إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب اكتفاء المأموم بقراءة الإمام) إلى (باب جهر الإمام بآمين)

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب اكتفاء المأموم بقراءة الإمام) إلى (باب جهر الإمام بآمين)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يكتفي المأموم بقراءة الإمام في الصلاة الجهرية فيما عدا فاتحة الكتاب والصلاة السرية، ومن عجز عن قراءة الفاتحة قال: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويستحب الجهر بالتأمين للإمام والمأموم.

    1.   

    اكتفاء المأموم بقراءة الإمام

    شرح حديث أبي الدرداء في اكتفاء المأموم بقراءة الإمام

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [اكتفاء المأموم بقراءة الإمام.

    أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح حدثني أبو الزاهرية حدثني كثير بن مرة الحضرمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعه يقول: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. قال رجل من الأنصار: وجبت هذه، فالتفت إلي وكنت أقرب القوم منه فقال: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم)، قال أبو عبد الرحمن: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب].

    يقول النسائي رحمه الله: اكتفاء المأموم بقراءة الإمام. مراده بهذه الترجمة أن قراءة الإمام قراءة للمأموم، وأن المأموم يكتفي بقراءة الإمام، وقد عرفنا فيما مضى أنه في حال السرية يقرأ المأموم الفاتحة والسورة، وفي الصلاة الجهرية أنه يقرأ الفاتحة ولا يقرأ غيرها، وأنه يكتفي بقراءة الإمام لما عدا الفاتحة، فلا يقرأه المأموم بل يستمع للإمام، وهذا هو أرجح الأقوال، وأصح الأقوال في هذه المسألة.

    والنسائي هنا عقد هذه الترجمة للاستدلال بهذا الحديث على هذه الترجمة، وهي: اكتفاء المأموم بقراءة الإمام. يعني: أن قراءة الإمام قراءة للمأموم، فالإمام إذا قرأ فإن ذلك يكفي عنه وعن المأمومين، وعرفنا أن الراجح هو أن قراءة الفاتحة لازمة للمأموم في جميع الأحوال، وأن قراءة الإمام قراءة للمأموم في غير الفاتحة، فعليه الاستماع وليس عليه أن يقرأ شيئاً غير الفاتحة.

    ويقول النسائي في آخر الحديث: قال: (هذا خطأ)، يشير في ذلك إلى ما جاء في آخر الحديث من قوله: (ما أرى الإمام إذا قرأ إلا وقد كفاهم) أي: فعل المأمومين، إن هذا من كلام أبي الدرداء، وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: أن آخره موقوف، وأن أوله هو الموصول المضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما آخره فليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما هو من كلام أبي الدرداء، يعني النسائي: أن آخر الحديث موقوف وأوله مرفوع، لكن تبويب النسائي لاكتفاء المأموم بقراءة الإمام، إنما يتعلق بما جاء في آخره، وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: (من كان له إمام فقراءته قراءة له)، ولكن -كما ذكرت- هذا محمول على غير الفاتحة، أما الفاتحة فإنه يجب على المأموم أن يقرأها، ولا يكفي قراءة الإمام عن المأموم في هذه بالنسبة للفاتحة، وإنما يكفي في غيرها.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي الدرداء في اكتفاء المأموم بقراءة الإمام

    قوله: [أخبرني هارون بن عبد الله].

    وهو البغدادي الملقب الحمال، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا زيد بن الحباب].

    وزيد بن الحباب صدوق، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، مثل تلميذه: هارون بن عبد الله البغدادي، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا معاوية بن صالح].

    وهو صدوق، له أوهام، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثني أبو الزاهرية].

    وهو حدير بن كريب، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأبو داود، والنسائي وابن ماجه ، ولم يخرج له الترمذي، ولا البخاري في الصحيح، بل خرج له في جزء القراءة أبو الزاهرية مشهور بكنيته.

    [حدثني كثير بن مرة الحضرمي].

    وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي الدرداء].

    وهو عويمر بن زيد الأنصاري، صحابي مشهور بكنيته أبو الدرداء، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وآخر الحديث موقوف عليه؛ من كلامه وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي يقول: إنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء رضي الله عنه، ولم يُقرأ ذلك مع الكتاب، على أنه مرفوع، ولكنه معه على أنه موقوف؛ لأن قوله: (ما أرى الإمام إذا قرأ إلا يكون قد كفاهم)، هذا من كلام أبي الدرداء، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا المعنى الذي قاله أبو الدرداء جاء في حديث: (من كان له إمام فقراءته قراءة له)، لكن عرفنا أن هذا في غير الفاتحة، وأما الفاتحة فلا بد من قراءتها للمأموم.

    1.   

    ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن

    شرح حديث ابن أبي أوفى فيما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن.

    أخبرنا يوسف بن عيسى ومحمود بن غيلان عن الفضل بن موسى حدثنا مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن، فعلمني شيئاً يجزئني من القرآن، فقال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)].

    أورد النسائي هذه الترجمة هنا وهي: ما يجزئ من القراءة من لا يحسن القرآن. ما الذي يجزئه عن القراءة حتى يتعلمها، وأقل شيء من ذلك هو الفاتحة التي لا بد منها، لكن الإنسان إذا دخل في الإسلام، ولم يتمكن من حفظ الفاتحة، وجاء وقت الصلاة، فإنه يصلي ويأتي بهذا الذكر الذي هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)، فهذا يجزئ عن قراءة القرآن، لكن عليه أن يتعلم القرآن، ولا يكتفي بهذا ويقول: أن هذا يكفي فلا يقرأ، وإنما حتى يقرأ وحتى يحفظ يأتي بهذا الذكر؛ لأن الصلاة لا تؤخر، من كان مسلماً وجاء وقت الصلاة فعليه أن يؤديها، وإذا كان في وقت تلك الصلاة غير حافظ للفاتحة، أو لشيء من القرآن، فإنه يأتي بهذا الذكر الذي هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله).

    فإنه قد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن ما يجزئه؛ لأنه لم يحفظ شيئاً من القرآن، فأخبره أنه يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن أبي أوفى فيما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن

    قوله: [أخبرنا يوسف بن عيسى].

    وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

    محمود بن غيلان].

    ويوسف بن عيسى هو مروزي، ومحمود بن غيلان أيضاً مروزي، وقد عرفنا فيما مضى أن مروزي بالزاي: هذه نسبة إلى مرو الشاهيجان، أتت الزاي أضيفت من أجل أن تميز عن مرو الروذ، الذي يقال فيه: المروذي، وأنه نسبة إلى مرو الروذ، والذي فيه الزاي: نسبة إلى مرو الشاهيجان، وهما بلدتان من بلاد خراسان، أو مدينتان من مدن خراسان، أو قريتان من قرى خراسان، كل واحدة منهما مرو إلا أن هذه مرو الشاهيجان، والثانية مرو الروذ، فمرو الروذ ينسب إليها: مروذي، ومرو الشاهيجان ينسب إليها: مروزي، يعني بإضافة زاي من أجل التمييز، وإلا فإنها لا وجود لها في الاسم الذي هو مرو، وإنما زيدت للتمييز.

    محمود بن غيلان كما قلت: هو مروزي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [عن الفضل بن موسى].

    هو الفضل بن موسى السيناني المروزي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا مسعر].

    هو مسعر بن كدام، وهو ثقة، ثبت، فاضل، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن إبراهيم السكسكي].

    هو إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [عن ابن أبي أوفى].

    هو عبد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو آخر من مات بالكوفة من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد مر بنا قريباً في مبحث الصحابة الذين يعتبرون من آخر من مات من الصحابة في البلدان، وأن الكوفة قيل: أن آخر من مات فيها ابن أبي أوفى، وقيل: إنه أبو جحيفة، وقيل: إنه عمرو بن حريث، هؤلاء الثلاثة كل واحد منهم قيل فيه: أنه آخر من مات بالكوفة، والحافظ ابن حجر في ترجمته في التقريب قال: وهو آخر من مات من الصحابة بالكوفة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    جهر الإمام بآمين

    شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [جهر الإمام بآمين.

    أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن الزبيدي أخبرني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)].

    ترجم النسائي هنا بقوله: جهر الإمام بآمين، وجاء هنا برواية: (إذا أمن القارئ فأمنوا)، وفي بعض الروايات: (إذا أمن الإمام فأمنوا)، وفي بعضها: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، وليس فيها ذكر تأمينه، لكن قوله: (إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه). يدل على الجهر؛ لأن المأمومين يعلمون تأمينه بجهره، وبحصول التأمين منه، يسمعونه فيؤمنون، والمراد من ذلك أنهم يؤمنون إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فيقولون: آمين، وهو يقول: آمين، ولا يتعين عليهم أن يسكتوا حتى يفرغ هو من التأمين فيؤمنوا؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، معناه أنهم يقولون: آمين مباشرة بعد: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والإمام يؤمن عندما يقول: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فيوافق تأمينه تأمين الإمام وتأمين المأمومين يكون في وقت واحد، وأيضاً الملائكة تؤمن، (فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، وهذا يدلنا على أن الإمام يجهر بالتأمين، وهذا هو الذي ترجم له المصنف، ووجه الاستنباط أن علمهم بتأمينه لكونه يؤمن ويسمعون منه آمين فيؤمنون.

    (إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن الملائكة تؤمن).

    (فإن الملائكة تؤمن) هذا إخبار عن أمر مغيب، وهو أن الملائكة تؤمن عندما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، وأن المأمومين مطلوب منهم أن يؤمنوا، وأن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، بحيث يكون أهل السماوات يؤمنون، والمأمومون يؤمنون، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن المعلوم أن الإمام إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والملائكة تقول: آمين عندما يقول: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والمأمومون يقولون: آمين، فإنه يوافق تأمين المأمومين تأمين الملائكة، وفي ذلك الأجر العظيم وهو حصول المغفرة لما تقدم من الذنوب.

    وفيه أن المأمومين يؤمنون، الإمام يؤمن، فالتأمين من الإمام ومن المأموم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

    هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، خرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .

    [حدثنا بقية].

    هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، يدلس أو كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن الزبيدي].

    وهو محمد بن الوليد الحمصي، وهو ثقة، ثبت، من أكبر أصحاب الزهري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [أخبرني الزهري].

    وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وهو ثقة، إمام، حجة، محدث، فقيه، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة في المدينة مشهورين بهذا اللقب، وهم من فقهاء التابعين، كانوا موجودين في المدينة في عصر التابعين، وكانوا في زمن متقارب، وأدركوا كثيرين من الصحابة ورووا عنهم، وحديثهم عند أصحاب الكتب الستة الذين هم الفقهاء السبعة، وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار الهلالي، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسعيد بن المسيب، هؤلاء ستة اتفق على عدهم في البخاري، والسابع فيه ثلاثة أقوال:

    قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فالسابع فيه ثلاثة أقوال، وهذا أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع من الفقهاء السبعة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.

    شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، لكنه هنا أورده للاستدلال به على فضل التأمين، وذلك في قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، الاستدلال به على فضل التأمين، لكون من فضله أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].

    وهو الجواز المكي الذي يمر بنا ذكره كثيراً.

    [حدثنا سفيان].

    وهو ابن عيينة، وسفيان هنا غير منسوب والمراد به ابن عيينة، وابن عيينة مكي، ومحمد بن منصور الجواز مكي، ومحمد بن منصور الجواز أخرج حديثه النسائي وحده، وهو ثقة.

    وإذا جاء محمد بن منصور يروي عن سفيان يحمل على ابن عيينة ؛ لأن ابن عيينة مكي، ومحمد بن منصور الجواز مكي، فيحمل على من كان من أهل بلده؛ لأن له به علاقة وارتباط واتصال، وسفيان بن عيينة حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    وقد مر ذكره.

    [عن سعيد بن المسيب].

    وهو أحد الفقهاء السبعة، وهو من فقهاء التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

    شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا يزيد بن زريع حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين، وإن الإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي هو بمعنى ما تقدم: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين)، والمأمومون يقولون: آمين، (فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، وفضل التأمين موجود لقوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، فهذا يدلنا على فضل التأمين، وهو قول: (آمين) عندما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7].

    تراجم رجال إسناد حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    وهو: أبو مسعود البصري، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا يزيد بن زريع].

    وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني معمر].

    هو: معمر بن راشد الأزدي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمن الإمام فأمنوا، فأنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    وحديث أبي هريرة هذا أيضاً هو بمعنى الأحاديث المتقدمة إلا أنه جاء من طريق أخرى.

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن مالك].

    وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكرهم جميعاً.

    سعيد وأبي سلمة، اثنين، وهما من فقهاء التابعين السبعة، سعيد بن المسيب باتفاق، وأبو سلمة على أحد الأقوال في السابع، وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

    1.   

    الأسئلة

    حكم صلاة من لبس المشلح واليدين خارجة عن الكمين

    السؤال: هل تصح الصلاة والرجل لابس للمشلح (البشت)، وهو غير مدخل يديه في كمين البشت أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: تصح الصلاة، أقول: كونه يلبس المشلح واليدين ليست في الكمين تصح ما فيها شيء، الصلاة صحيحة.

    عدة الزوجة المطلقة رجعياً

    السؤال: طلق رجل زوجته طلقة واحدة، فمتى تخرج من عدته؟

    الجواب: المعتدة على حسب حالها، إن كانت من ذوات الحيض -ممن يحيض- وطلقها ثم حاضت بعد تطليقها ثلاث حيضات، وطهرت من الحيضة الثالثة فإنها تنتهي عدتها بذلك، وإن كانت صغيرة أو آيسة من الحيض، فعدتها ثلاثة أشهر، وإن كانت ذات حمل فتنتهي من العدة بوضع الحمل.

    المراد باليد في قول الله تعالى: (يد الله فوق أيديهم)

    السؤال: ما معنى قوله عز وجل: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10]، هل الأمر على حقيقته أم أنه يحتاج إلى تأويل؟

    الجواب: أبداً، يد الله عز وجل صفة من صفاته، وهذه الآية من آيات الصفات، ومن المعلوم أن كون اليد فوق اليد ليس معناه المماسة والمخالطة، فالله عز وجل فوق العرش وهو فوق العباد، فهو فوقهم، ويده فوق أيديهم، فلا يفهم منه أن فيه مخالطة وملاصقة وما إلى ذلك أبداً، بل الله عز وجل فوق العرش بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، وهو فوقهم ويده فوق أيديهم، هذا هو معناه، وهي من آيات الصفات، يثبت لله صفة اليد، لكن ليس معنى ذلك أن فيه مخالطة، وفيه اتصال بين يد الله ويد المخلوقين، بل الله عز وجل بذاته وصفاته فوق عرشه بائن من خلقه، وكونه فوق عباده وفوق عرشه، يده فوق أيديهم، الله تعالى فوقهم ويده فوق أيديهم وهو على العرش، هذا هو معنى الآية.

    كيفية الاستدلال على إثبات الوجه لله تعالى

    السؤال: كيف نستدل على إثبات الوجه لله؟

    الجواب: نستدل بالآيات والأحاديث الكثيرة منها: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27]، وغيرها من الآيات، وكذلك الأحاديث: منها: (أعوذ بنور وجهك)، وغيرها أحاديث كثيرة، وآيات كثيرة، في القرآن كلها تدل على إثبات صفة الوجه لله عز وجل على ما يليق به سبحانه وتعالى.

    قوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [الرحمن:27]، فيه إثبات صفة الوجه وإثبات البقاء لله عز وجل بذاته وصفاته التي منها الوجه، وليس معنى أن (يبقى وجه ربك) أنه يفهم منه أن غير الوجه لا يكون كذلك، بل البقاء لله عز وجل بذاته وصفاته، هذا هو معناه.

    كيفية موافقة المأمومين للملائكة في التأمين

    السؤال: كيف تكون موافقة المأمومين للملائكة في التأمين؟

    الجواب: كون الملائكة إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قالوا: آمين، والمأمومون مطلوب منهم أن يقولوا: آمين، فإذا قالوا: آمين بعد قول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والملائكة قالت: آمين، حصلت الموافقة، والملائكة كما هو معلوم يؤمنون ويدعون ويستغفرون للمؤمنين، وتأمينهم هو دعاء.

    حكم المتاجرة بالذهب والزكاة إذا حال عليها الحول

    السؤال: أمي أمرتني أن أشتري لها ذهباً كل سنة، وأن أبيع الذهب إذا ارتفع ثمنه، فهل يجوز ذلك؟ وهل في ذلك زكاته؟

    الجواب: نعم، إذا اشترى ذهب أو غير ذهب، ثم باعه برخص أو بغلاء على حسب وجود الأسعار وقيم السلع، لا بأس في ذلك، وفيه زكاة إذا حال عليه الحول فيه زكاة.

    حكم حجز الأماكن في المسجد

    السؤال: ما حكم من يحجز الأماكن في المسجد في جميع الصلوات، وخاصة في رمضان، فمهما حاول الإنسان أن يجد في الصف الأول مكاناً لا يجد؛ لأن كل الأماكن محجوزة؟

    الجواب: لا يجوز للإنسان أن يحجز مكاناً في الصف الأول أو الصفوف الأُولى إلا إذا كان هناك ضرورة، بأن يكون الإنسان جاء مبكراً واحتاج أن يخرج للوضوء فيتوضأ ويعود، فإن له أن يحجز؛ لأنه جاء مبكراً، ولكنه اضطر للخروج للوضوء، أو يذهب يشرب من الترمس مكان الماء، فيضع شيء حتى يشرب ويرجع، بدل أن يأتي أحد يجلس في مكانه وهو أتى مبكراً، هذا لا بأس به، أما كونه يضع الحاجز الذي يحجز به ثم يذهب يبيع ويشتري، أو يذهب يزور بعض الناس، أو يذهب إلى أي جهة لغير ضرورة، فهذا ليس له أن يفعل ذلك، بل الصف الأول يكون لمن يأتي مبكراً، الإنسان يسبق إلى المكان بنفسه، ويجلس يذكر الله عز وجل ويقرأ القرآن، وهو في صلاة ما دام ينتظر الصلاة.

    حقيقة ظن السوء

    السؤال: ما هو ظن السوء؟

    الجواب: يعني ظن السوء: أن يظن الناس أن الله لا ينصر عباده، ولا يؤيدهم، وأنه يخذلهم، وظن السوء أنواع كثيرة، أمثلته كثيرة هذا منه.

    أما الخطرات التي تأتي على بال الإنسان -إذا كانت جاءت على باله ودفعها- فهذه ليست ظن سوء، ولكن المقصود هو الذي يبقى مع الإنسان ويفكر فيه ويبقى عليه، وأما إذا دفعه بمجرد ما يخطر الأمر السيئ في نفسه، فإنه يدفعه ويتعوذ بالله من الشيطان، فإن هذا لا يضره، بل هذا جاء فيه أنه صريح الإيمان، كون الشيطان يوقع في ذهنه شيء، ومن حين ما يقع يصرفه ويبتعد عنه ويتعوذ بالله منه، هذه علامة خير، لكن علامة الشر كونه يشغل باله، ومتنبه لهذا الشيء، ويستمر عليه، ويفكر فيه، ويشغل باله عليه، ويعقد قلبه عليه، هذا هو السيئ والعياذ بالله.

    حكم حجز الأماكن للآخرين مع أخذ مقابل آخر الشهر

    السؤال: بعض الناس يحجزون أماكن لغيرهم، وفي آخر الشهر يأخذون هدايا، فما حكم ذلك؟

    الجواب: والله هذا سوء إلى سوء، هذا مثل الأول وزيادة كونه يبحث عن الدنيا بهذا العمل.

    درجة حديث من وصف بأنه صدوق

    السؤال: ما درجة حديث صدوق، ضعيف الحفظ، مثل إبراهيم السكسكي ؟

    الجواب: صدوق كما هو معلوم حديثه يعتبر من قبيل الحسن لذاته، لكن إذا كان أضيف إليه شيء، فإنه إذا جاء شيء يقويه ويساعده، فإنه يكون ثابتاً، ومن المعلوم أن الحديث الذي ورد عن إبراهيم السكسكي جاء من طرق كثيرة عن غيره.

    كيفية النطق بكلمة آمين

    السؤال: كيف يقرأ: آمين، هل يمد الألف أم الميم؟ وكم مقدار مدها؟ وهل يشدد الميم؟

    الجواب: لا ما تشدد الميم، آمّين هذا من الأم، آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ [المائدة:2]، يؤمه، وأما آمين فهي بمعنى: اللهم استجب، هذا هو معنى آمين، وكما هو معلوم يأتي بها ويمدها لكن لا يزيد ولا يقطعها، ما يقول: آمين كذا باختصار، ولا يمدها حتى يطول، وإنما يتوسط.

    حكم إجارة البيوت وزكاتها

    السؤال: لدي فلة في الرياض أجرتها لمدة خمس سنوات تدفع فوراً، أو على ثلاثة سنوات، فهل يجوز ذلك أم لا؟

    الجواب: الأجرة إذا قبضتها وحال عليها الحول تزكيها.

    حكم من نسي آية الفاتحة ولم يتذكرها إلا بعد الصلاة

    السؤال: كيف يفعل من نسي آية من الفاتحة ولم يتذكرها إلا بعد انتهائه من الصلاة؟

    الجواب: إذا كان كذلك فإنه يأتي بركعة، أي: إذا كان نسيها من ركعة واحدة، فإنه يأتي بركعة.

    الأفضلية في صلاة الرجل بالحذاء أو بدونه

    السؤال: هل تفضل صلاة الرجل بالحذاء على صلاته بدونها أم لا؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر أوقاته يصلي بدون حذاء، والناس يصلون بدون أحذية، لكنه جاء مشروعية الصلاة بالأحذية، طبعاً هذا في بعض الأحيان، لكن لا يقال: إنه إذا صلى بدون حذاء أن صلاته تكون دون صلاته بحذاء، لا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718694

    عدد مرات الحفظ

    764905947