إسلام ويب

ديوان الإفتاء [774]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يبدأ الفقهاء كتبهم بكتاب الطهارة؛ لأنها مفتاح الصلاة، والطهارة تكون بالماء وبالتراب، وهي وضوء وغسل وتيمم، والمياه على ثلاثة أنواع: طهور، وطاهر، ونجس.

    1.   

    مقدمات في الطهارة

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فمرحباً بكم في حلقة جديدة، أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة.

    وقد انتهى الكلام عن بعض المقدمات المتعلقة بالفقه العملي، واليوم إن شاء الله نشرع في الكلام عن الأحكام تفصيلاً. ‏

    سبب بدء الفقهاء كتب الفقه بكتاب الطهارة

    أقول: جرت عادة فقهائنا رحمهم الله أنهم في أبواب الفقه العملي يبدءون أولاً بالطهارة؛ لأن الطهارة هي مفتاح الصلاة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم )، والصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولذلك يبدءون بمفتاحها.

    والكلام عن الطهارة يشمل أبواباً عدة، يتكلمون فيها عن أحكام المياه، وعن النجاسات والمعفوات، والوضوء، والغسل، والتيمم، والمسح على العصابة، والمسح على الجبيرة، والمسح على الجوربين والخفين والنعلين.

    وعلى خصال الفطرة، وأحكام الآنية، وآداب قضاء الحاجة، ونحوها من الأبواب.

    تعريف الطهارة وأنواعها

    وبداية نقول: بأن الطهارة في اللغة هي: النظافة، وهي في شرع الله عز وجل نوعان: طهارة معنوية، وطهارة حسية، والطهارة المعنوية المراد بها: تطهير القلب من الأدناس والأرجاس، فيطهر من الشرك والنفاق والرياء والحقد والغل والحسد والغش والبغضاء، وغير ذلك من الأمراض، وهذا المذكور في قول ربنا جل جلاله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب:33]، أي: إنما يريد الله أن يطهركم يا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! من دنيء الأعمال ورديئها، وهذه الطهارة المعنوية يسميها علماؤنا بالطهارة الكبرى.

    ثم بعد ذلك الطهارة الحسية، وتشمل: طهارة البدن، كما في قول الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، وكما في قول الله عز وجل عن النساء: فَإِذَا تَطَهَّرْنَ [البقرة:222]، أي: بالاغتسال من دم الحيض، فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ [البقرة:222].

    وكذلك تشمل: طهارة الثياب، كما في قول الله عز وجل: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4].

    وتشمل أيضاً: طهارة المكان، كما في قوله سبحانه: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125].

    أقسام الطهارة الحسية

    ثم إن هذه الطهارة التي أمرنا بها أيضاً تنقسم إلى: وضوء، وغسل، وتيمم.

    والوضوء والغسل نعني به: الطهارة المائية، والتيمم نعني به: الطهارة الترابية، وهذه الأنواع -أعني: الوضوء والغسل- يراد بهما: رفع الحدث، والحدث: وصف حكمي يقوم بالبدن، يمنع المكلف من الطواف، والصلاة، ومس المصحف.

    وهذه الأحداث: إما أن تكون أحداثاً كبرى كالجنابة، وإما أن تكون أحداثاً صغرى كالبول والغائط والمذي والودي والريح ودم الاستحاضة.

    فضل الطهارة

    ولا بد أن أقول: بأن الطهارة فضلها عظيم وأجرها كبير، ويكفيك أيها المسلم! المتطهر أن الله عز وجل يحبك، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]، وهذه الطهارة سبب لتكفير الذنوب وحط الخطايا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا توضأ العبد فمضمض فاه خرجت كل خطيئة أصابها بفمه مع الماء، أو قال: مع آخر قطر الماء، فإذا غسل وجهه خرجت كل خطيئة أصابتها عيناه مع الماء، أو قال: مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، حتى تخرج خطاياه من تحت أظافره ).

    كما أن الطهارة سبب لبلوغ الجنة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توضأ قال: ( من توضأ نحو وضوئي هذا، ورفع طرفه إلى السماء، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية )، زاد الترمذي في روايته: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ).

    كما أن المحافظة على الطهارة دليل الإيمان، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ).

    إذا عرفنا أن الطهارة على نوعين: طهارة معنوية، وطهارة حسية. وأن الطهارة الحسية قد تكون بالغسل أو الوضوء، أو التيمم على اختلاف الأحوال.

    أيضاً نقول: بأن الطهارة إذا كان مراداً بها إزالة النجاسة عن المحل الذي خرجت منه، فإنها يطلق عليها اسم مخصوص فيقال لها: استنجاء أو استجمار .

    الأصل في الطهارة

    السؤال: بأي شيء تكون الطهارة؟

    الجواب: تكون الطهارة بالماء في أغلب الأحوال، أو هذا هو الأصل: أن تكون الطهارة بالماء الذي هو أطيب الطيب، وجعله الله عز وجل مذهباً لعين النجاسة وأثرها ومطيباً للبدن ومجدداً للنشاط.

    1.   

    أقسام المياه

    إذاً لا بد من الكلام عن أحكام المياه.

    نقول: المياه على ما قاله علماؤنا رحمهم الله تنقسم إلى أقسام ثلاثة:

    الماء الطهور

    القسم الأول: الماء الطهور، وهو: الباقي على أصل خلقته الذي لم يتغير واحد من أوصافه، لا لونه، ولا ريحه، ولا طعمه.

    ويشمل ذلك أنواعاً كثيرة:

    أولها: ماء السماء، الذي قال الله عز وجل فيه: وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً [الفرقان:48]، وقال الله عز وجل في معرض الامتنان على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ [الأنفال:11]، وهذا الماء النازل من السماء كذلك يشمل البرد ويشمل الثلج.

    النوع الثاني: ماء البحر، فقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل، قيل له: ( يا رسول الله! إنا نركب البحر ويكون معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته ).

    النوع الثالث: ماء العيون، قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً [الزمر:21]، فماء العيون أصله من ماء السماء؛ ولذلك كان طهوراً.

    النوع الرابع: ماء الآبار سواء كانت عذبة أو مالحة، فإنه يجوز استعمالها في العبادات وفي العادات، ودليل ذلك حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال: ( قيل: يا سول الله! إنا نتوضأ من بئر بضاعة، وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الماء طهور لا ينجسه شيء ).

    وينبغي أن يعلم بأنه ليس المقصود من هذا الحديث: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعمدون إلى إلقاء الخرق التي فيها دم الحيض، أو إلقاء جيف الكلاب أو القاذورات في تلك البئر، فإنهم لا يفعلون ذلك؛ لأنهم يعلمون أن الشريعة نهت عن إلقاء القاذورات، أو تعمد تقذير موارد الماء والمواطن التي يستظل بها الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا الملاعن الثلاث ).

    فالمقصود: بأن الصحابة ما كانوا يفعلون ذلك عمداً، يعني: بأنهم يلقون هذه الأشياء في الفضاء ثم بعد ذلك هذه البئر كانت في منحدر من الأرض، فإذا يبست تلك الخرق أو تلك الجيف يأتي السيل فيحملها، فيلقيها في تلك البئر، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن تلك البئر لا تتأثر لاستبحارها؛ لأن الماء فيها كثير، فقال عليه الصلاة والسلام: ( إن الماء طهور لا ينجسه شيء ).

    وغني عن البيان أيضاً أن نقول: إن من أطهر الماء وأطيبه، بل أطهره وأطيبه، ماء زمزم، وقد كره بعض علمائنا رحمهم الله أن يستخدم ماء زمزم في إزالة النجاسات؛ لأنه من الشعائر التي نعظمها ونرعى حرمتها؛ ولذلك لا نزيل بها نجاستنا، وإنما ماء زمزم للشرب والاغتسال والاستشفاء به.

    إذا علم هذا فينبغي أن نعلم بأن الماء إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه بما يعفى عنه فلا يتأثر، أقول: بأن الماء طهور إلا إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه، لكن أحياناً يتغير طعم الماء أو لونه أو ريحه بأمور لا تسلبه طهوريته، وهي التي يسميها علماؤنا بما يعفى عنه أو بالمعفوات، مثال ذلك:

    أولاً: ما يشق الاحتراز منه، يعني: أحياناً الماء يسقط فيه ورق الشجر، ولربما مثلاً الماء يكون في غدير فتحمل الرياح العيدان والأوراق فتلقيها فيها، فهذا لا يسلبه طهوريته لمشقة الاحتراز.

    ثانياً: إذا تغير الماء بطول مكثه فتولدت فيه طحالب ونحو ذلك، أيضاً لا تسلبه طهوريته.

    ثالثاً: إذا تغير الماء بمقره، مثال ذلك: لو أن الماء تكدر بالطين الذي هو في مقره، أو تكدر ببعض معادن الأرض كالكبريت والحديد والنحاس، أو يمكن أن نقول الآن أن يتغير الماء بطعم الإناء الذي حفظ فيه، مثال ذلك: الصهاريج، والخزانات، فخزانات المياه التي يستعملها الناس الآن فلربما لو مكث فيها الماء حيناً فإنه يتغير بطعم الحديد، أو اللدائن التي وضع فيها، أو غير ذلك، وعلماؤنا رحمهم الله قالوا: وما زال الناس يستعملون في الحمامات تلك الآنية، ولم يقل أحد بأن الماء يسلب طهوريته بتغير أحد أوصافه بطول مكثه في آنيته.

    وأيضاً الماء لا يسلب طهوريته بما يوضع فيه لإصلاحه، مثال ذلك: الدباغ الذي يكون في القربة أو في الشن. ومثال ذلك: ما يوضع الآن من قبل هيئات مياه المدن من بعض المواد كالكلور ونحوه لإصلاح الماء، فهذه كلها لا تسلبه طهوريته.

    الماء الطاهر

    القسم الثاني من المياه: الماء الطاهر، وهو: الذي تغير لونه أو طعمه أو ريحه بملاقاة شيء طاهر، مثال ذلك: ماء وضع فيه تمر أو زبيب أو عنب أو ورد أو غير ذلك، أو مثلاً: ماء الشاي ونحوه، فهذا يستعمل في العادات ولا يستعمل في العبادات، فيصح للناس أن يشربوه، وأن يستعملوه في صناعة طعامهم، لكن لا يصح أن نتوضأ بماء الشاي مثلاً أو بماء الورد؛ لأنه طاهر في نفسه غير مطهر لغيره؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـأبي ذر : ( الصعيد طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجده فليتقِ الله وليمسه بشرته )، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم ما أجاز لـأبي ذر أن يستعمل في الطهارة إلا الماء المطلق، الذي لم يتغير أحد أوصافه.

    الماء النجس

    القسم الثالث: الماء النجس الذي تغير وصفه أو أحد أوصافه بملاقاة نجاسة، وهاهنا حديث أبي أمامة رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الماء طهور إلا ما غير طعمه أو لونه أو ريحه ). وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله كما روى عنه البيهقي في السنن الكبرى، قال: وهذا الحديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه لا يثبت عند أهل العلم بالحديث، إلا أن أهل العلم يقولون به، لا أعلم بينهم خلافاً في ذلك. يعني: هذا محل إجماع بأن الماء إذا تغير أحد أوصافه بملاقاة نجاسة فإنه يسلب طهوريته.

    وأختم الكلام عن هذه المسألة بأن أقول: إن الماء إذا شك الإنسان هل هو طاهر أم نجس؟ فنقول: الأصل أنه طاهر؛ لأن الأصل في الأشياء الطهارة إلى أن يحصل اليقين بحصول النجاسة.

    نتوقف عند هذا الحد إن شاء الله ونكمل في حلقة قادمة.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    1.   

    الأسئلة

    المتصل: لدي سؤالان لو سمحت:

    السؤال الأول: ربنا قال: يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ [إبراهيم:48]، أسأل: ساحات القيامة هل هي في هذه الأرض، أم في أرض ثانية؟

    السؤال الثاني: بالنسبة للنساء في الجنة هل لهن زواج؟ ولو كن يتزوجن فيتزوجن بمن؟ وجزاك الله خيراً!

    السؤال الثالث: ماذا يقصد يا شيخ! بقوله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60]؟

    المتصل: جاءنا شخص من السعودية، وقال لنا: الشخص الذي عنده تلفزيون في البيت ويموت لا يشم ريحة الجنة، وقال: التلفزيون في البيت ممنوع، فنريد أن نتأكد من هذا الكلام؟

    الشيخ: طيب! شكراً.

    المتصل: لدي سؤالان:

    السؤال الأول: أسأل عن علاج الوسواس الذي يكون أحياناً في الصلاة، وأحياناً في غير الصلاة؟

    السؤال الثاني: أنا ألبس عباية وشرابات، وأولادي أحياناً يكونون في الشارع أو عند الجيران، وأريد أن أحضرهم، فإذا خرجت بالثوب هل في ذلك شيء؟

    الشيخ: شكراً.

    المتصل: أنا كنت مريضاً في المستشفى فجاءني واحد وقال لي: يا أخي! إن شاء الله تصلي، قلت له: يا أخي! أنا والله لا أقدر أن أتوضأ ولا أي شيء، وهناك نجاسة وعندي قسطرة، قال لي: تصلي إن شاء الله منبطحاً، تصلي بغير وضوء، أهم شيء أن تصلي.

    الشيخ: طيب! أجيبك إن شاء الله.

    ساحات القيامة يوم تبدل الأرض غير الأرض

    السؤال: بالنسبة لسؤال أخينا عبد الجبار : أين ساحات القيامة يوم تبديل الأرض بغير الأرض؟

    الجواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، لا معلم فيها لأحد )، (كقرصة النقي) النقي: هو الدقيق الذي ليس له نخالة، الدقيق الصافي الأبيض، فهذه الأرض أرض سهلة منبطحة، ليس عليها شجر ولا بناء ولا جدار ولا معلم، وإنما الناس كلهم يقفون فيها وهم حفاة عراة يعرضون على ربهم، كما قال سبحانه: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6].

    وورد في الحديث أيضاً أن أرض المحشر هي أرض الشام، فقال عليه الصلاة والسلام: ( أرض الشام هي أرض المحشر والمنشر ).

    زواج النساء في الجنة

    السؤال: هل يتزوج النساء في الجنة؟

    الجواب: نعم؛ لأن الله عز وجل قال: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71]، ومن جملة شهوات النفس النكاح؛ ولذلك مثلما يكرم الله عز وجل الرجال بالنساء فإنه يكرم النساء بالرجال في الجنة.

    والذي أنصح به إخوتي وأخواتي! بأن يبحث كل منا عن العمل الذي يوصله إلى الجنة، فإن الجنة كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام: ( فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، وفاكهة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، في مقام أبد، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، ويصحون فلا يسقمون، ويشبون فلا يهرمون، ويخلدون فلا يموتون )، هذه هي الجنة نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.

    لكن المفروض أن الإنسان يتأمل في آيات القرآن التي ذكر الله فيها أوصاف أهل الجنة، كآية الأحزاب التي بين فيها ربنا عشر صفات، قال سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].

    كذلك آية سورة التوبة التي بين الله فيها أيضاً عشر خصال، أولها: وصف الإيمان، قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:111-112]، فهذه هي الصفات التي ينبغي أن نحرص عليها وأن نتخلق بها.

    الشجرة الملعونة في القرآن

    السؤال: أم محمد من نهر النيل تسأل عن الشجرة الملعونة في القرآن؟

    الجواب: قال كثير من المفسرين: هي شجرة الزقوم التي قال الله فيها: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ [الدخان:43-47].

    إدخال التلفاز إلى البيت

    السؤال: أخونا محمد من أم درمان قال: بأن بعض الناس قال: بأن التلفاز في البيت ممنوع، وأن الذي يدخل التلفاز إلى بيته لا يجد ريح الجنة؟

    الجواب: التلفاز منة، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ [البقرة:243]، التلفاز وسيلة لإبلاغ الدعوة، ولتعليم العلم، وللدعوة إلى الخير، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولدلالة الناس على الهدى، وللتواصل فيما بينهم، والتعاون على البر والتقوى، هذه كلها أمور يمكن أن تكون من خلال هذه الوسيلة التي سخرها الله لنا.

    لكن للأسف أكثر الناس يستعملونه فيما يغضب الله عز وجل، فيضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات، ويتابعون في التلفاز ما حرم الله عز وجل.

    ولذلك نقول: لو أن الإنسان جعل التلفاز في بيته من أجل الوصول إلى تلك المقاصد الشرعية العظيمة فلا حرج عليه إن شاء الله، بل هو مأجور وليس هناك مانع من أن يصل إلى الجنة إن شاء الله.

    ونقول: التلفاز ليس إلا وسيلة، وللوسائل حكم المقاصد.

    علاج الوسواس

    الشيخ: وأما علاج الوسواس الذي سألت عنه الأخت، فنقول: علاجه بخمس وسائل:

    الوسيلة الأولى: الإكثار من الدعاء، فالإنسان يدعو بأن يصرف الله عنه هذه الوسوسة: رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:97-98]، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة بالليل قال: ( أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من نفثه ونفخه وهمزه ).

    الوسيلة الثانية: الإكثار من قراءة آية الكرسي، فإنها أشد شيء على الشيطان.

    الوسيلة الثالثة: التهليل مائة بالصباح ومائة بالمساء، ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها مائة مرة كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له عدل عشر رقاب، وكان في حرز من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي، وإذا قالها في المساء كان في حرز من الشيطان ليلته حتى يصبح ).

    الوسيلة الرابعة: طلب العلم، فإن عالماً واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد، وما حورب الشيطان بشيء مثلما يحارب بالعلم، وما وجد الشيطان سبيلاً إلى النفخ والهمز والوسوسة إلا مع الجهل.

    الوسيلة الخامسة: إهماله، فهذه الوسوسة ينبغي إهمالها وعدم الالتفات إليها.

    لبس المرأة العباءة والثوب والشراب عند خروجها من البيت

    الشيخ: أما سؤالها عن لبس العباءة والثوب والشرابات؟

    فنقول: يجب على المرأة المسلمة إذا خرجت أن تستر بدنها كله، سوى وجهها وكفيها فالأمر فيهما واسع إن شاء الله، والشريعة ما ألزمتها بالعباءة ولا بالثوب ولا بالشرابات، لكن ألزمتها بأن تستر بدنها كله سوى وجهها وكفيها؛ ولذلك لو لبست حذاءً ساتراً أو كان الثوب سابغاً يغطي ظهور قدميها فلا يلزمها أن تلبس الجوارب، وكذلك لو لبست عباءة أو ثوباً توافرت فيه الشروط الشرعية فكل هذا سائغ إن شاء الله.

    صلاة المريض على الحالة التي هو عليها

    السؤال: أخونا الصادق ذكر بأنه كان مريضاً، وبعض الناس قال له: لا بد أن تصلي على الحالة التي أنت عليها والتي تستطيعها؟

    الجواب: لا شك بأن هذا كلام صواب، وقائله مأجور، وهو آمر بالمعروف، داعٍ إلى الخير، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال لـعمران بن حصين لما كان يشكو من البواسير: ( صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فمن لم يستطع فليومئ إيماءً ).

    ولذلك علماؤنا رحمهم الله ذكروا بأن المصلي له سبعة أحوال:

    يصلي قائماً إن استطاع.

    فإذا ما استطاع قائماً فمستنداً، يعني: يستند على جدار ونحوه.

    فإذا ما استطاع فيصلي جالساً متربعاً.

    فإذا ما استطاع فيصلي جالساً مستنداً.

    فإذا ما استطاع فيصلي على شقه الأيمن ووجهه إلى القبلة.

    فإذا ما استطاع فإنه يصلي على ظهره، ورجلاه إلى القبلة، ويرفع رأسه قليلاً.

    فإذا ما استطاع فإنه يصلي على بطنه، ورأسه إلى القبلة، على الحالة التي يستطيعها.

    وأيضاً بالنسبة للطهارة: إن كان يستطيع الوضوء فبها ونعمت، فإذا ما استطاع فيتيمم، فإذا لم يجد لا وضوءاً ولا ما يتيمم به فإنه يصلي بغير طهور، و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، والمشقة تجلب التيسير، وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( بعثت بالحنيفية ).

    بيع السجائر

    السؤال: ما حكم بيع السجائر؟

    الجواب: لا يجوز؛ لأن السجائر من الخبائث، والله عز وجل قال عن نبيه صلى الله عليه وسلم: وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]؛ ولأنها مضرة بالإنسان الذي يتناولها وبغيره، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( لا ضرر ولا ضرار )؛ ولأن فيها تضييعاً للمال، والله عز وجل لا يحب المسرفين، وقد قال: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:27].

    ثم إن السجائر لا تليق بالمسلمين لنتن ريحها وخبث أثرها، وحتى غير المسلمين الآن يحاربونها.

    قراءة القرآن في غرفة النوم والصلاة فيها

    السؤال: هل تجوز قراءة القرآن والصلاة في غرفة النوم؟

    الجواب: لا مانع يا أخي! أن تصلي في غرفة النوم، أو تصلي في الحوش، أو تصلي فوق السطوح؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأينما أدركتك الصلاة فصل )، تصلي في غرفة النوم، تصلي في الصالون، في المجلس، في الحوش، في السطوح، في الشارع، كله إن شاء الله مجزئ، إلا المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها: كالمزبلة، والمقبرة، والمجزرة، والحمام، وقارعة الطريق، ومعاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله الحرام، وفي الحديث: ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام )، أما ما عدا ذلك فالأمر واسع إن شاء الله.

    بل يا أخي السائل! أقول: بأن الصلاة في البيت أفضل بالنسبة للنافلة، النافلة دائماً نعود أنفسنا أن نصليها في البيت، والفريضة نصليها في المسجد، لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ).

    رفض المرأة مصافحة غير المحارم

    السؤال: أنا امرأة أعمل في أحد المصانع، ولا أسلم على أحد في يده بالمصنع، وكذلك مع أقاربي لا أسلم؛ لأنه حرام، فأصبحوا يهاجمونني، ويعتبرونني إنسانة معقدة، فهل موقفي هذا شرعي وصحيح؟

    الجواب: إن شاء الله شرعي وصحيح، ولا يضرك ما يقولونه عنك، فإن الله تعالى قال: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [الأنعام:116] ، وقال سبحانه: وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49].

    وهذه التهمة يا أختاه! قد رمي الأنبياء بأعظم منها، فإن الأنبياء رموا بالسحر والجنون، كما قال ربنا: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات:52].

    لكنني أقول لك: إن كنت لا تصافحين فأنتِ على خير، لكن ابذلي السلام للناس: السلام عليكم ورحمة الله، هذه مطلوبة يلقيها الرجال على النساء، والنساء على الرجال، طالما أن الريبة منتفية، فإفشاء السلام نحن مأمورون به جميعاً رجالاً ونساءً.

    المتصل: لدي ثلاثة أسئلة:

    السؤال الأول: أسأل عن نص الحديث القدسي الذي يقول فيه ربنا حين يخطئ العبد ويقول: ( يا رب! اغفر لي، يقول: غفرت لعبدي، فيخطئ ثانية، فيقول: رب اغفر لي، فيقول: غفرت لعبدي ).

    السؤال الثاني: تارك الصلاة إذا تاب هل عليه القضاء؟

    السؤال الثالث: أريد الدليل على أن الصلاة بعد العصر وقبل المغرب مكروهة؟

    الشيخ: طيب! شكراً لك.

    المتصل: أنا زوجي متوفى، وقال لي بعض النساء: إن الكلام في فترة العدة ممنوع قبل طلوع الشمس، وكذلك قبل غروبها، وإنني لا بد أن أظل صامتة، فما حكم ذلك؟

    الشيخ: إن شاء الله، شكراً.

    المتصل: أنا كالعادة أصلي سنة الفجر في البيت، فهل لو مشيت إلى الجامع أصلي التحية وإلا تكفي؟

    الشيخ: طيب! شكراً.

    المتصل: لدي سؤالان:

    السؤال الأول: يا شيخ! أسأل عن الرجل الذي يحلف بالطلاق وهو غير متزوج؟

    السؤال الثاني: المال المكتسب من لعب الكرة والغناء هل يحج منه؟

    الشيخ: طيب! شكراً.

    المتصل: أنا عقدت على قريبتي ولم أدخل بها، وأحياناً أكون معها فأداعبها، فما حكم ذلك؟

    الشيخ: طيب! شكراً.

    المتصل: جيراننا من الجنوب ذبحوا لهم كرامة، فما حكم الأكل منها؟

    معنى حديث: (فليفعل عبدي ما شاء)

    السؤال: بالنسبة لأخينا عبد القادر من الجزيرة الذي يسأل عن الحديث: ( فليفعل عبدي ما شاء ).

    الجواب: النبي عليه الصلاة والسلام أخبر ( بأن رجلاً أذنب ذنباً، فقال: اللهم اغفر لي، فغفر الله له، ثم أذنب فقال: اللهم اغفر لي، فغفر الله له، ثم أذنب فقال: اللهم اغفر لي، قال الله: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فليفعل عبدي ما شاء فقد غفرت له ).

    معنى الحديث: أنه ما دام يستغفر الله عز وجل وهو صادق في استغفاره فإن الله عز وجل يغفر له، يعني: ليس معنى الحديث أنه رخصة للناس في أن يفعلوا ما يشاءون، وأن ينبعثوا في الذنوب والخطايا، لا، وإنما المقصود: بأن الخطأ جبلة في بني آدم، وأنه لا يسلم منه أحد، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون )، لكن العبد الموفق هو الذي إذا أذنب رجع، كما قال ربنا سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ [آل عمران:135].

    مطالبة تارك الصلاة بالقضاء إذا تاب

    السؤال: تارك الصلاة إذا تاب هل يطالب بالقضاء؟

    الجواب: اللهم نعم، فإن من شروط التوبة أداء الحقوق، وحق الله أحق أن يقضى، فلو أن الإنسان تاب من أكل أموال الناس بالباطل فإن توبته لا تقبل إلا إذا أسلم تلك الأموال إلى أهلها، فهاهنا أيضاً الصلاة حق الله، فمن تاب من التفريط فيها فإنه يقضيها، ومن تاب من ترك الصيام فإنه يقضيه، ومن تاب من ترك الزكاة فإنه يقضيها.. وهكذا.

    الدليل على كراهية الصلاة بعد العصر

    الشيخ: وأما السؤال عن الصلاة بعد العصر وكراهيتها؟

    فنقول: حديث ابن عباس في الصحيحين قال: ( حدثني رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس )، وحديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: ( ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب ) .

    إلزام المرأة المعتدة بالصمت قبل طلوع الشمس وقبل غروبها

    الشيخ: الأخت سلوان من دنقلا تذكر بأن زوجها توفي إلى رحمة مولاه، وأنها الآن في العدة وفي فترة الإحداد، وأن النساء ألزمنها قبل المغيب أن تجلس صامتة، فلا تتكلم حتى يؤذن المغرب، وألزمنها كذلك قبل طلوع الشمس أن تصمت عن الكلام حتى تطلع الشمس.

    نقول: هذا كله من تشريع ما لم يأذن به الله، وليس عليك الالتزام بهذا، وليس للقائل بهذا أثارة من علم، فالمرأة المعتدة يلزمها الإحداد بالامتناع عن الكحل والخضاب والطيب والحلي وملابس الزينة، هذه هي الأمور التي تمتنع منها المرأة المعتدة، وتمتنع من الخروج من البيت إلا لضرورة أو لحاجة، وإذا خرجت فإنها ترجع قبل المغيب، ويلزمها أن تلزم بيت الزوجية، طالما أن الزوج ترك لها منزلاً، سواء كان مملوكاً له أو مستأجراً، فإنها تلزمه ولا تبرحه حتى يبلغ الكتاب أجله.

    أما بعد ذلك فهذا الذي يقوله النساء بأنها لا تتكلم قبل الغروب، وأنه لا بد أن تجلس في حجرة، وأنه لا بد أن تلبس أبيض، وتجلس على سرير أبيض، وملاية بيضاء، وتمسك مسبحة.. هذا كله ما أنزل الله به من سلطان.

    صلاة تحية المسجد لمن صلى سنة الفجر في بيته

    السؤال: أخونا سأل أنه لو صلى الرغيبة في البيت ثم جاء إلى المسجد، فهل يصلي تحية المسجد؟

    الجواب: الأفضل أن تجلس؛ لأنه ( لا صلاة قبل الفجر إلا ركعتي الفجر ).

    الحلف بالطلاق لغير المتزوج

    السؤال: محمد من كسلا سأل عن إنسان يحلف بالطلاق وهو غير متزوج؟

    الجواب: هذه سفاهة يتنزه عنها العقلاء، وطلاقه واقع على غير محل، فهو مستهتر، يعني: إنسان يهرف ويتكلم بلا معنى؛ لأنه ما ملك شيئاً من أجل أن يطلق، يعني مثاله: كمن يبيع قبل أن يشتري، فهذا أيضاً يطلق قبل أن ينكح فهو مستهتر، وقد قال الله عز وجل: وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً [البقرة:231].

    الحج من كسب الأغاني ولعب الكرة

    السؤال: المال المكتسب من لعب الكرة أو الغناء هل يحج منه؟

    الجواب: أما بالنسبة للعب الكرة يا أخي! فلا أعلم نصاً يحرم التكسب منها، لكن علماءنا يقولون: هو من المكاسب الدنيئة، يعني: واحد يكون رزقه في اللعب، هذه من المكاسب الدنيئة، وهي الآن صارت من أعلاها وأغلاها، كما قيل: عبقرية القدم فوق عبقرية القلم، ربما يكون الإنسان صاحب القلم الذي ينتج المؤلفات في شتى أنواع العلوم وينفع الناس يعاني الكفاف، لكن هذا الذي يلعب بقدمه فإنه تفتح له الأبواب، وتيسر له الأسباب، وتبذل له الأموال، وإذا تكلم استمع له، وإذا خطب فإنه يزوج، وإذا شفع فإنه يشفع؛ لأن موازين الناس اليوم صار فيها شيء من الاختلال، لو حج بهذا المال فمن ناحية الصحة.. وحتى بالنسبة للمغني رغم أن جماهير أهل العلم على أن المعازف محرمة، إلا أنهم قالوا: من حج بمال حرام سقطت عنه حجة الإسلام، لكن الأمر المعول عليه هو القبول، فهل يقبل هذا الحج أو لا؟ علمه عند ربي جل جلاله.

    جلوس الرجل مع من عقد عليها ولم يدخل بها ومداعبته لها

    السؤال: عمرو من الخرطوم يقول: بأنه عاقد ولم يدخل، وأنه أحياناً يأتي إلى أهله فيجلس معهم ونحو ذلك، فما حكم ذلك؟

    الجواب: لا حرج في ذلك إن شاء الله، لكن لا ينبغي لك الدخول بها إلا إذا صحب ذلك إعلان وإشهار، فإن الإشهار بالنسبة للدخول آكد من الإشهار بالنسبة للعقد، وهذا يحصل فيه خطأ كثير الآن، فبعض الناس يعقد ثم بعد ذلك يوقت له وقت للدخول بعد حين، فيدخل بها سراً، فلربما مات عنها، وربما اختلف معها فطلقها فتكون عند الناس بكراً وهي في الواقع ثيب، مما يعرضها للقيل والقال، ولربما حملت منه فيعرضها أيضاً ذلك للقيل والقال.

    الأكل من ذبيحة أهل الجنوب في السودان

    السؤال: مكي من الخرطوم قال: إن لنا جيراناً جنوبيين ذبحوا كرامة، ذبحها إنسان عادي، هل نأكل منها أم لا؟

    الجواب: أقول لك يا مكي ! أولاً: الأحكام الشرعية لا تتعلق بالأجناس، يعني: لا فرق أن يكونوا جنوبيين، أو شماليين، أو من الشرق، أو من الغرب، أو من الوسط أو من أي مكان، وإنما الأحكام الشرعية تتعلق بالديانة، فقل: جيراننا مسلمون أو قل: جيراننا ليسوا مسلمين، جيراننا كتابيون، أو جيراننا وثنيون، الأحكام الشرعية تتعلق بمثل هذا، ولا تتعلق بكون الجار جنوبياً أو شمالياً، أو أبيض أو أسود، عربياً أو عجمياً فهذا كله لا تعلق للأحكام به.

    فأقول لك يا أخي الكريم! إذا كان الذابح مسلماً أو كان الذابح كتابياً، وذكر اسم الله عز وجل فإن ذبيحته تؤكل اتفاقاً.

    لكن ذبحوا كرامة لماذا؟ ألأنهم اشتروا بيتاً أو اشتروا سيارة؛ أو لأنهم تزوجوا أو ولد لهم مولود؟ فهذا كله مشروع، أما إذا كان مرتبطاً باعتقاد ديني فلا تأكلوا.

    زواج المصاب بمرض الإيدز

    السؤال: أنا مصاب بمرض الإيدز، فهل يحل لي الزواج؟

    الجواب: أما من ناحية الحل فيحل، لكن لا بد من البيان يا أخ الإسلام! لأن هذه من العيوب المؤثرة، علماؤنا فيما مضى كانوا ينصون على العيوب المشتركة: الجنون والبرص والجذام، إذا كان أحد الزوجين به جنون أو برص أو جذام فلا بد من أن يبين، ولا يحل له الكتمان، وذكروا عيوب الرجل فيما يتعلق بالعنة والجب والخصاء، وذكروا عيوب المرأة فيما يتعلق بالفتق والعفل والبخر وما أشبه ذلك.

    فنقول: الإيدز أخطر من هذا كله عافانا الله وإياكم!؛ لأن الإيدز مرض قاتل، ومن ناحية أخرى ناقل للعدوى، وأيضاً تتأثر به الذرية؛ فلذلك نقول: لا بد من البيان.

    صلاة الحضري الجمعة بأهل الريف الذين يبعدون عنه عشرين كيلو

    السؤال: ما حكم إمام الجمعة إذا جاء من الحضر ليصلي في الريف، والمسافة تبعد عشرين كيلو؟

    الجواب: لا مانع يا أخي! فليس هذا مسافراً، من أجل أن نقول: بأن المسافر لا يصلي بالمقيم، فعشرون كيلو هذه لا تعد سفراً لا شرعاً ولا عرفاً.

    أجر من تبنى عديم الأبوين

    السؤال: هل تبني عديم الأبوين فيه نفس أجر اليتيم؟

    الجواب: بل لعله أكثر إن شاء الله، هذا الإنسان الذي لا يعرف له أب ولا أم، أو ما يسمى باللقيط مثلاً أو مجهول الهوية، هذا الأجر فيه عظيم؛ لأن اليتيم وهو الذي مات أبوه قبل بلوغه يجد من يحنو عليه من عم أو خال أو جد ونحو ذلك، أما هذا الذي لا يعرف له أب ولا أم، فإنه لا يجد من يمد له يد العون، ولا يجد من يحنو عليه، ولا يجد من يحسن إليه؛ ولذلك نرجو أن يكون الأجر فيه أكبر إن شاء الله.

    عملية أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي

    السؤال: هل عملية أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي فيها شيء؟

    الجواب: هذه من المسائل القديمة التي صدرت فيها قرارات من المجامع الفقهية المعتبرة، وهي داخلة في قول نبينا عليه الصلاة والسلام: ( تداووا عباد الله! ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله )، فالعقم بالنسبة للرجل وكذلك المرأة العاقر هذه أدواء، ولكل داء دواء إلا داءً واحداً وهو الهرم؛ ولذلك المجامع الفقهية قالت: إذا أخذت النطفة من صلب الرجل والبويضة من المرأة وحصل التلقيح وحفظتا، ثم أعيد حقن الرحم بها، فهذا جائز، والمولود مولود شرعي إن شاء الله، واختلاط الأنساب في تلك الحال مأمون.

    المتصل: لدي سؤالان:

    السؤال الأول: في صلاة العشاء سجد الإمام سجدة واحدة، وقالوا له: سبحان الله! فلم ينتبه، فكرروا عليه، وقال له شخص: السجدة، فسجد سجدتين، فصار المجموع ثلاث سجدات، فما الحكم في مثل هذه الحالة؟

    السؤال الثاني: السقط إذا كان ابن أربعة شهور هل يصلى عليه أم لا؟

    الشيخ: طيب.

    المتصل: لدي سؤال: يا شيخ! لو وقع الإنسان في معصية معينة، فهل يجتهد أن يسمع الوعظ قبل أن يتركها، أم يتركها ولو لم يسمع الوعظ؟

    الشيخ: طيب، شكراً.

    الواجب على الإمام إذا سجد ثلاث سجدات في ركعة وقد نبه بغير التسبيح

    الشيخ: بالنسبة لأخينا عبد المحسن من الشمالية يقول: بأن الإمام سجد سجدة واحدة فسبح له الناس فما انتبه، فقال أحدهم: السجود.

    نقول: هذا الذي قال له: السجود ليس عليه شيء، وإن شاء الله صلاته صحيحة؛ لأن العلماء قالوا: من مبطلات الصلاة الكلام، إلا القليل لإصلاحها، فالكلام القليل لا يضر إذا كان لإصلاح الصلاة، مثلما حصل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم و ذي اليدين لما قال له: ( يا رسول الله! قصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: ما قصرت ولا نسيت، قال: بل نسيت صليت ركعتين )، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحكم ببطلان صلاة ذي اليدين رضي الله عنه.

    قال: فالإمام بدلاً من أن يأتي بالسجدة التي تركها أتى بسجدتين، فمعنى ذلك: أن هناك سجوداً زائداً، فيلزمه أن يسجد للسهو بعد السلام.

    الصلاة على السقط الذي له أربعة شهور

    السؤال: هل يصلى على السقط؟

    الجواب: نعم إذا أكمل في بطن أمه شهوراً أربعة فقد نفخت فيه الروح، ثم بعد ذلك أخذت منه الروح فهو موجود حاصل؛ ولذلك يعق عنه، ويسمى، ويصلى عليه.

    اشتراط سماع الوعظ قبل ترك المعصية

    السؤال: أخونا حاتم من الدامر يقول: لترك المعصية هل لا بد للإنسان أن يسمع وعظاً ثم يتركها؟

    الجواب: لا يا أخي ! بل التوبة واجبة من كل ذنب، وهناك ذنوب لا تحتاج إلى مواعظ، وكل الناس يعلم بأنها محرمة، فالإنسان إذا ابتلي بفاحشة، إذا ابتلي بأكل أموال الناس بالباطل عن طريق الغش أو الرشوة أو التدليس أو الربا أو الاحتكار، أو غير ذلك من أنواع المكاسب المحرمة، فهذا لا يحتاج إلى موعظة، كل المسلمين يعلمون بأنه حرام؛ ولذلك يلزمه الإقلاع عنها فوراً، ولا يحل له أن يسوف.

    الاستحمام في الحمام لمن مسح جسمه بزيت قرئ فيه القرآن

    السؤال: هل يجوز الاستحمام في الحمام بعد مسح الجسم بزيت قرئ فيه قرآن؟

    الجواب: إن شاء الله يجوز، ولكن الأفضل أن يكون الاستحمام في غير الحمام؛ لأن الزيت الذي قرئ فيه قرآن ننزهه أن يذهب مع الأوساخ والقاذورات، بل حتى علماؤنا قالوا: بقايا الطعام لا ينبغي أن تغسل في المطبخ من أجل ألا تذهب إلى مجتمع القاذورات مع البول وغيره، بل الطعام يحفظ ويحترم ولا يلقى مع القاذورات.

    أسأل الله أن يجمعنا على الخير مرة بعد مرة، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، والحمد لله في البدء والختام، وعلى نبينا الصلاة والسلام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755947998