إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب فضل الصدقة في سبيل الله) إلى (باب من خان غازياً في أهله)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب فضل الصدقة في سبيل الله) إلى (باب من خان غازياً في أهله)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصدقة في الجهاد لها فضائل جمَّة، منها أن الله يضاعفها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وتندرج تحت نوع من أنواع الجهاد وهو الجهاد بالمال، وهذا لعظم الجهاد، ولذا كان نساء المجاهدين حرام كحرمة الأمهات، وذلك في الاحترام والتوقير وليس في المحرمية، فإذا أخلف المجاهد رجلاً على أهله فلم يقم بالأمانة التي كلف بها، جاء يوم القيامة ليأخذ المجاهد من حسناته ما شاء.

    1.   

    فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل

    شرح حديث: (... ليأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل.

    أخبرنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا عمرو الشيباني عن أبي مسعود رضي الله عنه: (أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة)].

    يقول النسائي رحمه الله: فضل الصدقة في سبيل الله، أورد النسائي تحت هذه الترجمة عدة أحاديث، أولها: حديث أبي مسعود عقبة بن عامر الأنصاري البدري رضي الله تعالى عنه: [أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة في الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة)]. المقصود من هذا: أن قوله: [تصدق بناقة مخطومة]، أي: أنه جعلها في سبيل الله عز وجل، وأنها كاملة التجهيز حتى خطامها معها، معناه: أنه تصدق بالناقة، وما يلزم لها من رحل حتى الخطام التي تقاد بها موجود معها، أي: أنها كاملة التجهيز في الجهاد في سبيل الله.

    المقصود من قوله: [أنه يأتي بسبعمائة ناقة مخطومة]، أن الله تعالى يضاعف له الثواب على هذه الناقة الواحدة، حتى يكون ذلك بسبعمائة ضعف، أي: أن الله عز وجل يضاعف هذه المضاعفة، وهذا مثل الحديث الذي مر قبل هذا في آخر الباب الذي قبله، قوله: [(من أنفق نفقة في سبيل الله، كتبت له بسبعمائة ضعف)].

    أي: أن الله تعالى ضاعفها هذه المضاعفة العظيمة، التي هي سبعمائة ضعف، ويأتي للحساب وعنده هذه الحسنات، وهذا الثواب العظيم الذي ضوعف سبعمائة ضعف.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ليأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومة)

    قوله: [أخبرنا بشر بن خالد].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا محمد بن جعفر].

    الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سليمان].

    هو الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت أبا عمرو الشيباني].

    اسمه: سعد بن إياس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي مسعود].

    هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مشهور بكنيته: أبو مسعود، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن بحير عن خالد عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، كان نومه ونبهه أجراً كله، وأما من غزا رياءً وسمعةً، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لا يرجع بالكفاف)].

    أورد النسائي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغزو غزوان)، يعني: صنفان، الغزو في سبيل الله صنفان.

    قوله: [(فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد)].

    يعني: خمسة أشياء.

    قوله: [(كان نومه ونبهه أجراً كله)].

    يعني: جميع حركاته، وجميع أحواله أنها تكون له أجراً، يعني: حيث يكون نائماً، وحيث يكون مستيقظاً، كل ذلك يكتب له في سبيل الله عز وجل إذا ابتغى وجه الله عز وجل، بأن كان مخلصاً في قصده وجهاده في سبيل الله؛ يريد بذلك أن تكون كلمة الله هي العليا، كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري: (لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو سبيل الله )، فأن يكون مخلصاً لله عز وجل في قصده ونيته، وأن يكون منفقاً للكريمة، أي: النفيسة، وهي مثلما جاء في حديث معاذ الذي في وصية النبي صلى الله عليه وسلم له لما بعثه إلى اليمن، قال: (فإن أجابوك لذلك -أي: للصلاة-، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أجابوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم)، أي: احذر أن تأخذ الكريمة النفيسة العزيزة على أهلها، التي يحرصون عليها، لا تأخذها، وإنما يأخذ المصدق من الوسط، ولا يأخذ الكريم النفيس الغالي، ولا يأخذ الهزيل الرديء، وإنما يكون من أوساط المال.

    قوله: [(ياسر الشريك)].

    يعني: أنه عامل الشريك والصاحب، معاملةً طيبةً، بيسر وسهولة، تكون معاملته معاملةً طيبةً، معاملةً حسنةً، يخالق بأخلاق حسنة، ويعامل معاملةً حسنةً.

    قوله: [(وأطاع الإمام)].

    يعني: أنه امتثل أمر الإمام حيث يأمره بطاعة، حيث لا يأمره بمعصية، وإنما يأمره بطاعة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه يسمع، ويطيع.

    قوله: [(واجتنب الفساد)]، أي: اجتنب الأمور المحرمة، والأمور التي لا تسوغ، فإنه إذا كان كذلك، غزوه على هذه الصفات، فإن نومه ونبهه يكون أجراً كله.

    وقد ضبط السندي (نبهه): ضبطها بالضم، والسيوطي في أبي داود بالفتح، والسيوطي في حاشية النسائي ضبطها بالكسر.

    قوله: [(وأما من غزا رياءً وسمعةً)].

    يعني: يقابل ابتغاء وجه الله عز وجل؛ لأن الذي مر، أنه غزا يبتغي وجه الله، فهذا يقابله رياءً وسمعةً، ما يريد وجه الله، وإنما يريد مراعاة الناس، وأن يذكره الناس، وأن يشيدوا به، فيكون السماع عنه حسناً، هذا قصده، وهذا نيته، [وعصى الإمام]، مقابل: أطاع الإمام فيما مضى، [وأفسد في الأرض]، مقابل: واجتنب الفساد فيما مضى، [فإنه لا يرجع بالكفاف]، يعني: أنه لا يرجع بشيء، وإنما يرجع كما كان، على الحالة التي كان عليها قبل، يرجع ولم يحصل على طائل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله...)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

    هو عمرو بن عثمان الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا بقية].

    هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن بحير].

    هو بحير بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وفي خلق أفعال العباد، وأصحاب السنن.

    والأصل أنه لا يكرر الكتب الأخرى التي خارج الصحيح، وإنما يذكر أشهرها، وأشهرها الأدب المفرد؛ لأنه أشهر من خلق أفعال العباد، فالأدب المفرد كبير، وخلق أفعال العباد صغير، وغالباً ما يذكر إلا أشهرها.

    [عن خالد].

    هو خالد بن معدان، وهو ثقة يرسل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي بحرية].

    هو عبد الله بن قيس، أظنه ثقة مخضرم، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.

    [عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه].

    هو أبو عبد الرحمن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    حرمة نساء المجاهدين

    شرح حديث: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حرمة نساء المجاهدين.

    أخبرنا حسين بن حريث ومحمود بن غيلان واللفظ لـحسين، قالا: حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل يخلف في امرأة رجلاً من المجاهدين، فيخونه فيها إلا وقف له يوم القيامة، فأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟!)].

    أورد النسائي حرمة نساء المجاهدين، أي: عظم شأنهن، ووجوب احترامهن، وإكرامهن، والقيام بشئونهن على القاعدين.

    وقد أورد النسائي حديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم)]، وهذا فيه بيان عظم شأن التحريم، وأنه تشبيه بالأمهات، فالمقصود من ذلك: في الاحترام والتوقير، وليس في المحرمية؛ لأن الأمهات حرمتهن مؤبدة، واحترامهن دائماً وأبداً لا ينقطع ولا ينتهي، وأما المجاهدون ففي حال غيبتهم يكون من يخلفهم في مدة غيبته، يكون على عناية، وعلى اهتمام، وحرص على رعاية شئونهن، والذب عنهن، وتحصيل الخير لهن، ودفع الضرر عنهن.

    وتشبيهه بالأمهات بيان عظم شأن هذا الأمر، ولكن الأمر يختلف عن الأمهات؛ لأن الأمهات هذه الحرمة دائمة، ومستمرة، ومؤبدة، وأما بالنسبة لنساء المجاهدين فإنها مؤقتة، أي: في حال غيبة أزواجهن عنهن، فيقومون برعاية مصالحهن، ولا يخونونه فيهن بأن يقصروا، وأن يأخذوا شيئاً من المال الذي جعل لهن للإنفاق لهن، أو ما إلى ذلك من الأمور التي فيها إخلال وإضرار بهن.

    قوله: [(وما من رجل يخلف في امرأة رجل من المجاهدين، فيخونه فيها)].

    يعني: لا يقوم بالأمانة في هذه الولاية، وهذه النيابة، [(إلا وقف له يوم القيامة فأخذ من عمله ما شاء)]، معناه: أنه ارتكب جرماً كبيراً؛ لأنه خان الذي أنابه، ولم يقم بالأمانة التي كلف فيها، وشأن المجاهدين عظيم، ويوقف له، فيأخذ من حسنته ما شاء.

    قال عليه الصلاة والسلام: [(فما ظنكم؟!)]، وقد جاء تفسيرها في حديث رواية أخرى ستأتي: (هل يترك من حسنته شيء)، مادام أنه مكن من أن يأخذ من حسنته ما شاء، معناه: هل يبقي له شيء، وقد مكن من أن يأخذ من حسنته ما شاء؟! وقد مر في الحديث عظم شأن من يخلف الغازي في أهله، وأنه يكون بمثابة من غزا، حيث جاء في بعض الأحاديث المتقدمة: (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير، فقد غزا) [من خلفه بخير]، يعني: أنه قام بخلافته إياه بالأمانة، والعناية، والحرص على رعاية المصالح، وإذا كان الإنسان بخلافه، فإنه يمكن ذلك المجاهد من أن يأخذ من حسنات ذلك الذي خلفه وخانه في خلافته، وولايته، يأخذ من حسنته ما شاء.

    تراجم رجال إسناد حديث: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ...)

    قوله: [أخبرنا حسين بن حريث].

    هو حسين بن حريث المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    محمود بن غيلان].

    هو محمود بن غيلان المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [حدثنا وكيع].

    هو وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سفيان].

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن علقمة بن مرثد].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سليمان بن بريدة].

    هو سليمان بن بريدة المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبيه].

    هو بريدة بن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    من خان غازياً في أهله

    شرح حديث: (... وإذا خلفه في أهله فخانه قيل له يوم القيامة: هذا خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [من خان غازياً في أهله.

    أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وإذا خلفه في أهله، فخانه قيل له يوم القيامة: هذا خانك في أهلك، فخذ من حسناته ما شئت، فما ظنكم؟)].

    أورد النسائي حديث بريدة من طريق من أخرى، وهو مثل الطريق السابقة، وأورده تحت ترجمة: (من خان غازياً في أهله)، أي: ماذا عليه؟ وقد بين ذلك في الحديث؛ بأنه يقال له: خذ من حسناته ما شئت، وعند ذلك قال عليه الصلاة والسلام: (فما ظنكم؟)، أي: هل يبقي من حسناته شيء.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... وإذا خلفه في أهله فخانه قيل له يوم القيامة: هذا خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].

    هو هارون بن عبد الله الحمال البغدادي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا حرمي بن عمارة].

    صدوق يهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.

    [حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه].

    وقد مر ذكر الأربعة.

    شرح حديث: (... يا فلان! هذا فلان فخذ من حسناته ما شئت...) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا سفيان حدثنا قعنب كوفي، عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين في الحرمة كأمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله إلا نصب له يوم القيامة فيقال: يا فلان، هذا فلان فخذ من حسناته ما شئت، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه فقال: ما ظنكم، ترون يدع له من حسناته شيئاً)].

    أورد النسائي حديث بريدة بن الحصيب من طريق أخرى، وهو مثلما تقدم، إلا أن فيه في آخره بيان ما أجمل في الروايات السابقة في قوله: [(فما ظنكم؟)]، حيث بينها بقوله: [(ترون يترك من حسناته شيئاً؟)] إذا قيل له: خذ ما شئت، أو خذ من حسناته ما شئت.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... يا فلان! هذا فلان فخذ من حسناته ما شئت...) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن].

    هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المخرمي، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا سفيان].

    هو سفيان بن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا قعنب].

    هو قعنب التميمي الكوفي، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه].

    وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

    شرح حديث: (جاهدوا بأيديكم، وألسنتكم، وأموالكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جاهدوا بأيديكم، وألسنتكم، وأموالكم)].

    أورد النسائي حديث أنس هذا وما بعده من الأحاديث إلى آخر الباب، وهي لا علاقة لها بالباب الذي هو: من خان غازياً في أهله، وهي ليست موجودة في السنن الكبرى في هذا المكان، بل ذكر النسائي الأحاديث الثلاثة في الباب، وانتهى كتاب الجهاد عند الحديث الذي مضى، وليس في كتاب الجهاد في السنن الكبرى بعد الحديث المتقدم هذه الأحاديث التي أولها: حديث أنس في قوله صلى الله عليه وسلم: [(جاهدوا بأيديكم، وألسنتكم، وأموالكم)]، وقد سبق أن مر الحديث بهذا اللفظ إلا أن فيه: (جاهدوا المشركين بأيديكم، وأموالكم، وألسنتكم)، ومن المعلوم: أن المقصود هو جهاد المشركين، كما أنه هنا غير موجود مفعول المجاهدة، إلا أنهم مشركون، كما جاء ذلك مبيناً في الرواية السابقة.

    والحديث اشتمل على أنواع الجهاد الثلاثة، التي سبق أن أشرت إليها، وذكرت أنها أربعة، ذكرها ابن القيم في زاد المعاد، ذكر هذه الثلاثة، وذكر الجهاد بالنية والقصد، وهو الذي جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (إن في المدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم حبسهم العذر)، أي: أنهم مجاهدون بنياتهم وقصدهم، والحديث الذي معنا مشتمل على أنواع الجهاد الثلاثة، التي هو: الجهاد باليدين الذي هو النفس، والجهاد بالأموال، والجهاد بالألسنة، أي: في بيان محاسن الإسلام، والحجج على أعداء الإسلام، وكذلك ذمهم بالشعر وغير الشعر، فإن ذلك كله داخل تحت الجهاد بالألسنة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (جاهدوا بأيديكم، وألسنتكم، وأموالكم)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد بن سلمة].

    هو حماد بن سلمة البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن حميد].

    هو حميد بن أبي حميد الطويل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو أنس بن مالك، رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعائشة، ستة رجال وامرأة واحدة.

    شرح حديث: (أمر بقتل الحيات، وقال: من خاف ثأرهن فليس منا)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو محمد موسى بن محمد هو الشامي حدثنا ميمون بن الأصبغ حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه: (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيات، وقال: من خاف ثأرهن، فليس منا)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات، وقال: من خاف ثأرهن فليس منا)، يعني: من خاف من قتلهن، وثأرهن، أي: الانتقام، بأن ينتقمن منه، (فليس منا)، معناه: تحريض على القتل للحيات، وقد جاء في بعض الأحاديث (النهي عن قتل الحيات)، أي: حيات البيوت، (وعوامر البيوت)، أي: ساكناتها (إلا بعد إيذانهن ثلاثاً)، وقد مرت بعض الأحاديث في ذلك، فيمكن أن الأمر كان أولاً، ثم حصل النهي، ويمكن أن يكون الأمر محمولاً على حال، ويكون النهي محمولاً على حال، وهو أن يكون إيذانهن وتحذيرهن ثلاثاً، وعند ذلك يقتلهن، يعني: إذا لم يخرجن، ويمكن أن يحمل أيضاً على الأمر بالقتل مطلقاً على ما كان في غير البيوت؛ لأن النهي عن البيوت كان مقيداً بتحذيرهن، وإيذانهن، وأما في غير البيوت فإن الأمر على بابه وعلى أصله، وقد جاء في الأحاديث المتقدمة في الحج: (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم)، خمس فواسق ومنهن الحية.

    والحديث ما يظهر حتى علاقته بالجهاد، يعني: ذكره يتعلق بقتل الحيات، ومن خاف ثأرهن، فليس منا، فهو ما يظهر علاقته في الجهاد، اللهم إلا أن يكون له سبب، وأنه كان في جهاد وما إلى ذلك، لا أدري.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أمر بقتل الحيات، وقال: من خاف ثأرهن فليس منا)

    قوله: [أخبرنا أبو محمد موسى بن محمد].

    مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا ميمون بن الأصبغ].

    هو أيضاً مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا يزيد بن هارون].

    هو يزيد بن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شريك].

    هو: شريك بن عبد الله القاضي النخعي، وهو صدوق، يخطئ كثيراً، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي إسحاق].

    هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن القاسم بن عبد الرحمن].

    هو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبيه].

    هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن مسعود].

    هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    الإسناد فيه مقبولان، وفيه شريك القاضي الذي يخطئ كثيراً، لكن فيما يتعلق بالأمر بقتل الحيات، فقد جاء في ذلك أحاديث منها ما أشرت إليه، وأما ما يتعلق بقوله: [(ومن خاف ثأرهن فليس منا)]، فلا أدري هل جاء في أحاديث أخرى؟ فـالألباني ذكر الحديث من جملة ما هو صحيح ثابت.

    شرح حديث: (...وما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟!...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا جعفر بن عون عن أبي عميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاد جبراً رضي الله عنه، فلما دخل سمع النساء يبكين، ويقلن: كنا نحسب وفاتك قتلاً في سبيل الله، فقال: وما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟! إن شهداءكم إذاً لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والحرق شهادة، والغرق شهادة، والمغموم -يعني: الهدم- شهادة، والمجنوب شهادة، والمرأة تموت بجمع شهيدة، قال رجل: أتبكين ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد؟ قال: دعهن، فإذا وجب، فلا تبكين عليه باكية)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن جبر: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد جبراً )]، الذي هو: جبر بن عتيك بن قيس الأنصاري رضي الله عنه.

    قوله: [(فلما دخل سمع النساء يبكين، ويقلن: كنا نحسب وفاتك قتلاً في سبيل الله)].

    أي: فلما دخل وهو لم يمت، وإنما على قيد الحياة، وكن يبكين يخشين أن يكون موته ليس في الجهاد، وكونهن يحسبن أنه يموت في الجهاد؛ لعل ذلك لكثرة جهاده، وأنهن يتمنين أن يكون شهيداً، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال، [(فقال: وما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟ إن شهداءكم إذاً لقليل)]، إذا كان الشهادة لا تكون إلا في القتل في سبيل الله، إذاً: الشهداء قليلون، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصنافاً عدة، أنهم في حكم الشهداء، والمقصود: أنهم في حكمهم في ثواب الآخرة، بخلاف أحوال الدنيا فإنها تجري عليهم أحكام أمثالهم ممن يموت في غير المعركة، بأنهم يغسلون، ويصلى عليهم، وأما شهداء المعركة فهم الذين يدفنون في ثيابهم، ولا يغسلون، ولا يصلى عليهم، وجاء في بعض الأحاديث: أنه يصلى عليهم، لكن كونهم لا يغسلون ويدفنون في ثيابهم، هذا حكم يختص بالمجاهدين في سبيل الذين يقتلون في المعركة ويموتون في المعركة، فإنهم يدفنون في ثيابهم.

    قوله: [(القتل في سبيل الله شهادة)].

    وهذا هو الأصل الذي جاءت الأحاديث الكثيرة في وصف أهله بأنهم شهداء، ثم ذكر أصنافاً أخرى ملحقة به من حيث الثواب لا من حيث الأحكام في الدنيا؛ من حيث التجهيز، وما إلى ذلك، فإن شهيد المعركة يختلف عن غيره.

    قوله: [(والبطن شهادة)].

    أي: المبطون الذي أصيب بوجع البطن، وهو الاستسقاء، أو الإسهال الذي مات بسبب ذلك، فإنه يكون شهادة.

    قوله: [(والحرق شهادة)].

    أي الحريق الذي مات محترقاً بالنار أيضاً شهادة.

    قوله: [(والغرق شهادة)].

    الذي يغرق في الماء، ويموت في الماء، فإنه يكون شهيداً.

    قوله: [(والمغموم -يعني: الهدم- شهادة)].

    يعني: الذي مات في هدم، أيضاً شهيد.

    قوله: [(والمجنوب شهادة)].

    والمجنوب: وهو الذي أصيب بذات الجنب، مرض يقال له: ذات الجنب، أيضاً شهادة.

    قوله: [(والمرأة تموت بجمع شهيدة)].

    وقيل في تفسيرها: إنها هي التي تموت وولدها في بطنها، أي: أنها مجموع معها غيرها، وقيل: إنها البكر التي تموت بكراً لم تتزوج.

    قوله: [(قال: رجل أتبكين ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد؟ قال: دعهن، فإذا وجب فلا تبكين عليه باكية)]

    يعني: أن هذا البكاء الذي يكون على قيد الحياة، ليس بكاء على مصيبة؛ لأن المصيبة ما وجدت، وقد يحصل الشفاء، ويعيش، وتموت هذه الباكية قبل ذلك، ولكن المحذور هو إذا حلت المصيبة، ووجدت المصيبة، ثم وجد البكاء، والصياح، فإن هذا هو الذي يكون محذوراً، ثم الأولى أن يبتعد عن ذلك، وأن يجتنب، وأن لا يوجد الصياح، وأما البكاء الذي هو دمع العين، فسواء كان قبل الوفاة، أو بعد الوفاة، فإن ذلك ثابت، ولا بأس به، والنبي صلى الله عليه وسلم بكى عندما مات ابنه إبراهيم، ولما قيل له في ذلك قال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون).

    قوله: [(فإذا وجب، فلا تبكين عليه باكية)].

    المقصود من ذلك: الصياح، وأما حصول دمع العين، فهذا لا بأس به، ولا مانع منه، ولا محذور فيه، وقد فعل ذلك رسول الله، وقد حصل ذلك من رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (...وما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟!...)

    قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

    هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا جعفر بن عون].

    صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي عميس].

    هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن عبد الله بن جبر].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو عبد الله بن جبر بن عتيك بن قيس الأنصاري، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [عن جبر].

    هو جبر بن عتيك بن قيس الأنصاري، وهو صحابي، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    وهنا الحكاية أي: الحديث كأنه من مسند عبد الله بن جبر ويحكي عن أبيه، لكن في سنن ابن ماجه عن أبيه عن جده، فيكون من مسند جبر، وعلى هذا فهو متصل، فعبد الله بن عبد الله يروي عن أبيه عبد الله، وعبد الله الذي هو ابن جبر يروي عن جبر، وهو على سياق هذا الإسناد الذي معنا كأنه مرسل؛ لأنه يحكي شيئاً حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو لم يدركه، لكن الموجود في سنن ابن ماجه: أنه يرويه عن أبيه عن جده, وقد مر الحديث من طريق أخرى عن الإمام مالك في كتاب الجنائز، وهو بغير هذا السياق: عبد الله بن عبد الله بن جبر يروي عن جده لأمه عتيك بن حارثة، وعتيك بن حارثة يروي عن جبر بن عتيك الذي معنا في هذا الإسناد.

    شرح حديث: (... دعهن يبكين ما دام بينهن فإذا وجب فلا تبكين باكية) من طريق أخرى

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن يحيى حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا داود يعني: الطائي عن عبد الملك بن عمير عن جبر رضي الله عنه: (أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ميت، فبكى النساء، فقال جبر: أتبكين ما دام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً؟ قال: دعهن يبكين ما دام بينهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية)].

    وهذا الحديث فيه: أن جبراً ليس هو الذي حصلت عيادته كما جاء في الرواية السابقة، وإنما كان مصاحباً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يعود شخصاً آخر، وقد مر في الحديث الذي في كتاب الجنائز: أنه يعود عبد الله بن ثابت، أي: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودان عبد الله بن ثابت، وقد سمي في الرواية السابقة في كتاب الجنائز، وقال: يعود ميت هنا، وهو لم يمت؛ لأنه قال: دعهن، فإذا وجبت فلا تبكين باكية، معناه: أنه ليس بميت، ولكن أطلق عليه أنه ميت؛ لأنه في الاحتضار، وقد يطلق على من يكون كذلك أنه ميت، وقد جاء إطلاقه في الحديث الثابت، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة)، فالمقصود أنه لم يمت، ولكنه قريب من الموت، فوصف بذلك لقربه منه، ولأن التلقين إنما يكون في الحياة، ولهذا قال في آخر الحديث: (فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله دخل الجنة)، أي: يلقن وهو حي.

    إذاً: قوله: يعود ميتاً، يعني: محتضراً، أو شخصاً في الاحتضار ولم يمت بعد.

    وأيضاً مثله الحديث الآخر على فرض صحته، وهو: (اقرءوا على موتاكم ياسين)، والحديث ضعيف لم يثبت، ولو كان ثابتاً، فإنه يفسر بالمحتضر الذي يقرأ عليه وهو حي، ولا يقرأ عليه بعد الموت، فلو كان ثابتاً، فإنه يحمل على أن المقصود بالأموات المحتضرون؛ لأن قراءة القرآن، وسماعهم القرآن ينفعهم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... دعهن يبكين ما دام بينهن فإذا وجب فلا تبكين باكية) من طريق أخرى

    قوله: [أخبرنا أحمد بن يحيى].

    هو أحمد بن يحيى بن زكريا، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.

    [حدثنا إسحاق بن منصور].

    هو إسحاق بن منصور السلولي، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. والنسائي يروي عن إسحاق بن منصور، يعني: يروي عن شخصين: أحدهما من شيوخه، والثاني من شيوخ شيوخه، فإذا جاء إسحاق بن منصور في طبقة شيوخه فالمراد به: إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، وهو ثقة، وإذا جاء في طبقة شيوخ شيوخه كما هنا، فالمراد به: السلولي، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا داود يعني: الطائي].

    هو داود بن نصير الطائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن عبد الملك بن عمير].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن جبر].

    هو جبر بن عتيك بن قيس الأنصاري، وقد مر ذكره، وحديثه أخرجه النسائي وابن ماجه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718711

    عدد مرات الحفظ

    765191251