إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب عشرة النساء
  7. شرح سنن النسائي - كتاب عشرة النساء - تابع باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض - باب الغيرة

شرح سنن النسائي - كتاب عشرة النساء - تابع باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض - باب الغيرةللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المرأة مجبولة على الغيرة مهما عظم قدرها، وارتفعت منزلتها، وقد كان لنساء النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك نصيب؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من غيرها؛ لعظم شأنها وعلو منزلتها عند الله تعالى، فلم ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحاف امرأة إلا عائشة.

    1.   

    حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض

    شرح حديث عائشة: (يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض.

    أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني حدثنا شاذان حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله! ما أتاني الوحي في لحاف امرأةٍ منكن إلا هي)].

    عقد النسائي هذه الترجمة وهي: حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وقد مر بعض الأحاديث الداخلة تحت هذه الترجمة، وبقي بعض الأحاديث التي تندرج تحتها، ومنها حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـأم سلمة: (لا تؤذيني في عائشة، فإنه ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأةٍ منكن إلا هي)، هذا الحديث يدل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة أكثر من غيرها، وقد جاء في بعض الأحاديث، أو الطرق بيان السبب لهذا الكلام، وهو: (أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: إن نساؤه صلى الله عليه وسلم يطلبن منه العدل في ابنة أبي قحافة أن الناس كانوا يتحرون الهدايا في نوبة عائشة، وفي يوم عائشة، فجاءت إليه، وقالت: لو أنه أبلغ الناس ألا يخص الهدايا في ذلك اليوم الذي هو في يوم عائشة)، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما قال: [(لا تؤذيني في عائشة، فإنه ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأةٍ منكن إلا هي)]، والحديث فيه دلالة على أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة إنما كان لعلو منزلتها عند الله عز وجل، وهو دال على أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه أكثر من بعض إنما هو لعظيم منزلتها عند الله سبحانه وتعالى، ولعلو منزلتها ورفعتها عند الله عز وجل، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بين السبب في المحبة، وأن الوحي ما نزل في لحاف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا هي، فهو دال على فضلها ونبلها، وتميزها على غيرها.

    ولذلك أمهات المؤمنين الإحدى عشرة أفضلهن خديجة، وعائشة، وأنه ليس هناك أحد أفضل منهن، وإنما الخلاف في أيهما أفضل؟ وأن بعض المحققين من أهل العلم قال: إن لكل منهما فضيلة ليست للأخرى، فـخديجة حصل لها من المؤازرة، والنصرة، والتسلية في حال شدته، وإيذاء الكفار له بمكة، حصل منها ما حصل له من النصرة، والتأييد، وعائشة رضي الله عنها حصل لها ما اختصت به من كثرة تحملها السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملها للعلم، ونشرها له، والرجوع إليها فيه، وكان لكل واحدة منهما ميزة، وأجر الجميع عظيم عند الله عز وجل، وأيهما أفضل؟ الله تعالى أعلم، وكل منهما في القمة، وفي علو المنزلة رضي الله عنهن وأرضاهن.

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة ...)

    قوله: [أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني].

    هو محمد بن إسحاق، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا شاذان].

    هو الأسود بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد بن زيد].

    هو حماد بن زيد بن درهم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن هشام بن عروة].

    هو هشام بن عروة بن الزبير، وهو ثقة ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    هي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله عز وجل براءتها في قرآن يتلى، وهي ذات المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة، والخصال الحميدة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة، وهذه المرأة الواحدة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فلم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة مثلما روت من الحديث، لا سيما ما يتعلق في الأمور البيتية التي تكون بين الرجل وأهل بيته، والتي لا يطلع عليها إلا النساء.

    قد عرفنا أن من أسباب تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم، وإباحة الله عز وجل له، والزيادة عن أربع، وهي ميزة تميز بها عن الأمة صلى الله عليه وآله وسلم، أن ذلك لأمور مهمة، ومقاصد عظيمة، أهمها وأجلها أن يتحمل نساؤه ما يجري من السنن عنه صلى الله عليه وسلم في الأمور البيتة التي تكون بين الرجل وأهله، والتي لا يطلع عليها إلا زوجاته صلى الله عليه وسلم، فـعائشة رضي الله عنها وأرضاها هي أكثر الصحابيات حديثاً على الإطلاق رضي الله عنها وأرضاها.

    شرح حديث أم سلمة: (... لا تؤذيني في عائشة ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني محمد بن آدم عن عبدة عن هشام عن عوف بن الحارث عن رميثة عن أم سلمة رضي الله عنها: (أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلمنها أن تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وتقول له: إنا نحب الخير كما تحب عائشة، فكلمته فلم يجبها، فلما دار عليها كلمته أيضاً فلم يجبها، وقلن: ما رد عليك؟ قالت: لم يجبن، قلن: لا تدعيه حتى يرد عليك أو تنظرين ما يقول، فلما دار عليها كلمته، فقال: لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأةٍ منكن إلا في لحاف عائشة)، قال أبو عبد الرحمن: هذان الحديثان صحيحان عن عبدة].

    أورد النسائي حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها في مجيئها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإخبارها إياه برغبة أزواجه رضي الله عنهن بأنهن يحببن الخير كما تحب عائشة، وأنهن يردن أن يصير الناس إلى أن لا يخصوا يوم عائشة بالهدايا، بل يكون في يومها وغير يومها من أيام أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع، فالحديث هو مثل الذي قبله عن عائشة رضي الله عنها، ولكن فيه بيان السبب الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: [(لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل عليّ الوحي في لحاف امرأةٍ منكن غيرها)]، رضي الله تعالى عنها وعنهن، وعن الصحابة أجمعين.

    تراجم رجال إسناد حديث أم سلمة: (... لا تؤذيني في عائشة ...)

    قوله: [أخبرني محمد].

    هو محمد بن آدم الجهني، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن عبدة].

    هو عبدة بن سليمان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن هشام].

    هو هشام بن عروة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عوف بن الحارث].

    مقبول، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن رميثة].

    هو رميثة بنت الحارث، وهي مقبولة، أخرج حديثها النسائي وحده.

    [عن أم سلمة].

    وهي هند بنت أبي أمية، وهي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، إحدى زوجات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [قال أبو عبد الرحمن: هذان الحديثان صحيحان عن عبدة].

    قال أبو عبد الرحمن: هذان الحديثان صحيحان عن عبدة، ثم أورد بعد ذلك الطريقين عن عبدة.

    شرح حديث: (كان الناس يتحرون هداياهم يوم عائشة ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه بيان السبب الذي جعل أمهات المؤمنين يطلبن من إحداهن أن تذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتطلب منه أن يبلغ الناس ألا يخص الهدايا بيوم عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وبيان (أن الناس كانوا يخصون الهدايا في ذلك اليوم ابتغاء مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه حينئذ يكون عند أحبهن إليه، وعند أفضلهن وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان الناس يتحرون لهداياهم يوم عائشة ...)

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي المروزي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن عبدة بن سليمان].

    وقد مر ذكره.

    [عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث عائشة: (أوحى الله إلى النبي وأنا معه ..)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [عن هشام بن عروة عن صالح بن ربيعة بن هدير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا معه، فقمت فأجفت الباب بيني وبينه، فلما رفه عنه قال لي: يا عائشة، إن جبريل يقرئك السلام)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، [(أوحى الله إلى النبي وأنا معه)]، فقامت وأغلقت الباب بهدوء، جافته، يعني: ردته.

    قوله: [(فلما رفه عنه)]، أي: زال عنه ما يجد من المشقة عند نزول الوحي عليه، وكان يعاني مشقة، ويحصل منه في بعض الأحيان أنه في اليوم الشديد البرد يسيل أو يتفصد جبينه من العرق من شدة ما يجد عند نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، [(فلما رفه عنه)]، أي: أزيل أو زال عنه ما يجده من الشدة عند الوحي، [(قال لي: يا عائشة، إن جبريل يقرئك السلام)]، وجاء في بعض الأحاديث ما يدل على هذا الحديث مما سيأتي، و(أن جبريل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئها له السلام رضي الله تعالى عنها وأرضاها)، وهو دال على فضلها ونبلها وتميزها على غيرها من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهن أجمعين.

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا معه ..)

    قوله: [حدثنا محمد بن آدم عن عبدة].

    محمد بن آدم، مر ذكره، عن عبدة، قد مر ذكره، وهو ابن سليمان.

    [عن هشام بن عروة].

    مر ذكره.

    [عن صالح بن ربيعة بن هدير].

    مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن عائشة].

    وقد مر ذكرها.

    شرح حديث عائشة: (إن جبريل يقرأ عليك السلام ..) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا نوح بن حبيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: (إن جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا نرى)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بأن: [(جبريل يقرأ عليها السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا نرى)، هو دال على ما دل عليه الذي قبله من طلب جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ السلام على عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهو دال على فضلها، ونبلها.

    وقولها: [(ترى ما لا نرى)]، أي: أنه يرى ما لا يرون من الملائكة، وكونه يرى الملائكة وهم لا يرونه، فعندما يأتون بالوحي، وعندما يأتي جبريل أحياناً يأتيه على هيئة إنسان، فيرونه، ولا يعرفونه كما كان يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وكما جاء على صورة أعرابي في حديث جبريل المشهور في بيان الإيمان، والإسلام، والإحسان، وبيان شيء من أشراط الساعة، وقد أطلعه الله عز وجل على ما لا يطلعهم عليه، وأقدره على ما لا يقدرهم عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (إن جبريل يقرأ عليك السلام ..) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا نوح بن حبيب].

    ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا عبد الرزاق].

    هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا معمر].

    هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عروة عن عائشة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث عائشة: (هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام ..) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن منصور حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عائشة، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام، مثله سواء)، قال أبو عبد الرحمن: هذا الصواب، والذي قبله خطأ].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: [(هذا جبريل يقرأ عليك السلام، مثله سواء)]، هذا مثل الذي قبله، أي: بقيته مثل الذي مر، وفي هذا قوله: [(هذا جبريل يقرأ عليك السلام)]، وقولها: (ترى ما لا نرى)، هذا هو أقرب ما يكون إليه؛ لأنه قال هذا، وأشار إليه، ومعناه: أنه يراه، وهي لا تراه، ولهذا قالت في الآخر: (ترى ما لا نرى)، (هذا جبريل يقرأ عليك السلام)، الرسول صلى الله عليه وسلم يراه وهي لا تراه، ولهذا قالت في الآخر: (ترى ما لا نرى)؛ لأن بقية الحديث مثل الذي قبله، إلا أن في أوله: (هذا جبريل يقرأ عليك السلام).

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام ..) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا عمرو بن منصور].

    هو النسائي، ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا الحكم بن نافع].

    هو الحكم بن نافع الحمصي، كنيته: أبو اليمان، مشهور بكنيته، ويأتي باسمه كما هنا، ويأتي بكنيته كما مر في بعض المواضع، وهذا من أنواع علوم الحديث، وهو معرفة الكنى؛ لأن فائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين، إذا ذكر في كنيته في موضع، وذكر باسمه في موضع آخر، يظن أن الحكم بن نافع غير أبي اليمان، لكن إذا عرف أن الحكم بن نافع يكنى بـأبي اليمان، عرف أنه سواءً جاء هذا اللفظ أو جاء هذا اللفظ النتيجة واحدة والشخص واحد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا شعيب].

    هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري ].

    قد مر ذكره.

    [أخبرني أبو سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، المدني، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    وقد مر ذكرها.

    قول أبي عبد الرحمن: [هذا الصواب، والذي قبله خطأ].

    لا أدري ما وجهه؟ لكن لعل مما يوضح أن هذه الرواية آخرها موافق لأولها، ثم هو من حيث الإسناد الطريق غير الطريق، هذا عن الزهري عن أبي سلمة، وذاك عن الزهري عن عروة.

    1.   

    الغيرة

    شرح حديث أنس: (... ويقول: غارت أمكم ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الغَيرة.

    أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا خالد حدثنا حميد حدثنا أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين، فأرسلت أخرى بقصعةٍ فيها طعام، فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى، فجعل يجمع فيها الطعام ويقول: غارت أمكم، كلوا، فأكلوا، فأمسك حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها، فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول، وترك المكسورة في بيت التي كسرتها)].

    أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب الغيرة، وهي بالفتح، والمقصود بالغَيرة: كون الزوجات يغار بعضهن من بعض إذا كانت واحدة منهن لها حظوة، ولها منزلة، فإن غيرها يكون في نفسه عليها شيء، أي: تريد أن يكون لها مثل ما لها، كما سبق أن مر في بعض الروايات: وهن يحببن الخير لأنفسهن كما تحبه عائشة، فهذا هو المقصود بالترجمة، أي: ما يكون بين الزوجات من التنافس، ومن كون واحدة منهن إذا صار لها تميز، تكون الباقيات يحببن أن يكن مثلها، وألا تتميز عليهن، ويردن أن يكن سواء، وألا يفاوت بينهن، هذا هو المقصود بالترجمة.

    وقد أورد النسائي حديث أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم [(كان عند إحدى أمهات المؤمنين)]، يعني: في بيتها، أرسلت إحداهن مع رسول لها مندوب ومعه قصعة فيها طعام، فجاءت تلك التي هو في بيتها، وضربت يد الرسول الذي يحمل القصعة، فسقطت القصعة، وانكسرت، وانتثر الطعام الذي فيها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ القطعتين من هذه القصعة، وجعل بعضهما إلى بعض، وجعل يجمع الطعام فيها، ثم أخذ صحفة سليمة في بيت تلك المرأة التي كسرت القصعة، وأعطاها الرسول ليرجع بها إلى صاحبتها.

    فهذا فيه الدلالة على ما ترجم له من الغَيرة أو الغِيرة، وهو أن إحدى أمهات المؤمنين التي هو في بيتها لما جاء الرسول من تلك المرأة التي هي إحدى أمهات المؤمنين، وقع في نفسها شيء، فضربت يد الرسول حتى وقعت القصعة، فهو من التنافس، ومن الأشياء التي تكون بين الزوجات، قيل: أنهما للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما في بيوته، والصحفة السليمة التي في بيت الكاسرة التي كسرت القصعة أعطاها للتي كسرت، وأبقى تلك المكسورة في يد الكاسرة، قالوا: فهذا فيه احتمال أن الرسول أعطى هذه ما لهذه؛ لأن الكل له، وهو في بيته، وقال كثير من أهل العلم: إن الشيء إذا أتلف يضمن بالقيمة، لكن إذا كان له مثل موافق له من جميع الوجوه، وليس فيه تميز، فإنه يمكن أن يضمن من كسر له شيء مثله تماماً إذا تحقق المماثلة، أما مع وجود المماثل، فإنه يصار إلى القيمة، قيمة ذلك الذي كسر، وأما إذا وجد له مثيل من جميع الوجوه مثله تماماً، فإنه يضمن مثله، وجاء في بعض الروايات: أن الكاسرة هي عائشة، وصاحبة الصحفة أو التي أرسلت هي أم سلمة رضي الله تعالى عنهن وعن الصحابة أجمعين.

    تراجم رجال إسناد حديث أنس: (... ويقول: غارت أمكم ...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    هو العنزي أبو موسى البصري الملقب بـالزمن، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا خالد].

    هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حميد].

    هو حميد بن أبي حميد الطويل، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أنس].

    هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.

    وهذا الحديث عند النسائي من أعلى الأسانيد، وهو من الرباعيات، إذ بين النسائي وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص، وكانت وفاته سنة ثلاثمائة وثلاث للهجرة، فأعلى أو أقل عدد يكون بين النسائي وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص في طرق كثيرة منها هذه الطريق التي معنا.

    شرح حديث أم سلمة: (... ويقول: كلوا غارت أمكم ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي المتوكل عن أم سلمة رضي الله عنها: (أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة متزرةً بكساءٍ ومعها فهر، ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين فلقتي الصحفة، ويقول: كلوا، غارت أمكم مرتين، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة عائشة)].

    أورد النسائي حديث أم سلمة رضي الله عنها، وفيه بيان يعني الرواية السابقة، إلا أن الرواية السابقة أنها (أرسلت رسول) وهنا (أتت)، ولا تنافي بينهما، يمكن أن يكون قيل: أتت؛ لأنها هي التي كانت السبب في ذلك، والمرسلة، والذي باشر هو الرسول، أي: رسول أم سلمة رضي الله تعالى عنها، ففيه بيان صاحبة الصحفة التي أرسلت وكسرت، وبيان الكاسرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في بيتها وهي عائشة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل صحفة عائشة السليمة إلى أم سلمة، بدل صحفتها المكسورة.

    تراجم رجال إسناد حديث أم سلمة: (... ويقول: كلوا غارت أمكم ...)

    قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].

    هو: الربيع بن سليمان، يحتمل أن يكون المرادي صاحب الشافعي، وأن يكون الجيزي، وكل منهما ثقة.

    [حدثنا أسد بن موسى].

    صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا حماد بن سلمة].

    هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن ثابت].

    هو ثابت بن أسلم البناني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي المتوكل].

    هو أبو المتوكل الناجي علي بن داود، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أم سلمة].

    وقد مر ذكرها.

    شرح حديث عائشة: (... فما ملكت نفسي أن كسرته ... فقال: إناء كإناء وطعام كطعام)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى عن عبد الرحمن عن سفيان عن أفلت عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ما رأيت صانعة طعام مثل صفية، أهدت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إناء فيه طعام، فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كفارته؟ فقال: إناءٌ كإناء، وطعامٌ كطعام)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها: أن صفية أرسلت طعاماً في صحفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها: [(إناءٌ كإناء، وطعامٌ كطعام)].

    [(إناءٌ كإناء)]، المقصود به أنه يعطى بدل الإناء إناء، وقوله: [(طعامٌ كطعام)]، ليس المقصود به أن يرجع لها الطعام؛ لأن الطعام الذي أرسل هدية، لكن المقصود من ذلك أن الحكم يكون كذلك عندما يصير هناك ائتلاف، فإن الضمان يكون مثل الذي أتلف، فإذا أتلف طعام يضمن طعام، وإذا أتلف إناء يضمن إناء، ويكون هذا فيه زيادةً في التشريع وزيادةً في البيان، وذكر شيء لم يذكر، مثل حديث (الطهور ماؤه الحل ميتته)؛ لأنهم سألوا عن الوضوء بماء البحر، فالرسول أعطاهم هذا وزيادة، ويكون هذا من هذا القبيل، وليس المقصود من هذا أنها تضمن لها طعاماً، وأنها ترسل لها طعاماً بدل هذا الطعام؛ لأن الطعام هي أرسلته، وخرج من ملكها هديةً لتلك الذي أرسلت إليه، لكن المقصود من ذلك أن الحكم يكون كذلك، كما أن الضمان يكون في الإناء، كذلك يكون في الطعام وغيره، المتلف يضمن بمثله إذا كان مثلياً، وإذا لم يمكن فيرجع إلى القيمة.

    في أوله قوله: [(ما رأيت صانعة طعامٍ مثل صفية)]، هذا مدح لصنعتها للطعام، وإجادتها إياه، كونها أرسلت ذلك الطعام من صنعها.

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (... فما ملكت نفسي أن كسرته ... فقال: إناء كإناء وطعام كطعام)

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    مر ذكره.

    [عن عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن سفيان].

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أفلت].

    هو أفلت بن خليفة، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، ويقال له: أفلت.

    [عن جسرة بنت دجاجة].

    مقبولة، أخرج حديثها أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن عائشة].

    أم المؤمنين رضي الله عنها، وقد مر ذكرها.

    شرح حديث عائشة: (أن رسول الله كان يمكث عند زينب فيشرب عندها عسلا ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء: أنه سمع عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تزعم: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها، فيشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا، وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له، فقال: لا، بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له، فنزلت: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1] إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ [التحريم:4]، لـعائشة، وحفصة، وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا [التحريم:3]، لقوله: بل شربت عسلاً)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وقد مر هذا الحديث فيما مضى، وأتى به هنا في باب الغيرة، وهو دال على الترجمة، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي زينب في نوبتها، ويشرب عندها عسلاً، تسقيه إياه، وتواصت عائشة مع حفصة أن أي واحدة منهن يأتي إليها تقول: (إنها تجد عنده ريح مغافير)، وهو نبت له رائحة كريهة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الرائحة الطيبة، ويكره الرائحة الخبيثة، ولعل النحل الذي منه العسل أنه كان يأكل من ذلك الشيء الذي ذكر، ورائحته ليست طيبة، فالرسول قال: [(لن أعود إليه)]، أي: لن أعود إلى شرب هذا العسل الذي فيه هذه الرائحة، أو الذي ذكرنا، وكل واحدة قالت ذلك من جهتها، فأنزل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ [التحريم:1]، وقال: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ [التحريم:4]، لـعائشة، وحفصة، والضمير يرجع إليهما وهما المعنيتان، إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ [التحريم:3] حيث قال: إنه عسل وأخبر عن الشيء الذي كان يشربه عند زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها.

    المقصود: إن الحديث فيه الدلالة على الغيرة، أو هو مشتمل على الغيرة، وذلك أن عائشة، وحفصة حصل منهن هذا الذي حصل بسبب الغيرة.

    تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (أن رسول الله كان يمكن عند زينب فيشرب عندها عسلاً ...)

    قوله: [أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا حجاج].

    هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن جريج].

    هو عبد الملك بن جريج المكي، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عطاء].

    هو عطاء بن أبي رباح المكي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أنه سمع عبيد بن عمير يقول].

    عبيد بن عمير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت عائشة].

    وقد مر ذكرها.

    شرح حديث: (... كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد حرمي هو لقبه حدثنا أبي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة رضي الله عنهما حتى حرمها على نفسه، فأنزل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1]، إلى آخر الآية)].

    أورد النسائي حديث أنس رضي الله عنه، من جهة الغيرة، و(أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له أمة يطؤها)، وأن عائشة، وحفصة حصل منهما من مراجعته والكلام معه حتى حرمها، فأنزل الله عز وجل عليه هذه الآية، وهذا الحديث والذي قبله يدلان على ما يتعلق بالعسل، وما يتعلق بوطء الأمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم هذا وهذا، ونزل القرآن بعتابه على ذلك، حيث قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1]، وهو يدل على أن تفسير الآية يكون بهذا وبهذا، وكل منهما صحيح.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه ...)

    قوله: [أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد حرمي].

    هو إبراهيم بن يونس بن محمد الملقب: حرمي، فذكر اسمه وذكر لقبه، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا أبي].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس].

    وقد مر ذكرهم.

    1.   

    الأسئلة

    السلام على النبي عليه الصلاة والسلام عند قبره

    السؤال: ما قولكم -أحسن الله إليكم وجزاكم خيراً- فيمن يقول: إذا وقفت عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبلغته السلام، فإنه ترجع إليه روحه عليه الصلاة والسلام، فيرد على من أبلغه السلام؟ أرجو توضيح هذه المسألة، حيث أن السائل رجل كبير في السن، وهو جالس ينتظر الإجابة.

    الجواب: كون الإنسان يأتي عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم هو على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هذا سائغ، وقد جاء في الحديث: (ما من مسلم يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام)، ولا يلزم من هذا أن يكون قد يسمع الكلام، ولكن هذا فيه إثبات الدلالة على رد روحه، وأنه يرد عليه السلام، وليس فيه إثبات أنه يسمع كلامه.

    وأما قضية إرسال السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الإنسان عندما يرسل ترد عليه روحه حتى يرد عليه السلام، فليس فيه دليل على إرسال السلام، لكن هناك شيء يغني عن إرسال السلام، وهو أن الإنسان يصلي ويسلم على رسول الله في أي مكان، والملائكة تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السلام، كما جاء في الحديث: (إن لله ملائكةً سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)، فإذا صلى أحد، وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض، فإن الملائكة تبلغ النبي عليه الصلاة والسلام ذلك السلام. والحديث الثاني يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).

    أي: تبلغه بواسطة الملائكة، فإذا أراد أن يصل سلام الإنسان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصلاته عليه، فليكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في أي مكان، والملائكة تبلغه كما جاء ذلك في هذين الحديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حكم وضع الأصبعين على العينين عند سماع شهادة أن محمداً رسول الله في الأذان

    السؤال: وما صحة ما يفعله كثير من الناس عند الاستماع إلى الأذان وخاصة عند قول المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله، فيضع أصبعيه على عينيه ثم يقبلهما؟ وعندما سئل أحد هؤلاء أخبر بأن ذلك يحفظه من الرمد.

    الجواب: هذا ليس له أساس، ويحتاج مثل ذلك إلى دليل، وليس هناك دليل يدل عليه، وإنما الذي ورد أن الإنسان يجيب المؤذن (يقول مثل ما يقول المؤذن، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويدعو دعاء الوسيلة)، أما هذه الهيئة وهذه الكيفية فما ثبت فيها شيء.

    معنى الملتزم وكيفية الالتزام

    السؤال: ما هو الملتزم؟ وما هي كيفية الالتزام؟ ومتى يكون؟

    الجواب: الملتزم هو: الذي بين الباب والحجر الأسود، أو بجوار الحجر الأسود من جهة الباب، ليس من الجهة الأخرى، هذا هو الملتزم، وقد ورد فيه بعض الأحاديث، من أهل العلم من صححها، ومنهم من ضعفها، والله تعالى أعلم.

    والكيفية هو: كون الإنسان يلصق نفسه فيه، ويكون فيه، هذا هو الملتزم، سمي ملتزماً لأن الإنسان يلتزم ذلك المكان، ويلتصق به، ولا أدري متى يكون.

    حكم الالتزام بجميع نواحي البيت

    السؤال: ما حكم ما يفعله بعض الناس من الالتزام بجميع نواحي البيت؟

    الجواب: هذا طبعاً ما ورد فيه شيء، الذي ورد للملتزم هذا المكان، والأحاديث الذي فيه مختلف في صحتها أو عدم صحتها، وأما نواحي البيت فليس للإنسان أن يفعل لا في نواحي البيت لا الزوايا، ولا الجوانب، لا يفعل شيئاً لم يرد، وذلك أن أحد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كان يمسح الركنين الشاميين المقابلين للركنين اليمانيين الذي يحيط بهما الحجر، الركنان اللذان من جهة الحجر، كان يمسح الأركان، فقال له أحد الصحابة أظنه ابن عباس، والأول هو معاوية، قال: لماذا؟ قال: ليس من البيت شيء مهجور، وقال: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، فقال: صدقت، وهذا يدلنا على أنه لا يمسح شيء، ولا يفعل شيء إلا قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ثم هذا القول: (إن ليس من البيت شيء مهجور)، يقتضي أنه جميع الأماكن يفعل بها هذا الفعل؛ لأن كلمة (ليس من البيت مهجور) أي: خاصاً بالركنين الشاميين، والأصل هو الاقتصار على ما وردت به السنة، والسنة ما جاءت إلا بالحجر الأسود، والركن اليماني باتفاق، والملتزم على خلاف في صحة الأحاديث، وما عدا ذلك ما ورد فيه شيء، فلا يفعل إلا في حدود ما ورد وثبت.

    حكم صلاة المجاورين للمسجد في بيوتهم مؤتمين بإمام المسجد

    السؤال: منزلي في الجهة القبلية للمسجد، فهل يجوز لي أن أتبع صلاة الجماعة في داخل المنزل؟

    الجواب: لا يجوز لها أن تصلي أمام المسجد، ولا كذلك في الجهات الأخرى إلا إذا كانت الصفوف اتصلت، حتى في الجهات الأخرى، ليس لأصحاب البيوت الذين هم خلف المسجد أن يصلوا في بيوتهم بصلاة الإمام، إلا إذا كانت الصفوف اتصلت حتى وصلت إلى هذه البيوت، وصارت البيوت بين الصفوف، عند ذلك يمكن؛ لأن الصفوف وصلت إليها، أما كون الناس يصلون بصلاة الإمام في بيوتهم، يمكن للإنسان أن يصلي من مكان بعيد جداً، وهذا فيما يتعلق بالرجال ينافي ما تقتضيه صلاة الجماعة من ترك البيوت، والذهاب إلى المسجد.

    الحاصل: إنه إذا كان من جهة الأمام لا يصلى، ولا يتقدم على الإمام، وإن كان من الجهات الأخرى إذا كانت الصفوف وصلت إلى البيوت، يمكن أن يصلي الرجال والنساء، مثل ما يكون وقت الحج إذا كثر الناس، ووصلت الصفوف إلى بعض البيوت المجاورة، واتصلت بها يمكن لمن يكون فيها أن يصلي بصلاة الإمام، أما غير ذلك يخرج، ويذهب إلى المسجد، ولا يجلس في بيته يصلي صلاة الإمام.

    فإذا وصلت الصفوف إلى هذه البيوت التي هي جهة المشرق، والصفوف تروح إلى مسافة بعيدة بجوار البقيع أمام هذه البيوت، إذا كان الناس وصلوا إلى هذا، وامتلأت تلك الأماكن، يمكن لمن يصلي في بيته بصلاة الإمام تصح صلاته.

    وليس لازماً أن الإنسان ينظر إلى الإمام، مثل ذلك: سطح المسجد الناس يصلون فيه، ولا يرون الإمام، ولا يرون المأمومين.

    حكم صوم ستاً من شوال بدون قصد السنة

    السؤال: من صام ستة أيام بعد رمضان، ولم يقصد صوم الست، فهل يؤجر كمن صام الدهر كله؟

    الجواب: إذا صام ستاً من شوال بدون قصد ما جاءت به السنة، فهو يؤجر على صيامه، لكن الذي جاء في الحديث أنه شيء مقصود، وشيء يراد، حتى يضم إلى ذلك، ولا عمل إلا بنية، فإذا نوى ما جاء به الحديث من أجل أن يحصل، فهو على نيته، وإذا ما نوى، فلا يكون كمن نوى، لكنه لا شك أنه يؤجر، ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان يعلم هذا الفضل ينوي هذا الفضل.

    الفرق بين فعل العبادات دون معرفة الفضل المترتب وفعل العبادات مع معرفة الفضل المترتب

    السؤال: هناك عبادات يعملها المرء ولا يعرف الفضل المترتب عليها، فهل هو ومن عرف فضل هذه العبادة سواء؟

    الجواب: من عرف لا شك أمره واضح، ومن لم يعرف ليس كذلك، لكن الإنسان عندما يفعل الشيء من أجل أنه ورد فيه فضل معين، هذا هو الذي يحصل أجراً، أما إنسان ما درى عن هذا الفضل، وإنما فعل ذلك وما قصد ذلك الذي جاء من التنويه، يبدو أنه ليس مثل الذي قبله، والعلم عند الله عز وجل.

    دعوى تعارض حديث: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون) وذكر الصحابة لأحوالهم في الجاهلية

    السؤال: كيف الجمع بين الحديثين: الأول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، وكون الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يجلسون عند الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون ما كان من أحوالهم من أمور الجاهلية وهم يضحكون، والرسول صلى الله عليه وسلم يبتسم، فهل يجوز أن يذكر الشخص شيئاً من معاصيه فيما قبل تحدثاً بنعمة الله عليه بالتوبة منها؟

    الجواب: أمور الجاهلية، والتحدث بأخبار الجاهلية ما فيه شيء يدل على أنهم يتحدثون عن معاصي، وإنما يتحدثون عن أشياء كانت في الجاهلية مذمومة، وعن أمور، وقصص كانت في الجاهلية، وتقتضي الضحك، والرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك، لكن كون الإنسان يقول: أنا فعلت، وأنا فعلت، لا يتحدث بالمعاصي، بل يستتر بستر الله عز وجل، ويتوب إلى الله عز وجل، ولا يبين للناس معاصيه التي كانت في الماضي، وإنما يستتر بستر الله ويبقى على الستر الذي ستره الله عز وجل عليه، ويندم على ما قد حصل، ويتوب إلى الله عز وجل، ولا يتحدث بالمعاصي، وما حصل من الجاهلية من أن الصحابة ليس معارض لقوله: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، يعني: أولئك ما جاهروا بالمعاصي، وإنما تحدثوا عن أمور ماضية تقتضي التعجب، وتقتضي الضحك.

    موقع قراءة الاستعاذة والبسملة عند قراءة القرآن في الصلاة

    السؤال: هل الاستعاذة قبل قراءة القرآن، وقراءة البسملة قبل قراءة القرآن في الصلاة؟

    الجواب: الإنسان كما هو معلوم قبل القراءة الأولى التي هي بداية القرآن يستعيذ بالله عز وجل، ويسمي، إذا قرأ القرآن يستعيذ بالله ويسمي إذا كان عنده بسملة، أما إذا لم توجد بسملة فلا يسمي، مثل: إذا قرأ من أثناء سورة ما يسمي عندما يأتي يقرأ من أثناء السورة، لكن إذا كان من أول السورة يأتي بالبسملة، لكنها تكون سراً في حق الإمام، وكذلك المأمومين، فالمأمومين ليس عندهم إلا السر، لكن الإمام يسر في البسملة، سواءً في الفاتحة وفي غير الفاتحة، من سور القرآن إذا قرأ سورة، وأما الاستعاذة فتكون في البداية، إذا بدأ الإنسان الصلاة يستعيذ بالله، ويسمي، وبعد ذلك يقرأ الإنسان بدون استعاذة في بقية الركعات، أي: ما يستعيذ عند كل ركعة من الركعات، وإنما يستعيذ في البداية، يستعيذ ويسمي إذا كان في بداية سورة، أما إذا لم يكن في بداية السورة يستعيذ بالله فقط، ويقرأ ما تيسر من القرآن إذا لم يكن في بداية السورة بدون تسمية.

    دعوى أن الاستعاذة والبسملة قبل تكبيرة الإحرام

    السؤال: هل الاستعاذة والبسملة قبل تكبيرة الإحرام؟

    الجواب: ما ورد؛ لأن اسم الله موجود في الله أكبر، الله أكبر هو اسم الله، وذكر الله عز وجل، وما جاء أنها تسبق الله أكبر باستعاذة وبسملة، وإنما الذي جاء أن الصلاة يبدأ بها بالتكبير، وهو ذكر الله عز وجل، ما خرج عن كونه ذكر الله، مثل ما إن الخطب تبدأ بحمد الله ما تبدأ بـ بسم الله الرحمن الرحيم، الإنسان عندما يخطب يقول: الحمد لله نحمده، ونستعينه، ليس لازماً أنه يؤتى بالبسملة قبل الحمدلة؛ لأن الحمد ذكر لله عز وجل مثل البسملة، كلها ذكر لله عز وجل وثناء عليه.

    الفرق بين عبارة أهل الحديث، والمحدث

    السؤال: هل هناك فرق بين عبارة أهل الحديث والمحدث؟

    الجواب: أهل الحديث ذكر جماعة، والمحدث إشارة إلى شخص واحد، أو الكلام على شخص واحد، شخص من أهل الحديث، فيمكن أن يكون بينهما فرق: محدث هذا لقب رفيع، وعالي، وإذا قيل: من أهل الحديث ينتسب إلى أهل الحديث، وقد لا يكون بهذا الوصف.

    معنى قول الإمام أحمد: (إن لم يكن أهل الحديث فلا أدري من هم في الفرقة الناجية)

    السؤال: ما معنى قول الإمام أحمد رحمه الله في الفرقة الناجية: إن لم يكن أهل الحديث فلا أدري من هم؟

    الجواب: أن أهل الحديث لا شك أنهم هم الذين يظهر له أنهم هم المعنيون بهذا؛ لأنهم هم الذين يتبعون السنة، ويأخذون بالسنة، وهم الذين يعلمون السنة؛ لأن الأخذ بالسنة مبني على العلم بها، والعلم إنما هو عند أهل الحديث، أهل الحديث الذين يعرفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقهه، ويعملون به، هذا هو المقصود، المقصود به الذين هم معنيون، أو حريصون على معرفة سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحديثه، حيث يعملون بها؛ لأنهم عرفوا الحق، واتبعوه، بخلاف الذي ما يعرف الحق قد يحصل منه الخطأ، وقد يحصل منه العمل على غير هدى، لكنه إذا عرف الحق وعمل به، يكون بذلك جمع بين الحسنيين: معرفة الحق، واتباعه كما قال الله عز وجل: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، فعندهم إيمان على علم، وعمل بالعلم ودعوة إليه، وتواصي على ما يحصل من الأذى في ذلك السبيل.

    التوفيق بين الأمر بوجوب الإمام من قريش وقوله: (وإن تأمر عليكم عبد حبشي)

    السؤال: ما وجه التوفيق بين أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بوجوب الإمامة من قريش، وقوله: (وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي

    الجواب: لا تنافي بينهما؛ لأن حديث: (الأئمة من قريش)، معناه: في الاختيار، الناس إذا اختاروا يعني يكون على هذا الوصف، لكن من تأمر غلب، وتسلط يسمع له، ويطاع، معناه إذا حصلت الغلبة، والتغلب من شخص غير قرشي، وخضع الناس له، وغلب الناس بقوته، وسوطه، وقهره، وغلبته، يسمع الناس؛ لأن الخروج عليه يترتب عليه من الفتن ما لا يحصى، ولا يعد، ولهذا العلماء وفقوا بين هذا الحديث وغيره من الأحاديث الأخرى الدالة على أن العبد لا يكون أميراً ولا يولى؛ لأنه يولى الأحرار ولا يولى العبيد؛ لأن من شرط الإمام أن يكون حراً، لا أن يكون عبداً، فقوله: (وإن تأمر عبدٌ) المقصود من ذلك: أنه تغلب ولهذا قال: تأمر، ما أمر، لا يصلح أن يؤمر في الاختيار. وقيل: إن المقصود من ذلك: الولاية الخاصية الجزئية، التي هو كون الوالي يوليه على قرية أو على ناحية، يختاره لذلك ويوليه، فيسمع له، ويطاع، لكن الممنوع هو أن يتولى الإمامة العظمى، ويكون الخليفة، هذا هو الذي لا يصلح في حق العبد، ويكون (تأمر) كما قلت إما أن يكون تغلب، وقهر، أو أنه يقصد به أمير ناحية معينة ولاه الإمام، فإنه في هذه الحالة لا بأس به يسمع ويطاع؛ لأن الإمام هو الذي ولاه.

    دعوى أن ذكر الغيرة بين أمهات المؤمنين من ذكر الصحابة بسوء

    السؤال: ما سمعناه من الكلام عن الغيرة بين أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أليس هذا من الخلق السيئ، فهل يعتبر ذلك من ذكر الصحابة بسوء؟

    الجواب: ليس من ذكرهم بسوء، وإنما هذا في بيان السنن، وبيان ما يحصل بين النساء، وأنه إذا كان هذا في أمهات المؤمنين، وهن في القمة، فإن في ذلك تسلية لمن بعدهن إذا وجد شيء من الغيرة، والأزواج ما يجري بين زوجاتهم من الغيرات، يعرفون بأن من هو أكمل منهن، ما عصم من ذلك، وما حصلت له العصمة، فيكون في ذلك مدعاة إلى الصبر، والتحمل؛ لأن هذا جبلت عليه النساء حتى أمهات المؤمنين حصل منهن ما حصل من كون كل واحدة تريد الخير لنفسها، وتريد الحظوة لنفسها، وهذا شيء جبل الله عليه الناس، كل يريد أن يكون على وجه حسن.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767951702