إسلام ويب

مقدمات في العلوم الشرعية [8]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تعلم علم التفسير؛ فرض كفاية على الأمة، فيجب عليهم أن يتعلموا معاني القرآن وأن يكون فيهم من يعرف ذلك, وأما التأليف فيه فهو كذلك فرض عين على من تأهل له إذا كان سينشر جديداً مما ليس موجوداً في كتب السابقين، وفائدة علم التفسير هي فائدة العلم كله؛ لأن العلم فائدته الحقيقية هي العمل, فليس العلم مقصوداً لذاته إنما يقصد للعمل به، وأما مسائل علم التفسير فهي المعاني التي عليها مدار القرآن: من العقائد وما يتعلق بالتوحيد، والتشريع والأخلاق، والقصص والوعظ، وأشراط الساعة ومشاهد القيامة، وغيرها.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    فبعد أن انتهينا من المقدمة السادسة المتعلقة بعلم التفسير، وهي فضل هذا العلم، نصل إلى المقدمة السابعة: وهي حكم هذا العلم.

    أما حكم تعلم علم التفسير، فينقسم إلى قسمين: إلى حكم تعلمه, وحكم كتابته والتأليف فيه.

    فحكم تعلمه الوجوب الكفائي، فهو فرض كفاية عن الأمة يجب عليهم أن يتعلموا معاني القرآن وأن يكون فيهم من يعرف ذلك, وإذا لم يوجد في قرية من قرى المسلمين أو بلد من بلدانهم من يعرف معاني القرآن، ولو ليلة واحدة أو يوماً واحد فقد أثموا جميعاً, فلا بد أن يكون في كل بلد من بلدان الإسلام من يعرف معاني القرآن، ويجيب عما فيه من المعاني, والحمد لله أصبح الأمر ميسوراً بهذه الكتب التي حفظت علينا هذا، فما هي إلا بمثابة أشخاص, كتب التفسير بمثابة علماء كما قال الحكيم:

    لنا جـلساء ما يمل حـديثـهم ألباء مأمونون غيباً ومشهدا

    يفيدوننا من علمهم علم ما مضى وعقــــلاً وتأديبـــاً ورأياً مسددا

    بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا

    فإن قلت أحياء فلست بكاذب وإن قلت أموات فلست مفندا

    أما التأليف فيه فهو كذلك فرض عين على من تأهل له إذا كان سينشر جديداً مما ليس موجوداً في كتب السابقين أو يسهل على الناس ما يتعلق بالسابقين, فالتأليف فيه لا يعدو أن يكون مثل التأليف في غيره وهو يرجع إلى سبعة مقاصد، هي مقاصد التأليف عموماً التي نظمها بعضهم في قوله:

    في سبعة حصروا مقاصد العقلاء من التآليف فاحفظها تنل أمل

    أبدع تمام بيان لاختصارك في جمع ورتب وأصلح يا أخي الخلل

    فقوله: (أبدع) هذا هو المقصد الأول من مقاصد التأليف أن يأتي الإنسان بجديد لم يسبق إليه, والجديد نسبي؛ لأنه بالإمكان أن يكون قد تعرض له شخص في موضع من المواضع أو تكلم عليه في مكان ما، لكن فتح أمامك أن أنت ذلك باباً واسعاً أو أعطاك خيوطاً يمكن أن تصل بها إلى غير هذا, فالإبداع نسبي دائماً, ولهذا تجدون كثير من أهل العلم يقولون فيما من الله عليهم به من الفتوحات الربانية يقولون: ولم أسبق إليه في هذا.

    يقول ابن العربي رحمه الله لما يورد مسألة من المسائل الفقهية النادرة من الأصولية يقول: وهذا.. أو قلت: وهذا علم ما شم المالكية رائحته, ولا تجاوز لأنه من علوم المشارق ما وصل إلى المغرب نهائياً، هو أول من أوصله، يقول: ما شم أصحابنا رائحة هذه المسألة قبلي، وإن لم تتعدى ... وخرسان؛ لأنه سبق إليها في مكان من الأماكن دون غيره, ولذلك فإن صاحب القاموس عندما ألف قاموسه هو في الواقع فيه إبداع، أنه أتى بالجديد من ناحية الترتيب والتأليف والتنسيق وغير ذلك, وقال الفيروزآبادي في مقدمة القاموس: لولا ما يمكن أن ينتقد وتمثلت بقول أديب معرة النعمان أحمد بن سليمان:

    وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل.

    فعدل عن ذلك وامتثل بقول حبيب وهو حبيب بن أوس الطائي أبو تمام: (كم ترك الأول للآخر)، هذا فيما يتعلق بالإبداع.

    ثم بعد هذا (تمام) يشير بها إلى إتمام ما سبق, فكثير من المباحث يبدأها إنسان على حسب مستواه ووقته، وتبقى محتاجةً إلى تتمه، فيأتي من بعده لا يريد إبداعاً ولكن يريد تتميماً, والمفسرون الذين تمموا له أعدلين، فقد ذكرنا أن أحد تلامذة الرازي كمل تفسيره، قد بلغ الرازي بتفسير قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:101-103], ومات عند تفسير هذا في وقته, كمل أحد تلاميذه تفسيره على نفس أسلوبه ومنهجه وما شرطه في كتابه.

    ومثل ذلك ذكرنا عن السيوطي رحمه الله تتميمه لتفسير الجلال المحلي، ويحكى هذا عن عدد من الذين أكملوا تفاسير السابقين, لكن أبدع من أكمل الذي أكمل تفسير الرازي والسيوطي الذي أكمل تفسير الجلال المحلي، فإكمالهما جاء على نفس شرط المؤلف لو كان المؤلف حياً ما فعل إلا هذا, كما قال أبو الأعلى المودودي لما عرض عليه سيد قطب رحمه الله عرض عليه بعض كتبه خصائص التصور الإسلامي، قال: هذا الكتاب لو لم يقع في يدي مطبوعاً مكتوباً لقلت: هو من إنتاجي وقلمي، يوافق على كل ما فيه، فأسلوبه أسلوبه وأفكاره أفكاره، فجعله صورة لما في خاطره، كأنه موافق لذكره ولكلامه، وكل ما فيه مضموناً وألفاظاً وتعبيراً.

    ثم بعد هذا الثالث: في التفسير والشرح المذكور في قوله: بيان، (أبدع تمام بيان)، والذين اشتغلوا بتبيين أقوال من سلف فهم المحشون وهم كثر، فمثلاً على تفسير الزمخشري الكشاف حاشية الشيخ أحمد التي بين فيها ما وقع فيها من الأخطاء تبع لمذهب المعتزلة، ومثل ذلك الحواشي على تفسير البيضاوي، ومثل ذلك حاشية سليمان الجمل على تفسير الجلالين السيوطي والمحلي، ومثل ذلك حاشية الصاوي أيضاً على تفسير الجلالين, فكثير من كتب التفسير عليها حواشي, هذه الحواشي إما أن تكون بياناً لبعض ما أجمل فيها أو ما استشكل, أو رداً على بعض الأخطاء التي فيها وتقويماً للكتاب.

    بعد هذا الاختصار ومشار إليه بقوله: (لاختصارك), فكثير من المطولات تعيا دونها همم قاصديهما، فيحتاج إلى تلخيصها واختصارها, ومن أعمال المعاصرين في مجال الاختصار لكتب التفسير: مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني لكثير من كتب الماضين, فقد اختصر تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، وتفسير الألوسي، وعدداً من التفاسير لخصها، في كتب مستقلة ثم جمع زبدتها في كتابه صفوة التفاسير.

    وكذلك سبقه الإمام الشوكاني رحمه الله، فقد ذكرنا أن تفسيره فتح القدير إنما هو تلخيص لكتاب السيوطي وكتاب القرطبي، جمع بين التفسيرين باختصار, ومثله ما فعل صاحب النهر الماد من البحر، فقد لخص الأمور المهمة من كتاب أبي حيان في النهر الماد.

    بل إن بعض المفسرين يضع تفسيراً كبيراً ثم يختصره بتفسير دونه، منهم من له تفسير كبير وتفسير صغير, لا يوجد تفسيران مطبوعان لأحد حسب علمي إلا السيوطي وله تفسير كبير هو الدور المنثور وله تفسيراً صغير هو التحبير, نعم والواحدي كذلك له الكبير والصغير الواحدي النيسابوري.

    (في جمع) هذا الجمع بين ما تفرق في كتبٍ أو علوم شتى، وهو مقصد من مقاصد العقلاء في التأليف، والذين جمعوا من المفسرين ذوو عدد كـالخازن وغيره ومن الذين جمعوا فقط، السيوطي مثلاً في الدور المنثور ما ظهرت له شخصية؛ لأنه يجمع فقط ولا يحكم, فالجمع إذاً مقصد مهم لذاته؛ لأنه يغنيك عن الرجوع إلى عدد كبير من المراجع بل بعضها مفقود، وبعضها لا تصل إليه إلا بشق الأنفس, ولهذا قال ابن الجوزي في مقدمة كتابه: إنه ألفه لولده ليغنيه عن شراء الكتب الطائلة الأثمان، وعن إفساد وقته كذلك في دراسة ما لا يسمن ولا يغني من جوع، فلخص له جملة ذلك في كتابه.

    كذلك قوله: (ورتب) ترتيب ما تفرق، مقصد مهم كذلك من مقاصد العقلاء في التفسير؛ لأن كثيراً من العلوم تنتشر عباراتها فيشق استحضارها واستذكارها في الذهن في انتشار العبارات, فلو وضعت في نقط مرقمة أو مرتبه لكان ذلك أسهل لحفظها وأيسر لها.

    أخيراً الإصلاح: وهو قوله: (وأصلح يا أخي الخلل)، إصلاح خلل وقع فيه السابقون, وهذا ما ذكر عدد من المفسرين أنه قصده كـالقرطبي ذكر أنه قصد التخلص من الإسرائيليات، وإن كان قد نقل قليلاً منها، لكن يمكن أن يكون هذا الشرط تجدد في ذهنه، وأن يكون المواضع التي ساق فيها ضعف الإسرائيليات ألفها قبل أن يحضر في ذهنه هذا الشرط؛ لأن كثيراً من المفسرين لا يبدؤون التأليف من بداية القرآن, كما يعرض أن يفسروا من مكان معين ثم يكملون.

    وقد تجدد بعد هذا بعض المقاصد منها مثلاً: نظم المنثوري، ومنها قنص الشواربي نادرة جمع الشوارد النادرة, وكذلك الضبط، والشكل لتصحيح الألفاظ، فهذه من مقاصد العقلاء في التأليف أيضاً وما ذكرها أبو هلال، وقد ذكرها الشيخ محمد علي في قصيدته التي يقرب بها شرح تلميذه محمد بن أبي مدين... في المصطلح يقول في هذه القصيدة:

    يحد ذوو التأليف مقصوده حدا بسبعة أقسام يعدونها عدا

    وإني أرى الشيخ الإمام محمداً يزيد كثير من يطيق له جحدا

    كضبط بما عروا وإيضاح مشكلٍ ونظم لمنثور وتقييد ما ندا

    فيبليه داراً في الدروس منظما وينظمه عقداً ويحكمه عقدا

    وذلك أن الشيخ أطولهم يداً وأرواهم وعونا وأوراهم زندا

    وأسعدهم سعداً وأوعاهم حجىً وأرحبهم باعاً وأسماهم جدا

    وأمرؤهم غيثاً من الغوث ميله فلا يهلك السعدان عنه ولا صدا

    فلا زال محسوداً بنصرٍ مؤيدا ولا زال باسم الناس تحمده حمدا

    إذاً هذه هي المقاصد التي يقصدونها في التأليف.

    بالنسبة لـمحمد بن أبي مدين رحمة الله عليه، هو محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديواني، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق من جهة أبيه, من جهة أمه, فأمه فاطمة ابنة الشيخ بابل بن الشيخ سدية مجدد العلم في قطر الشنقيط، وقد اعتني به من صغره فتربى تربية من نوع خاص, ودرس كثيراً من العلوم ومهر فيها، وبالأخص في علم العلل والرجال ومتون الحديث وكان ذا حافظة قوية, اشتهر بذلك من بين أقرانه وبحدته وشدته في المناظرة حتى كان الناس يلقبونه بـابن تيمية، انتشر هذا اللقب عنه.

    وهو من علماء أهل الحديث بمعنى السلفيين في البلاد، في بلاد شنقيط.

    قد توفي رحمه الله عن اثنتين وثمانون سنة، عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعون تقريباً, قد درس على كثير من الجلة العلماء الكبار، ومنهم شيخي محمد علي بن عبد الودود وجده هو الشيخ بابل بن ..., وأبوه أبو مدين بن الشيخ أحمد، وعدد من العلماء مختلف العلوم, ترك كثيراً من المؤلفات لم يطبع منها إلا كتب يسيرة، منها كتاب: الصوارم والأسنة في الذب عن الخمسة السنة، مطبوع طباعة فيها بعض الأخطاء لكنه جمع مفيد جداً.

    وكذلك كتاب آخر في أحكام الرضاع وما ينشر الحرمة منه وما لا ينشرها، وهو رحمه الله كان يميل إلى الاجتهاد المطلق لم يكن مقلداً لمذهب من المذهب على حال أهل الحديث, ولذلك كثيراً ما يخالف بعض علماء قطره، ويقع بينهم ردود وكتابات في هذا الشأن, ومن أهم مؤلفاته شرحه على ألفية العراقي في المصطلح، فقد جمع فيه كل ما وصلت إليه يده من كلام أهل المصطلح، ويثبت كلام المؤلفين من كتبهم ينقله باللفظ, فلذلك يعتبر شرحه من أحسن شروح الألفية وأوسعه وهو غير مطبوع، لكنه مصور في مجلدين لدينا، وله كتب أخرى مثل: أرجوزة له في التقيد بالسنة وعدم التقليد، وأرجوزة كذلك طويلة في أخلاق العلماء وطلاب العلم، له مؤلفات كثيرة أخرى, ويرثيه الشيخ محمد سالم حفظه الله عند موته في قصيدة يقول فيها:

    إن وجدي بخاتم الحفاظ ضاق عنه مجامع الألفاظ

    لست أنسى مواقف الجد منه حين يدعو الإسلام أهل الحفاظ

    ينصر الحق في حشود عظام كـخطيب مفوه في عكاظ

    يوثر اللين ما استقام له اللين فإن حال مال للإغلاظ

    ذو وفاء وذو إباءٍ وذو علم وذو فطنة وذو استيقاظ

    وسخاء بالمال والعلم والجاه وصفح عن زلة الاحفاظ

    وشطاط إذا يقوم خطيباً يتحدى طبعاً حلى الحاوي

    ووقار وحكمة واحتقار لغرور المستكبر الجواظ

    نال من دأب جده وأبي مدين حظاً أناف فوق الأحاظ

    من الخال جد أبناء في الغدر الميامين سر الاستحفاظ

    شحنوا منه في مكافحة البدع عضباً على الرقاب الغلاظي

    إلى آخر القصيدة، ومراثيه كثيرة فقد مات من غير مرض ومن غير ضعف أيضاً, نعم كان في قوته وشدته نعم.

    وما أعرف محفوظاته بالضبط، لكنني أذكره وأنا صغير يحدث في المجالس الطويلة، يجلس ويحدث من حفظه بالمتون والأسانيد مثلاً: ساعات متوالية دون تلكئ أو دون تغيير, وقد اشتغل بالحديث واشتهر به حتى قال الشيخ محمد سالم فيه أبيات يقول فيها: في ذكر آبائه وأجداده يقول:

    ففاقوا في القديم معاصريهم وفقت رجال عصرك في الحديث

    اسم الحديث.

    وقد ذكر عدد من المفسرين عند قول الله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7], خلافاً في التفسير هل المقصود بذلك ما يرجع إليه ما في القرآن من الغيبيات، مثلاً إذا جاء خبر بأن شيئاً سيقع فهيئة وقوعه وزمان ذلك ومكانه هذا هو تأويله، ولا يعلمه إلا الله, أو أن معناه وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7], أي: صرفاً متشابهاً منه عن ظاهره؛ لأن المتشابه القرآن يصون التشابه عنه بالتدريج، فيحال علم ذلك إلى الله سبحانه وتعالى.

    وقد كنت قديماً في أيام الصبا حصل لدي التباس في مفهوم التأويل والتفسير، عند أول الاشتغال بالدراسة لعلم التفسير, فخاطبت الشيخ ببيتين في السؤال عن هذا, قلت فيهما:

    أريد فرقاً دقيقاً بين أوله وبين فسره من شرح ذي الجولي

    وهل سواء هما في قول خالقنا تأويله وكما هو ظاهر الجمل

    الظاهر ما قاله الجمل.

    الشيخ قال:

    الأوْل كـالعود في معنىً وفي زنة والفعل كالفعل وفي وزن وفي عمل

    وعدد الضعف والتأويل مصدره أي رد لفظٍ لمعنى فيه محتملي

    والفسر كشف المغطى لمعنى كالتفسير فذهن فجل الفهم في المقلي

    وقد يراد بلى هذا فيحسبه من ليس يعرف ردفاً فاغنى عن جدلي

    أبيات هكذا، ما أحفظها... لطول الأخذ به، لكن فيها بيان الفرق بين التأويل والتفسير على هذا الوجه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087504169

    عدد مرات الحفظ

    772721490