إسلام ويب

كتاب الصوم [2]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اختلف أهل العلم في إفطار الحاجم والمحجوم تبعاً لتصحيح الحديث أو تضعيفه، ومثل ذلك في القيء، وتكره القبلة للشاب سداً لذريعة فساد الصوم، وقد ورد الوعيد الشديد في إفطار رمضان أو يوم منها عمداً أما من أكل ناسياً فلا بأس ويتم صومه، ويستحب لمن كان مسافراً أن يفطر إذا شق عليه الصوم فإن لم يشق فالصوم أفضل.

    1.   

    باب في الصائم يحتجم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين .

    أما بعد:

    وبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه قال: [باب في الصائم يحتجم.

    حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن هشام، ح وحدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا شيبان -جميعاً- عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي أسماء -يعني: الرحبي- عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفطر الحاجم والمحجوم ) قال شيبان: أخبرني أبو قلابة أن أبا أسماء الرحبي حدثه، أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا شيبان عن يحيى قال: حدثني أبو قلابة الجرمي أنه أخبره أن شداد بن أوس بينما هو يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.

    حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم وهو آخذ بيدي لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم ).

    قال أبو داود: وروى خالد الحذاء عن أبي قلابة بإسناد أيوب مثله.

    حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق، ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل - يعني: ابن إبراهيم - عن ابن جريج قال: أخبرني مكحول أن شيخاً من الحي - قال عثمان في حديثه مصدق - أخبره أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفطر الحاجم والمحجوم ).

    حدثنا محمود بن خالد قال: حدثنا مروان قال: حدثنا الهيثم بن حميد قال: أخبرنا العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفطر الحاجم والمحجوم ).

    قال أبو داود: رواه ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول بإسناده مثله ].

    والإمام أحمد رحمه الله يصحح حديث شداد بن أوس في أفطر الحاجم والمحجوم، وينكر على من ضعفه.

    1.   

    باب في الرخصة في ذلك

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرخصة في ذلك.

    حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم ).

    قال أبو داود: رواه وهيب بن خالد عن أيوب بإسناده مثله، وجعفر بن ربيعة وهشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس مثله.

    حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم ).

    حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما إبقاء علي أصحابه، فقيل له: يا رسول الله! إنك تواصل إلى السحر، فقال: إني أواصل إلى السحر وربي يطعمني ويسقيني ).

    حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا سليمان - يعني: ابن المغيرة - عن ثابت قال: قال أنس: ( ما كنا ندع الحجامة للصائم إلا كراهية الجهد ) ].

    والمراد بالإطعام والإسقاء الذي من ربه هو الطعام والسقية المعنوية، وذلك بملء النفس حتى تنصرف عن لذة الطعام، ولو كان طعاماً حقيقياً لما كان لمعنى الصيام شيء في الشرع.

    1.   

    باب في الصائم يحتلم نهاراً في شهر رمضان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الصائم يحتلم نهاراً في شهر رمضان.

    حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل من أصحابه، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم )].

    1.   

    باب في الكحل عند النوم للصائم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الكحل عند النوم للصائم.

    حدثنا النفيلي قال: حدثنا علي بن ثابت حدثني عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال: ليتقه الصائم ).

    قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر، يعني: حديث الكحل.

    حدثنا وهب بن بقية قال: أخبرنا أبو معاوية عن عتبة عن أبي معاذ عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك أنه كان يكتحل وهو صائم.

    حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ويحيى بن موسى البلخي قالا: حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش قال: ( ما رأيت أحداً من أصحابنا يكره الكحل للصائم، وكان إبراهيم يرخص أن يكتحل الصائم بالصبر ) ].

    وأحاديث الكحل للصائم كلها ضعيفة مرفوعة عن النبي عليه الصلاة والسلام، لا يثبت منها شيء.

    1.   

    باب الصائم يستقيء عامداً

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصائم يستقيء عامداً.

    حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من ذرعه قيء وهو صائم فليس عليه قضاء، وإن استقاء فليقض ).

    قال أبو داود: رواه أيضاً حفص بن غياث عن هشام مثله ].

    وهذا الحديث منكر عند عامة الأئمة، منهم من يحمل النكارة في عيسى بن يونس، ومنهم من يحملها بـهشام، وأكثر الأئمة على أن عيسى بن يونس هو من تفرد بهذا الحديث .

    والصواب أن القيء لا يفطر الصائم، جاء هذا عن أبي هريرة عليه رضوان الله، وجاء عن عطاء، وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا الحسين عن يحيى قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام أن أباه حدثه قال: حدثني معدان بن طلحة أن أبا الدرداء حدثه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد دمشق، فقلت: إن أبا الدرداء حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، قال: صدق وأنا صببت له وضوءه صلى الله عليه وسلم )].

    1.   

    باب القبلة للصائم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القبلة للصائم.

    حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملك لإربه ).

    حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا أبو الأحوص عن زياد بن علاقة عن عمر بن ميمون عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم ).

    حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله -يعني: ابن عثمان القرشي- عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة ).

    حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا الليث، ح وحدثنا عيسى بن حماد قال: أخبرنا الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله عن عبد الملك بن سعيد عن جابر بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب: ( هششت فقبلت وأنا صائم، فقلت: يا رسول الله! صنعت اليوم أمراً عظيماً قبلت وأنا صائم، قال: أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم ) قال عيسى بن حماد في حديثه: قلت: لا بأس به، قال: فمه].

    وهذا حجة شرعية ونص من الوحي في الاعتبار بالقياس، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام أثبت له وإن كان الحكم كافياً لو قال له: إنه لا بأس إلا أنه بين له جواز ذلك بالقياس الذي يعرفه من جهة نظره.

    1.   

    باب الصائم يبلع الريق

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصائم يبلع الريق.

    حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن دينار قال: حدثنا سعد بن أوس العبدي عن مصدع أبي يحيى عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها ) قال ابن الأعرابي: بلغني عن أبي داود أنه قال: ليس هذا الإسناد بصحيح].

    1.   

    باب كراهيته للشاب

    1.   

    باب فيمن أصبح جنباً في شهر رمضان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن أصبح جنباً في شهر رمضان.

    حدثنا القعنبي عن مالك، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن عبد ربه بن سعيد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً ).

    قال عبد الله الأذرمي في حديثه: في رمضان من جماع غير احتلام ثم يصوم.

    قال أبو داود: وما أقل من يقول هذه الكلمة - يعني: يصبح جنباً في رمضان - وإنما الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً وهو صائم.

    حدثنا عبد الله بن مسلمة -يعني: القعنبي- عن مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب: يا رسول الله! إني أصبح جنباً وأنا أريد الصيام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا أصبح جنباً وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم، فقال الرجل: يا رسول الله! إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتبع )].

    1.   

    باب كفارة من أتى أهله في رمضان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كفارة من أتى أهله في رمضان.

    حدثنا مسدد ومحمد بن عيسى -المعنى- قالا: حدثنا سفيان قال مسدد: حدثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال: ( أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت، فقال: ما شأنك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: فهل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً، قال: لا، قال: اجلس، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: تصدق به، فقال: يا رسول الله! ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه، قال: فأطعمه إياهم ) قال مسدد في موضع آخر: أنيابه.

    حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الحديث بمعناه.

    زاد الزهري: وإنما كان هذا رخصة له خاصة، فلو أن رجلاً فعل ذلك اليوم لم يكن له بد من التكفير.

    قال أبو داود: رواه الليث بن سعد والأوزاعي ومنصور بن المعتمر وعراك بن مالك على معنى ابن عيينة .

    زاد الأوزاعي: واستغفر الله.

    حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ( أن رجلاً أفطر في رمضان، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: خذ هذا فتصدق به، فقال: يا رسول الله! ما أحد أحوج مني، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، وقال له: كله ).

    قال أبو داود: رواه ابن جريج عن الزهري على لفظ مالك، أن رجلاً أفطر، وقال فيه: ( أو تعتق رقبة أو تصوم شهرين أو تطعم ستين مسكيناً ).

    حدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثنا هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان بهذا الحديث، قال: فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً وقال فيه: كله أنت وأهل بيتك وصم يوماً واستغفر الله ).

    حدثنا سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: ( أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله! احترقت، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه، فقال: أصبت أهلي، قال: تصدق، قال: والله ما لي شيء ولا أقدر عليه، قال: اجلس، فجلس، فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حماراً عليه طعام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المحترق آنفاً؟ فقام الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدق بهذا، فقال: يا رسول الله! أعلى غيرنا فوالله إنا لجياع ما لنا شيء، قال: كلوه ).

    حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله عن عائشة بهذه القصة، قال: ( فأتى بعرق فيه عشرون صاعاً)].

    1.   

    باب التغليظ في من أفطر عمداً

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التغليظ في من أفطر عمداً.

    حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة، ح وحدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير عن ابن مطوس عن أبيه -قال ابن كثير عن أبي المطوس عن أبيه- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر ).

    حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدثني حبيب عن عمارة عن ابن المطوس -قال: فلقيت ابن المطوس فحدثني- عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن كثير وسليمان.

    قال أبو داود: واختلف على سفيان وشعبة عنهما ابن المطوس وأبو المطوس] .

    1.   

    باب من أكل ناسياً

    1.   

    باب تأخير قضاء رمضان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تأخير قضاء رمضان.

    حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع عائشة تقول: ( إن كان ليكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان ) ].

    وحديث ابن طاوس منكر، وسائر الأئمة على رده وعدم قبوله.

    1.   

    باب فيمن مات وعليه صيام

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن مات وعليه صيام.

    حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ).

    قال أبو داود: هذا في النذر، وهو قول أحمد بن حنبل.

    حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( إذا مرض الرجل في رمضان ثم مات ولم يصم أطعم عنه ولم يكن عليه قضاء، وإن كان عليه نذر قضى عنه وليه )].

    1.   

    باب الصوم في السفر

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصوم في السفر.

    حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( يا رسول الله! إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر؟ قال: صم إن شئت وأفطر إن شئت ).

    حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا محمد بن عبد المجيد المدني قال: سمعت حمزة بن محمد بن حمزة الأسلمي يذكر أن أباه أخبره عن جده، قال: ( قلت: يا رسول الله! إني صاحب ظهر أعالجه أسافر عليه وأكريه وإنه ربما صادفني هذا الشهر -يعني: رمضان- وأنا أجد القوة وأنا شاب وأجد بأن أصوم يا رسول الله أهون علي من أن أؤخره فيكون ديناً أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري أو أفطر؟ قال: أي ذلك شئت يا حمزة ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فرفعه إلى فيه ليريه الناس وذلك في رمضان، فكان ابن عباس يقول: قد صام النبي صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر ).

    حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زائدة عن حميد الطويل عن أنس قال: ( سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فصام بعضنا وأفطر بعضنا، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم ).

    حدثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان - المعنى - قالا: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معاوية عن ربيعة بن يزيد أنه حدثه عن قزعة، قال: ( أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس وهم مكبون عليه فانتظرت خلوته، فلما خلا سألته عن صيام رمضان في السفر، فقال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان عام الفتح، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ونصوم حتى بلغ منزلاً من المنازل، فقال: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم، فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر، قال: ثم سرنا فنزلنا منزلاً، فقال: إنكم تصبحون عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا، فكانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو سعيد: ثم لقد رأيتني أصوم مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعد ذلك )].

    1.   

    باب اختيار الفطر

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب اختيار الفطر.

    حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن -يعني: ابن سعد بن زرارة- عن محمد بن عمرو بن حسن عن جابر بن عبد الله: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يظلل عليه والزحام عليه، فقال: ليس من البر الصيام في السفر ).

    حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا أبو هلال الراسبي قال: حدثنا ابن سوادة القشيري عن أنس بن مالك - رجل من بني عبد الله بن كعب إخوة بني قشير- قال: ( أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت - أو قال: فانطلقت - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل، فقال: اجلس فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إني صائم، قال: اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصيام، إن الله تعالى وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى، والله لقد قالهما جميعا أو أحدهما، قال: فتلهفت نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

    وكان أبو هريرة يرى أن الرجل الذي يموت من الصيام أنه قد قتل نفسه ولا يصلى عليه، ولهذا ذهب بعض السلف إلى وجوب الفطر في السفرٍ، وهذا جاء عن عبد الرحمن بن عوف وغيره، ولكن جمهور العلماء من السلف إلى عدم الوجوب، ولكن يتباين بين الفاضل والمفضول، والمسألة خلافية على ثلاثة أقوال، أصوبها ما ذهب إليه الإمام أحمد وعمر بن عبد العزيز أنه إذا كان الصيام يشق فإن الفطر أفضل، وإذا كان صيامه لا يشق فإن صيامه أفضل.

    1.   

    باب فيمن اختار الصيام

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن اختار الصيام.

    حدثنا مؤمل بن الفضل قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله قال: حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته في حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ).

    حدثنا حامد بن يحيى قال: حدثنا هاشم بن القاسم، ح وحدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا أبو قتيبة - المعنى - قالا: حدثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي، قال: حدثنا حبيب بن عبد الله قال: سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي يحدث عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه ).

    حدثنا نصر بن المهاجر قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا عبد الصمد بن حبيب قال: حدثني أبي عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أدركه رمضان في السفر )، فذكر معناه].

    1.   

    باب متى يفطر المسافر إذا خرج

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب متى يفطر المسافر إذا خرج.

    حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد، ح وحدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثنا عبد الله بن يحيى - المعنى - قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب وزاد جعفر والليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمي أخبره عن عبيد -قال جعفر بن جبر- قال: ( كنت مع أبي بصرة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان فرفع ثم قرب غداة - قال جعفر في حديثه - فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة، قال: اقترب، قلت: ألست ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ) قال جعفر في حديثه: فأكل].

    1.   

    باب قدر مسيرة ما يفطر فيه

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قدر مسيرة ما يفطر فيه.

    حدثنا عيسى بن حماد قال: أخبرنا الليث -يعني: ابن سعد- عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن منصور الكلبي: ( أن دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم إنه أفطر وأفطر معه ناس وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمراً ما كنت أظن أني أراه، إن قوماً رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا المعتمر عن عبيد الله عن نافع أن ابن عمر كان يخرج إلى الغابة فلا يفطر ولا يقصر].

    1.   

    باب من يقول: صمت رمضان كله

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من يقول: صمت رمضان كله.

    حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن المهلب بن أبي حبيبة قال: حدثنا الحسن عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقولن أحدكم: إني صمت رمضان كله وقمته كله، فلا أدري أكره التزكية، أو قال: لا بد من نومة أو رقدة )].

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768237905