إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (710)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    السنن الرواتب وحكم من فاتته

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من البحرين باعثها مستمع من هناك رمز إلى اسمه بالحروف (أ. ح) مصري مقيم في البحرين، أخونا عرضنا جزءاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل سماحتكم عن حكم من فاتته السنة القبلية؟ وهل توافونا بالسنن الراتبة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فمن فاتته السنة القبلية للظهر مثلاً، يشرع له أن يصليها بعد الصلاة ثم يصلي السنة البعدية، والراتبة في الظهر أربع قبلها تسليمتان وثنتان بعدها، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وإن صلى أربعاً قبلها وأربعاً بعدها؛ فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها؛ حرمه الله على النار)، والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة، ثنتان قبل الفجر سنة راتبة قبلها؛ فإذا فاتت تقضى بعدها، أو بعد طلوع الشمس، أربع قبل الظهر تسليمتان، ثنتان بعدها، ثمان، ثنتان بعد المغرب هذه عشر، ثنتان بعد العشاء هذه اثنا عشر يقال لها الرواتب، وقد صح فيها عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتاً في الجنة)، (من صلى ثنتي عشرة ركعة بني له بهن بيت في الجنة) يعني في اليوم والليلة، وفي رواية (تطوعاً) رواه مسلم في الصحيح، وفي رواية أخرى للترمذي وجماعة تفسرها (أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح)، هذه يقال لها: الرواتب، وهي سنة مؤكدة، ويسن للمؤمن أيضاً صلاة الضحى ركعتان، وإن زاد فهو أفضل صلى أربع أو أكثر فهو أفضل، (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله)، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها، وصلاها في يوم فتح مكة ثمان ركعات في الضحى عليه الصلاة والسلام، وقال: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)، يعني: حين شدة الضحى لو صليت عند شدة الضحى قبل الظهر بساعة أو بساعة ونصف أو نحو ذلك كان هذا أفضل، ومن ذلك: التهجد بالليل من النوافل التهجد بالليل، ومن جملة ذلك الوتر بركعة واحدة، سواء كان بعد العشاء قبل النوم، أو في وسط الليل، أو في آخر الليل، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك؛ فإن خاف أن لا يقوم من آخر الليل؛ صلى في أول الليل بعد العشاء: ثلاث ركعات، أو خمس ركعات، أو سبع ركعات، أو تسع ركعات، أو إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، أو أكثر من ذلك.

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يصلي إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، ومن أوتر بواحدة فقط في أول الليل أو في آخره؛ أجزأته، وإن أوتر بأكثر فهو الأفضل، كل ما زاد من الخير فهو خير له، وأفضل ذلك إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة هذا تأسٍ بالنبي عليه الصلاة والسلام، ومن زاد فأوتر بثلاثة وعشرين في رمضان أو في غيره أو بأكثر من ذلك؛ فكله لا حرج فيه، ولكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة لأن هذا أكثر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، والأفضل في آخر الليل، وإن أوتر في أول الليل فلا بأس، وإن كان يخاف أن لا يقوم من آخر الليل فالأفضل أن يوتر في أول الليل، ويسن في رمضان أن تصلى التراويح أول الليل؛ لأن ذلك أنشط للناس، وخشية أن لا يقوم من آخر الليل، فإذا أوتروا وصلوا التراويح أول الليل فهو أفضل، كما كان أصحاب النبي يفعلون ذلك عليه الصلاة والسلام، وكما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي بالصحابة ثم ترك ذلك مخافة أن يفرض عليهم، فإنه صلى بهم في ليلة إلى ثلث الليل، وفي ليلة إلى نصف الليل، وفي ليلة إلى آخر الليل؛ ثم ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قام مع الإمام حتى ينصرف؛ كتب الله له قيام ليلة)، هذا فضل عظيم.

    فيستحب للمؤمن أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف في التراويح وفي الليالي الأخيرة، يحصل له هذا الفضل العظيم، والسنة للنساء التهجد في البيت؛ لأن صلاتهن في بيوتهن أفضل، ومن خرجت وصلت مع الناس في المساجد فلا بأس؛ إذا خرجت متسترة متحجبة، غير متطيبة، فلا بأس، وبيتها خير لها، لكن إذا خرجت للنشاط أو لسماع المواعظ، فكل هذا حسن مع التحفظ والتستر والحذر من الفتنة ومن الطيب الذي يسبب الفتنة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن).

    1.   

    حكم استخدام المصليات في المسجد للبخور

    السؤال: بعض النساء سماحة الشيخ تحضر معها المبخرة والبخور في المسجد في صلاة التراويح في رمضان، ثم تقوم بتبخير المسجد وتبخير المصليات، ما هو توجيهكم لهن في هذا، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الذي ينبغي عدم فعل ذلك؛ لأنهن بعد الصلاة يخرجن للأسواق ومعهن الطيب، فينبغي ترك ذلك؛ حتى لا يحصل فتنة بخروجهن متطيبات من المسجد عند خروج الناس، ولكن يصلين مع الناس من دون خروج بطيب لا عند المجيء، ولا عند الخروج؛ عملاً بالأحاديث الصحيحة في ذلك.

    1.   

    حكم قراءة القرآن بالتجويد

    السؤال: أخونا يسأل فيقول: رجاءً بيان حكم قراءة القرآن بالتجويد؟

    الجواب: قراءة القرآن بالتجويد مستحبة، وفيها تحسين الصوت بالقرآن، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، يجهر به يعني يحسن صوته، ويقول عليه الصلاة والسلام: (زينوا القرآن بأصواتكم)، فالسنة للمؤمن العناية بتحسين الصوت بالقراءة؛ لأن هذا أخشع للقلب، وأنفع للمستمعين، وهكذا المؤمنة، القارئ للقرآن يستحب له أن يعتني بتحسين صوته وبالترتيل، والتدبر والتعقل حتى يستفيد وينفع نفسه وينفع المستمعين، قال الله عز وجل: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، وقال سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، فيستحب للمؤمن والمؤمنة العناية بتحسين الصوت، سواء كان يعرف التجويد أو لا يعرف التجويد، إن عرف أحكام التجويد قرأ بالتجويد، وإلا اجتهد أن يقرأ قراءة واضحة طيبة يحسن صوته ويرتل ولا يعجل ويخرج الحروف من مخارجها؛ حتى تكون قراءة واضحة بينة مفيدة للمستمعين، وبالتحزن والخشوع؛ لأن هذا أنفع له وللمستمعين جميعاً، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قرأ يخشع في قراءته، حتى يسمع لصدره كأزيز المرجل من البكاء في صلاته عليه الصلاة والسلام، وكان الصديق رضي الله عنه أبو بكر إذا قرأ لم يسمع الناس من بكائه رضي الله عنه، هكذا كان الأخيار يخشعون عند القراءة ويبكون، فالسنة للمؤمن أن يحسن صوته -وهكذا المؤمنة- وأن يخشع في قراءته ويتدبر.

    1.   

    توجيه لمن يضيع صلاة الفجر بسبب السهر بالليل

    السؤال: يقول: رجاءً توجيه كلمة لمن يسهر، ويضيع وقت صلاة الصبح، وبالمناسبة هل نقول: صلاة الفجر أم صلاة الصبح؟

    الجواب: يقال: صلاة الصبح وصلاة الفجر لا بأس بهذا يقال لها: صلاة الفجر، ويقال لها: صلاة الصبح، ووصيتي لكل مؤمن ومؤمنة الحذر من السهر الذي يضر الساهر قبل غيره، السنة البدار بالنوم، وعدم السهر، والنبي عليه الصلاة والسلام (كره النوم قبلها والحديث بعدها) يعني: العشاء، وكره السمر بعدها، فالسنة للمؤمن والمؤمنة البدار بالنوم في أول الليل؛ حتى ينشط على صلاة آخر الليل، وحتى ينشط على أعماله في النهار، وربما سهر فضيع صلاة الفجر، أو ضيع قيام الليل، وهذا خطر عظيم، إذا ضيع صلاة الفجر أتى جريمة عظيمة، فالواجب الحذر من ذلك، وأن يحافظ على صلاة الفجر في الجماعة إن كان رجلاً، وفي الوقت إن كانت امرأة، إلا إذا كان السهر من مصلحة عارضة مع الضيف، أو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو مع أهله لمصلحة؛ لكن سهر لا يضر، ولا يضيع التهجد بالليل، ولا يضيع صلاة الفجر، فالسهر الذي له حاجة لا بأس به كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهر مع الضيف يعني ويسهر في مصالح المسلمين بعض الوقت عليه الصلاة والسلام مع الصديق ومع عمر ، فلا بأس بهذا كون الإنسان يسهر بعض الوقت مع أهله في معاشرتهم أو في مسائل تدعو الحاجة إلى ذلك، أو مع الضيف، أو في طلب العلم ودراسة العلم، كما كان أبو هريرة يفعل، فإن كان لحاجة أو مصلحة بشرط أن لا يضيع صلاة الفجر وبشرط أن لا يمنعه عن أعماله النهارية التي يلزمه أداؤها، فالحاصل أن السهر للمصلحة الشرعية التي لا يترتب عليه فوات مصالح أخرى، ولا يترتب عليه فوات صلاة الفجر أمر لا بأس به، والسنة في الجملة العناية بالنوم مبكراً لما فيه من المصالح العظيمة.

    1.   

    ما يجب على من أخذ شيئاً من ممتلكات الحكومة

    السؤال: يسأل سماحتكم عمن أخذ جهازاً من أجهزة الحكومة واستفاد منه لمدة عشر سنوات، ثم عاد إلى رشده، هل يعيد ذلك الجهاز؟ أم يتبرع بقيمته؟ أم كيف يتصرف، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا أمكن إعادته للحكومة بدون مضرة؛ أعاده وإلا فليتصدق به، أو بقيمته في فقراء المسلمين، والحمد لله مع التوبة والاستغفار والندم.

    1.   

    حكم مصافحة غير المحارم

    السؤال: المستمع حمدان أحمد خضيض رشيدي يقول: أسأل سماحتكم عن مصافحة الرجل لابنة عمه، أو بنت خاله، أو ما يشبه ذلك من النساء، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا تجوز له مصافحة المرأة الأجنبية، ولو كانت بنت عمك، أو بنت خالك، أو زوجة أخيك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، يعني: غير المحارم، أما المرأة المحرم: كعمتك، وخالتك وزوجتك وأمك وجدتك فلا بأس بذلك، أما الأجنبية وإن كانت بنت عم وبنت خال، أو زوجة أخ، أو زوجة عم، أو زوجة خال لا، لا تصافحها السلام من دون مصافحة، السلام عليكم وعليكم السلام كيف حالك كيف حالك يا فلانة؟ كيف حالك يا أم فلان؟ كيف الأولاد؟ كيف الوالدان؟ أو كيف أبوك، أو كيف حال أمك؟ أو ما أشبه هذا من الكلام الطيب، أما المصافحة فلا، فالكلام الطيب بدأ الكلام ورد الكلام مع الكلام الطيب، مع السؤال المناسب؛ هذا كله لا بأس به.

    1.   

    حكم تقصير اللحية

    السؤال: ما رأيكم في تخفيف اللحى وتقصيرها؟

    الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس )، كلها أحاديث صحيحة، فالواجب إكرام اللحية وإعفاؤها ، وإرخاؤها، وعدم قصها، أو حلقها، يجب تركها وإعفاؤها وإرخاؤها؛ لأنها زينة الرجل، وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعفي لحيته عليه الصلاة والسلام ونهى الأمة عن قصها، وأمر بإعفائها وإرخائها وتوفيرها، فلا يجوز لأي مسلم أن يخالف ما شرع الله ليس له حلقها، ولا قصها.

    بل الواجب عليه توفيرها وإرخاؤها امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأسياً به عليه الصلاة والسلام، ومن المؤسف أن كثيراً من الناس يعادي هذه اللحية، ويحاربها بالحلق والتقصير، وهذه مصيبة عظيمة وقعت في المسلمين، نسأل الله أن يمن عليهم بتركها، والحذر منها؛ لأنها مخالفة لشرع الله ومجاهرة بالمعصية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    حدود اللحية

    السؤال: سماحة الشيخ! هل تتفضلون بالتحديد الشرعي للحية؟

    الجواب: بين أهل العلم أن اللحية ما نبت على الخدين والذقن هذه اللحية، ما نبت على الخدين والذقن يقال لها: لحية، أما ما ينبت على الحلق فليس بلحية، وهكذا ما فوق العظم المحاذية للأذن هذا تبع الرأس ليس من اللحية، إنما اللحية ما نبت على الخدين تحت العظم الذي يحاذي الأذن وعلى الذقن الذي هو معروف، وهكذا ما ينبت تحت الشفه السفلى، ويقال له: العنفقة من اللحية.

    1.   

    حكم اقتراض الحيوان بالحيوان

    السؤال: ننتقل بعد هذا إلى رسالة من الطائف بني سعد باعثها المستمع فيصل المندومي أخونا يسأل عن حكم اقتراض الحيوان بالحيوان، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا بأس إذا اقترض منه شاة، أو بقرة، أو بعيراً، وضبط صفاته ورد عليه مثله لا بأس بذلك؛ لأن أمره واضح، والصفات تحفظ المقترض وتبينه، والتساهل بين المسلمين في هذا واقع، مثلما يقترض الدراهم والدنانير والطعام، كذلك لا بأس إذا اقترض الحيوان: من شاة، أو بعير، أو غيرهما من الحيوانات التي تملك.

    1.   

    حكم قول: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من الرياض وباعثها المستمع (ع. س) يقول: البعض من الناس يقول: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، فما هو رأيكم في هذه العبارة، أليس الأولى أن يستغفر الله من كل ذنب سواء كان عظيماً أو غير عظيم؟

    الجواب: نعم هكذا السنة يقول: أستغفر الله من جميع الذنوب عظيمها وصغيرها، أستغفر الله من جميع الذنوب، أما أستغفر الله من كل ذنب عظيم لا، هذا فيه قصور، بل يستغفر الله من جميع الذنوب، هذا هو المشروع وهو الأفضل، وإن كانت الذنوب الصغائر يعفو الله عنها باجتناب الكبائر لكن كونه يستغفر من جميع الذنوب هذا هو الأفضل، وهو الواقع من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة كانوا يستغفرون من جميع الذنوب ما يخصون الذنب العظيم.

    1.   

    حكم إنابة القائم على المساجد غيره مقابل جزء من الراتب

    السؤال: هل يجوز للمكلف بنظافة المسجد، والعناية به براتب شهري أن يدفع جزءاً من الراتب لمن يقوم بهذا العمل نيابة عنه، ويأخذ هو بقية الراتب، أو بالأصح الجزء الأكبر منه، وهو لا يفعل شيئاً، وإذا كان هذا لا يجوز فهل من نصيحة تقدمونها لمن يفعل ذلك، جزاكم الله عنا خيراً؟

    الجواب: لا يجوز هذا العمل إلا بإذن المسئول عن المسجد سواء كان الأوقاف أو غير الأوقاف، المقصود المسئول عن هذا المسجد الذي هو نائب فيه يسأله، فإذا أذن له أن يستنيب فلا بأس، المؤذن، أو الإمام، أو الخادم ليس لهم أن يستنيبوا إلا بإذن من الجهات المسئولة إلا الشيء اليسير العارض، إذا عرض للمؤذن عارض وأمر من يؤذن كونه يحسن الأذان، أو الإمام له عارض في بعض الصلوات، أو الخادم هذا لا بأس به، أما بصفة مستمرة، أو بصفة طويلة، أو بأوقات كثيرة؛ فلا حتى يستأذن الجهة المختصة في أن يستنيب عنه في الإمامة، أو في الأذان، أو في خدمة المسجد؛ لأن النائب قد لا يقوم بما يقوم به الأصل قد يكون الأصل خيراً منه وأولى بهذا الأمر، المقصود لابد من الاستئذان.

    1.   

    حكم رد السلام على الكافر

    السؤال: إذا سلم الكافر على المؤمن، فهل يرد عليه السلام؟

    الجواب: نعم، إذا سلم الكافر على المؤمن يرد عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سلم علينا أهل الكتاب فقولوا: وعليكم) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام)، فدل على أنهم إذا بدءوا نرد عليهم؛ لأن المنهي عنه البداءة، أما الرد عليهم فواجب.

    1.   

    حكم طلاء الأظافر

    السؤال: من جمهورية جيبوتي المستمعة (ف. أ. ح) تسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال عن طلاء الأظافر، هل لا يجوز أو لا، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: طلاء الأظافر بالحناء أو غيره مما يحسنها لا بأس إذا كان طاهراً ليس بنجس، وكان رقيقاً لا يمنع الوضوء والغسل، أما إن كان له جسم فلابد من إزالته عند الوضوء والغسل؛ لئلا يمنع وصول الماء إلى حقيقة الظفر، فالمقصود أن استعمال ما يغير الظفر من الحناء أو غيره، أو ما يسمونه المناكير، لا بأس به إذا أزيل هذا الذي له جسم عند الوضوء والغسل إن كان له جسم، أما إذا كان ليس له جسم مثل الحناء يجعل الظفر أحمر أو أسود ولكن لا يبقى له جسم، هذا لا يضر، أما إذا كان له جسم يمنع الماء؛ فلابد من إزالته.

    1.   

    تشريع التشهد في الصلاة

    السؤال: من القصيم بريدة رسالة بعثت بها إحدى الأخوات المستمعات تقول: أختكم في الله أم هدى عبد الهادي، أختنا لها جمع من الأسئلة في أحدها تسأل عن سبب نزول التشهد في الصلاة؟ وهل الله تعالى كلم به رسوله عليه الصلاة والسلام؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم علم أمته التشهد في الصلاة، هو لا ينطق عن الهوى، قال الله عز وجل: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]. فجميع السنة كلها من وحي الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو المبلغ عن الله، الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ عن الله أحكام الشرع كما بلغ عنه القرآن الذي هو كلام الله، هكذا بلغ عنه السنة فيما يتعلق، بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، يبلغ عن الله أحكام دينه عليه الصلاة والسلام، فالتشهد من جملة ذلك، علم الأمة التشهد الأول والتشهد الأخير عليه الصلاة والسلام، وعلمهم ما يقولون في التشهد الأخير من التعوذ من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المسيح الدجال ، وعلمهم دعوات كثيرة عليه الصلاة والسلام، كان يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، ولما قال الصديق قال: (يا رسول الله علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) وقالت عائشة : (يا رسول الله! إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، فالرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ الناس ما أمره الله، وما شرعه الله في الصلاة وغيرها، في التشهد وغيره.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: أثابكم الله، نرجو الله ذلك.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755816847