أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا النضر حدثنا شعبة عن أبي التياح سمعت أنساً، ح وأنبأنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثني أبو التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البركة في نواصي الخيل)].
أورد النسائي بركة الخيل، وقد جعل الله فيها البركة، ومن بركتها ما جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، فهذا يدل على بركتها، وقد أورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (البركة في نواصي الخيل)، ويفسر البركة الحديث الآخر الذي جاء من طرق عديدة: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وجاء في بعض الروايات: (الأجر والمغنم)، فهي بركة تحصل فائدتها في الدنيا وفي الآخرة؛ في الدنيا بحصول المغنم، والغنائم التي تكون في الجهاد في سبيل الله، وكذلك نصرة الإسلام وأهله، وعزة المسلمين، وغلبتهم، وكذلك بالنسبة للآخرة؛ لأن الأجر العظيم يكون في الدنيا وفي الآخرة.
هو ابن راهويه، وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
قد مر ذكره.
[عن أبي التياح].
هو يزيد بن حميد الضبعي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ح وأنبأنا محمد بن بشار عن يحيى].
وقد ذكر أن أبا التياح من الطبقة الخامسة، وأنساً من الطبقة الأولى، طبقة الصحابة، فالذي في الخامسة يروي عمن في الأولى؛ لأن أنساً من صغار الصحابة، وقد عمر، وأدركه من أدركه، وعاش بعده مدة طويلة، ولهذا أبو التياح من الطبقة الخامسة، ويروي عن أنس وهو من الطبقة الأولى، فالطبقات كما هو معلوم يكون فيها الكبار، وفيها المتوسطون، وفيها الصغار، ولا يلزم أن يكون الراوي يروي عمن فوقه في الطبقة الثانية عن الأولى أو الثالثة عن الثانية.. وهكذا؛ لأن الأحاديث الثلاثية، وهو كون البخاري يروي حديثاً بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أشخاص، إنما جاء بكون الشخص يكون معمر، ويروي عن شخص متقدم، ثم يعمر ويروي هذا في صغره ويموت هذا في نهاية حياته، ثم هذا يعمر طويلاً.. وهكذا، فيأتي ثلاثة أشخاص يعادلون إحدى عشرة طبقة؛ لأن الذي من شيوخ البخاري في الطبقة العاشرة، وشيوخ البخاري يروون عن التابعين، والتابعون يروون عن الصحابة، ولهذا نجد أن النسائي عنده رباعيات وعنده عشاري وتساعي، هذا العدد الكبير الذي هو العشاري والتساعي مع أنه له رباعيات، إنما جاء من كون أصحاب الطبقة يروي بعضهم عن بعض، وقد يروي شخص متأخر في طبقة متأخرة عن شخص متقدم؛ لأنه أدركه.
[ح وأنبأنا محمد بن بشار عن يحيى].
ثم ذكر إسناداً آخر: محمد بن بشار مر ذكره، ويحيى القطان مر ذكره.
[عن شعبة عن أبي التياح عن أنس].
مر ذكرهم.
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير رضي الله عنه أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يفتل ناصية فرس بين إصبعيه، ويقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر، والغنيمة)].
أورد النسائي: فتل ناصية الفرس، الفتل هو: كون الإنسان يحركها بأصبعه كهيئة الفاتل، وليس معنى ذلك أنه يفتلها ويعملها مثل الحبل، وإنما الفتل هو كونه يعمل هذه الهيئة التي مثل الفتل، أي: تشبه الفتل، ولكنه ليس الفتل المعروف الذي هو فتل الحبال، يفتل الخيوط ويجعلها حبلاً؛ لأن الحبل يتكون من خيوط، خيط يضم إلى خيط فيفتل، ويصير حبلاً، فهذا ليس من هذا القبيل، وإنما هو تحريكه استئناساً به، أي: مثلما جاء في الحديث الذي مر وفيه ضعف: (وامسحوا بنواصيها، وأفتالها)، أي: يستأنس بها، ويحرك ناصيتها أو شعر ناصيتها بأصبعيه كهيئة الفاتل، ومن هذا القبيل ما يذكر عن عمر رضي الله عنه: أنه كان يفتل شاربه، ولا أدري عن صحته، ولكن بعض الناس يفهم من هذا أنه يطول الشارب، أبداً، إنما الفتل هو كون الإنسان يسوي هكذا، يعني يعمل أصبعين ولو كان الشعر قصيراً، هذا يقال له: فتل، هذه هيئة الفتل، فكان يفتل ناصية فرسه بين أصبعيه، أي: يحركها كهيئة الفاتل، والمقصود من ذلك كما هو معلوم الاستئناس بالفرس، وتأنيس الفرس؛ لأن الفرس إذا جعل صاحبه يمسح عليه ويلمسه يستأنس به، وصاحبه يستأنس بقربه ولمسه والمسح على ناصيته أو فتل ناصيته، ثم قال عليه الصلاة والسلام، وهو يعمل هذه الهيئة: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة)، وهذا في تفسير الخير الذي في الخيل، وهو الأجر والغنيمة، الغنيمة التي تحصل في الدنيا مما يغنمه المسلمون من الكفار، وهو خير مصادر الرزق، وأفضل مصادره، وهذا منه رزق المصطفى صلى الله عليه وسلم، الحديث: (وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، والأجر الثواب عند الله عز وجل في الدار الآخرة، ففيه حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة، أي: يحصل من الخيل حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، من حسنات الدنيا الرزق الوافر والخير الكثير، وحسنة الآخرة الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى، ففي الخيل من الخير ما يكون في الدنيا وفي الآخرة، وما هو من حسنة الدنيا ومن حسنة الآخرة.
صدوق، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن عبد الوارث].
هو عبد الوارث بن سعيد العنبري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يونس].
هو يونس بن عبيد، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن سعيد].
هو عمرو بن سعيد الثقفي، ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي زرعة].
وقد مر ذكره.
[عن جرير].
هو جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وأبو زرعة يروي عن جده جرير؛ لأن أبا زرعة بن عمرو بن جرير، وهو يروي عن جده جرير، من رواية الحفيد عن الجد.
أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، ولكن ليس فيه ذكر فتل ناصية الفرس؛ لأن الترجمة الذي يشهد لها هو الحديث الأول، وأما الأحاديث الأخرى فليس فيها ذكر الفتل، وإنما فيها ذكر الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والحديث كما أشرت ورد من طرق عديدة عن جماعة من الصحابة، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في الجزء السادس صفحة ستة وخمسين الصحابة الذين رووا هذا الحديث، والأئمة الذين خرجوا هذا الحديث: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وذكر جماعة عدداً من الصحابة، ومن الأئمة الذين خرجوا هذا الحديث، وأنا ذكرته في الفوائد المنتقاة من فتح الباري، وكتب أخرى، والحديث كما قلت: ليس فيه شاهد للترجمة إلا الحديث الأول، فهذه أحاديث عديدة في فضل الخيل، وبركة الخيل، والذي يطابق الترجمة هو الحديث الأول.
والحديث ليس محكوما عليه بالتواتر، وإنما قال: الحديث -حديث الخيل- رواه فلان وفلان، أي: جاء عن فلان صحابي خرجه فلان، وعن فلان الصحابي خرجه فلان، وعن فلان الصحابي خرجه فلان، وعدد ما أتذكر كم يبلغون، لكنهم عدد لا بأس به.
مر ذكره.
[عن الليث].
هو الليث بن سعد المصري، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو مولى ابن عمر، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.
وهذا من رباعيات النسائي؛ لأن فيه بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص: قتيبة، والليث، ونافع، وابن عمر.
أورد النسائي حديث عروة البارقي رضي الله عنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وهو مثلما تقدم.
وعروة هذا هو ابن أبي الجعد، أي: يأتي في بعض الأحاديث وبعض الروايات يقال له: البارقي، وفي بعضها يقال له: ابن أبي الجعد، وهو شخص واحد.
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن إدريس].
هو عبد الله بن إدريس الأودي، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن حصين].
هو حصين بن عبد الرحمن، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عامر].
هو عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
هو عروة بن أبي الجعد البارقي، صحابي، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو الصحابي الذي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ديناراً ليشتري به شاة، فاشترى بالدينار شاتين، فباع إحدى الشاتين بدينار وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ودينار، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة، فكان ما اشترى شيئاً إلا وربح به، هذا هو صاحب هذه القصة الذي هو: عروة بن أبي الجعد البارقي رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
أورد النسائي حديث عروة رضي الله عنه: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم)، وقد مر ذكره.
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى].
وهما من شيوخ أصحاب الكتب الستة، بل إنهما متفقان في أمور كثيرة؛ في سنة الولادة، وسنة الوفاة، والشيوخ، والتلاميذ، وكونهما من أهل البصرة، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: وكانا كفرسي رهان، أي: متماثلين، ما يسبق أحدهما الآخر، وماتا في سنة واحدة، وهي: سنة اثنين وخمسين ومائتين قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، وهما من شيوخ أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي عدي].
هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة عن حصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد].
وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة.
أورد النسائي حديث عروة البارقي رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم.
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].
هو الفلاس، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن جعفر].
الملقب غندر، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
مر ذكره.
[عن عبد الله بن أبي السفر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
وقد مر ذكرهما.
أورد النسائي حديث عروة البارقي من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم.
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].
قد مر ذكره.
[عن عبد الرحمن].
هو ابن مهدي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
مر ذكره.
[عن حصين وعبد الله بن أبي السفر عن الشعبي].
وقد مر ذكرهم.
الجواب: لا، هذه مخلوقة؛ لأنه قال: خلق مائة رحمة، وهي من آثار الصفة؛ لأن الرحمات المخلوقة هي من آثار الصفة، كما قال الله عز وجل: فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الروم:50]، فالمطر رحمة، ولكنه من آثار الرحمة التي هي الصفة، والرحمة التي هي المطر مخلوقة، وقد جاء في الجنة وصفها بأنها رحمة، حيث جاء في الحديث: (إنك -الجنة- رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها)، فقال عن الجنة: أنها رحمة، وهي رحمة مخلوقة، وهذه الرحمات المخلوقات هي من آثار الرحمة التي هي الصفة، فالحديث واضح بأن هذه الرحمات مخلوقة، وصفات الله غير مخلوقة، بل صفات الله قائمة به، ولكن المخلوق أثر الصفة وهي الرحمات المخلوقة التي منها الجنة، كما جاء في الحديث: (وإنك -الجنة- رحمتي أرحم بك من أشاء)، هي من آثار الصفة.
الجواب: القارئ يسجد، والمستمع يسجد معه، وهو تابع له؛ لأنه جاء في الأثر عن عمر قال: اسجد فأنت إمام. فيسجد الذي يقرأ، والمستمع تابع للقارئ، لكن لا يكبر إلا عند السجود فقط، ثم إذا رفع يرفع ذاك الذي بجواره معه.
فسجود التلاوة ليس فيه تكبير عند الرفع، وليس فيه تسليم أيضاً.
وهل يسجد كل من سمع السجدة؟
السامع لا يسجد، وإنما المستمع هو الذي يسجد، الذي يتابع يسجد، والسامع الذي يسمع الصوت وهو ليس متابعاً هذا لا يسجد؛ لأن هنا فرق بين المستمع والسامع، فالمستمع هو المتابع للقارئ الذي يتأمل ويتابع، والسامع يسمع الصوت، وقد يكون لاهياً غافلاً ليس له علاقة بالاستماع.
الجواب: ما دام أنها هي صاحبة نخلها، وهي بحاجة إلى جذه، وقد لا يكون هناك أحد يقوم مقامها، فخروج المرأة للضرورة هذا لا إشكال فيه، وخروجها للحاجة أيضاً لا إشكال فيه، مثل كون المرأة تعمل مدرسة أو موظفة بين النساء وفي محيط النساء، هذا عمل من الأعمال، وخروجها له لا بأس به، وإنما تخرج ملتزمة، ومحتشمة، وبعيدة عن كل ما لا يسوغ لها أن تكون متصفة به وهي خارجة من بيتها، لا من حيث اللباس، ولا من حيث الطيب، ولا من أي شيء يؤثر، ويثير غرائز الرجال، ويطمع السفهاء ومرضى القلوب.
وقوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، أي: الزمن البيوت، فيلزمن البيوت، ولكنهن يخرجن للحاجة، ويخرجن للضرورة.
الجواب: ورود الأحاديث الدالة على ذلك، وكذلك الصفات أيضاً، وجود الأحاديث المثبتة لذلك، والدالة على صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر