إسلام ويب

من أسباب كثرة الذنوب والمعاصيللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أضرار المعاصي ظاهرة في الدنيا والآخرة، فهي تعود على صاحبها بالوبال والخسران، وقسوة القلب وغفلته، وللمعاصي أسباب، أهمها: ضعف الإيمان، والجهل بالله وبرسوله ودينه، فحري بالمؤمن أن يبحث عما يقوي إيمانه ويدفع به جهله ليكون من الفائزين.

    1.   

    ضعف الإيمان بالله من أسباب المعاصي

    الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، العالم بتقلبها وأحوالها، المان عليهم بتوافر آلائه، والمتفضل عليهم بسوابغ نعمائه، الذي خلق الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وأنشأ البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بحكمته إرادته، وألهمهم حسن الإطلاق، وركب فيهم تشعب الأخلاق، فهم على طبقات أقدارهم يمشون، وفيما قضي وقدر عليهم يهيمون، وكل حزب بما لديهم فرحون.

    وأشهد أن لا إله إلا الله خالق السماوات العلى، ومنشئ الأرضين والثرى، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

    وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضي، والأمر المرضي، على حين فترة من الرسل، ودروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأظهر به الإيمان، ورفع دينه على سائر الأديان، فصلى الله عليه وسلم وبارك ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وسلم تسليماً.

    أما بعد عباد الله!

    فأصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى: إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134].

    عباد الله! مصيبتنا في التفريط واحدة، وأهل الأحزان أهل:

    إنا ليجمعنا البكاء وكلنا يبكي على شجن من الأشجانِ.

    مجلس الذكر مأتم الأحزان، هذا يبكي لذنوبه، وهذا يبكي على عيوبه، وهذا يبكي لفوات مطلوبه، وهذا يبكي لإعراض محبوبه.

    عباد الله! كثرت المعاصي في الأرض: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].

    قال بعض السلف: أرقهم قلوباً أقلهم ذنوباً.

    وقال بعضهم: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.

    وقال بعضهم: المعاصي سلسلة في عنق العاصي لا يفكه منها إلا الإيمان والتوبة.

    وقال بعضهم: المعاصي بريد الكفر -أي: رسول الكفر.

    فمهما أكثر العبد من معصية الله عز وجل فإنه يتخذ الشيطان ولياً من دون الله، فيعده ويمنيه، ويضله ويغويه، ولا يرضى منه دون الكفر ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

    فكيف علاج المعاصي عباد الله؟ ما هي أسباب كثرة المعاصي في الأرض؟ وكيف يكون علاج ذلك؟ وكيف يحصن العبد نفسه؟ ومن يلوذ به من هذا الشر الواضح، وهذا الإفك الفاضح؟

    أسباب المعاصي عباد الله!

    السبب الأول: ضعف الإيمان بالله عز وجل.

    السبب الثاني: هو الجهل بالله عز وجل، والجهل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    السبب الثالث: ضعف العزيمة على الرشد، فالعبد يضعف عندما يأخذ قراراً بأن يستقيم على طاعة الله عز وجل، وأن يترك معصية الله عز وجل، ومن جمع عزمه على ترك المعاصي أتته الأمداد من الله عز وجل من كل جانب.

    من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: الغرور والأماني، أي: يعول العبد على رحمة الله عز وجل، ويوقعه الشيطان في المعاصي، ويمد له حبال الغرور والأماني.

    من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي كذلك: كثرة الشهوات والشبهات.

    من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: مخالطة الفاسقين والنظر إلى أفعالهم، ونحن نتكلم اليوم إن شاء الله تعالى، عن السبب الأول والثاني من هذه الأسباب.

    فالسبب الأول: هو ضعف الإيمان بالله عز وجل، فكلما قوي إيمان العبد بالله عز وجل فإنه يرضى بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً.

    يرضى بقضاء الله عز وجل وقدره، ويرضى بشرعه، ويحب ما يحب الله عز وجل، ويبغض ما يبغضه الله عز وجل، كما قال تعالى: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات:7].

    فكلما اكتمل إيمان العبد وكمل حبه لله عز وجل، وحبه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم؛ تجد قلب العبد وجوارحه مطمئنة بطاعة الله، ومطمئنة لما يحبه الله عز وجل ويرضاه، ومبغضة لما يكرهه الله عز وجل ويأباه؛ لأن العبد يفعل المعصية؛ ويحب شيئاً يبغضه الله عز وجل، أو يبغض شيئاً يحبه الله عز وجل، فكلما كمل إيمانه أحب ما يحبه الله، وأبغض ما يبغضه الله عز وجل.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن).

    قال العلماء: ولا يكون بذلك كافراً؛ لأن هذه مقالة الخوارج، أي أنه يخرج من الإسلام بالكلية، ويفقد الإيمان بالكلية.

    قالوا: يبقى في قلبه أصل الإيمان، وقالوا: عنده إيمان ضعيف، ولكن هذا الإيمان لا يدفعه إلى طاعة الله عز وجل، ولا يحجزه عن معصية الله عز وجل.

    وقالوا: في وقت المعصية ينزع الإيمان من قلبه، ويكون فوق رأسه، فإن تاب عاد إليه مرة ثانية، وإن لم يتب وكان مصراً غير مستقبح لهذه الكبيرة -فإنه لا يرجع إليه الإيمان مرة واحدة.

    والعلماء لا يفهمون النص الشرعي بمعزل عن بقية النصوص. (أتي برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد شرب الخمر: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه، فأقام الصحابة عليه الحد، ثم عاد مرة ثانية وثالثة، وقيل: رابعة، فقال بعض الصحابة: لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه. إنه يحب الله ورسوله).

    فأثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم له حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا شك أن الذي لم يقع في هذه الكبيرة أو غيرها من الكبائر أشد حباً لله عز وجل، وحباً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    فضعف الإيمان بالله عز وجل يجعل العباد يقعون في معصية الله عز وجل، ولا يستحضرون عذاب الآخرة ولا يتذكرون، ولا يوقنون بوعد الله عز وجل ووعيده، فهؤلاء هم العصاة الذين ينزل بهم البلاء والشر من كل جانب، من الآفات السماوية، ومن تسليط الكفار عليهم، ومن أصحاب المناهج الخاطئة التي لا تنضبط بشرع الله عز وجل، ولا تتقيد به، وانظروا كيف ينزل البلاء بأهل الذنوب والمعاصي كما حدث في جنوب شرق آسيا في تسونامي، وكذلك ما حدث في أمريكا من الإعصار والريح الشديدة؛ لأنهم شابهوا عاداً الذين اغتروا بقوتهم وقالوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت:15]. فأرسل الله عز وجل عليهم ريحاً -أي: هواءً فهو أشد منهم قوة- وكانوا عمالقة، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين، ويبنون بكل ريع آية يعبثون أي: لمجرد العبث، فيبنون الأبنية الضخمة لمجرد التفاخر، لا من أجل أنهم يحتاجون إليها، فأرسل الله عز وجل عليهم ريحاً شديدة، كانت تحمل الواحد منهم إلى السماء، ثم تقذف به على الأرض، فينكسر رأسه، فيصير كأنه ساق نخلة، ثم يدخل الهواء في جوفه فيقتلع ما في جوفه، فصاروا : كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:7-8].

    وما حدث بذهب، وقبل ذلك بشرم الشيخ، وإن كنا لا نبيح ذلك فإن أهل المعاصي لا تستباح دماؤهم بهذه الطريقة، فهم يحتاجون إلى الدعوة إلى الله عز وجل، وإلى التذكير بالله عز وجل، وإلى الأخذ بأيديهم إلى طريق الله عز وجل، فوقوعهم في المعاصي لا يبيح لنا دماءهم بهذه الطريقة، ولكن هذه الأماكن يغلب عليها فكرة التكفير، فهم يكفرون المسلمين، ويعمل العبد عملاً يسميه عملية انتحارية أو استشهادية، ويقتل فيها مسلمين، سواء من الشرطة أو من غيرهم، فلا بد أن فكرهم خاطئ، وهو أنهم يكفرون بالمعاصي، ويكفرون من يعمل بالشرطة، فهذا العمل خاطئ من الجهة الشرعية، لا يجوز بحال أن تستباح دماؤهم بعلة أنهم يقعون في ذنوب أو معاص، فهم يحتاجون إلى الدعوة إلى الله عز وجل، وإلى التذكير بالله عز وجل، وقتلهم بهذه الطريقة ليس هو الحل الشرعي، وليسوا هم الذين يقيمون الحدود الشرعية، بل الحاكم هو الذي يقيم الحدود الشرعية.

    فهذا العمل عمل همجي من الجهة الشرعية لا يجيزه الشرع ولا العقل، بل هو ينفر الناس عن الإسلام ودعوته.

    نقول: هؤلاء الذين فعلوا ذلك ينتسبون إلى الإسلام، ولو إلى بدعة من البدع كالتكفير، ولكن الغالب على الظن عباد الله! أن لليهود يداً في ذلك، وأنهم هم الذين يفعلون ذلك، من أجل أن يثيروا الحكومات على الدعوة إلى الله عز وجل، ومن أجل أن يبرروا قانون الإرهاب، ويبرروا الصد عن سبيل الله عز وجل، ومحاربة دينه.

    فمن جهة القدر نقول: هؤلاء نزل بهم بلاء، سواء بلاء من عند الله عز وجل بآفة سماوية أو أرضية، أو من جهة البشر، أو من جهة تسليط الكفار عليهم كما حدث في العراق، فقد كانوا يقولون: إن العراق بها أكبر نسبة من المعاصي، ونسبة المعاصي في العراق هي أكبر بالنسبة لأي بلد من البلاد العربية أو الإسلامية، ولذلك تسلط عليهم الكفار.

    فهذا البلاء ينزل بالعصاة عباد الله، فلا يوجد هذا البلاء بمكة المكرمة، ولا بالمدينة المنورة، ولا بالبلاد التي تحكم بشرع الله عز وجل، ولا بأناس يخضعون لدين الله عز وجل، ويعملون بشرعه، بل هو موكل بأهل الذنوب والمعاصي، فالمعاصي شر على أصحابها في الدنيا قبل الآخرة.

    فأول سبب من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي: هو ضعف الإيمان بالله عز وجل، فحال من يفعل المعصية وهو يقر بأنه يؤمن بالله عز وجل واليوم الآخر كحال من قلت له: إن هذا الطعام مسموم، فقال: صدقت، ثم أكل من الطعام، فهو مصدق بلسانه، مكذب بعمله، وتكذيب العمل أبلغ من تكذيب اللسان.

    علاج ضعف الإيمان بالتعرف على الله عز وجل

    إن ضعفاء الإيمان ليس لديهم إيمان يبعدهم عن المعصية، ولا يوجد لديهم إيمان يدفعهم إلى المحافظة على الواجبات، فالإيمان في قلوبهم ضعيف، وقلوبهم ضعيفة متهالكة، تكاد تموت من كثرة مرضها وشدة بلائها، فكيف يعالج ضعف الإيمان بالله عز وجل؟

    أول ذلك عباد الله! أن يتعرف العبد على الرب الجليل عز وجل، فكلما عرف العبد ربه عز وجل أحب الله عز وجل، وخاف منه وتوكل عليه، وكلما ازداد الإيمان زادت الخشية، وكلما ازداد الإيمان ازداد الحب لله عز وجل.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية).

    فينبغي للعبد أن يدرس التوحيد، وأن يتعرف على الرب العزيز الحميد المجيد، حتى يحب الله عز وجل ويطيعه.

    تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع

    لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

    فينبغي أن يتعرف العبد على ربه الجليل عز وجل.

    علاج ضعف الإيمان بالتعرف على النبي صلى الله عليه وسلم

    من أسباب زيادة الإيمان كذلك: أن يتعرف العبد على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ [سبأ:46].

    وقال عز وجل منكراً على الكافرين: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ [المؤمنون:69].

    فكلما عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوا سيرته وشمائله ومعجزاته، أحبوه وآمنوا به، فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى محبته وتصديقه، كشرف نسبه وموطنه، وكمال أخلاقه وشمائله، وسيرته ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم.

    فهؤلاء سبب كفرهم أنهم ما تعرفوا على النبي الكريم، ولو عرفوه لأحبوه، ولفدوه بآبائهم وأمهاتهم، بل فدوه بأنفسهم، وكان حبهم له أكثر من حبهم للآباء والأمهات بل للأنفس، ولا يذوق طعم الإيمان إلا من كان حبه لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من كل شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار).

    فلا بد أن يزداد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحب ينشأ عن معرفته ودراسة سيرته ومعرفة معجزاته، وينشأ عن معرفة حب الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    علاج ضعف الإيمان بتدبر القرآن والتفكر فيه

    من أسباب زيادة الإيمان: أن يتدبر العبد القرآن: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82].

    فكلما تدبر العبد كتاب الله عز وجل ازداد إيماناً بالله عز وجل، وازداد إيماناً بأن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، فكلما تدبر المسلم القرآن علم أنه كلام الله وأنه قصصه وأنه وحيه وتنزيله، وأنه أمره ونهيه عز وجل، بل إن علامة الإيمان الصادق أنك إذا سمعت كلام الله عز وجل يزداد إيمانك، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]، وقال عز وجل: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [التوبة:124].

    فكيف حالك أيها العبد! مع القرآن، هل تسمع القرآن فتزداد إيماناً وحباً وتسليماً؟

    فالذين آمنوا يزدادون إيماناً، قال تعالى: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:124-125].

    فحال العبد مع القرآن يميز هل هو من المؤمنين الصادقين، الذين امتلأت قلوبهم بحب الله عز وجل، أو من المنافقين الذين في قلوبهم مرض فلا يزدادون إلا شكاً وارتياباً؟

    فأهل الإيمان يزدادون إيماناً، وأهل الشقاق والنفاق يزدادون شكاًً واضطراباً؛ لأنه ليس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب كلامه.

    علاج ضعف الإيمان بالمحافظة على النوافل بعد استكمال الفرائض

    من وسائل معالجة ضعف الإيمان: أن يتعهد العبد نفسه بكثرة النوافل بعد استكمال الفرائض، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

    فمن أراد زيادة إيمانه والابتعاد عن معصية الله عز وجل والانشغال بطاعته؛ عليه أن يتعاهد نفسه باستكمال الفرائض أولاً، ثم يفتح على نفسه أبواب النوافل.

    علاج ضعف الإيمان بالتفكر في مخلوقات الله عز وجل

    من أسباب زيادة الإيمان كذلك: التفكر في مخلوقات الله عز وجل، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191].

    وقال عز وجل: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21].

    فكلما تفكر العبد في مخلوقات الله عز وجل فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق، وانظروا إلى هذه الأرضية التي نعيش عليها، يقول العلماء، علماء الفلك: إن الكون فيه المجرة، والمجرة فيها المجموعة الشمسية التي نحن فيها، والمجموعة الشمسية فيها بلايين الأجرام مثل الكرة الأرضية، ومنها ما هو أكبر من الأرض بآلاف المرات.

    ولذلك قالوا: إن الكرة الأرضية ما هي إلا رملة في صحراء موحشة.

    وكل هذه الأجرام هي مصابيح في السماء الدنيا، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ [الملك:5].

    فكيف تكون عظمة السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ثم العرش وهو سقف المخلوقات؟!

    و الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] وهو أكرم من كل شيء وأعظم من كل شيء، وأجمل من كل شيء، والسماوات لا تقله ولا تظله، فكلما تفكر العبد في مخلوقات الله فإنها توصله إلى الإحساس بعظمة الله وقدرته وكماله، قال تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر:67].

    وكان السلف يفضلون تفكر ساعة على قيام ليلة، أي: أن العبد لو تفكر في مخلوقات الله عز وجل ساعة، فقد يثمر هذا من الإيمان ومن الحب للملك الديان أكثر مما يثمره قيام ليلة بكاملها.

    وسئلت أم الدرداء عن أكثر عبادة أبي الدرداء ، فقالت: كان أكثر عبادته التفكر. فإنه يوصل إلى زيادة الإيمان.

    علاج ضعف الإيمان بتدبر محاسن الإسلام

    مما يزيد الإيمان كذلك عباد الله! أن نتدبر محاسن الإسلام، فنعلم بأن دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية عندما اكتملت، وهو أكبر نعمة أنعم الله عز وجل بها على العباد، فقد أنزل الله على نبيه يوم عرفة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، فرضي الله عز وجل الإسلام ديناً للبشرية إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها، ونسخ بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كل الشرائع السابقة.

    فهذا الإسلام هو دين الله عز وجل، الذي لا يقبل الله عز وجل من أحد ديناً غيره يوم القيامة، ليس كما يظن بعضهم، ويخرج من ملة الإسلام، ويصرح بالتصريحات الخائرة التي يخرج بها من ملة الإسلام، ويموه على الناس ويضللهم ويقول: إن الأخوة الإنسانية أعمق وأشمل من الأخوة في الدين. هذا جهل بدين الله عز وجل، أو تجاهل به، فالذي يفعل ذلك يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا حرصاً على المناصب، فهؤلاء يسارعون في الكفر، وفي الكلمات التي تخرجهم من دين الله عز وجل.

    فـأبو جهل كان أخاً في الإنسانية، فهل هو أحب إلينا من الصحابة رضي الله عنهم؟!

    وفرعون كان أخاً في الإنسانية وهو أكفر إنسان في الوجود، فكيف يقول ذلك أحد ينسب إلى جهة المفروض أنها تعلم الناس دين الله عز وجل، وتقوم على شرائع الله عز وجل؟ ولكن القلوب المريضة لا تبالي بما أصاب دينها إذا سلمت لها دنياها، وإذا سلمت لها المناصب والكراسي التي يجلسون عليها، فينبغي للعبد ألا يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا، وقد أخذ الله عز وجل الميثاق على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا تكتموه؛ لأن كتمان العلم فيه تلبيس للحقائق وفيه إضلال للناس، وإبعاد لهم عن ربهم وملكهم وإلههم، فينبغي للعبد أن يكون حريصاً على دينه، ويقينه، فأي شيء يبقى للعبد إذا ضحى بعقيدته، وإيمانه ودينه؟

    هل المنصب يبقي له شيئاً؟ هل ينجيه من عذاب الله عز وجل؟ هل ينجيه من سخط الله عز وجل؟

    ولكنه ضعف الإيمان، ولكنه القلوب المريضة، بالشبهات والشهوات.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

    علاج ضعف الإيمان بحضور مجالس الذكر والإيمان

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    من أسباب زيادة الإيمان كذلك: أن يجلس العبد في أجواء إيمانية، وأن يتنفس هواء الإيمان، فيجلس في مجالس الذكر وفي اجتماعات الخير، وفي صلاة الجماعة وتشييع الجنائز، ويتردد على الأماكن المقدسة للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، فتنفس هواء الإيمان مما تترعرع به شجرة الإيمان، فتقوى على مواجهة عواصف الشهوات والشبهات.

    علاج ضعف الإيمان بتنقية القلب من الأخلاق المذمومة

    من أسباب زيادة الإيمان كذلك: أن ينقي العبد قلبه من الأخلاق المذمومة، ومن الحسد والبعض للمسلمين، فكلما نقى العبد شجرة الإيمان، وأزال ما بجوارها من الشجر الخبيث، فإن هذا يعود على شجرة الإيمان بالصحة.

    فهذا هو السبب الأول من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي، وهو ضعف الإيمان، وذكرنا كيف يعالج ضعف الإيمان، وذلك بمحبة الله عز وجل ومعرفته، ومعرفة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وتدبر القرآن، وأن يتعهد العبد نفسه بكثرة النوافل بعد استكمال الفرائض، وعبادة التفكر، وأن يعيش العبد في أجواء إيمانية، وأن يعرف العبد شرف الإسلام، ويدرس محاسنه، وأن يعلم أنه الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

    والسبب الأخير من ذلك عباد الله! هو تنقية شجرة الإيمان من النبت الخبيث الذي قد يخالطها، فيعود عليها بالضعف.

    1.   

    الجهل بالله ورسوله ودينه من أسباب المعاصي

    أما السبب الثاني من أسباب كثرة الذنوب والمعاصي: هو الجهل بالله عز وجل والجهل برسوله صلى الله عليه وسلم وبدينه.

    أين من كان في سرور وغبطة؟

    أين من بسط اليد في بسيط البسطة؟

    جسروا على المعاصي فانقلبت على الجيم النقطة.

    بينما هم في الخطأ خطا إليهم صاحب الشرطة.

    هذا دأب الزمان إذا صفا فلحظة.

    كم تخون الموت منا إخواناً، وكم قرن في الأجداث أقراناً، وهذا أمر إلينا قد تبانا.

    ذم الجهل وذكر بعض ما قيل فيه

    الجهل هو أكبر داء كما قال بعض السلف: ما عصي الله بذنب أقبح من الجهل.

    وقيل للإمام سهل : يا أبا محمد! أي شيء أقبح من الجهل؟

    قال: الجهل بالجهل، قيل: صدقت؛ لأنه يسد باب العلم بالكلية.

    وفي الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبور.

    وأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور.

    والجهل داء قاتل وشفاءه أمران في التركيب متفقان .

    نص من القرآن أو من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني.

    فالجهل داء وكفى بالعلم حسناً أن يفرح به من ينسب إليه وإن لم يكن من أهله، وكفى بالجهل قبحاً أن يتبرأ منه من هو فيه، فإذا قلت لأحد ليس بعالم: إنك عالم، فإنه يفرح بذلك، وإذا قلت للجاهل: إنك جاهل فإنه يحزن من ذلك مع أنه جاهل.

    فكفى بالعلم شرفاً أن يفرح به من ينسب إليه ويتشرف به وإن لم يكن من أهله، وكفى بالجهل قبحاً أن يتبرأ منه من فيه، ويحزن إذا نسب إليه.

    دائماً أهل المعاصي يوسمون بالجهل بالله عز وجل، كما قال إبراهيم الخليل: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64].

    وكما قال يوسف عليه السلام: وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:33].

    وقال عز وجل: وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [الفرقان:72].

    فالله عز وجل يصف دائماً أهل الطاعة بأنهم يتنزهون عن معصية الله عز وجل قال تعالى: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص:55].

    وقال عز وجل: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ [النساء:17].

    آفة الجهل وضرره في الدنيا والآخرة

    أجمع السلف على أن كل من عصى الله عز وجل فهو جاهل، وأن كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، ومن تاب بعد الغرغرة، فقد تاب من بعيد لا تقبل توبته.

    فكل من عصى الله عز وجل فهو جاهل، غلب الخوف على الأنبياء والعلماء والأولياء، وغلب أمن المكر على الفراعنة الأغبياء والكفرة والعوام والرعاع والطغام، حتى كأنهم قد حوسبوا وفرغ منهم، فلم يخشوا سطوة العقاب، ولا نار العذاب، ولا بعد الحجاب، نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19] .

    كثير من الناس يظن أن تعلم العلم نافلة من النوافل، فلا يتعلمون حتى القدر الواجب، ولا يتعلمون علم العقيدة، أو فقه العبادات، وكأن العلم نوع من التسلية، وكأن طلب العلم الشرعي هواية من الهوايات.

    من الناس من عنده هذه الهواية، ومن الناس من يفقد هذه الهواية، وهذا أيضاً من الجهل، بل أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله عز وجل وبدينه.

    فإن العبد إذا كان في قبره يسأل عن ربه عز وجل، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن دينه، فإن كان ممن درسوا العلم الواجب وتعرفوا على ربهم عز وجل وعلى دينهم، وعلى رسولهم صلى الله عليه وسلم في الدنيا، فإنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، ويثبتون الرسالة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول الملكان: كيف عرفت ذلك؟ فيقول قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت.

    فالذين لم يعرفوا ربهم عز وجل، ولم يعرفوا رسوله صلى الله عليه وسلم، تعرفوا على كل شيء إلا دين الله عز وجل.

    فإن سألتهم عن السيارات، أجابوا بالأنواع المختلفة، وبميزة كل نوع من الأنواع.

    وإن سألتهم عن الكاميرات أو (التلفون المحمول)، أو غير ذلك، فإنهم يجيبون إجابات وافية.

    وإن سألتهم عن الله عز وجل الذي خلقهم فإنهم لا يعرفون، وإذا سألتهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم أشرف من وطئت قدماه الأرض فإن الواحد منهم يقول: لا أدري، وإذا سئلوا عن دين الله عز وجل لا يدرون، فعند ذلك تضربهم الملائكة بمطراق لو سقط على جبل لصار تراباً، وتقول له: لا دريت ولا تليت، أي: لا تكلمت ولا علمت، فتعاقبه الملائكة.

    فهؤلاء يعاقبون على جهلهم بالله عز وجل، وعلى جهلهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى جهلهم بدين الله عز وجل، لأن أول واجب على العبد أن يتعرف على الله وعلى رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وعلى دينه فجهل الناس بالله عز وجل وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وجهلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ووجوب محبته واتباع سنته، من أسباب عذابهم في القبور، ويوم البعث والنشور.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة تدور عليه. اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، وعليك بالأمريكان الحاقدين، وعليك بمن والاهم من المنافقين والعلمانيين، والذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

    اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

    اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء، والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756002015