إسلام ويب

وصية للأمةللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعث الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم لينقذ البشرية ويخرجها من الظلمات إلى النور، ويدلها على خيري الدنيا والآخرة، وقد قام بذلك صلى الله عليه وسلم خير قيام، فأرشد أمته إلى كل خير وحذرها من كل شر، ومن جملة ما أرشد به وصيته لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهي الوصية المشهورة الجامعة النافعة.

    1.   

    أهمية حفظ العبد لدين ربه عز وجل

    الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، دعا عباده إلى دار السلام فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً، فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم، وذلك فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته، ولا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته.

    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، وقد ترك أمته على الواضحة الغراء والمحجة البيضاء، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات النعيم، وعدل الراغبون عن هديه إلى صراط الجحيم: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال:42].

    فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه كما وحد الله عز وجل وعرفنا به ودعا إليه، وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    عباد الله! إن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وأن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

    روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف).

    وفي رواية غير الترمذي : (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).

    قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطر: تدبرت هذا الحديث فأدهشني حتى كدت أن أطيش، فوا أسفاً من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه!

    فهذا الحديث الذي يرويه حبر الأمة وترجمان القرآن وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)، فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس ، ومن خلاله يوصي الأمة كلها.

    يقول: (يا غلام! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) وحفظ الله عز وجل: أن تحفظ حدود الله عز وجل، وأن تحفظ حقوقه، وأن تحفظ أوامره ونواهيه.

    فالواجب على العبد أن يحفظ الله عز وجل، ومن حفظ الله عز وجل أن تحافظ على الصلاة كما قال عز وجل: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، وكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة).

    ومن ذلك: حفظ الطهارة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن).

    ومن ذلك: أن يحفظ الرأس وما وعى، وأن يحفظ البطن وما حوى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وأن تحفظ البطن وما حوى..).

    فمن حفظ الرأس: أن يحفظ سمعه، وأن يحفظ بصره، فلا يقع بصره على محرم، وأن يحفظ لسانه فلا يتكلم بما لا يعنيه، ولا يقع في الغيبة والنميمة.. وغير ذلك، وأن يحفظ فمه فلا يدخل منه طعام حرام، ويحافظ على سمعه وبصره ولسانه وجميع جوارحه.

    ومن ذلك: قول الله عز وجل: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] أي: لا يحلف العبد كثيراً، وإذا حلف وحنث في حلفه فعليه أن يكفر عن يمينه.

    من ذلك: حفظ الفرج، كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ [المؤمنون:5].

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يحفظ ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).

    وفي رواية الصحيح: (من يضمن لي ما بين لحييه -أي: لسانه- وما بين رجليه -أي: فرجه- أضمن له الجنة).

    1.   

    حفظ الله عز وجل للعبد

    فمن حفظ الله عز وجل في سمعه وبصره ولسانه وفرجه وحافظ على حدود الله عز وجل، وحافظ على حقوق الله عز وجل، وحافظ على أوامر الله عز وجل بأن يؤديها، وحافظ على مناهي الله عز وجل فلا يقع فيها كان جزاؤه من الله عز وجل الحفظ، كما قال عز وجل: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].

    وكما قال عز وجل: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:7].

    فالجزاء من جنس العمل، فالحفظ من الله عز وجل للعبد يكون على نوعين:

    النوع الأول: أن يحفظ سمعه وبصره ولسانه، وأن يحفظ عليه جوارحه، وأن يؤيده بقوته، وأن يحفظ ماله، وأن يحفظ أولاده، هذا حفظ في الدنيا.

    النوع الثاني: حفظ الإيمان، وذلك أن يحفظ على العبد إيمانه، فلا يقع في الشهوات ولا في الشبهات، وأن يحول بينه وبين المعصية التي توجب غضب رب الأرض والسماوات.

    أما النوع الأول من الحفظ فهو أن يحفظ الله عز وجل على العبد قوته، كما حفظ ذلك لـأبي الطيب الطبري وكان قد جاوز المائة سنة، فقد جاء أنه وثب وثبة شديدة من مركب إلى الأرض فعوتب على هذه الوثبة فقال: جوارح حفظناها في الصبا فحفظها الله عز وجل علينا في الكبر.

    فمن حافظ على جوارحه من معصية الله عز وجل فالله عز وجل يمتعه بسمعه وبصره وقوته.

    والعكس بالعكس، رأى الجنيد شيخاً كبيراً يسأل الناس فقال: هذا ضيع الله عز وجل في الصبا فضيعه الله عز وجل في الكبر. من فارق سدة سيده لم يبق لقدمه قرار، والله! ما جئتكم زائراً إلا وجدت الأرض تطوى لي، ولا ثنيت العزم عن بابكم إلا تعثرت بأذيالي.

    فالعبد إذا حفظ الله عز وجل حفظه الله عز وجل، حفظ صحته، وحفظ ماله، وحفظ أولاده، كما كان سعيد بن المسيب -وقيل: سعيد بن جبير - يقول لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك، ويتأول قول الله عز وجل: وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا [الكهف:82].

    فصلاح الآباء يكون سبباً في حفظ الأبناء، قال عز وجل: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [النساء:9].

    فمن حفظ تقوى الله عز وجل فقد حفظ نفسه، ومن ضيع تقوى الله عز وجل فقد ضيع نفسه، والله عز وجل غني عنه، قال عليه الصلاة والسلام: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)، وفي الرواية الأخرى: (تجده معك) والمعية من الله عز وجل على نوعين:

    معية عامة لجميع الخلائق: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة:7]، وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، فالله عز وجل مع جميع الخلق بسمعه وبصره وقدرته وإحاطته، فهذه معية عامة لجميع الخلق تستوجب من العبد الحذر والخوف من الله عز وجل، وتقوى الله عز وجل ومراقبة الله عز وجل.

    المعية الثانية: معية النصرة والتأييد والتوفيق والتسديد، كما قال عز وجل حاكياً عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لـأبي بكر رضي الله عنه في رحلة الإسراء: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]، أي: معنا بسمعه وتوفيقه وتسديده.

    وكما قال عز وجل لهارون وموسى عليهما السلام: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46] أي: أسمع ما يراد بكما، وأرى ما يحاك بكما، وأسمع دعاءكما، وأعلم ما تحتاجان إليه.

    وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128]، فمن كان مع الله عز وجل بطاعته وتقواه ومع دين الله عز وجل يعز دين الله ويرفع دين الله عز وجل ويرفع راية الله عز وجل.. مع الله عز وجل بالحب والنصرة والتأييد لدينه ورسوله وكتابه فالله عز وجل معه.

    قال قتادة : من كان مع الله عز وجل كان الله معه، ومن كان الله عز وجل معه كان معه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل.

    فإذا كنت مع الله عز وجل كان الله عز وجل معك، معيته لأنبيائه وأوليائه معية التأييد ومعية النصرة ومعية التسديد.

    إذا كنت بالله مستعصماً فماذا يضيرك كيد العميل

    فمن كان مع الله عز وجل كان الله عز وجل معه.

    1.   

    أهمية صرف السؤال لله عز وجل وذم سؤال الخلق

    قال عليه الصلاة والسلام: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله).

    السؤال بذل للوجه، كان بعضهم يقول: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن مسألة غيرك.

    وكان أحدهم إذا عرضت له مسألة للخلق يهتف به هاتف من داخله: الوجه الذي يسجد لله عز وجل لا تبذله لغير الله، لا تبذله لغير الله.

    وفي الحديث: (من سأل الناس تكثراً -أي: وعنده ما يكفيه- فإنه يأتي يوم القيامة وقد سقط لحم وجهه) لأنه أراق وجهه في الدنيا.

    فالسؤال لا يكون إلا لله؛ لأن العبد لا يذل نفسه إلا لله عز وجل، وقد عاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ العهد عن بعض الصحابة ألا يسألوا أحداً إلا الله عز وجل، منهم أبو بكر رضي الله عنه، فكان يقع منه السوط وهو على البعير فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه، بل ينزل بنفسه فيأخذه، لا يسأل إلا الله عز وجل.

    فالسؤال ذل، والسؤال يكون لمن يقدر على جلب جميع المصالح، ودفع جميع المضار، وليس هناك أحد يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (فإذا سألت فاسأل الله).

    وقال عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] .

    وقال عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186].

    كان بعض الناس يتردد على بعض الملوك، فقال له أحد العلماء: يا هذا! تذهب إلى من يسد دونك بابه ويظهر لك فقره، ويخفي عنك غناه، وتدع من يفتح لك بابه، ويظهر لك غناه، ويقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]!

    لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب

    الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب

    فالعبد لا يسأل إلا الله عز وجل، ومن لم يسأل الله يغضب عليه، لأنه عز وجل غني كريم ولأنه عز وجل يحب أن يتفضل على عباده: (يد الله ملأى لا تغيضها نفقة -أي: لا تنقصها نفقة- سحاء الليل والنهار) أي: ينفق على عباده بالليل والنهار. (أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه) أي: لم ينقص ما في يمينه.

    وفي بعض الروايات: (ذلك بأني جواد واجد ماجد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له: كن فيكون).

    فالله عز وجل غني كريم ويخلق بكلمة (كن)، إذا أراد شيئاً يقول له: كن، فيكون، فهو وحده الغني: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [فاطر:16-17].

    فالعبد يسأل من يقدر على كشف الضر، ومن يقدر على جلب المنافع كلها، ولا أحد يقدر على ذلك إلا الله عز وجل.

    قال عليه الصلاة والسلام: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) والاستعانة: هي طلب العون والمساعدة، ولا تجوز الاستعانة في الأمور كلها إلا بالله عز وجل، يجوز أن تستعين بمخلوق في قضاء حاجة من حوائج الدنيا يقدر عليها ذلك المخلوق، ولكن لا يجوز أن تستعين بمخلوق في أن يخبرك بمغيب، وفي أن يشفي لك مريضاً أو يرد لك غائباً.

    فالاستعانة لا تكون إلا بالله عز وجل.

    والاستعانة بالمخلوق قسمان: استعانة شركية، واستعانة غير شركية.

    الاستعانة الشركية: أن تستعين بمخلوق في أن يشفي لك مريضاً أو يرد لك غائباً، كمن يستعين بالمقبورين في أن يردوا لهم غائباً، أو يشفوا لهم مريضاً، فهذه استعانة شركية.

    أما الاستعانة بالمخلوق في قضاء أمر من أمور الدنيا أو شراء شيء أو بيع شيء له أو إجارته فهذه استعانة غير شركية.

    أرسل أحد السلف إلى أخيه يقول له: أما بعد: لا تستعن بغير الله فيكلك إليه.

    أي: فلا يجلب لك نفعاً، ولا يدفع عنك ضراً.

    قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)، وهذا مدار الوصية، فمدار الوصية: أن تعلم أن الأمر بيد الله، وأن الملك بيد الله، وأن خزائن السماوات والأرض بيد الله عز وجل، فإذا علمت ذلك عرفت الله عز وجل، كما قال أبو عاصم الأنطاكي : إني أريد ألا أموت حتى أعرف مولاي.

    فلا يريد المعرفة العامة التي يعرفها كل الناس أن الله عز وجل هو رب الناس ملك الناس إله الناس، ولكن يريد أن يعرف الله عز وجل معرفة ينقطع عن الخلق إلى الله عز وجل، فلا يستعين إلا بالله، ولا يسأل إلا الله عز وجل.

    وهذه المعرفة تدعوه إلى أن يحفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه، تدعوه إلى أنه لا يرجو إلا الله، ولا يخاف إلا من الله، ولا يتوكل إلا على الله، ولا يحب إلا الله عز وجل وفي الله عز وجل.

    1.   

    مدار وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس

    فهذا مدار الوصية: أن تعلم أن الله عز وجل هو رب الناس، وهو المتصرف في شئون الناس كيف يشاء، وأنه مالك الملك عز وجل، وأن مقادير الخلائق بيد الله عز وجل، قال سبحانه: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس:107].

    لو اجتمع الخلق كلهم على أن يجلبوا لك نفعاً لم يقدره الله عز وجل لك لا يقدرون على ذلك، وإن اجتمع الخلق كلهم على أن يمنعوا عنك نفعاً أراده الله عز وجل بك لا يقدرون على ذلك.

    قال عز وجل: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس:107] فالأمر كله بيد الله عز وجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي: أن نفساً لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها).

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير) أي: إذا كان لك مصلحة عند أحد من الخلق فاطلب ذلك بعزة النفس، لأن الأمر ليس بيد هذا المخلوق، بل الأمر بيد خالق الملك ومالك الملك عز وجل.

    قال صلى الله عليه وسلم: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير) فإذا وثق العبد بذلك كان أعز الناس، وكان أغنى الناس بالله عز وجل، وكان أقوى الناس بالله عز وجل، ومع ذلك يحافظ على حدود الله عز وجل وحقوقه وأوامره ونواهيه، من كان كذلك أتاه النفع من حيث يخاف أن يحصل للعبد الضر، كما روي أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انكسرت به مركب فوقع في جزيرة ولم يعرف الطريق، فرأى أسداً فقال: يا أبا الحارث! أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، دلني على الطريق. قالوا: فأخذ الأسد يهمهم ويشير أمامه حتى دله على الطريق، ثم همهم له وانصرف كأنه يودعه. فآتاه النفع والخير ممن يخاف منه الضر.

    كذلك من ضيع تقوى الله عز وجل فإنه يأتيه الضر ويأتيه المشقة والعنت ممن يرجو منه النفع، كما قال بعضهم: إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي. أي: أن الدابة التي تحمله، والزوجة التي تخدمه وتقضي له شئونه يأتيه النكد وتأتيه المشقة ممن يرجو منه النفع وممن يرجو منه أن يخدمه ويسهل له أموره.

    فمن عرف أن الأمر بيد الله انقطع عن الخلق إلى الحق وتعلق قلبه بالله عز وجل لا يرجو إلا إياه ولا يخاف إلا من الله، ويحافظ على حدود الله، ويسأل الله عز وجل، ويستعين بالله عز وجل.

    قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) وهذه كناية من أعظم الكنايات تدل على تقدم المقادير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة).

    كتب الله عز وجل المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فكتب متى تولد، وكم تعيش في الدنيا، وكم ترزق في الدنيا، وعملك في الدنيا وسعيك في الدنيا، وكم توفق إلى طاعة الله، وكم تهمل فتعمل بمعصية الله عز وجل، كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله عز وجل السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما سيكون إلى يوم القيامة) لأن علم الله عز وجل أحاط بالماضي وأحاط بالحاضر وأحاط بالمستقبل، فعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فالله عز وجل علم كل شيء، وقدر كل شيء، وكتب كل شيء من أزمنة متطاولة، فرفعت الأقلام أي: كتبت بها مقادير الخلائق، ومن طول المدة جفت الصحف، فكيف يرجو العبد غير الله؟ وكيف يؤمل في غير الله؟ وكيف يخاف من غير الله عز وجل؟ من علم ذلك انقطع إلى الله عز وجل وعمل بطاعة الله عز وجل وكان مع الله عز وجل.

    يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    أهمية تعرف العبد على ربه عز وجل في الشدة والرخاء

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    ثم أما بعد:

    قال صلى الله عليه وسلم -كما في الرواية الأخرى-: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).

    فقوله صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله تجده أمامك) أي: تجده تجاهك، وتجده معك. وقد فسر ذلك في الرواية الأخرى: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) أي: أن العبد إذا كان في وقت النعمة والرخاء يصعد منه كلم طيب وعمل صالح إلى الله عز وجل فإنه إذا وقع في الشدة دعا الله عز وجل فقبل دعوته وفرج كربته.

    قال بعض السلف: تعرفوا إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفكم في الشدة، فإن يونس عليه السلام كان ذاكراً لله عز وجل عارفاً بالله عز وجل في الرخاء، فلما وقع في بطن الحوت نجاه الله، قال الله عز وجل: فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144].

    ولما كان فرعون كافراً جاحداً ناسياً لذكر الله عز وجل لما وقع في البحر: قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ [يونس:90] قال عز وجل: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس:91-92] فكلاهما ذكرا الله عز وجل في الشدة وأعلن إيمانه في الشدة، ولكن يونس عليه السلام كان من أنبياء الله عز وجل فكان من المدحضين، ولما وصل إلى ظلمة بطن الحوت دعا الله عز وجل: فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات:143-144] أي: لصار بطن الحوت قبراً له.

    أما فرعون فكان جاحداً ناسياً ذكر الله عز وجل مستكبراً على طاعة الله عز وجل، أعلن إيمانه وهو يعاني الغرق فلم يقبل الله عز وجل منه، بل جعله الله عز وجل عبرة للمعتبرين، فقال: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس:92].

    فينبغي على العبد أن يجتهد في طاعة الله عز وجل في الرخاء حتى إذا وقع في الشدة عرفه الله عز وجل بقبول الإجابة، كما حدث للثلاثة الذين دخلوا غاراً فوقعت صخرة عظيمة على باب الغار، فتوسلوا إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة التي عملوها في وقت الرخاء، فأما أحدهم فتوسل إلى الله عز وجل ببره بوالديه، وأما الثاني فتوسل إلى الله عز وجل بأمانته وبأنه دفع للأجير أجره بعد تثميره له مع ما ثمره له، وأما الثالث فتوسل إلى الله عز وجل بعفته عن ابنة عمه، وأنه ترك لها ما طلبته منه، فعند ذلك تحركت الصخرة وخرجوا من الغار؛ لأنهم توسلوا إلى الله عز وجل بأعمال صالحة عملوها في وقت الرخاء.

    قال صلى الله عليه وسلم: (تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك).

    الله عز وجل يحرس الناس بالليل والنهار، كما قال سبحانه: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ [الأنبياء:42] من يحفظكم من دون الله عز وجل؟ وكل الله عز وجل الملائكة يحفظون العبد من بين يديه ومن خلفه، كما قال عز وجل: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11] قيل: المعقبات ملائكة تحفظ العبد، فإذا جاء القدر تخلوا عنه.

    وكل أحد منا مر في عمره بأشياء كان يمكن أن يهلك فيها كحوادث السيارات وغير ذلك، والله عز وجل ينجيه، فالله عز وجل وكل ملائكة يحفظون العبد من بين يديه ومن خلفه، ويدفعون عنه الشرور والمهالك، ولكن إذا قدر الله عز وجل شيئاً فإن الملائكة الحفظة يتركون العبد من أجل أن ينفذ فيه قدر الله عز وجل وقضاؤه.

    قال عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11] أي: لا يحدث شيء في الأرض إلا بإذن الله عز وجل.

    وقوله: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11] قال بعض السلف: هي المصيبة تصيب العبد فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

    1.   

    اقتران النصر بالصبر

    قال صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) فالنصر مع الصبر، لذلك يقول الله عز وجل: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال:65] فاشترط الصبر، ثم نسخ ذلك بقوله: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال:66].

    وقال: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120].

    وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:45-46] فالصبر من أعظم أسباب النصر.

    قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب) كما قال بعضهم: إذا اشتد الكرب هان. وفي ذلك لطيفة وهي: أن العبد إذا أصيب ببلاء فإنه قد يعلق قلبه بغير الله ويرجو من فلان أن يدفع عنه هذا الضر، وأن يكشف عنه هذا الكرب فيزداد عليه الكرب، فيعلق قلبه بمخلوق آخر يرجو من جهته أن يرفع الضر، وأن يكشف الكرب، فيزداد الكرب، حتى إذا ازداد الكرب جداً عند ذلك ييأس العبد من الخلق ويعلق قلبه بالخالق عز وجل، فعند ذلك يكشف الله عز وجل الكرب.

    فإذا كان المشركون إذا ركبوا البحر وأتت ريح عاصفة وكادوا يهلكون يخلصون الدعاء لله عز وجل والعبادة لله عز وجل فينجيهم الله عز وجل، فكيف لا يحدث ذلك للمؤمن؟

    فالعبد إذا اشتد به الكرب وأيقن الهلاك لا شك أنه ييأس من المخلوقين ويعلق قلبه بالله عز وجل، فإذا علق قلبه بالله عز وجل أتى الفرج، وكشف الله عز وجل الكرب.

    1.   

    اقتران اليسر بالعسر

    قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).

    قال عز وجل: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق:7] أي: أن اليسر يأتي سريعاً بعد العسر، فكأن اليسر من سرعته مع العسر.

    وقال بعضهم: إذا دخل العسر جحراً دخل اليسر وراءه.

    قال عز وجل: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6] .

    ويقولون: إن النكرة إذا كررت أفادت إضافة، وأن المعرفة إذا كررت لم تفد إضافة، ولذلك قال بعضهم: لا يغلب عسر يسرين، أي: أن مع كل عسر يسرين، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6].

    فهذا الحديث النبوي وصية جامعة تشتمل على قواعد كلية وأصول عظيمة من أصول هذا الدين، وهو ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

    وفي رواية غير الترمذي : (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين.

    اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

    اللهم عليك باليهود الغاصبين، والأمريكان الحاقدين، ومن والاهم من المنافقين والعلمانيين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

    اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية، اللهم أنزل عليهم رجزك وغضبك وعذابك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

    اللهم إنا نسألك أن تقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعله ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا،ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

    اللهم اهد شباب المسلمين، اللهم اهد أطفالنا وأطفال المسلمين يا رب العالمين، اللهم اهد شيوخ المسلمين، اللهم اهد نساء المسلمين للعفة والحجاب والحياء يا رب العالمين، ورد عنهن كيد الكائدين، وجملهن بالحياء والحجاب يا رب العالمين.

    اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755977236