إسلام ويب

قصة الإسراء والمعراجللشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإسراء والمعراج من الحوادث العظيمة والمعجزات الكبيرة التي ميزت بين الصادق والكاذب من الناس, وقد احتوت على دروس وعبر كثيرة كبيان فضل المساجد وتعظيمها ومنها المسجد الحرام والمسجد الأقصى ودورهما التاريخي في الماضي والحاضر والمستقبل, ووحدة أصول الأديان السماوية, وفضل الإيمان بالغيب. وإحياؤها في نفوس الأمة تذكير بالواجب عليها نحو دينها ومقدساتها

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى يخص ما شاء من خلقه بما شاء من أحكامه، وإنه سبحانه وتعالى يختار من الزمان والمكان ما يشاء، وقد اختار من الأزمنة الأشهر الحرم وشهر رمضان، وبين ما لهذه الأشهر من الفضل، فقد قال تعالى في الأشهر الحرم: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة:36].

    وبين فضل رمضان في قوله: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].

    فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل شهر رجب بخصوصه من الأشهر الحرم، فقد صح في حديث أسامة بن زيد الحب ابن الحب رضي الله عنهما: ( أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم شهر شعبان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه الصوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، )، وهذا دليل على العناية التي كانت في الزمان النبوي بشهر رجب، فإن الناس كانوا يقارنونه برمضان، فكانت العناية به كذلك، فمن أجل هذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم على غفلة الناس عن شعبان؛ لوقوعه بين رجب ورمضان.

    وهذا يقتضي منا جميعاً أن نتذكر ما كان الحال عليه في العهد النبوي من العناية بشهر رجب، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك يتعاهد فيه شهر شعبان؛ لما ذكر من العلة وهي غفلة الناس عنه؛ لوقوعه بين رجب ورمضان، وهذا الشهر المعظم كان مضر يعظمونه في الجاهلية؛ ولذلك كان يسمى برجب مضر، ورجب من الترجيب وهو التعظيم، فرجب الشيء إذا عظمه، والمرجب: المعظم، فرجب مشتق من هذا، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال الناس إذ ذاك وذكر معه رمضان، فدل ذلك على أنه لم يكن من أمر الجاهلية وإنما كان من أمر الإسلام؛ لأنه ذكر أن شعبان بين رجب ورمضان، وأن الناس يغفلون عنه، فدل هذا على أنه لا يقصد بالناس هنا أهل الجاهلية, وإنما يقصد بهم أهل الإسلام؛ لأنهم الذين يعظمون رمضان، فقد كان تعظيم أهل الجاهلية لرجب لا لرمضان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504064

    عدد مرات الحفظ

    772720562