أما بعد:
فيا معشر الأبناء والإخوان، أحييكم جميعاً بتحية الإسلام: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا العنوان لهذه الكلمة الطيبة، جعلنا الله تعالى وإياكم من الممتثلين لخير الكلام، وضع لنا الأستاذ الابن جزاه الله خيراً، هذا العنوان: (احذر قبل أن تزل القدم).
فماذا يفهم الأبناء والإخوان من هذا العنوان؟
اعلموا أن حكماً بالإعدام قد قضي علينا، ولا ندري متى ينفذ هذا الحكم؟ والله العظيم لقد قضي علينا حكم بالإعدام، ولا ندري متى نستدعى أو نؤخذ لينفذ هذا الحكم بنا، أفلا نخاف؟ أفلا نكرب؟ أفلا نحزن؟ أفلا نغتم؟ أفلا نرهب؟ والذي أصدر هذا الحكم هو الجبار، الذي بيده ملكوت كل شيء، يحيي ويميت، يعز ويذل، يرفع ويضع، إذا أراد شيئاً حسبه أن يقول له: كن فيكون.
وإليكم نص هذا الحكم بالإعدام في عدة كلمات إلهية، هاهو سبحانه يواجه رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فيقول له: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30]، إنك يا رسولنا ميت وإنهم ميتون، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:31].
ومنها: قوله جل ذكره: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].
ومنها: قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185].
لا أشك في كل من وعى هذا الكلام الإلهي أنه قد أيقن بأن حكم الله قد صدر، وأنه لا مرد له، فلنتهيأ لليوم الذي نستدعى فيه، أو نؤخذ من بين أفراد أسرتنا ونموت، وبذلك تنتهي حياتنا، ولا ندري ما مصيرنا بعد موتنا، هل نحن من سكان الملكوت الأعلى؟ هل نحن من أهل دار السلام.. الجنة دار الأبرار، أم نحن من سكان العالم السفلي حيث سجين؟ هذا لا نعلمه، وهو واقع لا محالة إما جنة وإما نار.
أليست هذه حال تستدعي منا الخوف والرهبة والهم والحزن، كيف نضحك؟ كيف نلهو؟ كيف نلعب؟ ونحن لا ندري مصيرنا أفي عالم السعادة أم في عالم الشقاء؟
إذاً: فلنحذر كل الحذر أن تزل القدم؛ أن نستدعى إلى الله ونحن دنسون ملوثون مخبثون، الروح الملوثة المدساة الخبيثة، أعلمنا الرب تبارك وتعالى أنها لا تفتح لها أبواب السماء ولا تدخل الجنة أبداً، إذ قال عز من قائل: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [الأعراف:40]، ومتى يدخل البعير الأورق في فتحة الإبرة؟
تخيل ذلك، إنه مستحيل، إيه والله مستحيل، فكذلك الروح الخبيثة التي تعفنت بأوضار الجريمة، وتعفنت بأوضار الذنوب والآثام، هذه الروح تطرد من السماء ولا تفتح لها أبوابها، هذا الحكم قد صدر.
إما أن ندخل دار السلام، ونحن في ذلك النعيم المقيم، أو ندخل دار البوار.. النار.. الجحيم، فمنا من يخلد فيها أبد الآبدين، ومنا من يمتحش فيها ويحترق ويجلس فيها أحقاباً من السنين، ثم يخرج منها، هذا إن كان من أهل التوحيد.
إن بني الناس وبني الجن معاً مسلّمون بعدم خلودهم، فلا أحد يزعم أنه لا يموت، من هو الذي يخطر بباله أنه عسى أن يموت الناس ولا يموت؟ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185].
أما الحكم الثاني -معاشر المستمعين- فله شأنه، فلنتأمل، إنه حكمه تعالى بالفلاح، والفوز، والنجاة من النار، بدخول الجنة دار الأبرار لمن زكى نفسه، وطيبها، وطهرها، أو بالخلود في عذاب النار؟
وماذا نعلم عن عذاب النار؟
لو نستعرض صفات أهل النار في كتاب الحق في القرآن العظيم، لأغمي على أحدنا، ولكن قساوة قلوبنا منعت من ذلك، وإلا فقد كان من السلف من إذا مر -فقط- بفرن من أفران طبخ الخبز ويشاهد النار تلتهب يغمى عليه، ويحملونه إلى بيته مغمى عليه، أيام كانت القلوب رقيقة، لم تعلها أو تغشها الأهواء والشهوات.
هذا الحكم أشد من الثاني اسمعوه تعالى يقول، ويأتي بأعظم قسم عرفناه له في كتابه، فيقول بعد: بسم الله الرحمن الرحيم: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:1-8]، هذا هو القسم العظيم.
وجواب القسم والمقسم عليه، ومن أجله -لنذكر هذا معاشر الأبناء لا ننسى-: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:9-10].
واعلموا أن أحكام الله لا يعقب عليها، واقرءوا قوله تعالى: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41]، أحكام الخلق هذه يعقب عليها، قد ترد ولا تقبل، أما حكم الجبار جل جلاله وعظم سلطانه فمن يقوى على التعقيب عليه؟ من يراجعه فيها؟
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، وإن سألت يا بني ما معنى الفلاح؟ أجزى شاة أو بعيراً؟ أأحصل على وظيفة عالية، أأحصل على زوجة أو ولد؟ ما هو هذا الفلاح؟
وقد تقول: ما الخيبة؟ أهي فساد بضاعة؟ أم فساد مزرعة؟ أم ضياع أنعام؟ أم موت الزوجة أو الولد؟ ما هذه الخيبة؟
إن الله عز وجل هو الذي بين لنا معنى الفلاح والخيبة.
إنها مقابل أعمالنا التي نقوم بها الليل والنهار، سواء كانت صالحة أو طالحة، طيبة أو خبيثة، إننا في دار العمل، إننا يد عاملة، ولا تأخذ أجرتك يا عبد الله اليوم، وإنما تأخذها بعد نهاية العمل: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وهنا: ليعلم الأبناء أنك مهما عملت من الصالحات لا تفهمن أبداً أنك تجزى بها اليوم، إذ الدار دار عمل وليست بدار الجزاء، وليعمل الفاسد ما شاء أن يعمل من الشر والخبث والفساد، فلا يفهمن أبداً أنه يجزى بعمله اليوم، إنما الجزاء بعد نهاية العمل.
إذاً: بين تعالى الجزاء، فقال عز وجل: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185]، (فمن زحزح) بعيداً عن عالم الشقاء، وأما الجزاء ففي الدار الآخرة بعد نهاية هذه الدنيا.
إن الذي يصاب بآلام وأتعاب وشقاء بسبب جرائمه من سفك الدماء، وتمزيق الأعراض، وسرقة الأموال، إن أصابته نكبات، أو حلت به خسائر في ماله أو بدنه، فليست -والله- الجزاء، وإنما هي من شؤم السيئات، فللحسنات يمن وللسيئات شؤم، أما الجزاء العادل الحق فهو ليس هنا، إذ الذي استخدمنا واستعملنا أخبرنا أن جزاء أعمالنا ليس اليوم ولكنه غداً، أما سمعت هذه الآية: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:185] أي: ليس اليوم، فقد تجد العبد الصالح مريضاً طوال حياته، فقيراً طول عمره، وتجد الكافر الفاسق الفاجر سليماً معافى غنياً شبعان، فلا تفهمن أن هذا وذاك هو الجزاء، إن الجزاء يوم القيامة، يوم نهاية هذه الدورة، وهي عما قريب تنتهي، وبوادر نهايتها تجلت وظهرت في الآفاق، ولم تبقَ إلا أشراط لها عشر، متى ظهر شرط منها توالت، وما هي إلا كخرزات مسبحة، إذا سقطت واحدة توالت بعدها الباقية، بهذا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كثيراً ما أقول للمؤمنين والمؤمنات: إن أردت أن تستدل على غفلتنا وهبوطنا ورجوعنا إلى ما وراء الجاهلية الأولى، فقف في مجامع المسلمين، حتى في بيوت ربهم، وأظهر هذا الحكم الصارم: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، وقل: السلام عليكم إلى اللقاء، هل يقوم أحد من الحاضرين قائلاً لك: والله لا تبرح مكانك حتى تعلمنا كيف نزكي أنفسنا، وبماذا نزكيها؟!
أتؤمن إيماناً صادقاً يقينياً أن فلاحك مناط بتزكية نفسك، وأنت لا تعرف مواد التزكية، ولا أين تباع، ولا تعرف كيف تستعمل، ثم لا تبالي وتسكت وتخرج، أيدل هذا على إيمان؟
أتعلم أن حكم الله صدر بأن من دسى نفسه خاب وخسر كل شيء؟ ثم لا تدري هل أنت دسيت نفسك أم زكيتها؟ لِم لا تسأل: بِم تدسى النفس يا شيخ، ما هي أدوات التدسية والتخبيث؟ بينها لنا نعلمها؟ وإذا علمناها دلنا كيف نستعملها؟
لقد ضعف إيماننا، هذه هي الحقيقة معاشر الأبناء، ولكن ما قدّر يكون.
الآن هل تعرفون بم تزكون النفس؟ أبالماء والصابون؟
النفس يا أبنائي لا تزكو بالماء والصابون أبداً، وإنما تزكو بمواد أخرى، تزكو بالإيمان الصحيح والعمل الصالح، ولا تزكو بشيء آخر.
إن الثياب لا تطهر ولا تنظف ولا تطيب إلا بمواد خلقها الله لذلك، وهي الماء وأنواع الصابون، والنفس البشرية، هذه الروح التي حكم الله تعالى بخروجها من هذا البدن، والعروج بها إلى السماء، أو الهبوط بها إلى الدركات السفلى، هذه الروح -والله- لتزكو وتطيب فوق ما تتصورون، ووالله لتخبث وتتعفن فوق ما تتصورون.
وتظهر حال الطيب كما تظهر حال الخبث، فصاحب الروح الطيبة الطاهرة تشاهد ذلك في سلوكه كاملاً، لا ينبس ببنت شفة، أي: بكلمة من شأنها أن تسوء إلى مؤمن أو مؤمنة، ولا يلقي بسمعه ليسمع كلمة واحدة من شأنها أن تخبث نفسه وتلوثها من كلم الباطل والشر والفساد، ولا يستطيع أن يمشي خطوة واحدة حيث يغضب الجبار، ولا يرضى الرحمن بتلك المشية، تتجلى تلك الطيْبة للنفس في سلوك النفس الطيبة، وهذا مشاهد ومرئي.
كما أن النفس الخبيثة تتجلى تلك الأخباث في سلوك صاحبها، فلا تكاد تنظر إليه حتى تعرف من حاله أنه يحمل نفساً خبيثة، فإذا نطق أساء، وإذا مشى أساء، فتتجلى مظاهر السوء في سلوكه؛ لأنه مدسى النفس كالمريض، ولا عجب.
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:9-10].
معاشر المسلمين! لا نخرج من المسجد حتى نتأكد من صحة هذا الحكم والإيمان به، بعد أن سمعتم وتسمعون: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].
وعلى كل ذي عقل من البشر والجن أيضاً أن يعلم بِم تزكى النفس ويعرفه، وإن أراد الله نجاته طلب ذلك المزكي واستعمله، وإن فقد كل ما يملك، وأن يعرف ما تدسى به النفس وتخبث وتتلوث ليتجنبه، حتى لو حمله على أن يطلق امرأته ويخرج من بيته لفعل، إذ هو المصير إما سعادة أبدية أو شقاء أبدي.
الجواب: يجب علينا أن نتهيأ لمقابلة الله، للوقوف بين يديه، فبِم نتهيأ؟
نتهيأ بتزكية أنفسنا وتطهيرها، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، فدلوني على أي عمل أو قول أو اعتقاد أو فهم وعلم من شأنه أن يزكي نفسي إلا عملته طلباً لزكاة نفسي، ودلوني على أي عمل من شأنه أن يلوث نفسي ويخبثها حتى أتركه وأتجنبه، ولو كلفني ما كلفني.
إليكم حادثة في التاريخ: طالب علم نزل عند مؤمن يطعمه ويسقيه؛ لأنه من آفاق البلاد، فهو يأكل عنده ويشرب، وقد حصل لنا هذا أيام الطلب، وكان هناك خادمة في البيت تراوده على نفسه وهو يتمنع، وكنا نستصبح بالزيت والفوانيس، فكلما خطر بباله إجابة دعوتها وضع إصبعه في الفانوس حتى يحترق، فيقعد أسبوعاً وهو يتألم من الاحتراق، وما إن يشفى من ذلك الإصبع وتراوده تلك الشهوة فيضع إصبعه الثاني حتى أحرق عشر أصابع وعاش آلامها، ونجا من فتنة تدسية نفسه وتخبيثها: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].
بِم تزكو النفس؟
تزكو بالإيمان والعمل الصالح، أين يوجد هذان؟ في أية صيدلية؟ أين يباع الإيمان والعمل الصالح؟ إن هذا يوجد في كتاب الله وفي بيان رسوله صلى الله عليه وسلم.
مَن الذين يُسألون عنه؟ العالمون: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فلنسأل العالم: يا شيخ! دلني على العمل الصحيح، على الإيمان الصحيح.
سبحان الله! هل كان هناك منذ ألف وأربعمائة سنة شاشة، وتلفاز؟
والله لقد عرضت عليه الجنة وهو قائم يصلي والأمة وراءه، ورفع يديه بيديه يريد أن يتناول عنقوداً من العنب، وعرضت عليه النار فوالله لقد أشاح بوجهه وتأخر إلى الوراء من لهبها، ولم تكن كهذه الصور البارزة التي هي أكاذيب.
هيا إليكم هذا العرض للإيمان الصحيح، من وجد نفسه في الشاشة فليقل: الله أكبر على نعمة الله أنني مؤمن صادق الإيمان، ومن لم يجد نفسه بين أولئك المؤمنين فليبك وليبت حزيناً كئيباً، يطلب الإيمان من ربه، أمستعدون للمشاهدة؟ إليكم العرض من سورة الأنفال المدنية.
يقول تعالى وقوله الحق، اسمع عبد الله وانظر: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ [الأنفال:2] هذه الصيغة في لسان العرب [أهل القرآن] صيغة قصر، فالإيمان مقصور على هؤلاء، من لم يكن منهم ولا بينهم ليس بمؤمن كامل الإيمان: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:2-4]، أرجو أن يكون الأبناء قد شاهدوا أنفسهم في هذه الشاشة.
فقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، أقصر طريق، إذا كنت متلبساً بمعصية الله، فقال لك أخوك: أما تتقي الله، ترتكب كذا، أما تخاف الله تقول كذا، فإذا أنت انتهيت، وقلت: أستغفر الله وأتوب إليه، فاعلم أنك مؤمن، وإذا قيل لك ذلك فهزئت والتفت برأسك وضحكت، فوالله لا إيمان: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ ، كما نتلوها الآن: زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ؛ ارتفع منسوب إيمانهم، كانت مائة وستين درجة، فأصبحت مائتين وخمسين درجة، وهذه علامة أن الإيمان موجود، والطاقة موجودة، حيث جاء ما يزيد فيها فارتفعت.
أما أن تتلو الآيات والإيمان هو هو، فهو إيمان ميت جامد؛ لأن من شأن الآيات أن تزيد في إيمانك، فمن لم يزدد إيمانه عندما يسمع كلام الله فليراجع نفسه، ما هو بالمؤمن.
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، الذي يورّد المحرمات ويعرضها على المؤمنين والمؤمنات والغافلين والغافلات، وتقول له: يا عبد الله، هذا ما ينبغي أن يباع في أهل الإيمان بين المسلمين، يقول: مع الأسف فالزبائن لا يدخلون دكاننا إذا لم نعرض مثل هذا، أسألكم بالله: هل توكل هذا على الله؟ أو توكل على بيع الدخان، والمجلات ذات الصور الخليعة، أتوكل هذا على الله! لا أطيل في الشرح والبيان؛ إذ ما منا أحد إلا وقد عرف وفهم.
وَعَلَى رَبِّهِمْ لا على الوظيفة ولا على المرأة، ولا على الولد ولا على الدكان، ولا المقهى والمزرعة، إنما على الله فقط يعتمدون.
فلا يقفون في وجه الله يحادونه ويحاربونه من أجل أنهم يخافون من الجوع، أو من الضياع والهلاك: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ، وإقام الصلاة -معاشر الأبناء- أداؤها على الوجه الذي تنتج الطاقة وتولد الحسنات، فكم وكم من مصلٍ يدخل المسجد ويخرج منه ولا طاقة؛ لأنه ما أقامها، فما أنتجت، والفقيه يقول: صلاتك باطلة، ونحن نقول: صلاتك ما ولدت لك النور، والدليل أن أحدهم يصلي ويخرج من المسجد ويكذب عند باب المسجد، ويغتاب وينم في طريقه إلى بيته، ويتعاطى الحرام أكلاً وشرباً، أين آثار الصلاة؟ لا صلاة، واسمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له )، لِم لا صلاة له؟ لانعدام آثارها.
آثار الصلاة بينها تعالى بقوله: وَأَقِمِ الصَّلاةَ [العنكبوت:45] لِم يا الله؟ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، كيف تنهى عن الفحشاء والمنكر؟ بما تنتجه من الطاقة النورانية التي تفيض على اللسان فلا ينطق بالسوء، وعلى البصر فلا ينظر إلى ما حرم الله، وعلى السمع فلا يسمع ما حرم الله، وعلى الجوارح كلها.
ثم الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فالمقيم للصلاة لا يأتي فاحشة، ولا يرتكب منكراً، ولو أخذنا قائمة بأسماء المجرمين الذين أجرموا في هذا الشهر؟ هذا سب أمه، وهذا سرق جاره، وهذا فعل، وهذا فعل، ولو كانوا مئات والله لا نجد بين أولئك المجرمين أكثر من (5%) من المصلين و(95%) من تاركي الصلاة وممن لا يقيمون الصلاة، هذا الكلام كنت أقوله من أربعين سنة والحمد لله، حتى نتأكد من صحة كلام الله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، لن تجد أكثر من (5%) ارتكبوا الذنوب وآثامها، وهم ممن يقيمون الصلاة؛ يؤدونها في أوقاتها في جماعة المؤمنين بالخشوع والدموع، يؤدونها أداءً صحيحاً كاملاً فتنتج تلك الطاقة النورانية، فيرون المنكر منكراً، والفسق فسقاً، ولا يرتكبون المنكر، ولا يأتون الفسق.
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:3-4].
معاشر الأبناء هذه اللوحة -إن شاء الله- ونحن موجودون فيها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] ما معنى: (بعضهم أولياء بعض)؟ أنت وليي وأنا وليك، هل وليك يحزنك، يذلك، ينصر عليك عدوك، يحرمك من حقك، يهينك..؟ لا؛ فلهذا من يدعي الإيمان وهو يخذل المؤمنين والمؤمنات، ويبغضهم ولا يحبهم، فوالله ما هو بمؤمن، إذ الولاء هو النصرة والمحبة.
مؤمن؟ انصر أخاك وأحبه، فإن كنت تدعي أنك تحبه ثم تخذله وترى العدو يمزقه وأنت تضحك، والله ما أنت بمؤمن ولا بوليه.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ ما لهم؟ أخبر عنهم يا رب، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، هذه الصفة الأولى.
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، هل هذه الصفة موجودة في عالمنا الإسلامي؟ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ متى ترك؟ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ متى ارتكب في بيوتهم، في مجتمعاتهم، في محلات أعمالهم، في تجمعاتهم؟ ما إن يرى أحدهم منكراً فُعل إلا وقد نهى فاعله حتى يتركه ويتخلى عنه، ولا معروفاً أهمل وضيع وترك إلا أظهره وأعلن عنه وفعله.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ [التوبة:71]، اسمع، إقام الصلاة لا يتم إلا لمؤمن من أهل الإيمان واليقين، لن يستطيع بشري أن يقيم الصلاة بلا إيمان حقيقي في قلبه، إذ كان المنافقون يصلون ولا يقيمون الصلاة؛ يشهدونها لدفع المعرة عليهم أو للتظاهر بالإيمان، فهؤلاء تنتج لهم الصلاة زكاة نفوسهم وطهارتها؟ لا والله.
فلهذا قال تعالى: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71]، ما معنى طاعة الرسول؟ إذا أمرك أن تسكت اسكت، وإذا أمرك أن تقول قل، وإذا أمرك أن تعفي لحيتك أعفها، وإذا أمرك أن تحلقها احلقها، وإذا أمرك أن تمشي كذا، امش على النحو الذي طلب منك، وإلا فليس هناك طاعة، فإذا أمرك أن تأكل بيمينك كل بيمينك ولا تأكل بيسارك.
طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مظهر من مظاهر الإيمان، من لم يطع الله ورسوله ما هو بمؤمن: أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].
معاشر المؤمنين! أحسب أني شوشت عليكم، فهل هناك من خلاصة نعود بها تحملها قلوبنا، وتشع أنوارها على جوارحنا؟
عرفتم حكم الله الذي قضى علينا بالموت أو لا؟ فهيا نتزود من الليلة، نتخلى عن الذنوب والآثام التي تشقينا وتردينا، ونقبل على الصالحات التي تسعدنا وترفعنا، لم نتباطأ؟
عرفنا حكم الله عز وجل فينا، إما بالفوز والنجاح، وإما بالخسران والهلاك؟ عرفناه يقيناً أو لا؟ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].
يبقى هل عرفنا بِم تزكو النفس، لو سألك بريطاني أو أثيوبي وقال لك: بِم تزكو النفس؟ دله أنت، فإذا كنت لا تعرف فامشِ معه إلى العالم، يا شيخ: هذا يريد أن يزكي نفسه، بِم يزكيها بأية مادة؟
الإيمان الصحيح والعمل الصالح، هما أدوات التزكية للروح البشرية لا سواهما، ما الإيمان؟
الإيمان تصديق جازم يقوم على ستة أركان، آثاره تتجلى في سلوك العبد في هذه الحياة، تعال إلى المؤمنين والمؤمنات لتشاهدهم، فتعلم أنهم مؤمنون، واقرأ عليه آية الأنفال وآية التوبة، ذلك هو الإيمان الصحيح السليم من الخلط والنقص.
العمل الصالح: هو أولاً ما شرعه الله في كتابه القرآن العظيم، وعلى لسان رسوله الكريم، وليس هناك عمل صالح لم يشرعه الله ورسوله أبداً.
فمثلاً: أخونا قال: أنا أريد أن أصلي العشاء ثلاث ركعات؛ لأني تعبان مرهق، وأنا مؤمن بالله وأحب الله ولقاء الله، دعوني أصلي الليلة العشاء ثلاث ركعات فقط، هل هناك فقيه يقول: صلاتك صحيحة؟ والله لا يوجد، بل هي باطلة.
ما معنى باطلة يا شيخ؟ أي لا يوجد مولد للطاقة، ولا يوجد جدول الحسنات، كذلك لو قدم أو أخر، قال: أنا أقرأ الفاتحة قبل تكبيرة الإحرام تكون الصلاة باطلة.
كذلك التكالب على الدنيا وتقليد الفجار والجري وراءهم لن ينتهي إلا بالعودة الصادقة إلى منهج محمد صلى الله عليه وسلم، كيف؟
المنهج: أن يجتمع أهل الحي في مدنهم، وأهل القرى في قراهم؛ يجتمعون في صدق بنسائهم وأطفالهم ورجالهم، ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وهم جالسون يتلقون الكتاب والحكمة ويزكون أنفسهم؛ وذلك كل ليلة وطوال العام وعلى مدى الحياة، حتى ولو كنا لا نملك هيدروجين ولا ذرة، ولا نملك شيئاً من حطام الدنيا، فهذه هي الرفعة الصادقة، هل سبق لنا هذا؟ إي نعم، أما قال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [آل عمران:164]، والله لن يستقيم أمر هذه الأمة في أي أقاليمها وبلادها إلا على العلم الصحيح، وهذا العلم لا يكلفنا شيئاً، فالعامل يشتغل إلى غروب الشمس، غابت الشمس توضأ وحمل زوجته وأولاده إلى بيت الرب، يستمطر رحمات المولى ويتعلم الكتاب والحكمة ويزكي نفسه، وحينئذٍ تنتهي مظاهر الفسق والفجور والتكالب على الدنيا وأوساخها، وكل هذا يضمحل، سنة الله لا تتخلف؛ الطعام يشبع والماء يروي والنار تحرق، الكتاب والسنة يهديان البشر ويقودان للكمال الروحي، لن يتخلف هذا أبداً.
فهل يعجز المسلمون عن هذا؟ لا نريد منهم أن يغلقوا دكاناً ولا مصنعاً ولا مزرعة، فقط في الوقت الذي يذهب الكفار فيه إلى المقاهي والملاهي والمراقص والمعاصر يذهبون هم إلى ربهم؛ يستمدون الطاقة منه والقدرة.
بهذا نعود من جديد إلى سماء كمالاتنا، بدون هذا لن ترتفع لنا راية بحق وجدٍ، ونحن عرضة أيضاً لنقمة إلهية، وهل الله يذيق المؤمنين عذاباً؟ نعم، أما سلط علينا فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا و.. و، وإخوان لنا الآن يمزقون ويقتلون بالبوسنة والهرسك، بذنوبنا نحن.
معاشر الأبناء! اسمحوا لي إذا أثقلت عليكم في كلامي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يا مشعر المؤمنات، يا نساء المؤمنين! السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
اعلمن أن المهمة التي أنيطت بكن هي عبادة الله عز وجل؛ عبادة تزكي أنفسكن وتطهركن لتصبحن أهلاً لدخول الجنة في دار السلام.
والحمد لله، لقد خفف الرحمن عنكن الكثير؛ لا جهاد، لا عمل خارج البيت، لا.. لا، فقط، طاعة الزوج وتربية الولد مع عبادة الله عز وجل، والحمد لله المؤمنة محجوبة في قصرها كالحور العين، لا تشاهد فساداً في الشوارع، ولا منكراً في الأسواق، ولا تسمع باطلاً ولا.. ولا، هي في عبادة في بيتها، وتواصل صبرها وعبادتها لربها زمناً ما، فيقال: فلانة توفيت إلى رحمة الله، إلى الجنة دار السلام مع الصالحات، نحسبها كذلك.
فمن هنا أنصح لكن معاشر المؤمنات بأن تتخلين عن فكرة طلب العلم للوظيفة، هذه محنة ما فوقها محنة، وداء ما فوقه داء، وطريق إلى الخسران بوضوح، العقلاء لا يطلبون العلم للوظيفة أبداً، يطلبونه ليعرفوا الله، فيحبونه ويخافونه، فيقدمون على طاعته، فيكملهم ويسعدهم، لا أن يطلبوا العلم للوظيفة، هذه النية الفاسدة صاحبها هالك: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ).
وهناك تلويحات وتصريحات وتشويقات، والله ما هي إلا القاتلة، عاشت فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعدها من المؤمنات إلى أمك أنت أيتها السامعة، كلهن ما عرفن وظيفة ولا شغلاً مع الرجال، وعشن سعيدات ومتن طاهرات، وأنت الآن إذا ما أقحمت ابنتك في زمرة المتعلمات لوجه الدنيا لا لوجه الله تخافين أن تهلكي أو تموتي جوعاً! انتبهي.
مهمتك يا مؤمنة أن تصلحي شأن بيتك بعد الفراغ من عبادة ربك؛ تؤدين الصلاة ببيتك خاشعة دامعة باكية، تقضين في الصلاة ربع ساعة، وأنت بين يدي الله تتململين، ثم تظلين في بيتك تذكرين الله، لا يفارق ذكر الله لسانك، تغني بـ(سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، وإن رزقك الله بولد أو أولاد، علميهم كيف يعبدون الله، ذكريهم بالله، وجهيهم إلى الله بكلماتك الطيبة.
وحقوق زوجك أن تحفظيه في غيبته وشهوده في أهله وماله، واحفظي نفسك، فاتركي ما تورط فيه غيرك، لا تجلسي أمام تلفاز ولا فيديو تشاهدين فحلاً يغني من فساد الرجال وفساقهم، أو تشاهدين عاهرة فتجذبك صفاتها، وتريدين أن تكوني مثلها؛ فتلبسي لباسها وتقصي شعرك كما قصته، وتستعملين ما تستعمله، فإذا بك قد ذبت في دار الخسران: ( من تشبه بقوم فهو منهم ).ومن لامك أو عتب عليك من الهابطين فقولي: أنا أريد أن أسكن السماء، أنتم لا تدرون، أنا أريد أن أسكن في الفردوس الأعلى، أما أصحاب هذه المظاهر والمناظر الهابطة، التي تبرز الشهوات والباطل، فأهلها هابطون إلى الأرض، إلى أسفل الكون، وشتان ما بين من يريد أن يطلع ويعلو، وبين من يريد أن يهبط، ما أسهل الموضوع وما أيسره، أما الطلوع والارتفاع فيحتاج إلى جهد جهيد، ومقامة عظيمة عصيبة.
يا مؤمنات! أنا أعرف أن هناك تلميحات وتصريحات ودفع إلى الإمام لتصبحي كالأوروبية جيفة منتنة، لا ينظر الله إليك ولا يجلك، ماذا تريدين؟
أذكر لك ما تقول عائشة الصديقة حب رسول الله بنت الصديق ، تقول: (كانت تمضي على إحدانا الحيضة والحيضتان في ثوب واحد ما نجد أن نغيره)، وأنت ترفلين في الحرير، وما تقنعين ولا ترضين بالواقع، وتريدين كل شيء يتجدد، في اللباس والطعام والشراب، هذا ما هو شأن أهل السماء، هذا شأن أهل الأرض.
خلاصة القول: يا معشر المؤمنات! اعلمن أنكن في فتنة، ونحن الفحول الذين سقناها إليكن وعرفناكن بها فتخلين عنها، لا تفكري أبداً في أن تتعلمي أنت وابنتك من أجل الوظيفة أبداً، حجابك وبيتك، واعبدي ربك بما تتعلمين من أنواع عبادته وطاعته، وأدي حق زوجك وأولادك، وأبشري بدار السلام، اللهم اجمعنا وإياهن فيها.
الجواب: كل من ترونه يحب في الله، بشروه بأنه مؤمن، والله لا يحب في الله إلا مؤمن، من وجد نفسه يحب الشخص لوجه الله فليعلم أنه مؤمن، ومن أحب من أجل المال أو الجمال أو الشجاعة أو الآداب فحبه له، أما من أحب لله فلا يحب إلا مؤمناً.
الجواب: السبب في التفريط هو الإقبال بالقلب واليد على زخارف الحياة الدنيا، من أخذ يذكر الموت ولقاء الله تقل شهوته، ويهبط طمعه ويقنع بما آتاه ربه، ويصبح لا يفارق ذكر الله، المسحاة في يده: الله أكبر، المجن يجز الثمر: الله أكبر، وهو مع ذكر الله، يأكل بسم الله، يشرب بسم الله، ولهذا خلقنا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]، كم عدده؟ لا عدّ، إما أن نصمت للاستراحة فقط، وإلا دائماً نسبح ونذكر الله، وذكر الله هو المناعة الكافية، من ترك ذكر الله تلقته الشياطين وأبعدوه أعظم بعد عن الله ورضاه.
الجواب: هذه الآية كادت تعنينا؛ لأننا كنا في حاجة وسفر، ثم أغنانا الله عز وجل ورزقنا ووسع علينا أرزاقنا، وأصبحنا نفجر المياه في الحيطان، ونأكل الفواكه في الصيف والشتاء، ونطير في السماء، فنحن تحت النظارة، والله إننا لتحت النظارة، إما أن نشكر الله على هذه النعمة، وإما أن يزيد فيها ثم يهلكنا، عرفتم أننا مبتلون أو لا؟
علينا أن نشكر الله على هذه النعمة، فلا ننفق ريالاً واحداً فيما يغضب الله، ولا نقضي أوقاتنا فيما يغضب الله، ولنحول حياتنا كلها إلى طلب رضا الله، وحينئذٍ نأمن من غضب الله، وننجو مما يتوقى ممن أعطاهم فأعرضوا عنه كما في الآية.
والذي يساعد على هذا اجتماعنا في بيوت الله وبكاؤنا، أما البعد عن بيوت الله ودراسة كتابه فهذا من عوامل قساوة القلوب والإعراض عن هداه.
الجواب: الأعمال يا بني هي أن تزكي نفسك، اسأل عن الأعمال المزكية وزك نفسك، واسأل عن الأعمال المدسية لها وابتعد عنها، سواء كبيرة أو صغيرة، والزم باب الله، ولا تيأس، ولا ترجو رجاء حتى تترك ما أوجب الله، فكونك تحلق أو تشرب أنت في مفترق الطرق: إن تاب الله عليك ومت وأنت على تلك النفس الطيبة نجوت، وإن بقيت على هذه الحال، قد تحملك على ارتكاب ذنوب أخرى؛ لأن السيئة تلد سيئة، هذه سنة الله، فما من حية لا تلد إلا حية، فمن ابتلي بمعصية يجب أن يخاف الله، وأن يعمل ما استطاع على أن يستقيم على منهج الله، والأمر لله عز وجل، ونسأل الله لنا ولك حسن الخاتمة.
الجواب: هذا ما زلت أقرره وأقول: كل الذنوب، كل المعاصي، كل الجرائم، كل الفتن مردها إلى الجهل بالله، لا علة إلا الجهل، وقلت غير ما مرة: لو نقعد في مؤتمر عالمي لعلماء النفس والقانون والفلسفة، وعلم الحياة، وقلنا لهم: أيها العلماء ظهر في الكون في الدنيا في الشرق والغرب الظلم والفساد والخبث، فما علة هذه؟
أقول: والله ما يعرفون، وليسو بأهل لذلك، ويقول شيخ منا: عجوز، يقول: علة هذا الجهل، البشرية ما عرفت ربها معرفة يقينية، ما أحبته فلم تعمل، ما خافته فلم تترك معاصيه، هذا هو السبب.
فلهذا أنادي وأقول: على أهل الحي في المدينة أن يتعاهدوا بصدق؛ أن يحضروا بنسائهم وأطفالهم كل ليلة من المغرب إلى العشاء لتلقي الكتاب والحكمة وتزكية النفس، وأهل القرى إذا غابت الشمس لم يبقَ رجل ولا أحد في الشارع ولا في الدكان، أين هم؟ في بيت ربهم، يتعلمون الكتاب والحكمة، ما تمضي سنة أو سنوات إلا وهم علماء ربانيون، ولا تشعر إذا استضاءت القرية أو الحي بالعلم إلا وقد انتهى الباطل والشر والفساد والشح والكبر والخبث.. وكل مظاهر السوء، هذه سنة الله، هذا هو الطريق، نصدق الله ونلوذ بجنابه وندخل بيته بصدق؛ بأطفالنا ونسائنا نتعلم الكتاب والحكمة ونزكي أنفسنا، والنهار بكامله نحرث ونبني ونحفظ ونصنع.
العلة هي الجهل فقط في الكون كله، ومن أراد الدليل فلن يجد عالماً جليلاً ثبت أنه يزني، يلوط، يسرق، يتكبر، يسب، يشتم، يخون، لا والله، ما السبب؟ العلم.
أهل المسجد هنا: أعلمنا بالله أتقانا له، أهل البيت الواحد أعرفهم بالله أتقاهم له، فهذه هي العلة، عرف هذا العدو وجهلنا، وأبعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله، أبناء المدارس يلوطون ويجرمون ويعبثون ويدخنون؛ لأنهم لا يتلقون الكتاب والحكمة لله، لو تعلّموا في بيت الرب والله ما كان هذا، هذا أمر واضح، هيا نعود إلى الله.
إن هذا لا يكلفنا شيئاً، فالمعامل والمصانع والتجارة كلها ماشية، فقط من المغرب إلى العشاء عند الله، أنا وأطفالي وأهل بيتي.
الجواب: الحكم قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) قالها محمد الأمي صلى الله عليه وسلم؟ إي والله، والله لو يجتمع علماء الكون الموجودون الآن في هذا التطور العجيب والله ما نقضوا هذا الحديث، والله ما ينقضونه: (من تشبه) أي: طلب أن يكون مثل فلان، فوالله لن ينتهي إلا أن يكون مثله وجربوا، فمن يتشبه بالنساء ما يلبث أن يكون مخنثاً، من يتشبه بلاعبي الكرة والرياضيين ما يلبث حتى يصبح مثلهم، يرفع رجليه ويديه، رجل تشبه بعبد صالح كالشيخ الفلاني، ما يلبث أن يكون مثله في هدوئه وسكونه، أنا حلفت: لو يجتمع علماء النفس على أن ينقضوا كلمة قالها محمد صلى الله عليه وسلم وثبتت وصحت والله ما استطاعوا؛ فلهذا: (من تشبه بقوم فهو منهم) شيئاً فشيئاً حتى يحبهم، فإذا أحبهم انتهى الأمر، أصبح هو هو، ولا خلاف.
الشيخ: إذا كان عنده مال ولم يسدد ديونه مكراً وخديعة، وكبراً وبغضاً، فلا حج ولا صلاة، وإذا كان ليس عنده ما يسدد، والديون خمسون ألفاً أو مائة والحج ألف ريال، لِم لا يحج، يحج أفضل، لأن الدين لا يستطيع أن يسدده، فالحج مقبول وأفضل.
الحكم الشرعي أن من عليه ديون يسقط عنه الحج حتى يسدد ديونه، أما إذا كان عاجزاً عن التسديد، ما عنده، لم ما يحج وتكاليف الحج أقل من الدين.
أهل العلم يقولون: من عليه ديون يسقط عنه الحج، ليس مطالباً حتى يسدد ديونه، لِم؟
لأن الحج كاملاً يحتاج إلى مال، يأتي أحدهم من الهند أو أمريكا بالطائرة، ويكلفه عشرين ألف ريال فهذا يسدد الدين وبعد ذلك يحج، لكن لو كانت تكاليف الحج قليلة وليس عنده ما يقضي الدين وحج فحجه صحيح، بل أعظم، وخاصة إذا كان ليست لديه قدرة على سداد الدين، الحج من المدينة إلى مكة بخمسمائة ريال، فلماذا لا يحج إذاً؟ يحج أفضل.
الجواب: كم من إنسان يأتينا بحجة، ويدفع خمسة آلاف ريال فنقول: هذا مبلغ كبير، فيقول: هنيئاً له.
آخر يدفع في حجة ألفاً وخمسمائة ريال، نعطيها طالباً من الطلاب ينتفع بها، يحج بخمسمائة ويأخذ ألف ريال يعيش عليها سنة، فالكل واسع، لكن لو طالبته وقلت: أعطني خمسمائة ريال وإلا لن أحج، فلك ذلك، وإذا أخذت الفلوس كل واشرب حلالاً؛ لأن لصاحبها فقط الحجة المطلوبة، أحسن طوافك، أحسن وقوفك، دعاءك، كل عبادة أدها على الوجه المطلوب، ولا تقل: أخذنا الفلوس، وبعد ذلك تُفسد الحج على المؤمن، هذه خيانة وحرام، بل لابد أن يؤدي الحج كما يحج لنفسه أو أكثر، فهي أمانة في عنقه، أما إذا أعطاه الأموال برضا نفس نعم، ينتفع بها، ولا حرج.
الجواب: أنواع النسك ثلاثة بإجماع أهل السنة والجماعة، ألا وهي: الإفراد، والقران، والتمتع، جاء هذا في كتاب الله وعلى لسان رسوله، وكلها جائزة، ومن خالف وقال: الإفراد لا يجوز كلامه مردود لا يقبل أبداً.
لقد حج أبو بكر الصديق مفرداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان والياً على المسلمين، حج عمر طوال الخلافة مفرداً، حج عثمان مثل ذلك، من قال: كيف؟ أنت أعلم برسول الله منهم؟ أنت أتقى لله منهم؟
فشيخ الإسلام ابن تيمية الذي أنار الله به الوجود فرق رحمه الله، فذكر أن من ساق الهدي: إبله أو أبقاره أو أغنامه من دولته أو من بلاده ولبى القران فهو أفضل له، ودليل الفضل أنه حج اختاره الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، أيختار الله للرسول غير الأفضل؟ خرج مفرداً حتى انتهى إلى وادي العقيق، وإذا ببرقية رسمية يقول جبريل: ( يقرئك ربك السلام، ويقول لك: إنك بالوادي المبارك فقل: حجاً في عمرة )، فأدخل العمرة على حجه، وساق الهدي، وجاء علي بهدي آخر من اليمن وحج مفرداً.
يبقى هنا: قد يقول القائل من طلابي الصغار: ها هو قال: ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة )، هذه كلمة مفهومة، رأى الناس يبكون بكاء بالدموع، عمر يبكي ويقول: يا رسول الله كيف نبيت مع نسائنا ونحج؟ فقال: ( إنها لكم إلى يوم القيامة، دخلت العمرة في الحج ) فمسح دموعهم؛ لأنهم تألموا: كيف يحلون وجاءوا محرمين، ليعلم أمته إلى يوم القيامة، فالقران إذا سقت الهدي من بلادك، بسيارتك، أو كأن تحمل الكبش على الطيارة من إيران أو من العراق، ولا حرج، فالنصارى يأتون بالكلاب في الطيارات، أنت ائت بكبش في الطيارة، فهنا القران أفضل.
ثانياً: يكون الإفراد أفضل متى؟ إذا اعتمرت وعدت إلى أهلك في نفس العام وتحج، فتسافر مرتين، وتنفق نفقتين، وتترك عملك الدنيوي مرتين لوجه الله، هنا الإفراد أفضل، فإن كنت لا تستطيع أن تسوق الهدي، ولا تقدر أن تعتمر وتعود في نفس العام إلى بيتك، فالتمتع بالإجماع أفضل، فتحرم بالعمرة، ثم تتحلل منها وتبقى في مكة يومين أو ثلاثة أو أسبوعاً، أو أقل أو أكثر، فإذا أهل الناس بالحج، أهِلّ بالحج، فالتمتع هنا أفضل، وعليك هدي شكراً لله عز وجل على أن جعلت عبادتين في وقت واحد، وإن عجزت عن الذبح فصم عشرة أيام، ثلاثة أيام في مكة، وسبعة في بلادك، هذا ما عليه أهل السنة والجماعة.
قال الأستاذ: الجمهور يقولون: الإفراد أفضل، وليس كذلك، فليس الجمهور مالك والشافعي، بل هناك أحمد وأبو حنيفة وأتباعهما، والحكم الذي ذكرته هو ما عليه أهل المذاهب كلها: الذي يسوق الهدي القران أفضل له، والذي يعتمر ويعود إلى دولته، ثم يحج من عامه الإفراد أفضل له.
ومن لا يستطيع سوق الهدي ولا أن يعتمر ويعود فالتمتع أفضل له، ويشكر الله، إما بذبح شاة أو بصيام عشرة أيام.
الجواب: التي تخرج من بيتها لغير حاجة ضرورية آثمة.. آثمة.. آثمة: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، الْزمن البيوت يا مؤمنات، فإن اضطرتْ للخروج تخرج وتتستر وتتحجب حتى لا يرى منها محاسنها، اللهم إلا إذا انتقبت تترك عيناً تبصر بها، والآن بطل النقاب، ما نحن بحاجة إليه.
كانت المرأة قبل تصنع النقاب لأن لباسها كان من الصوف، فإذا وضعت على رأسها صوفاً لم تستطع المشي، فكان لابد من النقاب، والآن هناك مؤمنات بالمسجد النبوي يتصدقن فيأتين بهذه الخُمُر ويهدينا بلا مقابل، فأنت خذيها وأسدليها على وجهك، فتشاهدين الطريق كما هو، فليس هناك حاجة إلى النقاب ما دام أن هذه القطع من القماش خفيفة سوداء يمكن وضعها على الرأس، فلا تعيق المشي والمشاهدة.
فإن لم يكن عندها ثوب ثخين أو غليظ فلابد من النقاب، وكما علمنا ابن عباس تترك عيناً من عينيها حتى تشاهد الطريق.
أنا أقول: يا مؤمنات! اتركن الأسواق لا تتجولن فيها، بل اتركن حتى المساجد فصلاتكن في بيوتكن أفضل، ولا تقولي: حبستموني، وهل أنت محبوسة؟ أنت في قصر كالملكة، وعما قريب تطلعين إلى الجنة، هذا حبس؟!
الجواب: ائتوني بهذا الفحل لنقول له: المسلم يريد أن يسكن السماء والملكوت الأعلى، والكافر ما عرف السماء ولا الجنة ولا الدار الآخرة؛ لأنه هابط، فالتعاليم لنا نحن الذين نريد أن نعرج ونخترق السبع الطباق، مسافة سبعة آلاف وخمسمائة عام، ما إن تخرج الروح إلا وترقى، نحن مطالبون بأكل خاص، وبلباس خاص، وبمشية خاصة، وبتفكير خاص، وبسلوك كامل خاص، فأنت تريد أن تجعل سلوكنا كسلوك اليهود والنصارى، والمشركين، وتقول: نطلع السماء وندخل الجنة، والله ما كان، ولن يكون.
فمن هنا قلنا: لو كان التلفاز لا يعرض إلا الهدى والأنوار والتعليم، فنحن نفرح بهذا ونحمد الله أننا نجد مدرسة في بيوتنا، لكن ما دام التلفاز والفيديو فيه هذا وهذا، فلا، قالت عائشة : (الديوثة من النساء هي التي يسمع ضيفها صوتها في ديرتها).
الآن أيها الفحول: فيكم من يرضى أن تتكلم امرأته بصوت يسمعها فحل أجنبي؟
أعوذ بالله! الديوث لا يدخل الجنة، من أعلن هذا؟ رسول الله.
إذاً: إذا كان الفحل لا يرضى لامرأته أن تشاهد رجلاً مؤمناً، فكيف يسمح لها أن تشاهد مغنياً يرقص أمامها، يمكن هذا؟ من يرضى؟ والله ما نرضى، وإن كانت عجوزاً زادت على الثمانين، ثم المرأة تشاهد رجلاً أمامها يغني، كذلك وأنت تشاهد أمامك عاهرة ترقص وتكشف عن محاسنها، هل هذا يبيحه الإسلام؟ أهذا يجيزه الله؟ أهذا يأمر به رسول الله؟ هذا يقول به مؤمن؟ هذا لليهود والنصارى والمشركين، أما المؤمن فلا ينظر أبداً.
فالرد على هذا الفحل الذي درس في الخارج وتعلم نقول: نحن المسلمون غيركم أيها الكافرون، نحن لا نضيق ولا نوسع، لنا تعاليم السماء، ما أباحه الله أبحناه، وما حظره حظرناه، ونحن على علم أن الشارع حكيم، ما أحل إلا ما فيه فائدة، وما حرم إلا ما فيه ضرر.
ثم إذا قلت: ما الفرق بيني وبينك؟ والله لنفسي أطيب من نفسك، وأنا مرتاح وما شاهدت، وأنت تشاهد التلفاز وتزداد هماً وغماً، هل هناك ممن يشاهدون العرض الباطل مرتاحون سعداء هات واحداً؟ لو يجوّع يوماً يخرج من الدنيا، المهم هذه أباطيل وترهات وكلام لا قيمة له ولا وزن، الوزن: قال الله وقال رسوله، مع العلم نحن نريد السماء لا نريد الأرض ولا السفل.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر