إسلام ويب

ديوان الإفتاء [672]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يخبر الله سبحانه وتعالى في سورة الزلزلة عن تغير الكون يوم القيامة، فتتزلزل الأرض، وتخرج ما أودعها الله فيها من أسطوانات الذهب والفضة وأجساد بني آدم، ويتساءل الإنسان عن سبب اضطرابها بعد سكونها، وتحدث بأخبار ما وقع فيها، وتشهد على الناس بأعمالهم، ويخرجون من قبورهم لرؤية أعمالهم، فمن عمل خيراً رآه، ومن عمل شراً رآه.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.

    اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

    أما بعد:

    إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء أبدؤها بذكر بعض المعاني المتعلقة بسورة عظيمة من سور القرآن، وهي سورة الزلزلة التي نحفظها جميعاً، والتي تحدثنا عن أهوال القيامة وما يكون فيها من الحساب والجزاء، وهي سورة آياتها ثمان آيات، وكلماتها خمس وثلاثون كلمة، وحروفها تسعة عشر ومائة حرف.

    روى الواحدي في أسباب النزول: أن هذه السورة المباركة نزلت وأبو بكر قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى أبو بكر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يبكيك؟ فقال: يا رسول الله! أونسأل عن مثاقيل الذر؟ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا بكر ! أما مثاقيل الخير فيدخرها الله لك إلى يوم القيامة، وأما مثاقيل الشر فيجزيك الله بها بما يصيبك في الدنيا ).

    وقد ذكر بعض أهل التفسير أن قول ربنا جل جلاله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه [الزلزلة:7-8]، نزلت في رجلين من الصحابة؛ كان أحدهما يستقل مثاقيل الخير فلا يتصدق بالتمرة ولا بالكسرة ولا بالجوزة، وكان يقول: الله غني عن هذا. وأحدهما كان يستقل مثاقيل الشر من الكذبة ونحوها، فأنزل الله عز وجل هاتين الآتين الكريمتين، يبين فيهما أن كل شيء عنده جل جلاله مكتوب، وأن كل شيء يحاسب عليه العبد يوم القيامة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086920409

    عدد مرات الحفظ

    769515529