إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [13]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في هذا اللقاء تفسير الآيات الأولى من سورة النازعات، فبدأ بالتحدث فيها عن البسملة واختلاف العلماء فيها: هل هي آية من سورة الفاتحة أم لا؟ ثم واصل حديثه بتفسير الآيات من نفس السورة حتى الآية التاسعة من السورة، ثم أجاب على أسئلة الحضور.

    1.   

    تفسير آيات من سورة النازعات

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو يوم الخميس الرابع من شهر جمادى الأولى عام (1413هـ)، وهو موعد اللقاء الأسبوعي في كل خميس، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا جميع النعم، وأن ينفع بهذه اللقاءات وغيرها، وأن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً، ورزقاً طيباً واسعاً.

    درسنا في هذا اليوم هو تفسير أول سورة النازعات.

    البسملة ليست آية من كل سورة

    قال الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً [النازعات:1-5].

    البسملة آية من كتاب الله مستقلة، لا تتبع السورة التي قبلها ولا التي بعدها، ولهذا كان القول الراجح أن البسملة ليست من الفاتحة بل هي آية مستقلة، ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين أن الله تعالى قال: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي) وذكر تمام الحديث، كما أنها -أيضاً- ليست آية من السور الأخرى، وما نشاهده في المصحف من جعلها آية في الفاتحة دون غيرها إنما هو على رأي بعض العلماء، ولكن الصواب ما ذكرت لكم أنها آية مستقلة، ولذلك لو اقتصر الإنسان في سورة الفاتحة على قوله: الحمد لله رب العالمين إلى آخر السورة لكانت صلاته صحيحة.

    إلا أنها لا توجد في أول سورة براءة وسبب ذلك: أنه لم ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين السورتين آية بسملة، فلذلك لم تكن موجودة، وأما تعليل بعض العلماء بأنها -أي: سورة براءة- نزلت بالسيف فإنه تعليل عليل لا يصح؛ لأن السيف إذا كان بحق فهو حق ولا يضر.

    تفسير قوله تعالى: (والنازعات غرقاً، والناشطات نشطاً)

    يقول الله عز وجل: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً [النازعات:1-5]. كل هذه أوصاف للملائكة على حسب أعمالهم التي أمرهم الله عز وجل بها.

    فقوله: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً أي: الملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار، تنزعها ( غَرْقاً ) أي: نزعاً بشدة.

    وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً أي: الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين، تنشطها نشطاً، أي: تسلها برفق كالأنشوطة، وأظنكم تعرفون الأنشوطة، الرباط الذي يسموه عندنا: (التكة) أو ما أشبه ذلك من الكلمات، يعني يكون ربطاً بحيث إذا سللت أحد الطرفين انفكت العقدة بسرعة وبسهولة.

    فهذه الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين تنشطها نشطاً أي: تسلها برفق؛ وسبب ذلك أن الملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار إذا دعت الروح للخروج تناديها بأقبح الأوصاف، تقول الملائكة لروح الكافر: اخرجي أيتها النفس الخبيثة -كانت في الجسد الخبيث- اخرجي إلى غضب الله، فتنفر الروح لا تريد أن تخرج إلى هذا، وتتفرق في الجسد والعياذ بالله، حتى يقبضوها بشدة، وينزعونها نزعاً يكاد يتمزق الجسد منها من شدة النزع.

    أما أرواح المؤمنين -جعلني الله وإياكم منهم- فإن الملائكة إذا نزلت لقبضها تبشرها: اخرجي أيتها النفس الطيبة -كانت في الجسد الطيب- اخرجي إلى رضوان الله، وما أشبه هذا الكلام الذي يهون عليها أن تفارق جسدها الذي ألفته فتخرج بسهولة، ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة : يا رسول الله! كلنا يكره الموت، فقال: ليس الأمر كذلك، ولكن المؤمن إذا جاءه أجله يبشر برحمة من الله ورضوانه فيحب لقاء الله) لأنه في تلك اللحظة يرى أنه سينتقل إلى دار أحسن من الدار التي فارقها، فيفرح كما يفرح أحدنا إذا قيل له: اخرج من بيت الطين إلى البيت المسلح والقصر المشيد الطيب، فيفرح المؤمن فيحب لقاء الله، والكافر -والعياذ بالله- بالعكس إذا بشر بالغضب والعذاب فإنه يكره لقاء الله فيكره الله لقاءه.

    إذاً: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً) هي: الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بشدة، ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ) الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بسهولة ويسر.

    تفسير قوله تعالى: (والسابحات سبحاً)

    قال تعالى: وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً [النازعات:3] أيضاً الملائكة تسبح بأمر الله، أي: تسرع فيه كما يسرع السابح في الماء، وكما قال تعالى عن الشمس والقمر والليل والنهار: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء:33].

    فالمعنى أنها تسبح بأمر الله عز وجل على حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى، والملائكة أقوى من الجن، والجن أقوى من البشر، انظر إلى قوله تعالى عن سليمان: قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [النمل:38-40] يعني إذا مددت طرفك ثم أرجعته فقبل أن يرجع إليك آتيك به فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ [النمل:40] رآه في الحال، قال العلماء: حملته الملائكة حتى جاءت به إلى سليمان، من أين؟ من اليمن ، وسليمان بـالشام في لحظة، فدل هذا على أن قوة الملائكة أكبر بكثير من قوة الجن، وقوة الجن أكبر من قوة بني آدم؛ لأنه لا يستطيع أحد من بني آدم أن يأتي بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام قبل مدة طويلة، الحاصل أن الملائكة تسبح بأمر الله عز وجل بما يأمرها به.

    تفسير قوله تعالى: (فالسابقات سبقاً)

    فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً [النازعات:4] أيضاً هي: الملائكة تسبق إلى أمر الله عز وجل، ولهذا كانت الملائكة أسبق إلى أمر الله عز وجل من بني آدم، قال الله تعالى في وصف ملائكة النار: عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[التحريم:6]، وقال عز وجل: وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، فهم سباقون إلى أمر الله عز وجل بما يأمرهم، لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لقوتهم وقدرتهم على فعل أوامر الله عز وجل.

    تفسير قوله تعالى: (فالمدبرات أمراً)

    قال تعالى: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً [النازعات:5] أيضاً وصف للملائكة، تدبر الأمر وهو واحد يعني أمور الله عز وجل لها ملائكة تدبرها، وللنظر إلى أصنافهم:

    جبرائيل: موكل بالوحي يتلقاه من الله وينزل به على الرسل.

    إسرافيل: موكل بنفخ الصور الذي يكون عنده يوم القيامة، ينفخ في الصور فيفزع الناس ويموتون، ثم ينفخ فيه أخرى فيبعثون وهو أيضاً من حملة العرش.

    ميكائيل: موكل بالقطر والنبات.

    ملك الموت: موكل بالأرواح.

    مالك: موكل بالنار.

    رضوان: موكل بالجنة.

    عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [ق:17] موكل بالأعمال.

    كل يدبر ما أمره الله عز وجل به (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً) إذاً فهذه الأوصاف كلها للملائكة على حسب أعمالهم، وأقسم الله سبحانه وتعالى بالملائكة؛ لأنهم من خير المخلوقات، ولا يقسم الله سبحانه وتعالى بشيء إلا وله شأن عظيم، إما في ذاته وإما لكونه من آيات الله عز وجل.

    تفسير قوله تعالى: (يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة)

    ثم قال تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ [النازعات:6-7]، ( يَوْمَ تَرْجُفُ ) متعلقة بمحذوف والتقدير: اذكر يا محمد! وذكر الناس بهذا اليوم العظيم (تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) وهما النفختان في الصور.

    النفخة الأولى: ترجف الناس ويفزعون، ثم يموتون عن آخرهم إلا ما شاء الله، والنفخة الثانية يبعثون من قبورهم، يقوم الناس من قبورهم مرة واحدة، قال الله تعالى: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [النازعات:13-14].

    فإذا رجفت وتبعتها الرادفة انقسم الناس إلى قسمين: قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ [النازعات:8-9] وهذه قلوب الكفار، (واجفة) أي: خائفة خوفاً شديداً، ذليلة لا تكاد تحدق أو تنظر بقوة ولكن قد غضت أبصارهم -والعياذ بالله- لذلهم وهوانهم، قال الله تعالى: وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [الشورى:45].

    نسأل الله تعالى أن يتولانا وإياكم في الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا ممن ينجون في هذا اليوم من عذاب الله، وأن يجعلنا من أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين إنه جواد كريم.

    1.   

    الأسئلة

    حكم بيع السلعة مؤجلاً بثمن أكثر من ثمنها الحاضر

    السؤال: رجل بجواره مزرعة أراد أن يشتريها فذهب إلى أحد المصارف وطلب منهم أن يشتروها له، فقالوا له: نرسل معك مندوباً يقدرها ثم نبيعها عليك، كيف يكون هذا؟

    الجواب: هذا عمل محرم، يعني: كون الإنسان يعين السلعة ثم يذهب إلى التاجر ويقول: اشترها لي، فيشتريها التاجر ثم يبيعها عليه بثمن مؤجل أي: مقسط أكثر من ثمنها الحاضر، فهذا ربا؛ ولكنه ربا فيه خداع لله عز وجل ومكر بآيات الله؛ لأنه بدل من أن يقول: خذ قيمتها الآن مائة ألف وأعطني بعد سنة مائة وعشرين ألفاً فهو ذهب يشتريها شراءً غير مراد، هذا التاجر ما أرادها إطلاقاً، ما اشتراها إلا من أجل أن يربح منك، فهو لم يشترها إحساناً إليك، ولم يشترها إلا من أجل هذه الزيادة التي أخذها عليك، فهي ربا لكنه ربا خداع، وربا الخداع لا يزداد إلا قبحاً وإثماً، الربا الخداع أشد من الربا الصريح؛ لأنه تضمن مفسدتين:

    المفسدة الأولى: مفسدة الربا، وهي: الزيادة

    المفسدة الثانية: فيه مخادعة لله رب العالمين الذي يعلم ما في القلوب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن الحق، قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، لو كان هذا التاجر يريد الإحسان إليك لقال: خذ هذه الدراهم قرضاً عليك بدون زيادة، لكن إذا كانت السلعة عند التاجر من الأصل وجئت أنت إليه واشتريت ما يساوي ألفاً بألف ومائة، أو بألف ومائتين هذا لا بأس به، أما في هذه الصورة التي ذكرها السائل، فإنها حرام ولا تحل.

    وأنا أسألكم الآن: هل هذه الحيلة أقرب إلى الحرام، أو حيلة اليهود الذين قيل لهم: لا تصيدوا السمك في يوم السبت، ثم ابتلاهم الله فصار السمك يأتي يوم السبت ويغيب غير يوم السبت، فطال عليهم الأمد فقالوا: دبروا لنا حيلة فاحتالوا وصاروا يضعون شبكاً يوم الجمعة وتأتي السمك يوم السبت وتقع في هذا الشبك، فإذا كان يوم الأحد أخذوا السمك وقالوا: نحن ما صدنا يوم السبت، فبماذا عاقبهم الله؟ قال: كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65] فأصبحوا قردة يتعاوون -والعياذ بالله- هذه واحدة.

    ثانياً: حرم الله عليهم الشحوم، قالوا: ما نأكلها فأذابوها وجعلوها ودكاً، ثم باعوها وأكلوا ثمنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم شحوم الميتة أذابوها ثم باعوها فأكلوا ثمنها) لو قست هذه الحيلة اليهودية بهذه الحيلة التي ذكرها السائل لوجدت أن الحيلة التي ذكرها السائل أقرب إلى الحرام من حيلة اليهود، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لتركبن سنن من كان قبلكم) وليس من اللازم من ركوب السنن أن نكفر كما كفروا، إذا أخذنا من أخلاقهم شيئاً فقد ارتكبنا طريقهم في هذا الشيء.

    الحسد -مثلاً- من أخلاق اليهود، فالحاسد عنده شبه من اليهود في الحسد، كتمان الحق من أخلاق اليهود، هم الذين يكتمون ما أنزل الله، تحريف الكلم عن مواضعه أي: تفسير القرآن بغير ما أراد الله عز وجل، أو السنة بغير ما أراد رسول الله، هذا من أخلاق اليهود فقوله: (لتركبن سنن من كان قبلكم) ليس المراد أننا نكفر كما كفروا، وإنما نأخذ من كل شيء من أخلاقهم بنصيب، فوجد في هذه الأمة الحسد، ووجد فيها الحيل، ووجد فيها الغش، ووجد فيها تحريف الكلم عن مواضعه، ووجد فيها كتمان الحق.

    فعليك يا أخي! أن تنقذ نفسك من أخلاق اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار حتى تسلم وتكون مسلماً لله حقاً.

    المهم أن هذه المعاملة حرام على المعطي وعلى الآخذ؛ لأن الربا يستوي فيه الآكل والموكل، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء).

    جواز قراءة الفاتحة للمأموم مع قراءة الإمام لسورة أخرى

    السؤال: إذا قرأ الإمام الفاتحة وانتهى من قراءة الفاتحة، من العادة أن يتوقف قليلاً، هل يقرأ المأموم الفاتحة ولو باشر الإمام السورة التي تليها؟

    الجواب: الإمام إذا قرأ الفاتحة سكت قليلاً لكن من العلماء من قال: يسكت حتى يتم المأموم الفاتحة، ومنهم من قال: يسكت قليلاً ثم يقرأ، والثاني هو الصحيح، يعني لا يسكت سكوتاً طويلاً، يسكت قليلاً فإذا شرع المأموم في الفاتحة استمر فيها وأكملها ولو كان الإمام يقرأ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وانصرف يوماً من صلاة الفجر فقال لأصحابه: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قالوا: نعم. قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).

    إجزاء الغسل عن الوضوء

    السؤال: هل يجزئ الغسل عن الوضوء أم الأفضل أن يستقل الوضوء؟

    الجواب: الغسل يجزئ عن الوضوء؛ لقول الله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6] ولم يذكر الوضوء، لكن الأفضل أن يتوضأ أولاً ثم يغسل رأسه ثلاثاً حتى يرويه ثم يغسل بقية جسده هذا هو الأفضل، وإن اغتسل جميعاً بدون ترتيب؛ فلا بأس، لكن لابد من المضمضة والاستنشاق.

    حكم تصويب المرأة للإمام في الصلاة

    السؤال: لو صلت امرأة خلف الرجال ثم أخطأ الإمام في قراءة القرآن ولم يصوب، والمرأة تعرف ذلك، هل تصوب له؟

    الجواب: إذا كان هذا في الفاتحة فإنه يجب أن تصوب له؛ لأنه لو أخل بالفاتحة فصلاته غير صحيحة، أما إذا كان في غير الفاتحة وكان الرجال من معارفها ولا يستغرب أن تتكلم عندهم، فإنها تفتح عليه ولا حرج؛ لأن صوت المرأة ليس بعورة، والدليل على أنه ليس بعورة قوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] فالنهي عن الخضوع بالقول دليل على جواز القول.

    معنى التوسل بدعاء الصالحين

    السؤال: ما هو التوسل بدعاء بعض الناس الصالحين؟

    الجواب: التوسل بدعاء الصالحين جائز؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يأتونه يستشفعون به إلى الله عز وجل في الدعاء، فقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: [يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا] فدعا لهم، وقال عكاشة بن محصن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال عكاشة : (ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم) والشواهد على هذا كثيرة، إلا أنه يستثنى من ذلك ما إذا خيف من هذا الرجل الصالح أن يغتر بنفسه وأن يلحقه الغرور والعجب؛ فإنه لا يطلب منه الدعاء، ومع ذلك فلا ينبغي للإنسان أن يطلب من غيره أن يدعو له؛ لأن هذا نوع من المسألة المذمومة، ادع الله أنت، لا تقل: يا فلان! ادع الله لي، وما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـعمر : (لا تنسنا يا أخي! من دعائك) فهذا لا صحة له.

    متابعة المأموم إمامه في الصلاة

    السؤال: إذا دخل شخص المسجد وقد صلى الإمام ركعة، وقرأ الإمام التشهد والمأموم في غير محل التشهد فماذا يفعل؟

    الجواب: المأموم يتبع إمامه فيجلس معه للتشهد وإن كان في غير محل التشهد، ويقرأ التشهد كله حتى يسلم إمامه، ثم يقوم فيكمل.

    السائل: لكنه قرأ التشهد في غير محله؟

    الشيخ: نعم. هو في غير محله بالنسبة لصلاة المأموم، لكن بالنسبة لصلاة الإمام في محله والمأموم مأمور بأن يتابع إمامه.

    المراد بالصحف في قوله تعالى: (صحف إبراهيم وموسى)

    السؤال: قال تعالى: صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى [الأعلى:19] ما المراد بالصحف هل هي التوراة؟

    الجواب: بعض العلماء يرى أنها التوراة وبعضهم يرى أنها غير التوراة، فالله أعلم؛ لأن التوراة سماها الله تعالى ألواحاً، قال الله تعالى: وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ [الأعراف:150] والله أعلم.

    الجمع بين قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين) وبين قوله عليه الصلاة والسلام: (اعدلوا بين أبنائكم)

    السؤال: أراد رجل أن يقسم بين أولاده مالاً هل يعطى للذكر مثل حظ الأنثيين لقوله تعالى في الآية: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ... [النساء:11] أم يقسم بينهم بالتساوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اعدلوا بين أبنائكم) وإذا فعل الأولى في حياته ثم توفي فهل يسترد ما أخذه الذكور ويعطى للإناث؟

    الجواب: أولاً نسأل هل هذا الذي أعطاه نفقة أو تبرعاً زائداً؟

    إن كان نفقة فإنه يعطى كل إنسان ما يحتاجه قليلاً كان أو كثيراً، فإذا قدر أن أحد الأولاد احتاج إلى زواج يزوجه، ولا يعطي الآخرين مثله، ولو فرضنا أن إحدى البنات مرضت وأنفق على دوائها نفقات باهظة فإنه لا يعطي الآخرين.

    أما إذا كان تبرعاً فإنه يعطي الذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأنه لا قسمة أعدل من قسمة الله عز وجل، فإذا أعطى الذكر مائة يعطي الأنثى خمسين ولا يسترد بعد موته ما أعطى الذكور؛ لأن هذا حق وعدل أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والحديث قال: (اعدلوا بين أبنائكم) والعدل بينهم اتباع ما جاءت به السنة وما دل عليه الشرع، هذا هو العدل.

    وينبغي أن نعرف الفرق بين العدل والمساواة، الآن كثير من الناس يقول: الإسلام دين المساواة، وهذا غلط، ليس في القرآن كلمة مساواة أو أن الناس سواء، بل لو تأملت أكثر ما في القرآن تجد نفي المساواة: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ [الحديد:10]، لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:95]، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ [الرعد:16] وما أشبه ذلك، فأكثر ما في القرآن نفي للمساواة فيما بينهما اختلاف.

    في القرآن العدل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ [النحل:90] .. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]، وفرق بين العدل والمساواة، لو أخذنا بظاهر كلمة المساواة لقلنا: الذكر والأنثى سواء كما ينادي به الآن المتفرجون، لكن إذا قلنا العدل أعطينا الذكر ما يستحق والأنثى ما تستحق، ولهذا نرجو من إخواننا الكتاب وغير الكتاب أن ينتبهوا إلى هذه النقطة؛ لأن كلمة المساواة أدخلها بعض المعاصرين، والله أعلم كيف أدخلوها، قد يكون عن سوء فهم، وقد يكون لسبب آخر، إنما الدين دين العدل، والعدل إعطاء كل أحد ما يستحق.

    حكم التصدق من مال المجنون

    السؤال: امرأة كبيرة في السن تسكن عند إحدى بناتها، وهذه المرأة عندها مال، والآن هي ليست جيدة العقل، ومعتادة قبل أن يكون عقلها بهذا الشكل أن تعطي أطفال بناتها في رمضان أو في العيد، وكذلك تطعم في رمضان، والآن تقوم البنت بما كانت تقوم به الأم في السابق، والناس أنكروا عليها قالوا: ما يجوز أن تفعلي هذا الشيء، فما رأي سماحتكم؟

    الجواب: نعم. الصحيح الإنكار، أنه ينكر على البنت أن تتصرف بشيء من مال أمها الآن؛ لأن أمها لما كانت عاقلة فالأمر بيدها فلما اختل عقلها صار لا بد لها من ولي، ولهذا نقول لا تتصرف في شيء من مالها إلا بعد أخذ ولاية من المحكمة، فالواجب عليها الآن أن تذهب إلى المحكمة وتبلغ القاضي بالواقع، وتطلب الولاية على أمها.

    السائل: هل يحق للولي عمل نفس العمل؟

    الشيخ: إذا صار ولياً فإنه لا يتصرف في مالها إلا فيما هو لازم، أما التبرع فلا يتصرف فيه بشيء.

    المراد بقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)

    السؤال: ما المراد بقوله تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات:47] هل السماء تتوسع الآن أو لا كما هو موجود في بعض المقررات؟

    الجواب: يقول الله عز وجل عن نفسه أنه بنى السماء بأيد -أي: بقوة- كما قال تعالى وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً [النبأ:12] أي قوية: ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) أي: لموسعون فيها؛ وذلك لأن السماء إذا قارنت بينها وبين الأرض وجدت بينهما بعداً عظيماً في السعة، فالسماء على الأرض مثل القبة محيطة بها من كل جانب وبينها وبين الأرض ما لا يعلمه إلا الله عز وجل من المسافات البعيدة، هذا معنى قوله: ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ).

    أما أن نقول: ( لَمُوسِعُونَ ) في المستقبل وأنها كل مدى تتسع فهذا شيء لا نعلمه، بل ظاهر اللفظ أن الله أوسعها الآن، وأما أنها تتسع كلما مضى زمن فالله أعلم.

    السائل: موجود الآن في بعض المقررات أنها تتوسع الآن؟

    الشيخ: لا نستطيع أن نجزم بهذا، الآية لا تدل على هذا.

    حكم من وجد شيئاً ثميناً لا يعلم صاحبه ثم تاب إلى الله وأراد أن تبرأ ذمته من هذا الشيء

    السؤال: رجل كان مسافراً فوجد ساعة ثمينة في إحدى محطات البنـزين فأخذها ولا يعلم صاحبها، وبعد فترة تاب إلى الله وأراد أن يتخلص من هذه الساعة فهل يتصدق بها أو يعطيها لولي الأمر؟

    الجواب: الواجب عليه بعد أن تاب الله عليه ووفقه للتوبة أن يقدر قيمتها حيثما وجدها؛ لأنه يمكن أن يكون مر عليها زمن تغيرت فيه، فيقدر قيمتها اليوم بما تساوي لو كانت على الصفة التي وجدها عليها ثم يتصدق بها لصاحبها أو يبيعها، ثم يخرج الفرق بين قيمتها حين وجدها وبين قيمتها الآن ويتصدق به، مع ثمنها الذي باعها به.

    حكم إهداء ثواب العمل للحي

    السؤال: هل يجوز للحي أن يتبرع أو يعطي الأجر لحي آخر بأن يأخذ مثلاً كفالة أيتام واحدة له وواحدة لآخر بدون علمه لكن ينوي أن الأجر له؟

    الجواب: هذه اختلف فيها أهل العلم هل يجوز للحي أن يهدي ثواب العمل للحي أم لا؟

    كما اختلفوا أيضاً هل يجوز أن يهدي الحي للميت ثواب العمل في غير ما جاءت به السنة أم لا؟ والاحتياط للإنسان أن يفعل ما وجهه إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ولم يقل أو ولد صالح يعمل له، مع أن سياق الحديث في العمل، فلو كان العمل للوالدين من الأمور المطلوبة لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم وهما الوالدان فكيف بمن سواهما.

    لذلك نحن نحث إخواننا أن يجعلوا الأعمال الصالحة لأنفسهم، إذا أراد أن يتصدق بدرهم لأبيه أو لأمه فليجعله لنفسه، وليدع لوالديه متى شاء في الصلاة وبين الأذان والإقامة، وفي صلاة الليل أو في غير ذلك، هذا هو الأفضل، وهذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لكن مع ذلك لو تصدق عن والديه بصدقة أو حج أو اعتمر عنهما فلا بأس.

    الجمع بين ذم القرآن للذين يستخفون من الناس عند المعاصي وأمر السنة بالاستتار وعدم المجاهرة

    السؤال: ورد في القرآن الكريم ذم الذين يستخفون من الناس عند المعاصي يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ [النساء:108] وورد في السنة الأمر بالاستتار وعدم المجاهرة فما الجمع بينهما؟

    الجواب: الجمع بينهما أن الآية في المنافقين، المنافقون إذا كانوا جميعاً بيتوا ما لا يرضى الله عز وجل، وإذا كانوا مع الناس أظهروا للناس الحسنى وأنهم مسلمون.

    أما المؤمن العاصي فإنه إذا ابتلي بالمعصية فإن الأفضل ألا يجاهر بها وألا يخبر بها أحداً، وأن يستتر بستر الله ويتوب إلى الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، المجاهرون هم الذين يعملون السيئات ثم يصبحون يتحدثون للناس بما صنعوا، فمن أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله عز وجل ولا يخبر بها أحداً.

    حكم بيع الدراهم بدراهم مع الفضل

    السؤال: شخص له حق الاقتراض من بنك التنمية الحكومي، ولكن قد يتأخر ذلك القرض فيذهب إلى البنك ويأخذ مبلغاً أقل من قيمة القرض ويحيل البنك على الحكومة ليأخذ القرض كاملاً، ثم هو يسدد هذا المبلغ كاملاً للحكومة، فما حكم ذلك؟

    الجواب: هذا لا يجوز، لا يجوز للبنك أن يشتري الدراهم التي عند الحكومة بدراهم حاضرة، صورة المسألة أن يكون للإنسان اسم عند الحكومة في صندوق التنمية العقارية وهذا الاسم يتأخر إقراضه فيأتي الإنسان للبنك يقول هذا اسمي عند الحكومة قد وافقوا على الإقراض، فأعطني الآن كذا وكذا من الدراهم أقل مما تعطيه الحكومة وأنا أحيلك على الحكومة فيفعل البنك، فنقول: هذا لا يجوز؛ لأنه بيع دراهم بدراهم مع الفضل، وبيع ما لا يملك؛ لأن الإنسان لا يملك الذي عند الحكومة؛ لأن الحكومة قد تعطيه أو لا تعطيه، وفيه أيضاً جهالة، فهذه المعاملة معاملة محرمة والواجب على الإنسان إذا قدم للبنك ونزل اسمه أن ينتظر حتى ييسر الله الأمر.

    حكم صلاة من خلع الشراب بعد أن مسح عليها ثم أعادها من غير وضوء

    السؤال: توضأت أمس لصلاة الصبح بعد الصلاة لبست الشرابات ومسحت عليها لصلاة الظهر وصليت بها العصر، وبعد صلاة العصر نزعتها لمدة ساعة ولبستها ثانية وصليت المغرب، فلما انتهيت من صلاة المغرب صار عندي شك وسألت بعض الإخوان فقال: لابد أن تعيد صلاة المغرب. فما رأي سماحتكم؟

    الجواب: هذا صحيح، الإنسان إذا خلع الشراب بعد أن مسح عليها فإنه لا يمكن أن يعيدها إلا بعد وضوء وأنت أعدتها على غير وضوء ومسحت عليها المغرب.

    السائل: لبستها لأني على وضوء ولم أحدث؟

    الشيخ: لكن لبستها على وضوئك الأول الذي مسحت فيه الظهر هذا لا يجوز؛ لأنه لا بد أن يلبس الإنسان الشراب على طهارة قد غسلت فيها القدم، فعليك الآن إعادة صلاة المغرب، وإذا كنت لم تتوضأ أيضاً لصلاة العشاء وتغسل رجليك فعليك أن تعيد الصلاتين أيضاً المغرب والعشاء.

    حكم من نذر صوم ثلاثة أيام من كل شهر ولم يستطع الوفاء بسبب المرض

    السؤال: امرأة مرضت مرضاً شديداً فنذرت إن شفيت أن تصوم في كل شهر ثلاثة أيام، فلما شفيت صامت ولكن مرضت بعدها بعدة سنوات فلم تستطع أن تصوم فهل يصوم أحد أبنائها أو تطعم عن كل يوم؟

    الجواب: إذا كان مرضها هذا لا يرجى زواله فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، تطعم ثلاثة مساكين ولا يصام عنها؛ لأن الحي لا يصام عنه، إنما يصام عن الميت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه).

    حكم بيع الثياب القصيرة للبنات اللاتي عمرهن تسع أو عشر سنين

    السؤال: في بعض المحلات هداهم الله يبيعون الثياب القصيرة للبنات اللاتي عمرهن تسع وعشر سنين، أفلا يكون تعاوناً على الإثم والعدوان كما ذكر الله في الآية؟

    الجواب: بلى. بيع المحرم حرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه).

    حكم بقاء المرأة عند زوجها الذي يتعاطى المخدرات ويتهاون بالصلاة

    السؤال: امرأة عند رجل يرتكب بعض المعاصي والآثام الكبيرة كالمخدرات ونحو ذلك، وهي تعاني من هذا الرجل، وهي امرأة فيها صلاح وإيمان، نحسبها كذلك والله حسيبها، ماذا تعمل هذه المرأة وقد نصحت واهتمت لكي يترك هذا الرجل هذا المحرم، ويعود إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن بدون جدوى، فما رأيك هل تذهب إلى أهلها أو تصبر لعل الله يهديه، وكذلك أبناؤه يمنعهم من الصلاة، فنريد كلمة بسيطة حول هذا الموضوع؟

    الجواب: هذا الرجل الذي يفعل المحرمات هل يصلي أم لا يصلي؟

    السائل: يصلي بتهاون، أحياناً في البيت، وأحياناً في العمل، وأحياناً يتأخر.

    الجواب: أرى أنها إذا نصحته ولم يستفد فلها الحق في طلب الفسخ ويفسخ النكاح، لكن على كل حال مثل هذه الأمور قد يكون هناك أشياء ما تتمكن معها من الفسخ؛ لأنها معها أولاد، يحصل مشاكل في الفسخ، فإذا لم تصل معصيته إلى حد الكفر فلا حرج عليها أن تبقى معه خوفاً من المفسدة، أما إذا وصلت إلى حد الكفر مثل كونه لا يصلي فهذا لا تبقى معه طرفة عين.

    معنى قوله تعالى: (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون)

    السؤال: ما المقصود بقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ [المعارج:27]؟

    الجواب: المقصود بذلك: وصف هؤلاء بأمرين بالإيمان وبالخوف من عذاب الله، الإشفاق بمعنى: الخوف، وكونهم يخافون منه يدل على أنهم كانوا يؤمنون به، ففي هذا الثناء على من خاف من عذاب الله؛ لأن من خاف من شيء اتقاه، فإذا خاف من عذاب الله فلابد أن يتقي أسباب العذاب.

    معنى تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه

    السؤال: هل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة يدل على الاستحباب أو على الوجوب؟

    الجواب: إذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم أحداً على فعل عبادة، فإن كانت من هديه فهي مستحبة، وإن كانت من غير هديه لكن أقر عليها فهي من القسم الجائز الذي إذا فعله الإنسان لا ينكر عليه، مثاله: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية فكان إذا قرأ في الصلاة يختم بقل هو الله أحد، كلما قرأ ختم بقل هو الله أحد، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأقره، ولكن هذا ليس من السنة؛ لأنه لو كان من السنة لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم.

    حكم التأمينات الاجتماعية الإسلامية وصورتها

    السؤال: ظهر مؤخراً تأمينات تسمى التأمينات الاجتماعية الإسلامية، وصورتها أن تقوم شركة بجمع تأمينات من عند الشركات، فإذا قدرنا أنهم جمعوا مثلاً مليون ريال في آخر السنة، تأخذ الشركة أتعابها وتسدد خسائر بعض الشركات، وتوزع المال على الشركات التي تأخذ المال منها، فما حكم هذه التأمينات؟

    الجواب: ما يتبين لي في هذا حكم، وأخشى أن يتهاون الناس فيما يكون فيه خسارة بأن إذا عرف أن هذا مضمون فربما يتهاون.

    الواجب على من جامع أهله ولم ينزل وظل يصلي لمدة أسبوع دون غسل

    السؤال: رجل جامع أهله لكنه لم ينزل فصلى لمدة أسبوع وبعد ذلك قال أحد الشباب له: عليك الغسل وإعادة الصلاة فهل يجب ذلك أم لا؟

    الجواب: أولاً: يجب أن نعلم أن الغسل يجب بواحد من أمور ثلاثة: بالإنزال ولو بدون جماع، أو بالجماع ولو بدون إنزال، أو بالجماع والإنزال، وعلى هذا الرجل أن يعيد الصلاة التي صلاها قبل أن يغتسل؛ لأنه في الحقيقة عنده نوع من التفريط، والواجب عليه أن يسأل أهل العلم ويعيد هذه الصلوات جميعاً، بمعنى أنه لا يصلي كل صلاة مع نظيرتها بل يصليها جميعاً.

    حكم التيمم مع وجود الماء في أماكن بعيدة

    السؤال: يوجد مسجد المياه بعيدة منه، هل أتيمم أم أذهب أتوضأ من بعيد؟

    الجواب: لا يجوز للإنسان أن يتيمم إلا إذا عدم الماء كالإنسان المسافر، أو خاف الضرر باستعماله كالمريض، وأما إذا كان الماء بعيداً عنه لكنه قريب في البلد الذي به المسجد فإنه يذهب إلى الماء، ثم يتوضأ، ثم يصلي ولابد.

    حكم التوسل بالعمل الصالح

    السؤال: سمعنا عن الذين انطبقت عليهم الصخرة ودعوا الله بصالح أعمالهم، فهل التوسل بالعمل الصالح جائز؟

    الجواب: التوسل بصالح الأعمال جائز، مثلاً يكون عمل صالح فعله الإنسان وقال: اللهم إني فعلت كذا.. صليت.. تصدقت.. تعففت عن الزنا.. بررت والدي، اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك ففرج كربتي أو فاشف مرضي. هذا جائز لا بأس به، وهو من الأمور المشروعة حتى في ترك المعاصي؛ لأن أحد الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ترك المحرم، كانت له بنت عم وكان يحبها حباً شديداً وقد راودها عن نفسها فأبت، فألمت بها سنة من السنين، واحتاجت وجاءت إليه ومكنته من نفسها، فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته، قالت: يا عبد الله! اتق الله! ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام وتركها وهي أحب الناس إليه، تركها عفة وتقوى لله عز وجل، فتوسل إلى الله بهذا الترك للمحرم؛ لأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته إلا أنه لم يجامع، فلما ذكرته بالله قالت: اتق الله! ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قام عنها لا يخاف إلا الله عز وجل، فكان هذا سبباً في تفريج كربته.

    بيان الغسل المجزئ دون تبيين سننه وواجباته

    السؤال: عندنا شاب دائماً أراه في المسجد وإذا استفتاه أحد في غسل الجنابة وصف له الغسل المجزئ ولا يبين لهم سننه وواجباته ويتعلل بأنه لا يريد أن يشق على الناس فهل من كلمة لمثل هذا؟

    الجواب: هذا الرجل الذي لا يبين من الشرائع إلا ما كان فريضة يعتبر ممن كتم العلم؛ لأن الواجب على طالب العلم أن يبين الفريضة والسنة ثم يقول للناس هذه فريضة وهذه سنة، فمن أتى بفريضة أجزأه، ومن أتى بسنة زاد أجره، أما أن يكتم السنة مخافة أن يشق على الناس فهو والله ليس أرحم من الله، ولا أرحم من الرسول، فالرسول بين للناس المجزئ وبين لهم السنة. فأنصح هذا الأخ وصية مني له بواسطتك: قل له: يتقي الله ويبين للناس الواجب والمستحب، وإذا عمل الناس بالمستحب بناءً على ما أعطاهم من العلم كان له أجر، فهو يبين للناس الواجب ويبين المستحب، الزائد عن الواجب يقول: يا جماعة! إن اقتصرتم على الواجب برأت ذمتكم، وإن فعلتم المستحب فهو أكمل وأكثر لأجوركم.

    أما أن يكتم الحق خوفاً من أن يشق فالله المستعان، هل هو أرحم بالمؤمنين من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لا ما هو أرحم، الذي فعل المجزئ صح غسله، يعني: لو أنك غمست نفسك في بركة مثلاً أو بحر أو نهر ونويت الغسل من الجنابة وتمضمضت واستنشقت وطلعت ارتفعت عنك الجنابة، لكن الأفضل أن يغسل فرجه أولاً من أثر الجنابة، ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يحثي على رأسه ثلاث مرات ثم يغسل سائر جسده.

    حكم إحضار الخادمة من بلدها من غير محرم وحكم مبيتها في البيت الذي تعمل فيه

    السؤال: ما حكم إحضار الخادمة من بلدها من غير محرم، ثم إذا كانت هذه الخادمة موجودة أصلاً في نفس البلد هل يجوز أن تبيت في البيت الذي تعمل فيه من غير محرم؟

    الجواب: أما إحضارها من بلدها من غير محرم فهو حرام، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، وأما إذا كانت في البلد وأتى بها يستخدمها في بيته فهذه إن كانت تأتي وتقضي الحاجة وتذهب إلى بيتها فلا إشكال أيضاً أنه جائز.

    أما إذا كانت تبيت عنده فهذا على خطر لا سيما إذا كان عند شباب مراهقين فإنه يخشى من المفسدة كما جرى في بعض الأحيان، أما إذا لم يكن عند شباب فنرجو إن شاء الله ألا يكون فيها بأس، لكن التنـزه عنها أولى وأن تبقى في مكان آخر، وتأتي تقضي حاجته في الصباح وترجع؟

    السائل: وإذا كانت زوجته مدرسة ولا يوجد في البيت غيره؟

    الجواب: هذا لا يجوز. يلزم من هذا أن يخلو بها؛ لأن زوجته تخرج ولا يبقى في البيت إلا هو والخادمة.

    السائل: هو يخرج إلى العمل ولا يأتي إلا وزوجته تكون قد أتت قبله؟

    الشيخ: إذا كان ليس هناك خلوة فعلى ما قلنا في السؤال السابق.

    حكم تعيين صاحب المحل مبلغاً معيناً من العامل شهرياً

    السؤال: يوجد شخص عنده مؤسسة دائماً يفتح محلات يأتي بلوازم المحل هذا، ويأتي بأشخاص يعملون عنده فيقول: عليكم بأن تعملوا في هذا القسم -مثلاً- وأنا آخذ شهرياً منكم أربعة آلاف أو خمسة آلاف، ويجبرهم على ذلك، فهل يجوز هذا؟

    الجواب: هذا بارك الله فيك حرام، كون الإنسان يفتح محلاً ويأتي بعامل يعمل فيه ويقول: عليك كل شهر -مثلاً- ألف ريال أو ألفان أو أقل أو أكثر هذا حرام شرعاً وممنوع نظاماً، والدولة لا تسمح بهذا، إذا كان العامل أجنبياً وإذا كان أهلياً فهو حرام من جهة الشرع فلا يجوز، نعم لو فرض أنه جهز المال ثم جاء بإنسان وقال له: يا فلان! اعمل بهذا المال على النصف، نصف الربح لك ونصف الربح لي أو ثلاثة أرباع الربح لك وربعه لي، هذا لا بأس به؛ لأن هذه مضاربة.

    حكم تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ(المفرق)

    السؤال: جاء في الحديث عند البخاري عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام الملائكة فقالوا: (اضربوا له مثلاً -وجاء في آخر الحديث- قال: ومحمد رسول الله فرق بين الناس) فهل يجوز أن نسمي الرسول صلى الله عليه وسلم بالمُفَرِّق؟

    الجواب: لا. لأن التفريق على الإطلاق ذم، بل إن الرسول جمع الناس، وجمع الله به بعد الفرقة، وألف به بعد العداوة، وأعز به بعد الذل، ونصر به بعد الخذلان: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى [الضحى:6-8] وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار حين جمعهم: (ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي) فلا يمكن أن نسميه المفرق على الإطلاق.

    السائل: بل نقول: فرق بين الحق والباطل؟

    الشيخ: كما سمى الله القرآن فرقاناً؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل.

    امرأة اعتمرت دون إذن زوجها وهي عند أخيها

    السؤال: امرأة تسأل أنها اعتمرت مع أخيها ولم تستأذن من زوجها، علماً بأنها تسكن مع أهلها لوجود خلاف بينهما فما الحكم؟

    الجواب: المرأة إذا كانت عند أهلها على خلاف بينها وبين زوجها فإن كان الخطأ منه فلا حق له عليها، وإن كان الخطأ منها فقد أثمت، فينظر قد يكون الخطأ منه هو الذي نشز، وهو الذي اعتدى عليها، وهو الذي أضاع حقوقها فلا حق له عليها، لقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة:194] ولقوله: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل:126] ولقوله: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228] وأما إذا كانت هي المخطئة فعليها أن تتوب وترجع إلى بيت زوجها.

    السائل: والعمرة؟

    الشيخ: لا يجوز أن تعتمر إذا كان الخطأ منها، ولكن عمرتها صحيحة.

    حكم منع الصغار من الصلاة في الصفوف الأولى

    السؤال: حث رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار على الصف الأول فبعض الأئمة ينكرون على الصغار ويمنعونهم من الصف الأول وخاصة الوسط خلف الإمام فيقول لهم: ليس هذا مكانكم، والكبار ما يتقدمون فما رأيكم يا شيخ؟!

    الجواب: نقول للذي يمنع الصغار من الصف الأول أو من الصف وراء الإمام أين دليلك؟ ليس عنده دليل، الواجب أنه من سبق إلى مكان فهو أحق به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقيم الرجل أخاه فيجلس مكانه وقال: (من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به)، ولا دليل لهذا الرجل الذي يبعد الصغار عن الصف الأول بل في هذا جناية على هؤلاء الصبيان، وفيها أيضاً تنفير لهم عن المسجد، وفيها أيضاً كراهة الصغار لهذا الرجل.

    وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليليني منكم أولو الأحلام والنهى) فالمراد أنه أمر الكبار أن يتقدموا ليلوه ولم يقل: لا يلني إلا أولو الأحلام، لو قال: لا يليني إلا أولو الأحلام كنا نؤخر الصغار؛ لأنه نهى أن يليه إلا هؤلاء، أما وقد قال: (ليليني منكم) فالمعنى حثهم على التقدم، نعم لو فرض أن الصبي يحصل منه إفساد للمسجد أو تشويش على المصلين فهنا نؤدبه، إما بواسطة وليه أو مباشرة، فإن لم يتأدب منعناه حتى من دخول المسجد.

    السائل: وإذا احتاج الإمام إلى من يستنيبه كأن حدث لـه شيء في الصلاة ولم يجد وراءه إلا الصغار وهم ليسوا على استعداد لذلك؟

    الشيخ: أولاً بارك الله فيك متى تقع هذه المسألة؟ متى يحدث أن الإمام يحتاج إلى تقديم أحد؟ يمكن في السنة مرة، أنا في المسجد أكثر من ثلاثين سنة ما حدث هذا أبداً، هذه واحدة، والثانية: لا بأس أن يتقدم الصبي إذا كان قارئاً للقرآن ولو كان سنه عشر سنين نقدمه يصلي بالجماعة؛ لأنه ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤمكم أكثركم قرآناً) وعمرو بن سلمة الجرمي كان ذكياً وكان وهو ابن سبع سنين يتلقى الركبان ويأخذ منهم القرآن، فلما جاء الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه (يؤمكم أكثركم قرآناً) نظروا في القبيلة فلم يجدوا أكثر من هذا الصبي قرآناً فقدموه يصلي بهم وهو ابن سبع سنين، هذا في صحيح البخاري وكان عليه إزار قصير إذا سجد ارتفع مع السجود حتى تبدو عورته، فخرجت امرأة من الحي ذات يوم وهذا الصبي يصلي بالجماعة فقالت لهم: غطوا إست قارئكم، الإست هي: الدبر، والعرف أن الإست هو قبل المرأة وهو ليس كذلك، الإست هي: الدبر، فلما قالت هذه المرأة غطوا عنا إست قارئكم، اشتروا له قميصاً جديداً قال: فما فرحت بعد الإسلام فرحي بهذا القميص.

    السائل: والتمييز؟

    الشيخ: التمييز يكون غالباً في سبع سنين، ولكن قد يميز الصبي وعمره خمس سنين، قال محمود بن الربيع رضي الله عنه: [عقلت مجة مجها الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهي وأنا ابن خمس سنين] فبعض الصغار يكون ذكياً يميز وهو صغير، وبعضهم يبلغ ثماني سنين وما يميز.

    حكم تخيير الرجل للزوجة أن تتنازل عن بعض وقتها للزوجة الثانية أو يطلقها

    السؤال: هناك رجل متزوج باثنتين وحدث بينه وبين إحداهن صدود فخيرها بين أمرين: إما التسريح وإما أن تبقى معه على شرط أن تتنازل عن بعض وقتها للزوجة الثانية؟

    الجواب: لا حرج في هذا أن يقول: أنا لا أستطيع العدل بينكما؛ فإن شئت أن تبقي على ما أنا عليه أو أطلقك فله ذلك، ودليل هذا أن سودة بنت زمعة رضي الله عنها كانت كبيرة في السن فشعرت أن النبي صلى الله عليه وسلم سيطلقها فقالت: يا رسول الله ! إني وهبت يومي لـعائشة رضي الله عنها، وهبت يومها لـعائشة فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقسم لـعائشة يومين يومها ويوم سودة الذي تنازلت عنه رضي الله عنها، فهذا لا بأس به.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767974846