إسلام ويب

نصرة النبي عليه الصلاة والسلامللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته من مقتضيات الإيمان, فيجب على من انتسب إلى هذا الدين محبته ونصرته بأي وسيلة كانت, والتي منها: تعلم سنته ودعوته ونشرها بين الناس, وإجلاله وتعظيمه, والغيرة عليه عند تنقصه, والدفاع عنه ممن يشوهون دعوته, وإظهار العداوة لهم, ومقاطعتهم مقاطعة اقتصادية.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه, ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى نوه بشأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ورفع منزلته، وأعلى قدره، وهذا اليوم الذي أنتم فيه هو اليوم الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة، في اليوم الثالث من شهر ربيع الأول، وهو يوافق هذا اليوم الذي أنتم فيه, قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة، فنحن نشكر نعمة الله سبحانه وتعالى بمهاجر النبي صلى الله عليه وسلم باجتماعنا في هذا البيت من بيوت الله، نتدارس شيئاً من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، ونزداد حباً له، فقد شرط الله علينا حبه في الإيمان، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )، وقال لـعمر: ( حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك ).

    ولا شك أن أهل الإيمان يتفاوتون فيه، ومن تفاوتهم فيه تفاوتهم في حب الله ورسوله، فمن كان أشد حباً لله ورسوله كان أقوى إيماناً؛ ولهذا أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب العبد لا يحبه إلا لله، ومن كره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ).

    إن هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم له حق عظيم على أمته بالمحبة والنصرة والاتباع، فقد اختار الله لنا أفضل الرسل، وأرسله بخير شرائع الدين، وأنزل عليه أفضل الكتب، وختم به الرسالات من عند الله، فلا نبي بعده، وقد زكاه الله سبحانه وتعالى بكل أنواع التزكية، فزكى الله عقله، فقال: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ [التكوير:22]، وزكى بصره فقال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:17]، وزكى منطقه فقال: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، وزكى خلقه فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، وأثنى الله عليه ثناءً عطراً في كثير من آيات كتابه فقد قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:1-18].

    وقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً [الفتح:1-3].

    وقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:1-5].

    وقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح:1-4].

    وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين اتباعه وتحكيمه في أمره كله، فقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504169

    عدد مرات الحفظ

    772721493