الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الأطعمة.
باب إطعام الطعام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زرارة بن أوفى، قال: ( حدثني عبد الله بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله، قدم رسول الله، ثلاثاً، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ).
حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال سليمان بن موسى: حُدّثنا عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخواناً كما أمركم الله عز وجل ).
حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو: ( أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب طعام الواحد يكفي الاثنين.
حدثنا محمد بن عبد الله الرقي قال: حدثنا يحيى بن زياد الأسدي قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا أبو الزبير
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية ).
حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: حدثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان (ح)
وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ).
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معى واحد ).
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي أن يعاب الطعام.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن رضيه أكله وإلا تركه ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي يحيى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الوضوء عند الطعام.
حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا كثير بن سليم قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يكثر الله خير بيته، فليتوضأ إذا حضر غداؤه، وإذا رفع ) ].
وهذا أحد الثلاثيات الخمسة عند ابن ماجه وهو ضعيف.
قال: [ حدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثنا صاعد بن عبيد الجزري قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا محمد بن جحادة قال: حدثنا عمرو بن دينار المكي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة: ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج من الغائط، فأتي بطعام، فقال رجل: يا رسول الله! ألا آتيك بوضوء؟ قال: أؤريد الصلاة؟! ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل متكئاً.
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا آكل متكئاً ).
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق قال: ( حدثنا عبد الله بن بسر قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة، فجثا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه يأكل، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال: إن الله جعلني عبداً كريماً، ولم يجعلني جباراً عنيداً ) ].
والأكل متكئاً مكروه، وذلك لأنه محمول على الأدب، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه شرب متكئاً كما في حديث أنس بن مالك في الصحيح، فهل يفرق بينهما أم ذلك صارف؟ فيظهر والله أعلم أن الشرب أخف من الأكل، وإن كان الأولى في الشرب والأكل أن يأكل الإنسان وأن يشرب جالساً، ولكن لا بأس به اعتراضاً لا أكلاً تاماً أو دائماً فإنه يورث الكبر.
قال المصنف رحمه الله: [ باب التسمية عند الطعام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاماً في ستة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه لو كان قال: باسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعاماً، فليقل: باسم الله، فإن نسي أن يقول: باسم الله، في أوله فليقل: باسم الله في أوله وآخره ).
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه: ( عن عمر بن أبي سلمة قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا آكل: سم الله عز وجل ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل باليمين.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الهقل بن زياد قال: حدثنا هشام بن حسان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان: ( سمعه من عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ).
حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تأكلوا بالشمال، فإن الشيطان يأكل بالشمال ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب لعق الأصابع.
حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم طعاماً، فلا يمسح يده، حتى يلعقها أو يلعقها ).
قال سفيان: سمعت عمر بن قيس يسأل عمرو بن دينار: أرأيت حديث عطاء: ( لا يمسح أحدكم يده حتى يلعقها أو يلعقها )، عمن هو؟ قال: عن ابن عباس، قال: فإنه حدثناه عن جابر قال: حفظناه من عطاء عن ابن عباس قبل أن يقدم جابر علينا، وإنما لقي عطاء جابراً في سنة جاور فيها بمكة.
حدثنا موسى بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يمسح أحدكم يده حتى يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب تنقية الصحفة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو اليمان البراء قال: ( حدثتني جدتي أم عاصم، قالت: دخل علينا نبيشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نأكل في قصعة، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل في قصعة فلحسها، استغفرت له القصعة ).
حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ونصر بن علي قالا: حدثنا المعلى بن راشد أبو اليمان: ( حدثتني جدتي عن رجل من هذيل يقال له: نبيشة الخير، قالت: دخل علينا نبيشة ونحن نأكل في قصعة لنا، فقال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل في قصعة ثم لحسها، استغفرت له القصعة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل مما يليك.
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: حدثنا عبيد الله قال: حدثنا عبد الأعلى عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وضعت المائدة، فليأكل مما يليه، ولا يتناول من بين يدي جليسه ).
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي السوية قال: حدثني عبيد الله بن عكراش: ( عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجفنة كثيرة الثريد والودك، فأقبلنا نأكل منها، فخبطت يدي في نواحيها، فقال: يا عكراش! كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من الرطب، فجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، وقال: يا عكراش! كل من حيث شئت، فإنه غير لون واحد ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد.
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي قال: حدثنا عبد الله بن بسر: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا من جوانبها، ودعوا ذروتها يبارك فيها ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الدرفس قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة عن واثلة بن الأسقع الليثي قال: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الثريد، فقال: كلوا باسم الله من حواليها، واعفوا رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها ).
حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في وسطه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب اللقمة إذا سقطت.
حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن: ( عن معقل بن يسار قال: بينما هو يتغدى إذ سقطت منه لقمة، فتناولها فأماط ما كان فيها من أذى فأكلها، فتغامز به الدهاقين، فقيل: أصلح الله الأمير، إن هؤلاء الدهاقين يتغامزون من أخذك اللقمة وبين يديك هذا الطعام، قال: إني لم أكن لأدع ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأعاجم، إنا كنا يؤمر أحدنا إذا سقطت لقمته أن يأخذها فيميط ما كان فيها من أذى ويأكلها، ولا يدعها للشيطان ).
حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وقعت اللقمة من يد أحدكم، فليمسح ما عليها من الأذى، وليأكلها ) ].
والدهاقين هم الخدم من العجم الذين يخدمون في الطعام والشراب، وخدمة الدار ونحو ذلك، وهذا فيه اعتزاز بالدين، إذا ثبت النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يلتفت إلى استقذار أو كراهية أو أنفة أحد، سواء كان من العرب أو من العجم.
قال: [حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وقعت اللقمة من يد أحدكم، فليمسح ما عليها من الأذى، وليأكلها ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الثريد على الطعام.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ].
وهذا من عجيب سنن الله سبحانه وتعالى أن تكون امرأة تحت شر أهل الأرض وهي من خير نساء الأرض، وهي آسية عليها رضوان الله، وهذا فيه إشارة إلى أن المرأة قد تبلغ من الصلاح مبلغاً وهي تحت رجل ضال، أو أن الإنسان قد يكون صالحاً، وبطانة لمفسد لا يستطيع الإصلاح، فـآسية امرأة فرعون هي من بطانة أو أخص بطانة فرعون، وربما تعلم من مكيدته لموسى عليه السلام من الأذية ونحو ذلك، ولكنها لا تملك حيلة ولا تهتدي سبيلاً في رفع ذلك عن موسى.
ولهذا نقول: إن الله عز وجل قد يرحم بعض بطانة أهل الظلم، وذلك لأن الله عز وجل يعلم مبلغ صلاحهم واستفراغ وسعهم في الإصلاح رغم العجز، والله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها.
قال: [ حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا مسلم بن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب مسح اليد بعد الطعام.
حدثنا محمد بن سلمة المصري أبو الحارث المرادي قال: حدثنا عبد الله بن وهب عن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله، قال: ( كنا زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقليل ما نجد الطعام، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ ).
غريب ليس إلا عن محمد بن مسلمة ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يقال إذا فرغ من الطعام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن رياح بن عبيدة عن مولى لـأبي سعيد
عن أبي سعيد قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ).
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي: ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا رفع طعامه أو ما بين يديه قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ).
حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الاجتماع على الطعام.
حدثنا هشام بن عمار و داود بن رشيد و محمد بن الصباح قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي أنهم قالوا: ( يا رسول الله! إنا نأكل ولا نشبع، قال: فلعلكم تأكلون متفرقين؟ قالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم فيه ).
حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: حدثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا جميعاً ولا تفرقوا، فإن البركة مع الجماعة ) ].
ولهذا يقول عليه الصلاة السلام: ( أفضل الطعام ما كثرت عليه الأيدي )، وهل المراد بذلك أن يكون في إناء واحد أم يجتمعوا جميعاً ولو تعددت الأواني؟ لو اجتمعوا جميعاً ولو تعددت الأواني في مجلس أو في موضع واحد فهذا تلحقه البركة، بخلاف إذا كان الناس أوزاعاً.
قال المصنف رحمه الله: [ باب النفخ في الطعام.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي قال: حدثنا شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفخ في طعام ولا شراب، ولا يتنفس في الإناء ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فليناوله منه.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه، فليجلسه فليأكل معه، فإن أبى فليناوله منه ).
حدثنا عيسى بن حماد المصري قال: أخبرنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أحدكم قرّب إليه مملوكه طعاماً قد كفاه عناءه وحرّه، فليدعه فليأكل معه، فإن لم يفعل فليأخذ لقمة فليجعلها في يده ).
حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه، أو ليناوله منه، فإنه هو الذي ولي حرّه ودخانه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل على الخوان والسفرة.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن يونس بن أبي الفرات الإسكاف عن قتادة
عن أنس بن مالك قال: ( ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة، قال: فعلام كانوا يأكلون؟ قال: على السفر ).
حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري قال: حدثنا أبو بحر قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة قال: حدثنا قتادة عن أنس قال: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل على خوان حتى مات ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي أن يقام عن الطعام حتى يرفع وأن يكف يده حتى يفرغ القوم.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن منير بن الزبير عن مكحول عن عائشة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع ).
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: حدثنا عبيد الله قال: أخبرنا عبد الأعلى عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وضعت المائدة فلا يقوم رجل حتى ترفع المائدة، ولا يرفع يده وإن شبع حتى يفرغ القوم، وليعذر، فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده، وعسى أن يكون له في الطعام حاجة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب من بات وفي يده ريح غمر.
حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا عبيد بن وسيم الجمال قال: حدثني الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه، يبيت وفي يده ريح غمر ).
حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نام أحدكم وفي يده غمر، فلم يغسل يده فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب عرض الطعام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب: ( عن أسماء بنت يزيد قالت: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام، فعرض علينا، فقلنا: لا نشتهيه. فقال: لا تجمعن جوعاً وكذباً ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة: ( عن أنس بن مالك- رجل من بني عبد الأشهل- قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال: ادن فكل فقلت: إني صائم، فيا لهف نفسي، فهلا كنت طعمت من طعام رسول الله! ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل في المسجد.
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب وحرملة بن يحيى قالا: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث قال: حدثني سليمان بن زياد الحضرمي أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول: ( كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الأكل قائماً.
حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال: حدثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع: ( عن ابن عمر قال: كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام ) ].
والشرب قائماً مكروه وليس بمحرم، فقد شرب النبي عليه الصلاة والسلام من زمزم وليس بجالس، وجاء ذلك أيضاً عن غير واحد من الصحابة عليهم رضوان الله.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الدباء.
حدثنا أحمد بن منيع قال: أخبرنا عبيدة بن حميد عن حميد عن أنس قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع ).
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن حميد: ( عن أنس قال: بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجده، وخرج قريباً إلى مولى دعاه، فصنع له طعاماً، فأتيته وهو يأكل، قال: فدعاني لآكل معه. قال: وصنع ثريدة بلحم وقرع. قال: فإذا هو يعجبه القرع. قال: فجعلت أجمعه فأدنيه منه، فلما طعمنا رجع إلى منزله، ووضعت المكتل بين يديه، فجعل يأكل ويقسم، حتى فرغ من آخره ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد: ( عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وعنده هذا الدباء، فقلت: أي شيء هذا؟ قال: هذا القرع هو الدباء، نكثر به طعامنا ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب اللحم.
حدثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثني سليمان بن عطاء الجزري قال: حدثني مسلمة الجهني عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ).
حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثني سليمان بن عطاء الجزري قال: حدثني مسلمة الجهني عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء قال: ( ما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحم قط إلا أجاب، ولا أهدي له لحم قط إلا قبله ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب أطايب اللحم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي (ح)
وحدثنا علي بن محمد قال: حدثنا محمد بن فضيل؛ قالا: أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها ).
حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن مسعر قال: حدثني شيخ من فهم- قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الله- أنه سمع عبد الله بن جعفر: ( يحدث ابن الزبير وقد نحر لهم جزوراً أو بعيراً: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والقوم يلقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم، يقول: أطيب اللحم لحم الظهر ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الشواء.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا همام عن قتادة: ( عن أنس بن مالك قال: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاة سميطاً حتى لحق بالله عز وجل ).
حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك قال: ( ما رفع من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل شواء قط، ولا حملت معه طنفسة ) ].
وهذا أحد الأسانيد الثلاثية الخمسة عند ابن ماجه.
قال: [ حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا ابن لهيعة قال: أخبرني سليمان بن زياد الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن الجزء الزبيدي قال: ( أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً في المسجد، لحماً قد شوي، فمسحنا أيدينا بالحصباء، ثم قمنا فصلينا ولم نتوضأ ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب القديد.
حدثنا إسماعيل بن أسد قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه، فجعل ترعد فرائصه، فقال له: هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد ) ].
وما ذكر الملك في كلام الله سبحانه وتعالى لغير الله جل وعلا إلا مذموماً، إلا ملك سليمان باعتبار أنه هبة من الله سبحانه وتعالى لنبي من أنبياء الله جل وعلا.
فيذكره الله سبحانه وتعالى في سياق الذم، وكذلك في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن ملك الإنسان كلما اتسع أفسد في الناس، والخلافة هي الحق، والملك في الناس يورث ظلماً غالباً، ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لست بملك )، وقد جاء في قول الله سبحانه وتعالى إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا [النمل:34] وهذا في الملوك.
قال: [ حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال: أخبرني أبي: ( عن عائشة قالت: لقد كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس عشرة من الأضاحي ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الكبد والطحال.
حدثنا أبو مصعب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان: فالكبد والطحال ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الملح.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا عيسى بن أبي عيسى عن رجل- أراه موسى- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد إدامكم الملح ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الائتدام بالخل.
حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم الإدام الخل ).
حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا قيس بن الربيع عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم الإدام الخل ).
حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان أنه حدثه قال: ( حدثتني أم سعد قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وأنا عندها، فقال: هل من غداء؟ قالت: عندنا خبز وتمر وخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام الخل، اللهم بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر بيت فيه خل ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الزيت.
حدثنا الحسين بن مهدي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ائتدموا بالزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة ).
حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن سعيد عن جده قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه مبارك ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب اللبن.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا زيد بن الحباب عن جعفر بن برد الراسبي حدثتني مولاتي أم سالم الراسبية قالت: سمعت عائشة تقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بلبن قال: بركة أو بركتان ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أطعمه الله طعاماً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الحلواء.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد وعبد الرحمن بن إبراهيم قالوا: قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب القثاء والرطب يجمعان.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه: ( عن عائشة قالت: كانت أمي تعالجني للسمنة، تريد أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب، فسمنت كأحسن سمنة ).
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب و إسماعيل بن موسى قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه: ( عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب ).
حدثنا محمد بن الصباح وعمرو بن رافع قالا: حدثنا يعقوب بن الوليد بن أبي هلال المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالبطيخ ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب التمر.
حدثنا أحمد بن أبي الحواري الدمشقي قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بيت لا تمر فيه، جياع أهله ).
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثنا هشام بن سعد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته سلمى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بيت لا تمر فيه، كالبيت لا طعام فيه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا أتي بأول الثمرة.
حدثنا محمد بن الصباح و يعقوب بن حميد بن كاسب قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بأول الثمرة قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا، وفي مدنا وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يناوله أصغر من بحضرته من الولدان ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب أكل البلح بالتمر.
حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا يحيى بن محمد بن قيس المدني قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا البلح بالتمر، كلوا الخلق بالجديد، فإن الشيطان يغضب ويقول: بقي ابن آدم حتى أكل الخلق بالجديد ) ].
يحيى بن محمد كثيراً إذا ذكرت كنيته في بعض الأسانيد في بعض المصنفات، وربما أيضاً في بعض التراجم يقال: أبو زكريا، وهذا خطأ، والصواب أنه أبو زكير.
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن قران التمر.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن جبلة بن سحيم سمعت ابن عمر يقول: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرن الرجل بين التمرتين حتى يستأذن أصحابه ).
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عامر الخزاز عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر-وكان سعد يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعجبه حديثه-: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران -يعني في التمر) ].
ولا يقال: إنه يستأذن عند الأكل من أمام جليسه قياساً على هذا، فلا قياس هنا، بل يكره حتى لو استأذن، لأنه في مثل هذا يأخذه بحياء، لأنه سيأذن له، لكن في التمر لا بد أن يستأذن إذا أراد أن يقرن، لكن هذا في حال ضعف الناس، وإذا كان العرف الإذن في هذا كما في زماننا، فالأمر فيه سعة.
قال المصنف رحمه الله: [ باب تفتيش التمر.
حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا أبو قتيبة عن همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: ( عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بتمر عتيق، فجعل يفتشه ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب التمر بالزبد.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثني ابن جابر قال: حدثني سليم بن عامر: ( عن ابني بسر السلميين، قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعنا تحته قطيفة لنا، صببناها له صبًّا، فجلس عليها، فأنزل الله عز وجل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا له زبداً وتمراً، وكان يحب الزبد صلى الله عليه وسلم ) ].
والإقران والقران يأتي في الشريعة في مواضع، قران في النسك وقران بين السّبعين في طوافين، الذي يطوف سبعاً ثم سبعاً هذا يسمى قراناً، وكذلك القران في أكل التمر.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الحوارى.
حدثنا محمد بن الصباح و سويد بن سعيد قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي، قال: ( سألت سهل بن سعد: هل رأيت النقي؟ قال: ما رأيت النقي حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: فهل كان لهم مناخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما رأيت منخلاً حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال، نعم، كنا ننفخه، فيطير منه ما طار، وما بقي ثريناه ).
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث قال: أخبرني بكر بن سوادة أن حنش بن عبد الله حدثه: ( عن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفاً، فقال: ما هذا؟ قالت: طعام نصنعه بأرضنا، فأحببت أن أصنع منه لك رغيفاً. فقال: رديه فيه، ثم اعجنيه ).
حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي قال: حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر قال: حدثنا سعيد بن بشير قال: حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: ( ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفاً محوراً بواحد من عينيه، حتى لحق بالله ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الرقاق.
حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن عطاء عن أبيه قال: ( زار أبو هريرة قومه يعني قرية- أظنه قال: يبنى- فأتوه برقاق من رقاق الأول، فبكى، وقال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بعينه قط ).
حدثنا إسحاق بن منصور وأحمد بن سعيد الدارمي قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا همام قال: ( حدثنا قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك- قال إسحاق: وخبازه قائم، وقال الدارمي: وخوانه موضوع- فقال يوماً: كلوا، فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفاً مرققاً بعينه حتى لحق بالله، ولا شاة سميطاً قط ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الفالوذج.
حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك السلمي أبو الحارث قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا محمد بن طلحة عن عثمان بن يحيى: ( عن ابن عباس قال: أول ما سمعنا بالفالوذج، أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمتك تفتح عليهم الأرض، فيفاض عليهم من الدنيا، حتى إنهم ليأكلون الفالوذج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما الفالوذج؟ قال: يخلطون السمن والعسل جميعاً. فشهق النبي صلى الله عليه وسلم لذلك شهقة ) ].
وهذا الحديث كذب.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الخبز الملبّق بالسمن.
حدثنا هدية بن عبد الوهاب قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني قال: حدثنا الحسين بن واقد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: وددت لو أن عندنا خبزة بيضاء من برة سمراء ملبّقة بسمن نأكلها، قال: فسمع بذلك رجل من الأنصار فاتخذه، فجاء به إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في أي شيء كان هذا السمن؟ قال: في عكة ضب. قال: فأبى أن يأكله ).
حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا حميد الطويل: ( عن أنس بن مالك قال: صنعت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم خبزة، وضعت فيها شيئاً من السمن، ثم قالت: اذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فادعه، قال: فأتيته فقلت: أمي تدعوك. قال: فقام وقال لمن كان عنده من الناس: قوموا، قال: فسبقتهم إليها فأخبرتها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هاتي ما صنعت، فقالت: إنما صنعته لك وحدك! قال: هاتيه فقال: يا أنس! أدخل عليّ عشرة عشرة، قال: فما زلت أدخل عليه عشرة عشرة، فأكلوا حتى شبعوا وكانوا ثمانين ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب خبز البر.
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم: ( عن أبي هريرة أنه قال: والذي نفسي بيده، ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعاً من خبز الحنطة، حتى توفاه الله عز وجل ).
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة ثلاث ليال تباعاً من خبز بر حتى توفي صلى الله عليه وسلم ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب خبز الشعير.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه: ( عن عائشة قالت: لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني ).
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود عن عائشة قالت: ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير حتى قبض ).
حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً، وأهله لا يجدون العشاء، وكان عامة خبزهم خبز الشعير ).
حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا بقية قال: حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك قال: ( لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف، واحتذى المخصوف. وقال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعاً، ولبس خشناً خشناً ).
فقيل للحسن: ما البشع؟ قال: غليظ الشعير، ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الاقتصاد في الأكل وكراهية الشبع.
حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معدي كرب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس ).
حدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله أبو يحيى عن يحيى البكاء عن ابن عمر قال: ( تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كف جشاءك عنّا، فإن أطولكم جوعاً يوم القيامة، أكثركم شبعاً في دار الدنيا ).
حدثنا داود بن سليمان العسكري قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سعيد بن محمد الثقفي عن موسى الجهني عن زيد بن وهب: ( عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعت سلمان، وأكره على طعام يأكله فقال: حسبي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولهم جوعاً يوم القيامة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت.
حدثنا هشام بن عمار و سويد بن سعيد و يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قالوا: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن إلقاء الطعام.
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا وساج بن عقبة بن وساج قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري قال: حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ( دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فرأى كسرة ملقاة، فأخذها فمسحها ثم أكلها، وقال: يا عائشة! أكرمي كريمك، فإنها ما نفرت عن قوم قط فعادت إليهم ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب التعوذ من الجوع.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا هريم عن ليث عن كعب عن أبي هريرة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب ترك العشاء.
حدثنا محمد بن عبد الله الرقي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن عبد الله بن باباه المخزومي قال: حدثنا عبد الله بن ميمون عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدعوا العشاء ولو بكف من تمر، فإن تركه يهرم ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الضيافة.
حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى من الشفرة إلى سنام البعير ) ].
وهذا أحد الثلاثيات الخمس أيضاً.
قال: [ حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا عبد الرحمن بن نهشل عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير ).
حدثنا علي بن ميمون الرقي قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن علي بن عروة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار ) ].
وهذا مع شدة ضعفه، إلا أنه ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام عملاً تشييع الضيف إلى باب الدار.
قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا رأى الضيف منكراً رجع.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب: ( عن علي قال: صنعت طعاماً، فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فرأى في البيت تصاوير، فرجع ).
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الجزري قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا سعيد بن جمهان حدثنا سفينة أبو عبد الرحمن: ( أن رجلاً ضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاماً، فقالت فاطمة: لو دعونا النبي فأكل معنا. فدعوه فجاء، فوضع يده على عضادتي الباب، فرأى قراماً في ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لـعلي: الحق فقل له: ما رجعك يا رسول الله؟ قال: إنه ليس لي أن أدخل بيتاً مزوقاً ) ].
والأحاديث المطروحة شديدة الضعف والموضوعة عند ابن ماجه هي في شطر سننه الأخير، لكونها في أمور الفضائل والآداب، فتسامح جداً في الإخراج للمتروكين وللوضاعين.
قال المصنف رحمه الله: [ باب الجمع بين السمن واللحم.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه: ( عن ابن عمر قال: دخل عليه عمر وهو على مائدته، فأوسع له عن صدر المجلس، فقال: باسم الله، ثم ضرب بيده فلقم لقمة، ثم ثنى بأخرى، ثم قال: إني لأجد طعم دسم ما هو بدسم اللحم، فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين! إني خرجت إلى السوق أطلب السمين لأشتريه فوجدته غالياً، فاشتريت بدرهم من المهزول، وحملت عليه بدرهم سمناً، فأردت أن يتردد عيالي عظماً عظماً، فقال عمر: ما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا أكل أحدهما وتصدق بالآخر. قال عبد الله: خذ يا أمير المؤمنين، فلن يجتمعا عندي إلا فعلت ذلك. قال: ما كنت لأفعل ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب من طبخ فليكثر ماءه.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا أبو عامر الخزاز عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا عملت مرقة، فأكثر ماءها، واغترف لجيرانك منها ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب أكل الثوم والبصل والكراث.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: ( أن عمر بن الخطاب قام يوم الجمعة خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس! إنكم تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم وهذا البصل، ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه منه، فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع، فمن كان آكلهما لا بد، فليمتهما طبخاً ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه: ( عن أم أيوب قالت: صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فيه من بعض البقول، فلم يأكل، وقال: إني أكره أن أوذي صاحبي ).
حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا أبو شريح عن عبد الرحمن بن نمران الحجري عن أبي الزبير عن جابر: ( أن نفراً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فوجد منهم ريح الكراث، فقال: ألم أكن نهيتكم عن أكل هذه الشجرة! إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان ).
حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم عن المغيرة بن نهيك عن دخين الحجري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: لا تأكلوا البصل، ثم قال كلمة خفية: النيء ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب أكل الجبن والسمن.
حدثنا إسماعيل بن موسى السدي قال: حدثنا سيف بن هارون عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء، قال: الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه ) ].
وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أكل من اللحوم الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والأرنب، والطير، ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أكل الدجاج، وإنما جاء ذلك في خبر ضعيف.
قال المصنف رحمه الله: [ باب أكل الثمار.
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق عن أبيه: ( عن النعمان بن بشير قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف، فدعاني فقال: خذ هذا العنقود فأبلغه أمك، فأكلته قبل أن أبلغه إياها، فلما كان بعد ليال قال لي: ما فعل العنقود، هل أبلغته أمك؟ قلت: لا. قال: فسماني غدر ).
حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي قال: حدثنا نقيب بن حاجب عن أبي سعيد عن عبد الملك الزبيري: ( عن طلحة قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبيده سفرجلة، فقال: دونكها يا طلحة! فإنها تجم الفؤاد ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب النهي عن الأكل منبطحاً.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل وهو منبطح على وجهه ) ].
تقدم معنا الكلام على ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم من اللحم, فذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم, وأكل النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً من حمار الوحش, وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً لحم أرنب وضبي, وغزال, وكذلك أيضاً أنبه إلى أنه ثبت أنه أكل الدجاج أيضاً في حديث أنس بن مالك وغيره.
وما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا هو مما تكلم فيه العلماء من الطيور: الحمام, وتكلم أيضاً بعض العلماء على اليربوع في عدم ثبوته, وإن جاء في ذلك موقوفاً عن بعض الصحابة عليهم رضوان الله تعالى, يروى في هذا عن عمر وغيره.
فننبه إلى أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أكل الدجاج في حديث أنس بن مالك وغيره, وقد نبهني عليه أحد الإخوة جزاه الله خيراً.
نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر