو الربيع المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    الحارث بن مسكين].

    مصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي أيضاً.

    [عن ابن وهب].

    هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني عمرو بن الحارث].

    هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن بكير بن الأشج].

    هو بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن بسر بن سعيد].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن زيد بن خالد].

    هو زيد بن خالد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    حديث: (من جهز غازياً فقد غزا ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حرب بن شداد عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا)].

    أورد النسائي حديث زيد بن خالد الجهني من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    هو الملقب الزمن أبو موسى العنزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن مهدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حرب بن شداد].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن يحيى].

    هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سلمة بن عبد الرحمن].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.

    [عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (... من يجهز هؤلاء غفر الله له ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن إدريس سمعت حصين بن عبد الرحمن يحدث عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال: (خرجنا حجاجاً فقدمنا المدينة، ونحن نريد الحج، فبينا نحن في منازلنا نضع رحالنا، إذ أتانا آتٍ فقال: إن الناس قد اجتمعوا في المسجد وفزعوا، فانطلقنا، فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، وفيهم علي، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، فإنا لكذلك إذ جاء عثمان رضي الله عنه عليه ملاءة صفراء، قد قنع بها رأسه، فقال: أهاهنا طلحة؟ أهاهنا الزبير؟ أهاهنا سعد ؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان، غفر الله له، فابتعته بعشرين ألفاً، أو بخمسة وعشرين ألفاً فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال: اجعله في مسجدنا، وأجره لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من ابتاع بئر رومة، غفر الله له، فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: قد ابتعتها بكذا وكذا، قال: اجعلها سقايةً للمسلمين، وأجرها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر في وجوه القوم، فقال: من يجهز هؤلاء، غفر الله له -يعني: جيش العسرة- فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالاً ولا خطاماً؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد)].

    ثم أورد النسائي حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في قصة ما حصل له من الإيذاء، والكلام فيه والقدح فيه، وما أدى إليه الأمر في آخر الأمر من الخروج عليه، وقتله في داره رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد أورد النسائي حديث الأحنف بن قيس أنه قال: خرجنا حجاجاً، فلما وصلنا المدينة أتانا آتٍ وقال: إن الناس في المسجد وأنهم أصابهم فزع، فذهبوا، ووجدوا الناس مجتمعين، وبينهم طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه وسأل عن طلحة، والزبير، وسعد، فسألهم بالله عز وجل عن أمور حصلت فيه، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها فضله، وفيها الدلالة على فضله، ومناقبه رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ومنها شراؤه المربد، الذي هو مكان يجفف فيه التمر، وإضافته إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك شراؤه بئر رومة، وتسبيلها لسقيا المسلمين، وكذلك تجهيزه لجيش العسرة، وهو جيش غزوة تبوك، وفي كل منها يكون عثمان بن عفان رضي الله عنه هو الذي يقوم بهذه المهمة، التي هي شراء القطعة من الأرض، وكذلك شراء البئر، وكذلك تجهيز جيش العسرة.

    ومحل الشاهد من إيراد الحديث هو: الجملة الأخيرة التي هي: تجهيز جيش العسرة، وأن عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بذلك، وهذه الأمور الثلاثة التي جاءت في هذا الحديث، وإن كان الذي في الإسناد رجل مقبول، وهو: عمرو بن جاوان، إلا أن لها شواهد من حيث شراء بئر رومة، فهذا ثابت، وكذلك تجهيز جيش العسرة ثبت ذلك، وقد جهز ذلك الجيش بثلاثمائة بعير عليها أحلاسها وأقتابها، وفي هذا الحديث يقول: إنه لم يفقد منها عقال ولا خطام، أي: أنها كاملة التجهيز، حتى العقال الذي يعقل به البعير، وحتى الخطام الذي يقاد به البعير، هذه الإبل الكثيرة التي جهز فيها جيش العسرة، وهي تبلغ ثلاثمائة بعير لم يفقد فيها خطام ولا عقال، دال على فضله ونبله.

    والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الله تعالى يغفر لمن يقوم بهذه المهمة، فكلهم شهدوا، وأيدوا ما قال، وفيه: أن الذين خرجوا عليه وآذوه، آذوا ولياً من أولياء الله، ورجلاً من خيار عباد الله، بل هو خير ممن مشى على الأرض بعد أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ومع ذلك لقي ما لقي من الأذى، وهو هذا الرجل العظيم، الرجل الذي بهذه المنزلة، ومع ذلك لم يسلم من أذى الأشرار، وأذى السفهاء والأغمار الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... من يجهز هؤلاء غفر الله له ...)

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [حدثنا عبد الله بن إدريس].

    هو عبد الله بن إدريس الأودي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت حصين بن عبد الرحمن].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [يحدث عن عمرو بن جاوان].

    مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن الأحنف بن قيس].

    ثقة مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عثمان].

    هو عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثالث الخلفاء الراشدين، صاحب المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    1.   

    فضل النفقة في سبيل الله تعالى

    شرح حديث أبي هريرة: (من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل نودي في الجنة...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل النفقة في سبيل الله تعالى.

    أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم حدثني مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل، نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الريان، فقال أبو بكر رضي الله عنه: هل على من دعي من هذه الأبواب من ضرورة؟ فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)].

    أورد النسائي هذه الترجمة وهي: فضل النفقة في سبيل الله، وقد أورد تحتها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير)].

    قوله: [(من أنفق زوجين)]، أي: شيئين من أي صنف من الأصناف، والمقصود به تكرار الإنفاق، وأنه لا يكون الإنفاق بشيء واحد، وإنما مع ذلك تكرار الإنفاق، ولهذا قال: [زوجين]، أي: شيئين من أي شيء، يعني: بعيرين، أو شيء من الأشياء، يخرج وينفق منه شيئين، أي: أكثر من واحد، [نودي: يا عبد الله هذا خير]، أي: هذا الذي فعلته هو خير، ويدعى من الباب الذي يناسب إنفاقه، وبذله في سبيل الله، قال: [(فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان)].

    وكل باب من الأبواب المذكورة الأربعة فهو مطابق لاسم العمل إلا الصيام، فإن الباب باسم الريان، وليس باسم الصيام، والسبب في ذلك: أن الريان يشعر بالري، والصائم قد عطش نفسه في سبيل الله، فهو يدخل من باب يسمى بهذا الاسم، فيفيد أن من دخله لا يظمأ أبداً، وأنه يحصل الري التام؛ لأنه عطش نفسه لله، فيحصل الري في الجنة جزاءً وفاقاً، [(قال أبو بكر رضي الله عنه: هل على من دعي من هذه الأبواب من ضرورة؟)]، أي: ليس كما جاء في بعض الروايات: (ليس عليه ضرورة أن يدعى من أي باب)؛ لأن من دعي من أي باب، فذلك خير، وذلك كافٍ، لكن [(هل يدعى أحد من الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)]؛ وذلك لأنه يكون من أهل هذه الأعمال، فيستحق أن يدعى من هذه الأبواب كلها، وأبو بكر رضي الله عنه وأرضاه هو خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وأفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وهو الذي حصلت منه الأعمال الجليلة في مختلف الأعمال رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو السباق إلى الخيرات، والذي لا يماثله أحد، ولا يدانيه أحد، وأراد عمر رضي الله عنه في يوم من الأيام أن يسبق أبا بكر، والنبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة، فأتى بنصف ماله، وأبو بكر أتى بماله كله، فلم يتمكن عمر من أن يسبق أبا بكر رضي الله عنه في ذلك اليوم الذي رغب أن سبقه، وذلك بأنه أتى بنصف ماله، فأتى أبو بكر بجميع ماله.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل نودي في الجنة...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].

    هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن الحارث بن مسكين].

    مر ذكره.

    [عن ابن القاسم].

    هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.

    [حدثني مالك بن أنس].

    وقد مر ذكره.

    [عن ابن شهاب].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حميد بن عبد الرحمن].

    هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث أبي هريرة: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة...) من طريق أخرى

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن الأوزاعي حدثني يحيى عن محمد بن إبراهيم أخبرنا أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة من أبواب الجنة: يا فلان هلم فادخل، فقال أبو بكر: يا رسول الله ذاك الذي لا توى عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأرجو أن تكون منهم)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة من أبواب الجنة)]، أي: من أبواب الجنة كلها. فقال أبو بكر رضي الله عنه: [(ذاك الذي لا توى عليه)]، أي: لا نقص عليه؛ لأنه حصل الخير العظيم، والخير الكثير، من كونه يدعى من هذه الأبواب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأبي بكر: [(إني لأرجو أن تكون منهم)]، أي: من الذين يدعون من جميع الأبواب.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة ...) من طريق أخرى

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

    هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

    [حدثنا بقية].

    هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن الأوزاعي].

    هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، فقيه الشام، ومحدثها، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني يحيى].

    هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد بن إبراهيم].

    هو محمد بن إبراهيم التيمي المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا أبو سلمة عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكرهما.

    شرح حديث أبي ذر: (ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة...)

    تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر: (ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة...)

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا بشر بن المفضل].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن يونس].

    هو يونس بن عبيد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الحسن].

    هو الحسن بن أبي الحسن البصري، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن صعصعة بن معاوية].

    له صحبة وقيل: مخضرم، وقيل: ثقة مخضرم، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن أبي ذر].

    هو أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: جندب بن جنادة وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا أبو النضر حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن الركين الفزاري عن أبيه عن يسير بن عميلة عن خريم بن فاتك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق نفقة في سبيل الله، كتبت له بسبعمائة ضعف)].

    أورد النسائي حديث خريم بن فاتك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)]، أي: أن الله عز وجل يضاعفها أضعافاً مضاعفةً إلى هذا الحد الذي هو سبعمائة ضعف.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)

    قوله: [أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر].

    هو أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي.

    [حدثنا أبي النضر].

    هو هاشم بن القاسم، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا عبيد الله الأشجعي].

    هو عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [عن سفيان الثوري].

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الركين الفزاري].

    هو الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبيه].

    هو الربيع بن عميلة بالفتح وقيل: عُميلة بضم العين، لكن ضبط المصنف عَميلة بفتح أوله، في ترجمة حفيدة ركين بن الربيع بن عُميلة، وفي ترجمة ابنه نسير بن عُميلة فليحرر.

    ولا لبس، فإذا كان ضبطه وقال: بالفتح نص عليها، فيكون تضارب مع كلمة مصغر؛ لأن عُميلة هو المصغر.

    ففيه تضارب بين عَميلة وعُميلة، بين قوله: مصغراً وبين قوله: بفتح المهملة. وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن نسير بن عميلة].

    قال في التقريب: يسير بن عَمِيلة بفتح المهملة، وكسر الميم الفزاري، ويقال له: أسير أيضاً، ثقة من الثالثة.

    ويسير بن عميلة أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

    [عن خريم بن فاتك].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب السنن الأربعة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767947358