إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [20]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    مقدار زكاة المال والنصاب بالريال السعودي

    السؤال: أرجو موافاتنا بزكاة المال، وعن نصابها بالريال السعودي؟

    الجواب: نصاب الفضة كما جاء به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس أواق من الفضة، وهي بالعدد مائتا درهم إسلامي، وقد حررت هذه بالريال السعودي فبلغت ستة وخمسين ريالاً سعودياً من الفضة، وعلى هذا فإذا ملك الإنسان ستة وخمسين ريالاً سعودياً من الفضة إلى تمام الحول أو ما يعادلها من هذه الأوراق النقدية وجبت عليه الزكاة، وإن نقصت في أثناء الحول انقطع ثم إذا عادت إليه يبتدئ بها حولاً جديداً؛ لأنه كلما نقص النصاب في أثناء الحول فإنه لا ينبني بعضه على بعض، ينقطع الحول ويبتدئ حولاً جديداً إذا ملك النصاب مرة ثانية.

    مداخلة: كأن لم يكن لديه شيء البتة؟

    الشيخ: نعم، كأن لم يكن لديه شيء.

    هذا بالنسبة للفضة وهذا سؤاله، وأما بالنسبة للذهب فقد حرر وهو عشرون مثقالاً في الأصل، وكان الدينار فيما سبق يزن مثقالاً، ثم إنه حرر فبلغ من الذهب أحد عشر جنيهاً سعودياً وثلاثة أسباع جنيه.

    1.   

    حكم قول: (ما رأي الدين) وحكم المولد النبوي

    السؤال: ما هو رأي الدين في هذه الأشياء والدليل من الكتاب والسنة:

    القصائد التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتمجده وإلقائها في المناسبات الدينية، وذلك بإحياء الليالي بها؟

    الجواب: هذا التعبير: ما هو رأي الدين، أو ما هو رأي الإسلام، أو ما أشبه ذلك لا أحب أن يعرض في سؤال.

    مداخلة: الحقيقة نحن نعرض أسئلة السادة المستمعين على ما جاءت عليه؛ لكي أيضاً نستفيد فائدة أخرى، وهو إذا كان هذا السؤال مجانباً لأمور الإسلام حتى ينبه السائل.

    الشيخ: طيب، لا بأس به، وأنا لست أوجه الانتقاد لك، إنما هو لمن قدم هذا السؤال.

    أولاً: أن كلمة رأي الدين، الدين في الحقيقة ليس رأياً، والدين ليس فكراً، إنما الدين عقيدة وشريعة من الله عز وجل، لا مجال للرأي فيه، ولا مجال للفكر فيه، ولهذا نحن ننتقد هؤلاء الذين يقولون: هذا فكر إسلامي وما أشبه ذلك، فالإسلام ليس فكراً وليس رأياً وليس من صنع الأفكار والآراء، إنما هو شريعة من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى، نعم لنا أن نقول: المفكر المسلم وما أشبه ذلك؛ لأن الرجل له فكر ويفكر كما أمر الله تعالى بالتفكر في خلق السماوات والأرض وغير ذلك، لكن كوننا نعبر عن الدين بأنه فكر أو أنه رأي أو ما أشبه ذلك فهذا خطأ، هذا من جهة.

    ومن جهة أخرى لا أحب أن يوجه لشخص قابل للخطأ والصواب، يوجه إليه سؤال عما هو حكم الإسلام، فيقال: ما حكم الإسلام في كذا وهو موجه لفرد يخطئ ويصيب؛ لأن الفرد إذا أجاب وكان خطأ لم يكن ذلك حكم الإسلام، فالذي ينبغي أن يقال: ما هو الحكم، أو ما رأيك في كذا، وما أشبه ذلك، ثم المجيب يجيب بحسب ما يرى معتمداً في ذلك على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    مداخلة: بالنسبة للقصائد التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم؟

    الشيخ: بالنسبة للقصائد التي يمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي مستحق لكل مدح وتعظيم يليق به على أنه نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وهو خاتم النبيين وأفضل المرسلين وسيد الخلق أجمعين، فهو مستحق لكل ما يقال من وصف يليق به صلى الله عليه وسلم، سواء قيل ذلك نظماً أم نثراً، ولكن القصائد التي تخرجه عما ينبغي أن يكون له من الغلو المفرط الزائد الذي نعلم أنه هو عليه الصلاة والسلام يكرهه ولا يرضاه كما نهى عن ذلك، فإننا نرى أنه لا يجوز لإنسان أن يتلوها أو يعتقد ما فيها من هذا الغلو، ومن ذلك على ضرب المثل ما جاء في قصيدة البوصيري البردة التي يقول فيها يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:

    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

    لا شك أن هذا شرك، بل هو من أعظم الشرك إن لم نقل: إنه جعل ما يختص بالرب جعله للنبي صلى الله عليه وسلم وسلب حق الله فيه، فإذا كان من جود الرسول عليه الصلاة والسلام الدنيا وضرتها وهي الآخرة فما بقي لله تعالى من شيء، وإذا كان من علومه -أي: بعض العلوم التي يعلمها- علم اللوح والقلم فما بقي لله تعالى علم، ومثل هذه المقالات التي تبلغ إلى هذا الحد أو إلى ما دونه مما لا يليق للمسلم أن يقوله في نبيه صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز لأحد أن يتكلم به لا نظماً ولا نثراً.

    أما القصائد التي تبين صفاته الحميدة وشريعته الكاملة وما أشبه ذلك فإنه لا بأس بها، بل إننا نقول: إن تلاوتها تكون من العبادة؛ لما في ذلك من كونها تغذي محبة النبي صلى الله عليه وسلم في القلب وتعظيمه وتعزيره كما أمر الله به لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ [الفتح:9] إن جعلنا اللام للأمر وإلا فهي للتعليل، ومعنى ذلك أن هذا أمر مقصود للشرع إذا جعلت للتعليل، ومعنى (تعزروه) أي: تعظموه لكن بما يليق به، وبشرط أيضاً ألا تجعل هذه القصائد بمناسبة خاصة تعود كل سنة كما يفعله من يفعله في ليلة عيد المولد التي ابتدعوها في شريعة الله وفي دينه، وهي بدعة لا أصل لها في الشرع، أعني: ليلة عيد المولد واتخاذها عيداً يتكرر كل عام يذكر فيه مدائح النبي صلى الله عليه وسلم، ويبتدع فيه صفات وصيغاً من الصلوات عليه ما جاءت في هديه ولا شريعته ولا هدي أصحابه، ولهذا كانت هذه البدعة أعني بدعة عيد الميلاد من المنكرات التي يجب على المسلمين أن يحذروا منها وأن يبتعدوا عنها، ولو كان فيها خير لسبقنا إليها من هو أولى بنا من الخير، ومن الخير أحب إليه مما نحبه نحن كالصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان وتابعيهم، فإنهم لم يفعلوا هذه الليلة أي: ليلة عيد المولد ولم يشيروا إليها لا من قريب ولا من بعيد.

    ولا شك أن الذين يشرعونها والذين ابتدعوها هم في الحقيقة متنقصون لشريعة النبي عليه الصلاة والسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لا شك أنهم يريدون بها التقرب إلى الله عز وجل، والتقرب إلى الله تعالى عبادة، والدين كمل من جميع الوجوه بعباداته القولية والفعلية، كما قال الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة:3] فأي رجل يبتدع من العبادات ما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سواء كان ذلك في العقيدة أم في القول أم في العمل، لا شك أن حقيقة أمره ولسان حاله يقول: إن الدين لم يكمل، وأنا كملته بما أحدثته من هذه العبادة التي أتقرب بها إلى الله عز وجل، لهذا يجب على كل من ابتدع شيئاً يتقرب به إلى الله من ذكر قولي أو فعلي أو مدح للرسول عليه الصلاة والسلام أو غيره يجب عليه أن ينظر في الأمر مرة ثانية، وأن يعرف أنه بابتداعه هذا طعن في دين الله ورآه ناقصاً يحتاج إلى تكميل بما أحدثه فيه.

    وأسأل الله أن يجعلنا وإخواننا المسلمين لله مخلصين ولنبيه صلى الله عليه وسلم متبعين.

    1.   

    حكم المعالجة بآيات القرآن

    السؤال: بعض المشايخ يعالجون المرضى بالآيات القرآنية، ما مدى صحة هذا؟

    الجواب: لا شك أن الله تعالى جعل هذا القرآن شفاء لما في الصدور وشفاء لما في الأجسام أيضاً وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:87]، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي سعيد أنهم قرءوا على لديغ سورة الفاتحة، قرءوها عليه سبع مرات، فقام كأنما نشط من عقال، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لما رجعوا إليه وأخبروه قال: ( وما يدريك أنها رقية ) فأثبت النبي عليه الصلاة والسلام أن الفاتحة رقية، يعني: يرقى بها المريض، أي: يقرأ عليه، فالقرآن كله خير وكله بركة، ولا شك أنه مؤثر، ولكن يجب أن نعرف أنه كما يقال: (السيف بضاربه) لا بد لتأثير القرآن من ثلاثة أمور:

    أولاً: إيمان القارئ بتأثيره.

    ثانياً: إيمان المقروء عليه بتأثيره.

    ثالثاً: أن يكون ما قرأ به مما تشهد الأدلة له بالتأثير، فإذا كان كذلك فإنه مؤثر بإذن الله، أما إذا نقص واحد من هذه الأمور الثلاثة مثل أن يقرأ على سبيل التجربة، يقول: أجرب أشوف ينفع أم لا، فإن ذلك لا ينفع؛ لأن الواجب على المؤمن أن يؤمن بتأثيره، كذلك أيضاً لو كان المريض عنده شك في ذلك، وليس عنده إيمان بتأثير القرآن فإن ذلك لا ينفعه أيضاً؛ لأن المحل غير قابل حينئذٍ، وكذلك أيضاً لو قرأ آيات لم تشهد الأدلة لها بالتأثير فهذا أيضاً قد لا يؤثر، وليس معنى ذلك أنه نقص في القرآن الكريم، ولكنه خطأ في استعمال أو قراءة ما تنبغي قراءته من الآيات أو السور.

    1.   

    الأفضلية في قراءة القرآن في المسجد جهراً أم سراً؟

    السؤال: هل الأفضل تلاوة القرآن في المسجد جهراً أم سراً؟

    الجواب: في المسجد الأفضل أن يقرأ القرآن فيه سراً، إلا إذا لم يكن فيه أحد يشوش عليه، أو كان الحاضرون يرغبون بأن يقرأ جهراً لكونهم لا يعرفون القراءة بأنفسهم ويحبون أن يستمعوها من غيرهم فهذا لا بأس به، لكن بشرط ألا يكون أحد من أهل المسجد منشغلاً بغير الاستماع إليه، فإن ذلك لا يجوز، أي: لا يجوز للرجل أن يجهر بالقرآن في المسجد وحوله من يشوش عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن أو قال في القراءة )، وهذا حديث صحيح كما قاله ابن عبد البر .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756024538