إسلام ويب

كتاب الملاحمللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لا تقوم الساعة حتى تظهر الملاحم والتي ستدور رحاها في بلاد الشام وما ولاها، إذ تتداعى الأمم على المسلمين ويحشدون الحشود، ثم يظهر الدجال ويتبعه عشرات الآلاف من اليهود على رءوسهم الطيالسة، وتظهر الجساسة وهي دابة أهاب تكلم الناس.

    1.   

    باب ما يذكر في قرن المائة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    اللهم اغفر لنا ولشيخنا وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

    أما بعد: فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم، أول كتاب الملاحم، باب: ما يذكر في قرن المائة

    حدثنا سليمان بن داود المهري قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ).

    قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل ].

    يجدد لها دينها, قد يكون واحداً أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك, فذكر التجديد وما ذكر العدد.

    1.   

    باب ما ذكر من ملاحم الروم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا النفيلي قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ( مال مكحول و ابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهم, فحدثنا عن جبير بن نفير عن الهدنة قال: قال جبير: انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة, فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستصالحون الروم صلحاً آمناً فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون, ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول, فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه, فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة ).

    حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو عمرو عن حسان بن عطية بهذا الحديث وزاد فيه: ( ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة ), إلا أن الوليد جعل الحديث عن جبير عن ذي مخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ذو مخبر بالباء والأول بالميم.

    قال أبو داود: ورواه روح ويحيى بن حمزة وبشر بن بكر عن الأوزاعي كما قال عيسى].

    1.   

    باب أمارات الملاحم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عباس العنبري قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عمران بيت المقدس خراب يثرب, وخراب يثرب خروج الملحمة, وخروج الملحمة فتح قسطنطينية, وفتح القسطنطينية خروج الدجال, ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه، ثم قال: إن هذا لحق كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد يعني: معاذ بن جبل )].

    1.   

    باب تواتر الملاحم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن الوليد بن سفيان الغساني عن يزيد بن قطيب السكوني عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر ).

    حدثنا حيوة بن شريح الحمصي قال: حدثنا بقية عن بحير عن خالد عن ابن أبي بلال عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة ).

    قال أبو داود: هذا أصح من حديث عيسى].

    1.   

    باب تداعي الأمم على الإسلام

    1.   

    باب المعقل من الملاحم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا ابن جابر قال: حدثني زيد بن أرطأة قال: سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق من خير مدائن الشام ).

    قال أبو داود حدثت عن ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح ).

    حدثنا أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن الزهري قال: وسلاح قريب من خيبر].

    1.   

    باب ارتفاع الفتنة في الملاحم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال: حدثنا إسماعيل، ح وحدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن سوار قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي قال: هارون في حديثه عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين: سيفاً منها، وسيفاً من عدوها )].

    1.   

    باب النهي عن تهييج الترك

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عيسى بن محمد الرملي قال: حدثنا ضمرة عن السيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم ) ].

    هذا الحديث ضعيف في ترك الترك, قد جاء من طرق متعددة وكلها معلولة.

    1.   

    باب في قتال الترك

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب يعني: الإسكندراني عن سهيل يعني: ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوم وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر ).

    حدثنا قتيبة وابن السرح وغيرهما قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رواية قال ابن السرح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون تركاً قوماً نعالهم الشعر, ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الآنف كأن وجوههم المجان المطرقة ).

    حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي قال: حدثنا خلاد بن يحيى قال: حدثنا بشير بن المهاجر قال: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: ( يقاتلكم قوم صغار الأعين, يعني: الترك, قال: تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب, فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم, وأما في الثانية فينجو بعض ويهلك بعض, وأما في الثالثة فيصطلمون ) أو كما قال].

    وأقرب الأعراق إلى الترك هي الدول التي تفككت من الاتحاد السوفيتي إلى امتداد دولة تركيا القريبة, ويظن على الناس أن تركيا الموجودة هم الترك المنصوص عليهم في الأحاديث, وليسوا هم.

    1.   

    باب ذكر البصرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعيد بن جمهان قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة, عند نهر يقال له: دجلة, يكون عليه جسر يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين, قال ابن يحيى: قال أبو معمر: وتكون من أمصار المسلمين, فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر, فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية فهلكوا, وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا, وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء ).

    حدثنا عبد الله بن الصباح قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثنا موسى الحناط لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أنس, إن الناس يمصرون أمصاراً، وإن مصراً منها يقال له: البصرة أو البصيرة, فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاَّءها وسوقها وباب أمرائها, وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير ).

    حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم قال: سمعت أبي يقول: ( انطلقنا حاجين فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأبلة؟ قلنا: نعم, قال: من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعاً ويقول هذه لـأبي هريرة: سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم )].

    1.   

    باب النهي عن تهييج الحبشة

    1.   

    باب علامات الساعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مؤمل بن هشام قال: حدثنا إسماعيل عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة قال: ( جاء نفر إلى مروان بالمدينة فسمعوه يحدث في الآيات: أن أولها الدجال, قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته فقال عبد الله: لم يقل شيئاً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها أو الدابة على الناس ضحى, فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها, قال عبد الله: وكان يقرأ الكتب, وأظن أولهما خروجاً طلوع الشمس من مغربها ).

    حدثنا مسدد وهناد المعنى قال مسدد: حدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا فرات القزاز عن عامر بن واثلة وقال هناد: عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: ( كنا قعوداً نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا الساعة فارتفعت أصواتنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تكون أو لن تقوم حتى يكون قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها, وخروج الدابة, وخروج يأجوج ومأجوج, و الدجال, وعيسى ابن مريم, والدخان, وثلاثة خسوف: خسف بالمغرب, وخسف بالمشرق, وخسف بجزيرة العرب, وآخر ذلك تخرج نار من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر ).

    حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها, فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها, فذاك حين: لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام:158] )].

    1.   

    باب حسر الفرات عن كنز

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال: حدثني عقبة بن خالد السكوني قال: حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب, فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً ).

    حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عقبة يعني: ابن خالد قال: حدثنا عبيد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله, إلا أنه قال: ( يحسر عن جبل من ذهب )].

    1.   

    باب خروج الدجال

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا الحسن بن عمرو قال: حدثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش قال: ( اجتمع حذيفة و أبو مسعود فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه, إن معه بحراً من ماء، ونهراً من نار, فالذي ترون أنه نار ماء، والذي ترون أنه ماء نار, فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يرى أنه نار, فإنه سيجده ماءً, قال أبو مسعود البدري: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ).

    حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما بعث نبي إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور الكذاب, ألا وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور, وإن بين عينيه مكتوباً كافر ) ].

    لو جمعت الأحاديث والآثار التي يرويها حذيفة بن اليمان في الفتن لكان في ذلك خير عظيم؛ وذلك أن حذيفة بن اليمان لديه من عمل الفتن وأسرارها وأشراط الساعة ما ليس عند غيره, ولهذا يعلم بما في يد الدجال أعلم من الدجال نفسه مما أخبره بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة: ك ف ر .

    حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال: ( يقرؤه كل مسلم ).

    حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جرير قال: حدثنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء قال: سمعت عمران بن حصين يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سمع بـالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات, أو لما يبعث به من الشبهات), هكذا قال.

    حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثنا بقية قال: حدثني بحير عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا, إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا جحراء, فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ).

    قال أبو داود: عمرو بن الأسود ولي القضاء.

    حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذن قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا ابن جابر قال: حدثني يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان الكلابي قال: ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم, وإن يخرج ولست فيكم فامرئ حجيج نفسه, والله خليفتي على كل مسلم, فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنته, قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً: يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجمعة, وسائر أيامه كأيامكم, فقلنا: يا رسول الله, هذا اليوم الذي كسنة يكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: لا، اقدروا له قدره, ثم ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدركه عند باب لد فيقتله ) ].

    ومع كون المسيح الدجال وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب عليه كافر في جبهته, وعينه مطموسة إلا أن أتباعه كثر؛ للأهواء وغير ذلك, وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن أكثر أتباعه النساء ), وذلك للعاطفة وشدة التأثر.

    وفي قوله: ( فاقدروا له قدره ), في هذا أن بعض الدول التي تطول عليها الشمس ظهوراً أو غياباً أنها في الصلوات والصيام تأخذ بحساب, ولو كانت الشمس ظاهرة أو غائبة.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عيسى بن محمد قال: حدثنا ضمرة عن السيباني عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

    حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن حديث أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال ).

    قال أبو داود: وكذا قال هشام الدستوائي عن قتادة إلا أنه قال: ( من حفظ من خواتيمها ), وقال شعبة: عن قتادة: ( من آخر الكهف ).

    حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس بيني وبينه نبي, يعني: عيسى ابن مريم, وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين؛ كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام, فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام, ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون )].

    1.   

    باب في خبر الجساسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا النفيلي قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر العشاء الآخرة ذات ليلة، ثم خرج فقال: إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر, فإذا بامرأة تجر شعرها قال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة, اذهب إلى ذلك القصر، فأتيته فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو فيماً بين السماء والأرض, فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال, خرج نبي الأميين بعد؟ قلت: نعم, قال: أطاعوه أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه, قال: ذاك خير لهم ).

    حدثنا حجاج بن أبي يعقوب قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبي قال: سمعت حسين المعلم قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال: حدثنا عامر بن شراحيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: ( سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: أن الصلاة جامعة, فخرجت فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، قال: ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: هل تدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: إني ما جمعتكم لرهبة ولا رغبة ولكن جمعتكم أن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم, وحدثني حديثاً وافق الذي حدثتكم عن الدجال, حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام, فلعب بهم الموج شهراً في البحر، وأرسوا إلى جزيرة حين مغرب الشمس, فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر, قالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة, انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق, قال: لما سمت رجلاً فرقنا منه أن يكون شيطانه فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير, فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه, فذكر الحديث، وسألهم عن نخل بيسان, وعن عين زغر, وعن النبي الأمي, قال: إني أنا المسيح الدجال, وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج, قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن, لا بل من قبل المشرق ما هو مرتين, وأومأ بيده قبل المشرق, قالت: حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ), وساق الحديث.

    حدثنا محمد بن صدران قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مجالد بن سعيد عن عامر قال: حدثتني فاطمة بنت قيس ].

    وفي هذا فرح النبي صلى الله عليه وسلم بوجود من يؤيده مع أنه على وحي, وأن الإنسان مفطور على حب تأييده, ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ابتسم وضحك عليه الصلاة والسلام, ثم قال: (حدثني حديثاً وافق الذي حدثتكم عن الدجال), مع أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحي.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال: حدثتني فاطمة بنت قيس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ثم صعد المنبر, وكان لا يصعد عليه إلا يوم جمعة قبل يومئذ, ثم ذكر هذه القصة ).

    قال أبو داود: وابن صدران بصري غرق في البحر مع ابن مسور لم يسلم منهم غيره.

    حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر: إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم فرفعت لهم جزيرة, فخرجوا يريدون الخبز، فلقيتهم الجساسة, قلت لـأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجر شعر جلدها ورأسها, قالت: في هذا القصر.. -فذكر الحديث-، وسأل عن نخل بيسان، وعن عين زغر, قال: هو المسيح, فقال لي ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث شيئاً ما حفظته, قال: شهد جابر أنه ابن صياد, قلت: فإنه قد مات, قال: وإن مات, قلت: فإنه أسلم, قال: وإن أسلم, قلت: فإنه قد دخل المدينة, قال: وإن دخل المدينة )].

    1.   

    باب في خبر ابن صائد

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بـابن صائد في نفر من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة، وهو غلام، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده, ثم قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين, ثم قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله وبرسله, ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يأتيك؟ قال: يأتيني صادق وكاذب, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر, ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبيئة, وخبأ له: يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ [الدخان:10], قال ابن صياد: هو الدخ, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ! فلن تعدو قدرك, فقال عمر: يا رسول الله, ائذن لي فأضرب عنقه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تسلط عليه، يعني: الدجال, وإلا يكن هو فلا خير في قتله ).

    حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب يعني: ابن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن نافع قال: ( كان ابن عمر يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد ) ].

    وفي هذا أنه لا حرج من تنزيل أشراط الساعة على ما يراه الإنسان ما لم يلزم من ذلك عمل, فالتوقع والظن وتغليبه ونحو ذلك مما لا حرج عليه, لكن العمل لا يعمل إلا وفق الدليل البين.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا ابن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال: ( رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال, فقلت: تحلف بالله, فقال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

    هو ظن ظناً, أما بعد ذلك فليس هو قطعاً.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبيد الله يعني: ابن موسى قال: حدثنا شيبان عن الأعمش عن سالم عن جابر قال: ( فقدنا ابن صياد يوم الحرة ).

    حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد العزيز يعني: ابن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله ).

    حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد يعني: ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً دجالون كلهم يكذب على الله وعلى رسوله ).

    حدثنا عبد الله بن الجراح عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: ( قال عبيدة السلماني بهذا الخبر, قال: فذكر نحوه. فقلت له: أترى هذا منهم؟ يعني: المختار, فقال عبيدة: أما إنه من الرءوس )].

    1.   

    باب الأمر والنهي

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا يونس بن راشد عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك, ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده, فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض, ثم قال: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ [المائدة:78], إلى قوله: فَاسِقُونَ [المائدة:81], ثم قال: كلا، والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً )].

    وهذا يدل على أن أول انتشار الشر يكون بمخالطته, فيكون بالسكوت عنه مع بعد، ثم يخالط ثم يؤانس, ثم يفعل, ثم ينتشر في الناس.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا خلف بن هشام قال: حدثنا أبو شهاب الحناط عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن سالم عن أبي عبيدة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه زاد: ( أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم ).

    قال أبو داود: ورواه المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله، ورواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة .

    حدثنا وهب بن بقية عن خالد، وحدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم المعنى عن إسماعيل عن قيس قال: ( قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها: لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105], قال: عن خالد وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ), وقال عمرو عن هشيم: ( وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ).

    قال أبو داود: ورواه كما قال خالد أبو أسامة وجماعة, وقال شعبة فيه: ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أكثر ممن يعمله ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا أبو إسحاق أظنه عن ابن جرير عن جرير قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا ).

    حدثنا محمد بن العلاء وهناد بن السري قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد، وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده, وقطع هناد بقية الحديث, ومر فيه ابن العلاء: فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).

    حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي قال: حدثنا ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني عمرو بن جارية اللخمي, وقال غير أبي الربيع: عن أبي المصبح قال: حدثني أبو أمية الشعباني قال: ( سألت أبا ثعلبة الخشني فقلت: يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ [المائدة:105]؟ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً, سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنياً مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك يعني: بنفسك، ودع عنك العوام, فإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر, للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله. وزادني غيره: قال: يا رسول الله, أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم ).

    حدثنا القعنبي أن عبد العزيز بن أبي حازم حدثهم عن أبيه عن عمارة بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كيف بكم وبزمان، أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة, تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه, فقالوا: وكيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم ) ].

    المراد بالخاصة هنا العلماء, في قوله: ( تقبلون على أمر خاصتكم ), والعامة: هم سائر الناس من أهل الجهل الذين تأخذهم العاطفة وتميل بهم.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه.

    حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن هلال بن خباب أبي العلاء قال: حدثني عكرمة قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ( بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة, فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك, واملك عليك لسانك, وخذ بما تعرف, ودع ما تنكر, وعليك بأمر خاصة نفسك, ودع عنك أمر العامة ).

    حدثنا محمد بن عبادة الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسرائيل قال: حدثنا محمد بن جحادة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، أو أمير جائر ).

    حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا مغيرة بن زياد الموصلي عن عدي بن عدي عن العرس ابن عميرة الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها, وقال مرة: فأنكرها كان كمن غاب عنها, ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ).

    حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال: ( من شهدها فكرهها كان كمن غاب عنها ).

    حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر قالا: حدثنا شعبة وهذا لفظه عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وقال سليمان: قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لن يهلك الناس حتى يعذروا أو يعذروا من أنفسهم )].

    1.   

    باب قيام الساعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان أن عبد الله بن عمر قال: ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد, قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون عن هذه الأحاديث عن مائة سنة, وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض, يريد أن ينخرم ذلك القرن ).

    حدثنا موسى بن سهل قال: حدثنا حجاج بن إبراهيم قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم ).

    حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثني صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لأرجو ألا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم, قيل لـسعد: وكم نصف ذلك اليوم؟ قال: خمسمائة سنة )].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768253663