إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (98)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الذبح والوليمة عند الانتهاء من بناء المنزل

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة في برنامجكم اليومي: نور على الدرب، قضاياكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    نرحب في بداية لقائنا بسماحة الشيخ ونبدأ على بركة الله فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: شيخ عبد العزيز ! أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلينا من أحد الإخوة، يقول: سوداني يعمل بالرياض عمر الشيخ محمد أخونا يقول: توجد في بلدنا عادة وهي: أن المرء إذا شرع في بناء منزل له يذبح ذبيحة عندما يصل البناء إلى العتاب، أو تؤجل هذه الذبيحة حتى اكتمال البنيان وإرادة السكن في المنزل، ويدعى لهذه الذبيحة الأقارب والجيران، فما رأي فضيلتكم في هذا العمل، وهل هناك عمل مشروع يفضل عمله قبل السكن في المنزل الجديد، أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، هذا التصرف فيه تفصيل: فإن كان المقصود من الذبيحة اتقاء الجن، أو مقصداً آخر يقصد به صاحب البيت أن هذا الذبح يحصل به كذا، أو يحصل به كذا في البيت، سلامة البيت أو كذا أو كذا فهذا لا يجوز، بل هو من البدع، وإن كان للجن فهو شرك أكبر؛ لأنه عبادة لغير الله.

    أما إذا كان من باب الشكر لنعم الله، لما من الله عليه بالوصول إلى السقف أو بإكمال البيت، من باب شكر الله على النعم، يجمع أقاربه وجيرانه ويدعوهم لهذه النعمة لا بأس بهذا، وهذا يفعله كثير من الناس من باب الشكر لنعم الله حيث من عليهم بتعمير البيت وسكن البيت بدلاً من الاستئجار، هذا من باب الشكر لا بأس بذلك، شكراً لله عز وجل.

    أما إذا كان لقصد آخر كاتقاء شر الجن أو مقاصد أخرى جاهلية فلا تجوز.

    المقدم: بارك الله فيكم. إذا كان على ما يعرف هنا في المنطقة الوسطى سماحة الشيخ بالنزالة؟

    الشيخ: النزالة لإكرام الأقارب والجيران والشكر لله على ما من به من تمام البناء، مثل ما يفعله الناس في العرس، ومثل ما يفعلوه في مسائل أخرى إذا قدموا من السفر، قد ينحرون أشياء ويدعون الأقارب، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر نحر جزوراً ودعا الناس عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم التلفظ بالطلاق بنية التعليم

    السؤال: رسالة بعث بها أخونا عبد الرحمن طاهر من اليمن الشمالي، ويقول: إنه مقيم في الرياض يقول: كنت جالساً مع أحد أصدقائي نمزح، وقال لي أحدهم: الذي يطلق زوجته ماذا يقول؟ فقلت: يقول: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، فقالوا: أنت الآن طلقت زوجتك، فوضعوا في نفسي الشك ولا سيما وقد أخبروا زوجتي بما قلت، أفيدوني لو تكرمتم؟

    الجواب: إذا كان مقصودك بيان كيف يعمل المطلق فليس عليك شيء، ولا يعتبر منك طلاق إذا كان المقصود من هذا الكلام أنك تبين لهم كيف يطلق من أراد الطلاق، هذا ليس عليك منه شيء، ولكنك غلطت في تكرار الطلاق في هذا التعليم، يكفي مرة واحدة، يقول: (أنت طالق) ويكتفي بهذا ولا يكرر، هذا هو المشروع، ولا يجب تكراره ثلاثاً؛ لأن هذا سد لباب اليسر؛ الله جل وعلا جعل الطلاق مرتباً واحدة ثم ثنتين ثم ثلاثاً حتى لا يضيق الأمر على الزوج، قد يطلقها واحدة ثم يحب أن يرجع فيكون له مجال في الرجوع، ويطلقها ثنتين فيحب أن يرجع فيكون له مجال في الرجوع، فإذا طلقها الأخيرة انتهى ولم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فأنت علمته الطلاق الذي يحرمها عليه، فليس الأمر كما قلت، ولكن السنة أن يطلق واحدة، تقول: السنة للرجل إذا أراد الطلاق يقول: أنت مطلقة، أنت طالق، أو فلانة طالق، هذا هو المشروع، مرة واحدة فقط.

    وبكل حال فأنت ليس عليك شيء، مادمت أردت بذلك البيان وإن غلطت في البيان فليس على زوجتك شيء والزوجة باقية في عصمتك ولو بلغها الخبر إذا كان الواقع هو ما قلت، إذا كنت لم تكذب في الكلام، إذا كان الواقع هو ما قلته فليس عليك شيء، وليس على زوجتك شيء، والحمد لله.

    لكن عليك أن تتأدب فلا تفت بشيء وأنت على غير علم، إذا سئلت عن شيء لا تقل إلا ما تعلم بالدليل عن كلام الله أوكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مما سمعت من أهل العلم، تقول: سمعت للعالم الفلاني يقول كذا وكذا، تنقل عن العالم الفلاني ما ضبطت وحفظت أنه قال كذا وكذا في الصلاة.. في الصيام.. في الحج.. في الزكاة.. في غير ذلك، وأما أن تقول شيئاً وأنت جاهل فلا يجوز لك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] فالمسلم لا يقول على الله بغير علم، وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169] فبين سبحانه أن الشيطان يأمرنا بالفحشاء والمنكر والقول على الله بغير علم.

    فليس لنا أن نطيع الشيطان بل يجب أن نحاربه وألا نقول إلا بعلم، وإلا فعلينا الإمساك والكف عن ذلك حتى نتعلم وحتى نسأل أهل العلم، والله ولي التوفيق.

    1.   

    حكم التيمم إذا كان الماء بارداً

    السؤال: هنا سؤال بعث به أحد الإخوة من العراق وهو الأخ غازي عبد خليفة يقول: سؤالي يتعلق بالصلاة، أنا طالب في الإعدادية ساكن في القسم الداخلي، نهضت في الصباح لكي أؤدي فرض صلاة الصبح، وكان الجو بارداً جداً، وليس لدي أي وسيلة لتسخين الماء، وتمسحت دون أن أغسل رجلي بالماء، فهل هذه الصلاة مقبولة أم تنصحونني بقضائها؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كنت تستطيع أن تجد ماءً دافياً أو ماءً لا خطر فيه، أو تسخينه من جيرانك أو بالشراء من جيرانك أو من غير جيرانك بالشراء فالواجب عليك أن تعمل ذلك؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] فعليك أن تعمل ما تستطيع من الشراء أو التسخين أو غير هذا من طرق التمكن من الوضوء الشرعي بالماء، فإن عجزت أو كان البرد شديداً عليك فيه خطر، ولا حيلة لك في تسخينه ولا في شراء شيء من الماء الساخن مما حولك فأنت معذور بهذا إذا كان عليك خطر، تعتقد أن عليك خطراً من ذلك في صحتك بالموت أو المرض، فأنت معذور وليس عليك قضاء وعليك التيمم ما تمسح بالماء، عليك بالتيمم، عليك أن تتيمم بالتراب، تضرب يدك في التراب وتمسح وجهك وكفيك، ويكفيك عن الماء عند العجز عن استعماله بسبب برودته وشدة البرد، وعدم وجود ما يدفيك أو يدفي الماء.

    وعليك في هذا العناية والحرص وخوف الله ومراقبته.

    1.   

    حكم من تسبب في قتل حيوان بغير قصد

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق أيضاً، تقول: أنا المستمعة (م. ر) من الأعظمية بغداد، إني أستمع إلى برنامجكم يومياً ونشكركم عليه لما فيه الفائدة للجميع، لذا أرسل لكم هذه الأسئلة وأرجو من حضرتكم الإجابة عليها وعدم إهمالها.

    السؤال الأول: هو أنني قبل أربعين عاماً كنت مشغولة في أمور البيت، فقلت لابني أن يحبس الدجاج في التنور؛ لكي أتخلص من إزعاجه؛ لأنني كنت أشتغل ونسيت أن التنور حار؛ لأنني خبزت به قبل يوم، فمات الدجاج وأنا غير متعمدة، فهل علي إثم وهل علي كفارة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ليس عليك شيء مادمت لم تتعمدي قتله بغير حق بهذه الطريقة وإنما هو سهو منك وغلط ليس عليك شيء، والحمد لله.

    1.   

    حكم الحلف بالطلاق

    السؤال: أسئلتها بسيطة لكن رجتنا ألا نهمل رسالتها سماحة الشيخ، تقول أيضاً: إن زوجي حلف بالطلاق إذا لم ترجع أخته الدينار لصاحبه ولكن أخته لم ترجعه وأخذته، وفي المرة الثانية كان الأمر كذلك، فماذا يكون الحكم؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان قصد بذلك إيقاع الطلاق إن لم ترجع الدينار وقع طلقة على زوجته بذلك وله مراجعتها ما دامت في العدة إذا كان ليس قبل ذلك طلقتان، وإن كان أراد التشديد عليها أو تخويفها ولا يريد إيقاع الطلاق فلم تفعل فعليه كفارة يمين؛ لأن هذا في حكم اليمين وهي إطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، يعني: كيلو ونصف من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما أو كسوتهم كسوة تجزئهم الصلاة كالقميص لكل واحد، أو عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز وكان فقيراً لا يستطيع صام ثلاثة أيام ويكفي ذلك.

    1.   

    ما يجب على التائب فعله إذا كان يملك أشرطة فيديو خليعة

    السؤال: هنا رسالة باعثها أحد الإخوة يقول حامد فرحان من جدة، أخونا يقول: رجل تاب إلى الله عز وجل وعنده فيديو وأشرطة أفلام خليعة فهل يجوز له بيعها، وإذا كان لا يجوز بيعها فماذا يعمل بها؟ وهل يجوز أن يسجل فيها الخطب والبرامج والمشاهد المفيدة؟

    الجواب: نعم، يسجل فيها ما ينفعه وهذا يمسح ما فيها من الباطل، يسجل فيها الطيب؛ وقد ذكر أهل الخبرة بأنه إذا سجل فيها غير ما فيها انمسح الذي فيها من الباطل، فإذا سجل فيها الطيب انتفع بها والحمد لله.

    أما بيعها فلا يجوز بيعها وهي على حالها الرديئة.

    1.   

    كيف يتصرف من يملك استديو تصوير علم بتحريمه

    السؤال: رجل عنده استديو؛ دكان فيه آلات التصوير، وعلم أن التصوير حرام؛ فكيف يتصرف فيها بحيث يمكنه التجنب من الخسارة، وإذا باعها على مسلم أليس يكون ذلك مساعداً على نشر المعصية؟ وما حكم ما يأتيه من كسب ذلك من المال هل يجوز صرفه عليه وعلى أهله؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: فإن الاستديو يصور الجائز والممنوع، فإذا صور فيه ما هو جائز من السيارات والطائرات والجبال وغير ذلك من أشجار وغير هذا من كل ما ليس فيه روح فلا بأس أن يبيع ذلك ويصور هذه الأشياء التي قد يحتاجها الناس وليس فيها روح، أما تصوير ذوات الأرواح من بني الإنسان أو الدواب أو الطيور فلا، وإذا صور فيها شيئاً يحتاجه الناس ويضطرون إليه كالتابعية التي يحتاجها الناس في حفيظة النفوس فلا بأس.

    فالمقصود: أنه لا يشتغل فيه إلا الشيء الجائز، وإذا باعه على الناس فلا بأس ببيعه؛ لأنه يباع ويستعمل في الطيب وفي الخبيث مثلما يبيع الإنسان السلاح.. يبيع السيف.. يبيع السكين، والسكين تستعمل في الخير والشر، وهكذا السلاح، فهو غير مسئول عن هذا الشيء إلا إذا كان يعلم أن المشتري يضر به الناس لا يبيع عليه لا سلاحاً ولا غيره، أما إذا كان لا يعلم إنما هو في السوق العامة التي ليس فيها علم بمن يستعمله في الشر أو في الخير فلا يضره ذلك، والإثم على من استعمله في الشر.

    1.   

    كيفية التخلص من المال المكتسب من محل التصوير

    السؤال: رجل شريك في دكان لآلات التصوير وقد تاب، فكيف ينهي شراكته فيه بحيث لا يخسر وما حكم ما يأتيه من كسب هذا الدكان؟

    الجواب: مثل ما تقدم؛ ينهيه بالتقويم، يقوم عليه ويتصالح هو وإياه على القيمة التي يرضاها الشخصان جميعاً، وما دخل عليه من ذلك فهو مباح له؛ إلا إذا كان من قيمته تصوير ذوات الأرواح فيتأمل، يقدر قسطها ويتصدق بها على بعض الفقراء، قسط ما صور به ذوات الأرواح من المصورات الأخرى، فيقدر الربع أو الثلث أو أكثر أو أقل مما دخل عليه ثم ينفقه في وجوه الخير براءة للذمة وبعداً عن الحرام.

    1.   

    حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المزكي

    السؤال: أخ مصري اسمه أحمد عبد الشكور يقول: أرسلت زكاة الفطر الخاصة بي إلى أهلي لكي يخرجوها في البلد، فهل هذا العمل صحيح؟

    الجواب: لا بأس، تجزئ إن شاء الله، ولكن إخراجها في محلك أفضل، كونك تخرجها في محلك الذي أنت مقيم فيه لبعض الفقراء يكون أولى، وإذا بعثتها إلى أهلك ليخرجوها على الفقراء فلا بأس.

    1.   

    حكم عمل المرأة وإقامتها في غير بلدها بدون محرم

    السؤال: هنا رسالة باعثتها إحدى الأخوات سمت نفسها تقول: سمية مصطفى من الرياض، أختنا تقول: أريد السؤال عن عمل المرأة وإقامتها بدون محرم في غير بلدها، علماً بأنني أعمل حالياً بالمملكة وفي مكان كله نساء، وأقيم في القسم الداخلي التابع للعمل وأيضاً كله نساء والحمد لله، لا يوجد اختلاط أو شيء يغضب الله عز وجل، سواء في العمل أو السكن، وقد حاولت استقدام أخي كمحرم شرعي لي ولكن لم أوفق لذلك، فما حكم الشرع في وضعي الحالي وإقامتي هنا بدون محرم، علماً بأنني أولاً استخرت الله عز وجل كثيراً قبل حضوري إلى هنا، وأحسست أن الله يسر لي أموراً كثيرة لهذا الأمر، ثانياً: الوضع في بلدي من حيث الاختلاط وسوء الأخلاق في مجال العمل لا يشجع الإنسان المسلم الملتزم على الاستمرار فيه على ضوء ما ذكرت لكم، أرجو الفتوى الصحيحة وعمدوني بما ترون وفقكم الله، والسلام؟

    الجواب: نسأل الله لنا ولك التوفيق وصلاح الحال، أما هذا الذي سألت فلا بأس به، إقامة المرأة في بلد من دون محرم لا ضرر فيه ولا حرج فيه، ولا سيما إذا كان ذلك لا خطر فيه، فإذا كانت بين النساء أو في عمل مصون عن الرجال مما أباح الله عز وجل، أو في قسم داخلي بين النساء، فكل هذا لا حرج فيه، إنما الممنوع السفر، لا تسافري إلا بمحرم ولا تقدمي إلا بمحرم، فإذا كنت قدمت من بلادك بدون محرم فعليك التوبة إلى الله والاستغفار وعدم العودة إلى مثل هذا، وإذا أردت السفر فلابد من محرم واصبري حتى يأتي المحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) وإذا تيسر المحرم من جهة الأقارب أو بالزواج يكون لك زوج تزوجيه ويكون زوجك محرماً لك في السفر، الأمر بيد الله، فعليك أن تعملي ما تستطيعين عند السفر حتى يحصل المحرم.

    وأما إقامتك الآن بين النساء في عمل مباح فلا حرج فيه، والحمد لله.

    1.   

    الحاجة إلى عمل المرأة واشتراط المحرم

    السؤال: قضية الحاجة إلى عمل المرأة في مكان معين سماحة الشيخ، وقضية محرمها قضية لعل لسماحتكم فيها وجهة نظر ونصيحة، ماذا تقولون لو تكرمتم؟

    الجواب: لا ريب أن هذا عمل خطير، وأن مجيء النساء بدون محارم فيه خطر وفتنة، فالذي ننصح أخواتنا في الله الحذر من ذلك، وأن لا يقدمن إلا بمحارم، وننصحهن أيضاً بالحذر من الاختلاط مع الرجال والعمل مع الرجال ، أو الخلوة بالرجال، كونها تخلو برجل ليس محرماً لها، كل هذا مما يجب الحذر منه، سواء كان في المستشفيات أو في غير المستشفيات.

    فنصيحتي للجميع ألا تقدم امرأة إلا بمحرم، وألا تسافر إلا بمحرم، وألا تعمل بين الرجال، وألا تخلو بأي رجل من غير محارمها؛ لأنه طريق للفتنة، والرسول صلى الله عليه وسلم منع ذلك وحرمه، وقال: (لا يخلون رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان).

    فالمقصود من هذا: أن الواجب على المرأة وعلى أوليائها الحرص على سلامة العرض، والبعد عن أسباب الفتنة، وأما العمل فلا بأس أن تعمل بين النساء ممرضة أو خياطة أو خادمة أو غير ذلك في عمل مباح لا يضر دينها ولا يسبب فتنة مع الرجال، والله المستعان.

    1.   

    الخطأ في القراءة أثناء الصلاة وتذكر ذلك حال الركوع والسجود

    السؤال: تقول: في بعض الأحيان يحدث أنني أنسى أثناء الصلاة وأقرأ آية مكان آية أخرى، أو أقرأ كلمة خطأ، ثم أتذكر ذلك أثناء الركوع أو السجود أو بعد الصلاة، فما الحكم في ذلك وماذا أفعل، وهل أعيد الركعة أم لا؟

    الجواب: الفرض في هذا هو الفاتحة، فإذا قرأت الفاتحة وهي سورة الحمد حصل المقصود والحمد لله، فإذا قرأت زيادة آية أو آيتين أو قرأت آية بدل آية أو نسيت آية وأتيت بآية، أو نقص منك كلمة لا يضرك، وصلاتك صحيحة وليس عليك إعادة ركعة ولا إعادة الصلاة، والحمد لله، بل صلاتك صحيحة.

    ولكن عليك أن تجتهدي فيما تيسر لك من قراءة بعض الآيات مع الفاتحة في الركعة الأولى والثانية من الظهر والعصر والمغرب والعشاء وهكذا في الفجر، أما الثالثة من المغرب والثالثة والرابعة من الظهر والعصر والعشاء فيكفي الفاتحة والحمد لله.

    1.   

    حكم صلاة الجماعة للنساء إذا اجتمعن في مكان واحد

    السؤال: إذا توفر مجموعة من النساء في مكان واحد فهل تجب عليهن صلاة الجماعة؟ وهل هناك إثم إذا صلت كل واحدة بمفردها ولم يصلين جماعة؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، ولا تجب عليهن الجماعة، الجماعة من اختصاص الرجال، وجوبها في حق الرجال، أما المرأة فليس عليها جماعة، لكن لو صلين جماعة فلا حرج، لو صلين جماعة أو صلت بهن إحداهن ولا سيما من لها بصيرة وعلم حتى تعلمهن وحتى ترشدهن هذا طيب ومستحب، قد روي عن أم سلمة و عائشة أنهما صلتا ببعض النساء.

    فالحاصل أنه إذا وجد فيهن امرأة قارئة معلمة تفيدهن وصلت بهن هذا طيب ومشروع للتعليم، تعرف كيف تصلي المرأة؟ كيف تركع؟ كيف تطمئن؟ كيف تخشع في صلاتها؟ وتكون إمامتهن بينهن في وسطهن لا تقدم بل تكون في وسطهن، وتجهر بالقراءة في المغرب والعشاء والفجر كالرجل، حتى يستفدن منها، وإذا رأت منهن شيئاً من الخلل تعلمهن وتعظهن وتذكرهن إذا كان عندها علم، فهذا شيء مطلوب، لكن لو لم يصلين جماعة فلا حرج ولو كن موجودات في بيت واحد، إذا صلت كل واحدة وحدها فلا حرج.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

    السؤال: هذه رسالة من أخونا عبيد الله خليفة البلادي من حليف، أخونا يسأل مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال عن الآية الكريمة: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] حبذا لو فسرتم لنا هذا الجزء من هذه الآية الكريمة؟

    الجواب: هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء وبيان لعظم منزلتهم ولعظم فضلهم على الناس، والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة علماء القرآن والسنة الذين يخافون الله ويراقبونه، هم المراد هنا، يعني: الخشية الكاملة: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ [فاطر:28] يعني: الخشية الكاملة، خشيتهم أكمل من خشية غيرهم، وإلا فكل مؤمن يخشى الله، كل مسلم يخشى الله، لكنها تتفاوت وليست خشية العلماء المتبصرون علماء الحق وعلماء الشريعة، ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين، بل هي أكمل وأعظم.

    ولهذا يراقبون الله ويعلمون عباد الله، ويقفون عند حدود الله، وينفذون أوامر الله، فأعمالهم تطابق أقوالهم وتطابق علمهم، هم أكمل الناس خشية لله عز وجل، وليس معناها أن المؤمن الذي ليس بعالم لا يخشى الله، لا؛ مراد الرب جل وعلا حصر كمال، مثلما قال جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2] الآية، ليس معناها أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله أو لا يزداد إيمانه عند ذكر الله ليس بمؤمن، لا، بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكمل، المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان وقوة إيمان.

    وهكذا قوله جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15] معناه: المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم، وليس معناه أن من لم يجاهد فلا إيمان له، بل له إيمان بقدره على حسب حاله وقدرته.

    فالمقصود من هذا كله بيان الكمال، كمال خشية الله وكمال الإيمان، وإلا فالمؤمنون جميعاً رجالاً ونساء وإن لم يكونوا علماء عندهم خشية لله، وعندهم إيمان، وعندهم تقوى، لكن المجاهدين والذين عندهم علم بالكتاب والسنة أكمل من غيرهم إيماناً، وأعظم إيماناً لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير وعملوا به وصدقوا أقوالهم بأعمالهم وحملتهم خشيتهم لله على البدار بالجهاد في سبيله والصبر على تقديم أنفسهم للشهادة؛ لأنهم يعلمون أن هذا طاعة لله ورسوله.

    1.   

    الحث على تيسير المهور وعدم سطو الآباء عليها

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من سوريا حلب، ووقع عليها اثنان من الإخوة من هناك: حسين الأسعد و فتحي الحسين ، يسألان عن المهر يقولان: عندنا المهر مائة وخمسين ليرة سورية، وأغلب الرجال لا يوجد عندهم نصف هذا المهر، والأب يأخذ المهر من ابنته إجباري، هل هذا حرام أم حلال؟

    الجواب: يجب على الآباء وعلى جميع الأولياء أن يتقوا الله وأن يحرصوا على تزويج بناتهم بما يسر الله من المهر، وليس لهم أن يشددوا في ذلك، بل عليهم أن يقبلوا القليل إذا رضيت به البنت، فإن تزويجها ولو بالقليل خير من بقائها، ولا يجوز لهم الاعتراض عليها إذا سمحت، ولا أكل صداقها بغير حق وهي في حاجة إليه، إنما يجوز للأب أخذ الفضل، أما الحاجة التي تحتاجها البنت فهي مقدمة وليس لبقية الأولياء أن يأخذوا منه شيئاً إلا بإذنها إذا كانت رشيدة.

    فالمقصود من هذا أن الواجب على الآباء وعلى جميع الأولياء النظر في مصلحة البنات، والعناية بتزويجهن ولو بالمهر القليل، ولو بدرهم واحد، ولو بدرهمين، المقصود عفتها وسلامتها والحرص على ستر عرضها مع ما يسر الله في ذلك من الخير العظيم، والتسبب في وجود الذرية وعفة الرجال والنساء جميعاً.

    فالواجب على الأولياء أن يساعدوا في هذا، وألا يهلكهم الطمع في المال حتى يمنعوا مولياتهم من الزواج، كل هذا خطر عظيم.

    وهذه نصيحتي لجميع الأولياء في أي مكان، في المملكة العربية السعودية أو في حلب أو في أي مكان من أرض الله نصيحتي لهم جميعاً أن يتقوا الله، وأن يزوجوا بناتهم وأخواتهم ومولياتهم بما يسر الله من المهر ولو كان قليلاً، وأن يحرصوا على الطيب صاحب الدين.

    ونصيحتي أيضاً للبنات وجميع النساء أن يرضين بالقليل في سبيل العفة واختيار الزوج الصالح ولا يهمهم المال، فالمال أمره سهل، إذا يسر الله الزواج جاء المال.

    فينبغي للمؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه وأن يحرص على ما شرع الله له، كما قال عز وجل: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32] فبين سبحانه أن النكاح من أسباب الغنى.

    وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة حق على الله عونهم، منهم: المتزوج يريد العفاف) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

    فالمقصود أن النساء والرجال في حاجة إلى التشجيع على الزواج، وفي حاجة إلى الإعانة، وفي حاجة إلى تخفيف المهور، وفي حاجة إلى تخفيف الولائم وتقليلها، كل هذا من أسباب تسهيل الزواج للجميع.

    فنسأل الله أن يوفق الأولياء والنساء جميعاً لما فيه صلاح الجميع، ولما فيه سعادة الجميع، وأن يعيذ الأولياء من الطمع ويعيذ النساء من الطمع أيضاً والتأسي بمن لا يبالي بهذه الأمور، فإن القدوة بأهل الشر لا خير فيها، وإنما القدوة بأهل الخير والاستقامة والعفة وإيثار الآخرة، رزق الله الجميع التوفيق.

    المقدم: اللهم آمين.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين.

    وآمل أن نلتقي دائماً وأنتم والمستمعون على خير إن شاء الله تعالى.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    وسجلها لكم من الإذاعة الخارجية زميلنا سليمان اللحيدان ، شكراً لكم جميعاً، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755952950