إسلام ويب

المرأة المسلمة والتحديات المعاصرةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المرأة لها دور كبير في المجتمع، فهي مصانع الرجال، والتحديات التي تواجه المرأة المسلمة كبيرة وكثيرة، فهناك تحديات في جانب الشهوات، وهناك تحديات في جانب الشبهات، فلتحرص المرأة على الإيمان واليقين ولتتحلى بالصبر في مواجهة هذه التحديات.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    فإن النساء نصف هذا المجتمع الأكبر من ناحية العدد، ولهن أثر بالغ في الصلاح والإغواء.

    امرأة نوح وامرأة لوط

    ولذلك ضرب الله تعالى بهن مثلاً للمؤمنين ومثلاً للكافرين وبدأ بمثل الكافرين في سورة التحريم؛ فقال سبحانه وتعالى: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10]، ثم هذا المثل ضربه الله تعالى لامرأتين مهيأ لهما أسباب الرشد والصلاح فكانتا زوجتين لعبدين صالحين من عباد الله تعالى ونبيين مقربين من أنبياء الله تعالى فتوفرت لهما أسباب الصلاح والهداية ومع ذلك اتبعتا هواهما فلم تسيرا على منهج النبيين الكريمين عليهما صلوات الله وسلامه؛ فلذلك ضرب الله بهما مثلاً للذين كفروا.

    امرأة فرعون ومريم بنت عمران

    ثم عقب هذا المثل بضرب مثل للذين آمنوا فقال: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:11-12].

    فهذان المثلان أيضاً للذين آمنوا ضربهما بامرأتين صالحتين قد امتحنتا بأسباب الفساد، أولاهما امرأة كانت زوجة لملك مصر الطاغية فرعون عدو الله في هذه الأرض، وكانت معرضة للفتنة بأمور الدنيا فهي في مركز القوة والحكم، ومع ذلك اهتدت لما رأت نور الهداية، واختارها الله تعالى من هذا البيت المعادي فهداها لدين الله تعالى، فتابعت موسى وضحت بكل مصالحها وما تطلبه من ملذات الدنيا وشهواتها، فنالت الخلود بذلك، والثانية تلك المرأة الفاضلة التي امتحنت أيضاً بأنها نذرتها أمها لله تعالى، فسكنت من صباها في الكنيسة مع الرهبان والعباد؛ فانعزلت عن التربية وخرجت من بيت والديها، فما ربياها وما قاما عليها، ومع ذلك قامت من عند نفسها فأحصنت فرجها؛ فلذلك نجت من الشهوات فأنجاها الله تعالى من الشبهات، فكانت مثلاً للذين آمنوا بسبب حصانتها لنفسها وعفتها، وكانت بذلك من خير نساء العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087510080

    عدد مرات الحفظ

    772763946