إسلام ويب

منهج أولي العزمللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع سنة أولي العزم من الرسل في الصبر، وهم كل من تحمل الأذى وصبر عليه، وخاصته الخمسة الذين ذكروا في سورتي الأحزاب والشورى، وقد كان منهجهم في الدعوة يرتكز على ركيزتين هما: إقامة الدين، وعدم التفرق فيه، وهذا ما شرعه الله لنا في كتابه، ووصى به أولي العزم من رسله

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله ب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم سنة أولي العزم من الرسل في الصبر، فقال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35]، وهذا تدريب من الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى لزوم المنهج الذي سلكه الأنبياء من قبله.

    وقد اختلف أهل العلم في المقصود بأولي العزم، فقالت طائفة منهم: كل الرسل من أولي العزم، فالأنبياء جميعاً هم أولو العزم، فتكون (من) هنا بيانيةً، معنى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ [الأحقاف:35]، الذين هم الرسل.

    وقالت طائفة أخرى: بل (من) تبعيضية، وعلى هذا فالمقصود بعض الأنبياء دون بعض، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمر باتباع يونس في استعجاله على قومه، فقد قال تعالى: وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ [القلم:48-49]، فالله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر، وأمره ألا يكون كيونس عليه السلام في هذه القضية بعينها.

    وكذلك فإنه تعالى قال في قصة آدم عليه السلام: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه:115]، فقيل: المقصود لم نجد له قوةً وجلداً كما كان لدى الملائكة في الطاعة، فالبشر ليسوا كالملائكة، وقيل المقصود: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه:115]، أي: على المعصية، وإنما حصل منه ذلك بقدر الله سبحانه وتعالى وتقديره.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087509928

    عدد مرات الحفظ

    772762621