إسلام ويب

نماذج من أحوال السلف مع القرآن [2]للشيخ : عبد الرحمن صالح المحمود

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان سلفنا الصالح قرآناً يمشي على الأرض، فقد وهبوه وجدانهم، وأنفقوا فيه أغلى أوقاتهم، فانتفعوا به ونفعوا غيرهم، وبين يدينا نموذج فريد من تلك النماذج التي يحيي ذكرها مكانة القرآن في النفوس.

    1.   

    حياة علم من أعلام القرآن

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أيها الأخ المسلم! هذا أحد أعلام التابعين كان مشركاً كافراً من بلاد فارس، ثم أسر أخيراً في إحدى معارك الإسلام زمن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فأسلم وتعلق قلبه بالقرآن. يقول هذا التابعي رحمه الله تعالى عن نفسه: وقعت أنا ونفر من قومي أسارى في أيدي المجاهدين، ثم ما لبثنا أن غدونا محفوفين بطائفة من المسلمين في البصرة، فلم يمض علينا وقت طويل حتى آمنا بالله، وتعلقنا بحفظ كتاب الله. وهكذا كانت أمة الإسلام، وهكذا كان سلفنا من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم، كانت بيوتهم عامرة بالإسلام والقرآن، وكان كل من عاش معهم يتأثر بهم وبأخلاقهم ومعاملاتهم وحياتهم الطيبة المعمورة بالقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان هؤلاء الذين يعيشون معهم عبيداً لهم مملوكين يأمرونهم وينهونهم ويبيعونهم ويشترونهم، فكانت حياتهم دعوة إلى الله تبارك وتعالى بأقوالهم وأفعالهم، وكان كثير من المشركين أو أهل الكتاب لا يمضي عليهم وقت حتى يدخلوا في دين الإسلام، وكيف لا يدخلون والإسلام هو دين الحق، والذين يعملون معهم ويعاملونهم يتخلقون بأخلاق القرآن؟ فكانت القدوة والمعاملة تنتقل مباشرة إلى هؤلاء. هكذا كانت أمة الإسلام، وقارنها اليوم بأوضاعنا نحن المسلمين، وكيف نعامل غيرنا في بيعنا وشرائنا وأخلاقنا ونحو ذلك، حتى ولو لم يكونوا عبيداً مملوكين وإنما هم أجراء بيننا وبينهم عقد الإجارة. هذا الإمام التابعي كان مشركاً مقاتلاً في صفوف المشركين فوقع أسيراً، ولما عاش في البصرة بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين رأى الإيمان والقرآن، فما لبث أن دخل في دين الله تبارك وتعالى.

    حياة أبي العالية مع سيده ومع ربه وخالقه

    يقول بعد أن ذكر إسلامه وتعلقه بالقرآن وهو عبد مملوك، يقول: وكان منا -أي: من العبيد المملوكين- من يؤدي الضرائب لمالكيه، ومنا من يقوم على خدمتهم، وكنت واحداً من هؤلاء -يعني: من هؤلاء الذين يقومون على خدمة أسيادهم- ولكن كنا نختم القرآن كل ليلة، فشق ذلك علينا فجعلنا نختمه مرة كل ليلتين، فشق ذلك علينا فجعلنا نختمه كل ثلاث، فشق ذلك علينا لما كنا نعانيه من جهد في النهار وسهر في الليل. فهل تعقد نفسياً وهو عبد مملوك؟! لا. بل رفعه القرآن محلقاً إلى السماء، فصار يؤدي حق سيده وحق ربه؛ لأنه يعلم أنه إذا قدم يوم القيامة إلى ربه فلا فرق بينه وبين سيده في الحساب والجزاء. عبد مملوك يحيي القرآن كل ليلة، ويخدم أسياده بإخلاص في النهار، ويشق ذلك عليه ويتحول إلى الحفظ والقراءة كل ليلتين ثم إلى كل ثلاث. قال: فلقينا بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وشكونا لهم ما نكابده من السهر وقراءة كتاب الله مع قيامنا بخدمة موالينا فقالوا لنا: اختموه كل جمعة مرة فأخذنا بما أرشدونا إليه فجعلنا نقرأ القرآن طرفاً من الليل وننام طرفاً فلم يشق ذلك علينا. أيها الأخ في الله! هؤلاء عبيد مملوكون حدثاء عهد بالإسلام فأين أمة الإسلام من القرآن؟! وبقيت في حياته حكايات وقصص، فقد آل أمره إلى امرأة من بني تميم، وكانت سيدة فاضلة مؤمنة، فكانت لا تشق عليه في الخدمة، حيث كان يخدمها بعض النهار ويرتاح في بعضه الآخر، فأخذ مع حفظ القرآن يتعلم القراءة والكتابة وطلب العلم وعلى رأسه القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأت عبادته خرجت معه في صلاة الجمعة وقالت أمام الناس في الجمعة: اشهدوا -يا معشر المسلمين- أني أعتقت غلامي هذا رغبة في ثواب الله وطمعاً بعفوه، وليس لأحد عليه من سبيل إلا سبيل المعروف. ثم نظرت إليه وقالت: اللهم إني أدخره عندك ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

    أبو العالية الرياحي بين يدي أكابر الصحابة

    فمن هو هذا الإمام الذي قال عن نفسه: تعلمت الكتابة والقرآن فما شعر بي أهلي ولا رئي في ثوبي مداد قط؟ إنه أبو العالية رفيع بن مهران الإمام المقرئ الحافظ المفسر أبو العالية الرياحي البصري أحد أعلام التابعين، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلتق به، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق ودخل عليه، وسمع من عدد من الصحابة، منهم عمر وعلي وأبي وأبو ذر وابن مسعود وابن عباس ، وغيرهم كثير، وقرأ القرآن على أبي بن كعب وعلى ابن عباس ، وقرأ القرآن أيضا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما أحلى القرآن من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه! روي عنه أنه قال: قرأت القرآن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرار. فيا للعجب؛ خليفة المسلمين مشغول بالفتوحات وبالأحوال الدقيقة لأمة الإسلام مغرباً ومشرقا ويقرأ عليه القرآن عبد مملوك ثلاث مرات! أيها الأخ في الله! هذا الإمام التابعي رفعه الله تبارك وتعالى بالقرآن كما رفعه بالعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. دخل مرة على عبد الله بن عباس وهو أمير البصرة لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فرحب به ورفع منزلة، وأجلسه على سريره عن يمينه، وكان في المجلس طائفة من سادة قريش، فتغامزوا به وتهامسوا بينهم، وقال بعضهم لبعض: أرأيتم كيف رفع ابن عباس هذا العبد على سرير؟! فأدرك ابن عباس ما يتغامزون به فالتفت إليهم وقال: إن العلم يزيد الشريف شرفاً. رحمك الله يا ابن عباس . نعم، إن العلم يزيد الشريف شرفا، ويرفع قدر أهله بين الناس، ويجلس المماليك على الأسرة، وقد رفع الله أبا العالية بالقرآن، حتى قال أبو بكر بن أبي داود : ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية ، وبعده سعيد بن جبير .

    منهج أبي العالية في التعلم والتعليم

    هؤلاء أعلامنا وأعلام القرآن، فتعال نقف عند بعض وصاياه وأحواله مع القرآن. أولاً: كان يعلم أصحابه كيف يقرءون القرآن ويحفظونه، روى عنه أبو نعيم أنه كان يقول: تعلموا القرآن خمس آيات؛ فإنه أحفظ لكم، وإن جبريل كان ينزل به خمس آيات خمس آيات. وهذا منهج تعليمي تربوي. ثانياً: وكان مع اهتمامه بالقرآن مهتماً بالصلاة وإقامتها؛ لأنها عمود الإسلام، وكان من شدة اهتمامه بها أنه يزن بها الناس. روى عنه أبو نعيم أنه قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه -أي: ليسمع منه الحديث- فأتفقد صلاته، فإن وجدته يحسنها أقمت عليه -أي: سمعت منه العلم والحديث- وإن أجده يضيعها رحلت عنه ولم أسمع منه، وقلت: هو لما سواها أضيع. أرأيت الميزان الذي يزن به الرجال! إن الصلاة لميزان صحيح دقيق للرجال، حتى إنه يميز بين المنافقين وغير المنافقين، فكيف بالكفار وغيرهم! وكم من رجل يقال له: ما أعظمه، وما أذكاه، وما أبصره بالأمور! وغيرها من صفات المدح، ثم تفتش عنه فتجده لا يعرف المساجد. رابعاً: ولقد أوصى بلزوم القرآن وتعاهده، ونهى في مقابل ذلك عن الأهواء والبدع، روي عنه رحمه الله تعالى أنه قال: تعلموا القرآن، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وإياكم وهذه الأهواء فإنها توقع العداوة والبغضاء بينكم، ولا تحيدوا عن الأمر الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما نقل هذا إلى الحسن البصري قال: لقد نصحكم أبو العالية والله وصدقكم. وكان أيضاً يربي أصحابه على القرآن ويعلمهم حقائقه في جوانب الحياة كلها، فقد روي عنه أنه قال لأصحابه: إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]، وأن من توكل على الله كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: َمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]، وأن من أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة:245]، وأن من استجاره من عذابه أجاره، وتصديق ذلك: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا [آل عمران:103]، وأن من دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]. هذه هي الأصول التربوية في حياة الإنسان وحياة الأمة تستنبط من القرآن، وهكذا كانت أمة الإسلام تربي وتعلم على ضوء القرآن، فكان من أمرهم ما كان.

    أبو العالية العالم المحدث المجاهد القدوة في الابتلاء

    إمامنا أبو العالية الرياحي كان عالماً بالقرآن، وثقة إماماً حافظاً محدثاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معلماً ومربياً، وكان مع ذلك إماماً مجاهداً، حارب الروم في بلاد الشام كما حارب الفرس في بلاد ما وراء النهر، ويقال: إنه أول من رفع الأذان في تلك الديار بعد فتحها. ولقد ابتلاه الله سبحانه وتعالى وامتحنه، وهكذا المؤمنون يبتلون ويمتحنون، يقول رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه)، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الرسل ابتلوا، ومحمد خاتمهم ابتلي، ومن جاء بعدهم واتبع سبيلهم فلابد أن يبتلى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]. أبو العالية ابتلي وامتحن رحمه الله تعالى، ولكن بلاءه كان في نفسه، أي: مرضاً في جسده. في إحدى السنين استعد للمسير للجهاد في سبيل الله تعالى، ولما جهز عدته للجهاد وأخذ معه ما يحتاج إليه في هذه العدة والسفر الذي قد لا يرجع بعده إذا به يحس بآلام مبرحة في رجله، ولم يزل الألم يشتد به حتى أقعده عن الخروج، واشتد الألم به حتى جاءه الطبيب، فلما نظر إليه وفحصه قال له الطبيب: إنك مصاب بالآكلة، فقال له: رفيع بن مهران : وما الآكلة؟ قال: داء يأكل العضو الذي يحل به ثم ينتقل إلى ما فوقه حتى يأتي على الجسد كله. وأظنه مرضاً معروفاً في عصرنا الحاضر، أجارنا الله وإياكم من كل سوء. وأخبره الطبيب بأنه لابد من بتر ساقه، فأذن له وهو كاره لذلك، ولما حضر الطبيب ومعه مناشيره لنشر عظم ساقه وما يتبع ذلك، قال له الطبيب: أتريد أن نسقيك جرعة مخدر؛ لكي لا تشعر بالألم وهو شديد عليك؟ فقال أبو العالية رحمه الله تعالى: بل هناك ما هو خير من ذلك. فقال: أحضروا لي قارئاً يتقن كتاب الله، واجعلوه يقرأ علي ما تيسر من آياته، فإذا رأيتموني قد احمر وجهي واتسعت حدقتاي وثبت نظري في السماء فافعلوا بي ما شئتم. وقرأ القارئ القرآن، فلما وقع ما ذكر، ونظر وثبت بصره في السماء نفذوا أمره ونشروا ساقه وبتروها، فلما أفاق قال له الطبيب: كأنك لم تشعر بآلام الشق والبتر؟ فقال: لقد شغلني برد حب الله وحلاوة ما سمعته من كتاب الله عن حرارة المناشير. ثم أخذ رجله بيده ونظر إليها. وقال: إذا لقيت ربي يوم القيامة وسألني: هل مشيت بك منذ أربعين سنة إلى محرم أو مسست بك غير مباح؛ لأقولن: لا، وأنا صادق فيما أقول إن شاء الله.

    1.   

    التاريخ والأحداث عظات وعبر

    هذه نماذج لأحوال الصالحين مع كتاب الله تبارك وتعالى، وهي أحوال تدخل ضمن تاريخ أمة فيها عبر وعظات لمن أراد أن يتذكر، والتذكير -أيها الأخ المسلم- يكون بالقرآن، ويكون بأيام الله تبارك وتعالى، وقد أمر الله بذلك رسله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إبراهيم:5]، فما هي أيام الله أيها الأخ المؤمن؟ لقد فسرها بعض الصحابة بنعم الله، فسرها بذلك ابن عباس ومجاهد ، وفسرها بعض التابعين بنقم الله على أهل الكفر وأهل المعاصي، وهذا قول مجاهد ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج: والصواب أن أيام الله تعم النوعين، وهي وقائعه التي أوقعها بأعدائه ونعمه التي ساقها إلى أوليائه. أيها الأخ في الله! ألا تتذكر أيام الله تبارك وتعالى بنوعيها؟ نِعَم لا تعد ولا تحصى أنعم الله بها علينا، ألا نتذكر هذه النعم العظيمة ونخشى أن تزول عنا؟ ثم ألا نتذكر أيام الله ونقمه على أعدائه ممن مضى قبلنا. إن الله سبحانه وتعالى يرسل إلى المسلمين وإلى العالمين نذراً حتى يستيقظوا، ومن هذه النذر التي نسمع بها هذه الأيام الزلازل التي تقع في بعض بلاد المسلمين، فمن الذي خلقها ومن الذي أوجدها؟ خبراء الزلازل يقولون: هي ضغوط تحت الأرض، ثم تحتاج الأرض إلى متنفس فيحدث الزلزال. ونحن نقول: من الذي خلق الأرض ودحاها وجعلها على هذه الحال؟ إنه الله سبحانه وتعالى، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا [فاطر:41]، نعم هو الذي يمسكها، وهو الذي يحركها، وهذه آيات لكم ونذر أيها المؤمنون، فاتقوا الله أيها المؤمنون. يا أهل الإعلام! وأنتم تعرضون لهذا الخبر اربطوه بآيات الله وأيام الله والقرآن، ولا تفصلوا الدين عن الحياة، فهذه آيات بينات، فمن الذي خلقها؟ من الذي أوجدها؟ الكسوف يحدث، وقد نعلم به قبل حدوثه، لكن من الذي أوجده هكذا؟ ولماذا فزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأتيه الغيب من السماء؟! إنها آيات لله سبحانه وتعالى، فاتقوا الله يا عباد الله المؤمنين، اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في دينكم، واتقوا الله في إخوانكم المسلمين، وراقبوا ربكم في جميع الأمور، فليس بيننا وبين الله شيء، فمن آمن بالله فالله معه، ومن أعرض عن الله فإن الله يعرض عنه، وهذه حقيقة قرآنية يجب أن لا يشك فيها أي مسلم. أيها الأخ في الله! قف مع القرآن وآياته وتدبر العظات. اللهم أحي قلوبنا بالقرآن، اللهم اعمر قلوبنا بالقرآن وبمواعظ القرآن، اللهم اجعلنا ممن يتذكر بأيام الله، اللهم اجعلنا ممن يتذكر بأيام الله، اللهم قنا وقِ المسلمين جميعاً شر الفتن والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم قنا شر الفتن والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم انصر عبادك المؤمنين المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين. اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، اللهم اشغله بنفسه، اللهم اشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا كريم، اللهم ارحمنا جميعاً واغفر لنا ولوالدينا ولأرحامنا وأزواجنا وأولادنا ومعلمينا وكل من كان له فضل علينا يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755967114