إسلام ويب

كيف نستقبل رمضان [2]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله قد تفضل على هذه الأمة بهذا الشهر الكريم شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الرحمات وتغلق فيها أبواب العصيان والنيران، فأعان الله به على الرقي في الأخلاق الحسنة ومجانبة الأخلاق الذميمة، وأعان به على دحر الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وفتن الدنيا الدنية، فلذلك كان لا بد من حسن استقباله واغتنامه والتنافس فيه حتى يصل العبد إلى التقوى التي تدخله الجنة وترضي الله عنه.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

    أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى تفضل على عباده بأن جعل لهم مواسم للخيرات، يتسابق فيها المتسابقون، ويتنافس فيها المتنافسون، ويفضل الله سبحانه وتعالى فيها العمل ويزيد ثوابه، ويرجحه في كفة الحسنات ويضاعفه، ومن أعظم هذه المواسم في السنة شهر رمضان المبارك الذي خصه الله بكثير من الخصائص، من أعظمها؛ أنه جعل صيامه ركناً من أركان الإسلام، فمن أنكر وجوبه كفر، ومن أقر بوجوبه وتعمد تركه كسلاً أو تكاسلاً فإنه يحال بينه وبين الأكل والشرب والمفطرات طيلة النهار، ويعاقب بالتعزير حتى يتوب.

    وكذلك من خصائصه: أن الله سبحانه وتعالى أنزل فيه هذا القرآن الذي ختم به الكتب المنزلة إلى أهل الأرض، فقد نزله في ليلة القدر من شهر رمضان، يقول الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185]، وكذلك قال الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1].

    وخصه الله سبحانه وتعالى كذلك بأن جعل فيه ليلتين عظيمتين هما: ليلة القدر التي نوه الله بشأنها، ورفع قدرها، ونسبها إلى القدر، وقد اختلف أهل التفسير في معناه على قولين:

    القول الأول: أن معناها التقدير، ففيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عند الله سبحانه وتعالى.

    والقول الثاني: أن القدر معناه الشأن، فقد عظم الله منزلتها، وقدرها قدرها، فلذلك سميت ليلة القدر، والليلة الثانية هي ليلة العتق من النار، وهي آخر ليلة من ليالي رمضان، فإن الله سبحانه وتعالى يعتق الصائمين والصائمات المقبولين عند الله سبحانه وتعالى من نار جهنم في هذه الليلة، وقد سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أليلة القدر هي؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره عند نهاية عمله ).

    كما خص الله هذا الشهر بوجود العشر الأواخر منه، ولها مزيتها وفضلها، وهي مجال من مجالات التنافس، ولذلك خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية كما في الصحيح من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر جد واجتهد، وشد المئزر، وأيقظ أهله، وأحيا ليله، ودخل معتكفه ).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087498113

    عدد مرات الحفظ

    772681185