الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المثنى وحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: ( كان أبي من أصحاب الصفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا بنا إلى بيت عائشة، فانطلقنا فقال: يا عائشة أطعمينا، فجاءت بجشيشة فأكلنا، ثم قال: يا عائشة أطعمينا، فجاءت بحيسة مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا، فجاءت بعس من لبن فشربنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا، فجاءت بقدح صغير فشربنا، ثم قال: إن شئتم بتم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد، قال: فبينما أنا مضطجع في المسجد من السحر على بطني إذا رجل يحركني برجله، فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل. قال: فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].
جاء بضعة أحاديث في النهي عن نوم البطن، وهي معلولة جميعها، بعضهم يحسنها بمجموع الطرق، والله أعلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا سالم -يعني: ابن نوح- عن عمر بن جابر الحنفي عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب عن عبد الرحمن بن علي -يعني: ابن شيبان- عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد برئت منه الذمة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل، فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ).
قال ثابت البناني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ثابت: قال فلان: لقد جهدت أن أقولها حين أنبعث فما قدرت عليها.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل فقضى حاجته، فغسل وجهه ويديه ثم نام ).
قال أبو داود: يعني بال].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن بعض آل أم سلمة قال: ( كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم نحواً مما يوضع الإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبان قال: حدثنا عاصم عن معبد بن خالد عن سواء عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. ثلاث مرار ) .
حدثنا مسدد قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت منصوراً يحدث عن سعد بن عبيدة قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. قال: فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول. قال البراء فقلت: أستذكرهن، فقلت: وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا. وبنبيك الذي أرسلت ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن فطر بن خليفة قال: سمعت سعد بن عبيدة قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ) ثم ذكر نحوه.
حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن الأعمش و منصور عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، قال سفيان: قال أحدهما: ( إذا أتيت فراشك طاهراً )، وقال الآخر: ( توضأ وضوءك للصلاة ) وساق معنى معتمر.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: اللهم باسمك أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ).
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب، ح وحدثنا وهب بن بقية عن خالد نحوه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ( اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء ) زاد وهب في حديثه: ( اقض عني الدين وأغنني من الفقر ).
حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا الأحوص -يعني: ابن جواب- قال: حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الحارث و أبي ميسرة عن علي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه: ( اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ) .
حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي الأزهر الأنماري ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى ).
قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي عن ثور قال: أبو زهير الأنماري.
حدثنا النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـنوفل: ( اقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك ).
حدثنا قتيبة بن سعيد و يزيد بن خالد بن موهب الهمداني قالا: حدثنا المفضل يعنيان ].
وقراءة الكافرون عند النوم ضعيفة، والحديث في ذلك مرسل ولا يصح موصولاً.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد و يزيد بن خالد بن موهب الهمداني قالا: حدثنا المفضل يعنيان ابن فضالة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما وقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده: يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ) .
حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية رضي الله عنه، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية ).
حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حسين عن ابن بريدة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه حدثه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء أعوذ بك من النار ) .
حدثنا حامد بن يحيى قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اضطجع مضجعاً لم يذكر الله تعالى فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة، ومن قعد مقعداً لم يذكر الله عز وجل فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة ) ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الوليد قال: قال الأوزاعي: حدثني عمير بن هانئ قال: حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تعار من الليل، فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم دعا: رب اغفر لي ) قال الوليد: أو قال: ( دعا استجيب له؛ فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته ) .
حدثنا حامد بن يحيى قال: حدثنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد -يعني: ابن أبي أيوب- قال: حدثني عبد الله بن الوليد عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة، ح وحدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة المعنى عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال مسدد قال: حدثنا علي قال: ( شكت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى، فأتي بسبي فأتته تسأله فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ).
حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة قال: قال علي لـابن أعبد: ( ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، وأصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقاً أتي بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك، فأتته فوجدت عنده حداثاً، فاستحيت فرجعت، فغدا علينا ونحن في لفاعنا فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها في اللفاع حياء من أبيها، فقال: ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فسكتت مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك يا رسول الله، إن هذه جرت عندي بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت بابها، وبلغنا أنه قد أتاك رقيق أو خدم، فقلت لها: سليه خادماً ) فذكر معنى حديث الحكم وأتم.
حدثنا عباس العنبري قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن كعب القرظي عن شبث بن ربعي عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر، قال فيه: قال علي: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة صفين فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها.
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشراً، ويحمد عشراً، ويكبر عشراً، فذلك خمسون، ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم - يعني: الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته، فيذكره حاجة قبل أن يقولها ).
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي عن الفضل بن الحسن الضمري أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت: ( أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبياً، فذهبت أنا وأختي و فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبقكن يتامى بدر ) ثم ذكر قصة التسبيح قال: على إثر كل صلاة لم يذكر النوم ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنهما قال: ( يا رسول الله! مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ) .
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أصبح: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور. وإذا أمسى قال: اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور ) .
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا محمد بن أبي فديك قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بن ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار ).
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن ابن بريدة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة ).
حدثنا وهب بن بقية عن خالد ح وحدثنا محمد بن قدامة بن أعين قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) .
وأما زبيد كان يقول: كان إبراهيم بن سويد يقول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، زاد في حديث جرير: ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكبر أو الكفر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ) وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: ( أصبحنا وأصبح الملك لله ).
قال أبو داود: رواه شعبة عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد قال: ( من سوء الكبر ) ولم يذكر سوء الكفر.
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل، فقال: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه ).
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا يحيى بن حسان وإسماعيل قالا: حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ).
حدثنا يحيى بن موسى البلخي قال: حدثنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة المعنى قال: حدثنا ابن نمير قالا: حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي )، وقال عثمان: (عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ).
قال أبو داود: قال وكيع: يعني: الخسف.
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو أن سالماً الفراء حدثه أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه أن أمه حدثته، وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها حدثتها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: ( قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح ).
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا، ح وحدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني الليث عن سعيد بن بشير النجاري عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني قال الربيع: ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من قال حين يصبح: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ [الروم:17-18] إلى قوله: وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم:19] أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته ) قال الربيع: عن الليث.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد ووهيب نحوه عن سهيل عن أبيه عن ابن أبي عائش، وقال حماد: عن أبي عياش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي؛ وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح ).
قال في حديث حماد: ( فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا قال: صدق أبو عياش ).
قال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر عن سهيل عن أبيه عن ابن عائش.
حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية عن مسلم يعني ابن زياد قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك؛ إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، وإن قالها حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة ).
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني أبو سعيد الفلسطيني عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم أنه أخبره عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه، فقال: ( إذا انصرفت من صلاة المغرب، فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات؛ فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك؛ فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها ) أخبرني أبو سعيد عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نخص بها إخواننا.
حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ومحمد بن المصفى الحمصي قالوا: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه إلى قوله: ( جوار منها ) إلا أنه قال فيهما: ( قبل أن يكلم أحداً ) قال علي بن سهل فيه: إن أباه حدثه، وقال علي وابن المصفى: ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي، وتلقاني الحي بالرنين، فقلت لهم: قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا، فقالوها فلامني أصحابي، وقالوا: أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بالذي صنعت، فدعاني فحسن لي ما صنعت، وقال: أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا ) قال عبد الرحمن: فأنا نسيت الثواب، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي ) قال: ففعل وختم عليه فدفعه إلي، وقال لي ثم ذكر معناهم، وقال ابن المصفى قال: سمعت الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي يحدث عن أبيه.
حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي قال: حدثنا عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي وكان من ثقات المسلمين من المتعبدين قال: حدثنا مدرك بن سعد قال يزيد: شيخ ثقة عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه صادقاً كان بها أو كاذباً ].
هذا الحديث لا يصح في قول: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت في أذكار الصباح والمساء.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المصفى قال: حدثنا ابن أبي فديك أخبرني ابن أبي ذئب عن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه، أنه قال: ( خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: أصليتم؟ فلم أقل شيئاً، فقال: قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء ).
حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي، قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك قال: ( قالوا: يا رسول الله! حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءاً على أنفسنا أو نجره إلى مسلم ).
قال أبو داود: وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ).
حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا بقية بن الوليد عن عمر بن جعثم قال: حدثني الأزهر بن عبد الله الحرازي قال: حدثني شريق الهوزني قال: ( دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح إذا هب من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا هب من الليل كبر عشراً، وحمد عشراً، وقال: سبحان الله وبحمده عشراً، وقال: سبحان الملك القدوس عشراً، واستغفر عشراً، وهلل عشراً، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشراً، ثم يفتتح الصلاة ) .
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأسحر، يقول: سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا فأفضل علينا عائذاً بالله من النار ).
حدثنا ابن معاذ قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا المسعودي، قال: حدثنا القاسم، قال: كان أبو ذر يقول: من قال حين يصبح: اللهم ما حلفت من حلف، أو قلت من قول، أو نذرت من نذر، فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم اغفر لي وتجاوز لي عنه، اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنت فعليه لعنتي كان في استثناء يومه ذلك أو قال: ذلك اليوم.
حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا أبو مودود، عمن سمع أبان بن عثمان يقول: سمعت عثمان -يعني: ابن عفان- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي ) قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها.
حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال: حدثنا أنس بن عياض قال: حدثني أبو مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، لم يذكر قصة الفالج.
حدثنا العباس بن عبد العظيم و محمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الملك بن عمرو عن عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: ( يا أبت! إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح، وثلاثاً حين تمسي، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن بسنته، قال عباس فيه: وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح، وثلاثاً حين تمسي، فتدعو بهن فأحب أن أستن بسنته، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ) وبعضهم يزيد (على صاحبه).
حدثنا محمد بن المنهال قال: حدثنا يزيد -يعني: ابن زريع- قال: حدثنا روح بن القاسم عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى ) ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال :حدثنا أبان حدثنا قتادة، أنه بلغه: ( أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا ).
حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن حباب أخبرهم عن أبي هلال عن قتادة ].
ولا يثبت هذا الدعاء، وهو مرسل عن النبي عليه الصلاة والسلام، جاء موصولاً من وجوه أخرى، وكلها معلولة، ولا يثبت عند رؤية الهلال دعاء ولا ذكر معين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ عن قتادة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه ).
قال أبو داود: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث مسند صحيح ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة قالت: ( ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء، فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي ) ].
الشعبي لم يسمع من أم سلمة كما قاله ابن المديني، وبعضهم ييسر فيه ويحمله على الاتصال، وهذا أصح شيء جاء في الخروج من المنزل.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يقال حينئذٍ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟ ) ].
وابن جريج لم يسمع من إسحاق أيضاً كما قاله البخاري والدارقطني وغيرهم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا ابن عوف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي، وقال ابن عوف: ورأيت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ولج الرجل بيته، فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله ) ].
كذلك فيه انقطاع، شريح لم يسمع من أبي مالك كما قاله أبو حاتم، وعلى هذا فالأحاديث الواردة في هذا الباب معلولة، وأمثلها وأصحها حديث أم سلمة السابق.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن محمد المروزي و سلمة بن شبيب قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: حدثني ثابت بن قيس أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الريح من روح الله ) قال سلمة: فروح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها.
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا عمرو أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله! الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية، فقال: يا عائشة! ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [الأحقاف:24] ).
حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئاً في أفق السماء ترك العمل، وكان في صلاة، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرها، فإن مطر قال: اللهم صيباً هنيئاً )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا قتيبة بن سعيد و مسدد بن مسرهد المعنى، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: ( أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر ثوبه عنه حتى أصابه، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه عز وجل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة )].
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الديكة لأنها توقظ للصلاة، فكيف بسب المصلحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والقائمين بأمر الله والعلماء وغير ذلك الذين يقومون بأمر الله ليلاً ونهاراً، لا شك أن الأمر عظيم وشديد.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله تعالى من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً ).
حدثنا هناد بن السري عن عبدة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله، فإنهن يرين ما لا ترون ).
حدثنا هناد بن السري عن عبدة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله، فإنهن يرين ما لا ترون ).
حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن زياد عن جابر بن عبد الله، وحدثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد عن علي بن عمر بن حسين بن علي قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أقلوا الخروج بعد هدأة الرجل؛ فإن لله تعالى دواب يبثهن في الأرض ) قال ابن مروان: ( في تلك الساعة )، وقال: ( فإن لله خلقاً ) ثم ذكر نباح الكلب والحمير نحوه، وزاد في حديثه: قال ابن الهاد: وحدثني شرحبيل الحاجب عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن سفيان قال: حدثني عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ) ].
وهذا الحديث أعل بـعاصم بن عبيد الله، وهو لين الحديث.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل وحدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ) زاد يوسف: ويحنكهم ولم يذكر (بالبركة).
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن أبيه عن أم حميد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل رؤي -أو كلمة غيرها- فيكم المغربون، قلت: وما المغربون؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا نصر بن علي و عبيد الله بن عمر الجشمي قالا: حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد قال نصر: ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نهيك عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ) قال عبيد الله: ( من سألكم بالله ).
حدثنا مسدد وسهل بن بكار قالا: حدثنا أبو عوانة وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير المعنى عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه )، وقال سهل وعثمان: ( ومن دعاكم فأجيبوه )، ثم اتفقوا: ( ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه ) قال مسدد وعثمان: ( فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عباس بن عبد العظيم قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة -يعني: ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله عز وجل: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ [يونس:94] الآية. قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3].
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: ( جاءه ناس من أصحابه فقالوا: يا رسول الله! نجد في أنفسنا الشيء نعظم أن نتكلم به أو الكلام به ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن قدامة بن أعين قالا: حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ) قال ابن قدامة: ( رد أمره ) مكان ( رد كيده )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عاصم الأحول قال: حدثني أبو عثمان قال: حدثني سعد بن مالك قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) قال: فلقيت أبا بكرة فذكرت ذلك له، فقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم. قال عاصم فقلت: يا أبا عثمان لقد شهد عندك رجلان أيما رجلين، فقال: أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، أو في الإسلام، يعني: سعد بن مالك، والآخر قدم من الطائف في بضعة وعشرين رجلاً على أقدامهم، فذكر فضلاً.
قال أبو داود: قال النفيلي حيث حدث بهذا الحديث: والله إنه عندي أحلى من العسل، يعني قوله: حدثنا وحدثني.
قال أبو علي: وسمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد يقول: ليس لحديث أهل الكوفة نور ليس فيه إخبار قال: وما رأيت مثل أهل البصرة كانوا تعلموه من شعبة.
حدثنا حجاج بن أبي يعقوب قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدل ولا صرف ).
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد ونحن ببيروت عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن مروان الرقي قال: حدثنا المعافى وحدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا ابن وهب وهذا حديثه، عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء: مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم و آدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه.
حدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم فذكر نحوه.
حدثنا محمود بن خالد الدمشقي قال: حدثنا الفريابي قال: حدثنا سلمة بن بشر الدمشقي عن بنت واثلة بن الأسقع أنها سمعت أباها يقول: ( قلت: يا رسول الله! ما العصبية؟ قال: أن تعين قومك على الظلم ).
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: حدثنا أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم ).
قال أبو داود: أيوب بن سويد ضعيف.
حدثنا ابن السرح قال: حدثنا ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن المكي يعني ابن أبي لبيبة عن عبد الله بن أبي سليمان عن جبير بن مطعم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية ).
قال أبو داود: هذا مرسل، عبد الله بن أبي سليمان لم يسمع من جبير.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ابن أخت القوم منهم ).
حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز قال: حدثنا الحسين بين محمد قال: حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن داود بن حصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس، قال: ( شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً فضربت رجلاً من المشركين، فقلت: خذها مني وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فهلا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن ثور قال: حدثني حبيب بن عبيد عن المقدام بن معد يكرب وقد كان أدركه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ).
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا المبارك بن فضالة قال: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك: ( أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله! إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سليمان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال: ( يا رسول الله! الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت، قال: فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا وهب بن بقية قال: حدثنا خالد عن يونس بن عبيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: ( رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه، قال رجل: يا رسول الله! الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المستشار مؤتمن )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أبدع بي فاحملني، قال: لا أجد ما أحملك عليه، ولكن ائت فلاناً فلعله أن يحملك، فأتاه فحمله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( حبك الشيء يعمي ويصم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا سفيان بن عيينة عن بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اشفعوا إلي لتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء )].
ومن العقل أن الإنسان يفصل بين المحبوبات، فمن أحبه لخلقه لا يعني أنه صاحب علم، ومن أحبه لكرمه لا يعني أنه صاحب علم أو فضل أو غير ذلك، ومن أحبه لقرابته من رحم ونحو ذلك تنفك هذه الأشياء، أو ربما كان صاحب إنسان إليه بأن أعطاه أو أهداه أو منحه أو دفع عنه أذى أو غير ذلك، فهذه المحبوبات تنفك، فإذا امتزجت مع شيء منفك عنها دخل حينئذٍ الهوى، فالفصل بين المحبوبات مدعاة للإنصاف.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.
عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه عن معاوية: ( اشفعوا تؤجروا، فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اشفعوا تؤجروا ).
حدثنا أبو معمر قال: حدثنا سفيان عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا هشيم عن منصور عن ابن سيرين، قال أحمد: قال مرة: يعني هشيماً عن بعض ولد العلاء أن العلاء بن الحضرمي كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين، فكان إذا كتب إليه بدأ بنفسه.
حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز قال: حدثنا المعلى بن منصور قال: أخبرنا هشيم عن منصور عن ابن سيرين عن ابن العلاء عن العلاء بن الحضرمي أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ باسمه].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا الحسن بن علي و محمد بن يحيى قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل: ( من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى ).
قال ابن يحيى: عن ابن عباس أن أبا سفيان أخبره قال: فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان قال: حدثني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه ).
قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال: حدثني خالي الحارث عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: ( كانت تحتي امرأة، وكنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طلقها ).
حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ( قلت: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعاً أقرع ).
قال أبو داود: الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السم.
حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا الحارث بن مرة قال: حدثنا كليب بن منفعة عن جده ( أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك حق واجب ورحم موصولة ).
حدثنا محمد بن جعفر بن زياد قال: أخبرنا وحدثنا عباد بن موسى قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل: يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يلعن أبا الرجل فيلعن أباه، ويلعن أمه فيلعن أمه ).
حدثنا إبراهيم بن مهدي وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء المعنى قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبد الرحمن بن سليمان عن أسيد بن علي بن عبيد مولى بني ساعدة عن أبيه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: ( بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما ).
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أبر البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولي ).
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثني جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان قال: أخبرنا عمارة بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره، قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة، قال أبو الطفيل: وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه فجلست عليه، فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته ).
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوماً فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر، فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان و أبو بكر ابنا أبي شيبة المعنى، قالا: حدثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ابن حدير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها، قال: -يعني: الذكور- أدخله الله الجنة ) ولم يذكر عثمان يعني: الذكور.
حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا خالد قال: حدثنا سهيل -يعني: ابن أبي صالح- عن سعيد الأعشى.
قال أبو داود: وهو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الزهري عن أيوب بن بشير الأنصاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة ).
حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير عن سهيل بهذا الإسناد بمعناه، قال: ثلاث أخوات أو ثلاث بنات أو بنتان أو أختان.
حدثنا مسدد قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا النهاس بن قهم قال: حدثني شداد أبو عمار عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا وامرأة سعفاء الخدين كهاتين يوم القيامة، وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة امرأة آمت من زوجها، ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال: أخبرنا عبد العزيز -يعني: ابن أبي حازم- قال: حدثني أبي عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى قلت: ليورثنه ).
حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا سفيان عن بشير أبي إسماعيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ( أنه ذبح شاة فقال: أهديتم لجاري اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ).
حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة قال: حدثنا سليمان بن حيان عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به وفعل وفعل، فجاءه إليه جاره، فقال له: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه ).
حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ).
حدثنا مسدد بن مسرهد و سعيد بن منصور أن الحارث بن عبيد حدثهم عن أبي عمران الجوني عن طلحة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( قلت: يا رسول الله! إن لي جارين بأيهما أبدأ؟ قال: بأدناهما باباً ).
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا زهير بن حرب و عثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا محمد بن الفضيل عن مغيرة عن أم موسى عن علي قال: ( كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن المعرور بن سويد. قال: ( رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ، وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر! لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة، وكسوت غلامك ثوباً غيره، قال: فقال أبو ذر: إني كنت ساببت رجلاً، وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا ذر! إنك امرؤ فيك جاهلية، وقال: إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد قال: ( دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر! لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوباً غيره، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليكسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه ).
قال أبو داود: ورواه ابن نمير عن الأعمش نحوه.
حدثنا محمد بن العلاء قال: أخبرنا أبو معاوية، ح وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال: ( كنت أضرب غلاماً لي، فسمعت من خلفي صوتاً اعلم أبا مسعود، قال ابن المثنى: مرتين لله أقدر عليك منك عليه، فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله تعالى، قال: أما إنك لو لم تفعل للفعتك النار، أو لمستك النار ).
حدثنا أبو كامل قال: حدثنا عبد الواحد عن الأعمش بإسناده ومعناه نحوه، قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، ولم يذكر أمر العتق.
حدثنا محمد بن عمرو الرازي قال: حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تلبسون، ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله ).
حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عثمان بن زفر عن بعض بني رافع بن مكيث عن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم ).
حدثنا محمد بن المصفى قال: حدثنا بقية قال: حدثنا عثمان بن زفر قال: حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث وكان رافع من جهينة قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم ).
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني و أحمد بن عمرو بن السرح وهذا حديث الهمداني وهو أتم، قالا: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني عن العباس بن جليد الحجري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة، قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ).
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: أخبرنا وحدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا عيسى قال: حدثنا فضيل -يعني: ابن غزوان- عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة قال: حدثني أبو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلم قال: ( من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد له يوم القيامة حداً ) قال مؤمل: حدثنا عيسى عن الفضيل.
حدثنا مسدد قال: حدثنا فضيل بن عياض عن حصين عن هلال بن يساف قال: كنا نزولاً في دار سويد بن مقرن، وفينا شيخ فيه حدة، ومعه جارية فلطم وجهها، فما رأيت سويداً أشد غضباً منه ذاك اليوم، قال: عجز عليك إلا حر وجهها؟ لقد رأيتنا سابع سبعة من ولد مقرن، وما لنا إلا خادم، فلطم أصغرنا وجهها، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعتقها.
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن سفيان قال: حدثني سلمة بن كهيل قال: حدثني معاوية بن سويد بن مقرن قال: ( لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني، فقال: اقتص منه وإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا إلا خادم، فلطمها رجل منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتقوها. قالوا: إنه ليس لنا خادم غيرها، قال: فلتخدمهم حتى يستغنوا، فإذا استغنوا فليعتقوها ).
حدثنا مسدد وأبو كامل قالا: حدثنا أبو عوانة عن فراس عن أبي صالح ذكوان عن زاذان قال: ( أتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكاً له فأخذ من الأرض عوداً أو شيئاً، فقال: ما لي فيه من الأجر ما يسوى هذا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله، فله أجره مرتين )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا زيد بن الحباب عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا حماد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك: ( أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلمن، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص أو مشاقص، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله ليطعنه ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن سهيل عن أبيه قال: حدثنا أبو هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه فقد هدرت عينه ).
حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال: حدثنا ابن وهب عن سليمان -يعني ابن بلال- عن كثير عن الوليد عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخل البصر فلا إذن )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير، ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص عن الأعمش عن طلحة عن هزيل قال: ( جاء رجل -قال عثمان: سعد- فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب -فقال عثمان: مستقبل الباب-، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا عنك أو هكذا؛ إنما الاستئذان من النظر ).
حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن رجل عن سعد، نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو عاصم قال: أخبرنا ابن جريج وحدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا روح عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره عن كلدة بن حنبل: ( أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وضغابيس، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فدخلت ولم أسلم، فقال: ارجع فقل: السلام عليكم )، وذلك بعدما أسلم صفوان بن أمية، قال عمرو: وأخبرني ابن صفوان بهذا أجمع عن كلدة بن حنبل، ولم يقل: سمعته منه.
قال أبو داود: قال يحيى بن حبيب: أمية بن صفوان ولم يقل: سمعته من كلدة بن حنبل. وقال يحيى أيضاً: عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي قال: ( حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ).
حدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي بن حراش قال: حدثت أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
قال أبو داود: وكذلك حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة عن منصور، ولم يقل: عن رجل من بني عامر.
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي عن رجل من بني عامر، أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، قال: فسمعته فقلت: السلام عليكم أأدخل؟].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال: ( كنت جالساً في مجلس من مجالس الأنصار، فجاء أبو موسى فزعاً، فقلنا له: ما أفزعك؟ قال: أمرني عمر أن آتيه، فأتيته فاستأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قلت: قد جئت فاستأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قال: لتأتين على هذا بالبينة قال: فقال أبو سعيد: لا يقوم معك إلا أصغر القوم قال: فقام أبو سعيد معه فشهد له ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الله بن داود عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال: ( أتى عمر فاستأذن ثلاثاً، فقال: يستأذن أبو موسى، يستأذن الأشعري، يستأذن عبد الله بن قيس، فلم يؤذن له، فرجع، فبعث إليه عمر: ما ردك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستأذن أحدكم ثلاثاً فإن أذن له وإلا فليرجع قال: ائتني ببينة على هذا، فذهب ثم رجع، فقال: هذا أبي، فقال أبي: يا عمر! لا تكن عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا أكون عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا يحيى بن حبيب قال: حدثنا روح قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير أن أبا موسى استأذن على عمر بهذه القصة قال فيه: فانطلق بـأبي سعيد فشهد له، قال: أخفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالأسواق. ولكن سلم ما شئت ولا تستأذن.
حدثنا زيد بن أخزم قال: حدثنا عبد القاهر بن شعيب قال: حدثنا هشام عن حميد بن هلال عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه بهذه القصة، قال: فقال عمر لـأبي موسى: إني لم أتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غير واحد من علمائهم في هذا، فقال عمر لـأبي موسى: أما إني لم أتهمك، ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى المعنى قال محمد بن المثنى: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن قيس بن سعد قال: ( زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قال: فرد سعد رداً خفياً، قال قيس: فقلت: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذره يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السلام عليكم ورحمة الله، فرد سعد رداً خفياً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله! إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك رداً خفياً لتكثر علينا من السلام، قال: فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة، قال: ثم أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام، فلما أراد الانصراف قرب له سعد حماراً قد وطأ عليه بقطيفة، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا قيس! اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال قيس: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اركب فأبيت، ثم قال: إما أن تركب وإما أن تنصرف، قال: فانصرفت ).
قال هشام أبو مروان: عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
قال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد و ابن سماعة عن الأوزاعي مرسلاً، ولم يذكرا قيس بن سعد.
حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين، قالوا: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، وكان من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم السلام عليكم، وذلك أن الدور لم تكن عليها يومئذ ستور )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر ( أنه ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في دين أبيه فدققت الباب، فقال: من هذا؟ قلت: أنا، قال: أنا أنا كأنه كرهه ).].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا يحيى بن أيوب -يعني: المقابري- قال: حدثنا إسماعيل -يعني: ابن جعفر- قال: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث قال: ( خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت حائطاً، فقال لي: أمسك الباب فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ ) وساق الحديث.
قال أبو داود: يعني حديث أبي موسى الأشعري قال فيه: فدق الباب].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن حبيب و هشام عن محمد عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رسول الرجل إلى الرجل إذنه ).
حدثنا حسين بن معاذ بن خليف قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعي أحدكم إلى طعام فجاء مع الرسول؛ فإن ذلك له إذن ).
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا ابن السرح قال: حدثنا وحدثنا محمد بن الصباح بن سفيان و أحمد بن عبدة وهذا حديثه، قالا: أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس يقول: لم يؤمن بها أكثر الناس آية الإذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي.
قال أبو داود: وكذلك رواه عطاء عن ابن عباس يأمر به.
حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد العزيز -يعني: ابن محمد- عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة أن نفراً من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس ! كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا ولم يعمل بها أحد؟ قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ [النور:58] قرأ القعنبي إلى: (( عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) قال ابن عباس: إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله، فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير فلم أر أحداً يعمل بذلك بعد.
قال أبو داود: وحديث عبيد الله و عطاء يفسد هذا الحديث].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر