إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (432)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم ترك الإمام لسجدة ولم يعمل بتنبيه المأمومين له إلا بعد السلام

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: محمد ناجي مهيوب من مكة المكرمة، أخونا له جمع من القضايا من بينها قضية يقول فيها: قمنا بصلاة المغرب خلف إمام وفي الركعة الثانية سجد سهي سجدة واحدة وقام بالركعة الثالثة فقلنا له: سبحان الله ولم يستجب لنا وتابعنا معه الصلاة حتى سلم، فقلنا له بما حصل وقام وأتى بركعة وسجد سجود السهو قبل السلام، فهل ما قمنا به صحيح؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    هذا الذي عمله الإمام لا حرج فيه ولا بأس؛ لأنه بطلت الركعة التي ترك منها السجدة وأتى بركعة عوضاً منها والحمد لله ولا حرج في ذلك، وأنتم حين نبهتموه لعله لم يقتنع بتنبيهكم ولم ينتبه لما أردتم، فلهذا لم يفعل شيئاً.

    1.   

    حكم من نام عن الوتر إلى أذان الفجر

    السؤال: يقول: إذا قمت في يوم متأخراً بعد أذان الصبح، وأنا لم أصل الوتر، هل أصلي السنة أم الوتر؟

    الجواب: الوتر فات صل من النهار ما يسر الله لك، فإذا كنت توتر بثلاث صل في النهار تسليمتين وإذا كانت عادتك خمس ركعات تصلي في النهار ثلاث تسليمات ست ركعات وهكذا، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته وتره من الليل لمرض أو نوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة كما قالت عائشة رضي الله عنها، وكان وتره في الغالب إحدى عشرة، فإذا فاته ذلك الوتر إما لمرض أو لنوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، يعني: زاد ركعة ست تسليمات، وهكذا السنة لمن فاته ورده من الليل يصليه من النهار والحمد لله، وإذا قمت بعد طلوع الفجر تصلي سنة الفجر ثم الفجر والحمد لله.

    1.   

    حكم الطواف والعمرة عن الوالدين

    السؤال: هل يجوز الطواف أو العمرة عن الوالدين؟ وكم تكون الهرولة في الطواف والسعي؟

    الجواب: إذا كان الوالدان ميتين أو عاجزين لكبر السن أو مرض لا يرجى برؤه فلا بأس أن تعتمر عنهما وأن تحج عنهما كل واحد على حدة، لمجيء الأحاديث في ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه سئل كثيراً عمن قال: توفي أبي وعليه كذا توفيت أمي وعليها حجة فقال: (حج عن أبيك حج عن أمك)، وسمع رجلاً يقول: (لبيك عن شبرمة قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو قريب لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا, قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة)، فدل ذلك على أنه لا حرج في الحج عن الغير إذا كان ميتاً أو عاجزاً لمرض لا يرجى برؤه أو لكبر السن، أما الطواف لا، لا يشرع، الطواف عن الحي أو الميت ليس عليه دليل، والعبادات توقيفية لا تفعل إلا بالدليل، ولا نعلم دليلاً يدل على التقرب بالطواف وحده، بل تطوف عن نفسك فقط كما تصلي عن نفسك، أما الحج والعمرة فلا بأس أن تحج عن غيرك وأن تعتمر عن غيرك إذا كان ميتاً أو عاجزاً لكبر أو مرض لا يرجى برؤه.

    1.   

    من أحكام المسح على الجوربين

    السؤال: يقول: كيف يكون المسح على الشراب عند الوضوء؟ هل يبدأ برجل ويلبس الشراب أو بعد الوضوء والتنشيف؟ وهل يجوز حسب الظروف فرضاً أرجو أن توجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: يمسح على الشراب مثلما يمسح على الخف الجلد، إذا كان عليه جوربان وقد لبسهما على طهارة يمسح عليهما مثلما يمسح على الجوربين، يمسح على اليمنى باليمنى ثم يمسح على اليسرى باليسرى ويكفي ذلك والحمد لله، على ظاهر القدم يمسح ظاهر الخفين ظاهر الجوربين ويكفي ذلك.

    أما عند البدء فلا يمسح عليهما إلا إذا كان لبسهما على طهارة، لابد أن يتوضأ أول ثم يلبسهما، وإذا لبس الخف أو الجورب في الرجل اليمنى قبل أن يكمل الوضوء ثم غسل اليسرى ولبس، فالأحوط له أن يخلع اليمنى ثم يلبسها بعد كمال الوضوء؛ لأنه لبسها قبل كمال الوضوء، فيخلعها بعدما غسل اليسرى ثم يعيد لبسها، حتى يكون لبسها على طهارة كاملة.

    1.   

    حكم الطلاق ثلاثاً عن طريق الكتابة

    السؤال: مستمع يقول: أنا رجل طلقت زوجتي ثلاث طلقات، ولم أنطق بها بل كتبت ذلك في ورقة وقلت: فلانة بنت فلان طالق طالق طالق، وقد أخرجت صك الطلاق، والآن أنا ندمت وكنت غاضباً لظروف أحيلت علي، وللعلم أنا أريدها وقد مر على طلاقنا ثلاث سنوات، فأرجو الإفادة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك أن تراجع الذي أعطاك الصك وفيما يراه الكفاية إن شاء الله.

    1.   

    حكم من خطب امرأة وقد رضع مع عمها

    السؤال: مستمع يقول: الطيب البشير محمد علي يقول: لقد خطبت فتاة، ولكن بعد ثلاثة أيام من الخطوبة ذكرت لي والدتي أنني قد رضعت مع عم الفتاة الذي هو أصغر من أبيها أي: مع والدته -كما يقول في سؤاله- وقد علم أبو الفتاة بهذا الخبر والآن والدته هي الأخرى قالت: إنني أرضعته، فهل يمكنني الزواج من هذه الفتاة؟

    الجواب: إذا كنت رضعت من والدة أب الفتاة رضاعاً كاملاً خمس مرات فأكثر وأنت في الحولين، فأنت عم لها أخ لأبيها، فليس لك نكاحها، إذا كنت ارتضعت من أم أبيها خمس رضعات أو أكثر، ولو في مجلس واحد، وأنت في الحولين قبل أن تفطم، فأنت حينئذ عم لها ولا تحل لك.

    1.   

    كيفية طهارة من به سلس بول وحكم إمامته

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ن. س) أخونا يقول: إنني مصاب بسلس وأحياناً ينزل مني ماء بقدر قطرة أو قطرتين، وأحياناً أيضاً أصلي بالناس إماماً، فهل يجوز لي ذلك أو لا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان السلس مستمراً معك وهو خروج الماء -يعني البول- فلا تتوضأ إلا إذا دخل الوقت، وإذا توضأت تصلي بهذا الوضوء ما دمت في الوقت مثل المستحاضة التي أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتوضأ لكل صلاة؛ لأن حدثها دائم وهو خروج الدم، فهكذا من كان بوله مستمراً معه فإنه يتوضأ لكل صلاة، يعني: إذا دخل الوقت فيتوضأ للعصر إذا دخل وقتها ويصلي حتى يخرج الوقت، ويقرأ القرآن من المصحف، وهكذا يتوضأ للمغرب ويصلي حتى يغيب الشفق وهكذا بعد العشاء يتوضأ حتى يذهب الوقت، المقصود أن لكل وقت وضوءاً لصاحب السلس، والأحوط لك أن لا تصلي بالناس إماماً؛ لأن جمعاً من أهل العلم يرون أنه لا يصلي صاحب السلس إماماً بالناس، وإن صليت تكون الصلاة صحيحة إن شاء الله على الصحيح، لكن ترك ذلك أولى.

    1.   

    حكم شهادة المرء بما لم يعلم

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية السورية، باعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول: أنا امرأة أمية لا أعرف القراءة ولا الكتابة جاءني رجلان من قريتي وقالا لي: اشهدي على أمر لم أره، وذهبنا إلى القاضي وشهدت بذلك، علماً أنني كنت في سن الخامسة عشرة وغير واعية وغير مدركة لهذا الأمر وحلفت على القرآن، هل علي ذنب؟ وإذا كان كذلك فما كفارته جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم أنت عاصية في هذا العمل، قد أخطأت خطأً كبيراً؛ لأن المسلم لا يشهد بما لا يعلم، الله يقول: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86].

    فعليك التوبة إلى الله والرجوع إليه والندم على ما مضى وعدم العودة إلى مثل هذا، وعليك إبلاغ الذي شهدت عنده، إذا كانت هذه الشهادة يترتب عليها أمر يختل به حكم الشرع، فعليك أن تبلغي هذا الذي شهدت عنده كان رضاع تعلمينه؛ لأن شهادتك باطلة حينئذ، إذا كنت شهدت بالرضاع أو أن فلانة أرضعت فلاناً فعليك أن تبلغي، المقصود عليك أن تبلغي من شهدت عنده أنك شهدت غلطاً منك لم تري ولم تعلمي.

    1.   

    صفة صلاة المرأة مع أخيها

    السؤال: هل يجوز أن أصلي أنا وأخي جماعة علماً بأنه غير متزوج، إذ أنه في بلدنا يقولون: يجب أن يكون الإمام متزوجاً، فهل هذا صحيح جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا أصل لهذا الشرط، يجوز أن يكون الإمام متزوجاً وغير متزوج ولا حرج في ذلك، فهذا القول باطل، الإمام ليس من شرطه أن يكون متزوجاً، وإذا صليت مع أخيك صلي خلفه لا تصفي معه، المرأة ما تصف مع الرجال، فإذا صليت معه في الليل مثلاً في التهجد بالليل تكوني خلفه، وهو لا يصلي في البيت الفرائض يلزمه أن يصلي مع الناس الفريضة ولا يصلي في البيت، وإذا صلى في البيت؛ لأنه فاتته الصلاة؛ بسبب نوم أو نحوه أو صلاة النافلة في الليل وصليت معه فلا بأس، لكن لا تقفي عن يمينه ولكن خلفه، نعم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر النساء أن يكن خلف الرجال، وصلت معه أم سليم مع ابنها أنس فصف أنس معه صلى الله عليه وسلم وصفت خلفهم، وفي الحديث الآخر: (صف أنس واليتيم خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهي من ورائهم).

    1.   

    حكم الخط على الرمل

    السؤال: تقول أختنا في سؤالها الأخير: هل الرسول صلى الله عليه وسلم قال في أحد أحاديثه: (إنه كان أحد الأنبياء يخط بالحصى) وهل يجوز الآن فعل هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان هناك نبي يخط، أما نحن فليس لنا أن نخط؛ لأنا لا نعلم الشيء الذي فعله النبي والشيء الذي أجازه الله، فالخطوط الآن التي يفعلها الناس ضرب من الرجم بالغيب ولا يجوز تعاطيها ولا فعلها بل يجب ترك ذلك.

    1.   

    صفة الفطر في نهار رمضان للمعذور شرعاً

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة وضمنها أربعة أسئلة: يقول في أحدها: بعض النساء يفطرن في رمضان لعذر شرعي، فهل لهن الحق في الأكل والشرب جهاراً أم يأكلن سراً ولو أدى ذلك إلى أكثر من ثلاث وجبات جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: من أفطر في رمضان للعذر فإنه يفطر سراً كالمسافر الذي لا يعرف أنه مسافر، والمرأة التي لا يعرف أنها حائض، فيكون أكلها سراً وشربها سراً حتى لا تتهم بأنها متساهلة، وحتى لا يتهم الرجل بأنه متساهل بأمر الله.

    أما إذا كان بين قوم يعرفون حاله أنه مسافر، وكانت بين جماعة من النساء يعرفون أنها حائض فلا حرج عليها أن تأكل عندهم وتفطر؛ لأنه يعرفون حالها، وهكذا المسافر بين قوم يعرفون حاله، أما أن يأكل عند الناس وهم لا يعرفون حاله فهذا لا ينبغي له حينئذ، بل الواجب عليه أن يختفي بذلك حتى لا يتهم بالشر، وهكذا المرأة التي لا يعرف من حولها أنها حائض، فإنها لا تأكل عندهم ولا تشرب؛ لأن هذا يسبب تهمتها بأنها متساهلة بأمر الله وأنها لا تصوم رمضان.

    1.   

    كيفية تطهير الثوب من بول الصبي

    السؤال: إذا بال طفل صغير على ملابس أبيه، فهل يلزم الأب أن يغسل الثوب كله أو يغسل الجزء المبتل فقط، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان الطفل يأكل الطعام ويتغذى به فإنه يغسل ما أصاب الثوب منه غسلاً، ولا يغسل الثوب كله، ولكن يغسل ما أصابه البول، وهكذا بقية النجاسات يغسل محل النجاسة فقط من البدن ومن الثوب ومن البقعة في الأرض، وما سوى ذلك طاهر.

    وأما إن كان الصبي لا يأكل الطعام ولا يتغذى به إنما يتغذى بالحليب باللبن بالرضاع من أمه، فإنه لا يجب الغسل بل يرش مكان البول رشاً، يمر عليه الماء فقط ويكفي، يمر عليه الماء من دون حاجة إلى فرك ولا غسل، بل إذا مر عليه الماء كفى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بال على ثوبه طفل لا يأكل الطعام فأتبعه الماء ولم يغسله عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (بول الرضيع الذي لا يأكل الطعام ينضح، وبول الجارية يغسل)، فبول الغلام الذي لا يأكل ولا يتغذى بالطعام إنما يرش رشاً وينضح محله بالماء ويكفي.

    1.   

    معنى حديث: (من ظلم شبراً من الأرض...)

    السؤال: اشرحوا لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين

    الجواب: معناه: أن الظالم يتحمل هذا الجزء وما تحته إلى سبع أرضين، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من ظلم شبراً من أرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين) يعني: يجعل طوقاً في عنقه ذلك الجزء وما تحته إلى آخر الأرض، وهذا نوع من التعذيب الشديد له بظلمه لأخيه، ويستدل به على أن الأرض إذا ملكها إنسان ملك ما تحتها، له أن يحفر ويحفر ويحفر ولو بعد المدى؛ لأنه قد ملك الأرض وما تحتها لهذا الحديث الصحيح.

    1.   

    قتل البراغيث والقمل لا يبطل الوضوء

    السؤال: يدعي البعض بأن قتل البراغيث أو القمل يبطل الوضوء فهل هذا صحيح؟

    الجواب: ليس بصحيح، لا حرج في ذلك قتل البرغوث أو القمل أو العقرب حوله وهو يصلي أو حية رآها وقتلها، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية، والعقرب)، فكيف بالبرغوث والبعوض؟ لا حرج في ذلك.

    1.   

    حكم من شك في عدم وصول أربع حصيات إلى مكان الرمي

    السؤال: المستمع (أ. س. ف) من مكة المكرمة بعث يسأل ويقول: أثناء رميي للجمرات شكيت في أربع حصيات هل وصلت إلى مكان الرمي أو لا، فماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كنت أعدت الرمي في وقته فلا بأس وإلا فعليك دم يذبح بمكة للفقراء عما تركت من الجمار؛ لأن الأربع كثيرة، فالحاصل أنك عليك دم يذبح بمكة للفقراء عما تركت من الجمار.

    1.   

    حكم صلاة المنفرد خلف الصف

    السؤال: من دولة قطر المستمع موسى علي آدم بعث يسأل ويقول: حدثونا عن الوقوف منفرداً خلف الإمام أثناء الصلاة كيف يكون ذلك؟ وهل هو جائز؟ وهل تصح الصلاة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الوقوف خلف الإمام وأنت وحدك ليس بجائز ولا تصح معه الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ورأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده عليه الصلاة والسلام فأمره أن يعيد الصلاة، فليس للفرد أن يصلي خلف الناس ولكن ينتظر حتى يجد فرجة أو يحصل من يصف معه أو يتقدم فيصف مع الإمام عن يمينه، أما أن يصلي وحده لا، ولكن ينتظر أو يلتمس فرجة.

    1.   

    حكم من حلف لزوجته أن لا يتزوج بعد وفاتها

    السؤال: من بيشة أحد الإخوة المستمعين يقول: معروف رمضان عرفات يقول: قبل وفاة زوجتي كنت حلفت أنا وهي إذا مات أحدنا قبل الآخر أن لا يتزوج بعده والآن قدر الله وتوفيت زوجتي فهل لي أن أتزوج علماً بأن الأسرة مجمعون على الزواج جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: المشروع لك الزواج، بل يجب عليك إذا كنت تحتاج إلى ذلك، ولا يجوز لك تركه إذا كان قد يفضي بك إلى الخطر، المقصود أن الواجب عليك الزواج، وعليك كفارة اليمين عن يمينك لزوجتك، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة كل واحد له نصف الصاع من قوت البلد من تمر أو حنطة أو أرز أو شعير أو نحو ذلك، وليس لك أن تدع الزواج وأنت تقدر عليه.

    1.   

    حكم ابتداء الصوم من وسط الشهر لمن عليه شهران متتابعان

    السؤال: المستمع (س. س. ع) بعث يسأل ويقول: إذا كان علي كفارة صيام شهرين متتابعين فهل يلزمني أن أبدأ من أول الشهر أو من أي يوم، والمهم أن أصوم ستين يوماً متتابعة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: تبدأ من أي يوم، ليس لازماً أن تبدأ من أول الشهر تبدأ من أي يوم على أن تكون ستين يوماً متتابعة مثلما ذكرت في السؤال.

    1.   

    علاج وساوس الشيطان لمن تاب من ذنوبه

    السؤال: المستمع (س. ع. و) بعث يسأل ويقول: أحيطكم علماً أنني في حالة نفسية متعبة جداً؛ وذلك لأنني كنت عاصياً لله وحملت نفسي ما لا تطيق من الذنوب والمعاصي، ثم إني -ولله الحمد- تبت إلى الله وأصبحت محافظاً على الصلوات في أوقاتها مع الجماعة، وندمت على ما مضى وأقلعت عن فعل جميع ما يغضب الله، ولكن هناك ذنوب ارتكبتها في سن مبكر من عمري ما زلت أعاني من أثرها في نفسي، وخاصة أنني كلما أنبت إلى الله وأحسست بالخشوع والانكسار أمام عظمة الله، تذكرت هذه الذنوب فأحس بضيق في صدري وألم لا يوصف، وجهوني حول هذه الحالة جزاكم الله خيراً؟ وهل توصوني بتقديم كفارات معينة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا الشعور وهذا الخوف يدل على خير إن شاء الله وأنت على خير، ولا يلزمك إلا لزوم التوبة والحمد لله، وهذه الوساوس دعها عنك وتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: (التوبة تجب ما قبلها)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فاحمد ربك واستقم ودع عنك هذه الوساوس.

    1.   

    حكم الصلاة في البيت إذا كان المسجد بعيداً

    السؤال: مستمع يقول: أسكن في منطقة تكاد تكون بعيدة عن أقرب المساجد، مما لا يمكنني من تأدية صلاة الفجر وأقوم بتأديتها في وقتها في المنزل فهل أنا آثم؟

    الجواب: إذا كان المسجد بعيداً لا تسمع النداء فأنت معذور، أما إذا كنت تسمع النداء لو كانت الأرض يعني متهيئة ما فيها أصوات تمنع ولا فيها شيء يمنع، فإنك تسعى إلى المسجد، والمقصود صوت المؤذن من دون مكبر، إذا كنت تسمع الصوت المعتاد عند هدوء الأصوات تسمعه فعليك السعي إلى المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر. قيل لـابن عباس الراوي: ما هو العذر؟ قال: خوفاً أو مرض) وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: (يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) فهذا رجل أعمى أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيب، وليس له قائد يقوده فكيف بحال البصير والقادر؟!! المقصود أن عليك الإجابة إذا كنت في محل تسمع فيه النداء، فأنت عليك الإجابة.

    أما إذا كنت بعيداً لا تسمع النداء فلا يلزمك، وإن تجشمت المشقة وصبرت بالمجيء بسيارة أو على قدميك فأنت على خير عظيم.

    1.   

    حكم من وكل غيره لرمي الجمار وترك المبيت بمنى لمرضه

    السؤال: في أثناء تأديتي فريضة الحج مرضت مرضاً شديداً، ارتفاع في درجة الحرارة مع رعشة شديدة مما تعذر معها قيامي برمي الجمار في اليوم الثاني والثالث، ولكنني وكلت من يقوم بذلك، بالإضافة إلى أنني لم أبت بمنى للسبب ذاته، فهل علي شيء جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت فليس عليك شيء، الله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، والوكيل يقوم مقامك في الرمي، أما عدم المبيت بمنى فإذا كنت تركت ذلك عجزاً أو للذهاب إلى الطبيب فلا شيء عليك والحمد لله.

    1.   

    لوم النفس على التقصير والخوف من عدم المغفرة

    السؤال: في أحيان كثيرة بل في معظم الأوقات يساورني شعور بأنني مقصر وألوم نفسي جداً، لمجرد ترك صلاة الجماعة أو غير ذلك، وأخشى أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر لي، فماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك أن تحسن الظن بالله مع التوبة مما أسلفت من التقصير، وعليك الاستمرار في الخير والحذر من وساوس الشيطان ومن طاعة الهوى وأبشر بالخير، فالمقصود الاستقامة والتوبة مما سلف من التقصير مع حسن الظن بالله عز وجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)، فعليك أن تحسن ظنك بربك وتستقيم على الحق، وما مضى من تقصير عليك التوبة إلى الله منه.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى؛ على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755800945