إسلام ويب

خطورة الانشقاق بين المسلمينللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن داء الفرقة والاختلاف بين المسلمين هو داء عظيم، وله آثاره السيئة في حياتهم، وإن دين الله قد أمر بالألفة وبالجماعة وحذر من الفرقة والاختلاف، فلابد على المسلمين أن يكونوا يداً واحدة وخاصة في هذا الزمن.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن الله عز وجل قد رضي لعباده أن يؤمنوا به ولا يشركوا به شيئاً، وأن يكونوا أمةً واحدة، كما بين ذلك في كتابه في كثير من الآيات، وحذرهم من الخلاف والشقاق، وجعله منافياً لرحمة الله عز وجل، فقال تعالى: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هود:118-119].

    وجعله مظهراً من مظاهر الشرك بالله عز وجل في قوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ * مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:30-32].

    فـ(من) هنا بيانية، فبين المشركين الذين نهى عن أن نكون منهم بقوله: وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ * مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:31-32].

    وقد بين كذلك أن الذين تفرقوا واختلفوا قد حادوا عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدلوا عن طريقه، وأنه قد قامت عليهم الحجة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم؛ ولذلك قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الأنعام:159].

    وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من التفرقة غاية التحذير حتى جعلها من الكفر، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال: ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )، والمقصود هنا: كفر دون كفر، كما بين ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.

    وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ( سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر )، فجعل الخلاف والشقاق الداعي إلى السباب والقتال بين المسلمين إما فسوقاً وإما كفراً، والمقصود هنا: كفر دون كفر، وهو الكفر غير المخرج من الملة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504169

    عدد مرات الحفظ

    772721493