إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [693]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    قضاء الصلاة عن الميت

    السؤال: لدي أخ متوفى إلى رحمة الله، ولم يكن يصلي تهاوناً منه، ولكنه كان يصوم رمضان، ومات على ذلك، هل يجوز لي أو لأولاده أن يؤدوا عنه الصلاة؟

    الجواب: إذا كان هذا الرجل لا يصلي حتى مات فإنه مات على الكفر، ولا ينفعه صيامٌ ولا صدقة ولا غيرها؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ [التوبة:54]، وترك الصلاة كفر دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأقوال الصحابة، وعلى هذا فلا يقضون عنه الصلاة، أولاً: لأن الصلاة لا تقضى عن الميت، وثانياً: أنه لو قضيت فإنها لا تنفعه، لأنه كافر والعياذ بالله مات على الكفر، ولا يحل لهم أن يستغفروا له؛ لقول الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113].

    ولا يجوز أن يحج ولا يعتمر عنه، لأن ذلك لا ينفعه.

    1.   

    إفطار رمضان بعد البلوغ ظناً أنه لا يلزم إلا ببلوغ الخامسة عشرة

    السؤال: فتاة بلغت منذ الحادية عشرة من عمرها، ولكن لصغر سنها وجهلها بأحكام الدين كانت تظن بأن الصيام لا يجب إلا على من يبلغ الخامسة عشرة، لذلك مرت أربع سنوات دون أن تصوم فيها رمضان، فماذا عليها الآن أن تفعل؟

    الجواب: الذي أرى في هذه المسألة أنها إذا كانت في بلاد بعيدة عن العلم الشرعي وليس عندها علم، لا هي ولا أهلها، فليس عليها قضاء، أما إذا كانت في بلدٍ فيه العلماء وأهلها يعلمون لو سألتهم لأخبروها فهي مفرطة، وعليها أن تقضي الأشهر التي لم تصمها بعد بلوغها.

    1.   

    تطبيق أحكام التجويد

    السؤال: هل يأثم من يقرأ القرآن الكريم بدون تطبيق لأحكام التجويد، وذلك لجهله فيها؟

    الجواب: لا يأثم بهذا؛ لأن أحكام التجويد إنما هي لتحسين القراءة فقط، وليست واجبة، فمن أقام الكلمات والحروف على ما هي عليه فقد قام بالواجب.

    1.   

    الإفطار بتمرات وتراً

    السؤال: سمعت أن الصائم عند إفطاره يجب أن يفطر على عدد فردي من التمر، أي: خمس، أو سبع تمرات وهكذا، فهل هذا واجب؟

    الجواب: ليس بواجب، بل ولا سنة أن يفطر الإنسان على وتر، ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، إلا يوم عيد الفطر، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً، وما سوى ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقصد أن يكون أكله التمر وتراً.

    1.   

    مسح الوجه باليدين بعد الدعاء

    السؤال: هل يسن مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أم أن هذا بدعة؟

    الجواب: اختلف أهل العلم في هذا، فمنهم من قال: إنه ينبغي إذا فرغ من الدعاء وهو رافعٌ يديه أن يمسح بهما وجهه، واستدلوا بحديث ضعيف، لكن قال ابن حجر رحمه الله: له طرقٌ يقوي بعضها بعضاً، ومجموعها يقضي بأنه حديثٌ حسن، ومن العلماء من قال: إنه لا يمسح وجهه بيديه، والأحاديث في هذا ضعيفة، فيكون مسحه بيديه بدعة، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وأرى أنه لا ينكر على من مسح، ولا يؤمر بالمسح من لم يمسح.

    1.   

    كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها

    السؤال: في الآية الكريمة: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، يقول: ما كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما معنى الصلاة في الآية؟

    الجواب: كيفية الصلاة أن يقول: اللهم صل على محمد، والكامل منها أن يقول: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد )، لا سيما إذا كان يصلي، فهذه هي الكيفية المطلوبة، والصلاة من الله عز وجل قيل: إنها الثناء على المصلى في الملأ الأعلى، وقيل: إنها منزلة عالية فوق الرحمة، ولكننا لا ندري ما هي، وقيل: إن الصلاة من الله هي الرحمة، لكن هذا القول ضعيف؛ لقوله تعالى: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ [البقرة:157]، فعطف الرحمة على الصلوات، فدل هذا على أنها ليست هي الرحمة، أما الإنسان إذا دعا أن الله يصلي على نبيه، فمعناه أن يجعل عليه صلاته.

    1.   

    التصرف بمال الخرف

    السؤال: لي والد كبير في السن، وقد وصل إلى مرحلة التخريف، وله أرض كبيرة، ونرغب في تخطيطها وبيعها على شكل قطع سكنية، ولكن يقول البعض من الإخوة: ما دام الوالد على قيد الحياة فلا حق لكم في التصرف، هل يجوز لي أن آخذ صك ولاية من المحكمة لأجل مصلحته؟

    الجواب: إذا كان تصرفه غير سديد فلا بد أن تبلغ بذلك المحكمة؛ حتى تتخذ الإجراء اللازم.

    1.   

    رمي الجمرات بعد منتصف الليل

    السؤال: في عامٍ مضى أديت فريضة الحج ومعي زوجتي، ووالدة زوجتي، وكان حجنا إفراداً، وبعد الوقفة بعرفات وعند غروب الشمس توجهنا إلى مزدلفة، وبتنا بها إلى منتصف الليل، ونظراً لوجود نساء معي، وكذلك شدة الزحام، وأنا لا أستطيع مواجهة شدة الزحام، قمنا برمي جمرة العقبة قبل فجر يوم العاشر، وكذلك رمينا جمرات أيام التشريق بعد منتصف الليل من كل يوم، وباقي نسك الحج أديناها في أوقاتها تقريباً، فهل علينا شيء في ذلك؟ وهل حجنا صحيح؟

    الجواب: لم يبين في أيام التشريق أنه رمى بعد منتصف الليل لليوم السابق أو لليوم المقبل، فإن كان لليوم المقبل فالأمر غير صحيح، وعليه على ما ذكره الفقهاء رحمهم الله أن يذبح فديةً في مكة يتصدق بها على الفقراء، وأما إذا كان لليوم الماضي، مثل: أن يرمي الجمرات ليلة اثني عشرة ليوم أحد عشر فلا بأس.

    1.   

    السفر مائة وثمانين كيلو ذهاباً وإياباً

    السؤال: يسافر يومياً مسافة مائة وثمانين كيلو متراً ذهاباً وإياباً، نظراً لظروف عمله، ويدخل في ذلك وقت صلاة الظهر عند العودة وهو في الطريق، فماذا يفعل؟

    الجواب: يصلي الظهر تامة، لأن هذا لا يعد سفراً، كونه يذهب ويأتي في يومه، لا يعده الناس سفراً، لكن بعض أهل العلم حدد السفر الذي تقصر فيه الصلاة بمسيرة واحد وثمانين كيلو، أو ثلاثة وثمانين كيلو، وعلى هذا القول له أن يقصر الصلاة، لكن الاحتياط ألا يقصر.

    1.   

    غياب الزوج عن زوجته

    السؤال: بالنسبة للعمالة التي تركت أوطانها وهاجرت لكسب العيش لأسرهم، هل عليهم إثمٌ بتركهم الزوجات بضع سنين، مثل سنة أو سنتين أو ثلاثاً أو خمساً؟ وكم المدة التي يحاسب فيها المسلم عن غيابه عن زوجته؟

    الجواب: هذا يرجع إلى الزوجة؛ لأن الحق لها، فإذا رضيت بهذا فالحق لها، شرط أن تكون آمنة إذا غاب عنها زوجها، فإن لم تكن آمنة فلا.

    1.   

    تذكية الشاة المريضة تخلصاً

    السؤال: هل يجوز تذكية الشاة التي لا يراد أكلها بسبب مرضٍ أو غيره؛ لأننا سمعنا أنها لا تذكى؟

    الجواب: إذا كانت الشاة ملكاً للإنسان، وأصيبت بمرض وأيس منها، فلا بأس أن يذبحها؛ لأنه لو أبقاها كلف الإنفاق عليها، والإنفاق عليها ضائع لا فائدة منه، أما إذا كانت ليست ملكاً له، كما لو وجد شاةً مريضةً في البر، فليس عليه منها شيء، يتركها متى أراد الله أن تموت ماتت.

    1.   

    الوضوء من ألبان الإبل

    السؤال: من نواقض الوضوء أكل لحم الإبل، فهل لبنها ينقض الوضوء أم لا؟

    الجواب: نعم؛ من نواقض الوضوء أكل لحم الإبل، أي لحم كان، سواء الكبد أو الكلية أو الأمعاء أو الكرش أو اللحم الأحمر، كل شيء إذا أكله الإنسان انتقض وضوءه، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( توضئوا من لحوم الإبل )، وسأله رجل: ( أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت )، فكونه جعل الوضوء من لحم الغنم راجعاً إلى مشيئة الإنسان، وأما الإبل فقال: نعم، دليل على أن الوضوء من لحم الإبل ليس راجعاً إلى مشيئة الإنسان، وأنه لا بد منه.

    أما لبنها ففيه حديث إسناده حسن فيه الأمر بالوضوء منه، لكنه ليس على سبيل الوجوب، والدليل أن العرنيين الذين جاءوا إلى المدينة واجتووها، أمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ولم يقل: توضئوا، مع أن الحاجة داعية إلى بيان ذلك لو كان واجباً، فالصواب أن الوضوء من ألبانها سنة، وليس بواجب، وأما من لحومها فواجبٌ لا بد منه.

    1.   

    قصر المسافر من غير جمع وجمعه من غير قصر

    السؤال: المسافر يجوز له أن يقصر ويجمع، فهل يجوز له أن يقصر بدون جمع أو يجمع بدون قصر؟

    الجواب: السنة أن يقصر، وتتأكد هذه السنة، حتى إن بعض أهل العلم يقول: إن القصر واجب، وأما الجمع فليس بواجب، وليس بسنةٍ فيما إذا كان مقيماً، أما إذا كان سائراً فإنه يجمع حسب الأيسر له، إن كان الأيسر أن يجمع جمع تقديم جمع جمع تقديم، وإن كان الأيسر أن يجمع جمع تأخير، جمع جمع تأخير، فصار القصر سنة مؤكدة فلا يترك، والجمع سنة لمن كان سائراً، فإنه يجمع جمع تقديم أو تأخير حسب ما تيسر له، أما من كان ماكثاً في مكان فإنه لا يجمع، وإن جمع فلا بأس.

    1.   

    مواصلة النافلة إماماً بالمفترض

    السؤال: إنسانٌ دخل المسجد وصلى النافلة، وأتى أشخاصٌ من بعده فصلوا خلفه على أنها فريضة، فهل يكمل الصلاة على أنها فرض؟

    الجواب: لا يكمل الصلاة على أنها فرض، يكملها على أنها نافلة، وهم إذا سلم يقومون لما بقي من صلاتهم.

    1.   

    تأخير الزواج للقادر عليه

    السؤال: الشخص الذي يؤخر الزواج بحجة أنه يريد أن يؤسس نفسه، ويبني مستقبله، وقد بلغ من العمر أربعين، هل يأثم مع أنه قادر مادياً وجسمياً؟

    الجواب: اختلف العلماء رحمهم الله فيمن كان قادراً على الزواج، وفيه استعدادٌ له من حيث الغنى والشهوة الجنسية، هل يجب عليه الزواج أم لا يجب؟ والذين قالوا: لا يجب قالوا: إنه سنة مؤكدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )، ونصيحتي لهذا الرجل الذي بلغ الأربعين من عمره ولم يتزوج مع قدرته بدنياً ومالياً، أن يتزوج امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتأسياً بالرسل الكرام، فإنهم لهم أزواج، كما قال الله عز وجل: (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ))[الرعد: 38].

    1.   

    تبكير الخطيب إلى غرفة مجاورة للمنبر

    السؤال: خطيب مسجدنا يأتي مبكراً إلى الجامع، ويجلس في الغرفة القريبة من المنبر، وعندما يدخل الوقت يفتح الباب ويصعد المنبر، أيهما أفضل: الجلوس في بيته أم في غرفة المسجد؟

    الجواب: الأفضل أن يبقى في بيته حتى يأتي وقت الصلاة، لأن هذا هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيبقى في بيته حتى يأتي وقت الصلاة ثم يأتي، فإذا دخل المسجد سلم على من يمر به، وإذا صعد المنبر اتجه إلى الناس جميعاً وسلم عليهم.

    1.   

    إجبار الولي موليته على نكاح تارك الصلاة

    السؤال: أجبرني والدي على الزواج من ابن أخيه، فرفضت هذا الزواج بحجة أن هذا الولد لا يصلي أبداً، وأنا إنسانةٌ ملتزمة أريد شخصاً يعينني على ديني، فقال: أنا برئٌ منك إلى يوم الدين، وقد أعطيت ابن أخي كلمة، وإذا لم تتزوجيه فأنت عاقة عاقة، وجهوني ماذا أعمل؟

    الجواب: تبقين على ما أنتِ عليه من الامتناع عن التزوج بهذا الرجل الذي لا يصلي، لأن الذي لا يصلي كافر، ولا يحل لأحدٍ أن يزوج ابنته من لا يصلي أبداً؛ لأن الكافر لا تحل له المسلمة، قال الله تعالى: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10]، وإني أنصح والدك أن يتقي الله عز وجل، وألا يخون الأمانة، وأن يعلم أنه مسئول عن ابنته إذا أجبرها على أن تتزوج بهذا أو بغيره، حتى لو أنه خطبها رجلٌ من أكمل الناس ديناً وخلقاً وعقلاً، وأكثرهم مالاً، وأبت، فليس له أن يجبرها، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا تنكح البكر حتى تستأذن )، وقال: ( البكر يستأذنها أبوها )، وأنصح والدك إذا كان ما ذكرتِ عنه حقاً، أن ينصح ابن أخيه بالصلاة، ويحثه عليها، ويخوفه من الله عز وجل، فأرى أن تبقي على امتناعك، وإذا غضب أبوك أو زعل أو قال: أنت عاقة، فلا يهم، أنت لستِ بعاقة، بل هو القاطع للرحم، إذا أراد أن يجبرك على من لا تريدين، فكيف وهو يريد أن يجبرك على رجلٍ كافر نسأل الله العافية.

    ثم إني أوجه النصيحة إلى هذا الخاطب أن يتقي الله عز وجل في نفسه، وأن يصلي، أن يدخل في الإسلام من حيث خرج منه، المسألة خطيرة، والأدلة على كفر تارك الصلاة واضحة في القرآن والسنة، وكلام الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن بعض الأئمة كـإسحاق بن راهويه نقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة.

    1.   

    إمامة كثير النسيان

    السؤال: ما حكم إمام المسجد الذي يسهو كثيراً في صلاته؟ هل يترك الإمامة لشخصٍ ثان؟ وما هي الأمور التي تعين على عدم السهو؟

    الجواب: على هذا الإمام إذا وجد إماماً كفواً قارئاً للقرآن فقيهاً في أحكام الصلاة، أن يتنازل عن الإمامة له ما دام كثير النسيان، لأن هذا أبرأ لذمته، وأسلم لعرضه، وأما إذا كان نسيانه قليلاً، يعني: لا ينسى في الأسبوع إلا مرة مثلاً، فليبق على إمامته ولا حرج.

    1.   

    بيع العينة والتورق وحكمهما

    السؤال: ما حكم بيع العينة، وبيع التورق؟

    الجواب: بيع العينة أن يبيع الإنسان شيئاً بثمنٍ مؤجل، ثم يشتريه بثمنٍ أقل نقداً، مثل: أن يبيع هذه السيارة بستين ألفاً مؤجلة بأقساط، ثم يعود ويشتريها من صاحبها بأربعين ألف نقداً، هذه مسألة العينة، وهي حرام، لأنها حيلةٌ على الربا بصورة بيعٍ غير مقصود، وأما إذا باعها المشتري على شخصٍ آخر بأقل مما اشتراها به يريد دراهمها، فهذه مسألة التورق، وقد اختلف فيها العلماء، فمنهم من ألحقها بمسألة العينة، ومنهم من قال: إنه لا بأس بها، والاحتياط ألا يتعامل بها.

    1.   

    زكاة الفواكه

    السؤال: هل على المحاصيل الزراعية زكاة، مثل: البرتقال والليمون والرمان؟

    الجواب: هذه ليس فيها زكاة، لأنها تعتبر من فصيلة الفواكه وليست مدخرة، لكن إذا باعها وحال الحول على ثمنها وجبت الزكاة في الثمن.

    1.   

    الدعوة إلى الله بغير علم

    السؤال: إذا كان عند الشخص حبٌ للخير، ويريد أن يدعو إلى الله عز وجل، ولكن ليس عنده علمٌ شرعي، فما هي الأعمال التي يقوم بها لينال الأجر من الله عز وجل؟

    الجواب: الدعوة إلى الله عز وجل لا ينال ثوابها من لم يدعُ إلى الله، والدعوة إلى الله لا بد أن يسبقها علم؛ لقول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108]، ولا يمكن أن يدعو أحدٌ إلى الله بدون علم، كيف يدعو! إلى أي شيء! ربما يدعو إلى ضلالة وهو لا يعلم ما دام عنده جهل، فالواجب أن يتعلم أولاً ثم يدعو ثانياً.

    1.   

    حكم الصلاة خلف من يكره

    السؤال: ما حكم صلاتي خلف رجل وأنا أكرهه؟ هل صلاتي صحيحة أم باطلة؟

    الجواب: صلاتك صحيحة، ولكن هذه الكراهة يجب أن تحاول إزالتها، إن كانت الكراهة مجرد شيء في النفس، وهو مسلم أخوك، فحاول مسح هذا، وإن كان لسبب فبين السبب له، فلعله يدع السبب الذي كرهته من أجله.

    1.   

    قول الداخل للإمام الراكع: إن الله مع الصابرين

    السؤال: ما حكم الرجل عندما يأتي إلى المسجد والإمام راكع، ويقول: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]؟

    الجواب: لا يقل هذا، بل إذا دخل يدخل بسكينة ووقار حتى يقف في الصف، فما أدركه من الصلاة فقد أدركه، وما لم يدركه قضاه بعد ذلك، وأما قوله: اصبر، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]، فتلاوتها في هذا المحل غير شرعية، لأن الصحابة ما كانوا يفعلون هذا، وهذا أبو بكر رضي الله عنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم راكع، فلم يقل: اصبر، إن الله مع الصابرين، ثم إن في هذه الكلمة تشويشاً على المصلين، والتشويش على المصلين إذا كان يلهيهم فهو محرم.

    1.   

    درجة حديث: (حب الدنيا رأس كل خطيئة)

    السؤال: ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) هل هو حديث أم أثر؟

    الجواب: هذا حديثٌ موضوع ليس بصحيح، وحب الدنيا إذا كان يريد أن يستعين به على طاعة الله فليس خطيئة، وإن كان يريد الدنيا ويؤثرها على الآخرة فقد خاب، قال تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى:16-17]، وقال الله تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ [الشورى:20].

    1.   

    هل ملامسة المرأة الأجنبية تنقض الوضوء؟

    السؤال: هل ملامسة المرأة الأجنبية تنقض الوضوء؟

    الجواب: ملامسة المرأة الأجنبية محرمة لا شك، وعلى المرء أن يتوب إلى الله تعالى منها، وأن يحرص على أن يتزوج، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منك الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج )، ولكنه لا ينقض الوضوء إلا إذا خرج منه شيء، إذا خرج منه مذي وجب عليه غسل ذكره، وخصيتيه والوضوء، وإن خرج منه مني وجب عليه الغسل، والمهم أنه يجب على المرء أن يربأ بنفسه عن هذه السفاسف، وأن يبتعد عما يوجب الفتنة، فإن ذلك أسلم لدينه وعرضه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755996016