إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (997)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم قبول المدرس هدية الطالب

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة من إحدى الأخوات المستمعات تقول: أنا (ع. م. أ)، من جمهورية مصر العربية، وأعمل مدرسة في المملكة العربية السعودية، تقول: قامت إحدى تلميذاتي في الفصل بإعطائي بعض الحاجات، مثل: قطع الملابس على سبيل أنها هدية، وقد قبلتها منها بعد إلحاح، وبعد اعترافها لي بأنها عن طيب خاطر، علماً بأنني عرضت عليها وأعرضت عن هذه الأشياء ولكنها رفضت، وقالت: إنها راضية بإعطائي مثل هذه الأشياء، علماً بأن معاملتي مع جميع تلميذاتي في الفصل على السواء، لا فرق بين أحد وآخر، ولم تغير هذه المعاملة لهذه التلميذة من هذا الموقف، الرجاء إفادتي عن حكم الإسلام في مثل هذه الأشياء، هل هي تعتبر رشوة؟ وماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً، وثمن هذه الأشياء التي أهدتها لا يزيد عن خمسين ريالاً. جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فالهدايا من الطالبات للمدرسات ومن الطلبة للمدرسين فيها خطر، ويخشى منها أن تكون رشوة، وأن تسبب ميلاً من المدرسة أو المدرس إلى صاحب الهدية، فينبغي في مثل هذه الحال عدم قبول الهدايا سداً لباب الشر، واحتياطاً لهذا المقام، وحفظاً للعرض عن التهمة.

    فنصيحتي للمدرسين والمدرسات ألا يقبلوا جميعاً شيئاً من الطلبة والطالبات حسماً لمادة التهمة، وحسماً لمادة طمع التلميذ أو التلميذة في ميل المدرسة أو الأستاذ إلى أن يحابي هذا الطالب أو هذه الطالبة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه).

    ولا شك أن الطالبة إذا أهدت إلى المدرسة قد ترجو من المدرسة أن تسامحها بعض الشيء، أو تميل إليها في الاختبار، وقد لا يخطر ببالها ذلك، لكن سد الباب هو الذي ينبغي للمؤمن والمؤمنة في مثل هذا المقام، ومتى تساهلت المدرسة أو المدرس فقد يتتابع الباقون من الطلبة والطالبات قد يتتابعون في هذه المسائل فيعظم الخطر وتعظم الريبة. ونسأل الله أن يوفق الجميع.

    1.   

    حكم استعمال حقن التطعيم للصائم

    السؤال: مستمع يقول: أخوكم في الله: يوسف إبراهيم، يسأل سماحة الشيخ عن كونه تطعم في نهار رمضان، وبطبيعة الحال كان صائماً، ويسأل: هل حقن التطعيم تؤثر على الصيام؟

    الجواب: لا تؤثر، الصيام صحيح، فالإبر التي للتطعيم والإبر التي للعلاج لا تؤثر على الصحيح، إلا الإبر التي للتغذية الحقن التي للتغذية هذه هي التي تؤثر، أما الإبر العادية والحقن العادية للتطعيم وغيره فإن الصواب أنها لا تؤثر، والصوم صحيح.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. سواء كانت عن طريق العضل أو عن طريق الوريد؟

    الشيخ: مطلقاً نعم، هذا هو الصواب.

    1.   

    حكم ولاية تارك الصلاة على ابنته

    السؤال: يقول: أنا تقدمت إلى فتاة مسلمة ومحجبة وتصوم وتصلي، لكن أبوها لا يصوم ولا يصلي ويشرب الخمر، هل يصح أن يعقد لها؟

    الجواب: الصواب: أنه لا يعقد لها؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، ولكن يعقد لها من دونه، وهو أخوها إن وجد لها أخ، أو عمها إن وجد لها عم، فإن لم يوجد ولي لها سوى أبيها الذي لا يصلي فإن العقد يكون للحاكم الشرعي، أما أبوها الذي لا يصلي فلا يصلح أن يكون ولياً لها في أصح قولي العلماء؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه، في أدلة أخرى تدل على كفر تارك الصلاة. نسأل الله أن يصلح حال المسلمين، وأن يهدي من ضل عن الحق إلى الرجوع إليه، فالصلاة أمرها عظيم، وهي عمود الإسلام، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، فنصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة الحذر من التهاون بالصلاة، والحرص الكامل على المحافظة عليها في أوقاتها؛ فإنها عمود الإسلام، وركنه الأعظم بعد الشهادتين، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة).

    وقال عليه الصلاة والسلام: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف) وهذا وعيد عظيم، وخطر كبير، وهذا الحديث صحيح رواه الإمام أحمد بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما.

    قال بعض أهل العلم: إنما يحشر من ضيع الصلاة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف؛ لأنه إن ضيعها من أجل الرياسة شابه فرعون فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها من أجل الوزارة والوظيفة شابه هامان وزير فرعون فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض بسبب كبره وبغيه وعناده وعدم استجابته لدعوة موسى عليه الصلاة والسلام، أما إن تركها من أجل التجارة والبيع والشراء فإنه يشابه بذلك أبي بن خلف تاجر أهل مكة، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وأبي بن خلف هذا قتل كافراً يوم أحد قتله النبي عليه الصلاة والسلام.

    فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة الحذر من التشبه بأعداء الله في ترك الصلاة، والواجب المحافظة عليها في أوقاتها، الرجل يصليها في الجماعة مع المسلمين، والمرأة تصليها في البيت في وقتها، فهي عمود الإسلام، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وهكذا قال عمر رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وكان يكتب إلى عماله رضي الله عنه عمر يكتب إليهم ويقول: إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.

    وبعض الناس يترك صلاة الفجر أو يؤخرها إلى بعد طلوع الشمس وهذا منكر عظيم وشر كبير، وربما ضيع صلاة العصر إذا جاء من عمله وهذا أيضاً شر عظيم، قد ذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك، نسأل الله العافية، إذا تعمد تركها حتى خرج وقتها، فيجب الحذر من هذا العمل السيئ المنكر، بل العمل الكفري، نسأل الله العافية.

    ويجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الجميع، على الصلوات الخمس في أوقاتها، ولا يجوز لأي إنسان أن يؤخر الصلاة عن وقتها، لا الفجر ولا غيرها، الواجب أن تصلى في الوقت، والواجب على الزوج والزوجة أن يتعاونا في ذلك، فهي تعينه وهو يعينها على أداء الصلاة في الوقت، وهكذا الآباء والأمهات عليهم أن يعينوا أولادهم، وأن يشددوا عليهم في ذلك حتى يحصل التعاون على البر والتقوى؛ لأن الله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول عز وجل في كتابه العظيم: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].

    فالواجب التواصي بالحق، وأعظم الحق الصلاة، أعظم الحق بعد التوحيد والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم ذلك الصلاة، فهي أعظم فريضة وأهم فريضة بعد الشهادتين.

    فالواجب على أهل البيت أن يتعاونوا في ذلك، وعلى أهل الحي أن يتعاونوا في ذلك، وعلى جميع المسلمين أن يتعاونوا في ذلك، بالنصيحة والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى ولاة الأمور أن يقيموا الحد فيمن يستحق القتل والتعزير فيمن يستحق التعزير؛ لأن من تركها ودعي إليها ولم يتب وجب قتله، ومن عرف بالتساهل فيها يعزر من جهة ولاة الأمور حتى يستقيم، فالتساهل في هذا الأمر وسيلة إلى شر عظيم، والحزم فيه والتعاون فيه على البر والتقوى من أهم المهمات لا في حق الدولة ولا في حق القرابات ولا في حق المسلمين عموماً، كلهم يجب عليه أن يقوم بنصيبه من هذا الواجب العظيم. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

    1.   

    حكم العقيقة وأحكامها

    السؤال: المستمع: محمد أحمد ، من الرياض، بعث يسأل عن العقيقة، وعن أحكامها، وعن مشروعيتها، وعمن جاء له خمسة من الولد ولم يذبح عنهم أي شيء؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: العقيقة: هي الذبيحة التي تذبح عن الطفل، وهي في حق الوالد.. حق والد الطفل سنة مؤكدة، غير واجبة بل سنة مؤكدة، عن الطفل الذكر اثنتان وعن الأنثى واحدة من الغنم مثل الضحية، جذع ضأن أو ثني معز، والسنة أن تكون الشاتان متكافئتين متقاربتين في السن والصفة، وأن تكون في سن الضحية جذع ضأن أو ثني معز فأعلى، والسنة أن تذبح يوم السابع هذا هو الأفضل، وإن تأخرت فلا حرج، لكن الأفضل يوم السابع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى)، فالسنة أن تذبح عنه يوم السابع، وأن يحلق رأسه يعني: الذكر وأن يسمى، هذا هو السنة، والسنة فيها أن يأكل ما شاء منها ويطعم ما شاء أو يوزعها كلها على الفقراء والمساكين والأقارب والجيران أو يوزع بعضاً ويأكل بعضاً الأمر فيها واسع بحمد الله، إن ذبحها وقسمها على الجيران والأقارب والفقراء فلا بأس، وإن دعا إليها الجيران والأقارب وبعض الفقراء فلا بأس، وإن وزع بعضاً وطبخ بعضاً ودعا إليه من شاء من إخوانه فلا بأس الأمر فيها واسع والحمد لله.

    1.   

    حكم الوفاء بالنذر

    السؤال: أما أحد الإخوة المستمعين وهو: علي عبد العال ، ومصري، يسأل عن عدة أمور، من بينها يقول: إنه نذر نذراً يوم أن كان مريضاً ومنوماً في المستشفى، ولم يقم بتنفيذ ذلك النذر حتى الآن، فماذا عليه؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: النذر فيه تفصيل، فإن كان نذر طاعة وجب عليه الوفاء إذا استطاع ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) خرجه البخاري في الصحيح، والله مدح الموفين بالنذر فقال جل وعلا في صفة الأخيار من عباده: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7]، وقال جل وعلا: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ[البقرة:270] المعنى: فيجازيكم عليه سبحانه وتعالى، فإذا نذر مرضه إن شفاه الله أن يصوم ثلاثة أيام أن يصوم شهراً.. أن يصوم أسبوعاً.. أن يصوم أيام البيض.. أن يصوم الاثنين والخميس وجب عليه الوفاء، أو قال: لله عليه إن شفاه الله يتصدق بمائة ريال.. بألف ريال وجب عليه الوفاء إذا عافاه الله، أو قال: لله عليه إذا شفاه الله أن يحج أو يعتمر وجب عليه الوفاء إذا استطاع، فإن لم يستطع يبقى في ذمته ديناً حتى يستطيع وهكذا أشباه ذلك.

    أما إن كان نذر معصية أو ليس بطاعة فلا يجب عليه الوفاء، المعصية لا يجوز فعلها كأن يقول: إن شفاه الله شرب الخمر هذا منكر نعوذ بالله قابل العافية بالمعصية، فليس له أن يشرب الخمر وعليه كفارة يمين، أو قال: إن شفاه الله بنى له بيتاً أو زار فلاناً أو ما أشبه ذلك فهو مخير إن شاء فعل وإن شاء كفر عن يمينه كفارة يمين، إلا أن تكون الزيارة طاعة لله، كأن يقول: إن عافاني الله عدت المريض الفلاني أو اصطلحت مع أبي أو مع أخي لأن بينهما هجرة يوفي بالنذر؛ لأن هذه عبادة قربة الاتصال مع إخوانه ومع أقاربه وترك الشحناء، أو قال: إن لله على إن شفاني الله أن أصنع وليمة للفقراء هذه طاعة لله يفعلها، أما إن كان مباحاً مثلما تقدم مثل لو قال: لله علي إن شفاني الله أن أعمر الدار الفلانية أو آكل من اللحم الفلاني أو أصنع الطعام الفلاني لنفسي هذه مباحات إن شاء فعلها وإن شاء كفر عن يمينه.

    أما إن كان نذر مكروه كأن يقول: إن شفاني الله وعافاني تركت صلاة الضحى أو تركت سنة الظهر هذا نذر مكروه يكفر عن نذره كفارة يمين، ولا يدع صلاة الضحى ولا سنة الظهر مثلاً، وبهذا يعلم أن النذر فيه تفصيل كما سمعت.

    1.   

    حكم صيام شهر رجب وشعبان وشوال

    السؤال: رسالة من إحدى الأخوات المستمعات تقول: إسمي: السيدة أم أحمد ، تقول: إنها في الخامسة والثلاثين من عمرها تصلي وتصوم أيام شهر شوال ورجب وشعبان، ولكن الدورة تمنعها من صيام هذه الأشهر الثلاثة، فهل يجب صيام الأشهر الثلاثة أم أيام منها فقط؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: أيام الدورة ما هي بمحل صيام، لا في رمضان ولا في غيره، إذا صامت شعبان فواجب عليها تفطر أيام الدورة، وهكذا في رمضان عليها أن تفطر وتقضي بدل أيام رمضان، أما ما تركت من أيام شعبان أو رجب أو غير ذلك فلا بأس، وإذا صامت رجب وشعبان فلا حرج وتفطر أيام الدورة، لكن في رمضان إذا أفطرت أيام الدورة عليها أن تقضي، وإذا تعاطت ما يمنع الدورة في رمضان من حبوب أو غيرها فلا بأس، أو تعاطت ذلك في أيام الحج فلا بأس، والأفضل عدم صيام رجب كله، أما إذا صامت الإثنين والخميس أو صامت أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذا كله طيب في كل شهر، لكن يكره عند جمع من أهل العلم صيام رجب وتخصه بالصوم، أما إذا صامته مع شعبان فلا حرج، وكذلك إذا صامت غير رجب.. صامت شهر محرم أو غيره من الشهور حسب فراغها وحسب التيسر لا حرج، لكن إذا كانت أيام الدورة تفطر لا تصوم لا في رمضان ولا في غيره؛ لأن أيام الحيض ليست محل صيام وهكذا أيام النفاس ليست محل صيام.

    1.   

    حكم صبغ الشعر بالسواد

    السؤال: تسأل عن الصبغة السوداء في الشعر إذا كانت لا تخرج من بيتها؟

    الجواب: الصبغ الأسود لا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منع من ذلك، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد) ، فالسنة أن يغير الشيب ما يبقى أبيض لا يبقى أبيض الأفضل يغير بصفرة أو حمرة أو سواد مخلوط بحمرة، أما أن يغير بالسواد الخالص هذا هو الذي نهي عنه في الأحاديث الصحيحة، لكن إذا غيرت السواد بشيء من الحمرة يعني: خلطت معه شيء من الحمرة حتى يكون بين الأحمر والأسود، وهكذا الرجل إذا صبغ لحيته بسواد مخلوط بالحمرة فلا بأس، أما الأسود الخالص فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء جميعاً؛ لأن الرسول منع ذلك عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    هل أم الزوج من ذوي الأرحام؟

    السؤال: تقول: هل أم زوجي من ذوي الأرحام؟ وإذا لم أصلها هل يكون علي ذنب؟

    الجواب: ليست من ذوي الأرحام، أم زوجك وجدته وأخواته لسن من ذوي الأرحام إلا إذا كن قريبات لك، إذا كانت بنت عمك أو بنت خالك فهي من ذوي الأرحام، أما إذا كانت أجنبية فليست من ذوي الأرحام ولو كانت أم الزوج أو أخت الزوج أو عمة الزوج، لكن لو كان الزوج ابن عمك فأخواته بنات عمك من ذوي الأرحام، أو أمه بنت عمك كذلك، أما مجرد كونها أم الزوج وهي أجنبية ليست من قبيلتك فليست من ذوي الأرحام.

    1.   

    علامات الساعة وحكم القول بأن هذا الجيل هو آخر جيل

    السؤال: تسأل عن علامات الساعة؟ وهل هذا الجيل آخر جيل كما يقول بعض الناس؟

    الجواب: الساعة لا يعلم قيامها إلا الله، ولا يعلم الجيل الذي تقوم فيه إلا الله سبحانه وتعالى، وهي لا تقوم إلا على الأشرار حين لا يبقى في الأرض مسلم، لا تقوم إلا على الكفار، ولا تقوم وفي الأرض مسلم واحد، بل جميع المسلمين يموتون قبل قيامها، يبعث الله عليهم ريحاً طيبة في آخر الزمان تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة فلا يبقى إلا الكفار فعليهم تقوم الساعة، ولها شروط لم تأت، من شروطها: خروج الدجال من جهة المشرق وهو آدمي يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين، ثم ينزل الله عيسى بن مريم من السماء فيقتله في فلسطين، والدجال رئيس اليهود يذهب إليهم في فلسطين، وينزل الله عيسى فيقتله بباب لد الباب المعروف هناك في فلسطين، ومن أشراطها: خروج يأجوج ومأجوج وهم أيضاً من الشرق أخبر الله عنهم في كتابه العظيم، ومن شروطها: هدم الكعبة في آخر الزمان، ونزع القرآن من الصدور ومن الصحف حتى لا يبقى بأيدي الناس قرآن، ومن شروطها الأخيرة: دخان يغشى الناس ويعمهم، ومن شروطها طلوع الشمس من مغربها، بعد المشرق تطلع من المغرب، فإذا طلعت من مغربها آمن الناس، لكن لا يقبل الله إيمانهم بعد طلوع الشمس من مغربها، يبقى المسلم على إسلامه والكافر على كفره، وآخر الآيات نار تحشر الناس إلى محشرهم، تخرج من المشرق وفي بعض الأحاديث من قعر عدن من الجنوب ثم تسوقهم إلى محشرهم، هي آخر الآيات، وفي آخر الزمان كما تقدم قبل أن تقوم الساعة يرسل الله ريحاً طيبة لينة فتقبض روح كل مؤمن ومؤمنة ولا يبقى في الأرض إلا الكفار في خفة الطير وأحلام السباع يتهارجون يعني: يتناكحون في الأسواق، ويعبدون الأوثان والأصنام ولا يعرفون الله طرفة عين، بل هم في كفر وضلال وجهل وأخلاق خبيثة فعليهم تقوم الساعة. نسأل الله العافية والسلامة.

    1.   

    حكم من مرضت لفترة من الزمن تركت فيها الصلاة

    السؤال: تقول: مرضت لمدة سنة ونصف، وخلال فترة المرض لم أصل، هل علي أن اقضي تلكم الصلاة؟

    الجواب: نعم، عليك أن تقضي جميع الصلوات التي تركتها بسبب المرض؛ لأن هذا جهل منك وغلط منك، فالواجب قضاؤها مع التوبة إلى الله والندم والرجوع إليه سبحانه وتعالى، وكثرة الاستغفار، والعمل الصالح.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين. مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756030517