إسلام ويب

حكم مشروعية الحج وآثاره الإيمانيةللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحج ركن من أركان الإسلام، ورحلة الحج هي أقدس رحلة يخرج فيها الإنسان من بيته، فهو متجه إلى الدار الآخرة، ومنطلق من متاع الحياة الدنيا بكل تجرد إلى الله سبحانه وتعالى، يريد استقالة العثرات، وغفران الذنوب وتكفير السيئات.

    بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:

    فإن رحلة الحج هي أقدس رحلة يخرج فيها الإنسان من بيته، فهو متجه إلى الدار الآخرة، ومنطلق من متاع هذه الحياة الدنيا بكل تجرد إلى الله سبحانه وتعالى، يريد استقالة العثرات، وغفران وتكفير السيئات، وما هو إلا بمثابة المتوفى الذي يُنقل إلى الدار الآخرة، فيُغسل كما تُغسل الجنازة، ويُحنط كما تُحنط، ويُكفن كما تُكفن، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدار الآخرة، وهكذا حال المحرم بهذه الرحلة المباركة.

    إن الحج ركن من أركان الإسلام، فرضه الله على العباد، ولا يتم إسلام أحدٍ إلا به، وهذا الإسلام جعله الله بمثابة بيت له خمسة أركان، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، فحج هذا البيت ركن من أركان الإسلام، ولا يستطيع أحد منا أن يسكن في بيت قد هُدم جانب من جوانبه، أو اختل ركن من أركانه، فالبيت الذي قد انهدم جانب من جوانبه لا تُحصن فيه الممتلكات، ولا يكون حرزاً للأنفس والأرواح، ولهذا كان لزاماً على الإنسان أن يبادر لإكمال أركان إسلامه، وقد بين الله ذلك في كتابه بقوله: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ [البقرة:196]، وبقوله تعالى: وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].

    وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الحض على المبادرة بالحج، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من استطاع منكم الحج فليبادر؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة)، وروي عنه أنه قال: (حجوا قبل ألا تحجوا، قالوا: وما بال الحج يا رسول الله؟ قال: يجلس أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يصل إلى البيت أحد).

    وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال على المنبر: (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هؤلاء الأنصار، فلينظروا من فيه ممن استطاع الحج فلم يحج فليفرضوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين)، وصح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال على المنبر: (من استطاع الحج فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً، فقد قال الله تعالى: وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97])، فجعل المقابل لأداء الحج كفراً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504103

    عدد مرات الحفظ

    772720993