أخبرنا قتيبة حدثنا حماد عن عمرو عن جابر رضي الله عنه أنه قال: (تزوجت، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أتزوجت يا
يقول النسائي رحمه الله: نكاح الأبكار، المقصود من هذه الترجمة بيان أنه ينبغي للإنسان إذا تمكن أن ينكح بكراً؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أرشد من تزوج الثيب أن يتزوج بكراً، قد أورد النسائي حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه [(أن النبي عليه الصلاة والسلام سأله: هل تزوجت؟ فقال: نعم. قال: بكراً أم ثيباً؟ فقال: بل ثيباً، قال: هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك )].
أي هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد جابراً رضي الله عنه إلى أنه كان الأولى له أن يتزوج بكراً؛ لأن البكر التمتع بها يختلف عن غيرها، ثم أيضاً البكر قلبها صافٍ ولم تتعلق بأحد وخالية الذهن، بخلاف الثيب، فإنها قد يكون قلبها تعلق بالزوج السابق، وهذا ليس موجوداً في البكر.
وفي هذا دليل على نكاح الكبير الصغيرة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أرشد جابراً أن يتزوج صغيرة بكراً، وقوله: [(هلا بكراً)]، أي هلا تزوجت بكراً، وهذا مما حذف فيه الفعل؛ والفاعل لأن بكراً مفعول حذف فعله وفاعله؛ لأن الفعل والفاعل تزوجت بكراً، وقد فهم من السياق والمعنى واضحٌ لا لبس فيه وحيثما علم فهو جائز؛ لأنه هنا قد علم الفعل والفاعل من سياق الكلام، ويشبه هذا ما مر بنا قريباً حيث حذفت كان واسمها (التمس ولو خاتماً من حديد)، يعني ولو كان الملتمس خاتماً من حديد، فحذفت كان وحذف اسمها معها، وبقي خبرها؛ لأن السياق فيه ما يدل عليه، فهذا من هذا القبيل (فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك). وجابر رضي الله تعالى عنه وأرضاه إنما اختار الثيب؛ لأنه كان له أخوات وأراد أن يستفيد منها لرعاية أخواته، وللاستفادة منها في هذه الحالة وهذه المصلحة آثر مصلحة أخواته على مصلحته، واستفادة أخواته على استفادته هو رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قريةٌ من قرى بلخ، وهو ثقةٌ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن حماد].
هو ابن زيد البصري، وهو ثقةٌ، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وإذا جاء حماد غير منسوب ويروي عنه قتيبة فالمراد به: حماد بن زيد.
[عن عمرو].
هو ابن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وهذا الإسناد رباعي من أعلى الأسانيد عند النسائي ؛ لأن النسائي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص، الذي هو قتيبة، وحماد بن زيد، وعمرو بن دينار، وجابر بن عبد الله الأنصاري، فهذا من أعلى الأسانيد عند النسائي ؛ وليس عنده ثلاثيات بل أعلى ما عنده الرباعيات، وأنزل ما عنده العشاريات التي يكون فيها عشرة أشخاص بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مر بنا أحاديثٌ قال عنها: إن هذا أطول إسناد، وهو حديثٌ في فضل ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))[الأخلاص:1]، فيه بين النسائي وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام عشرة أشخاص، وأطول إسنادٍ عنده العشاري وأعلى إسنادٍ عنده هو الرباعي، وهذا الذي معنا من أعلى الأسانيد عنده.
فأصحاب الكتب الستة، ثلاثةٌ منهم أعلى ما يكون عندهم الثلاثيات، وثلاثةٌ منهم أعلى ما يكون عندهم الرباعيات، فالذين عندهم الثلاثيات البخاري، والترمذي، وابن ماجه، فـالبخاري عنده اثنان وعشرون حديثاً ثلاثية، بين البخاري فيها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشخاص، صحابي، وتابعي، وتابع تابعي، والترمذي عنده حديثٌ واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية ولكنها كلها بإسنادٍ واحد، وذلك الإسناد إسناد ضعيف، أما الباقون وهم مسلم، وأبو داود، والنسائي فهؤلاء أعلى ما يكون عندهم الرباعيات، وهذا الذي معنا هو من أمثلة الأسانيد العالية عند الإمام النسائي رحمة الله عليه.
وأما الإمام أحمد ففي مسنده أكثر من ثلاثمائة حديث كلها ثلاثية وقد جمعها السفاريني وشرحها في كتابٍ مطبوع.
وهو صدوق، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن سفيان].
هو ابن حبيب، وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عطاء]
هو ابن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر].
وقد مر ذكره.
أخبرنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (خطب
أورد النسائي هذه الترجمة وهي تزوج المرأة مثلها في السن، يعني من يكون مثلها في السن أو يكون مقارباً لها، والترجمة السابقة التي في حديث جابر فيها الدلالة على تزوج الكبير الصغيرة؛ لأن جابراً كان كبيراً وأرشده إلى أن يتزوج بكراً، وقال له: (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك)، ثم عقب هذه الترجمة بهذه الترجمة وهي تزوج المرأة مثلها في السن، يعني الرجل الذي يكون مثلها في السن، أو مقارباً لها في السن، وأورد فيه حديث بريدة بن حصيب رضي الله عنه [(أن
قوله: [(فخطبها
ومحل الشاهد منه كون علي لما خطبها زوجها منه وأنه ليس بكبير فزوجها منه عليه الصلاة والسلام وهذا محل الشاهد للترجمة، وفي الحديث: [(أن
وخطبة أبي بكر، وعمر لـفاطمة رضي الله تعالى عنها دليل على الحرص من هؤلاء الصحبة الكرام على مصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم والقرب منه، وأن يكون لهم نصيبٌ من نسله وذريته صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي حصل أن الخلفاء الراشدين الأربعة كلهم أصهارٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فـأبو بكر، وعمر تزوج منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعثمان، وعلي تزوجا من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـعثمان تزوج اثنتين رقية، ثم أم كلثوم بعد وفاتها، ولهذا يقال له: ذو النورين ؛ لتزوجه ابنتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي تزوج فاطمة رضي الله تعالى عن الجميع، فهؤلاء الخلفاء الراشدون الهادون المهديون كلهم لهم قرابة ولهم صلة وثيقة برسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث المصاهرة.
هو الحسين بن حريث المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن الفضل بن موسى].
هو الفضل بن موسى المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الحسين بن واقد].
هو الحسين بن واقد المروزي، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عبد الله بن بريدة].
هو عبد الله بن بريدة بن حصيب الأسلمي وهو مروزيٌ، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو بريدة بن حصيب الأسلمي رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
وهذا الإسناد كل رجاله مروزيون ينسبون إلى مروز إلا بريدة بن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا كثير بن عبيد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: (أن
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: تزوج المولى العربية، يعني: أن ذلك سائغ، وجاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأن الكفاءة في الدين، والله تعالى يقول: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، فهذا هو المعتبر، أن الكفاءة إنما تكون في الدين، ولا تكون في أمورٍ أخرى، وقد جاء عن كثير من الفقهاء اعتبار التكافؤ من حيث الأنساب والقبائل، والنسائي رحمه الله أورد الترجمة لبيان أن تزوج المولى بالعربية سائغ؛ لأن المعتبر هو التقوى، والمعتبر هو الكفاءة في الدين، هذا هو المعتبر والمعول عليه في ذلك، وقد أورد النسائي حديث فاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها الذي فيه:
[(أن
هذا الحديث بطوله أورده النسائي من أجل هذه الجملة التي جاءت في آخره، وأنها بقيت عنده حتى أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو مولى، وهي عربية، فهذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث، وأما الحديث فهو يشتمل على أمور متعددة.
نعم طلقها طلاقاً بائناً، وأمرتها خالتها فاطمة بنت قيس أن تخرج من بيته، ولم يعلم بذلك مروان، وكان أميراً على المدينة، فسألها: لماذا خرجت؟ فقالت: إن خالتها أشارت عليها بذلك، فقال: ارجعي.
قوله: [(وسمع بذلك
المقصود من ذلك أن خالتها أشارت أو ذكرت لها أن تخرج؛ لأنها بائن ليس لها نفقة ولا سكنى، فأرادت منها أن تنتقل عن مسكنه، والعلماء اختلفوا في هذه المسألة، وحديث فاطمة بنت قيس يدل على أنه لا سكنى ولا نفقة، ومروان بن الحكم الذي رأى الناس عليه أنه يكون لها السكنى، وقد جاء أن مروان رجع عن هذا الذي كان يقول به إلى ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس الذي ذكره النسائي هنا.
قوله: [(فزعمت
يعني: أرادت فاطمة أن تبين الدليل الذي تستند إليه في كونها طلبت من ابنة أختها أن تخرج من بيت زوجها الذي طلقها البتة، وأخبرت بأنها كانت عند أبي عمرو بن حفص، وأنه ذهب مع علي لما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فطلقها تطليقةً هي بقية طلاقها، معناه: طلقها قبل ذلك اثنتين، وبقيت الثالثة التي تبين بها، وتكون بها بائناً، فطلقها هذه الطلقة، وهي بقية ما لها من الطلقات، فأوصى لها بنفقة، ولكن الذين أوصاهما قالوا: إنه لا نفقة لها، وحتى السكنى ليس لها إلا بإذنهما، فذكرت أنها ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقهما، يعني: أقرهما على ما قالا، وصدقهما على أنه ليس لها نفقة ولا سكنى، فقالت: أين أنتقل؟ قال: انتقلي إلى ابن أم مكتوم، فإنه أعمى، وقد وصفه الله عز وجل بهذا الوصف في قوله: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى [عبس:1-2]، هذا هو مقصودها الذي سماه الله عز وجل في كتابه، يعني: سماه أعمى.
معناه: كانت عنده، وكانت تضع ثيابها عنده، معناه: أنها لا تحتجب منه؛ لأنه أعمى لا يبصر، وهذا إذا كان العمى محققاً، وليس فيه شيءٍ من الإبصار مطلقاً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)، فإذا كان البصر غير موجود أصلاً، ولا يمكن معه الرؤية، فإنه يمكن عدم الاحتجاب من الأعمى الذي ليس عنده شيءٍ من النور، وليس عنده شيءٌ من الإبصار مطلقاً، أما إذا كان عنده شيءٍ ولو كان يسيراً، وأنه يمكن أن يرى ولو في بعض الأحيان، فهذا لا يجوز، ويجب الاحتجاب منه؛ فالاستئذان جعل من أجل البصر، فيستأذن الإنسان حتى لا يطلع على العورات، يعني: من حيث المشاهدة والمعاينة، فقولها: [(فكنت أضع ثيابي عنده)]، وكان أعمى لا يبصرها، يعني يوضحه قوله: (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
قوله: [(حتى أنكحها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا محل الشاهد، أنكحها أسامة بن زيد، فأنكر عليها ذلك مروان، يعني: أنكر عليها قضية كونه لا نفقة ولا سكنى، والخروج من مسكن الزوج، وعدم الاعتداد في مسكنه، أنكر مروان عليها ذلك، ولهذا أرشد ابنة أختها أن ترجع إلى بيت زوجها الذي طلقها، وأن تعتد في بيته، وأن لها السكنى، وكان يرى أن لها السكنى، وقد قال بهذا كثيرٌ من أهل العلم، وذكر أن مروان رجع عن قوله هذا إلى ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها.
قوله: [(وقال: لم أسمع هذا الحديث من أحدٍ قبلك، وسآخذ بالقضية التي وجدنا الناس عليها)].
ومن المعلوم: أن رواية الحديث من شخص واحد، سواء كان رجلاً أو امرأة، فإنه معتبر وحجة عند العلماء، ولعل مروان خاف أن يكون قد حصل لها وهم أو ما إلى ذلك، ولكنه في الآخر رجع إلى ما جاء عنها من أنه لا سكنى لها ولا نفقة، أي: المطلقة طلاقاً بائناً.
هو كثير بن عبيد الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن محمد بن حرب].
هو محمد بن حرب الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الزبيدي].
هو محمد بن الوليد الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، مكثر من الرواية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة].
هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن فاطمة].
هي فاطمة بنت قيس، وهي صحابية، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي عن عائشة رضي الله تعالى عنها: [أن أبا حذيفة تبنى سالماً].
سالم هو مولى لامرأة من الأنصار أنكحه ابنة أخيه، وهي عربية، وهذا محل الشاهد من إيراد الحديث للترجمة، وهو تزوج المولى العربية؛ لأن العبرة هو المكافئة في الدين.
قوله: [(كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كانوا من قبل يتبنى الرجل الواحد فينسب إليه، ويرث منه، حتى نزل القرآن فنسخ ذلك ومنع منه، وأمر بأن يدعوا لآبائهم، ولا يدعون لمن تبناهم، وإذا لم يعلم له أب فهو أخٌ في الدين ومولى، ولكن لا يقال له: ابن فلان، وإنما يقال له: مولى آل فلان؛ فالبنوة مقصورة على النسب، والانتساب إنما هو للنسب، وليس من أجل التبني؛ لأن التبني نسخ وانتهى، ولم يبق له اعتبار.
وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أبي اليمان].
هو الحكم بن نافع الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن شعيب].
هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[عن عروة بن الزبير].
هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
هي عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، وهي الصحابية التي روت الحديث الكثير عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
أورد النسائي حديث عائشة، وأم سلمة رضي الله تعالى عنهما، وهو يدل على ما دل عليه الذي قبله، وهو مثل الذي قبله من جهة زواج المولى بالعربية، وهو مثل الذي قبله من جهة أن سالماً مولى أبي حذيفة زوجه مولاه ابنة أخيه، وهذا هو محل الشاهد، وهو نفس الذي تقدم في الحديث الذي قبل هذا.
هو محمد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أيوب بن سليمان بن بلال].
وهو ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن أبي بكر بن أبي أويس].
هو عبد الحميد بن عبد الله، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن سليمان بن بلال].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، وابن عبد الله بن ربيعة].
وقد مر ذكر الاثنين، ابن شهاب، وعروة بن الزبير. وابن عبد الله بن ربيعة ذكر الحافظ ابن حجر أنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله وأما أبو عائذ الله فمجهول، وقال عنه: إنه مقبول، وذكر أنه أخرج له مسلم، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. كما أخرج له ابن ماجه.
وكونه مقبولاً ما يؤثر؛ لأن العمدة على عروة بن الزبير وهو الثقة الفقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة، وابن عبد الله بن ربيعة إضافة وزيادة، هناك قال يحيى بن سعيد: (وأخبرني الزهري)، كلمة (وأخبرني) يقولون: فيها الإشارة إلى إسنادٍ قبله، حذفه وأتى بالمعطوف عليه الذي هو محل الشاهد، وهذا يأتي في الأسانيد إشارةً إلى أن هناك إسنادٌ قبله لا يتعلق بالموضوع، فحذف وأبقي المعطوف عليه الذي هو الإسناد المعطوف عليه، وجاءت واو العطف حتى يتبين أنها جاءت على وضعها، وعلى لفظ الراوي، وفيها إشارةٌ إلى المعطوف عليه الذي حذف، والذي لا علاقة له في الموضوع، ولكن هذا إبقاء للفظ على ما هو عليه، وإشارةً إلى أن هذا الذي ذكره قد حذف شيءٌ قبله لا تعلق له بالموضوع.
عائشة، مر ذكرها، وأم سلمة هي هند بنت أبي أمية، وهي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو تميلة عن حسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الحسب، والمقصود به الشيء الذي يدفع الناس إلى التقارب وإلى المصاهرة هو المال، فهو الذي يعولون عليه، وهو الذي يحرصون على صاحبه؛ لأنهم حريصون على المال، فيحرصون على من كان عنده المال، والحسب الذي هو الشرف، وعلو الرفعة والمنزلة، إذا وجد معه الإيمان والتقى والصلاح، هذا شيءٍ مطلوب، وأما إذا كان يتعلق بأمورٍ دنيوية، مع غض النظر عن الأمور المعتبرة في الشرع، فإن هذا ليس بشيء، وهذا هو الذي أشار إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: [(إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال)]، فهذا هو المعتبر عند أهل الدنيا، يعني: يميلون إلى من عنده المال، وليس هذا معتبراً في الشرع، بل المعتبر أن المرأة إذا كانت ذات حسب ونسب، وذات سمعةً طيبة مع الإيمان والتقوى، فهذا خيرٌ إلى خير، وشيءٌ طيب إلى شيءٍ طيب، أما إذا كان هذا الحسب يتعلق بمطامع، ويتعلق بدنيا، فإن هذا مذموم، وهذا شأن أهل الدنيا، وأحساب أهل الدنيا إنما هي من هذا القبيل، كما دل عليه هذا الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
هو يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة، وبدون واسطة.
[عن أبي تميلة].
هو يحيى بن واضح، وهو ثقة، أخرج له أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن حسين بن واقد].
قد مر ذكره.
[عن ابن بريدة عن أبيه].
هو عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وقد مر ذكرهم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر