إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (7) - النوع الرابع - النوع الخامس - النوع السادس

عرض كتاب الإتقان (7) - النوع الرابع - النوع الخامس - النوع السادسللشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أورد السيوطي رحمه الله أنواعاً اعتبرها ضمن موضوعات علوم القرآن، وذكر منها الصيفي والشتائي، والفراشي والنومي، والأرضي والسمائي، وهذا كله يدل على عناية العلماء بالقرآن الكريم، وتتبع نزوله.

    1.   

    الصيفي والشتائي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:

    فقد وصلنا إلى النوع الرابع الذي هو الصيفي والشتائي.

    وقد سبقت الإشارة إلى فوائد هذه المباحث، لكن نلاحظ في هذا المبحث في أول مثال له نص الرسول صلى الله عليه وسلم على ذكر الصيف في قوله لـعمر : (يا عمر ! تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء)، لما راجعه في الكلالة.

    فإذاً: يمكن أن نقول في مثل هذا المبحث: أن يرد النص بالنزول صيفاً أو شتاءً، ما دام ثبت عندنا عبارة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإننا ننزل إلى الصحابي، فإن لم ينص الصحابي على صيف أو شتاء، فإننا ننزل إلى معرفة الأحوال.

    فمثلاً: في سورة التوبة يقول الله سبحانه وتعالى: وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا [التوبة:81]، فنفهم من الآية أن هذه السورة نزلت في الصيف؛ لأنها مرتبطة بغزوة تبوك، وغزوة تبوك كانت في الصيف.

    فإذاً: معرفة الأحوال تدل أحياناً على نزول الآيات صيفاً أو شتاءً، وكذلك آية التيمم، فتعرف هذه الأمثلة من الأحوال وإن لم يرد النص عليها.

    فإذاً: هذه ثلاثة أحوال في معرفة الصيفي والشتائي.

    ويبقى السؤال الذي يتكرر: هل هناك فائدة بالنسبة لدراسة هذه المسألة في علوم القرآن غير مسألة معرفة عناية العلماء بهذا المبحث؟ بحيث أننا نحتاج أن نتأمل فائدة هذا المبحث، أو أنها مجرد معلومة فقط تذكر من باب تتميم الفوائد.

    والقضية الثانية: هل يمكن أن نستفيد من قضية الصيفي والشتائي في فهم المعنى في التفسير أم لا؟ وأما كونه يكون فيها فوائد أخرى في علوم أخرى فهذا ممكن، فنحن كلامنا الآن على مسألة علوم القرآن وعلى مسألة التفسير.

    وقد يقول قائل: ما دام النبي صلى الله عليه وسلم عبر بقوله: (تكفيك آية الصيف)، فكأن فيه إشارة أو ملحظاً نحتاج إلى أن نبحث عنه ونعرف ما الحكمة من تنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم على آية الصيف، بدل من أن يقول آية الكلالة، يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، فلو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم عبارة: (آية الصيف) ما يمكن أن نفهم من خلال الآية، ونحن أيضاً لا نعرف أحوال هذه الآية، ولا أحد من الصحابة نص عليها أنها نزلت في فصل الصيف.

    فالمقصد أن تعبير النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى البحث عن الحكمة.

    وعلى العموم هناك أمثلة أخرى وكلها تحتاج إلى التنصيص على الصيف أو الشتاء، وهذا المبحث من حيث الأمثلة قليل؛ لأنه لا يلزم أن تكون كل الآيات نزلت صيفاً ولا أن تكون كل الآيات نزلت شتاءً، وقد يكون نزل شيء منها في الخريف أو في الربيع.. إلى آخره، لكن المقصد أن توجد أحوال تدل على الصيفي والشتائي، واختيار الصيف والشتاء لأن جزيرة العرب في العموم أغلب أحوالها على الصيف والشتاء.

    ألقاب الآيات

    وهنا نلاحظ أيضاً في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا تكفيك آية الصيف)، ألا يمكن أن نجعل هناك مبحثاً اسمه: ألقاب الآيات؟ مثلاً آية الدين سميت بهذا الاسم، آية الكرسي، فتكون آية الصيف. فهذا ملحظ جيد أيضاً ولو أشير إليه إشارة.

    فنقول: يمكن استنباط نوع من علوم القرآن من قوله صلى الله عليه وسلم: (آية الصيف) ويسمى ألقاب الآيات.

    1.   

    الفراشي النومي

    النوع الخامس الذي هو: الفراشي والنومي. وفي نسخة أبي الفضل قد تكون مكتوبة: اليومي، فتعدل: النومي.

    والمقصود بالفراشي أنه ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه على الفراش، والنومي: ما كان صلى الله عليه وسلم مستغرقاً في النوم. هذا هو الأصل، فيكون ضد الفراشي والنومي ما كان في اليقظة خارج الفراش.

    ثم ذكر: [ومن أمثلة الفراشي قوله: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة:67] ]، وهذه لها قصة وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خيمة وكان على فراشه، فكان يتمنى لو كان سعد وأصحابه يحرسونه، فأنزل الله سبحانه وتعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة:67] فخرج وأخبرهم أن لا يقفوا.

    فهذا دلالة على أنه كان على النوم في فراشه.

    وأيضاً هذا الفراشي والنومي يدخل في نفس قضية الأبواب الماضية: فقد تكون الفائدة منه من جهة علوم القرآن مجرد المعلومة، لكن قد لا يكون له أثر في قضية التفسير أو في قضية علوم القرآن، كأن يكون له تطبيقات وله قضايا مرتبطة به ومتعلقة به.

    ثم أورد استشكالاً في قول عائشة رضي الله عنها: (ما نزل الوحي في فراش امرأة غيري)، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية عند أم سلمة ، وطبعاً تخريج مثل هذه الأمور معروف في أنه يقال: لعله كان قبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة .

    وعلى العموم يوجد تخريج آخر ونحن لا نحتاجه، لكن المشكل عندنا هنا في قضية النومي، فالنومي لم يرد فيه إلا مثال واحد وهو سورة الكوثر، والمذكور فيه حديث أنس رضي الله عنه قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟! فقال: أنزل علي آنفاً سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر:1-3])، فهذا المثال الذي يسمى النومي. ولو لم يكن عندنا نوع اسمه الفراشي والنومي فأين يكون حقه أن يذكر في كيفية إنزال القرآن؛ ولهذا لما نتقدم في كيفية إنزاله سنجد أن السيوطي رحمه الله تعالى قد أشار إلى هذا الموضوع في النوع السادس عشر. وأحال على هذا الموطن، فقال: [فصل: وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات]، حيث قال [في الرابعة: أن يأتيه الملك في النوم، وعد قوم من هذا سورة الكوثر، وقد تقدم ما فيه].

    فإذاً: مكان هذا الأثر لو لم يكن عندنا هذا الموضوع أن يكون في هذا المكان في كيفية إنزاله، فـالسيوطي أحال على هذا الموطن.

    ثم إن قضية نزول سورة الكوثر فيه إشكال في مفهوم الإغفاءة هذه، فهل المراد بالإغفاءة النوم المتعارف عليه أو المراد بالإغفاءة التي هي إغفاءة الوحي؟ فمن رأى أنها إغفاءة النوم فهو يعتمد على ظاهر النص، كما أن الظاهر فيه أيضاً اعتماد آخر وهو أن رؤيا الأنبياء وحي، فقوله: (غفا إغفاءة) محتمل، والنص في أن رؤيا الأنبياء وحي أيضاً يعضد مثل هذا، وليس فيه إشكال بالنسبة له من هذه الجهة.

    قال: [وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة]. ثم نبه فقال: [وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة]، يعني: كأنه يقول الآن: إنه لما أغفى إغفاءة خطرت له في هذه الإغفاءة المنامية ما أنزل عليه، قال: أنزل علي آنفاً سورة كذا. فكأنه يلزم أنها نزلت عليه وحياً ثم بعد ذلك أغفى إغفاءة فرأى هذه السورة، وهذا فيه بعد، ثم قال: [عرض عليه الكوثر..] إلى آخره. وكل هذا من التخريجات التي تحاول أن تخرج قضية معنى الإغفاءة.

    والثانية: أن المراد بها إغفاءة الوحي، لكن يرد سؤال: هل أنس رضي الله عنه يجهل إغفاءة الوحي؟ فكيف يعبر بـ(غفا إغفاءة) وهو يعرف أن الوحي ليس مثل الإغفاء؟ ولهذا قال هنا: [وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه] ثم قال: [وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي، ويقال لها: برحاء الوحي] لكن السؤال الآن: إنه لو كان بالفعل هذه الإغفاءة المتعلقة بالوحي فلماذا لم يشر إليها أنس ؟ فكونه عدل عنها إلى (أغفى إغفاءة) يبقى الأمر فيه إشكال، ويرد هنا سؤال أيضاً مرتبط بهذا، وهو: هل هناك مانع أن تنزل سورة بغير طريق الوحي الذي يسمى بالوحي الجلي عن طريق جبريل عليه السلام؟ يعني: هل هناك مانع أن يكون جبريل عليه السلام نزل بهذه السورة والنبي صلى الله عليه وسلم في منامه؟ من جهة الاحتمال العقلي: هل هناك مانع؟ ليس هناك مانع من جهة الاحتمال العقلي، وليس هناك أي إشكال، خصوصاً أن هناك ما يسند هذا المعنى من كون رؤيا الأنبياء وحياً، فإذاً: مثل هذا الموطن وما زال موطن إشكال، والتخريجات هذه كلها محتملة، ولست أرى إلى الآن إشكالاً في أن يقال: إنها نزلت في المنام، والذي يستشكل أنها نزلت في المنام إنما هو استشكال عقلي، وهو يورد أنه لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن إلا يقظة، فنقول: إن هذا يحتاج دليلاً في كل القرآن، فما دام أن هذه الآية وردت عن أنس وهو ممن يعلم حالة الوحي لأنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم، فليس هناك إشكال في أن يكون شيء من الوحي نزل عليه بهذه الحالة، فما الإشكال من إثبات مثل هذا الأمر؟!

    وأما كون أن هذه السورة بالذات فقط هي التي حصل لها أنها نزلت على هذا الشكل، فأقول: إنها محل بحث للنظر في قول من يخالف في هذا.

    1.   

    الأرضي والسمائي

    النوع السادس قال: [الأرضي والسمائي] الدكتور حازم حفظه الله يقول: إن هذا النوع من ابتكارات السيوطي ، ولم يسبق إليه، من جهة أنه يضعه كنوع من أنواع علوم القرآن لأنه يقارنه بكتاب البرهان وبما سبقه.

    ويلاحظ أن السيوطي أخذه من كلام لـابن العربي . يقول: [إن من القرآن سمائياً وأرضياً وما نزل بين السماء والأرض..] إلى آخره. فأخذ منه الأرضي والسمائي.

    والحقيقة أن هذا المبحث ليس له ما يسنده، والأصل أنها كلها نزلت في الأرض، فإيراد مثل هذا من جهة أن كونه نوعاً من أنواع علوم القرآن فيه تكلف في إدخاله، ولهذا حتى الأمثلة الواردة فيها ضعف من جهة الإسناد.

    ثم ذكر مثالاً فقال: [قال ابن العربي : ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض. قال: وأما ما نزل تحت الأرض فسورة المرسلات كما في الصحيح عن ابن مسعود ]، ثم قال: [أما الآيات المتقدمة فلم أقف على مستند لما ذكره فيها] يعني: كون ابن العربي يقول: (ما نزل تحت الأرض) هل الغار يكون تحت الأرض أم فوق الأرض؟ ولهذا أنا أستغرب لماذا ذهب ابن العربي إلى هذا؟ فهل الغار في الأرض وإلا في الجبل، وهم لما صعدوا الجبل ووقفوا على الغار كونه متجهاً إلى الأرض أو كذا شيء آخر؟ لكن مفهوم الغار عند العرب أنه يكون في الأرض يعني في الجبل، والجبل يكون مرتفعاً، هذا هو المقصد.

    فنستغرب أن ابن العربي رحمه الله تعالى قال: (وما نزل تحت الأرض في الغار). لكن بعضهم ذكر أنه لعله أخذها من المعنى اللغوي من باب مادة الغور؛ لأن الغور ما يكون غائراً في الأرض، لكن مفهوم الغار عند العرب لا يعني غور الأرض، إنما يعني الغار الذي يكون في الجبل. فهذا فيه إشكال، فالمبحث عموماً كله ليس فيه ما يسنده من الآثار.

    قال: [فيما أخرجه مسلم عن ابن مسعود قال: (لما أسري برسول الله انتهى إلى سدرة المنتهى ...) الحديث، وفيه: (فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئاً)].

    فقوله: (أعطي خواتيم سورة البقرة) هل معنى ذلك أنها نزلت عليه هناك؟ لا يلزم أنها نزلت عليه في السماء، إنما أعطي الفضائل المرتبطة بها؛ ولهذا ثبتت لهذه الآيات فضائل.

    وهنا فائدة في قوله: (لما أسري) فالإسراء نعلم أنه كان في مكة، وإذا أخذنا هذا الحديث: أنه (أعطي خواتيم سورة البقرة) على أن المراد بها الفضل المترتب عليها تكون خواتيم سورة البقرة نزلت في مكة.

    وتكون هذه الآيات -آيات مكية- أدخلت في سورة مدنية، وأنا أقول: إن هذه الآيات تحتاج إلى بحث من هذه الجهة؛ لأنه قد يقول قائل أيضاً: لا يبعد عقلاً أن يكون أعطي فضل هذه ولما تنزل، لكن نقول: إن الأصل أن تكون قد نزلت فأعطي هذا الفضل.

    وهذه المسألة فيها بحث يحتاج إلى تحرير، ولا أدري هل حررها صاحب كتاب المكي والمدني أم لا؟

    نقف عند هذا.

    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765797015