إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (763)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    ما يلزم الزوجة المسلمة تجاه زوج لا يصلي ويقارف الكبائر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابه السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق، وباعثتها إحدى المستمعات من هناك تقول: أم نجم ، أم نجم لها قضيتان، القضية الأولى تقول فيها عن نفسها: أنا سيدة متزوجة، وأصلي وأصوم وعلى عبادة تامة، وزوجي يسير على غير ما أنا عليه، حيث يحتسي الخمر، ويفعل المجتنبات، وكل ما حرم الله، مع العلم أن لدي أبناء منه وحاولت إصلاحه فاهتدى إلى الصواب لمدة أقل من سنة حيث صلى وصام، ولكن عاد إلى ما كان عليه، وأحاول مرة أخرى أن أصلحه أنا وأولادي، ولكن دون جدوى، فأسألكم: هل تحق لي صلاتي وصيامي، أم أتحمل إثماً معه، هذا السؤال الأول، والثاني سأوافيكم به بعد أن أسمع هذه الإجابة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الواجب عليك أيها السائلة عدم البقاء مع هذا الزوج، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق للتوبة النصوح، ما دام بهذه الحال وأنه لا يصلي؛ فإن الذي لا يصلي يعتبر كافراً -في أصح قولي العلماء- كفراً أكبر، فلا يجوز لك البقاء معه، بل يجب اجتنابه والحذر منه وعدم تمكينه من نفسك، والواجب أيضاً عدم اعتباره زوجاً؛ حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من ترك الصلاة، وغير ذلك مما يعتبر كفراً.

    أما ما يتعلق بشرب المسكر فهذه معصية كبيرة، فإن الخمر من كبائر الذنوب، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، وأنت بالخيار إذا صلى واستقام على الصلاة وترك ما يوجب كفره؛ فأنت بالخيار، إن شئت بقيت معه، وإن شئت طلبت الطلاق ما دام يتعاطى المسكر؛ لأنه عيب كبير، وخطر عليك وعلى أولادك، نسأل الله لنا وله الهداية والرجوع إلى الصواب.

    1.   

    حكم استعمال حبوب منع الحمل لمرض أو غيره

    السؤال: تقول عن نفسها: أنا مريضة وشخص الأطباء حالتي وهي فتحة قلبية، وزوجي يريد أطفالاً، لكن خوفاً على صحتي بدأت أستعمل أقراص منع الحمل، فهل أنا على صواب أم ماذا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا يحتاج إلى مراجعة أهل الخبره من الأطباء، فإذا كان عليك مضرة وخطر من ترك هذه الأقراص؛ فلا حرج، وإن كانت هذه الأقراص ليست بضرورية، ولم يرض زوجك بها؛ فاتركيها.

    والخلاصة: أن هذا يرجع إلى سؤال أهل الخبرة من الأطباء؛ فإن كنت في ضرورة إلى هذا فلا بأس، وإن كان هناك غنية عنها، فالواجب تركها إلا أن يأذن الزوج في استعمالها، نسأل الله لنا ولك العافية.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، مع ملاحظة -سماحة الشيخ- أن الزوج هو ذلكم المسئول عنه في السؤال الأول؟

    الشيخ: وسبق ما دام هو الزوج المذكور سبق أنك لا يجوز أن تعتبريه زوجاً ما دام بهذه الحالة، ولك أن تستعملي ما ينفعك ويخفف الضرر عنك وإن لم يرض؛ لأنه ليس بزوج في الحقيقة، ما دام يدع الصلاة أو يتعاطى شيئاً آخر مما يوجب كفره من سب الدين أو تعاطي أشياء أخرى من أنواع الكفر، أما شرب المسكر إذا لم يستحله، ولكن فعله وهو يعلم أنه حرام وفعله طاعة لهواه؛ فإنه يكون بذلك عاصياً وفاسقاً ولايكون كافراً، ولكن لك -كما تقدم- طلب الطلاق، أما إن استحله يرى أنه حلال وأنه لا بأس به؛ يكون كافراً بذلك نسأل الله العافية.

    1.   

    الحكم على حديث: (الجنة تحت أقدام الأمهات)

    السؤال: المستمع عصام محمود سليم سأل مجموعة من الأسئلة عرضنا معظمها في حلقه مضت، وبقي له في هذه الحلقة سؤال واحد يسأل فيه عن قول يتداوله الناس ألا وهو: الجنة تحت أقدام الأمهات هل هذا القول حديث، وهل هو صحيح أو لا؟

    الجواب: ورد فيه حديث، ولكني لا أذكر الآن حال إسناده يحتاج إلى مراجعة إسناده، ويكون الكلام عليه في حلقة أخرى إن شاء الله يعاد في حلقه أخرى.

    1.   

    الحكم على حديث: (من صلى ليلة الإثنين عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب ...)

    السؤال: من المستمع إبراهيم السلاس من سوريا رسالة وضمنها قضية يقول فيها: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى ليلة الإثنين عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة، فإذا فرغ من صلاته يقرأ سورة الإخلاص ثنتي عشرة مرة؛ فينادي منادٍ يوم القيامة: أين فلان ابن فلانة يأخذ ثوابه من الله تعالى، فأول ما يعطيه من الثواب ألف حلة من النور، ويتوج بتاج من النور، ويدخل الجنه مع الصديقين والشهداء والصالحين، ويستقبله ألف ملك يسير كل ملك بهدية، وترون له ألف قصر من النور يتلألأ) فما صحة هذا الحديث؟ وكيف ننوي لهذه الصلاة؟ وهل لها وقت محدد أفيدونا وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا الحديث باطل لا أصل له، بل هو من المكذوبات والموضوعات على النبي عليه الصلاة والسلام؛ فهو كذب باطل ولا أصل له، نسأل الله السلامة والعافية.

    1.   

    حكم التدخين

    السؤال: أمامي رسالة آثر صاحبها عدم ذكر اسمه فيها سؤالان:

    السؤال الأول: ما رأي سماحة الشيخ في التدخين؟ وهل هو حرام أم حلال؟ ويعقب أخونا فيقول: أعتقد أنكم أجبتم عن هذا؛ لكني لم أسمع، فاسمحوا لي جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: التدخين قد أجبنا عنه غير مرة، التدخين حرام ومنكر، ومضاره كثيرة على الدين والصحة والمال، وقد يسكر بعض الأحيان بالنسبة إلى من تأخر عنه ثم شربه، أو أكثر منه، ويحصل به أضرار كثيرة، وقد نص الكثير من أهل العلم على تحريمه وأنه منكر، فالواجب الحذر منه وتركه؛ لما فيه من الأضرار الكثيرة والعواقب الوخيمة.

    1.   

    حكم لعب الورق إذا لم يشغل عن الصلاة وليس فيه ميسر

    السؤال: أيضاً يسأل سماحتكم عن لعب الورق إذا لم يؤخر عن الصلاة وليس فيه ميسر هل هو مباح أم لا؟

    الجواب: هو من آلات الملاهي الورق الذي فيه الصور هذا من آلات الملاهي؛ وإن لم يكن فيه مال فهو منكر ومن آلات الملاهي، وقد يجر إلى مسابة ومشاتمة بين اللاعبين، وقد يجرهم إلى ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، فمضاره معروفة وكثيرة، فهو من آلات اللهو، نسأل الله السلامة. نعم.

    المقدم: نسأل الله السلامة، ولا سيما أن البعض يسهر عليه إلى آخر الليل.

    الشيخ: نعم، قد يقع هذا نعم نسأل الله السلامة. نعم.

    المقدم: نسأل الله السلامة إذاً هو والحال ما ذكر محرم.

    الشيخ: من آلات اللهو المحرمة.

    1.   

    حكم المتساهل في أداء النوافل القبلية والبعدية لصلاة الفريضة

    السؤال: يسأل أخونا فيقول: السنة قبل أو بعد الصلاة إذا لم يؤدها المصلي هل عليه إثم؟

    الجواب: ليس عليه إثم هي نافلة سنة الظهر والمغرب والعشاء والعصر والفجر كلها نافلة، الواجب خمس صلوات فقط هي الفرض: الفجر ركعتان، والظهر أربع ركعات في حق المقيم، والعصر أربع ركعات في حق المقيم، والمغرب ثلاث في حق الجميع: المقيم والمسافر، والفجر ثنتان في حق المقيم والمسافر أما ما معها من الصلوات فهي نافلة سنة الظهر قبلها أربع وبعدها ثنتان، وإن صلى أربعاً بعدها فهو أفضل، وسنة العصر قبلها أربع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر)، بتسليمتين.

    وسنة المغرب بين الأذانين ركعتان والراتبة بعدها ركعتان، وسنة العشاء بعدها ركعتان، وسنة الفجر قبلها ركعتان، وما بين الأذانين من النوافل يقال له: سنة أيضاً، هذه كلها نوافل، كلها نوافل من فعلها فله أجر، ومن تركها فلا إثم عليه.

    1.   

    مدى صحة مقولة: السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها

    السؤال: سماحة الشيخ! يدور على ألسنة بعض المثقفين هذا القول: السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، هل لسماحتكم من تعليق على هذا القول؟

    الجواب: نعم مرادهم بذلك السنة في اصطلاح الفقهاء وهي التي دون الواجب.

    المقدم: دون الواجب.

    الشيخ: الفقهاء يسمون النافلة سنة مثل صلاة الضحى، مثل الوتر، مثل الرواتب مع الصلوات، يقال لها: سنة، ومثل بدء السلام وتشميت العاطس يسمى سنة، فالسنة هي التي دون الواجب، ولكنها مأمور بها مشروعة. وتطلق السنة على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى، وهذا فرض، اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه في توحيد الله وطاعة الأوامر وترك النواهي هذا هو فرض لا بد منه، لكن مراد الفقهاء إذا قالوا: سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها مرادهم النوافل، مرادهم العبادة التي هي نافلة، مثل سنة الضحى مثل الرواتب مع الصلوات، مثل التهجد بالليل، كل هذه يقال لها: سنة غير فريضة. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً لا بد من فهم واعٍ لهذه القاعدة.

    الشيخ: نعم.

    1.   

    حكم الصلاة في الحذاء

    السؤال: السؤال الأخير لأخينا يقول فيه: هل تجوز الصلاة في الأحذية أجلكم الله؟

    الجواب: نعم.. بل مستحبة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه عليه الصلاة والسلام، وأمر بالصلاة في النعلين، وأمر بمخالفة اليهود؛ لأنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم، لكن بعد أن ينظر فيها قبل دخول المسجد، حتى تكون سليمة ليس فيها أذى، فإذا كانت سليمة ليس فيها أذى؛ فالأفضل الصلاة فيها، لكن بالنظر إلى المساجد التي فرشت بالفرش قد يكون فيها شيء من الأوساخ أو شيء يؤذي المصلين، فالأولى أن تجعل في مكان آخر عند الباب أو في مكان آخر حتى لا يتأذى بها الناس وما يكون فيها من أوساخ وأتربة ونحو ذلك.

    مراعاةً للمصلين وللفرش التي وضعت في المساجد، حتى لا يحصل لها تقذير، ولا يحصل للمصلين تنفير لهم من الصلاة في الجماعة.

    1.   

    حكم سماع القرآن الكريم بقصد الاستئناس به في الظلام قبل النوم

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات بعثت برسالة ورمزت إلى اسمها بالحروف (أ. ف. أ) أختنا لها سؤالان:

    في سؤالها الأول تقول: أشعر بالخوف والرعب أحياناً عندما أنام بمفردي في الحجرة أو في غرفتي فأضطر إلى تشغيل القرآن؛ من أجل أن أنام على آياته، فهل هذا جائز أفيدوني أفادكم الله؟

    الجواب: لا أعلم في هذا حرجاً؛ لأن القرآن أنس المؤمن وهو ذكر لله عز وجل فاستماعه عبادة، فإذا احتاج الإنسان ليستمعه ليزيل الوحشة وليستريح قلبه؛ فلا حرج في ذلك والحمد لله.

    1.   

    حكم طاعة الأم التي تمنع أبناءها من زيارة أقارب الأب

    السؤال: تقول: والدتي منعتنا من زيارة أقاربنا الذين ينتسبون لوالدي بسبب بعض الخلافات التي حدثت بينهما، ومنها عدم زيارتهم لنا وانقطاعهم عن زيارتنا، إلا إذا دعوناهم نحن لمناسبة، فهل نأثم على ترك زيارتهم طاعة لوالدتي؛ لأن طاعة الوالدين واجبة، أفيدونا عن هذا الموضوع جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: طاعة الوالدين واجبة في المعروف وصلة الرحم واجبة أيضاً، صلة الرحم واجبة بالكلام الطيب وبالزيارة وبالصدقة وبالهدية، فالواجب على والدتك أن لا تمنع من زيارة الأقارب، مثل كالأعمام.. أعمام الأب وأخوال الأب، فإن أعمام الأب أعمام لكم وأخواله أخوال لكم، وأبوه جد لكم، فليس لها أن تمنعكم من صلة الرحم التي ليس فيها محذور ولا منكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف) ، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فالواجب على الوالدة أن تسمح لكم، وأن لا تمنعكم من الصلة التي شرعها الله وأوجبها، وعليكم أن تلتمسوا رضاها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وأن تحاولوا معها أن تسمح لكم حتى تجمعوا بين المصلحتين. رزق الله الجميع التوفيق.

    المقدم: اللهم آمين.. سماحة الشيخ! ماهو توجيهكم للأقارب الذين لا يجتمعون إلا في المناسبات؟!

    الشيخ: على كل حال إذا كان الاجتماع في المناسبات يحصل الحمد لله؛ لأن الصله ليس من لازمها الزيارات، الصلة: عدم القطيعة معناها عدم القطيعة بالكلام الطيب.. بالهاتف.. بالسلام عند اللقاء.. بالزيارة.. بإرسال الهدية.. كل ما يدل على سلامة القلوب يحصل به الصلة ولو ما زاره ولو بالهاتف ولو بالوصية بالسلام مع بعض الأصحاب.

    على كل حال الصلة هي ضد القطيعة، فقد يستطيع بعض الناس الزيارة وقد لا يستطيع بعض الناس الزيارة، لكن إذا وصلهم بالكلام الطيب من طريق الهاتف من طريق التلفون أو من طريق المكاتبة أو من طريق تحميل بعض الأصحاب السلام، أو من طريق الزيارة، أو من طريق الهدية ونحو ذلك، كل هذا يسمى صلة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.. إذاً الصلة البدنية لا تشترط؟

    الشيخ: ما هو بلازم، ليس بلازم، قد يمنعها مانع.

    1.   

    ما يفعله من لا يحفظ شيئاً من القرآن الكريم

    السؤال: رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (م. ع. ع) سوداني الجنسية ومقيم بحفر الباطن، أخونا له سؤال يقول: إنني أحب القرآن الكريم! ولكنني مع الأسف لا أعرف القراءة ولا الكتابة، وأستمع إلى أشرطة الكاست المسجلة فيها القرآن الكريم، وأستمع له دائماً بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء، ومن صلاة الفجر حتى قبيل شروق الشمس، أرجو من سماحتكم الإفادة: هل يكفي هذا أو توصوني بشيء آخر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا كله طيب، فإن استماع القرآن من القربات العظيمة، والله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204] فنوصيك بالاستماع والتدبر والتفهم والعمل.

    ونوصيك أيضاً بتعلم القرآن، أيضاً على من يسر الله لك من أولادك أو جيرانك أو إخوانك، تتعلم ما يسر الله لك، وتحفظ ما تيسر حتى تقرأ ما تحفظ وتستمع من الأشرطة ما ينفعك، فاجمع بين هذا وهذا، ونوصيك بهذا وهذا حسب الطاقة ولو لم يكن عندك إلا سور قليلة نوصيك بقراءتها والاستكثار من ذلك: كالفاتحة وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، وغيرها.

    تقرؤها كثيراً وترددها كثيراً، ولك بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأنت على خير، فأكثر من قراءة القرآن الذي عندك، الذي تحفظ أكثر من قراءته، واستمع من الأشرطة ما ينفعك أيضاً كتاب الله عز وجل، وأنت على خير عظيم، وفقنا الله وإياك.

    1.   

    حكم تارك الصلاة وكيفية التعامل معه

    السؤال: يقول سماحة الشيخ في سؤال آخر: لي خالة تجاوزت العقد الثالث من عمرها، لكنها لا تصلي بالرغم من أنها طيبة المعشر حميدة الخصال، ولقد أمرتها ولكن لم تمتثل لأمري، فما هو توجيهكم نحوها وما هو توجيهكم لها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الواجب عليها أن تصلي؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، وهي فرض على كل مسلم ومسلمة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، قال الله جل وعلا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، وقال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، وقال جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ.. [المؤمنون:1-2] إلى أن قال في آخر الآيات: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:9-11] وهذا يعم الرجال والنساء جميعاً.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

    فالواجب عليها أن تصلي الصلوات الخمس، وأن تحافظ عليها في أوقاتها، وعليكم أن تنصحوها دائماً، وعلى أبيها وأمها وأعمامها وأخوالها وإخوتها عليهم أن ينصحوها، وأن يجتهدوا في ذلك؛ لأن هذا واجب الجميع، وإذا أصرت؛ فالواجب تأديبها من أبيها وإخوتها الكبار ولو بالضرب حتى تستقيم، حتى تصلي؛ لأن من ترك الصلاة يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، كافراً -نسأل الله العافية- من الرجال والنساء.

    فالواجب عليها أن تستمع أمر الله، وأن تبادر إلى الصلاة، وعلى أقاربها أن ينصحوها، وعلى أبيها أو جدها أو إخوتها الكبار أن يقوموا عليها في ذلك بالصدق والقوة ولو بالتأديب والضرب حتى تستقيم.

    وينبغي أيضاً هجرها إذا كان الهجر ينفع، تهجر: كعدم الكلام معها، وعدم السلام عليها، وعدم زيارتها، لكن الأب ونحوه ما يكفي منه الهجر، بل يجب أن يقوم بما يجب من التأديب والإلزام، أبيها وكذا جدها كذا أخوها.

    المقصود أن على الأقارب العناية بهذا الأمر والنصيحة؛ لأن هجرها قد يسبب بقاءها على حالها الباطلة، لكن العناية بها والحرص على استقامتها هذا هو الواجب على الجميع ولو بالتأديب والضرب من أبيها أو أخيها الكبير حتى تستقيم حتى تصلي، نسأل الله لنا ولها الهداية.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ! ماهو توجيهكم إذا كان لهذه المرأة زوج؟

    الشيخ: زوجها إذا كان يصلي ما يحل له أن تبقى معه، يجب أن يفارقها، إن لم تهتد ولم تتب عليه أن يفارقها؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، فعليه أن يفارقها بالكلية حتى تتوب، وفي إمكانه أن يؤدبها أيضاً، أن يؤدبها على ذلك؛ لأن هذا من المنكرات العظيمة، فإذا أدبها لحقه وعصيانها له، فتأديبها لحق الله الذي هو أهم الواجبات وأعظم الفروض بعد التوحيد وهو الصلاة أمر مهم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! ماهو رأيكم في الهدية في بداية الأمر لمثل هذه؟

    الشيخ: إذا كان قريبها أو زوجها يرى أن إعطاءها شيء من المال يعين على ذلك يفعل لا بأس، وهذا من باب الإعانة على الخير، إذا أهدى إليها شيئاً أو أهدى إليها أخوها أو ابن أخيها أو أختها هدية من المال؛ لتهتدي فهذا طيب، هذا من التأليف من تأليف القلوب.

    1.   

    حكم من أهدي له هدية فحلف بالحرام أن لا تدخل بيته ثم أدخلت

    السؤال: ننتقل بعد هذا إلى المملكة الأردنية الهاشمية عمان، عبر رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع همام العبادي فيما يبدو، الأخ همام له سؤال يقول: أهدى قريب زوجتي لنا هدية، فلما رأيتها قلت: علي الحرام لا تدخل بيتي، فأبقوها عند الجيران، وفي اليوم الثاني أدخلت إلى بيتي، واستعملناها واستفدنا منها، ما هو كفارة ذلك القول، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أولاً: هذا لغو لا يجوز، تحريم الحلال لا يجوز، عليك التوبة إلى الله من ذلك.

    الأمر الثاني: على حسب نيتك، إن كنت قصدت الامتناع منها ولم تقصد تحريم زوجتك ولا طلاقها؛ فعليك كفارة يمين، والحمد لله، إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.. عشرة، كل واحد له نصف الصاع من التمر أو الرز أو الحنطة كيلو ونصف كل واحد، أما إن كنت أردت تحريم الزوجة فعليك كفارة الظهار وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجزت تطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً قبل أن تقرب زوجتك، كل صاع بين اثنين، يعني: كل صاع ثلاثة كيلو، فنصف الصاع كيلو ونصف من قوت البلد من تمر أو غيره أو حنطة أو أرز.

    أما إن كنت أردت الطلاق أردت أنها إذا دخلت بيتك تكون امرأتك طالق؛ فإنه يقع بها طلقة واحدة إذا كنت أردت الطلاق وتراجعها في الحال تشهد اثنين من إخوانك الطيبين، تشهدهم أنك راجعت زوجتك.

    الخلاصة: أن لك في هذا ثلاثة أمور:

    الأمر الأول: أن تكون أردت الامتناع فقط، فهذا فيه كفارة يمين لما استعملتموها ودخلت البيت، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة، كل واحد له نصف الصاع كيلو ونصف، أو كسوة تجزئه في الصلاة.

    الحال الثاني: أن تكون أردت التحريم تحريمها عليك، تحريم الزوجة بذلك إن دخلت البيت، فهذا فيه كفارة الظهار، كما بينها الله في سورة المجادلة وهي: عتق رقبة مؤمنة قبل أن تمس زوجتك، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين ستين يوماً قبل أن تمس زوجتك، فإن لم تقدر -لا هذا ولا هذا- فعليك إطعام ستين مسكين ثلاثين صاعاً كل صاع بين اثنين، ومقدار ذلك تسعين كيلو، كل واحد له كيلو ونص من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة أو ذرة ونحو ذلك، مع التوبة والاستغفار.

    الحال الثالث: أن تكون أردت الطلاق أردت أنها إن دخلت بيتك فهي مطلقة زوجتك، فهذا الكلام يقع به طلقة، ولك مراجعتها في العدة، بشهادة اثنين تشهد اثنين من أهل السنة، تشهد اثنين أنك راجعتها، إذا كنت ما طلقتها قبل هذا طلقتين، نسأل الله للجميع الهداية. نعم.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. إذا أذنتم لي سماحة الشيخ بعرض ما أعرفة عن أحوال الناس في مثل هذا الباب.

    الشيخ: نعم.

    المقدم: مثل هذا الباب يغلب عليه أنهم يريدون توفير الهدية للمهدي بحيث لا يكلف نفسه، فحينئذٍ لابد لسماحتكم من تعليق وحكم آخر؟

    الشيخ: على كل حال هو هذا التفصيل إذا كان أراد الامتناع من قبولها توفيراً له ورحمة له وعدم تكليف له؛ فهو إذا قبلها فيها كفارة اليمين.

    1.   

    حكم الأخذ من اللحية وتهذيبها

    السؤال: السؤال الأخير الذي يسأله أخونا همام يقول: هل يجوز الأخذ من اللحية وتهذيبها بحيث تصبح نصف قبضة؟

    الجواب: لا يجوز ذلك، بل يجب تركها وإعفاؤها على حالها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين)، وفي اللفظ الآخر (أرخوا اللحى)، فهذا كله يدل على أنها لا يتعرض لها بشيء لا بقص ولا بتهذيب.

    1.   

    حكم الحج من المال الذي ينفق منه على الوالدين والأسرة

    السؤال: من جمهورية مصر العربية رسالة بعثها أحد المستمعين يقول محمد حسن المتولي من أولاد ناصر يقول: أنا شاب متزوج وأعيش وزوجتي مع الأسرة، وأعمل الآن في إحدى الدول الشقيقة، وما أكسبه من أجل الأسرة جميعاً والداي وأشقائي، فهل يحق لي الحج دون إذن والداي مع العلم أنهما لم يحجا بعد، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كانت نفقتهما عليك نفقتهم عليك وأنهم في حاجة إلى هذا المال وليس فيه فضل حتى تحج منه؛ فهم مقدمون وأنت غير مستطيع؛ فأنفق عليهم ولا حج عليك حتى تستطيع، أما إذا كان عندهم مال، عندهم قدرة، وهذا من باب المساعدة لهم؛ فعليك أن تحج من هذا المال الذي تستطيع به الحج، وأنت أعلم بالواقع.

    المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيراً..

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.. في ختام هذ اللقاء أتوجه لسماحته بالشكر الجزيل، وآمل أن يتجدد اللقاء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755770631